مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
الأسبوع الأخير من تدريب "مركبات النار" سيجري في قبرص وسيتمرن الجيش الإسرائيلي خلاله على سيناريو قتالي مع حزب الله
الجيش الإسرائيلي يحافظ على حالة التأهب في الحدود القصوى في القدس والضفة ومنطقة الحدود مع قطاع غزة حتى بعد انتهاء "مسيرة الأعلام"
خلال "مسيرة الأعلام"، قوات الجيش الإسرائيلي تشنّ اعتداءات واعتقالات واسعة ضد سكان القدس الشرقية وتفرّق بالقوة مسيرة رفعت الأعلام الفلسطينية في محيط البلدة القديمة
بينت: توحيد شطري مدينة القدس قبل 55 عاماً يُعتبر حدثاً وحّد الشعب كله في إسرائيل
اللجنة الوزارية الإسرائيلية لشؤون سنّ القوانين تصادق على مشروع قانون لحزب الليكود ينص على منع رفع أعلام فلسطين في مؤسسات تمولها الحكومة
مقالات وتحليلات
الهوس بالعلم الفلسطيني
"تغلغلنا في التيار الأساسي": زيارة الحرم القدسي وكذلك الصلاة فيه لم يعد على هامش الصهيونية الدينية
تغيير في التوجه وعمليات انتقامية في داخل الأراضي الإيرانية
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 30/5/2022
الأسبوع الأخير من تدريب "مركبات النار" سيجري في قبرص وسيتمرن الجيش الإسرائيلي خلاله على سيناريو قتالي مع حزب الله

في نهاية الأسابيع الثلاثة الأولى من تدريب "مركبات النار"، بدأ أمس (الأحد) الأسبوع الأخير من هذا التدريب، والذي سيتركز في تمرين "ما وراء الأفق" في قبرص، ويتمرن الجيش الإسرائيلي خلاله على سيناريو قتالي مع حزب الله.

وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي لصحيفة "معاريف": "تجري التدريبات بالتعاون مع الجيش القبرصي، وهي عنصر مهم في الحفاظ على كفاءة القوات لمجموعة متنوعة من حالات الطوارئ. إن التعاون بين الجيوش يساعد على زيادة الاستقرار الإقليمي ويعزّز القدرة على التعامل مع التحديات المشتركة".

وأكدت مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى للصحيفة أن الغرض الرئيسي من التدريب هو تحسين جهوزية القوات وكفاءتها في كل ما يتعلق بالقيام بمهمات موكولة إليها في أعماق أراضي العدو غير المألوفة.

وتشارك في التمرين قوات كثيرة من سلاح البحر وسلاح البر، ومن شعبة الاستخبارات. وسيتم تنفيذه في تضاريس مختلفة، مثل ظروف قروية ريفية، وكذلك في ظروف جبلية.

وقالت المصادر العسكرية الإسرائيلية نفسها إن هذا التدريب المشترك هو دليل آخر على دفء العلاقات بين إسرائيل وقبرص. وأضافت أن وزير الدفاع الاسرائيلي بني غانتس أجرى مداولات بشأن هذا التدريب مع وزير الدفاع القبرصي تشارلمبوس باتريدس تمت فيها مناقشة الاستعدادات العملانية للدولتين، وأكد غانتس خلالها أن الصلة الاستراتيجية بين البلدين تساهم في الاستقرار الإقليمي.

"يديعوت أحرونوت"، 30/5/2022
الجيش الإسرائيلي يحافظ على حالة التأهب في الحدود القصوى في القدس والضفة ومنطقة الحدود مع قطاع غزة حتى بعد انتهاء "مسيرة الأعلام"

ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية "كان" [تابعة لهيئة البث الرسمية الجديدة] مساء أمس (الأحد) أن الجيش الإسرائيلي سيحافظ على حالة التأهب في الحدود القصوى في القدس الشرقية ويهودا والسامرة [الضفة الغربية] ومنطقة الحدود مع قطاع غزة، حتى بعد انتهاء "مسيرة الأعلام" التي أقيمت في القدس لإحياء ذكرى توحيد شطري المدينة منذ حزيران/يونيو 1967.

