مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
مقتل شرطيَّيْن إسرائيليَّيْن وإصابة 3 في عملية إطلاق نار في وسط مدينة الخضيرة
بينت يكرر أمام بلينكن قلق إسرائيل من نية الولايات المتحدة إخراج الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية
بينت عن اجتماع وزراء خارجية إسرائيل والولايات المتحدة ومصر والإمارات والبحرين والمغرب في النقب: العالم العربي بدأ يفهم أن إسرائيل تقف إلى جانب السلام والتعاون في الشرق الأوسط
أردوغان: هناك احتمال قوي بأن يزور بينت تركيا قريباً
إسرائيل والمغرب وقعتا مذكرة تفاهم للتعاون العسكري
مقالات وتحليلات
في كل مرة يرفع الشرق الأوسط الجديد رأسه، يظهر القديم ويحاول قطعه
هجوم الخضيرة هو الثاني خلال أسبوع من دون إنذار مسبق
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يديعوت أحرونوت"، 28/3/2022
مقتل شرطيَّيْن إسرائيليَّيْن وإصابة 3 في عملية إطلاق نار في وسط مدينة الخضيرة

ذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية أن شرطيَّيْن إسرائيليَّيْن قُتلا وأصيب ثلاثة آخرون في عملية إطلاق نار "إرهابية" نفذت مساء أمس (الأحد) في مدينة الخضيرة [شمال حيفا] وأسفرت عن مقتل منفذي العملية.

وأضاف البيان أن منفذي العملية هما الشابان أيمن إغبارية وإبراهيم إغبارية وهما أبناء عمومة من مدينة أم الفحم [المثلث].

وأشار البيان إلى أن قوات كبيرة من الشرطة قامت في إثر العملية باقتحام أم الفحم ونفذت عمليات اعتقال واسعة. كما أشار إلى أن منفذَّي العملية قُتلا برصاص عناصر من وحدة المستعربين التابعة للشرطة كانوا موجودين بالقرب من موقع العملية.

وأظهرت مقاطع مصورة للعملية أن مسلحاً ببندقية أطلق النار في اتجاه عناصر أمنية إسرائيلية لحظة نزولهم من حافلة باص ما أدى إلى إصابة بعضهم، وانضم شخص آخر إلى المنفذ بعد أن استولى على بندقية أحد المصابين.

ووصل رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت وعدد من وزراء الحكومة إلى موقع العملية. وعقد وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس جلسة مداولات أمنية بمشاركة كل من رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي، ورئيس جهاز الأمن العام ["الشاباك"] رونين بار، والقائد العام للشرطة يعقوب شبتاي، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ["أمان"] اللواء أهارون حليفا.

وقال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن الجيش قرر تعزيز قواته في مناطق الضفة الغربية وبمحاذاة الخط الأخضر بأربع كتائب من قوات حرس الحدود.

ودانت بلدية أم الفحم في بيان صادر عنها مساء أمس العملية، وأكدت أنها تدين كل أعمال العنف.

وتأتي هذه العملية بعد أقل من أسبوع على عملية طعن ودهس نفذها شاب من بلدة حورة في النقب في مدينة بئر السبع [جنوب إسرائيل] وأسفرت عن مقتل 4 أشخاص.

 

"معاريف"، 28/3/2022
بينت يكرر أمام بلينكن قلق إسرائيل من نية الولايات المتحدة إخراج الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية

كرر رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت قلق إسرائيل ودول أُخرى من نية الولايات المتحدة إخراج الحرس الثوري الإيراني من القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية، وقال إنه يأمل بأن تنصت الولايات المتحدة إلى الأصوات القلقة من هذه الخطوة.

وجاء موقف بينت هذا خلال الاجتماع الذي عقده مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية في القدس أمس (الأحد)، وادعى فيه رئيس الحكومة أنه في العالم العاصف الحالي فإن إسرائيل هي قوة سلام وازدهار واستقرار في منطقة الشرق الأوسط في حين أن هناك قوى أُخرى لا تزال عنيفة ومدمرة، مشيراً إلى أن إحدى هذه القوى، وهم الحوثيون في اليمن التابعون لإيران، نفذوا هجوماً إرهابياً قاسياً في السعودية في نهاية الأسبوع الماضي.

