مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
مقتل شاب فلسطيني برصاص جنود إسرائيليين في البيرة وإصابة شاب آخر برصاص الشرطة الإسرائيلية في القدس الشرقية
راعم يمنح الائتلاف الحكومي الإسرائيلي فرصة أُخرى وحزب الليكود يسحب مشروع قانون حل الكنيست
إسرائيل تعلن أنها أحبطت عملية تهريب أسلحة كانت مخصصة لـ "حماس" في عرض البحر
تقرير: مطالبات من مختلف أنحاء العالم بفتح تحقيق في مقتل الصحافية الفلسطينية التي تحمل الجنسية الأميركية شيرين أبو عاقلة خلال عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي في جنين
تقرير: الناطق بلسان الخارجية الإيرانية: زيارة منسّق الاتحاد الأوروبي إلى طهران تجعل مفاوضات الاتفاق النووي تتقدم في الاتجاه الصحيح
مقالات وتحليلات
فجأة، بات قتل الصحافية الفلسطينية صادماً
صحافيو الجزيرة أعادوا الثقة بوسائل الإعلام العربية، لكنهم يوصَمون كأعداء
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 12/5/2022
مقتل شاب فلسطيني برصاص جنود إسرائيليين في البيرة وإصابة شاب آخر برصاص الشرطة الإسرائيلية في القدس الشرقية

قال بيان صادر عن الناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية إن شاباً فلسطينياً أصيب بجروح خطرة برصاص أفراد الشرطة الإسرائيلية بعد أن حاول القيام بعملية طعن ضد عدد منهم عند باب القطانين في البلدة القديمة في القدس الشرقية مساء أمس (الأربعاء).

وأضاف البيان أن الشاب انقض على أفراد قوة من الشرطة وهو يصرخ "الله أكبر"، وهو ما حدا بأفراد القوة إلى إطلاق النار عليه وإصابته بجروح خطرة نُقل في إثرها إلى مستشفى "هداسا" لتلقّي العلاج.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت في وقت سابق أمس أن الشاب ثائر خليل اليازوري (18 عاماً) قُتل برصاص الجيش الإسرائيلي في منطقة جبل الطويل في مدينة البيرة.

وأفادت وزارة الصحة بأن اليازوري قُتل بعد إصابته برصاصة في القلب بشكل مباشر أطلقها عليه جنود إسرائيليون صباح أمس.

"معاريف"، 12/5/2022
راعم يمنح الائتلاف الحكومي الإسرائيلي فرصة أُخرى وحزب الليكود يسحب مشروع قانون حل الكنيست

قام حزب الليكود أمس (الأربعاء) بسحب مشروع قانون لحل الكنيست بعد أن أعلن رئيس حزب راعم [القائمة العربية الموحدة] عضو الكنيست منصور عباس أن حزبه سيعود إلى الائتلاف الحكومي ويفي بالتزاماته المنصوص عليها في الاتفاقية الائتلافية.

وقالت مصادر مسؤولة في الليكود إنه في حال قيام الحزب بطرح مشروع القانون المذكور وفشل في تمريره لن تكون المعارضة قادرة على طرح مشروع قانون مماثل مرة أُخرى لمدة 6 أشهر.

من ناحية أُخرى، عقد عضو الكنيست عباس مؤتمراً صحافياً في الكنيست أمس، قال فيه إن مجلس الشورى في الحركة الإسلامية-الجناح الجنوبي قرّر منح راعم فرصة العودة إلى الاتفاق الائتلافي والوفاء بالتزاماته تجاهه، وأكد أن راعم لا يريد انتخابات أُخرى.

وأضاف عباس: "إننا نعتقد أن التوجه إلى دورة انتخابات جديدة ستعيد بنيامين نتنياهو إلى سدّة الحكم وتعيد إلى الوراء كل القضايا التي كنا نعمل عليها".

وأشار عباس إلى أن راعم انضم إلى الائتلاف الحكومي من أجل الدفع قدماً بمصالح المجتمع العربي، بما في ذلك حل ضائقة السكن ومحاربة الجريمة والتعامل مع غلاء المعيشة وإيجاد حل لقضية القرى البدوية غير المعترف بها في النقب.

