مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
قوات الأمن الإسرائيلية تلقي القبض على مرتكبيْ العملية في مدينة إلعاد التي أسفرت عن مقتل 3 إسرائيليين
مقتل شاب فلسطيني برصاص حارس أمن إسرائيلي بحجة أنه حاول التسلل إلى مستوطنة "تقواع"
إصابة جندي إسرائيلي من حرس الحدود في عملية طعن في القدس الشرقية
مقتل شاب فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي بحجة أنه حاول التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية من طريق السياج الحدودي جنوبي طولكرم
إعلان فتح معابر الضفة الغربية واستمرار فرض الإغلاق على معبر "إيرز"
بينت: القرارات بشأن الحرم القدسي الشريف والقدس ستتخذها الحكومة الإسرائيلية فقط
بينت يوعز بإعداد خطة لإقامة حرس وطني مدني خلال شهر
تقرير: تعيين مؤيدة لمقاطعة مؤتمر "أيباك" في منصب السكرتيرة الصحافية للرئيس الأميركي
مقالات وتحليلات
لا مكان لميليشيات يهودية
من شأن الأزمة السياسية أن تدفع بينت إلى خطوات استثنائية ضد "الإرهاب"
انعطافة في سورية: الروس يخرجون والإيرانيون يدخلون
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 5/9/2022
قوات الأمن الإسرائيلية تلقي القبض على مرتكبيْ العملية في مدينة إلعاد التي أسفرت عن مقتل 3 إسرائيليين

ألقت قوات الأمن الإسرائيلية أمس (الأحد) القبض على مرتكبيْ العملية "الإرهابية" في مدينة إلعاد بالقرب من القدس، والتي وقعت يوم الخميس الماضي وأسفرت عن مقتل 3 إسرائيليين، وهما أسعد يوسف الرفاعي (19 عاماً)، وصبحي عماد أبو شقير (20 عاماً)، وكلاهما من قرية رمانة قضاء جنين.

وذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية أن اعتقالهما تم بعد عملية ملاحقة واسعة النطاق بالتعاون بين عناصر الشرطة والجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام ["الشاباك"].

وأضاف البيان أن التحقيقات الأولية في العملية أظهرت أن مرتكبَيْها وصلا إلى إلعاد بسيارة كان يقودها أورن بن يفتاح، بحجة البحث عن العمل، وقام الإثنان بقتل بن يفتاح داخل سيارته، ثم انتظرا إلى ما بعد غروب الشمس للقيام بالاعتداء على المواطنين الآخرين، وبعد ذلك لاذا بالفرار إلى منطقة حرجية مجاورة، حيث ظلا مختبئيْن إلى حين إلقاء القبض عليهما.

وبعد وقت قصير من إلقاء القبض عليهما، قالت مصادر مسؤولة في الشرطة إن الرفاعي وأبو شقير كانا مختبئيْن في منطقة بالقرب من كيبوتس نحشونيم. وتم العثور على مكتشفات ذات صلة بهما في المكان نفسه، واعتباراً من يوم أمس الأول (السبت) تركزت عمليات البحث التي قامت بها قوات الأمن على المحاجر والمناطق المفتوحة بين مدينتيْ روش هعاين وإلعاد، كما تم العثور على الفأس التي استخدماها لتنفيذ عملية القتل.

وأفادت قناة التلفزة الإسرائيلية 13 بأن طريق هروبهما كان على بُعد مئات الأمتار من موقع تنفيذ العملية، وبعد ساعات من تنفيذها قاما بالاختباء وراء الصخور وغطيا نفسيهما ببطانية، وكانت حركتهما الوحيدة هي في اتجاه بساتين الأفوكادو والفاكهة، ثم عادا إلى مخبئهما وناما في المنطقة بضعة أيام حتى تم القبض عليهما.

وأفادت مصادر فلسطينية أن قوات عسكرية إسرائيلية اقتحمت أمس قرية رمانة وداهمت منزليْ عائلتيْ الرفاعي وأبو شقير.

وأشاد رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة أمس، بقوات الأمن التي ألقت القبض على منفّذيْ عملية إلعاد.