وتطرق بينت إلى الاجتماع الذي يعقده وزراء خارجية إسرائيل والولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة ومصر والمغرب والبحرين في كيبوتس "سديه بوكير" في النقب [جنوب إسرائيل] ابتداء من يوم أمس، فقال إن الشرق الأوسط يتغير للأفضل. وأضاف: "إن الحكومة الإسرائيلية تعزز علاقات قديمة وتبني جسوراً جديدة، وهي تجدد السلام القديم، وتشحن ’اتفاقيات أبراهام’ بطاقة جديدة وتعمل من أجل التغلب على قوى الظلام القديمة ومن أجل بناء مستقبل جديد أفضل وواعد".

وأشار بينت إلى أن إسرائيل تعمل على تحسين حياة الفلسطينيين في المناطق [المحتلة]، وأشار إلى أن الحكومة قررت أمس إضافة تصاريح العمل الممنوحة لعمال من قطاع غزة من 12.000 إلى 20.000 وستقوم باستثمار 38 مليون شيكل في تحسين المعابر بين إسرائيل وقطاع غزة.

وأكد بينت أن التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل قوي وغير قابل للكسر بالرغم من وجود خلافات بين الدولتين.

من جانبه شدد بلينكن على الموضوع الفلسطيني، وطالب بالامتناع عن توسيع المستوطنات ومنع اعتداءات المستوطنين مع اقتراب شهر رمضان. وأشار إلى أنه متشجع للغاية من رؤية وزراء إسرائيليين يلتقون مع قادة فلسطينيين بمن في ذلك وزير الدفاع بني غانتس.

وأشار بلينكن إلى أن الإدارة الأميركية تعيد بناء العلاقات مع القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

وتطرق بلينكن إلى الموضوع الإيراني فقال إنه بوجود اتفاق نووي أو عدم وجوده، ستستمر الولايات المتحدة في خوض كفاح مشترك مع إسرائيل ضد جهود إيران لتقويض الاستقرار في الشرق الأوسط والعالم.

وكان بلينكن عقد في وقت سابق أمس اجتماعاً مع وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد.

وقال لبيد في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع بلينكن في ختام الاجتماع، إن إسرائيل ستفعل كل ما يلزم لوقف البرنامج النووي الإيراني. وأضاف أن إيران ليست مشكلة إسرائيلية فقط، فالعالم لا يستطيع تحمل إيران نووية، ولا يمكنه السماح للحرس الثوري بمواصلة نشر الرعب في العالم، وشدد على أن التهديد الإيراني ليس نظرياً بل هدفه تدمير إسرائيل.

وأشار لبيد إلى أنه وعلى الرغم من أن إسرائيل والولايات المتحدة قد تختلفان في الآراء أحياناً، فإن بينهما حواراً حقيقياً حول القضايا الجوهرية.

 

"يديعوت أحرونوت"، 28/3/2022
بينت عن اجتماع وزراء خارجية إسرائيل والولايات المتحدة ومصر والإمارات والبحرين والمغرب في النقب: العالم العربي بدأ يفهم أن إسرائيل تقف إلى جانب السلام والتعاون في الشرق الأوسط

أعلنت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أمس (الأحد) رفع حالة التأهب الأمني في النقب [جنوب إسرائيل] إلى الدرجة القصوى بالتزامن مع اجتماع وزراء خارجية الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر والإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب في كيبوتس "سديه بوكير" خشية من تهديدات أمنية جوية محتملة.

وأفادت قناة التلفزة الإسرائيلية "كان" [تابعة لهيئة البث الرسمية الجديدة] أن رفع حالة التأهب الأمني جاء بالتزامن مع بدء وصول وزراء الخارجية العرب المشاركين في هذا الاجتماع الذي تستضيفه إسرائيل في مسعى منها لتحصيل مزيد من الضمانات والتعويضات الأميركية عن الاتفاق النووي مع إيران ولتثبيت تحالفاتها الإقليمية مع الدول المشاركة.

