مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
الحرس الثوري الإيراني يعلن مسؤوليته عن الهجوم الصاروخي الذي استهدف مدينة أربيل ويؤكد أنه طال موقعاً تابعاً لإسرائيل هناك
مسؤولون إسرائيليون يرجّحون تأخُّر توقيع الاتفاق النووي مع إيران عدة أشهر بسبب روسيا
رئيس جهاز "الشاباك" زار الولايات المتحدة وحذّر من احتمالات اشتعال الأوضاع الأمنية في إسرائيل والمناطق المحتلة خلال رمضان المقبل
شاكيد: إسرائيل قررت زيادة عدد اللاجئين الأوكرانيين غير اليهود المسموح لهم بدخول أراضيها ممن لهم أقرباء في البلد
شركة الخطوط الجوية المغربية تدشن خط رحلات مباشرةً إلى إسرائيل
تقرير: وزير الخارجية الأوكراني رفض طلباً لتنسيق محادثة هاتفية مع وزير الخارجية الإسرائيلي على خلفية الاستياء الأوكراني من موقف إسرائيل المتعلق بالحرب التي تشنها روسيا
مقالات وتحليلات
الهجوم على أربيل يكشف جزءاً قليلاً من حرب المسيّرات المستمرة بين إسرائيل وإيران
أضرار الاجتياح الروسي: الأزمة ستؤثر أيضاً في غلاء المعيشة في إسرائيل
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 14/3/2022
الحرس الثوري الإيراني يعلن مسؤوليته عن الهجوم الصاروخي الذي استهدف مدينة أربيل ويؤكد أنه طال موقعاً تابعاً لإسرائيل هناك

أعلن الحرس الثوري الإيراني مسؤوليته عن الهجوم الصاروخي الذي استهدف الليلة قبل الماضية مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، وأكد أن القصف طال موقعاً تابعاً لإسرائيل هناك.

وذكر الحرس الثوري في بيان صدر عن مركز العلاقات العامة التابع له أمس (الأحد)، أنه شنّ ضربات بصواريخ قوية ودقيقة على "المركز الاستراتيجي للتآمر وجرائم الصهاينة" في أربيل. وشدّد البيان على أن الهجوم نُفّذ في إثر الجرائم الأخيرة لإسرائيل وإعلان طهران السابق أنها لن تترك جرائم وشرور إسرائيل من دون رد.

وحذّر البيان إسرائيل من أن تكرار أي جريمة أو سوء تصرف سيواجَه بردات فعل قاسية وحاسمة ومدمرة.

وأشار البيان إلى أن أمن وسلام إيران هما خط أحمر للقوات المسلحة الايرانية، وأكد أنه لن يتم السماح لأحد بتهديدهما.

وكانت وزارة الداخلية في إقليم كردستان العراق أعلنت أن الهجوم نُفّذ بـ12 صاروخاً بالستياً بعيد المدى أُطلقت من خارج حدود البلد صوب المقر الجديد للقنصلية الأميركية في أربيل والمناطق المدنية السكنية القريبة من مبنى قناة كردستان 24 ومحيطها.

ونشرت وسائل إعلام مؤيدة للحرس الثوري الإيراني عقب الهجوم نصوصاً في مواقع التواصل الاجتماعي تشير إلى أن القصف نُفّذ رداً على اغتيال قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني وسقوط قتلى إيرانيين جرّاء الغارات الإسرائيلية على سورية.

"يسرائيل هيوم"، 14/3/2022
مسؤولون إسرائيليون يرجّحون تأخُّر توقيع الاتفاق النووي مع إيران عدة أشهر بسبب روسيا

نقلت إذاعة "كان" الإسرائيلية [تابعة لهيئة البث الرسمية الجديدة] أمس (الأحد) عن مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى قولهم إن توقيع الاتفاق النووي مع إيران يمكن أن يتأخر عدة أشهر بسبب معارضة روسيا، وأكدوا أن ذلك من شأنه أن يجعل الاتفاق غير ذي صلة وغير مُجدٍ.

وأكد هؤلاء المسؤولون الإسرائيليون في الوقت نفسه أن الهجوم الإيراني، الذي استهدف القنصلية الأميركية في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق الليلة قبل الماضية، يضع صعوبات أمام الذين يؤيدون التوصل إلى اتفاق مع إيران في صفوف الإدارة الأميركية.

وقال دبلوماسيون غربيون إن الغرب يعارض طلبات روسيا بضمان تجارتها مع إيران على الرغم من العقوبات المفروضة عليها بسبب الحرب في أوكرانيا، وحذروا من احتمال أن يتسبب هذا الموقف الروسي بانهيار اتفاق نووي شبه مكتمل، مشيرين إلى أنه قبل هذه الطلبات الروسية الجديدة كانت إيران والدول الغربية قد اتفقت تقريباً على كل شيء.