وكان القائد العام للشرطة الجنرال كوبي شبتاي قال صباح أمس إنه لا يستبعد أن يرتكب منفّذا عملية إلعاد الفاران اعتداءً إضافياً، مشيراً إلى أنهما من دون أكل أو مياه لأكثر من 60 ساعة، ومن المحتمل أن ينفّذا اعتداءً أخيراً قبل أن ينتحرا.

"يسرائيل هيوم"، 9/5/2022
مقتل شاب فلسطيني برصاص حارس أمن إسرائيلي بحجة أنه حاول التسلل إلى مستوطنة "تقواع"

قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن شاباً فلسطينياً حاول مساء أمس (الأحد) التسلل إلى مستوطنة "تقواع" في منطقة غوش عتصيون بالقرب من بيت لحم، فاكتشفه أحد حراس الأمن، فأطلق النار عليه وأرداه قتيلاً.

وأشار البيان إلى أن الشاب كان مسلحاً بسكين وحاول فتح قفل في أحد أجزاء السياج بالقرب من مدخل "تقواع".

وأفادت مصادر فلسطينية أن الشاب القتيل هو معتصم محمد طالب عطا الله (17 عاماً) من منطقة بيت لحم. 

"يديعوت أحرونوت"، 9/5/2022
إصابة جندي إسرائيلي من حرس الحدود في عملية طعن في القدس الشرقية

قال بيان صادر عن الناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية إن جندياً من حرس الحدود طعنه شاب فلسطيني على حاجز عسكري بالقرب من باب العامود في القدس الشرقية أمس (الأحد)، وهو ما أدى إلى إصابته بجروح وُصفت بأنها متوسطة، تم نقله في إثرها إلى مستشفى "هداسا" في المدينة.

وأضاف البيان أن جنديين آخرين في مكان الحادث قاما بإطلاق النار على مرتكب عملية الطعن، الأمر الذي أدى إلى إصابته بجروح خطِرة.

وقالت مصادر فلسطينية إن الشاب الجريح هو غدير دار أحمد (20 عاماً) من سكان قرية عبوين شمالي رام الله.

"معاريف"، 5/9/2022
مقتل شاب فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي بحجة أنه حاول التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية من طريق السياج الحدودي جنوبي طولكرم

ذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى أن شاباً فلسطينياً قُتل الليلة قبل الماضية برصاص قوات الجيش الإسرائيلي، بعد أن ضبطته قوة عسكرية يحاول التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية من طريق السياج الحدودي بالقرب من قرية خربة جبارة جنوبي مدينة طولكرم في الضفة الغربية.

وأضافت هذه المصادر أن القوة العسكرية الإسرائيلية حاولت اعتقال المشتبه به، وعندما لم يتجاوب معها، أطلقت نحوه رصاصة وتم نقله إلى المستشفى، لكنه توفي متأثراً بجروحه.

ويأتي هذا الحادث على خلفية محاولة الجيش الإسرائيلي سدّ عدد من الثغرات في السياج الفاصل بين الأراضي الإسرائيلية ومناطق الضفة الغربية.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الشاب القتيل هو محمود سامي خليل عرام من سكان خان يونس.

"هآرتس"، 9/5/2022
إعلان فتح معابر الضفة الغربية واستمرار فرض الإغلاق على معبر "إيرز"

أعلن منسق شؤون الحكومة الإسرائيلية في المناطق [المحتلة] مساء أمس (الأحد)، أنه بعد التقييمات الأمنية الأخيرة تقرّر فتح معابر الضفة الغربية أمام حمَلة التصاريح، باستثناء حمَلة التصاريح من سكان قرية رمانة في قضاء جنين، وهي مسقط رأس المهاجمَيْن اللذين نفّذا عملية إلعاد يوم الخميس الماضي، إذ لن يُسمَح لهم بالدخول إلى إسرائيل. 

وأضاف أن معبر "إيرز" [بيت حانون] سيبقى مغلقاً أمام سكان قطاع غزة حتى إشعار آخر، وخلال الإغلاق، سيتم السماح بالمرور عبر المعبر فقط للحالات الإنسانية الطبية والاستثنائية، وسيخضع هذا الأمر لموافقة مكتب منسق شؤون الحكومة الإسرائيلية في المناطق.