 وأضافت قناة التلفزة، نقلاً عن مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى، أن "الصمت المطبق" من طرف قادة كتائب القسّام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، حيال "مسيرة الأعلام"، لا يعني زوال خطر التصعيد الأمني، وأشارت إلى أن كبار القادة في "حماس" سبق أن أعربوا عن دعمهم لسكان القدس، ودعوهم إلى الوقوف بحزم ضد إسرائيل وجيشها، وضد كل مَن يقتحم المسجد الأقصى.

وكان الجيش الإسرائيلي هدّد بشنّ هجوم شديد ضد قطاع غزة، في حال إطلاق قذائف صاروخية، رداً على "مسيرة الأعلام" واقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى. وشهدت سماء قطاع غزة في معظم ساعات يوم أمس تحليقاً مكثفاً للطيران الحربي الإسرائيلي. كما أشارت تقديرات للجيش الإسرائيلي إلى أن حركة "حماس" غير معنية بتصعيد الأوضاع في الوقت الحالي.

في المقابل، شدّد مسؤولون في حركة "حماس" على أن لفصائل المقاومة خياراتها الاستراتيجية التي تتناسب مع التطورات والأحداث في القدس والضفة. وقال ناطق بلسان الحركة إن مسيرة المستوطنين لم تمنح إسرائيل أي سيادة على الأقصى، وأكد أن المعركة مفتوحة ولن تُغلق. وأضاف: "إن ملحمة اليوم في ساحات الأقصى هي محطة من محطات الصراع الذي لن ينتهي إلا بزوال الاحتلال وكنسه من كل أراضينا".

من ناحية أُخرى، دعا منسق الأمم المتحدة لشؤون عملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند إلى ضبط النفس واتخاذ قرارات حكيمة لتجنُّب العنف.

وقال وينسلاند في بيان صادر عنه: "إنني قلق للغاية حيال دوامة العنف المتصاعدة، والتي أودت بحياة الكثير من الفلسطينيين والإسرائيليين في الأسابيع الأخيرة. وإنني أدعو جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس واتخاذ قرارات حكيمة لتجنُّب صراع عنيف آخر لن يؤدي إلا إلى إزهاق المزيد من الأرواح".

"هآرتس"، 30/5/2022
خلال "مسيرة الأعلام"، قوات الجيش الإسرائيلي تشنّ اعتداءات واعتقالات واسعة ضد سكان القدس الشرقية وتفرّق بالقوة مسيرة رفعت الأعلام الفلسطينية في محيط البلدة القديمة

اختُتمت مساء أمس (الأحد) "مسيرة الأعلام" التي نظّمها اليمين الإسرائيلي في مدينة القدس، بمشاركة عشرات آلاف الإسرائيليين، بوصولها إلى حائط المبكى [البُراق]، وذلك بعد مرورها في باب العامود وباب الخليل والحي الإسلامي داخل أسوار البلدة القديمة في القدس الشرقية، وقامت قوات الجيش الإسرائيلي بشنّ اعتداءات وحملة اعتقالات واسعة ضد سكان القدس الشرقية، كما أنها فرقت بالقوة مسيرة رفعت الأعلام الفلسطينية في محيط البلدة القديمة.

وبعد انتهاء "مسيرة الأعلام"، اعتدت مجموعات من المستوطنين على منازل فلسطينيين وأملاكهم في حي الشيخ جرّاح، وعلى عدد من السكان في بلدة العيسوية، حيث أطلق مستوطنون الرصاص الحي والقنابل الصوتية في اتجاه منازل هذه البلدة، بحجة قيام عدد من أهاليها بإطلاق حجارة عليهم.

وذكرت مصادر فلسطينية أن مواجهات اندلعت مع قوات الجيش الإسرائيلي في إثر "مسيرة الأعلام" في شارع صلاح الدين في القدس الشرقية، حيث جرى الاعتداء على شبان فلسطينيين يرفعون الأعلام الفلسطينية، وعلى نساء وفتيات وأطفال واعتقال عدد منهم. كما اندلعت مساء أمس مواجهات بين شبان وقوات الجيش الإسرائيلي في بلدة جبل المكبر جنوب شرقي القدس، عقب قمع مسيرة انطلقت إسناداً للمسجد الأقصى المبارك، من دون التبليغ عن وقوع إصابات.

