مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
في إثر استقالة عضو الكنيست ريناوي - زعبي من الائتلاف الحكومي، الليكود يخطط لطرح مشروع قانون حلّ الكنيست الأسبوع المقبل
غانتس في واشنطن: تعميق الاستعداد العسكري المشترك لوقف العدوان الإيراني سيتصدر أجندة النقاش خلال الاجتماعات مع كبار المسؤولين الأميركيين
تقارير إعلامية: إيران قامت بمحاولات اختطاف شخصيات إسرائيلية رفيعة المستوى، بينها وزير الدفاع السابق موشيه يعلون
تقرير: بوادر تمرُّد ضد نتنياهو داخل الليكود، على خلفية مشروع قانون تمويل نسبة كبيرة من الأقساط الجامعية للشبان الإسرائيليين الذين ينهون الخدمة العسكرية في الوحدات القتالية
مقالات وتحليلات
المطلوب: عمود فقري أخلاقي للائتلاف
التصريحات الإسرائيلية المتشددة حيال إيران تعكس في الأساس إحباطاً
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 20/5/2022
في إثر استقالة عضو الكنيست ريناوي - زعبي من الائتلاف الحكومي، الليكود يخطط لطرح مشروع قانون حلّ الكنيست الأسبوع المقبل

 

أعلنت عضو الكنيست العربية غيداء ريناوي- زعبي، من حزب ميرتس، بعد ظهر أمس (الخميس) انشقاقها عن الائتلاف الحكومي، الأمر الذي يجعل الحكومة الإسرائيلية في وضعية أقلية في الكنيست تستند إلى 59 عضو كنيست من مجموع 120 عضواً، ويضعها على شفا الانهيار.

وكتبت ريناوي- زعبي في رسالة وجهتها إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت، وإلى وزير الخارجية ورئيس الحكومة البديل يائير لبيد: "للأسف، اختار قادة الائتلاف في الأشهر الأخيرة، ومن منطلق اعتبارات سياسية ضيقة، الحفاظ على جناحه اليميني وتعزيزه. لم يعد بإمكاني دعم ائتلاف يضايق المجتمع الذي أتيت منه بشكل مخز، وأساساً في قضايا ذات أهمية، مثل الأقصى وقبة الصخرة، والشيخ جرّاح، والاستيطان والاحتلال، وهدم المنازل ومصادرة الأراضي في النقب، وطبعاً قانون المواطنة".

وعُلم بأن بينت وحزب ميرتس فوجئا برسالتها وعلِما بها من تقارير إعلامية.

كما أفيدَ في وقت لاحق أن ريناوي - زعبي رفضت عقد لقاء مع رئيس ميرتس وزير الصحة نيتسان هوروفيتس وأجّلت اللقاء إلى اليوم (الجمعة).

وقالت مصادر مسؤولة في حزب ميرتس إنها فوجئت بخطوة ريناوي - زعبي، ودعتها إلى الاستقالة فوراً من الكنيست.

وأعربت عضو الكنيست العربية ابتسام مراعنة، من حزب العمل، عن أسفها لقرار ريناوي - زعبي.

وفي المعارضة، قال عضو الكنيست ياريف ليفين من الليكود إن حكومة بينت - لبيد التي وصفها بأنها حكومة الفشل والتقاعس، تحولت، بدءاً من يوم أمس، إلى حكومة أقلية في الكنيست فقدت حقها في الوجود، وأكد أن المعارضة ستستبدل عما قريب هذه الحكومة بحكومة جيدة لدولة إسرائيل وسكانها.

وكتب عضو الكنيست شلومو كرعي، من الليكود، في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع "تويتر": "هناك مناهضون للصهيونية، مثل ريناوي - زعبي، حتى عندما يكون لديهم حكومة مناهضة للصهيونية بشكل كامل يصعب عليهم تحمّلها. الحقيقة هي أنها على حق. هذه الحكومة بلا قيم. لقد باعوا كل شيء في مقابل الشهرة والسلطة".

وذكرت مصادر مسؤولة في الليكود أن الحزب يخطط لطرح مشروع قانون حلّ الكنيست في وقت مبكر يوم الأربعاء المقبل، في إثر إعلان ريناوي - زعبي.

ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر تحدثت مع ريناوي - زعبي قولها إن الانطباع الذي تكوّن لديها هو أنها لا تعتزم إسقاط الحكومة أو تقويض استقرارها، غير أن مكتبها البرلماني أفاد بأنها لم تقرّر بعد كيف ستصوت في حال طُرح مشروع قانون لحلّ الكنيست. 

"يديعوت أحرونوت"، 20/5/2022
غانتس في واشنطن: تعميق الاستعداد العسكري المشترك لوقف العدوان الإيراني سيتصدر أجندة النقاش خلال الاجتماعات مع كبار المسؤولين الأميركيين

عقد وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى الولايات المتحدة، أمس (الخميس) اجتماعاً مع وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن.

وأعلن غانتس في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام قبيل هذا الاجتماع، إن تعميق الاستعداد العسكري المشترك لوقف العدوان الإيراني سيتصدر أجندة النقاش.

كما عقد غانتس في وقت لاحق أمس اجتماعاً مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.

وقال مصدر أميركي رفيع المستوى الليلة قبل الماضية إن غانتس يتطلع خلال اجتماعه مع أوستن إلى نقاش إمكانية شنّ هجوم عسكري على إيران في حال فشل الاتصالات الدبلوماسية معها. وبحسب المصدر نفسه، من المفترض أن يبحث الطرفان أيضاً إجراء تدريبات عسكرية، تمهيداً لتدمير المنشآت النووية في إيران. كما أنه من المتوقع أن يدفع غانتس في اتجاه الاتفاق على اتخاذ إجراءات ضد نظام الطائرات المسيّرة الذي أنشأته إيران في منطقة الخليج الفارسي.

وأعرب غانتس عن ثقته بأن الولايات المتحدة ملتزمة بعدم السماح لإيران بامتلاك أسلحة نووية. وقال إن إيران لا تشكل تهديداً أمنياً عملانياً فحسب، بل أيضاً تشكل تهديداً ملموساً للقيم المشتركة لكلٍّ من الولايات المتحدة وإسرائيل.

وكان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أكد قبيل الاجتماع مع غانتس أنه يشعر بقلق بالغ إزاء تصرفات الحكومة الإيرانية المتمثلة في دعمها للإرهاب وتعزيز برامجها النووية والصاروخية. وأضاف أنه في حال فشل السياسة الأميركية الحالية تجاه إيران، فإن واشنطن مستعدة للانتقال إلى مزيد من الخيارات. وأكد أن بلاده ملتزمة بمنع إيران من الوصول إلى السلاح النووي، وشدّد على أن ذلك يُعتبر مصلحة أمنية مشتركة للولايات المتحدة وإسرائيل والعالم بأسره.

وفيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، قال أوستن إن الولايات المتحدة ستواصل العمل من أجل حلّ الدولتين. وأضاف: "وبناءً على ذلك، نرغب في ألّا يُقدم أيٌّ من الطرفين على خطوات أحادية الجانب، من شأنها أن تزيد التوتر، بما في ذلك أعمال البناء في المستوطنات في المناطق [المحتلة]".

وكانت الحكومة الإسرائيلية أعلنت إقرار بناء وحدات سكنية جديدة في المستوطنات في الضفة الغربية، بعد موافقة مجلس التخطيط الأعلى في الإدارة المدنية الإسرائيلية يوم الخميس الفائت على بناء 4427 وحدة سكنية كهذه.

"يسرائيل هيوم"، 20/5/2022
تقارير إعلامية: إيران قامت بمحاولات اختطاف شخصيات إسرائيلية رفيعة المستوى، بينها وزير الدفاع السابق موشيه يعلون

علمت صحيفة "يسرائيل هيوم" بأن إيران قامت بمحاولات اختطاف شخصيات إسرائيلية رفيعة المستوى، بينها وزير الدفاع السابق والرئيس السابق لهيئة الأركان العامة موشيه يعلون، لكن هذا الأخير شكّ في أمر المجموعة التي كان من المقرّر أن تقوم بهذه العملية حين حاولت التقرّب منه، فقام بتبليغ جهاز الأمن العام ["الشاباك"]، وهكذا كشف أمرها.

ورفض يعلون الإدلاء بأي تعقيب على هذا الموضوع.

