مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
ذكر بيان صادر عن الهيئة الوطنية للأمن السيبراني الإسرائيلي أن العديد من المواقع الإلكترونية التابعة للحكومة الإسرائيلية تعطلت مساء أول أمس (الاثنين) نتيجة ما وصفته بأنه "أكبر هجوم سيبراني تتعرض له إسرائيل"، وأشار إلى أن الهيئة أعلنت حالة الطوارئ لمواجهة هذا الهجوم.
وأشار البيان إلى أن هذا الهجوم السيبراني تسبب بحجب خدمةDDoS عن مزوّد الاتصالات، وهو ما أدى إلى تعطيل الوصول إلى عدد من المواقع، بينها مواقع حكومية، لفترة وجيزة.
وبين المواقع التي تعرضت للهجوم مواقع وزارات الداخلية والصحة والعدل والرفاه الاجتماعي، وموقع رئيس الحكومة، وجميعها تقع ضمن المجال الحكومي gov.il.www.
بموازاة ذلك، عقد وزير الاتصال الإسرائيلي يوعز هندل جلسة خاصة لتقييم الوضع، كما تم إشراك جهات في الجيش الإسرائيلي وأجهزة أمنية أُخرى في محاولات صدّ الهجوم.
وأكد هندل تعرُّض مواقع حكومية إسرائيلية لهجوم سيبراني، وقال إنه لا يوجد تخوّف من احتمال تسريب معلومات.
وقال مسؤول أمني إسرائيلي رفيع المستوى إن هذا الهجوم السيبراني يُعدّ الأكبر على الإطلاق ضد إسرائيل، لكنه ليس معقداً، ورجّح وقوف جهة حكومية أو منظمة كبيرة وراءه.
قال بيان صادر عن وحدة التحقيقات الداخلية في الشرطة الإسرائيلية ["ماحش"] التابعة لوزارة العدل إنها بدأت بإجراء تحقيق لتقصّي وقائع قيام الشرطة، فجر أمس (الثلاثاء)، بإطلاق النار على الشاب البدوي سند سلام الهربد (27 عاماً) في رهط [جنوب إسرائيل] بحجة أنه صوّب مسدسه نحوها خلال تبادُل لإطلاق النار في المدينة.
وكان بيان صادر عن الناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية أشار إلى أن الهربد لقي مصرعه خلال قيام قوة خاصة من المستعربين تابعة للشرطة، بمرافقة عناصر من جهاز الأمن العام ["الشاباك"]، بمداهمة مدينة رهط لاعتقال فلسطينيين من المناطق [المحتلة] تسللوا إلى إسرائيل بصورة غير قانونية. وأضاف البيان أن القوات الخاصة تعرضت خلال المداهمة لعملية إطلاق نار من طرف ثلاثة أشخاص قام أحدهم، وهو الهربد، بتصويب مسدسه نحوها من مسافة قريبة في أثناء تبادُل إطلاق النار، وهو ما دفع أفراداً من القوة إلى إطلاق النار عليه وقتله.
في المقابل، أكدت عائلة الهربد ورئيس بلدية رهط فايز أبو صهيبان أن القتيل كان غادر منزله في طريقه إلى عمله في وسط إسرائيل عندما اعترضته قوات الشرطة وأطلقت النار عليه.
وأكد أبو صهيبان أن الهربد لا علاقة له بالأشخاص الذين تلاحقهم الشرطة، وربما لم يكن يعرف حتى أنهم من رجال الشرطة لأنهم كانوا يرتدون ملابس مدنية.
وادّعى وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومر بار ليف، في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع "تويتر" مساء أمس، أن الشرطي الذي أطلق النار على الهربد وأرداه قتيلاً قام بذلك دفاعاً عن النفس.
كما أعلن القائد العام للشرطة الإسرائيلية يعقوب شبتاي دعمه لأفراد وحدة المستعربين الذين قتلوا الهربد وكرّر الادعاء بأنهم فعلوا ذلك بعد أن قام بإطلاق النار في اتجاههم خلال عملية المداهمة المشتركة مع جهاز "الشاباك" في رهط.