وخلال "مسيرة الأعلام"، اعتدى المستوطنون على متاجر المقدسيين، وعلى السكان الفلسطينيين، وسط استفزازات استمرت طوال المسيرة التي انطلقت بعد ظهر أمس من الشطر الغربي للمدينة وشهدت مشاركة أعضاء كنيست ومسؤولين في بلدية القدس ورموز اليمين الاستيطاني المتطرف.

وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمها تعاملت مع 79 إصابة في محيط وداخل البلدة القديمة في القدس، وتم نقل 28 إصابة إلى المستشفى لتلقّي العلاج، بينما تم علاج سائر الإصابات ميدانياً. وأوضحت الجمعية أن إحدى الإصابات المسجلة هي بالرصاص الحي، وسائر الإصابات كانت جرّاء التعرض للأعيرة المطاطية والضرب وغاز الفلفل.

كما أفادت الهلال الأحمر في بيان لاحق بأن طواقمها نقلت مصاباً بالرصاص الحي إلى المستشفى لتلقّي العلاج، وذكرت أن المصاب تعرّض لعيار ناري في القدم، على ما يبدو، من طرف مستوطنين.

هذا، وأصدر رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت مساء أمس بياناً ادعى فيه أن جهات متطرفة شاركت في "مسيرة الأعلام" بهدف تأجيج الأوضاع الميدانية، وأشار إلى أنه أصدر تعليمات إلى أجهزة الأمن بعدم التسامح إطلاقاً مع أحداث عنف، أو استفزازات من طرف جهات متطرفة في القدس، ومنها منظمة "لا فاميليا".

وجاء في بيان رئيس الحكومة: "هناك قلة قليلة من الناس الذين جاؤوا للمشاركة في ’مسيرة الأعلام’ بهدف تأجيج الأوضاع الميدانية، وبهدف الاستغلال السيئ لوقوف الحكومة الثابت في مواجهة التهديدات التي تطلقها حركة ’حماس’ والقيام بمحاولات متعمدة لإشعال النيران. سيتم التعامل مع أي حادثة عنف بمنتهى الصرامة، بما في ذلك تقديم أشخاص إلى المحاكمة".

"يديعوت أحرونوت"، 30/5/2022
بينت: توحيد شطري مدينة القدس قبل 55 عاماً يُعتبر حدثاً وحّد الشعب كله في إسرائيل

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت إن توحيد شطري مدينة القدس قبل 55 عاماً يُعتبر حدثاً وحّد الشعب كله في إسرائيل.

وأضاف بينت في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية أمس (الأحد)، أن "مسيرة الأعلام" [التي جرت في القدس أمس بمناسبة ذكرى توحيد شطري المدينة، والتي نظّمتها أحزاب اليمين الاستيطاني]، هي واحدة من بين احتفالات كثيرة تجري في هذه الذكرى.

وأكد بينت أن رفع علم إسرائيل في عاصمة إسرائيل هو أمر مفهوم ضمناً، ولا يمكن التنازل عنه بأي حال من الأحوال.

وأشار بينت إلى أن الحكومة ستناقش في اجتماعها (أمس) مجموعة قرارات تهدف إلى تطوير مدينة القدس بميزانية تزيد عن مليار شيكل، وتشمل خطة خمسية تدعم التطوير الاقتصادي، وخطة استثمار في الشؤون الأكاديمية، وخطة تهدف إلى تعزيز القدس كمركز سياحي، وتطوير التشغيل في المدينة، إلى جانب خطط لتطوير وشق طرقات وإخلاء نفايات والاستثمار في مشروع "مدينة داود" [في سلوان]. وأكد أن الغاية من ذلك هي تكريس مكانة القدس الموحدة كعاصمة لإسرائيل إلى الأبد.