وكانت ألمانيا وبريطانيا وفرنسا حذّرت أول أمس (السبت) من أن التفاوض مع إيران بشأن إحياء الاتفاق النووي قد ينهار بسبب المطالب الروسية، وهو ما يحرم الشعب الإيراني من رفع العقوبات، والمجتمع الدولي من الضمانات المطلوبة المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني.

وحضّت الدول الأوروبية الثلاث المنضوية في الاتفاق النووي الإيراني على عدم استغلال المباحثات الهادفة إلى إحيائه، وذلك بعد توقُّفها بسبب مطالب روسية من واشنطن، على خلفية الأزمة الأوكرانية.

 

موقع Ynet ، 14/3/2022
رئيس جهاز "الشاباك" زار الولايات المتحدة وحذّر من احتمالات اشتعال الأوضاع الأمنية في إسرائيل والمناطق المحتلة خلال رمضان المقبل

قال رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي ["الشاباك"] رونين بار إن احتمالات اشتعال الأوضاع الأمنية في إسرائيل والمناطق [المحتلة] خلال شهر رمضان المقبل كبيرة.

وجاءت أقوال بار هذه خلال الاجتماعات التي عقدها مع مسؤولين أميركيين في أول زيارة قام بها إلى الولايات منذ توليه مهمات منصبه قبل 5 أشهر، وعاد منها أمس (الأحد).

وعقد بار خلال زيارته هذه اجتماعاً مع مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية  FBI كريستوفر راي، ومسؤولين أمنيين أميركيين آخرين، وبحث معهم التحديات الأمنية المشتركة للولايات المتحدة وإسرائيل، وقضايا تتعلق بالدفاع السيبراني واتفاقيات تكنولوجية والحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا.

كما تطرقت الاجتماعات إلى الموضوع الفلسطيني، وفي هذا الإطار حذّر رئيس "الشاباك" من احتمال حدوث اشتعال أمني خلال شهر رمضان.

يُشار إلى أن جهاز "الشاباك" وقيادة الجيش الإسرائيلي حذّرا أكثر من مرة في الفترة الأخيرة من احتمال اشتعال كهذا، على خلفية إمكان قيام اليمين الإسرائيلي بتنظيم مسيرات في القدس الشرقية خلال عيد الفصح العبري الذي سيحلّ خلال شهر رمضان.

 

"معاريف"، 14/3/2022
شاكيد: إسرائيل قررت زيادة عدد اللاجئين الأوكرانيين غير اليهود المسموح لهم بدخول أراضيها ممن لهم أقرباء في البلد

قالت وزيرة الداخلية الإسرائيلية أييلت شاكيد إن إسرائيل قررت زيادة عدد اللاجئين الأوكرانيين من غير اليهود، والمسموح لهم بدخول أراضيها ممن لهم أقرباء من أي درجة في البلد.

وأضافت شاكيد في سياق مؤتمر صحافي عقدته في مطار بن غوريون الدولي أمس (الأحد)، أن إسرائيل تستقبل بترحاب كل لاجئ، لكنها مع ذلك لا تنسى أنها البيت القومي للشعب اليهودي قبل كل شيء، وستركز جهودها على استيعاب يهود أوكرانيا.

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت لمّح في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية أمس، إلى أن مكوث اللاجئين في إسرائيل سيكون موقتاً.

"يديعوت أحرونوت"، 14/3/2022
شركة الخطوط الجوية المغربية تدشن خط رحلات مباشرةً إلى إسرائيل

دشنت شركة الخطوط الجوية المغربية أمس (الأحد) خط رحلات مباشرةً إلى إسرائيل، إذ أقلعت طائرة من مطار محمد الخامس في الدار البيضاء وعلى متنها وفد من رجال أعمال محليين، متوجهة إلى مطار بن غوريون الدولي.

وفي هذه المناسبة، قال السفير الإسرائيلي في المغرب ديفيد غوفرين في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "أدعو إخوتنا المغاربة إلى زيارة إسرائيل واكتشاف ثقافتها والوقوف على المكانة الكبيرة التي يحتلها المغرب والمغاربة في قلوب الإسرائيليين".

