مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
التحقيق مع خلية تابعة لـ"حماس" في القدس الشرقية خططت لاغتيال إيتمار بن غفير
الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي: "اغتيال خدياري في طهران سيجعل الإيرانيين يشعرون بعدم الأمان"
النائبة العامة العسكرية: الجيش الإسرائيلي ملزَم بفحص ظروف مقتل مراسلة قناة الجزيرة
تقرير: الولايات المتحدة تتوسط بين إسرائيل والسعودية بشأن جزيرتيْ تيران وصنافير في البحر الأحمر، والقدس تريد خطوات تطبيعية
مقالات وتحليلات
قريباً عملية "حارس أسوار" 2
أستراليا صديقة إسرائيل تغيّر توجهها
إسرائيل و"حماس" في معركة على الوعي: الدلالات والتوصيات
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يديعوت أحرونوت"، 24/5/2022
التحقيق مع خلية تابعة لـ"حماس" في القدس الشرقية خططت لاغتيال إيتمار بن غفير

أظهر تحقيق قامت به أجهزة الأمن الداخلي، بالتعاون مع شرطة إقليم القدس، مع خلية من ناشطي "حماس" من سكان القدس الشرقية، أنها كانت تخطط للقيام بهجمات على أهداف إسرائيلية، كما خططت لاغتيال عضو الكنيست إيتمار بن غفير، وتصنيع عبوات ناسفة وخطف جنود والقيام بهجمات على القطار الخفيف في القدس بواسطة مسيّرات. ووجهت النيابة العامة في إقليم القدس كتب اتهام إلى أفراد الخلية المتورطين في هذه الأعمال.

كما أظهرت التحقيقات أن الخلية عملت بتوجيهات من رشيد رشق، ناشط رفيع المستوى في "حماس"، ومن سكان القدس الشرقية. في الموازاة، جرى التخطيط مع منصور الصفدي، ناشط في "حماس" من أبو طور، للقيام بهجمات انتحارية في القدس. وكشف التحقيق أن أفراد الخلية خططوا للاختباء في الخليل أو جنين بعد تنفيذ هجماتهم. وعند إلقاء القبض على أفراد الخلية، عُثر على المسيّرة التي كانت ستُستخدم في الهجوم على القطار، وعلى كاميرا لتصوير المخطوفين، وأموال وعتاد تابع لحركة "حماس".

من جهة أُخرى، أعلنت النيابة العامة أنها تقدمت إلى المحكمة الإقليمية في القدس بكتاب اتهام ضد منصور الصفدي ومحمد سلايمة وحمزة أبو ناب، وهم من سكان القدس، وتترواح أعمارهم بين 19 و20 عاماً، بسبب تخطيطهم القيام بأعمال إرهابية ضد يهود، وضد القوى الأمنية، وضد عضو الكنيست إيتمار بن غفير.

وبحسب كتاب الاتهام، شكّل الصفدي وآخرون خليتين عسكريتين بقيادتهم لتنفيذ الهجمات، وكانت مهمة الخلية الأولى خطف جنود من أجل التوصل إلى صفقة تبادُل للأسرى، والقيام بهجمات ضد القوى الأمنية، وضد مواطنين، واغتيال بن غفير. ومن أجل هذا الغرض، حصل الصفدي على بندقيتين من طراز أم 16، ودرّب أفراد الخلية على استخدامهما. كما خطط، هو وسلايمة، من أجل وضع عبوة ناسفة في المسيّرة وتفجيرها فوق القطار الخفيف في القدس، أو فوق منازل يهود في أبو طور.

"يديعوت أحرونوت"، 23/5/2022
الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي: "اغتيال خدياري في طهران سيجعل الإيرانيين يشعرون بعدم الأمان"

قال الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي يعقوب عميدرو، في حديث له مع الصحيفة، إن اغتيال مسؤول رفيع المستوى في الحرس الثوري في قلب طهران يخلق فجوة من الصعب ردمها، وإن الإيرانيين سيحاولون الرد أينما يستطيعون.