"معاريف"، 9/5/2022
بينت: القرارات بشأن الحرم القدسي الشريف والقدس ستتخذها الحكومة الإسرائيلية فقط

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت إن القرارات بشأن جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف] والقدس ستتخذها الحكومة الإسرائيلية فقط، وأشار إلى أن إسرائيل ستستمر في الحفاظ على التعامل باحترام مع أبناء كافة الديانات في القدس.

وأضاف بينت في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية أمس (الأحد): "بودّي أن أوضح أنه لا يوجد، ولن يكون هناك أي اعتبار سياسي فيما يتعلق بمحاربة ‘الإرهاب’. وبالطبع فإن أيّ قرار بالنسبة إلى جبل الهيكل ستتخذه الحكومة الإسرائيلية التي تخضع المدينة لسيادتها، من دون أخذ أيّ اعتبارات أُخرى بالحسبان. ونحن نرفض بكل تأكيد أيّ تدخُّل أجنبي بقرارات الحكومة الإسرائيلية. إن القدس الموحدة هي عاصمة دولة واحدة فقط، هي دولة إسرائيل".

وتأتي أقوال بينت هذه ردّاً على رئيس راعم [القائمة العربية الموحدة] عضو الكنيست منصور عباس الذي قال في وقت سابق أمس إن موقف قائمته تُمليه التفاهمات بين إسرائيل والأردن بشأن الأماكن المقدسة في القدس.

واعتبر بينت أن أيّ أحد لديه قطرة مسؤولية قومية ومدنية عليه أن يعمل بكل قوة لاستمرار وجود هذه الحكومة الجيدة والحفاظ عليها.

"معاريف"، 9/5/2022
بينت يوعز بإعداد خطة لإقامة حرس وطني مدني خلال شهر

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت إن الحكومة بصدد إقامة حرس وطني مدني سيُكلّف بمهمة الرد على اعتداءات "إرهابية" على غرار الاعتداء الذي وقع في مدينة إلعاد الأسبوع الفائت.

وأضاف بينت خلال الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية أمس (الأحد)، أن إلقاء القبض على "الإرهابيين" لا يكفي، بل ينبغي الانتقال إلى مرحلة جديدة في الحرب على "الإرهاب"، هدفها الأول هو إعادة الأمن الشخصي إلى الشوارع والسكان.

وأوعز رئيس الحكومة إلى مجلس الأمن القومي ووزارة الأمن الداخلي بإعداد خطة لإقامة مثل هذا الحرس وعرضها على الحكومة خلال شهر.

وقال بينت: "إننا نرى الفرق الكبير بين أحداث كان خلالها في الساحة مواطن مع سلاح مرخص وأحداث لم يكن هناك مواطنون مسلحون"، مشيراً إلى أن الحاجة إلى مثل هذا الحرس تُعدّ مُلحة، وبصورة خاصة في المدن والبلدات التي يقطنها اليهود الحريديم [المتشددون دينياً]، حيث عدد المواطنين الذين يحملون السلاح أقل من غيرهم.

"يديعوت أحرونوت"، 9/5/2022
تقرير: تعيين مؤيدة لمقاطعة مؤتمر "أيباك" في منصب السكرتيرة الصحافية للرئيس الأميركي

عيّن الرئيس الأميركي جو بايدن، في نهاية الأسبوع الفائت، كارين جان بيير في منصب سكرتيرته الصحافية المقبلة والناطقة بلسان البيت الأبيض، وهي مسؤولة سابقة في مجموعة "موف أون" التي أيدت دعوة مرشحي الرئاسة الديمقراطيين إلى مقاطعة المؤتمر السنوي لمنظمة "أيباك" المؤيدة لإسرائيل.

وستكون جان بيير أول امرأة سوداء وأول شخص من المجتمع المثلي في هذه الوظيفة، وستخلف جين بساكي التي تنهي مهمات منصبها يوم 13 أيار/مايو الحالي.

