مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
مستشار الأمن القومي الإسرائيلي يتوجه إلى واشنطن الأسبوع المقبل لبحث الاستعدادات لزيارة الرئيس الأميركي إلى إسرائيل
مسؤولون أميركيون طلبوا من إسرائيل إعادة النظر في مسار "مسيرة الأعلام"
نتائج التحقيق الفلسطيني: أبو عاقلة قُتلت برصاصة للجيش الإسرائيلي في أثناء محاولتها الهرب
الجيش الإسرائيلي يرفض توفير حماية لمسيرة حركة "السلام الآن" إلى بؤرة حومش الاستيطانية بعد شهر من موافقته على توفير حماية لمسيرة نظّمها اليمين الإسرائيلي إلى البؤرة نفسها
تقرير: ردات فعل غاضبة في إسرائيل على تقرير لـ"نيويورك تايمز" ذكر أن مسؤولين إسرائيليين بلّغوا نظراءهم الأميركيين مسؤوليتهم عن مقتل العقيد الإيراني من "فيلق القدس"
مقالات وتحليلات
عندما يلتقي التوتر في الضفة بمسيرة الأعلام، تجتمع الظروف لعاصفة مثالية
مئات القتلى وآلاف الصواريخ يومياً: الجيش الإسرائيلي يستعد لسيناريو حرب في لبنان
الليكود يتحول إلى نسخة أكثر خطراً من "كهانا حي"
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 27/5/2022
مستشار الأمن القومي الإسرائيلي يتوجه إلى واشنطن الأسبوع المقبل لبحث الاستعدادات لزيارة الرئيس الأميركي إلى إسرائيل

من المقرر أن يتوجه مستشار الأمن القومي في ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية إيال حولتا إلى واشنطن الأسبوع المقبل للقاء نظيره في البيت الأبيض جيك سوليفان، وذلك لبحث الاستعدادات لزيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إسرائيل، والمقررة في نهاية حزيران/يونيو المقبل.

وقالت مصادر مقربة من ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية إن أهمية هذه الزيارة التمهيدية تكمن في كون حولتا ضالعاً في دور رئيسي في ملف الاتصالات غير المباشرة مع السعودية بشأن تنظيم جزيرتيْ تيران وصنافير، بالإضافة إلى ملف التطبيع مع إسرائيل من جانب السعودية.  وكانت تقارير إعلامية أجنبية أفادت بأن الأميركيين يتطلعون إلى استكمال التطبيع بين إسرائيل والسعودية قبل زيارة الرئيس بايدن. 

وأشارت المصادر نفسها إلى أن مستشار الأمن القومي سيسافر إلى واشنطن مع وفد من كبار المسؤولين في وزارتيْ الدفاع والخارجية وجهاز الموساد والجيش الإسرائيلي، لحضور مؤتمر آخر للمنتدى الاستراتيجي بشأن إيران، المعروف باسم "منتدى ليشيم". وأوضحت أن الأجندة الرئيسية لهذا المنتدى هي الحاجة إلى صوغ خطة عمل بديلة من السيناريو المحتمل، في حال لم تتم العودة إلى الاتفاق النووي في المستقبل المنظور. كما أنه من المتوقع أن تطلب إسرائيل من الولايات المتحدة تقديم قرار إدانة ضد إيران خلال انعقاد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، بعد نحو أسبوعين.

 

"يديعوت أحرونوت"، 27/5/2022
مسؤولون أميركيون طلبوا من إسرائيل إعادة النظر في مسار "مسيرة الأعلام"

علمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن توجهوا إلى نظرائهم في الحكومة الإسرائيلية وطلبوا منهم إعادة النظر في مسار "مسيرة الأعلام"، التي من المقرّر أن ينظمها اليمين الإسرائيلي في القدس الشرقية بعد غد (الأحد)، للاحتفاء بذكرى توحيد شطريْ القدس منذ حزيران/يونيو 1967.

وجاء هذا التوجه بعد قيام إسرائيل بالسماح لـ"مسيرة الأعلام" بالمرور من باب العامود، ومنه إلى طريق الواد، مروراً بالحي الإسلامي داخل أسوار البلدة القديمة في القدس الشرقية، وصولاً إلى حائط المبكى [البُراق].