وأشارت قناة التلفزة إلى أن طائرات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي حلقت في أجواء النقب مع وصول الطائرات التي كانت تقل الوزراء المشاركين في الاجتماع بالإضافة إلى تحليق عشرات الطائرات المسيرة.

ووفقاً للقناة نفسها، تحاول إسرائيل من خلال الاجتماع في كيبوتس "سديه بوكير" الذي قضى فيه مؤسس إسرائيل ورئيس حكومتها الأول ديفيد بن غوريون أعوامه الأخيرة ودُفن فيه، إظهار وجود جبهة موحدة ضد إيران.

وسيستمر الاجتماع على مدار يومين.

وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية في وقت سابق أمس، إن العالم العربي بدأ يفهم أن إسرائيل تقف إلى جانب السلام والتعاون في منطقة الشرق الأوسط. وأكد أنه في الشرق الأوسط هناك من يصنع العنف والتخلف، وفي المقابل هناك من يدفع في اتجاه التعاون والازدهار والسلام.

وأضاف أن علاقات إسرائيل الخارجية تشهد مرحلة جيدة، إذ أصبحت إسرائيل لاعباً مهماً، سواء في الساحة العالمية أو في الساحة الإقليمية، مشيراً إلى أن الأسبوع الماضي شهد قفزة نوعية بهذا الشأن من خلال اللقاء الذي عقد في منتجع شرم الشيخ مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وولي عهد الإمارات العربية محمد بن زايد، والذي تم فيه التقاء السلام القديم مع مصر بالسلام الجديد المتمثل في "اتفاقيات أبراهام".

 

"يديعوت أحرونوت"، 27/3/2022
أردوغان: هناك احتمال قوي بأن يزور بينت تركيا قريباً

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن هناك احتمالاً قوياً بأن يقوم رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت بزيارة قريبة إلى تركيا.

وكرر أردوغان في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام قبيل توجهه إلى قمة حلف شمال الأطلسي [الناتو] الاستثنائية المنعقدة في بروكسل أول أمس (الجمعة)، أن اجتماعه مع رئيس الدولة الإسرائيلية يتسحاق هيرتسوغ في أنقرة في بداية آذار/مارس الحالي يمكن أن يشكل نقطة تحول في العلاقات بين البلدين، وأكد أنه يرغب في تطوير التعاون في كل ما يتعلق بموضوع الغاز الطبيعي. 

وقال الرئيس التركي: "إن إحدى الخطوات المهمة التي يمكننا القيام بها لتقوية العلاقات بين البلدين هي موضوع الغاز الطبيعي، وتفاصيل هذا التعاون ستتم مناقشتها لاحقاً خلال زيارة وزيري الطاقة والخارجية إلى إسرائيل".

وزار هرتسوغ تركيا في بداية هذا الشهر في أول زيارة لمسؤول اسرائيلي رفيع المستوى منذ 14 عاماً، وفي ختام الزيارة عقد مؤتمر صحافي مشترك أعرب الرئيسان خلاله عن أملهما في تقوية العلاقات بين تركيا وإسرائيل، كما أعلنا أن وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو سيزور إسرائيل في بداية نيسان/ أبريل المقبل لمناقشة بناء آليات التعاون بين البلدين.

"معاريف"، 27/3/2022
إسرائيل والمغرب وقعتا مذكرة تفاهم للتعاون العسكري

ذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن إسرائيل والمغرب وقعتا هذه الأيام مذكرة تفاهم للتعاون العسكري.

وأضاف البيان أن توقيع هذه المذكرة تم خلال أول زيارة رسمية قام بها وفد عسكري إسرائيلي إلى الرباط واختتمت في نهاية الأسبوع الماضي.