وأثارت بيير انتقادات الأوساط المؤيدة لإسرائيل على خلفية مقال رأي نشرته سنة 2019 وأيدت فيه ضغط "موف أون" على مرشحي الحزب الديمقراطي للرئاسة لمقاطعة المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأميركية-الإسرائيلية ["أيباك"].

ومما كتبته في ذلك المقال أنه عندما ننظر في الأمر فعلاً فإن سياسات "أيباك" ليست تقدمية، كما أن فشلها في استنكار تعصُّب إدارة [الرئيس الأميركي السابق] دونالد ترامب بقوة يجعلها غير مؤهلة لأن تكون مكاناً للديمقراطيين. ومؤخراً أطلقت "أيباك" لجنة عمل سياسي لدعم المرشحين المؤيدين لإسرائيل بصورة مباشرة لأول مرة، وحتى الآن، هي أعطت الجمهوريين أكثر مما أعطت الديمقراطيين.

 وقال بايدن في بيان صادر عنه إنه يعرف بيير منذ فترة طويلة، مؤكداً أنها ستكون صوتاً قوياً يتحدث نيابة عنه وعن إدارته.

كما أشادت بساكي بخليفتها ووصفتها بأنها شريكة حقيقية، ووصفت تعيينها بالتاريخي.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 9/5/2022
لا مكان لميليشيات يهودية
افتتاحية

 

  • طرح رئيس الحكومة نفتالي بينت فكرة جديدة – قديمة لمحاربة الإرهاب: تشكيل قوة مسلحة تعتمد على مدنيين متطوعين، جزء منهم من مجموعة "هاشومير الجديد" تعمل، ليس فقط في أوقات الطوارئ، أو خلال أعمال الشغب، بل أيضاً في الأوقات العادية "كلما اقتضت الحاجة"، كما شرح في جلسة الحكومة أمس. وقال بينت إنه طلب من مجلس الأمن القومي أن يقدم حتى نهاية الشهر "خطة منظمة مع ميزانية لإقامة حرس وطني-مدني". وبحسب كلامه، ستشارك في القوة الجديدة شرطة حرس الحدود و"قوات ماهرة من المتطوعين والاحتياطيين".
  • الهجمات الأخيرة تشكل الخلفية المباشرة للمبادرة، لكن جذورها، بحسب قول بينت نفسه، تعود إلى الاضطرابات التي نشبت في بداية عملية "حارس الأسوار" في جزء من المدن التي يعيش فيها يهود وعرب. في أحداث أيار/مايو وصلت إلى اللد قافلة مستوطنين مسلحة، بدعوة من نواة توراتية محلية، وبمساعدة البلدية، من أجل "الدفاع عن السكان". حينها، طالب اليمين في الكنيست وخارجه بالموافقة على عمليات "فرق احتياط" من اليهود في المدن المختلطة تكون تحت إشراف الشرطة أو حرس الحدود. المؤيدون لهذه الفكرة أرادوا محاكاة الأُطر المسلحة في المستوطنات وتصديرها إلى داخل دولة إسرائيل.
  • أسلوب عمل هذا الحرس الوطني الجديد لم يُعلَن بعد، لكن قول بينت إنه سيعمل "في الأحداث الطارئة وخلال أعمال الشغب، وحتى في الأيام العادية"، يجب أن يضيء الضوء الأحمر. إن أيّ استخدام للسلطات الحكومية من جانب مدنيين يتطلب حذراً وشفافية ورقابة دقيقة. وثمة شك كبير مثلاً في أن يشمل ذلك منح يهود مسلحين سلطة البحث عن عرب مشتبه فيهم والعثور عليهم في أوقات التوتر، وفي أماكن حساسة.
  • يجب على القوى الأمنية معاملة كل المواطنين بصورة متساوية. استخدام كيانات رسمية خارجية تعمل في مناطق رمادية وواسعة للغاية هو بوابة يمكن أن تسمح لأصحاب المصالح بإدخال اعتبارات خارجية من "إثبات الحكم" إلى أشكال أُخرى تتعلق بالتفوق اليهودي. وستكون الرقابة المهنية والعامة على مثل هذه التنظيمات ضعيفة وجزئية. وليست هذه هي الطريقة "لإعادة الأمن الشخصي إلى المواطنين الإسرائيليين"، وفق كلام بينت، بل هي الباب إلى حرب أهلية.
  • الحلم بـ "حرس وطني-مدني" يقوم بدوريات في المدن ويوفر الأمن لسكانها هو وهم خادع. فقط الدولة وممثلوها المعتمَدون لهم الحق في استخدام قوة منظمة ومسلحة. خصخصة الأمن وإعطاؤه لقوات تتألف من يهود فقط، على ما يبدو، هو أمر خطر ويبعث برسالة تهديد إلى الجمهور العربي. ما يجري أمر خطِر، وخصوصاً بالنسبة إلى الذين يعيشون في مدن مختلطة. وهذه المبادرة يجب دفنها على الفور.
"هآرتس"، 9/5/2022
من شأن الأزمة السياسية أن تدفع بينت إلى خطوات استثنائية ضد "الإرهاب"
عاموس هرئيل - المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس"