كما علمت الصحيفة بأن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ما زالت ترفض تغيير مسار "مسيرة الأعلام"، وأوصت الحكومة الإسرائيلية بالامتناع من ذلك، معتبرةً أن تغيير المسار في اللحظة الأخيرة سيُفسَّر بأنه ضعف إسرائيلي.

وكانت السفارة الأميركية لدى إسرائيل أصدرت تحذيراً لرعاياها في القدس وحظرت على الموظفين الأميركيين وعائلاتهم زيارة البلدة القديمة، بالتزامن مع "مسيرة الأعلام" بعد غد وحتى مساء يوم الإثنين المقبل، وكذلك في أيام الجمعة.

من ناحية أُخرى، رفعت الشرطة الإسرائيلية حالة التأهب في صفوف قواتها وألغت الإجازات وأمرت بحشد جميع العناصر الذين يخدمون في منطقة القدس وفي المدن المسماة المدن المختلطة، بينما قُرِّر نشر أكثر من 3000 شرطي في القدس، بالإضافة إلى المئات من عناصر الشرطة في المدن المختلطة، مع التركيز على عكا واللد. 

 

"هآرتس"، 27/5/2022
نتائج التحقيق الفلسطيني: أبو عاقلة قُتلت برصاصة للجيش الإسرائيلي في أثناء محاولتها الهرب

نشرت النيابة العامة الفلسطينية أمس (الخميس) نتائج التحقيق في مقتل مراسلة "الجزيرة" شيرين أبو عاقلة قبل نحو أسبوعين في جنين.

وقال المدعي العام الفلسطيني في مؤتمر صحافي عقده أمس في رام الله، إن نتائج التحقيق تدل على أن أبو عاقلة قُتلت برصاصة للجيش الإسرائيلي في أثناء محاولتها الهرب.

وأضاف المدعي العام الفلسطيني أن قوات الجيش الإسرائيلي، التي وصلت لتنفيذ عملية اعتقال في جنين، كانت على بُعد 200 متر من أبو عاقلة وبقية الصحافيين الذين تواجدوا في الموقع. وقال: "ظهر الصحافيون في المكان بوضوح، ولم يكن هناك ما يعيق الرؤية من جانب الجنود الإسرائيليين. وبعد أن كشف الصحافيون الأربعة عن أنفسهم وارتدوا السترات الصحافية الخاصة، تقدمت قوات الجيش في الشارع على بُعد أمتار قليلة منهم، ولم يُطلب منهم الابتعاد".

ويدّعي التقرير الفلسطيني الطبي أن أبو عاقلة كانت في وضعية هروب، بناءً على نتائج إطلاق النار والإصابة في الرأس.

ونفى وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس ادعاءات النائب العام الفلسطيني ووصفها بأنها كاذبة. وجدّد غانتس دعوة إسرائيل إلى إجراء تحقيق مشترك، وادعى أن الجيش الإسرائيلي هو جيش أخلاقي، وأن التحقيقات الكاذبة التي يتم نشرها تضرّ بالاستقرار الأمني في المناطق [المحتلة] وتشكل دعماً لـ"الإرهاب". كما كرّر القول بأن حصول إسرائيل على الرصاصة التي تسببت بمقتل أبو عاقلة، والتي يرفض الفلسطينيون تسليمهم إياها، بوسعه أن يقود إلى حسم هذه المسألة.

موقع Ynet، 27/5/2022
الجيش الإسرائيلي يرفض توفير حماية لمسيرة حركة "السلام الآن" إلى بؤرة حومش الاستيطانية بعد شهر من موافقته على توفير حماية لمسيرة نظّمها اليمين الإسرائيلي إلى البؤرة نفسها

أعلن قائد المنطقة العسكرية الوسطى اللواء يهودا فوكس، أمس (الخميس)، أن الجيش الإسرائيلي لن يكون بمقدوره توفير الحماية لمسيرة حركة "السلام الآن" إلى بؤرة حومش الاستيطانية غير القانونية غداً (السبت)، وأكد أن المكوث هناك سيكون مخالفاً للقانون.