"يسرائيل هيوم"، 12/5/2022
إسرائيل تعلن أنها أحبطت عملية تهريب أسلحة كانت مخصصة لـ "حماس" في عرض البحر

سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية أمس (الأربعاء) بنشر نبأ قيام الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام ["الشاباك"] مؤخراً بإحباط عملية تهريب أسلحة كانت مخصصة لكتائب القسّام، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، في عرض البحر.

وقالت قناة التلفزة الإسرائيلية 13 مساء أمس، إنه بفضل معلومات استخباراتية، اعتقلت قوات الجيش الإسرائيلي 3 أشخاص ضالعين في العملية، خرجوا في ساعات الليل من شواطئ غزة في رحلة بحرية في اتجاه منطقة بحرية في مقابل شواطئ غزة بالقرب من مصر، وحاولوا اجتياز المياه البحرية الإقليمية المصرية، حيث اعتقلتهم قوات الجيش الإسرائيلي.

وأضافت القناة أن المشتبه فيهم نُقلوا إلى جهاز "الشاباك" الذي قام بالتحقيق معهم، وتبين أنهم كانوا في طريقهم لتنفيذ عملية تهريب معدات قتالية عن طريق البحر، كما تبيّن أن أحدهم اعتُقل قبل عامين خلال محاولة فاشلة لتهريب أسلحة إلى حركة "حماس"، وأمضى محكومية بالسجن لمدة عام في السجون الإسرائيلية، وأن الاثنين الآخرين من سكان منطقة الشاطئ في غزة ويعملان في الصيد.

"هآرتس"، 12/5/2022
تقرير: مطالبات من مختلف أنحاء العالم بفتح تحقيق في مقتل الصحافية الفلسطينية التي تحمل الجنسية الأميركية شيرين أبو عاقلة خلال عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي في جنين

دعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وعدة دول أُخرى والمجتمع الدولي والدول العربية المجاورة إلى فتح تحقيق في مقتل الصحافية الفلسطينية التي تحمل الجنسية الأميركية ومراسلة شبكة "الجزيرة" شيرين أبو عاقلة (51 عاماً) خلال عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي في جنين أمس (الأربعاء).

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية وشهود عيان، بمن في ذلك صحافيون آخرون اتهموا قوات الجيش الإسرائيلي بإطلاق أعيرة نارية أدّت إلى مقتل أبو عاقلة، وفي المقابل، زعم عدد من المسؤولين الإسرائيليين أن أبو عاقلة قُتلت على الأرجح بنيران فلسطينية.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس أمس إن النتائج الأولية أظهرت عدم إطلاق نيران إسرائيلية على الصحافية بينما شوهدت لقطات إطلاق نار عشوائي من طرف "إرهابيين" فلسطينيين، ومن المحتمل أن يكون تسبب بمقتلها.

ودعا سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل توماس نايدس إلى إجراء تحقيق شامل في مقتل أبو عاقلة.

كما دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط تور وينسلاند إلى إجراء تحقيق فوري وشامل، ودان بشدة مقتل أبو عاقلة.

ودعا الاتحاد الأوروبي إلى تحقيق سريع ومستقل لتقديم الجناة إلى العدالة.

ودان الأردن مقتل أبو عاقلة، واصفاً إياه بأنه جريمة مروعة، ودعا إلى إجراء تحقيق فيها وتقديم مرتكبيها إلى العدالة.

ووصفت مساعدة وزير الخارجية القطري لولوة الخاطر مقتل أبو عاقلة بأنه إرهاب إسرائيلي.

وكتبت الخاطر في تغريدة نشرتها في حسابها الخاص على موقع "تويتر": "إن إرهاب الدولة الإسرائيلية هذا يجب أن يتوقف، ويجب أن ينتهي الدعم غير المشروط لإسرائيل".

واتهمت شبكة "الجزيرة" الجنود الإسرائيليين بتعمُّد استهداف أبو عاقلة وقتلها بدم بارد.