وكانت قناة التلفزة الإسرائيلية "كان 11" [تابعة لهيئة البث الرسمية الجديدة] ذكرت أمس (الخميس) أن الاستخبارات الإيرانية حاولت استدراج أكاديميين ومسؤولين كبار إلى الخارج لاختطافهم، مشيرةً إلى أن جهاز "الشاباك" رصد في الأشهر الأخيرة نشاطات للاستخبارات الإيرانية لتشجيع أكاديميين إسرائيليين ومسؤولين كبار في الأجهزة الأمنية على السفر إلى الخارج بهدف اختطافهم، أو المساس بهم. وأضافت أن عناصر من الاستخبارات الإيرانية انتحلوا هوية محاضرين وصحافيين ورجال أعمال، وتم التواصل بشكل أولي مع إسرائيليين بواسطة البريد الإلكتروني.

ووفقاً للقناة، بعد إجراء الاتصال الأولي مع الإسرائيلي كان يُطلب منه الانتقال إلى التواصل عبر تطبيق "واتساب" برقم هاتف خليوي غير مألوف له.

وأشارت القناة إلى أن الإسرائيليين الذين تلقوا هذه الاتصالات المشبوهة امتنعوا من الرد عليها وقاموا بتنبيه الأجهزة الأمنية.

"يديعوت أحرونوت"، 20/5/2022
تقرير: بوادر تمرُّد ضد نتنياهو داخل الليكود، على خلفية مشروع قانون تمويل نسبة كبيرة من الأقساط الجامعية للشبان الإسرائيليين الذين ينهون الخدمة العسكرية في الوحدات القتالية

تتعالى داخل حزب الليكود أصوات تطالب بدعم مشروع قانون ينصّ على تمويل 66% من الأقساط الجامعية للشبان الإسرائيليين الذين أنهوا الخدمة العسكرية في الوحدات القتالية.

وأعلن 8 أعضاء كنيست من الليكود أنهم سيصوتون لمصلحة مشروع القانون، بينهم يوآف غالنت وأوفير أكونيس ونير بركات وغيلا غمليئيل، وذلك بخلاف موقف رئيس الحزب بنيامين نتنياهو الذي أعلن معارضته.

ودعا بركات إلى عرض هذه المسألة على كتلة الليكود للبتّ فيها. وقال أعضاء كنيست آخرون من الليكود إن تصويتهم ضد مشروع القانون هذا سوف يضعهم في موقف محرج للغاية.

وسيطرح الائتلاف الحكومي مشروع القانون هذا على الكنيست يوم الإثنين المقبل للتصويت عليه بالاسم.

ويُعرف مشروع القانون هذا باسم "من الزيّ العسكري إلى المقعد الدراسي"، وبادر إلى طرحه وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس.

وذكرت تقارير إعلامية أن رؤساء أحزاب المعارضة شاس ويهدوت هتوراه والصهيونية الدينية تحدثوا مع رئيس الليكود وزعيم المعارضة بنيامين نتنياهو في بحر الأسبوع الجاري، وطلبوا منه معارضة مشروع القانون، على الرغم من الضغوط التي يواجهها داخل حزبه.

وقال رؤساء هذه الأحزاب لنتنياهو إنه من غير المعقول أن يخضع لحملة الائتلاف من أجل تأييد القانون، في الوقت الذي يبدو الائتلاف غير قادر على الدفع قدماً به بسبب الشراكة مع حزب راعم [القائمة العربية الموحدة].  وأوضح جزء من رؤساء هذه الأحزاب لنتنياهو أن تصويت أعضاء كنيست من الليكود تأييداً لمشروع القانون ستترتب عليه تداعيات بشأن الإدارة الموحدة للمعارضة ضد الحكومة، وخصوصاً في كل ما يتعلق بسنّ قوانين في الكنيست.

ورداً على هذا الجدل الدائر داخل حزب الليكود حول ما إذا كان سيتم تأييد مشروع القانون، بادر نتنياهو إلى الاتصال بوزير الدفاع غانتس واقترح بدء مفاوضات بشأن تمرير مشروع القانون بالتعاون مع الليكود شرط أن يزيد الائتلاف الحكومي التمويل من 66% إلى 100%.