وخطّط أعضاء هذه الحركة للتوجه إلى هذه البؤرة الاستيطانية غير القانونية شمالي مدينة نابلس، للمطالبة بإخلاء المدرسة الدينية هناك. ورداً على قرار فوكس، توجه عضو الكنيست موسي راز، من حزب ميرتس، إلى وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس، طالباً السماح بالمسيرة على غرار سماحه بمسيرة مماثلة للمستوطنين إلى المكان ذاته قبل شهر.

وكان الجيش الإسرائيلي وافق على توفير الحماية لمسيرة نظّمها اليمين الإسرائيلي في نيسان/أبريل الفائت إلى تلك البؤرة الاستيطانية، وشارك فيها نحو 1000 شخص، تزامناً مع الذكرى السنوية الأولى لمستوطن لقي مصرعه في عملية إطلاق نار نفّذها فلسطيني بجوار البؤرة.

وتجري معركة قضائية وسياسية وشعبية في محاولة لمنع هدم البؤرة الاستيطانية، وتجمّع ما يزيد عن 5000 مستوطن إسرائيلي في مطلع هذه السنة أمام ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية في القدس، للمطالبة بعدم هدم نواة مستوطنة حومش. ودعا المتظاهرون إلى وقف ما وصفوه بأنه استيلاء فلسطيني على مناطق مفتوحة في الضفة الغربية والنقب، مشدّدين على ضرورة تنظيم عملية الاستيطان الشبابية.

 

"يديعوت أحرونوت"، 27/5/2022
تقرير: ردات فعل غاضبة في إسرائيل على تقرير لـ"نيويورك تايمز" ذكر أن مسؤولين إسرائيليين بلّغوا نظراءهم الأميركيين مسؤوليتهم عن مقتل العقيد الإيراني من "فيلق القدس"

أثار تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أمس (الخميس) جاء فيه أن مسؤولين إسرائيليين بلّغوا نظراءهم الأميركيين مسؤوليتهم عن مقتل العقيد الإيراني حسن صياد خدائي، من "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، ردات فعل غاضبة في إسرائيل.

وكانت أبرز ردات الفعل هذه تلك التي صدرت عن رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست عضو الكنيست رام بن باراك الذي قال في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس، إن مثل هذه التسريبات قد يضر بالتعاون الأميركي - الإسرائيلي، وبالثقة القائمة بين الدولتين.

وأضاف بن باراك: "لدينا الكثير من التعاون مع الولايات المتحدة وكل ذلك يعتمد على الثقة، وعندما يتم انتهاكها بطريقة ما، فإنه يضر بالتعاون المستقبلي. آمل أن يحقق الأميركيون في التسريب ويكتشفوا من أين جاء، ولماذا حدث". كما أعرب بن باراك عن أمله بأن يكون التسريب حدث مرة واحدة، وليس سياسة أميركية. وقال: "بالمناسبة، هذه ليست المرة الأولى، فقصة قصف المفاعل النووي السوري تم تسريبها إلى صحافي أميركي". ويشير بن باراك إلى قيام طائرات إسرائيلية بقصف مفاعل في سورية اشتُبه في أنه مفاعل نووي في أيلول/سبتمبر 2007، وفي الشهر التالي نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" سلسلة من التقارير بهذا الشأن، بناءً على معلومات منسوبة إلى مصادر استخباراتية أميركية مجهولة.

ونفى بن باراك، وهو نائب سابق لرئيس جهاز الموساد، تبليغ مسؤولين إسرائيليين نظراءهم الأميركيين مسؤوليتهم عن مقتل العقيد الإيراني حسن صياد خدائي، وقال: "على حد علمي، لم نبلّغ أحداً، ولم نتحمل المسؤولية".

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلت في تقريرها أمس عن مسؤول رفيع المستوى في الاستخبارات رفض الكشف عن هويته قوله إن مسؤولين إسرائيليين نقلوا معلومات عن مقتل خدائي الذي قُتل بالرصاص خارج منزله في طهران يوم الأحد الماضي. ولم يحدد التقرير الدولة التي يمثلها مسؤول الاستخبارات، لكن كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يعتقدون أن المصدر أميركي. وطالب هؤلاء المسؤولون نظراءهم الأميركيين بإعطاء أجوبة، إذ يضع التقرير مسؤولية القتل على عاتق إسرائيل فقط، ويبرّئ الولايات المتحدة من القيام بأي دور. كما أعربوا عن قلقهم من أن يؤدي التقرير إلى تصاعُد الهجمات الإيرانية ضد أهداف إسرائيلية.