 

"هآرتس"، 14/3/2022
تقرير: وزير الخارجية الأوكراني رفض طلباً لتنسيق محادثة هاتفية مع وزير الخارجية الإسرائيلي على خلفية الاستياء الأوكراني من موقف إسرائيل المتعلق بالحرب التي تشنها روسيا

علمت صحيفة "هآرتس" من مسؤول رفيع المستوى في الحكومة الأوكرانية بأن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا رفض الأسبوع الماضي طلباً لتنسيق محادثة هاتفية مع وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد، وذلك على خلفية الاستياء الأوكراني من الموقف الإسرائيلي المتعلق بالحرب التي تشنها روسيا على جارتها.

وأضاف المسؤول الأوكراني نفسه أن كوليبا تذرّع بأنه مشغول في أمور أُخرى.

من ناحية أًخرى، أشار المسؤول إلى أن لبيد لم يعطِ حتى الآن رداً إيجابياً على دعوة لزيارة كييف وجّهها إليه نائب وزير الخارجية الأوكراني الذي قام بزيارة إلى إسرائيل قبل نحو أسبوعين من اندلاع الحرب.

وعلمت "هآرتس" أيضاً بأن سلوك كوليبا هذا لم يفاجئ المسؤولين في إسرائيل، كونهم يعتبرونه أحد أكثر المسؤولين الأوكرانيين انتقاداً للموقف الإسرائيلي حيال الحرب الروسية، كما أنه كان من الرافضين لقيام رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت بالسفر إلى موسكو في خضم الحرب للاجتماع بالرئيس فلاديمير بوتين، ويدأب على انتقاد عدم انضمام إسرائيل إلى العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا ورفضها تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا. ولا يُعدّ كوليبا المسؤول الوحيد في الحكومة الأوكرانية الذي يعبّر عن استيائه من السعي الإسرائيلي للحفاظ على الحياد، إذ إن وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف يحذّر هو أيضاً من أن عدم اتخاذ إسرائيل موقفاً واضحاً ضد روسيا من شأنه أن يقوّض الثقة بين كييف والقدس.

يُذكر أن لبيد هو أرفع شخصية في الحكومة الإسرائيلية دانت الهجوم الروسي على أوكرانيا، وفعل ذلك حتى الآن 4 مرات، كان آخرها أمس في سياق تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في ختام الاجتماع الذي عقده مع وزير الخارجية الروماني بوغدان أوريسكو في بوخارست، وقال فيها إنه لا يوجد أي مبرّر للغزو الروسي، ودعا موسكو إلى وقف إطلاق النار والهجمات العسكرية وحلّ المشاكل حول طاولة المفاوضات.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 13/3/2022
الهجوم على أربيل يكشف جزءاً قليلاً من حرب المسيّرات المستمرة بين إسرائيل وإيران
عاموس هرئيل - محلل عسكري
  • إعلان إيران، فجر اليوم (الأحد)، مسؤوليتها عن الهجوم على مدينة أربيل في الإقليم الكردي في شمال العراق، يكشف قطرة من حرب المسيّرات والصواريخ والحرب السيبرانية، التي تدور منذ فترة طويلة بين إيران وإسرائيل. جزء من هذه الضربات المتبادلة يجري من تحت الرادار، وجزء يعلَن عنه فقط بعد مرور وقت. ويمكن اعتبار الهجوم الأخير حادثة أساسية، مثل إسقاط مسيّرة إيرانية تسللت إلى إسرائيل في شباط/فبراير 2018، أو محاولة القيام بهجوم سيبراني إيراني ضد شبكة المياه الإسرائيلية في نيسان/أبريل 2020.
  • عموماً، من الواضح أن الإيرانيين تبنّوا سياسة الرد على كل هجوم إسرائيلي كبير، وبالتأكيد، على هجوم أوقع ضحايا. في الأسبوع الماضي، جرى الحديث عن مقتل ضابطين من الحرس الثوري الإيراني في هجوم جوي على منطقة مطار دمشق الدولي في سورية، نُسب إلى إسرائيل. مع ذلك، المدة الزمنية التي تفصل بين الحادثتين قصيرة جداً، ومن المحتمل أن يكون الإيرانيون اختاروا، عموماً، الرد على هجمات سابقة ضدهم.
  • الصواريخ على أربيل أُطلقت في الليل. في البداية، ظهرت تقديرات تقول إن الهدف أميركي، لكن خلال النهار ادّعت وسائل إعلام مقربة من إيران أن الهدف كان إسرائيلياً. عند الظهر، أعلن الحرس الثوري الإيراني أنه هو الذي نفّذ الهجوم الذي استهدف "مركزاً للاستخبارات الإسرائيلية"، وحذّر إسرائيل من أن "الرد سيكون مدمراً في المرة المقبلة "...
  • هذه ليست أول مرة يدّعي الإيرانيون وجود قاعدة إسرائيلية سرية في أربيل. في نيسان/أبريل الماضي، تحدثت تقارير في وسائل إعلامية إيرانية عن إطلاق صواريخ ومسيّرات لمهاجمة المنطقة عينها، حول مطار أربيل، وأن الهجوم أسفر عن جرح عناصر من الموساد. ومنذ أعوام، تتحدث وسائل إعلام أجنبية عن نشاط سرّي إسرائيلي في إقليم كردستان وأذربيجان، بالقرب من الحدود الإيرانية. من حيث المبدأ، يبدو أن هناك منطقاً ما في ذلك، لأن التواجد هناك يجعل نطاق إصابة إسرائيل للإيرانيين قصيراً للغاية.
  • من المثير للاهتمام في هذا السياق التنصّل الأميركي. فبعد تقارير أولية هذا الصباح ذكرت أن الولايات المتحدة هي الهدف المحتمل، سارعت نائبة وزير الخارجية ويندي شيرمان إلى الإعلان أن الإدارة الأميركية لا تعتقد أن القنصلية الأميركية في أربيل هي هدف الهجوم. وسبق للإدارة الأميركية أن قامت بمناورة شبيهة عندما سرّبت أن هجمات الميليشيات الشيعية الموالية لإيران في سورية ضد القاعدة الأميركية في التنف كانت، عموماً، انتقاماً لعمليات إسرائيلية. في مقابل ذلك، أظهرت الحكومة الكردية توجّهاً مختلفاً، إذ ذكر بيان صادر اليوم أن المقصود عدوان إيراني موجّه ضد مبنى مدني بالكامل.