ووفقاً للبيان ضم الوفد العسكري الإسرائيلي الرسمي كلاً من رئيس الهيئة الاستراتيجية والدائرة الثالثة في هيئة الأركان العامة اللواء طال كالمان، وهو المسؤول العسكري عن شؤون إيران، وقائد قسم العلاقات الخارجية العميد إيفي ديفرين، وقائد قسم التفعيل في شعبة الاستخبارات العسكرية ["أمان"] العميد ج. وعقد الوفد اجتماعات مع عدد من المسؤولين في قيادة الجيش المغربي وعلى رأسهم القائد العام للقوات المسلحة الملكية الجنرال دوكور دارمي بلخير الفاروق. كما تم الاتفاق على إقامة لجنة عسكرية مشتركة تمهيداً لتوقيع خطة عمل بين الجانبين.

وجاء توقيع مذكرة التفاهم هذه غداة قيام شركة صناعات الطيران الإسرائيلية المملوكة للدولة بتوقيع مذكرة تفاهم مع وزير الصناعة المغربي رياض مزور في الرباط يوم الأربعاء الماضي. ووقع المذكرة من الجانب الإسرائيلي رئيس شركة صناعات الطيران الإسرائيلية ومديرها التنفيذي بوعز ليفي، ورئيس مجلس إدارة الشركة عمير بيرتس.

وقال عمير بيرتس المولود في المغرب ووزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق في بيان صادر عنه، إن المذكرة خطوة إضافية لإيجاد شراكة جديدة بين صناعة الطيران في إسرائيل وصناعة الطيران والفضاء في المغرب. وأضاف: "معاً سنبني فرقاً مشتركة ستحوّل رؤيتنا إلى حقيقة. اليوم أشعر بالفخر لأن بلدي إسرائيل يتحد مع البلد الذي ولدت فيه، المغرب".

وقال بوعز ليفي إن مذكرة التفاهم هي تعبير آخر عن الشراكة العميقة بين البلدين وستساعد في تعزيز المشاريع المشتركة والتجارية في صناعة الطيران. وأشار إلى أن المذكرة تشمل إنشاء مركز للأبحاث والهندسة، وتأتي عقب إعلان مشترك تم توقيعه في كانون الأول/ديسمبر 2020 بشأن توسيع التعاون في مجال الاستثمار والتكنولوجيا.

يُذكر أن المغرب قام بتطبيع العلاقات مع إسرائيل في كانون الأول/ديسمبر 2020 بعد وقت قصير من اتفاقيتي تطبيع مماثلتين مع الإمارات والبحرين وعرفت جميعها باسم "اتفاقيات أبراهام" وتمت برعاية الولايات المتحدة في إبان ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب.