ووفقاً لتقرير "نيويورك تايمز"، زعم المسؤولون الإسرائيليون أن خدائي كان نائب رئيس ما يُسمى الوحدة 840، وهي فرقة غامضة داخل "فيلق القدس"، تنفّذ عمليات خطف واغتيال لشخصيات خارج إيران، بمن في ذلك شخصيات إسرائيلية. وكان خدائي مسؤولاً بصورة خاصة عن عمليات الوحدة 840 في منطقة الشرق الأوسط، لكنه شارك أيضاً في العامين الماضيين في محاولات شنّ هجمات ضد إسرائيليين وأوروبيين ومدنيين أميركيين ومسؤولين حكوميين في كولومبيا وكينيا وأثيوبيا والإمارات العربية المتحدة وقبرص. ونقل التقرير عن مسؤول الاستخبارات قوله إن اغتياله كان يهدف إلى تحذير إيران من أنه يجب على المجموعة وقف نشاطاتها. ولم تعترف إيران، علناً، بوجود الوحدة 840، وتصر على أن خدائي قام بدور مختلف تماماً في الحرس الثوري الإيراني في أثناء الحرب الإيرانية - العراقية، ثم لاحقاً ضد تنظيم "داعش" في سورية، نيابةً عن "فيلق القدس".

وكان مسلحون مجهولون على متن دراجات نارية أطلقوا خمس رصاصات على خدائي في سيارته في وسط طهران يوم الأحد الماضي. ولم تحدّد السلطات الإيرانية المشتبه فيهم بعد، على الرغم من أن الحادث وقع في قلب واحدة من أكثر المناطق أماناً في طهران، حيث يقطن مسؤولون كبار آخرون في الحرس الثوري الإيراني و"فيلق القدس". واعتُبر اغتيال خدائي من أبرز عمليات الاغتيال داخل إيران منذ مقتل العالم النووي محسن فخري زاده في تشرين الثاني/نوفمبر 2020.