وعندما سُئل عن أهمية ودلالة هذا الاغتيال، قال: "مثل هذا الاغتيال هو مهم بحد ذاته. أهمية هذه الاغتيالات تكمن في صعوبة إيجاد بديل من الشخص الذي جرى اغتياله، والذي يتمتع بمعرفة وخبرة وعلاقات. اغتيال مثل هذا الشخص يجعل الطرف الآخر أقل قدرة مما كان عليه قبل الاغتيال. وعندما سُئل عميدرو: هل من الممكن أن ترد إيران خارج إسرائيل؟ أجاب: "الإيرانيون سيحاولون أينما يستطيعون. ولقد دفعوا في الماضي ثمناً باهظاً، لأنه ما من دولة في العالم تتحمل إرهاباً تقوم به دولة. لذلك، سيحاول الإيرانيون تنفيذ هجوم لا يمكن ربطه مباشرةً بإيران، أو تنفيذ هجمات في داخل إسرائيل، وهم سيخاطرون كثيراً لأنه من الصعب عليهم القيام بهجوم هنا". وسُئل: هل سيكون الانتقام من خلال الهجوم على مواطنين إسرائيليين، أو من خلال إطلاق صواريخ أو مسيّرات؟ فأجاب: "صحيح، من المحتمل أن يكون هذا هو التوجه. إذا شعر الإيرانيون بأن ليس لديهم طريقة للرد، فهم قادرون على إطلاق صواريخ من أي مكان، والقول إن السبب ما فعلته إسرائيل في طهران. هم بحاجة إلى إظهار أنهم يردون على الهجمات ولا يتلقون الضربات فقط. بالنسبة إلى الإيرانيين، الحادثة معقدة للغاية وصعبة لأنها جرت في الداخل. هناك أشخاص بدأوا يشعرون بعدم الأمان بسبب نشاطهم ضد إسرائيل، وهذا يُعتبر تغيّراً في شعور جزء من الناس في طهران".

"معاريف"، 23/5/2022
النائبة العامة العسكرية: الجيش الإسرائيلي ملزَم بفحص ظروف مقتل مراسلة قناة الجزيرة

قالت النائبة العامة العسكرية اللواء يفعات تومار- يروشالمي في كلمة ألقتها في مؤتمر نقابة المحامين في إيلات، إن الجيش الإسرائيلي يبذل جهده من أجل التحقيق في ظروف الحادثة وفهم كيف أصيبت الصحافية شيرين أبو عاقلة. وأشارت إلى أنه مع عدم القدرة على فحص الرصاصة التي تحتفظ بها السلطة الفلسطينية، سيبقى هناك شك في ظروف مقتل الصحافية. وقالت النائبة العامة: "موت الصحافية أمر مؤسف، والجيش يبذل كل جهده ليفهم كيف أصيبت أبو عاقلة. وفي الظروف الحالية، أفضل طريقة لتوضيح كيف قُتلت الصحافية، هو فحص الرصاصة التي أُصيبت بها فحصاً باليستياً مهنياً. الرصاصة تحتفظ بها السلطة الفلسطينية التي لم توافق على إجراء فحص باليستي لها كما هو مفروض، حتى عندما اقترحنا عليها إجراء الفحص بحضور مندوبين عنها". وأضافت يروشالمي أنه على الرغم من التحديات، فإن الجيش يواصل بذل كل الجهود من أجل توضيح ما حدث بصورة معمقة.

وأضافت أن أبو عاقلة أُصيبت خلال تبادُل إطلاق نار، أُطلقت خلاله مئات الرصاصات على قوة من الجيش الإسرائيلي من عدة نقاط. في مثل هذه الظروف، ليس هناك شبهة في حدوث جريمة جنائية، وبالتالي، اتُّخذ القرار النهائي بشأن فتح تحقيق من أجل توضيح وقائع الحادثة من خلال تحقيق مهني، وبالاستناد إلى المعلومات المتعلقة بالحادثة.

 

"معاريف"، 24/5/2022
تقرير: الولايات المتحدة تتوسط بين إسرائيل والسعودية بشأن جزيرتيْ تيران وصنافير في البحر الأحمر، والقدس تريد خطوات تطبيعية

ذكرت مصادر أميركية أن الإدارة الأميركية تقوم بوساطة سرية بين إسرائيل والسعودية ومصر من أجل التوصل إلى تسوية تنتهي فيها عملية تسليم جزيرتيْ تيران وصنافير في البحر الأحمر إلى السعودية، ويمكن أن تتضمن خطوات تطبيعية سعودية مع إسرائيل.