ودعت الشبكة في بيان صادر عنها المجتمع الدولي إلى إدانة ومحاسبة قوات الاحتلال الإسرائيلي.

في المقابل، قال مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى إن إسرائيل عرضت إجراء تحقيق مشترك في الحادثة إلى جانب السلطة الفلسطينية، لكن هذه الأخيرة رفضت.

ودعا رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت خلال خطاب في الكنيست أمس الفلسطينيين إلى التعاون وعدم القيام بأي عمليات يمكن أن تشوّه التحقيق.

وقال وزير العدل جدعون ساعر إن الفلسطينيين سارعوا، كعادتهم، إلى إطلاق فرية دموية ضد الجيش الإسرائيلي ورفضوا عرض إسرائيل بإجراء تحقيق مشترك لأنهم غير معنيين بالكشف عن الحقيقة.

وأشار رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي إلى أنه لا يمكن حالياً تحديد مصدر إطلاق النار الذي أدى إلى مقتل أبو عاقلة. وأضاف أن الجيش شكّل طاقماً خاصاً للتحقيق في الحادث، وأن الطاقم سيقدم استنتاجاته في أسرع وقت ممكن.

وفي رام الله نفى الوزير حسين الشيخ أن تكون إسرائيل قد تواصلت مع السلطة الفلسطينية بشأن إجراء تحقيق مشترك.

وكتب الشيخ في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع "تويتر": "إننا ننفي ما أعلنه رئيس الحكومة الإسرائيلية عن توجّههم إلى السلطة الفلسطينية لإجراء تحقيق في اغتيال أبو عاقلة". وتعهد الشيخ بأن ترفع السلطة الفلسطينية قضية أبو عاقلة إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي التي قررت العام الفائت فتح تحقيق في ارتكاب جرائم حرب في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وقال الصحافي الفلسطيني علي السمودي، الذي كان يعمل كمنتج مع أبو عاقلة وأصيب برصاصة، إنهما كانا ضمن مجموعة من سبعة صحافيين ذهبوا لتغطية عملية الجيش الإسرائيلي في وقت مبكر من يوم أمس، وأشار إلى أنهم جميعاً كانوا يرتدون سترات واقية كانت تشير بوضوح إلى أنهم صحافيون، ومروا من أمام القوات الإسرائيلية حتى يراهم الجنود ويعرفون أنهم هناك. وروى السمودي أن الطلقة الأولى أخطأتهم، ثم جاءت الطلقة الثانية التي أصابته، وقتلت الثالثة أبو عاقلة، وأكد أنه لم يكن هناك مسلحون فلسطينيون أو مدنيون آخرون في المنطقة، بل فقط المراسلون الصحافيون والجيش الإسرائيلي.

وأكد السمودي أن رواية الجيش الإسرائيلي بأنهم تعرضوا لنيران أطلقها مسلحون فلسطينيون هي كذب مطلق.

"معاريف"، 12/5/2022
تقرير: الناطق بلسان الخارجية الإيرانية: زيارة منسّق الاتحاد الأوروبي إلى طهران تجعل مفاوضات الاتفاق النووي تتقدم في الاتجاه الصحيح

ذكرت وكالة "إرنا" الرسمية الإيرانية أن منسّق الاتحاد الأوروبي لشؤون المفاوضات الهادفة إلى إحياء الاتفاق بشأن برنامج طهران النووي إنريكي مورا بدأ أمس (الأربعاء) زيارة إلى العاصمة الإيرانية استهلها بعقد اجتماع مع كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري.

وكانت وزارة الخارجية الإيرانية أكدت يوم الإثنين الماضي أن مورا سيقوم بزيارة إلى طهران هذا الأسبوع، وذلك للمرة الثانية منذ توقُّف المفاوضات في فيينا. وجرت الزيارة الأولى يوم 27 آذار/مارس الفائت.