ورفعت إسرائيل، التي لم تُدلِ بأي تعليقات رسمية على حادث اغتيال خدائي، مستوى التأهب الأمني في سفاراتها وقنصلياتها في جميع أنحاء العالم، خوفاً من هجوم إيراني انتقامي.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس، 27/5/2022
عندما يلتقي التوتر في الضفة بمسيرة الأعلام، تجتمع الظروف لعاصفة مثالية
عاموس هرئيل - محلل عسكري
  • حدث أكثر من مرة أن تبخرت توقعات تشاؤمية، لراحة الجميع. لكن بشأن كل ما يخص يوم الأحد المقبل، فإن هذه التوقعات تزداد وتتراكم معها جميع مركّبات العاصفة المثالية. فمسيرة الأعلام الخاصة بالصهيونية الدينية في شرقي القدس، والتي صادق المستوى السياسي على مسارها، من شأنها أن تؤدي إلى مواجهة جديدة في العاصمة والضفة الغربية. الجيش يشك في انجرار قيادة "حماس" في القطاع إلى داخل هذه العاصفة، لكن ما يمكن أن يجري في القدس قادر على إشعال الميدان مرة أُخرى، بعد عدة أسابيع من الهدوء وتراجُع موجة "العنف".
  • قبل عام، تزامن "يوم القدس" مع شهر رمضان. وكان الجو مشحوناً أصلاً، وأضيفت إليه مسيرة الأعلام. رئيس الحكومة، حينها، بنيامين نتنياهو الذي كان في ختام ولايته، سمح للمشاركين فيها بالمرور من باب العامود والحي الإسلامي، لكنه تراجع في اللحظة الأخيرة. جهود الشرطة في تغيير مسار المسيرة كانت متأخرة: "حماس" أطلقت ست قذائف من قطاع غزة على منطقة القدس - وحملة "حارس الأسوار" انطلقت، وقد خلّفت ضرراً كبيراً في نسيج الحياة بين العرب واليهود داخل الخط الأخضر.
  • وريث نتنياهو، نفتالي بينت، تصرّف بصورة مختلفة. إعلان المصادقة على مسار المسيرة كان قبل أسبوعين من "يوم القدس"، على أمل أن يجري تفريغ بعض الضغط الفلسطيني خلال هذه الفترة الزمنية من جهة، ومن جهة أُخرى، منح المصريين الوقت الكافي لتهدئة "حماس". طائرة خاصة تستعملها الاستخبارات المصرية، رصدتها مواقع تتابع حركة الطائرات، أكثر من مرة، وهي تهبط في مطار بن غوريون.
  • التفسير الأساسي لبينت هو إثبات سيطرة الدولة: على مدى عشرات السنوات كان هذا مسار المسيرة، ولا يوجد أي سبب لتغييره، كما أن رمضان مرّ، وقلّت وتيرة التوتر والعنف قليلاً في الآونة الأخيرة. وفي الوقت ذاته، تم إعلان درجة التأهب القصوى في شرطة القدس، التي أعلنت نشر 3000 شرطي (بقيادة قائد المنطقة دورون ترجمان)، كما يؤكد كل ضابط شرطة في كل مقابلة يجريها معه الراديو.
  • من الممكن أن يبدأ التوتر بسبب تحصُّن شبان مسلمين في المسجد الأقصى صباح يوم الأحد. كما أن هناك مسيرة أُخرى في اللد، من المتوقع أن تمرّ مقابل الأحياء العربية وتؤدي إلى عدم ارتياح، إلى درجة التأثير في علاقة القائمة الموحدة بالائتلاف الحكومي.
  • واستناداً إلى ما حدث في العام الماضي، انتبه الفلسطينيون إلى نقطة يمكن من خلالها الضغط على إسرائيل، وحتى تحقيق بعض الإنجازات، كالتراجع عن المسيرة. وفي الخلفية، لا يزال هناك شعور صعب في الضفة الغربية يتعلق بمقتل مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة في جنين. كما أن ما قامت به شرطة القدس خلال الجنازة، لا يزال يُعتبر عملية إذلال مؤلمة. هذا الأسبوع، نُشرت تحقيقات لوكالة "AP" و"CNN"، حمّلت إسرائيل مسؤولية مقتلها (السي إن إن، التي اعتمدت على صحافيين فلسطينيين، اتهمت الجيش باغتيالها عمداً).