إذا تكللت المفاوضات بالنجاح، فيمكن أن تفتح الطريق أمام خطوات تطبيعية مهمة من جانب السعودية مع إسرائيل. ومثل هذا التطور سيشكل انعطافة مهمة وإنجازاً سياسياً كبيراً لحكومة بينت - لبيد ولإدارة بايدن في الشرق الأوسط.

يجب التذكير بأن مصر وقّعت اتفاقاً مع السعودية في سنة 2016 لنقل جزيرتيْ تيران وصنافير في البحر الأحمر إلى السيادة السعودية. الجزيرتان موجودتان في موقع استراتيجي، لأنهما تشرفان على مضائق تيران الذي يشكل الممر البحري إلى مرفأ العقبة في الأردن، وإلى مرفأ إيلات في إسرائيل.

الاتفاق بين مصر والسعودية واجه معارضة واسعة وسط الرأي العام المصري. على الرغم من ذلك، فإن البرلمان المصري أقرّ الاتفاق في حزيران/يونيو 2017، كما وافقت عليه المحكمة العليا في مصر في آذار/مارس 2018.

ومن أجل إنجاز الاتفاق، كانت السعودية ومصر بحاجة إلى الحصول على موقف لاعب أساسي في المنطقة، هو إسرائيل. التنازل المصري عن الجزيرتين للسعودية يؤثر في اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل، الذي نص على عدم وجود قوات عسكرية فيهما، وأن تحل محلها قوة من المراقبين الدوليين بقيادة الولايات المتحدة.

في سنة 2017، أعطت إسرائيل موافقتها المبدئية على الصفقة، على أن تتضمن اتفاقاً بين السعودية ومصر يقضي باستمرار عمل قوة المراقبين الدوليين كما نص عليه اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل. لكن على الرغم من مرور السنوات، فإن هذه المسألة لم تُحَل بصورة كاملة. وبقي بعض الفجوات التي تتعلق بعمل المراقبين والتزامات أُخرى يجب على السعوديين القيام بها.

بعد زيارة مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان إلى السعودية في سنة 2020، بدأت إدارة بايدن بإجراء محادثات مع السعودية ومصر وإسرائيل من أجل حل الموضوع؛ بحسب مصادر أميركية، تعتقد إدارة بايدن أن تسوية مسألة الجزيرتين يمكن أن تؤدي إلى بناء الثقة بين الطرفين وتتيح الفرصة لإعادة الحرارة إلى العلاقات بين السعودية وإسرائيل.

كما هو معلوم، أيدت السعودية اتفاقات أبراهام التي حققتها إدارة ترامب وأدت إلى اتفاقات سلام وتطبيع بين إسرائيل وبين الإمارات والبحرين والمغرب. لكن في الوقت عينه، أوضحت السعودية أنها لن تنضم إلى اتفاقات أبراهام ما دام لم يطرأ تقدُّم مهم على عملية السلام الإسرائيلية -الفلسطينية.

بحسب مصادر أميركية، مَن يقود الاتصالات مع السعودية ومصر وإسرائيل هو روبرت مالي الذي يتولى ملف الشرق الأوسط في البيت الأبيض. ومن بين الموضوعات المركزية في هذه الاتصالات، مستقبل عمل المراقبين الدوليين الذين يحتفظون بقوات في الجزيرتين، وكانوا مسؤولين عن الملاحة في المنطقة وضمان حرية الملاحة في مضائق تيران.

وبحسب المصادر، وافق السعوديون على عدم وجود قوات عسكرية في الجزيرتين والتعهد بحرية الملاحة لجميع السفن، لكنهم طالبوا بإنهاء وجود قوات المراقبين الدولية في الجزيرتين.

إسرائيل تولي مستقبل عمل المراقبين الدوليين أهمية خاصة، ووافقت على التفكير في وقف عمل قوات المراقبين في الجزيرتين، لكنها طالبت بحل بديل يضمن أن تبقى الترتيبات الأمنية قوية، لا بل أن تتحسن.