 

  • أدى نجاح المنفّذَيْن في العملية القاتلة في إلعاد إلى محاولتي محاكاة يوم أمس الأحد. في البداية، قام فلسطيني بطعن جندي من حرس الحدود في غرف التفتيش المُقامة إلى جانب باب العامود في البلدة القديمة. الجندي أصيب بجروح متوسطة، أما المنفّذ، فقد تم إطلاق النار عليه وأصيب بجروح بالغة. بعدها بساعة، حدث في مستوطنة تكواع، جنوبي بيت لحم. وبحسب المصادر الإعلامية، فلسطيني تسلق الجدار المحيط بالمستوطنة، ثم حاول الدخول إلى أحد المنازل وبحوزته سكين. ولقد قتل على يد أحد أفراد مجموعة من المتطوعين من سكان المستوطنة. لم يكن هناك إصابات إضافية. وبعد ذلك، تم مسح المنطقة للبحث عن آخر هرب من المكان، بحسب السكان.
  • وصلت جهود البحث عن منفِّذَيْ عملية إلعاد إلى نهايتها أمس بالنتيجة المتوقعة. صحيح أن البحث استمر أكثر من 60 ساعة، وقت أكثر من المعتاد، لكن في نهاية المطاف تم القبض على المنفّذَيْن اللذين قتلا ثلاثة إسرائيليين بالبلطات والطعن بالسكاكين. وحدث هذا، بحسب توقعات أجهزة الأمن مسبقاً، داخل الخط الأخضر. لم ينجح كلاهما في الوصول إلى مكان سكنهما في جنين، بل حاولا الاختباء في منطقة بالقرب من مكان العملية. مسح واسع أدى إلى القبض عليهما في نهاية المطاف.
  • في هذه الحالة، لم يكن هناك حاجة إلى استعمال أدوات تكنولوجية استثنائية، إنما في الأساس أعمال تمشيط مشياً على الأقدام: مئات من الجنود وأفراد الشرطة خرجوا لتمشيط الحقول والكروم، وعندما وُجدت بقعة دم تركها أحد المنفّذَيْن، تم إيجادهما خلف الأشجار. وبحسب ضابط في وحدة "مغلان" قاد القوة التي قبضت عليهما، فإنهما لم يقاوما الاعتقال، وتم القبض عليهما وهما "منهكَيْن جداً".
  • وهكذا، تم إطلاق صافرة بداية مهرجان العلاقات العامة لدى أجهزة الأمن، ونقاش غبي بعدها على وسائل التواصل الاجتماعي، والذي انجرفت إليه أيضاً، ولو بصورة محدودة، وسائل الإعلام الممأسسة. الضباط الذين تم إرسالهم إلى الإعلام أمس قالوا أموراً من دون جدوى. النائب "ي"، ضابط في وحدة "مغلان"، قال إنه فخور بمقاتليه الذين قاموا بعمليات تمشيط لأكثر من يومين، حتى قبضوا على المنفّذَيْن. أحد القياديين التابع له ذكر أن ساحة العملية التي تم فيها ضرب آباء إلى جانب الأبناء، كانت أكثر الساحات التي شهدها وحشيةً. واعترف بـ -أن دخول المنفّذَيْن من خلال خط التماس من دون تصريح عمل، كان "فشلاً لنا"-وتجاهل بشجاعة حقيقة أن المنفّذَيْن وصلا إلى إلعاد في سيارة كان يقودها مواطن إسرائيلي من منطقة "اللا سياج"، قبل وقت قصير من تحوُّله إلى ضحيتهما الأولى.
  • إلّا إن الاعتقال، الذي تم تصويره من جميع الزوايا الممكنة، كان أرضاً خصبة للنقاشات استند المبادرون إليها إلى ذاكرة الجمهور القصيرة. أغلبية النقاشات تركزت في سؤال لماذا لم يقُم الجنود بقتل المنفّذَيْن (كلاهما استسلم)، ظروف السجن في إسرائيل (التعليم العالي للمخربين تم إلغاؤه قبل أكثر من 11 عاماً) وكيف-تجرأوا على منح أحد المهاجميَن سيجارة (وكأنها ليست آلية تحقيق قديمة، الهدف منها دفع المشتبه فيه إلى الحديث والاعتراف، كما حدث فعلاً).