ذكر بيان صادر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية أن وزير الخارجية يائير لبيد أجرى أمس (الثلاثاء) محادثة هاتفية مع وزير الخارجية الأوكراني ديمترو كوليبا، كرّر خلالها قوله إن روسيا لن تلتف على العقوبات بواسطة إسرائيل.
وأضاف البيان أن كوليبا شكر إسرائيل على جهود الوساطة التي تبذلها، وعلى موقفها من مسألة العقوبات المفروضة على روسيا. وأشار إلى أن لبيد أطلع كوليبا على المساعدات الإنسانية التي أرسلتها إسرائيل إلى أوكرانيا، وعلى مبادرتها إلى إقامة مستشفى ميداني، وأن كوليبا أعرب عن تقديره لسياسة إسرائيل فيما يتعلق باستيعاب اللاجئين، وتعهد بأن يبقى على اتصال دائم بنظيره الإسرائيلي.
وجاءت هذه المحادثة الهاتفية بعد أن رفض كوليبا الأسبوع الفائت طلباً تقدمت به وزارة الخارجية الإسرائيلية لتنسيق محادثة هاتفية مع لبيد، وذلك في ظل الاستياء الأوكراني من الموقف الإسرائيلي المتعلق بالحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا.
من ناحية أُخرى، عقد رئيس الكنيست الإسرائيلي ميكي ليفي أمس اجتماعاً مع السفير الأوكراني في إسرائيل يفغين كورنيتشوك، واتفق معه على أن يلقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خطاباً أمام أعضاء الكنيست من خلال تطبيق "زووم" خلال الأسبوع المقبل. وسيتم بث الخطاب عبر وسائل إعلام إسرائيلية، وسيكون بالإمكان مشاهدته في شبكة الإنترنت.
وكان ليفي أعلن الأسبوع الماضي أنه ليس بالإمكان إلقاء الخطاب أمام الهيئة العامة للكنيست لأنها خرجت إلى عطلة الربيع.
والتقى السفير الأوكراني رئيس متحف "يد فَشِيم" لتخليد ذكرى ضحايا الهولوكوست داني دايان قبل يومين، وطلب منه تنظيم اجتماع في المتحف، بمشاركة أعضاء كنيست ورؤساء بلديات وشخصيات عامة، للاستماع إلى خطاب يلقيه زيلينسكي، لكن دايان تحفّظ عن هذه الفكرة.
وأكد السفير الأوكراني لدايان أن خطاب زيلينسكي هذا لن يكون بديلاً من خطابه أمام أعضاء الكنيست، وأشار إلى أن هذا الأخير معني بإلقاء خطاب في المتحف لكونه يهودياً، وكذلك لأن ما تفعله روسيا في أوكرانيا هو بمثابة "إبادة شعب"، وأن المتحف تأسس من أجل تخليد ذكرى ضحايا عمليات إبادة شعب، غير أن دايان تحفّظ عن استخدام السفير الأوكراني مصطلح "إبادة شعب"، وعن مجرّد عقد مقارنة بين ما يحدث في أراضي أوكرانيا وما حدث في إبان الهولوكوست.
قال قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي، خلال جلسة استماع عقدتها لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي مساء أمس (الثلاثاء)، إن إيران تمتلك 3000 صاروخ بالستي من أنواع مختلفة، وأكد أن جزءاً منها يمكن أن يصل إلى مدينة تل أبيب [وسط إسرائيل].
وأشار ماكنزي، الذي ينهي مهمات منصبه هذه الأيام، إلى أن هذه الصواريخ الإيرانية لا يمكنها الوصول إلى أوروبا، لكنه في الوقت عينه لفت إلى أنه خلال الخمسة إلى السبعة أعوام الأخيرة قامت إيران باستثمار موارد كثيرة في برنامج صواريخها بهدف زيادة مدى الصواريخ وزيادة دقتها. وقال: "رأينا ذلك في الهجوم على القاعدة الأميركية في عين الأسد في العراق في كانون الثاني/يناير 2020 [بعد اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني)، ففي حينه، أصابت الصواريخ بدقة عدة عشرات من الأمتار".