  • قيادات تنظيمات في المنطقة، ومن ضمنهم زعيم "حزب الله" حسن نصر الله واسماعيل هنية، هددت المشاركين في المسيرة في القدس بعنف إذا اقترب المشاركون فيها من المسجد الأقصى. في القدس، أشاروا إلى أن المسار بعيد عن المسجد، ولا يوجد أي نية للاقتراب منه. السؤال: هل هذا كاف؟ فبينت، الذي ينهار ائتلافه تحت أقدامه، يتعرض لضغوط كبيرة من الوزيرة أييليت شاكيد ونواب آخرين من حزبه "يمينا"، بهدف تبنّي سياسات أكثر قوة. ولا يمكن التأكد من أن شركاء بينت - يائير لبيد، بني غانتس وأفيغدور ليبرمان على علم بدرجة الخطورة القائمة. إذا استخدموا كوابح أقل من العام الماضي، فمن الممكن أن يكون لذلك انعكاسات أمنية بعيدة الأجل.
  • كما أن نتنياهو وميري ريغف، و"جيش الحقيقة" التابع له، مصممون على أن يوضحوا لنا في كل أسبوع، أنه لا يوجد أي سبب للحنين إلى أيام الحكم السابق. لكن، لرئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو امتياز واضح وواحد: الحذر الأمني، الذي يستند إلى خبرة تراكمت بالدم من أيام مواجهات الحرم الإبراهيمي وقضية خالد مشعل. في هذه الأيام، يجب أن نتمنى أن يكون هذا هو الدرس الوحيد الذي تعلمه وريثه.
  • أجواء من التوتر سيطرت على علاقة بينت بقيادة الجيش خلال الأسابيع الماضية. لدى رئيس الحكومة الكثير من الملاحظات على سلوك هيئة الأركان العليا، وهي محقة إلى حد ما. يبدو للكثيرين أن الجيش أحب الوضع القائم: "حارس الأسوار" كان نجاحاً كبيراً، ولذلك، فإن "حماس" في حالة ردع؛ ومن غير الممكن أن يكون هناك تدخُّل لقيادة الحركة في غزة في موجة العمليات الأخيرة التي اندلعت في منتصف شهر آذار/مارس. وفي الواقع، صحيح أن الموجة اندلعت من الميدان، لكنها صعدت من الأسفل إلى أعلى الهرم. وهكذا كثيرون في المؤسسة الأمنية، ومن ضمنهم الشاباك، يعتقدون أن الجيش يقلل من دور "حماس". فالحركة تحاول صبّ الزيت على النار في الضفة وداخل الخط الأخضر. رئيس قيادة الحركة في الخارج صالح العاروري يعمل على ذلك بصورة خاصة.
  • وفي هذه المسألة، تحديداً، يبدو أن هناك نجاحاً حققته الجهود الإسرائيلية: تركيا التي استضافت العاروري في الأعوام الأخيرة، وتحاول الآن التقرب من إسرائيل، توجه إليه رسائل، مفادها أنه من الأفضل أن ينقل عنوان إقامته إلى بلد بديل، هو لبنان. إسرائيل تضغط أيضاً على السلطة الفلسطينية، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، بهدف وقف رواتب عائلات الشهداء الذين قُتلوا في أحداث الأشهر الأخيرة. ومن غير الواضح ما إذا كانت هذه الجهود ستنجح.
  • يبدو أن رئيس الحكومة توقّع من الجيش أن يبادر إلى خطوات هجومية أكثر في جنين، وربما في غزة أيضاً. قبل موجة العمليات، تفادى الجيش القيام باعتقالات في جنين على مدار أشهر طويلة. وفي الأسابيع الماضية، ازدادت عمليات الاعتقال هناك، حيث توجد مقاومة فلسطينية مسلحة في كل مرة يدخل الجيش إلى هناك. من المتوقع أن تستمر هذه العمليات وتزداد. إلى جانب هذا، هناك حاجة إلى ملاءمة الطريقة التي تتعامل فيها أجهزة الأمن مع الفلسطينيين. قبل أسبوعين، أشرنا هنا إلى أنه لا يوجد مكان في المواقف المخصصة للسيارات المصادرة التي استُعملت لتهريب الفلسطينيين عبر منطقة التماس. مشكلة شبيهة موجودة في مراكز الاعتقال. مئات المعتقلين بسبب "العنف" في المسجد الأقصى، تم إطلاق سراحهم بعد وقت قصير، بسبب عدم وجود أماكن في السجون.