وأكد الناطق بلسان وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده أن زيارة مورا الجديدة تجعل المفاوضات تتقدم في الاتجاه الصحيح، لكن ذلك لا يعني أنه يحمل رسالة جديدة بعد توقُّف المفاوضات، وقال إن على الإعلام ألّا يحصر المسائل المعلقة بين إيران والولايات المتحدة في موضوع واحد مثل موضوع الحرس الثوري الإيراني.

يُذكر أن مفاوضات فيينا عُلقّت رسمياً في آذار/مارس، مع تأكيد المعنيين أن التفاهم بات شبه منجز، لكن مع بقاء نقاط خلاف بين واشنطن وطهران، أبرزها طلب هذه الأخيرة شطب اسم الحرس الثوري الإيراني من القائمة الأميركية للمنظمات "الإرهابية" الأجنبية.

في سياق آخر، أُعلن في طهران أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني سيقوم اليوم (الخميس) بزيارة رسمية إلى إيران هي الأولى له منذ أكثر من عامين. وتأتي الزيارة في ظل جمود المفاوضات الهادفة إلى إحياء الاتفاق بين طهران والقوى الكبرى بشأن البرنامج النووي الإيراني، وفي خضم ارتفاع أسعار موارد الطاقة، على خلفية الحرب الروسية على أوكرانيا، علماً بأن إيران وقطر تُعَدّان من أبرز الدول التي تمتلك احتياطات الغاز الطبيعي عالمياً.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 12/5/2022
فجأة، بات قتل الصحافية الفلسطينية صادماً
جدعون ليفي - صحافي إسرائيلي

 