وأشارت المصادر الأميركية إلى أن إسرائيل تريد الحصول على مقابل لقاء موافقتها على نقل الجزيرتين إلى السيادة السعودية، على شكل خطوات تطبيعية سعودية مع إسرائيل. على سبيل المثال، طالبت إسرائيل بأن تسمح السعودية لشركات طيران إسرائيلية باستخدام المجال الجوي السعودي خلال تحليقها في أجواء الشرق الأوسط، من أجل تقصير ساعات الطيران.

تقول المصادر الأميركية إن إدارة بايدن لم تتوصل بعد إلى تفاهمات مع الدول الثلاث المهمة، وأن المحادثات لا تزال مستمرة. ويتطلع البيت الأبيض إلى التوصل إلى هذه التفاهمات قبيل زيارة بايدن إلى الشرق الأوسط، حيث ينوي زيارة السعودية. وتقول المصادر إن الرئيس بايدن يمكن أن يحضر في السعودية في قمة يشارك فيها، بالإضافة إلى الملك سلمان، قادة الإمارات والبحرين وعُمان والكويت وقطر ومصر والأردن والعراق.

إذا حدثت الزيارة، فإنها ستشهد أول لقاء بين الرئيس الأميركي وبين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي تعتبره الولايات المتحدة مسؤولاً عن مقتل الصحافي جمال الخاشقجي في القنصلية السعودية في إستانبول.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 24/5/2022
قريباً عملية "حارس أسوار" 2
افتتاحية
  • تسير دولة إسرائيل بأعين مفتوحة نحو "حارس أسوار" 2، وما من شخص ناضج ومسؤول يمنع وقوع المأساة؛ لا على المستوى السياسي، ولا على المستوى العملاني.
  • وزير الأمن الداخلي عومر بار ليف وافق الأسبوع الماضي على مسيرة الأعلام - من المنتظر أن تجري في القدس يوم الأحد - وأن تمرّ هذه السنة ببوابة نابلس والحي الإسلامي. ليس فقط ستمرّ مسيرة التفوق اليهودي القبيحة في الحي الإسلامي، بل إن الشرطة في هذه الأثناء ستفرض قيوداً على السكان المسلمين الذين يعيشون في المدينة القديمة. ولكي تتمكن حفنة من العنصريين والقوميين المتشددين من تأجيج الشرق الأوسط من خلال بوابة نابلس، ستمنع الشرطة المسلمين من المرور هناك. هذه المجموعة المهووسة بإشعال الحرائق يسمونها السيادية.
  • كان يتعين على المفوض العام للشرطة كوبي شبتاي وقائد منطقة القدس دورون يديد أن يوضحا للوزير المسؤول وللحكومة أن المقصود استفزاز خطِر للفلسطينيين في فترة حساسة، وفي مكان من أكثر الأماكن قابلية للانفجار في العالم. لكن المستوى السياسي شريك في هذه الحماقة القومية. شبتاي دافع عن قرار السماح بالمسيرة في مؤتمر نقابة المحامين الذي عُقد في إيلات أمس، وقال إن المسيرة ستعزز الحكم. "هذا ما دفعنا إلى توصية المستوى السياسي بالسماح بمسيرة الأعلام، وفق تقليد متّبع منذ أعوام طويلة"، وأضاف: "الشرطة الإسرائيلية ستسمح للجميع بحرية ممارسة الشعائر الدينية والاحتجاج والتعبير".
  • وكما هو متوقَّع، الشركاء الطبيعيون في رقصة التانغو هذه سارعوا إلى الاستجابة للدعوة من القدس: رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية حذّر من تداعيات المسيرة، ودعا "أبناء الشعب الفلسطيني إلى أن يكونوا على أهبة الاستعداد لمنع الاعتداء على المسجد الأقصى"، وشدد على أن "قوى المقاومة الفلسطينية" لن تسمح بحدوث المسيرة.
  • من المحرج التفكير في أنه يوجد في وزارة الأمن الداخلي شخص يمثل الجناح اليساري في حكومة التغيير. يبدو أن محاولة وزراء اليسار في الحكومة إثبات صوابيتهم والتملق لجمهور لن ينتخبهم قط، يدفعهم إلى خسارة ما تبقى من كرامتهم. حتى أن رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو قرر السنة الماضية، ولو متأخراً، عدم مرور مسيرة الأعلام ببوابة نابلس. هذا ما ينقص القدس الآن، في وقت يحاول الفلسطينيون استرداد أنفاسهم بعد الأحداث المأساوية التي جرت خلال تشييع الصحافية شيرين أبو عاقلة.
  • إذا كان بار ليف لا يرى الكارثة التي ربما يقود إسرائيل إليها، نأمل من رئيس الحكومة نفتالي بينت بأن يستيقظ ويطلب منه التخلي عن قراره السيئ، ووقف هذا الجنون من أجل مصلحة المواطنين الإسرائيليين.