ومنذ ذلك الوقت قام العديد من المسؤولين الإسرائيليين رفيعي المستوى بمن في ذلك وزير الدفاع بني غانتس، ووزيرة الاقتصاد أورنا باربيفاي، بزيارة المغرب ووقعوا اتفاقيات تعاون في مجالات التكنولوجيا والأمن والجيش والتجارة.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"معاريف"، 28/3/2022
في كل مرة يرفع الشرق الأوسط الجديد رأسه، يظهر القديم ويحاول قطعه
بن كاسبيت - محلل سياسي
  • في كل مرة يرفع الشرق الأوسط الجديد رأسه، يظهر القديم ويحاول قطعه. هكذا كان، وهكذا يبدو أنه سيكون أيضاً، وما يجب القيام به هو التوقف عن الكلام والبدء بالعمل، والتوقف عن التخطيط والبدء بالتنفيذ؛ ما يجب القيام به هو الانتصار. لقد مررنا بظروف أصعب بأضعاف، وانتصرنا. ذلك أن شرط الانتصار، هو فهم الوضع القائم، وأنا غير متأكد أن الجميع يفهمون الوضع القائم.
  • تحاول الحكومة الحالية سد فجوات تشكلت على مدى عشرات السنين: السيادة ضعفت، والنقب تحول إلى الغرب المتوحش، والجليل أُهمل، وجيوب مهملة ومخفية توسعت في أوساط الأقلية العربية، البدوية وغير البدوية، في الشمال والجنوب. في المقابل جرى اتخاذ خطوات جيدة، 1100 شرطي وملياردات وخطط وقوائم، لكنها ليست كافية. وكما كُتب في "معاريف" يوم الجمعة، الحكومة لم تفهم بعد، وإن لم تفهم الآن، فستسقط، بهذه البساطة.
  • في المحصلة، إن إعلان تجنيد 1100 شرطي لن يزيد الشعور بالأمان، بل ما سيزيده فعلًا، هو انتشار أفراد الشرطة وظهورهم في الحيز العام، وليس 1100 (منهم 300 للجنوب)، بل 5000. وإن كان هذا العدد كبيراً علينا، فيجب إعداد خطة طوارئ لتجنيد 5000 شاب ممن أنهوا الخدمة العسكرية في وحدات قتالية خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وأن يُقدَّم عرض عمل سخي لهم لعامين، ويتم تدريبهم لشهر في مقر وحدة مكافحة الإرهاب في الجيش، ثم نشرهم للبدء، هنا والآن. على أحدهم أن يبدأ بالتصرف كأننا في حالة طوارئ، وذلك لسبب بسيط، لأننا نحن فعلاً في حالة طوارئ.
  • في هذه الأثناء يفحص جهاز الأمن العام من وماذا تسرّب من تحت الرادار، إذ يبدو واضحاً أن خللاً ما حدث، وأن أحدهم أخطأ. إذاً، سيشخّص الجهاز، ويتم إصلاح الخلل، لا يوجد خيار آخر. وفي مثل هذه الليلة علينا أن نتذكر الصراخ والبكاء بسبب استعمال الشرطة "أدوات التجسس".
  • وهنا، وصلنا إلى النموذج الذي لم نرِد الوصول إليه، إذ يبدو لي أن موشيه نوسباوم نشر قبل أيام أن الشرطة تدفع بالمستشارة القضائية للحكومة غالي بهراف - ميآره للمصادقة من جديد على استعمال هذه الأدوات الضرورية، لإبادة الإرهاب سنة 2022، وآمل أن تقتنع الآن، وأن يقتنع كل من عليه ذلك، بأنه ممنوع إلحاق الضرر بهذه القدرات التي طُوِّرت في إسرائيل، وممنوع السماح لقوى داخلية وخارجية، أن تصفّي حساباتها مع شركات كـ"NSO" وكنديرو، التي تصنّع هذه الأدوات. ففي نهاية المطاف، الحديث يدور عن حرب وحياة بشر.
  • مات مصطلح "شرق أوسط جديد" مع شمعون بيرس الذي وضعه، فقد كانت رؤية بيرس جيدة، لكنها كانت سابقة لأوانها، والشرق الأوسط لم يكن جديداً بالشكل الكافي. لكن اليوم نضجت الظروف، وهناك مزيج من الأوضاع الجيو - سياسية الدرامية التي غيرت المنطقة جذرياً، فالحدث الذي يجري في "سديه بوكير" جدي، وهو يختلف كلياً عن الأحداث المزيفة التي جرت في التسعينيات، والحديث هنا يدور حول حدث حقيقي، ولا يجب نسيان ذلك. كما أن الصراع مع إيران ضروري ليس لنا فحسب، بل لجيراننا أيضاً، وبغياب أميركا، تحولت إسرائيل إلى القائم بأعمالها بشكل طبيعي.
  • بدأ هذا مع "اتفاقيات أبراهام" مع ترامب ونتنياهو وكوشنير، ويتم استثماره والاستمرار فيه بمهارة الآن. والإرهاب الذي جرى بالأمس في الخضيرة، وقبلها في بئر السبع، كان وقعه على الدول التي أرسلت وزراء خارجيتها إلى سديه بوكير أقوى مما كان وقعه علينا، والحلف الذي تبنيه إسرائيل الآن ضد هذا الإرهاب، هو حدث استثنائي من حيث الأهمية.
  • وعلى الرغم من الظروف الصعبة الآن، فإنه يجب التذكر أن أغلبية العرب في إسرائيل تريد الحياة هنا بسلام ورفاهية، وكذلك الأمر بالنسبة إلى البدو. فعلى مدار عشرات السنين أهملنا هذه الفئات، وتركناها تجمع كمية لا بأس بها من السلاح، وافترضنا حينها أنه سيقتل أحدها الآخر – لكننا الآن نحن مَنْ يُقتل.
  • يجب تصحيح هذا الخطأ بسرعة لا بعد أشهر، أو بعد أسبوعين. وآمل أن تفهم هذا الحكومة الإسرائيلية بسرعة وبتصميم، فالأمر غير معقد كثيراً، فقد سبق وانتصرنا في ظروف أصعب بكثير.