العلاقة بفيينا

  • تجري هذه المعركة المحدودة في ظل تطورين كبيرين في الساحة الدولية: الحرب في أوكرانيا وتأثيرها في علاقات روسيا مع الولايات المتحدة والمفاوضات المستمرة بشأن الاتفاق النووي الجديد في فيينا بين الدول الكبرى وبين إيران. توجد صلة معينة بين الأمور. بالاستناد إلى تقارير من فيينا، كانت الأطراف على وشك التوصل إلى اتفاق جديد. لكن في اللحظة الأخيرة برزت مشكلة: طالبت روسيا بالحصول على ضمانات تضمن لها استمرار تجارتها مع إيران في حال عودة إيران إلى الاتفاق النووي، من دون أن يكون لذلك علاقة بالعقوبات التي فرضها المجتمع الدولي عليها في أعقاب غزوها لأوكرانيا.
  • في نهاية الأسبوع الماضي، حذّرت بريطانيا وفرنسا وألمانيا موسكو من أن مطالبها الجديدة يمكن أن تؤدي إلى انهيار الاتفاق النووي الذي كان على عتبة التوقيع، بحسب كلامهم. مع ذلك، يقولون في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إن إيران أيضاً يمكن أن تضع عقبات على أمل الحصول على تنازلات إضافية من الدول الكبرى، عشية التوقيع.
  • في إسرائيل يشعرون بالقلق، لأن إدارة بايدن غارقة كلها في تداعيات الحرب في أوكرانيا ولا تبدو مهتمة بطرح مطالب أكثر حزماً حيال إيران في الاتفاق النووي الجديد. إسرائيل كانت تريد من الولايات المتحدة استكمال توضيح "ملفات مفتوحة" – أربع منشآت هناك شك في أن الإيرانيين يقومون فيها بنشاطات نووية ممنوعة، ولم تتمكن وكالة الطاقة الدولية من الانتهاء من فحصها. كذلك، هناك قلق يتعلق بتفاصيل ترتيبات إخراج مخزون اليورانيوم المخصّب من إيران، في إطار الاتفاق الجديد. في الاتفاق القديم العائد إلى سنة 2015، الذي انسحبت الولايات المتحدة منه في سنة 2018، بتأثير من رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو، نُقل المخزون إلى روسيا.
  • مصادر أمنية قالت لـ"هآرتس" إن إيران واصلت في الأشهر الأخيرة تخصيب اليورانيوم على درجة عالية بصورة تجعلها على مسافة أسابيع معدودة من تخزين يورانيوم بكميات تكفي لإنتاج قنبلة نووية واحدة. مع ذلك، حتى بعد التوصل إلى تحقيق مثل هذا الهدف – الإيرانيون حذرون في هذه الأثناء من تحقيقه – يبقى هناك حاجة إلى تركيب هذه القنبلة على رأس حربي لصاروخ باليستي، وهذه العملية، بحسب تقديرات استخباراتية مختلفة، يمكن أن تستغرق عاماً أو عامين.