 

"هآرتس"، 30/5/2022
اللجنة الوزارية الإسرائيلية لشؤون سنّ القوانين تصادق على مشروع قانون لحزب الليكود ينص على منع رفع أعلام فلسطين في مؤسسات تمولها الحكومة

صادقت اللجنة الوزارية الإسرائيلية لشؤون سنّ القوانين أمس (الأحد) على مشروع قانون طرحه حزب الليكود، وينص على منع رفع أعلام فلسطين في مؤسسات تمولها الحكومة، وضمنها الجامعات.

وقررت اللجنة تقديمه إلى الكنيست لإقراره بالقراءة التمهيدية خلال الأسبوع الحالي. وعارض مشروع القانون وزيران في اللجنة، هما تمار زاندبرغ من حزب ميرتس، ونحمان شاي من حزب العمل.

وقام حزب الليكود بطرح مشروع القانون هذا في إثر رفع أعلام فلسطين في جامعتي تل أبيب وبن غوريون في بئر السبع خلال تظاهرتين نظّمهما الطلاب العرب بمناسبة ذكرى النكبة. وأثارت التظاهرتان غضب الوزراء وأعضاء الكنيست من اليمين داخل الحكومة وفي المعارضة، وأطلق بعضهم تصريحات عنصرية، وهاجم رئيس جامعة بن غوريون البروفيسور دانييل حيموفيتش. كما أشار وزير المال الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إلى أنه يدرس إمكان سحب ميزانيات من جامعة بن غوريون بسبب سماحها بإقامة تظاهرة للطلاب العرب، إحياءً لذكرى النكبة.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 30/5/2022
الهوس بالعلم الفلسطيني
افتتاحية
  • اللجنة الوزارية لسن القوانين وافقت أمس على إعطاء حرية التصويت على اقتراح قانون قدّمه عضو الكنيست إيلي كوهين، من المعارضة (الليكود)، يمنع رفع علم دولة معادية، أو علم السلطة الفلسطينية في مؤسسات تموّلها أو تدعمها الدولة، ويشمل هذا الجامعات.
  • ومن المنتظر طرح الاقتراح على القراءة الأولى يوم الأربعاء، والوزيران الوحيدان اللذان عارضا الاتفاق، هما تمار زاندبرغ (ميرتس) ونحمان شاي (العمل).
  • المقصود اقتراح وهمي. فالعلم الفلسطيني هو علم الشعب الفلسطيني، ونأمل أن يصبح في المستقبل علم الدولة الفلسطينية التي ستقوم إلى جانب دولة إسرائيل. ورسمياً، العلم الفلسطيني هو علم السلطة الفلسطينية التي نشأت باتفاق سياسي مع إسرائيل. والمقصود أيضاً رمز شرعي للسلطة الفلسطينية التي يعترف بها العالم كله، بمن فيه إسرائيل التي على علاقة دائمة بها في مختلف المجالات، بينها تنسيق أمني وطيد منذ 30 عاماً. السلطة الفلسطينية ليست دولة معادية.
  • تدل العلاقة العدائية حيال العلم الفلسطيني على مسار من التطرف يمرّ به المجتمع الإسرائيلي. مجتمع لا يستطيع التسامح برفع هذا العلم، بغض النظر عن السياق الذي يجري فيه ذلك، سواء أكان خلال جنازة الصحافية التي قُتلت خلال تغطيتها ظلم الاحتلال، ومن المحتمل على يد جنود الجيش الإسرائيلي، أو خلال اعتصام في ذكرى النكبة، أُقيم في جامعة بن-غوريون في النقب، في بئر السبع.
  • هذا الهوس بالعلم الفلسطيني يمكن تفسيره بأنه يذكّر الإسرائيليين بخطيئة الاحتلال الذي ينكرونه. وفي المقابل، هو يشكل رداً على رفض الاعتراف بالهوية الفلسطينية في داخل إسرائيل، كما جرى التعبير عنه في قانون القومية. من خلال رفع العلم الفلسطيني، يعبّر المواطنون العرب في إسرائيل عن تضامنهم مع الحركة الوطنية الفلسطينية، إلى جانب هويتهم كمواطنين إسرائيليين. ولا يوجد تعارُض بين الأمرين.