 

"N12"، 22/5/2022
أستراليا صديقة إسرائيل تغيّر توجهها
إيهود ياعري - محلل سياسي
  • أمس، خسرت إسرائيل حكومة صديقة. من الآن، ستصبح علاقتنا بأستراليا باردة ومضبوطة وأكثر نقداً. حزب العمل الذي يعود إلى السلطة بعد غياب 9 أعوام أمضاها على مقاعد المعارضة، يضم أطرافاً معادية لإسرائيل وعلاقة زعامته بإسرائيل ليست مثل تلك التي كانت عليه مع زعيم الحزب الليبرالي الخصم.
  • بالاستناد إلى خبرة أعوام طويلة وقرب مع القيادة السياسية الأسترالية، يخيل إليّ أنه من الممكن القول إن الحكومة المقبلة في كنبيرا لن تمنح إسرائيل تأييداً قاطعاً في مؤسسات الأمم المتحدة كما فعلت حكومة سكوت موريسون. ومن المحتمل أن تنسحب أستراليا، أو تعدّل اعترافها بالقدس عاصمةً لإسرائيل، ومن المتوقع أن يواصل الجناح اليساري في الحزب ضغوطه لتنفيذ قرارات المؤتمر العمالي الذي عُقد في سنة 2019، للاعتراف بقيام دولة فلسطينية.
  • رئيس الحكومة الجديدة أنتوني ألبانيز صدرت عنه في الماضي، أكثر من مرة، تصريحات انتقادية جداً حيال إسرائيل، منها أنه يتفهم مظاهر الإرهاب ودوافعه، كما اشتكى من ردود الفعل المبالَغ فيها للجيش الإسرائيلي، وذات مرة، عبّر عن استغرابه للخدمة الإجبارية المعتمدة في الجيش الإسرائيلي. لكنه مع ذلك، هو من أشد المعارضين لمقاطعة إسرائيل. في الأعوام الأخيرة، امتنع ألبانيز من التعبير عن مواقفه من إسرائيل، واختار أن يقف موقف الصديق البارد.
  • مَن سيتولى منصب نائب رئيس الحكومة هو ريتشارد مارلس، الذي من المتوقع أن يكون أكثر صداقة مع إسرائيل، وكذلك وزيرة الخارجية بني وانغ، البعيدة جداً عن المسائل التي تتعلق بنا.
  • مع ذلك، وبحسب البرلمان الجديد، يوجد ثلاثة أشخاص ينتهجون نهجاً معادياً لإسرائيل. هؤلاء انتخبوا بمساعدة الملياردير سيمون هولمز أكورت، والمعروف بعلاقته المعادية لإسرائيل والنشاطات المعادية لها التي تقوم بها والدته. أيضاً بالنسبة إلى حزب "الخضر"، الذي دخل هذه المرة البرلمان، فهو ليس من الأحزاب المؤيدة لإسرائيل.
  • منذ خسارة الليبراليين في الدوائر الانتخابية الثرية، خسر عدد من كبار أصدقاء إسرائيل في الانتخابات. وزير المال جوش فريدنبرغ، الذي كان من المنتظر أن يكون أول رئيس حكومة أسترالية، يهودي هُزم في ملبورن. سفير أستراليا السابق في إسرائيل ديف شارما مُنيَ بهزيمة في سيدني. هو وأمثاله سنفتقدهم في نقاشات تتعلق بقضايا شرق أوسطية.
  • لماذا هوية الحكومة التي ستتألف في أستراليا مهمة بالنسبة إلينا: السبب هو أن الولايات المتحدة دائماً حساسة، بغض النظر عن طبيعة الإدارة فيها، إزاء وقوف الدول الإنغلوسكسونية الكبيرة – أستراليا وكندا وبريطانيا، إلى جانبها في المسائل المتعلقة بإسرائيل. الآن، ستكون الحكومة الأسترالية الجديدة أقل حماسةً للتعاون مع الولايات المتحدة في مواجهة الصين، بينما ينتهج عدد غير قليل من زعماء الحزب العمالي خطأً "رخواً" حيال بيجين، وحتى أنهم ينشطون في لوبيات لمصلحتها. المثال الأبرز لذلك وزير الخارجية السابق بوب كار الذي يقود خطاً معادياً لإسرائيل في حزب العمال، وفي الوقت عينه يختلف مع موقف الرئيس بايدن من الصين.
  • من المهم أن نرى، هل سيكون ألبانيز وطاقمه مستعدين لمساعدة إسرائيل في بناء علاقات مع آسيا - قبل كل شيء مع أندونيسيا، بعد أن أبدى جميع رؤساء الحكومات الليبرالية اهتماماً كبيراً ورغبة في الدفع قدماً بهذا الموضوع؟
مباط عال، العدد 1601، 22/5/2022
إسرائيل و"حماس" في معركة على الوعي: الدلالات والتوصيات
يورام شفيتسر ودافيد سيمان طوف - باحثان في معهد دراسات الأمن القومي