  • الصدمة النسبية في أعقاب قتل شيرين أبو عاقلة صادقة ومطلوبة. هي أيضاً متأخرة ومنافقة. الآن تشعرون بالصدمة؟ دم صحافية مشهورة، شجاعة وخبيرة، وهي كذلك، ليس أهم من دم طالبة مدرسة مجهولة، كانت في طريقها إلى منزلها قبل شهر تقريباً، في سيارة أجرة عمومية في جنين ذاتها، وقتلها جنود الجيش الإسرائيلي. هكذا قتلوا حنان خضور. حينها أيضاً حاول الناطق الرسمي بلسان الجيش التشكيك في هوية مُطلق النار، وقال: "الموضوع في قيد الفحص". مرّ شهر، ولم ينجم عن "الفحص" أي شيء، ولن ينجم عنه أي شيء أيضاً، لكن بذور الشك زُرعت ونبتت في حقول الإنكار الإسرائيلية، هناك، حيث لا يؤثر مصير فلسطينية عمرها 19 عاماً في أحد، والضمير مات مرة أُخرى. هل ستعترف المؤسسة الأمنية واليمين بأي جريمة قام بها الجيش، ويتحملان مسؤوليتها؟ جريمة واحدة؟ واحدة فقط؟
  • مقتل أبو عاقلة حدث مختلف، هي صحافية دولية. يوم الأحد، تم الاعتداء على صحافي محلي هو باسل العدرة، على يد جنود الجيش الإسرائيلي جنوبي الخليل، ولم يكترث أحد. وأول أمس، حُكم إسرائيليان بالسجن 22 شهراً، بتهمة الاعتداء على صحافيين خلال "حارس الأسوار". وأيّ عقاب سينزل على جنود قَتَلة، إن قتلوا شيرين أبو عاقلة؟ وأيّ عقاب سينزل على مَن قرر ونفّذ القصف الإجرامي على مكاتب وكالة الأخبار "AP" خلال "حارس الأسوار" في قطاع غزة؟ هل دفع أحدهم ثمن هذا الإجرام؟ وماذا عن الـ 13 صحافياً الذين قُتلوا خلال عملية "الرصاص المصبوب"؟ والطواقم الطبية التي قُتلت خلال التظاهرات على الشريط الحدودي في قطاع غزة، ومن ضمنهم الممرضة رزان نجار، ابنة الـ 21 عاماً، والتي أطلق الجنود النار عليها وهي ترتدي ملابسها البيضاء؟ لم يعاقَب أحد. سيغطون كل هذا بغيمة التبرير الأعمى والحصانة التلقائية للجيش الإسرائيلي، والسجود والتهليل للجنود.
  • حتى لو وُجدت الرصاصة الإسرائيلية التي قتلت أبو عاقلة، وحتى لو برز الفيديو المصور الذي أظهر وجه القاتل، سيتم اعتباره "بطل إسرائيل"، فوق كل شبهة. هناك رغبة في الإشارة إلى أنه حتى لو كُتب على الفلسطيني البريء أن يُقتل بيد الجيش، فمن الأفضل أن يكون معروفاً كأبو عاقلة، ومن المحبَّذ أن يحمل جواز السفر الأميركي. حينها، ستتحرك قليلاً وزارة الخارجية الأميركية، ليس أكثر من اللزوم، بسبب قتل أحد مواطنيها ظلماً على يد جنود الدولة الحليفة.
  • في الوقت الذي تُكتب فيه هذه السطور، لم يتضح بعد نهائياً مَن قتل أبو عاقلة. هذا إنجاز الدعاية الإسرائيلية-زرع الشكوك التي يتمسك فيها الإسرائيليون كحقائق، ولا يصدقهم العالم، بحق في أغلب الأحيان. أيضاً بعد قتل الطفل محمد الدرة من غزة، حاولت الدعاية الإسرائيلية زرع الشكوك في هوية القاتل، ولم تنجح يوماً في إثبات ذلك، ولم يصدقها أحد. خبرة الماضي تثبت أن الجنود الذين قتلوا حنان، من الممكن أن يقتلوا شيرين أيضاً. هي ذات الروح المسموح لهم فيها بإطلاق النار كما يريدون. مَن لم يعاقَب على قتل حنان، قتل شيرين.
  • لكن الجريمة حدثت قبل وقت طويل من إطلاق النار. الجريمة حدثت مع اقتحام كل بلدة ومخيم لاجئين وقرية، وكل غرفة نوم في الضفة كل ليلة، عندما يكون هناك حاجة، ومن دون حاجة بالأساس. دائماً سيدّعي المراسلون العسكريون أن ما حدث جاء في سياق "اعتقال مطلوبين"، أيّ مطلوبين، وعلامَ؟ مقاومة هذا الاقتحام ستكون دائماً "إخلالاً بالنظام العام"، النظام العام الذي يسمح للجيش بكل شيء، ولا شيء للفلسطينيين، من المؤكد أنه لا يسمح بالمعارضة.
  • سقطت أبو عاقلة كبطلة خلال القيام بعملها. كانت صحافية شجاعة أكثر من جميع الصحافيين الإسرائيليين سوياً. كانت في جنين وفي كل مكان آخر تحت الاحتلال، وهم لم يكونوا هناك ولا مرة واحدة حتى، عليهم الآن أن ينحنوا احتراماً وتقديراً وحزناً. للأسف، كان عليهم التوقف عن إعادة تدوير الشكوك الدعائية التي ينشرها الجيش والحكومة بشأن هوية القَتَلة. وحتى يثبت العكس، وفوق كل الشكوك، الوضع الطبيعي يجب أن يكون: الجيش اغتال شيرين أبو عاقلة.
"هآرتس"، 12/5/2022
صحافيو الجزيرة أعادوا الثقة بوسائل الإعلام العربية، لكنهم يوصَمون كأعداء
تسفي برئيل - محلل سياسي

 