 

"هآرتس"، 28/3/2022
هجوم الخضيرة هو الثاني خلال أسبوع من دون إنذار مسبق
عاموس هرئيل - محلل عسكري
  • في غضون أقل من أسبوع قُتل ستة إسرائيليين في هجومين في قلب المدن؛ في البداية قُتل أربعة إسرائيليين دهساً وطعناً في بئر السبع، وفي الأمس سقط قتيلان في إطلاق نار نفذه "مخربان" في الخضيرة. فخلال الأسبوع الذي أحيت فيه المؤسسة الأمنية ذكرى مرور عشرة أعوام على عملية "السور الواقي"، ظهرت مجدداً في نشرات الأخبار صور تذكر بتلك الأيام الفظيعة، وحتى الأهداف بقيت على حالها: مراكز المدن ضمن حدود الخط الأخضر.
  • "المخربان" في الخضيرة قُتلا خلال تبادل إطلاق نار مع الشرطة التي هرعت إلى المكان فور سماع صوت إطلاق النار، وهما مواطنان عربيان إسرائيليان من سكان أم الفحم في وادي عارة، أمّا القاتل في بئر السبع فهو بدوي من النقب ومواطن إسرائيلي أمضى عقوبة في السجن لعلاقته بداعش، وحتى الآن يُعتبر هجومه عملاً منفرداً. وفي الفيديوهات التي صورتها كاميرات المراقبة في الخضيرة يظهر "المخربان" ملتحيَين، ويبدو أحدهما على الأقل كناشط إسلامي.
  • في الأمس جرى فحص إمكان أن يكون لدى القاتلَين من الخضيرة خلفية أيديولوجية مشابهة لـ"المخرب" الذي نفذ هجوم بئر السبع، إذ قد يكونا مثله معروفَين من الشاباك على خلفية نشاطات مشابهة. بعد الهجوم الأول قدرت المؤسسة الأمنية أن ما يجري له علاقة بالصحوة العالمية لتنظيم داعش، والذي عاود أنصاره نشاطهم مؤخراً على خلفية الشعور بالانتصار الإسلامي في أعقاب الانسحاب الأميركي المذعور من أفغانستان في العام الماضي.
  • وتُظهر الفيديوهات الطويلة والتفصيلية التي نُشرت أمس أن "المخربَيْ"ن مدربان نسبياً على استخدام السلاح منذ سنوات، ويُظهران هدوءاً خلال إطلاق النار. وفي البداية شوهد أحدهما يطلق النار من مسدس، ولاحقاً ظهر الاثنان يطلقان النار من بندقية إم 16، كما عُثر في سيارتهما على كمية كبيرة من الذخيرة، وعلى أكثر من 1100 رصاصة بندقية.
  • ووفق التقارير الأولية من ساحة الهجوم، فإن أول من أطلق النار على "المخربين" عناصر من شرطة "يماس" [وحدة خاصة تابعة لشرطة الحدود لمكافحة الإرهاب] كانوا موجودين في مطعم قريب، ومن الواضح أن التدخل السريع من جانب الشرطة أدى إلى وقف عملية القتل. وكما في الهجمات خلال الانتفاضة الثانية و"انتفاضة هجمات الأفراد" القصيرة سنة 2015، تظهر الحاجة مرة أُخرى إلى حَمَلة سلاح ماهرين، من رجال شرطة أو مدنيين، لوقف مثل هذه الهجمات. ففي معظم الأحيان يمر وقت قبل وصول دورية الشرطة الموجودة في المدينة، مع أن إيقاف الهجوم مرتبط بالرد المباشر والسريع.