تدور بين "حماس" وإسرائيل حرب على الوعي. وبكلمات أُخرى: على تحديد "السردية" التي يحارب كلا الطرفين لتحقيق إنجازات من خلالها في الساحة المحلية، والإقليمية، وحتى الدولية. "حماس" تستثمر جهداً كبيراً في بناء صورة الحركة القوية التي حاصرت إسرائيل في خمس جبهات: إطلاق قذائف وعمليات "إرهابية" من قطاع غزة؛ تطرح نفسها كحارسة الأقصى في القدس؛ تفعيل جهات "إرهابية" في مدن الضفة الغربية، وفي أوساط مواطني إسرائيل من العرب، بالإضافة إلى إطلاق قذائف من لبنان. وفي الحقيقة، تستغل "حماس" المواجهات والعمليات أكثر مما تدفع باتجاهها. ومن هنا، فإن إفشال أو وقف الحرب على الوعي التي تقودها "حماس" ضد إسرائيل هو تحدٍّ مهم، على إسرائيل معالجته. سيحلل هذا المقال أساسات السردية التي بنتها "حماس"، ويفحص مدى مساهمة إسرائيل في تطويلها، وينتهي إلى خلاصات وخطوات، من شأنها تغيير المعركة على الوعي لمصلحة إسرائيل.