 

"معاريف"، 14/3/2022
أضرار الاجتياح الروسي: الأزمة ستؤثر أيضاً في غلاء المعيشة في إسرائيل
أفرايم غانور - محلل سياسي
  • التاريخ العالمي سيُظهر اسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على القائمة السوداء للزعماء الذين جلبوا إلى العالم قتلاً وخراباً وكوارث إنسانية ودماراً اقتصادياً. وبينما لا يزال الاجتياح الروسي لأوكرانيا في ذروته، والخناق الروسي يشتد على العاصمة كييف، ومئات آلاف اللاجئين يواصلون الهرب من بين أنقاض مدنهم وقراهم في أوكرانيا، ومن خطر الشر الروسي الوحشي، تتضح، أكثر فأكثر، صورة الأزمة الاقتصادية العالمية التي تسبّب بها هذا الاجتياح لعالمنا.
  • بدأت الدلائل الأولى لهذه الأزمة تتجلى من خلال ارتفاع أسعار الطاقة - الوقود والغاز والفحم- ومعها الارتفاع في أسعار الحبوب- القمح والشعير والذرة. بالإضافة إلى ذلك، فإن العقوبات على روسيا، وهي من الدول الأساسية المصدِّرة للألومينيوم والحديد، بدأت تترك بصماتها على صناعة المعادن. وروسيا هي الدولة الثانية المصدِّرة للنفط في العالم بعد السعودية، وفي الأيام العادية تصدِّر ما بين 4 و5 ملايين برميل من النفط الخام، يومياً.
  • الولايات المتحدة التي بادرت إلى فرض العقوبات ضد روسيا، هي من أقل الدول المستهلِكة للنفط الروسي، لأن معظم النفط الذي تستورده يأتي من كندا والمكسيك والسعودية. أي أن الولايات المتحدة لن تتضرر قط من العقوبات المفروضة على النفط الروسي. الدول المتضررة هي هولندة وألمانيا وكوريا الجنوبية وبولندة. وأكبر دولة مستوردة للنفط من روسيا هي الصين، التي بالتأكيد لن تشارك في العقوبات المفروضة على النفط الروسي. لذا، العقوبات المفروضة على النفط الروسي ستضرّ في الأساس بالدول الأوروبية المستهلِكة له، وستجد روسيا بدائل لتسويق النفط في الصين والهند واليابان.
  • في هذه الأثناء، الارتفاع في أسعار الطاقة جرّاء العقوبات، وكذلك الارتفاع في أسعار الحبوب - سيؤدي إلى أزمة عالمية لا تزال تداعياتها الكاملة غير واضحة. من الواضح أن المتضرر الأول والأكثر حدة سيكون الدول الفقيرة، حيث تُعتبر الحبوب منتوجاً أساسياً. كما تثير العقوبات على روسيا قلقاً كبيراً لدى شبكة المصارف الأوروبية، إذ يصل ديْن روسيا الخارجي إلى نحو 100 مليار دولار، في الأساس لدى مصارف في النمسا وفرنسا وإيطاليا.
  • هذا الديْن يثير القلق، بينما يسير الروبل والاقتصاد الروسي على طريق أزمة حادة. والجهة التي ستتكبد خسائر جرّاء العقوبات هي صناديق التقاعد والصناديق المالية للحكومات والمصارف في أوروبا، والتي تستثمر أموالها في مجالات استثمارية لها علاقة بمصادر الطاقة الروسية.
  • وكما هو معروف، هناك رابحون من مثل هذه الحروب والأزمات العالمية. ويبدو حتى هذه اللحظة أن الرابح هو الأميركيون الذين يرون كيف يغرق بوتين في الوحل الأوكراني وتتزعزع مكانته، ويتكبد الاقتصاد الروسي ضربات قاسية على يديه؛ من دون إطلاق رصاصة أميركية واحدة، ومن دون إرسال جندي أميركي واحد. وهناك رابح آخر من الحرب هو الصين التي ترى الأميركيين يتشاجرون مع بوتين. الآن، تزداد قدرة الصين على شراء النفط الروسي، وهي قادرة على السيطرة على العقود، في الأساس في أوروبا التي ستكون عرضة للتأثيرات السلبية للأزمة.
  • أيضاً في إسرائيل، الأزمة ستؤثر في غلاء المعيشة. مع ذلك، هناك عزاء صغير، الاتفاق النووي الذي يجب أن يوقَّع بين إيران والدول الكبرى، إذ إن روسيا التي لا تريد أن تصبح إيران مزوِّداً مهماً بالنفط على حسابها، لن تسمح للإيرانيين بذلك، وستدعم ما فيه الخير بالنسبة إلى دولة إسرائيل.