يُشار إلى أن وزير المال الإسرائيلي الحالي أفيغدور ليبرمان هو مَن قام بإعداد مشروع القانون هذا حين شغل منصب وزير الدفاع سنة 2016 في حكومة بنيامين نتنياهو السابقة، وبموجب الاتفاقيات الائتلافية مع ليبرمان، طلب هذا الأخير شمل مشروع القانون الأصلي ضمن الميزانية الإسرائيلية العامة، بدءاً من سنة 2023.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"يسرائيل هيوم"، 19/5/2022
المطلوب: عمود فقري أخلاقي للائتلاف
يعقوب بردوغو - صحافي إسرائيلي

 

  • حدث معهم للمرة الثانية، من تحت أنف رؤساء الائتلاف: من دون تحذير مسبق، مرة واحدة، انسحبت من الائتلاف نائبة غير متوقعة.
  • كانت هذه المرة النائبة غيداء ريناوي - زعبي، التي أسقطت على لبيد- بينت وشركائهما السماء سياسياً. يبدو أن سبب هذا الخلل هو قيلولة الظهيرة العميقة، من النوع الذي يحبه رئيس الحكومة نفتالي بينت، وقد يكون الخلل في الحقيقة هو أن النائبة زعبي كانت عثرة تمت إزالتها عن الطريق، حريق تم إخماده.
  • بوادر التمرد كانت واضحة، وهو ما دفع بوزير الخارجية يائير لبيد إلى ترتيب وظيفة جيدة للنائبة، كقنصل إسرائيل في الصين. في الأسبوع الماضي، ادّعى في أحد اللقاءات أنها الأكثر ملاءمة لهذه الوظيفة. لم يتخيل أن هذا التوظيف لن يخرج إلى حيّز التنفيذ، وهو حجر إضافي سيسقط عن هذا الجدار الذي قاموا ببنائه، عبر العديد من التعيينات والوعود التي كان من المفترض أن تقمع حالات التمرد وتضمن دخوله إلى مكتب رئاسة الحكومة، حتى ولو كانت هذه الحكومة انتقالية.
  • كان من المفترض أن تكون هذه الفترة جيدة لرئيس الحكومة يائير لبيد المناوب. فقد نجح في تجريد رئيس الحكومة بينت نظرياً وليس عملياً من كل أرصدته السياسية ومن تأثيره في المجال السياسي. وهو في الواقع حول بينت إلى شخصية غير ذات دلالة، وأخذ على عاتقه مسؤولية الحوار مع الولايات المتحدة، والسيطرة على الزيارة المتوقعة للرئيس الأميركي جو بايدن، كما أنهى مناورة سياسية جعلت منه مديراً حصرياً للحكومة.
  • وفي هذه اللحظة، جاءت ريناوي - زعبي، ووضعته أمام واقع جديد ومهدد. في مكتب لبيد، كانوا يستطيعون تنشُّق رائحة منزل رئيس الحكومة في بلفور مع رائحة القوة التي تصاحب مكتب رئيس الحكومة. الآن، تبدو هذه حكومة "الشفاء" على وشك الانهيار من الداخل. جميع ركاب سفينة التغيير خائفون من البقاء على ظهرها. كلٌّ واحد منهم مشتبه فيه، وكلّ نصّاب ملك.
  • والأسوأ، أنه لو سقطت الحكومة بسبب انسحاب أيٍّ من اليساريين فيها، فإن بينت سيبقى في منصب رئيس الحكومة حتى تأليف حكومة جديدة، وسيتبخر حلم لبيد.