  • تكون الحرب على الوعي فعالة عندما يتم التعامل معها بصورة كثيفة ومستمرة، من خلال الدمج ما بين تصريحات علنية صارخة، وخطوات هادئة من وراء الكواليس أو من وراء لوحة المفاتيح، تدفع سوياً جماعات أو مهاجمين أفراد على التحرك. هكذا تنجح "حماس"، ومنذ وقت طويل، في تمرير رسائل للشعب الفلسطيني تتلاءم مع استراتيجيتها. وفي المجتمع الإسرائيلي، هناك مَن يصدق مضامين "حماس" أيضاً، وينسب إليها قوة كبيرة أكبر بكثير من قوتها الحقيقية. فالعمليات والمواجهات التي حدثت خلال الشهرين الأخيرين، بتشجيع من "حماس"، أدت إلى دفع ثمن كبير في أرواح الإسرائيليين، وحازت على تغطية إعلامية واسعة وكثيفة، وهو ما أدى إلى شعور بالهلع في المجتمع.
  • الحرب على الوعي التي تديرها "حماس" منذ عملية "حارس الأسوار" في أيار/مايو 2021، كان الهدف منها خدمة عدة أهداف استراتيجية. الهدف الأول، نقل مركز القتال من قطاع غزة حالياً، حيث تستطيع إسرائيل تدفيع الحركة أثماناً عالية من خلال عمل عسكري مباشر، إلى القدس الشرقية وعمق إسرائيل، حيث تدخُّل الحركة العلني أقل بكثير مما هو عليه في غزة، ويتم التعامل معها على أنها جهة تساعد الآخرين في اشتباكهم مع إسرائيل، إلى جانب تثبيت ذاتها بأنها القادرة على الدفع بعمليات "عنف" ضد إسرائيل عن بُعد وفي الوقت عينه المحافظة على صورتها بأنها المؤجج لأحداث العنف. وهكذا، تعمل "حماس" على تشجيع التحريض، من دون أن تدفع ثمن هذا التصعيد في قطاع غزة.
  • أطّرت حركة "حماس" عملية "حارس الأسوار" على أنها حرب للدفاع عن السيادة الإسلامية في المسجد الأقصى، على الرغم من أن أغلبية الاشتباكات مع إسرائيل دارت في المحور ما بين غزة والمدن الإسرائيلية. الاسم الذي أطلقته الحركة على الحملة كان "سيف القدس"، بسبب ما يتضمنه هذا الاسم من دلالات دينية. ومن جانبها، إسرائيل ساعدت، وليس لمصلحتها، حين أطلقت على الحملة اسم "حارس الأسوار". وفي ختام الحملة، استطاعت الحركة تمرير سرديتها إلى جماعات مستهدفة واسعة، والتي تفيد بأنها المنتصرة. وبذلك، استطاعت تعزيز صورتها كحارس للأماكن المقدسة في القدس، إلى جانب إخفاء إخفاقاتها العملياتية في الخلفية.
  • وبعد عام على عملية "حارس الأسوار"، وبعدها موجة العمليات في إسرائيل خلال الشهرين الماضيين، تزداد حدة الحملة التي تقودها "حماس" على الوعي. وهذه بعض المضامين الرئيسية:
  • "حماس" تقف خلف موجة العمليات في إسرائيل، ومن ضمنها المواجهات في المسجد الأقصى، وفي مناطق أُخرى في الضفة الغربية، وكذلك إطلاق قذيفة من لبنان في 25 نيسان/أبريل. أما بخصوص العملية التي حدثت في أريئيل، فقد أعلنت الحركة مسؤوليتها عنها، على الرغم من أنها لم تكن مسؤولة عنها فعلاً. ونشرت "حماس" تشجيعاً وتهليلاً للعمليات، ومن ضمنها العمليات التي نفّذها منافسون لها وجِهات مقربة من "داعش". تحمُّل المسؤولية هذا جاء أيضاً في ضوء الإحباط العميق في الحركة، جرّاء تعطيل عشرات العمليات على يد إسرائيل خلال شهر رمضان، جزء منها كان بتوجيه وتخطيط من الحركة.
  • التصعيد حول المسجد الأقصى وتعزيز الصراع الإقليمي والدولي حول السيادة في الحرم، بهدف زيادة الضغوط السياسية على إسرائيل.
  • ترسيخ مكانة الحركة في قيادة الصراع الفلسطيني المباشر ضد إسرائيل.
  • التدخل في السياسية الداخلية الإسرائيلية من خلال تفعيل ضغط مباشر على القائمة الموحدة، بهدف انسحابها من الحكومة.
  • صورة "حماس" القوية القادرة على تفعيل عدة جبهات ضد إسرائيل، تظهر أيضاً في خطابات قيادات الحركة. إسماعيل هنية مثلاً، عاد فأكد أن القدس والمسجد الأقصى هما قلب الصراع. وتفاخر بأن المقاومة، بقيادة "حماس"، هي مَن تقرر اليوم ميزان القوى في المنطقة. من جانبه، قائد "حماس" في غزة يحيى السنوار، هدد بأن استمرار اقتحام قوات الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى سيشعل حرباً دينية إقليمية، كما سخر من إسرائيل بأنها أوهن من بيت العنكبوت. وطلب من كل فلسطيني أن يحمل بندقيته، أو سكينه، أو ساطوره، ويخرج لقتل يهودي.
  • بعد التحقيق في العمليات الست التي حدثت خلال الشهرين الأخيرين، وكان ثمنها 19 قتيلاً إسرائيلياً، أشارت مصادر أمنية إلى أنه لم يكن هناك أي علاقة مباشرة ما بين منفّذي العمليات و"حماس". هذه الخلاصة ملائمة لاستراتيجية "حماس" - إدارة الحرب على الوعي، وبصورة خاصة في المجال الرقمي، الذي أساسه التحريض والتشجيع، لكن من دون علاقة مباشرة بينها وبين الهجمات؛ تثبيت مكانة الحركة كقائدة للمقاومة المسلحة ضد إسرائيل، والمسؤولة عن الشعور بالهلع الذي أصاب المواطنين في أعقاب العمليات. هذا إلى جانب تصوير السلطة الفلسطينية، منافِسة "حماس" الأساسية، كمهادنة، وفاسدة ومتعاونة مع إسرائيل.