 

"معاريف"، 26/5/2022
مئات القتلى وآلاف الصواريخ يومياً: الجيش الإسرائيلي يستعد لسيناريو حرب في لبنان
طال ليف رام - مراسل عسكري
  • التدريب على الحرب الذي يجريه الجيش الإسرائيلي "مركبات النار"، والذي يستمر شهراً، وصل في هذه الأيام إلى ذروته، إذ بدأت الفرقة 162 تدريباتها في منطقة وادي عارة التي تشبه الجنوب اللبناني. يمتاز هذا التدريب بأنه يستمر مدة شهر. ومعنى ذلك أن الجدول الزمني للتدريبات يشبه الزمن الحقيقي، وإزاء هذا الزمن، يجري التدرُّب على سيناريوهات الحرب وفحص الخطط العملانية للجيش الإسرائيلي. وبناءً على ذلك، تجري تقديراتنا لحجم الإصابات في صفوف حزب الله وعدد المصابين في لبنان، وتقدير الأضرار التي ستلحق بالجبهة الداخلية الإسرائيلية بعد عشرة أيام من القتال.
  • ووفق التقديرات والخطط، من المتوقع في هذه المرحلة المزج بين ضربات جوية ومناورة برية إسرائيلية. وبالاستناد إلى دراسة أجرتها شعبة العمليات في الجيش، فإن عدد القتلى في لبنان سيكون كبيراً، وسيصل إلى الآلاف في صفوف حزب الله والمواطنين اللبنانيين.
  • في المقابل، يقدّر الجيش أن يصل عدد القتلى في إسرائيل من المقاتلين والمدنيين إلى قرابة 300 قتيل، بالإضافة إلى سقوط نحو 1500 صاروخ يومياً على الجبهة الداخلية الإسرائيلية. هذه الكمية من الصواريخ يمكن أن تُلحق دماراً كبيراً بـ80 موقعاً في شتى أنحاء البلد.
  • وبحسب تقديرات الجيش، سيكون مركز الثقل الأساسي في قتال حزب الله في الأيام الأولى للحرب، بالإضافة إلى إطلاق الصواريخ، تحرُّك فرقة "الرضوان" التي ستكون مهمتها في الحرب المقبلة تنفيذ هجمات في داخل الأراضي الإسرائيلية. هذا هو السبب الذي من أجله يعتقد الجيش الإسرائيلي أن هناك أهمية كبيرة في الحرب المقبلة للقيام بعملية برية داخل الأراضي اللبنانية خلال الأيام الأولى للقتال، من أجل ضرب قوة الرضوان في الجنوب اللبناني، والإحباط المسبق لنيتها شن هجمات بهدف احتلال أراضٍ ومستوطنات في الجانب الإسرائيلي. وفي الواقع، التقدير هو أن القدرة على إخضاع قوة النخبة هذه وتوجيه ضربة قاصمة لها يتطلبان مناورة في داخل الأراضي اللبنانية مع بداية الحرب.
  • ويقدّر الجيش أن خطط حزب الله في الحرب ستعتمد على إطلاق كثيف لنيران المدفعية من دون توقف، من أجل خلق خط نار (المواقع والمستوطنات المحاذية للحدود)، بالإضافة إلى دخول فرق كوماندوس وقوة الرضوان لاحتلال أراضٍ ومستوطنات في داخل الأراضي الإسرائيلية. إخضاع هذه القوات هو هدف أساسي في الخطة العملانية للجيش، من أجل تحقيق نصر واضح في مواجهة حزب الله في الحرب المقبلة.
  • إلى جانب ذلك، سيحاول الجيش، من خلال عملية برية سريعة في الأراضي اللبنانية، التوصل إلى تقليص مدى الصواريخ القصيرة المدى التي يحوزها حزب الله الذي يملك عشرات الآلاف من هذا النوع من الصواريخ التي يصل مداها إلى 40 كيلومتراً.
  • علاوةً على ذلك، عشية حرب لبنان الثانية في سنة 2006، كان عدد الأهداف لدى الجيش الإسرائيلي 287 هدفاً، بينما تصل الأرقام اليوم لدى المستوى السياسي إلى عدة آلاف، بمعدل المئات أسبوعياً. إدارة الأهداف التي شُكِّلت تعمل إلى جانب الاستخبارات مع خوارزميات وذكاء اصطناعي وأجهزة كومبيوتر، وهو ما أدى إلى تفعيل أعداد الأهداف في مواجهة الساحة اللبنانية.
  • ضمن إطار التدريب الكبير، يتدرب الجيش أيضاً على الخطة اللوجستية المطلوبة في الحرب، وعلى تطبيق خطة "محور المحاور" التي يجري، في إطارها، تمهيد طرقات ترابية تلتف على الطرقات المركزية وتسمح بالوصول، عبر طرقات بديلة، إلى جبهات الحرب في لبنان وقطاع غزة.
  • وبحسب الخطة، جرى حتى الآن تمهيد 60% من الأرض، وفي إمكان الجيش نقل أدوات الحرب والمقاتلين والعتاد اللوجستي، من دون أن يستخدم الطرقات الأساسية التي من المتوقع أن يقصفها حزب الله لعرقلة وصول القوات إلى الجبهة.