  • هذا الغباء بالإضافة إلى أنه ينمّ عن عدم معرفة مطلق، يستند إلى أسباب سياسية في الأساس. مَن يوجّه الأسئلة، يريد الادعاء أن ضعف الحكومة وانهزاميتها هما السبب، ليس في موجة العمليات فقط، إنما في ردة الفعل الضعيفة لأجهزة الأمن أيضاً. وبغياب أدلة أُخرى، يستندون إلى السيجارة. لماذا يجب الوقوف على هذا أصلاً؟ لأن الحديث السطحي في وسائل التواصل الاجتماعي، الذي يشارك فيه أيضاً صحافيون ومستشارون إعلاميون وضباط سابقون، ينزلق إلى الحياة ذاتها أحياناً. نموذج آخر هو الانشعال بسؤال اغتيال قائد "حماس" في غزة يحيى السنوار. هذه المطالبة بدأت أيضاً من خلال تغريدات على تويتر مساء يوم الخميس، مباشرة بعد العملية. وفي يوم الجمعة صباحاً، كانت قد تحولت إلى قضية رأي عام حارقة.
  • موضوع السنوار طُرح خلال مناقشات أمنية الأسبوع الماضي، بعد العمليات السابقة، في أثناء موجة العمليات "الإرهابية" الحالية. لا يوصي أيّ من أجهزة الأمن باغتياله في هذه المرحلة. لكن الموضوع هو حقيقة أن السياسيين يستمعون إلى ما يعتبرونه يعبر عن أمنيات الناخبين-فكيف إذا كانوا سياسيين وحكومتهم تعدّ أيامها الأخيرة.
  • في حياة سابقة، كعضو في المجلس الوزاري المصغر ووزير أمن، كان رئيس الحكومة الحالي نفتالي بينت يميل إلى طروحات جريئة تشكل مخرجاً من فخ أمني. يعيش بينت اليوم ضغوطاً كبيرة جداً، في ظل الانتقادات بسبب استمرار موجة العمليات، ومطالبات اليمين بيد أكثر حزماً ضد الفلسطينيين. عملية إضافية أو عمليتان، ولن تكون بالمفاجأة الكبيرة أن نراه يختلف مع شركائه في الائتلاف بشأن الخطوات المطلوبة للتعامل مع موضوع "الإرهاب". لهذا سيكون هناك تداعيات على وجود القائمة الموحدة في الحكومة، وعلى تقديم موعد الانتخابات-وحتى على سؤال: مَن سيكون رئيس الحكومة الانتقالية (لأن الاتفاق بين بينت وشريكه يائير لبيد ينص على أن مَن سيتولى المنصب، لن يكون من الطرف الذي أدى إلى تفكيك الحكومة).
  • في كل الأحوال، الثرثرة بشأن الاغتيال لا تفيد-هذا مؤكد. ويبدو أنها تدفع السنوار إلى المزيد من الحذر وتجنُّب التواجد في مكان مكشوف للاغتيال الإسرائيلي. ويبدو أنه لا مفر من اقتباس حكمة الحياة: إن أردت أن تطلق النار-فأطلقها، لا تتحدث.
  • الحكومة أطلقت يوم أمس خطوة مهمة جداً، على الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كانت ستنجح في استكمالها. أعلن بينت خلال جلسة الحكومة الأسبوعية أنه سيقيم حرساً قومياً-مدنياً، يستند إلى قوات حرس الحدود وقوات الاحتياط ومتطوعين. هذه الفكرة طُرحت بعد عملية "حامي الأسوار" قبل عام تقريباً، حين حدثت اشتباكات واسعة في المدن المختلطة. الاستعمال الأساسي لهذه القوات سيكون في ساعات الطوارئ-للانتشار في البلدات المركزية والشوارع الرئيسية، بهدف تأمين سير قوات الجيش إلى الجبهات. فالشرطة تواجه صعوبات في تنفيذ هذه المهمات. في حال تم تخصيص الميزانيات اللازمة، ستكون الفائدة من هذا القرار أعلى بكثير من الثرثرة بشأن الاغتيالات.