وأكد ماكنزي أن إيران لا تزال تُعتبر التهديد الأكبر للمصالح الأميركية، ولأمن منطقة الشرق الأوسط. وشدّد على أن القدرات البالستية الإيرانية تشكل تهديداً وجودياً لأمن كل دولة في المنطقة، بما يشمل الشركاء القريبين من الولايات المتحدة.
كما شدّد الجنرال الأميركي على أن إيران ضاعفت في الفترة الأخيرة هجماتها ضد السعودية والإمارات العربية المتحدة عن طريق الحوثيين في اليمن، وأشاد أيضاً بدخول إسرائيل ضمن نطاق مسؤولية القيادة المركزية الأميركية.
وتطرّق ماكنزي إلى الاتفاق النووي مع إيران، فقال إن سياسة الولايات المتحدة تقضي بألّا يكون لدى إيران سلاح نووي. وأشار إلى أن العودة إلى الاتفاق من الممكن ألاّ تكون الخطوة المثالية، لكنها خطوة مهمة من أجل الوصول إلى الهدف الأسمى. وقال: "أمّا على المستوى العسكري، فإن مصدر مخاوفي الأساسية الآن هو ارتفاع عدد وكفاءة الصواريخ البالستية التي بحيازة إيران، كما أن مسيّراتهم الهجومية تقلقنا جداً". وأضاف أن الهدف الذي سعى لتحقيقه خلال ولايته هو ردع إيران عن تنفيذ هجمات واسعة، مشيراً إلى أنه كان هناك نجاحات في هذا الشأن، لكن هذا لم يكن كاملاً، وقال: "إن إيران ارتدعت عن تنفيذ هجمات مباشرة ضدنا، لكن لا يمكنني معرفة كيف سيكون الوضع في المستقبل".
- تدمير المسيّرات الإيرانية في قاعدتها الأم في إيران في الشهر الماضي، والمنسوب إلى إسرائيل، كان نجاحاً باهراً لإسرائيل، بحسب التقديرات. وهو يدل، مثل حوادث سابقة، على القدرة الاستخباراتية والعملانية العالية للموساد، بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي، والتي تسمح بهجمات محدودة على أهداف استراتيجية في إيران.
- وبعكس الماضي، ظل هذا الهجوم سرّياً قرابة الشهر، إلى أن كشفت عنه أمس صحيفة "هآرتس" (بعد نشر تلميحات بشأنه في مطلع الأسبوع في وسائل إعلامية لبنانية). من المحتمل أنه لم يكن من السهل على الإيرانيين الاعتراف بأنهم تعرضوا للاختراق مجدداً وهوجموا، ومن المحتمل أنهم طلبوا إخفاء حجم الضرر الذي تعرّض له الموقع السري في كرمنشاه - بضع مئات من المسيّرات من أنواع مختلفة جرى تدميرها على الأرض- أو أنهم أرادوا الرد أولاً كما حاولوا أن يفعلوا في مطلع الأسبوع عندما أطلقوا مسيّرات نحو منشأة في كردستان، بحجة أنها تابعة للموساد.
- على أي حال، يدل تعاقُب الأحداث مجدداً على أن الحرب بين إسرائيل وإيران أصبحت أكثر عنفاً وعلنية من السابق. صحيح أن إسرائيل تحافظ على السرية (في التنفيذ، وفي تحمُّل المسؤولية)، عندما تتحرك على الأراضي الإيرانية، لكن يبدو أنها مستعدة للمخاطرة أكثر من الماضي من أجل عرقلة القدرة العملانية للإيرانيين وردعهم.
- وهذه سياسة ذكية من المتوقع أن تزداد بعد توقيع الاتفاق النووي من جديد. بموجب الاتفاق، ستُمنع إسرائيل من العمل ضد منشآت تخصيب اليورانيوم، لكنها ستكون حرة في العمل ضد كل شيء آخر يشكل خطراً عليها: منظومة الصواريخ الإيرانية، ومنظومة الطائرات من دون طيار، وعمليات فيلق القدس الإرهابية، وطبعاً، ضد أي مكون في البرنامج النووي لا علاقة له بعمليات التخصيب.