  • الصحافية شيرين أبو عاقلة ليست مجرد صحافية وقعت في مرمى إطلاق النار بين قوات معادية وتحولت إلى "ضرر جانبي". الطريقة التي قُتلت بها والردود العربية والإسرائيلية التي برزت على الفور، والإدراك أن عملية القتل يمكن أن تؤدي إلى موجة جديدة من العنف، والسرعة التي أعلن فيها رئيس الأركان تشكيل لجنة تحقيق، والمطالبة بتحقيق دولي-كل هذا يدل على أن ما يجري الحديث عنه حدث له أهمية سياسية أكبر بكثير من الكارثة التي حلّت بأبو عاقلة وعائلتها.
  • الصحيح حتى الآن أنه من غير الواضح مَن الذي ضغط على الزناد وأطلق الرصاصة التي قتلت أبو عاقلة، لكن التهمة أُلصقت بإسرائيل، والمطلوب منها الآن تنقية اسمها، أو تحمُّل النتائج إذا تأكد أنها المسؤولة. من هنا، تنبع الأهمية المُلحة للتحقيق وهوية المحققين. من البديهي أن تحقيقاً إسرائيلياً لا يكفي وحده، ويجب فوراً تشكيل لجنة تحقيق دولية تحظى بثقة الجمهور الفلسطيني والإسرائيلي والمراقبين الدوليين الموجودين في البيت الأبيض وفي عواصم دول عربية وأوروبية.
  • التحقيقات الإسرائيلية، حتى عندما يقوم بها قضاة وشخصيات عامة، فقدت منذ وقت طويل ثقة الجمهور الدولي، فكم بالأحرى الفلسطيني. ساهم في ذلك ثقافة الإهمال والاستخفاف والطمس وصرف الأنظار، المستمرة منذ أعوام طويلة، والتي ميزت التحقيقات في مئات الحوادث التي قُتل فيها فلسطينيون بنيران الجيش الإسرائيلي، أو على يد مستوطنين. فإذا كانت حجة إسرائيل -التي تأخرت ساعات طويلة حتى أصدرت بياناً أسفت فيه على موت شيرين، خوفاً من أن يبدو مثل هذه البادرة الإنسانية اعترافاً بالتهمة-أن أبو عاقلة قُتلت بنيران فلسطينية، فليس لدى إسرائيل ما تخاف منه في تحقيق دولي. وإذا وجد التحقيق أن الجنود هم الذين أطلقوا النار عليها وعلى زميلها، فهذه ستكون فرصة لها كي تتصرف مثل أي دولة عادية. أي أن تعترف بالمسؤولية، وتحاسب، وتتحمل التعويضات، وفي الأساس أن تتخذ خطوات أساسية تمنع، ليس فقط قتل صحافيين، بل أبرياء عموماً.
  • انضمت أبو عاقلة أمس إلى الأعداد المخيفة لآلاف الصحافيين الذين قُتلوا خلال أدائهم مهماتهم. وبالاستناد إلى الاتحاد العالمي للصحافيين الذي يمثل أكثر من 600 ألف صحافي، قُتل خلال العقود الثلاثة ما بين سنة 1990 وسنة 2020 أكثر من 2658 صحافياً، بينهم 561 صحافياً في الشرق الأوسط. ومنذ سنة 2020 انضم إلى القائمة السوداء عشرات الصحافيين. هناك مَن قُتلوا في أثناء تغطيتهم المعارك في العراق، وفي سورية، وفي اليمن، أو في أفغانستان، أو أولئك الذين قُتلوا على يد عملاء أنظمة عربية لا تقبل النقد ضدها....
  • لكن بعيداً عن لائحة الأهداف التي وُضعت لصحافيين مختارين، فإن سوء معاملة وسائل الإعلام والعاملين فيها في مناطق القتال، وفي ساحات توتُّر سياسي، تحول إلى جزء من الاستراتيجيا الحربية. وتحول صحافيون فلسطينيون وإسرائيليون وأجانب يغطون النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني إلى جزء لا يتجزأ من الحرب، لأنهم يصنّفون بأنهم ليسوا فقط ممثلين لوسائل الإعلام التي تستخدمهم، بل أيضاً للأطراف المتعادية. طوال عشرات الأعوام، اعتُبر الصحافي الفلسطيني غير موثوق به، فقط لأنه فلسطيني، ولذا، لا يمكن الاعتماد عليه في كل ما له علاقة بالمعلومات عن الأحداث في المناطق. هذه المقاربة أعطت الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي والشرطة والشاباك الحصرية المطلقة تقريباً في تقديم المعلومات وبلورة الوعي، وستمر أعوام قبل أن يبدأ تقويض هذه المكانة ويحظى الصحافيون الفلسطينيون والعرب، عموماً، بالثقة التي يستحقونها.