  • إن على التحقيق الذي يجريه الشاباك والشرطة توضيح ما إذا كان ما جرى عبارة عن عملية محاكاة من وحي الهجوم في بئر السبع، أو هو مبادرة أكثر تنظيماً من جانب تنظيم "إرهابي". وفي الوقت عينه هناك حاجة أيضاً إلى توضيح لماذا، وللمرة الثانية على التوالي، لم يكن هناك إنذار مسبق. وهذه المرة ليس المقصود عمل شخص واحد، ونظراً إلى أن "المخربَين" وصلا مسلحَيْن بمسدس، على الأقل، فمن المحتمل أن يكون هناك من باعه لهما أو زودهما به. وهذه سلسلة عمليات غالباً ما تترك وراءها آثاراً، ومن المفترض أن تظهر على رادارات أجهزة الاستخبارات. وفي إطار التحقيق يجب فحص ما إذا كان أفراد عائلتي "المخربَيْن" على علم بنواياهما.
  • بعد الهجوم في بئر السبع قام الوسط السياسي، وبتوصية من الأذرع الأمنية، بتمييز مقصود بين الهجوم وبين ما يجري على الساحة الفلسطينية، وقرر عدم فرض قيود في المناطق، على الرغم من اقتراب شهر رمضان، ومن التخوف من أن يساهم التطرف الديني في التشجيع على القيام بهجمات. وفقط صباح أمس قررت الحكومة زيادة عدد أذونات العمل المعطاة إلى العمال في قطاع غزة من 12.000 إلى 20.000. وبعد جلسة تقدير للوضع تقرَّر الليلة زيادة قوات الجيش الإسرائيلي والشرطة وحرس الحدود في منطقة التماس وفي الضفة.
  • سيكون من الصعب المحافظة على هذا الخط المنضبط لوقت طويل، ولا سيما بعد قفز المعارضة على المناسبة واتهامها الحكومة بالتخلي عن أمن المواطنين. وفي الوقت عينه ستزداد مناورة القائمة العربية الموحدة داخل الائتلاف صعوبة، في ضوء حقيقة أن ما يجري يتعلق بناشطين إسلاميين من داخل الخط الأخضر.
  • على الهامش، لا مفر من الحديث عن أن توقيت الهجوم، الذي يمكن جداً أن يكون مقصوداً، قد عطّل تماماً الزخم الإيجابي الذي أرادت أن تخلقه قمة النقب أمس، والتي استضاف فيها وزير الخارجية يائير لبيد نظراءه من الولايات المتحدة وأربع دول عربية. لقد أراد الأميركيون استغلال القمة من أجل تهدئة أصدقائهم في المنطقة الذين يشعرون بالإحباط والقلق إزاء توجه اهتمام الإدارة الأميركية نحو روسيا والصين، وإزاء النوايا الأميركية بتوقيع اتفاق نووي جديد مع إيران في وقت قريب.
  • لقد جرى التخطيط للمؤتمر كاستمرار للانعطافة التي أحدثتها اتفاقيات أبراهام التي وُقّعت قبل عام ونصف العام، لكن الخلافات في الرأي مع الأميركيين والرفض الإسرائيلي لانضمام السلطة الفلسطينية إلى المؤتمر، وقرار الأردن عدم المشاركة، كلها أمور طغت مسبقاً على الجانب الاحتفالي.
  • وليل أمس جاء "المخربان" من الخضيرة للتذكير بأنه، ومع كل الاحترام للحديث عن شرق أوسط جديد وتحالفات شجاعة، ما زال هناك كثير من القوى العنيفة التي تسعى إلى تخريب هذه الإنجازات، وهي مستعدة لاستخدام السلاح من أجل توصيل رسالتها.