المعركة بين الحروب الخاصة بإيران
- كل ذلك يفرض على الموساد مواصلة المحافظة على قدرة عملانية عالية في إيران، مثلما فعل في سلسلة عمليات نُسبت إليه في الأعوام الأخيرة، من سرقة الأرشيف النووي، مروراً بالهجمات على موقع التخصيب في نتانز وعلى معمل قريب لإنتاج أجهزة الطرد، وصولاً إلى اغتيال المسؤول عن البرنامج النووي محسن فخري زادة. ومن المعقول أن يزيد الإيرانيون، مستقبلاً، في تدابير الحماية حول المنشآت والأنشطة المختلفة، الأمر الذي سيفرض على إسرائيل أن تكون أكثر ابتكاراً وجرأة - بما في ذلك التعرض لردّ إيران أكثر من الماضي.
- يبدو أن الإيرانيين موجودون في هذا المرمى وهجومهم على كردستان ليس الأول في نوعه، لكن تحمّلهم المسؤولية شكّل تحدياً، وهدفه ليس ردع إسرائيل فقط، بل أيضاً الأكراد. من المحتمل أن الإيرانيين يريدون تأسيس معركة بين الحروب خاصة بهم: تماماً مثلما حدث في هجمات سلاح الجو الإسرائيلي على سورية، إذ تحرص إسرائيل على تحميل المسؤولية، ليس فقط لإيران، بل للدولة المضيفة سورية، كذلك يريد الإيرانيون التلميح إلى الأكراد بأن تعاونهم مع إسرائيل يمكن أن يكبدهم أثماناً باهظة في المستقبل. من المهم رؤية ما إذا كانت إيران ستحصر رسالتها بكردستان وحدها، أم ستوسعها لتشمل دولاً أُخرى تتعاون مع إسرائيل، بينها الإمارات والبحرين.
حلّ إزاء حزب الله – ولو كان الثمن مواجهة
- هذه الحرب المتصاعدة تفرض على إسرائيل إجراء حسابات في قطاعات أُخرى. على الرغم من الهدوء على الجبهة اللبنانية، فإن التحدي الذي يطرحه حزب الله على الجيش الإسرائيلي عموماً، وسلاح الجو خصوصاً، يزداد بصورة كبيرة. الدليل على ذلك يمكن رؤيته في أسلوب الطلعات الجوية للطائرات الحربية الإسرائيلية في سماء لبنان، خوفاً من إصابتها بنيران الدفاعات الجوية لحزب الله، بذلك نجح الحزب، بصورة جزئية جداً، في عرقلة العمليات الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية، وتحصين مكانته كمدافع عن لبنان - وهذه مسألة يتعين على إسرائيل أن تجد لها حلاً عملانياً، ولو كان الثمن مواجهة محدودة، قبل أن تترسخ وتؤثر في نشاطات أُخرى في المنطقة.
- أوضحت الأزمة الأوكرانية أهمية وضرورة تنويع مصادر الغاز الأوروبي لإيجاد بديل من الغاز الروسي، وليس فقط لتقليل قدرة التأثير الروسية في أوروبا وحلف الناتو. بدوره، مندوب الاتحاد الأوروبي لقضايا الأمن والسياسة الخارجية جوزيب بوريل نجح في قيادة أوروبا إلى موقف موحد في كانون الثاني/يناير، قبل الاجتياح الروسي لأوكرانيا، استناداً إلى رؤيته بأن "علينا تقليل اعتمادنا على الطاقة الروسية".
- في نهاية سنة 2021، كان ما يعادل 40% من الغاز الطبيعي المستورَد للاتحاد الأوروبي يأتي من روسيا. وعمل الروس بصورة منظمة لخلق هذا الواقع، إذ وصل الأمر بهم إلى اقتراح منصب في شركة الطاقة الروسية "غازفروم" على المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر. وفي مطلع آذار/مارس، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن منع استيراد النفط والغاز الروسي للولايات المتحدة. من جانبه، رد الاتحاد الأوروبي بأنه سيخفّض استيراد الغاز الطبيعي الروسي إلى الثلثين، حتى نهاية سنة 2022.