 

"هآرتس"، 26/5/2022
الليكود يتحول إلى نسخة أكثر خطراً من "كهانا حي"
عيساوي فريج - وزير التعاون الإقليمي
  • "تذكروا سنة 48، تذكروا حرب استقلالنا ونكبتكم، لا تشدوا الحبل أكثر... إذا لم تهدأوا، فسنلقّنكم درساً لا يُنسى"، هكذا هدد عضو الكنيست يسرائيل كاتس (الليكود) والوزير السابق في حكومات إسرائيل، من على منبر الكنيست، قرابة 20% من مواطني دولته بـ"نكبة".
  • لكن هذا ليس أعشاباً ضارة، ولا بن غفير وجوبشتاين، ولا حتى سموتريتش- هذا هو جوهر حملة الليكود. حزب يريد أن يصل إلى السلطة بواسطة السماح بهدر دماء المواطنين العرب في إسرائيل. على ما يبدو، الليكود يريد تقليد بن غفير، وشنّ حملة انتخابية تقوم كلها على التحريض ضد المواطنين العرب في إسرائيل. أيضاً عضو الكنيست ميكي زوهار، من المجموعة الرائعة التي تحتل مقاعد الليكود في الكنيست، اشتكى من أن المواطنين العرب في إسرائيل "يرفعون رؤوسهم"، وحذّر في حديث مع الصحافي شالوم يروشالمي من أن "العرب يسيطرون على الدولة"، وهم ليسوا الوحيدين.
  • في ظل زعيم هستيري، من دون رادع، يتحول حزب الليكود إلى حزب "كهانا حي"، في صيغة أكثر خطراً بآلاف المرات. وبتشجيع من بنيامين نتنياهو، تحول الخطاب الكهاني إلى قاعدة، وتحول التحريض العنصري إلى أساس الحملة.
  • أعضاء حزب المعارضة المركزية يعلمون بأن قوانين اللعبة الديمقراطية لم تعد صالحة. وعندما يكون الهدف المسّ بشرعية الحكومة الحالية، يصبح المواطنون العرب في إسرائيل هم الأداة. وهم الضحية التي من خلال التحريض ضدهم، يسعى الليكود للمسّ بالحكومة، وفي الوقت عينه، وقف صعود إيتمار بن غفير انتخابياً.
  • هذا خطر حقيقي وواضح على الدولة وعلى مواطنيها. لقد سمح بهدر الدم؛ الآن، يبقى أن ننتظر مَن سيفهم الرسالة ويتحرك. هذا الخطر يفرض علينا، كمواطنين، المحافظة على هذه الحكومة، وعدم الخوف من التعبير عن الرأي ومحاولة التغيير، وألاّ ننسى أن البديل ليس فقط سيئاً، بل هو مخيف.
  • إن البديل من الحكومة الحالية ليس حكومة يمين، بل حكومة عنصرية. حكومة تريد أن "تخفض رأس" مواطنيها، حكومة تريد محاربة نحو خُمس مواطني إسرائيل. نحن العرب، يأتي دورنا أولاً، وبعدنا مباشرة سيأتي دور اليسار، وبعده كل مَن لا ترضى عنه السلطة. حزب لا يتردد عن خوض حملة ضد جزء من مواطنيه، لن يوقفه شيء. الخطوات التي نشاهدها اليوم في روسيا قد تبدو بعيدة ومخيفة، لكنها يمكن أن تحدث هنا أيضاً. خطاب أعضاء الليكود أصبح حاضراً، يبقى فقط أن نعطيهم القوة كي تتحول الكلمات إلى أفعال.
  • خطاب كاتس الترهيبي يجب أن يتحول إلى جرس إنذار لكل أنصار الديمقراطية. نحن لسنا في صراع سياسي، بل في حرب من أجل الديمقراطية ومن أجل القدرة على العيش في دولة إسرائيل، كمواطنين أحرار. حزب الليكود، يقوده شخص لا كوابح له، ومستعد لاستغلال كل شيء بهدف العودة إلى السلطة. وإذا عاد، فلن يكون هناك قيمة ديمقراطية أو أخلاقية لن يستغلها من أجل بقائه.
  • هذا هو التحذير الأخير لأنصار الديمقراطية: ممنوع أن نرتكب أخطاء، الثمن سيكون كبيراً جداً.