مساعدة من وحدة "الأشباح"

  • شارك في عملية البحث عن "القتَلة" في إلعاد أكثر من 800 جندي. بينهم، كما تبين أمس، مَن كانوا مقاتلين من الوحدة المتعددة الأبعاد "الأشباح". ومن المهم التوقف عند هذه الحقيقة، بسبب أن هذه الوحدة التي تأسست قبل ثلاثة أعوام، هي ثمرة عمل رئيس هيئة الأركان أفيف كوخافي وحجر أساس في خطته الطويلة الأمد للجيش، "تنوفا".
  • الوحدة المتعددة الأبعاد، تأسست بهدف زرع التكنولوجيا الأكثر تطوراً لدى الجيش، لتفعيلها بشكل فاعل خلال الحرب المقبلة. وحتى الآن، وجد مقاتلوها أنفسهم يشاركون في البحث عن مهاجمين اثنين استعملا أكثر الأدوات بدائية، وهي سكين وبلطة، واختبآ بين الأشجار. هذه إشارة أُخرى إلى أنه، وفي الوقت الذي ينشغل فيه الرأس العسكري في صراع تكنولوجي، لا تزال أقدامه غارقة في وحل "الارهاب "الفلسطيني.
  • استمرار موجة العمليات الحالية التي بدأت قبل سبعة أسابيع، بدأت بتدفيع الجيش الثمن، على صعيد تدريبات الوحدات القتالية، وعلى صعيد جاهزية هذه الوحدات للحرب. الحاجة إلى إغلاق خط التماس دفع بإرسال قوات وتحويلها من التدريبات ومسار التجهيز. وخلال هذا الشهر، سيتم استدعاء ست كتائب احتياط في أمر استثنائي، بهدف استبدال الكتائب النظامية. كان من المفترض أن يبدأ الجيش اليوم بـ"شهر الحرب"، الذي ستتم من خلاله محاكاة حرب شاملة. قبل عام، تم إلغاء التدريب ذاته في اللحظة الأخيرة بسبب نصف حرب حقيقية، "حارس الأسوار". وفي هذا العام، يبدو أن السيناريو سيتكرر مرة أُخرى، بعكس رغبات قائد هيئة الأركان.
"N12"، 8/5/2022
انعطافة في سورية: الروس يخرجون والإيرانيون يدخلون
إيهود يعاري - محلل سياسي

 