- في الوقت الذي بحثت واشنطن عن مصادر بديلة للطاقة لأوروبا، رفض كلّ من السعودية والإمارات المساعدة في هذه المرحلة، كردّ على السياسات التي تتبعها إدارة بايدن إزاء الحرب في اليمن ضد الحوثيين المدعومين من إيران. وحتى اللحظة، هناك مزوّدون آخرون لأوروبا من خلال خط غاز، يشملون كلاً من النرويج (22%)، والجزائر (18%)، بالإضافة إلى أذربيجان (9%)، لكن لا يمكنهم أن يشكلوا بديلاً من الغاز الروسي.
- هناك أيضاً جانب إسرائيلي. ترتيب روسيا في الدول المصدّرة للغاز هو الأول، مع قدرة إنتاج 35 تريليون متر مربع. وبعدها مباشرة يأتي كلّ من قطر وإيران. وفي الشرق المتوسط عموماً، بما في ذلك إسرائيل، هناك آبار غاز ضخمة يصل حجمها، بحسب التقديرات، إلى 10.8 تريليون متر مكعب من الغاز، أو ما يعادل 5% من مصادر الغاز في العالم. وبحسب تقديرات، فإن هذه الكمية تعادل 76 عاماً من استهلاك الغاز في الاتحاد الأوروبي.
- حصة إسرائيل في آبار غاز شرق المتوسط تقدَّر بألف مليار متر مكعب، ومن الممكن أن تصل إلى 3000 مليار متر مكعب في حال استغلت إسرائيل كافة مناطق مياهها الاقتصادية الخالصة. للأسف، الحكومة الجديدة غيرت في سياسات الطاقة الإسرائيلية، إذ يبدو أن وزيرة الطاقة كارين الهرار تتبنى سياسة جديدة - تقوم على الاستناد إلى الطاقة البديلة والتكنولوجيا، لذلك، أوقفت تصاريح البحث عن الغاز مدة عام.
- على الرغم من تأجيل مدّ أنبوب الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا على يد إدارة بايدن، لأسباب غير واضحة كلياً، فإن الغاز الإسرائيلي لا يزال يُستخدم من طرف شركائها في الشرق الأوسط، وبصورة خاصة مصر والأردن. وفي الأعوام العشرة الأخيرة، تحاول إيران تصدير غازها إلى العراق، وحتى إلى الأردن، بهدف توسيع دائرة تأثيرها في شرق إسرائيل.
- مع التحسن المتوقع في العلاقات الإسرائيلية - التركية، من الممكن أن تُستخدم أنقرة مركزاً لتصدير الغاز الإسرائيلي. لذلك، وبعد الحرب الأوكرانية، هناك أسباب كثيرة من شأنها الإجابة عن سؤال: لماذا من المهم تجديد العمل على أنبوب غاز شرق المتوسط، بموازاة تجديد البحث عن آبار إضافية. هذا بالإضافة إلى أن تصدير الغاز إلى الغرب سيقلل من سعره، وهو ما سيُلحق الضرر بقدرة روسيا على تمويل آلتها الحربية، مستقبلاً.
- يتحول الاقتصاد الإسرائيلي إلى كنز بالنسبة إلى أوروبا المتعطشة إلى طاقة بديلة لوقف اعتمادها على روسيا. من المهم الحفاظ على علاقات جيدة مع روسيا، لكن هناك فرصة لتنويع علاقاتنا الدبلوماسية، وإثبات أهميتنا كشركاء سياسيين في عدد كبير من الجبهات.
- من المتوقع أن تسرّع الحرب في أوروبا هذه التغييرات، وأن تقود إسرائيل نحو حلفاء جدد. هناك أصلاً، تحالفات جديدة بالمشاركة مع الهند والإمارات والولايات المتحدة، وذلك بالتعاون مع إسرائيل، من خلال "Quad" [اللجنة الرباعية للحوار الأمني التي تضم أستراليا والهند واليابان والولايات المتحدة]. ويجب ألّا نستبعد إمكانية مشاركة تركيا مع بعض الدول الأوروبية في هذه المنظمة، إذ يمكن أن يشكل موضوع التزود بالطاقة إطاراً مشتركاً. يستطيع الغاز الإسرائيلي أن يكون عاملاً أمنياً مهماً في هذا السياق، ولا يجب تجاهُله أو التقليل من أهميته بتاتاً.