"التجربة" التي فشلت

  • "التجربة"، كما عرّف رئيس الحكومة بينت تأليف الحكومة، فشلت. قطع البازل التي حاول كلٌّ منهما تركيبها، تفككت وتبعثرت. يبدو أن الكلمات الجميلة والكلام الفارغ ليسا كافيين للجمع بين أمور لا يمكن جمعها. يبدو أن هذه الحكومة كانت تتطلب من جميع أعضاء الائتلاف التنازل عن كل غرام صغير من الأيديولوجيا. وهكذا تمت التضحية بكل ذرة من الحقيقة على مذبح الوحدة المزيفة.
  • وإذا أردنا الحكم على ما يحدث حتى اللحظة، فإن "التجربة" لم تنفع أيضاً في تأجيل الانتخابات الخامسة. مَن كان يتوقع أن تدعم "ميرتس" بحماسة شركاء كانت تراهم بالأمس فاشيين وخطرين - وألّا تصمد الحكومة؟ مَن كان يتوقع نهاية تراجيدية كهذه؟
  • الخيارات المطروحة أمام قيادة الحكومة بسيطة وقاسية. استمرار الحكومة يتعلق الآن بصدقات القائمة المشتركة مع كل تصويت. وتظهر التجربة أن أعضاء "يمينا"، وبالأساس بينت وشاكيد وكهانا، نسوا معنى الكلمات "خط أحمر". تصويت لمرة واحدة في الكنيست هو شيء، وعمل يومي، من خلال الاعتماد على تصويت أيمن عودة والطيبي وسامي أبو شحادة، هو شيء آخر كلياً.
  • خلال "موجة الإرهاب"، وفي الخلفية اعتداء عوفر كاسيف وأحمد الطيبي على رجال الشرطة، وبالأخذ بعين الاعتبار ظروف أحزاب "اليمين" في الائتلاف - فإن تحوُّل حكومة إسرائيل إلى أسيرة في يد "التجمع"، فهذا مسار نحو الكارثة. وهذا لا يعني فقط رمي الرؤية الصهيونية إلى مزبلة التاريخ، بل أيضاً حرب الكل على الكل في داخل هذه الحكومة الإشكالية منذ البداية.
  • يوم الأربعاء المقبل، إن لم يحدث أي تغيير، من المتوقع أن يصل إلى الهيئة العامة للكنيست القانون لحلها. حينها، سيكون على أعضاء الكنيست حسم ما إذا كانت الكراسي الجلدية والهيبة أموراً تستحق التنازل بسببها عن بقايا الطريق والقيم. بعدها سيكون هناك قوانين أُخرى، وبعدها أيضاً قوانين أُخرى. هل ستتحالف شاكيد مع كاسيف، وهندل مع عودة، وهاوزر مع أبو شحادة؟
  • الحكومة فقدت الأغلبية في الكنيست وتحول الائتلاف إلى أقلية. يقف على رأسها شخص يحظى بدعم أربعة أعضاء كنيست فقط، أمر لا يبشر بالخير بالنسبة إلى الديمقراطية في إسرائيل. كما أن الائتلاف خسر اللاصق الذي جمع أطرافه، وانهارت الحكومة على ذاتها. وقريباً، سنعرف أيضاً ما إذا كانت فقدت عمودها الفقري الأخلاقي. من الممكن أن يكون الجواب عن هذا السؤال، إن حدث، مخيفاً أكثر من السؤال.
"هآرتس"، 20/5/2022
التصريحات الإسرائيلية المتشددة حيال إيران تعكس في الأساس إحباطاً
عاموس هرئيل - محلل عسكري

 