  • الجميع عندنا مشغول بالكلام المتبادل بين إسرائيل وروسيا بشأن أوكرانيا. لكن مع كل أهمية الرد على كلام وزير الخارجية الروسي لافروف واعتذار بوتين، فإن الساحة الأساسية لمنظومة العلاقات المعقدة لإسرائيل مع روسيا تدور على الأرض السورية.
  • في سورية تجري عدة أمور: في الأيام الأخيرة أخلى الجيش الروسي سلسلة من القواعد والمواقع التي كان يحتفظ بها طوال أعوام، في الأساس في وسط الدولة وشرقها، وأيضاً في الشمال بالقرب من مدينة حلب، وفي عدة مناطق من دمشق، وفي جنوب سورية بالقرب من الحدود مع إسرائيل. ينفّذ الروس هذه العملية من دون الحديث عنها لأنهم مضطرون إلى تكريس المزيد من الجهد للساحة الأوكرانية، حيث يرون الآن فرصاً أكبر مما تنسبه إليهم وسائل الإعلام الغربية.
  • تقليص الوجود الروسي له أهمية غير بسيطة، لأنه منع حتى الآن التمركز الإيراني في مناطق مختلفة، وأقام ميليشيات غير خاضعة لإملاءات الحرس الثوري الإيراني، وأحبط سيطرة جنرالات موالين لإيران على الجيش السوري. الآن، الوضع تغيّر، والتعيينات الأخيرة في القيادة العليا في دمشق، بما فيها وزير الدفاع، كلها من المؤيدين لإيران من الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد. من دون روسيا قوية في سورية، ستزداد قوة إيران أكثر، هذا هو السبب الذي دفع بشار الأسد إلى القيام بزيارة مفاجئة إلى طهران، فبالنسبة إليه، ما يجري حالياً هو تغيُّر دراماتيكي.
  • على ما يبدو، المواقع الروسية حول مدينة تدمر، وفي مناطق ريف حلب، وفي منطقة وادي الفرات، تمتلىء بسرعة بوحدات تابعة للحرس الثوري الإيراني، وبصورة منسقة. ويمكن رؤيتها الآن في مطار النيرب [مطار حلب]، وفي أماكن أُخرى حرص الروس على منع تواجد هذه الوحدات فيها. هناك تعمّق لتخندُق الإيرانيين في سورية-أيضاً في البعد العسكري-يتخطى ما يمكن أن يصدقه المواطن الإسرائيلي بعد التقارير الكثيرة عن الهجمات الناجحة لسلاح الجو الإسرائيلي. صحيح أن هذه الهجمات تؤلم الإيرانيين وتعرقل وتيرة تزوُّد حزب الله بصواريخ دقيقة، لكن حتى هذه اللحظة، لم تنجح إسرائيل في وقف ذلك بصورة كاملة. مَن يقول غير ذلك هو مخطئ. في تقديري، لدى حزب الله اليوم قرابة 500 صاروخ دقيق. وهذا أقل بقليل مما أراد الإيرانيون تحقيقه، لكن أكبر بكثير مما تستطيع إسرائيل تحمُّله.
  • ليس لدى إسرائيل وسيلة للتأثير بصورة حقيقية في اعتبارات الانتشار الروسي في سورية. لكن كلما خفّض الروس تواجدهم العسكري في تلك الدولة، كلما ازدادت قبضة إيران على مواقع يجب أن تقلقنا. من المهم أن نتذكر أن روسيا عندما تعاونت مع إيران في سورية لحاجتها إلى الاستعانة بالقوات البرية للميليشيات الإيرانية لاستغلال قصف سلاح الجو الروسي، سعت دائماً لتقييد وتقليص التمركز الإيراني والتغلغل الإيراني في الجيش والأجهزة الأمنية التابعة للأسد.
  • إذا كانت الحرب الأوكرانية غيرت صورة الأمور، فإن هذه ليست بشرى سارة لإسرائيل.
  • كلمة أُخرى، أداء الجيش الروسي في أوكرانيا كان بائساً، وأحياناً مؤسفاً، وفي أكثر الأحيان محزناً بالنسبة إلى موسكو. لكن يجب أن نتذكر أنه لا يزال لدى بوتين فرص: تطويق نحو 40% من الجيش الأوكراني في شرق البلاد، وإقامة ارتباط بري مع ترانسنيستريا، الشريط الواقع تحت سيطرة الروس في مولدافيا، وخلق تهديد حقيقي في هاتين الساحتين على أوديسا، حتى من دون مساهمة فعلية من سلاح البحر الروسي. أيضاً إذا انتهت حرب بوتين الفاشلة بفصل أوكرانيا عن منفذها إلى البحر، فإنها لن تكون حرباً خاسرة تماماً.