مسار تصادُمي

  • قناة الجزيرة التي أُنشئت سنة 1996، وبدأت بالبث في كل عاصمة عربية ودولية، ووضعت كاميراتها في كل حدث مهم، تترأس الثورة لإعادة الثقة بوسائل الإعلام العربية. عشرات الصحافيين والصحافيات لديها اقتحموا جدران الرقابة التي فرضتها الأنظمة العربية، وانتقدوا الفساد والانحلال والإخفاقات التي ميزت هذه الأنظمة، وفي الوقت عينه اكتسبوا ثقة الجمهور العربي وحتى الدولي. في حروب أفغانستان والعراق، كانت الجزيرة القناة الوحيدة التي لم تكتفِ بالتقارير عن التحركات العسكرية، بل عرضت الأضرار والدماء والموت الذي تسببت به قوات التحالف. ودفعت القناة ثمناً باهظاً لقاء ذلك. وفي حرب الخليج الثانية، هاجمت طائرة أميركية الفندق الذي كان يتواجد فيه طاقم المحطة وقتلت الصحافي طارق أيوب. لم يكن هذا "حادثاً مؤسفاً"، فالجزيرة كانت هي المستهدفة. وانتشر اسم المحطة، حتى أن المحطات الأميركية اشترت منها فيديوهات كانت ترافق تقاريرها عن الحرب. وفي سنة 2011، وعلى خلفية ثورات الربيع العربي، قالت وزيرة الخارجية الأميركية، آنذاك، هيلاي كلينتون "هناك محطات تلفزيونية دولية، والجزيرة هي الأولى بينها، غيّرت الرأي العام وتوجّه المواطنين".
  • دخلت الجزيرة في مسار تصادُمي مع أنظمة عربية انتقدت زعماءها، وهكذا نشبت إحدى أكثر الأزمات حدّةً بين الدول العربية وبين العائلة الحاكمة في قطر، بسبب القناة. وكانت الذروة في المقاطعة والحصار الاقتصادي الذي فرضته مصر والسعودية والإمارات على قطر. وكان من بين شروط رفع الحصار وقف بث المحطة. الجزيرة هي محطة محترفة، لكنها ليست موضوعية، ككل وسائل الإعلام، لا تستطيع أن تكون موضوعية إذا أرادت أن يكون لها تأثير وأن تغيّر الرأي العام. إسرائيل تعتمد تقسيماً مختلفاً لوسائل الإعلام الأجنبية، لا يستند إلى مدى موضوعيتها. هناك عبارة ساخرة معروفة هي "هل الوسيلة الإعلامية، أو الصحافي، موضوعيان مع إسرائيل، أو موضوعيان ضدها". فالجزيرة، على الرغم من كونها المحطة العربية الأولى التي استضافت على شاشتها صحافيين وخبراء وسياسيين إسرائيليين، فإنها تُعتبر "معادية لإسرائيل" و"مؤيدة للفلسطينيين". وبناءً على ذلك، كل صحافي يعمل لديها يصنَّف كـ "عدو".
  • شيرين أبو عاقلة "نالت" أيضاً هذا اللقب. فالتقارير الجريئة والمباشرة والموثوق بها والمهنية التي اعتمدت على وقائع على الأرض أعواماً طويلة، وعلى تحقيقات معمقة، وعلى معرفة واسعة بالمجتمع الفلسطيني الذي وُلدت فيه، منحتها مكانة عالية وصلاحيات إعلامية، وحولتها إلى شخصية إعلامية معروفة في كل العالم العربي. لكنها في الوقت عينه تحولت إلى عدو شرس للناطقين بلسان الحكومة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي عندما فنّدت تقاريرهم ومزاعمهم. الحزن على موتها ليس شخصياً فقط. إنها خسارة مهنية كبيرة للتي نجحت في وضع النزاع الإسرائيلي -الفلسطيني والمجتمع الفلسطيني ومشهد الاحتلال في مقدمة الرأي العام العربي والدولي.