السياسة الإسرائيلية: بين الموجود والمنشود

  • إسرائيل تقع في البئر الذي تحفره "حماس". الهلع وانهيار الشعور بالأمن الشخصي هما مشاعر مفهومة في أعقاب العمليات "الإرهابية" القاتلة. لكن هذه الأجواء تتعزز من خلال الإعلام المُمأسس ووسائل التواصل الاجتماعي في إسرائيل، والتي تعيد، المرة تلو الأُخرى، عرض مشاهد مباشرة من ساحات العمليات، مشاهد صعبة لا تتم مراقبتها للدم والقتل، والفوضى - مرة باسم المصلحة السياسية، ومرة باسم الشعبوية.
  • وللتعامل بفعالية مع سياسة "حماس" في ساحة الوعي، من المهم الدفع قدماً بالخطوات التالية:
  • أولاً، من المهم أن يحافظ الإعلاميون، خبراء ومحللون، على تحليلات مهنية تستند إلى حقائق. هذا إلى جانب العمل المهني والانتباه إلى المعركة على الوعي ضد إسرائيل، في الوقت الذي ينسبون إلى "حماس"، وبشكل قاطع، المسؤولية عن العمليات والمواجهات في إسرائيل. إعادة نشر مضامين العدو من دون رقابة وفهم عميق، يضاعف قوة مَن يقوم بـ"الإرهاب"، الذي يعتمد أيضاً على الإعلام الإسرائيلي لتعميم مضامينه وتعظيمها.
  • ثانياً، تشير العمليات والمواجهات التي حدثت في المدن الإسرائيلية والقدس إلى الحاجة إلى بُعد هجومي للتأثير في جماعات فلسطينية وجماعات أُخرى، إلى جانب العمل على الصعيد الدفاعي وإحباط خطوات "حماس" التصعيدية في أوساط الفلسطينيين والساحة الدولية والإقليمية. مقابل المعركة التي تقودها "حماس" على الوعي، هناك حاجة إلى معركة إسرائيلية شاملة، هجومية ودفاعية، تدمج بين الجهود المختلفة وتحبط جهود العدو بشكل مستمر وواسع. هذه النشاطات مطلوبة يومياً، وبصورة خاصة في أوقات التصعيد - كما حدث خلال الشهر الماضي، حين تجندت كافة أذرع أجهزة الأمن (الجيش، والشاباك، ووزارة الخارجية، وهيئة الإعلام القومية)، كجزء من الجهود والتأثير القومي لتطوير وتوسيع البعد الدفاعي.
  • ثالثاً، في الساحة الدولية، حيث يتمتع الفلسطينيون عادةً بدعم وتضامن، كونهم الطرف الأضعف في الصراع مع إسرائيل، هناك حاجة إلى تقوية العمل في المجال الرقمي. هناك حاجة إلى العمل أيضاً في الأوقات العادية، لترسيخ الثقة ومصداقية معارك إسرائيل على الوعي وتمرير المضامين الإسرائيلية، من خلال مساهمة المؤثّرين في البلد والعالم، ومن خلال مساهمة الجمهور الواسع، في البلد وفي الخارج.