  • من الأفضل وقف قرع طبول الحرب. على الرغم من التصريحات الهجومية في منتصف الأسبوع والعناوين الأولى الصاخبة في وسائل الإعلام والتقارير عن التدريب الإسرائيلي غير المسبوق على خطة هجومية على إيران، فإن إسرائيل وإيران ليستا قريبتين من الحرب مثلما كانتا في أي مرحلة خلال الأعوام الماضية. التصريحات ناجمة عن ظروف قاهرة تتعرض لها الحكومة في الساحتين الداخلية والدولية، وهدفها نقل رسائل إلى الولايات المتحدة، لكنها كما هو معروف، لا تعبّر عن تطورات استثنائية خفية لا تراها عيون الجمهور.
  • التقدم الإيراني نحو القنبلة مثير للقلق بالتأكيد، لكنه لا يحمل الكثير من الجديد. تتقدم طهران نحو أهدافها بحذر نسبي كي لا تخلط بين الهدف القريب (مراكمة يورانيوم مخصّب على درجة عالية، وبكميات تكفي لقنبلة نووية واحدة)، وبين هدفها النهائي الأبعد (تركيب القنبلة على رأس نووي متفجر على صاروخ باليستي). لا توجد دلائل اليوم على أن القيادة الإيرانية مستعدة للمخاطرة الآن بتطوير رأس متفجر ومواجهة ردة الفعل العالمية على ذلك.
  • تدفُّق التصريحات يوم الثلاثاء لاقى آذاناً صاغية لدى رؤساء تحرير الصحف، في غياب موقت لتطورات في الائتلاف، أو هجمات في الساحة الفلسطينية. فقد ذكّر وزير الدفاع بني غانتس في خطاب ألقاه في جامعة ريخمان بمعلومات استخباراتية مقلقة جرى الحصول عليها مؤخراً -إيران تبني موقعاً جديداً تحت الأرض لتخصيب اليورانيوم، وتقوم بتركيب أجهزة طرد متطورة. وكرر غانتس تأكيده أن إيران على مسافة أسابيع معدودة من مراكمة كميات من اليورانيوم المخصّب تكفي لإنتاج قنبلة واحدة، ودعا المجتمع الدولي إلى العمل الآن لوقفها. مدير مكتبه، رئيس سلاح الجو السابق أمير أشل قال: "إن القدرة على العمل في إيران موجودة، وخلال ولاية الحكومة الحالية خُصّصت موارد لبناء قوة أكبر من أجل هذا الغرض". وذكر بيان توجيهي للجيش أن تدريب "مركبات النار"، حيث يتدرب الجيش الآن على حرب متعددة الجبهات لمدة شهر، يتضمن أيضاً محاكاة لهجوم جوي واسع النطاق على إيران.
  • لكن قبل إعداد الملاجئ، من المفيد أن نذكر السياق. غانتس موجود في حكومة حتى لو لم يحدّد بعد تاريخ وفاتها، فإن نهايتها واضحة. رؤساء الائتلاف يتشاجرون مع بعضهم البعض، ويتحضرون كلهم لجولة الانتخابات المقبلة. يوم السبت هاجم وزير العدل جدعون ساعر قرار غانتس معاودة السماح بدخول عمال فلسطينيين من قطاع غزة. أول أمس هاجم غانتس رئيس الحكومة نفتالي بينت، بحجة أنه لا يعترف بفضله في وسائل الإعلام. وطوال الوقت يواصل زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو توجيه الركلات إلى الحكومة، بحجة أنها تهمل معالجة التهديد الإيراني. وزير الدفاع، مثل سائر وزراء الحكومة، يسعى لظهور إعلامي في ظروف ليست سهلة.
  • ألقى غانتس خطابه قبل زيارته إلى الولايات المتحدة، حيث سيلتقي كبار مسؤولي إدارة بايدن. وفي الواقع، تشعر إسرائيل بالإحباط جرّاء الوضع: فقد حافظت إدارتيْ أوباما وترامب، كلٌّ على طريقته، ظاهرياً، على تهديد عسكري لإيران. الإدارة الحالية لم تكلف نفسها عناء ذلك. بل على العكس، هي تريد التوصل بسرعة إلى اتفاق نووي جديد مع طهران كما قدّر كثيرون منذ البداية. الاتصالات بين الدول الكبرى وبين إيران متوقفة - الرفض الأميركي لإخراج الحرس الثوري الإيراني من قائمة الكيانات التي فُرضت عليها عقوبات اقتصادية شديدة، يبدو أنه العقبة المركزية أمام توقيع اتفاق جديد.
  • تصريحات غانتس والجيش تشكل ربع حملة. وهي تصريحات تدل على ظروف داخلية وخارجية قاهرة، الغرض منها إبداء الاهتمام بالشأن الإيراني، انطلاقاٌ من أمل ضعيف بإقناع الأميركيين بانتهاج خط أكثر تشدداً. ما لم يرِد في هذه التصريحات هو تهديد حقيقي ومباشر لإيران. عملياً، كما ظهر من كلام أشل، استعدادات الجيش الإسرائيلي لشن هجوم على مواقع نووية في إيران، أُهملت أعواماً طويلة. في سنة 2018، انسحب دونالد ترامب من الاتفاق النووي بعد جهود إقناع هائلة بذلها نتنياهو. بعد مرور عام، بدأ الإيرانيون بانتهاك الاتفاق، وعادوا من جديد إلى تخصيب اليورانيوم الذي ارتفع إلى درجة كبيرة في سنة 2021. لكن نتنياهو لم يستنتج من ذلك توجيه تعليماته إلى الجيش للإعداد لهجوم مستقل على إيران. بينت عاد إلى الاهتمام بالاستعدادات، لكن فجوة أعوام كثيرة لا يمكن ردمها خلال أشهر، ولا خلال عامين.
  • في الأسابيع المقبلة، سينشر الجيش صوراً طبق الأصل عن المخطط المطلوب لمهاجمة المواقع النووية في إيران. سيكون هناك إسرائيليون ستملأ هذه الصور قلوبهم بالفخر؛ وسيكون هناك آخرون سيشعرون بخوف كبير. عملياً، هذا السيناريو لن يتحقق على الرغم من تصريحات السياسيين والجنرالات. وبسبب الوضع غير المستقر للحكومة، هناك مخاطر أُخرى لخطوات غير حكيمة في غزة والضفة الغربية.