  • لذا، لم يكن مفاجئاً إعطاء حرية التصويت على الاقتراح في الائتلاف، على الرغم من أنه مقدَّم من المعارضة. ويجب أن ننتظر كي نرى ماذا ستفعل الأحزاب اليسارية وحزب راعام.
  • كلما واصلت دولة إسرائيل محاولاتها إنكار وجود الشعب الفلسطيني ورموزه وعلمه وتاريخه وتطلعاته، فإن هذا الأمر لن ينجح. عاجلاً أم آجلاً، ستضطر إسرائيل إلى التراجع عن مسار الإنكار الذي تنتهجه. وبدلاً من إعلان الحرب على العلم الفلسطيني، من الأفضل وضع هذا الاقتراح السيئ على الرف، والعودة إلى مسار المفاوضات.
"يديعوت أحرونوت"، 30/5/2022
تغيير في التوجه وعمليات انتقامية في داخل الأراضي الإيرانية
رونين برغمان - محلل عسكري
  • عدة مسيّرات من طراز راف - لاهافي محملة بمتفجرات قوية للغاية، انفجرت يوم الأربعاء الماضي في مبنى محدد موجود في داخل منشأة عسكرية سرية للغاية في محافظة بارشين القريبة من طهران.
  • ووفقاً لتقارير دولية، يعمل في هذه المنشأة عناصر من وزارة الدفاع الإيرانية على تطوير أبحاث سرية تتعلق بالبرنامج النووي، بالإضافة إلى أبحاث لتطوير مسيّرات عسكرية متقدمة. فالأرشيف الذي سرقه الموساد الإسرائيلي في سنة 2018، كان يتضمن صوراً من داخل منشأة بارشين ومنشآت أُخرى معدّة لإجراء تجارب على "مواد متفجرة سريعة" – وهي مكون جوهري في تركيب رأس نووي. ووصف مسؤولون إيرانيون رسميون ما جرى بـ"الحادثة" و"العطل"، واعتبروا مهندس الطيران الذي قُتل "شهيداً"، أي أنه شخص قُتل خلال معركة، وليس بسبب عطل.
  • على ما يبدو، مدى المسيّرات التي استُخدمت في الهجوم محدود، وهي تستطيع الانطلاق فقط من إيران، بكلام آخر: مَن يقف وراء العملية لا يعرف فقط مكان المصنع السري ووجوده في عمق منشأة عسكرية سرية، بل نجح في تهريب المسيّرات إلى داخل إيران، ونشر طاقماً برياً هناك كي يوجهها بدقة نحو الهدف. ما جرى هو عملية تسلُّل في عمق منظومة الاستخبارات الإيرانية ووحدة التطوير في وزارة الدفاع وكل أشكال الحماية والدفاع عن حدود إيران، وفيما يجري في أراضيها. حدث هذا بعد مرور 3 أيام فقط على إطلاق النار في قلب طهران على عقيد يتولى منصباً سرياً للغاية في فيلق القدس في الحرس الثوري.
  • بدأت سلسلة الأحداث الأخيرة في 14 شباط/فبراير هذا العام، عندما اعترضت طائرة حربية أميركية فوق العراق مسيّرتين قادمتين من إيران، كانتا في طريقهما للهجوم على أهداف في إسرائيل، كردٍّ إيراني على سلسلة اغتيالات وعمليات تخريب نسبتها طهران إلى الموساد، بهدف تخريب برنامجها النووي.
  • ويمكن القول إنه بالإضافة إلى عمليات التخريب، وسرقة وثائق سرية، واغتيالات لها علاقة بالبرنامج النووي الإيراني، جرى توسيع العمليات الأخيرة لضرب أهداف تتعلق بتطوير وإنتاج الصواريخ، وتخطيط إيران لتنفيذ عمليات "إرهابية". وتعكس هذه العمليات أيضاً تغييراً في الاستراتيجيا، على الأقل بصورة جزئية، كما تُظهر عقيدة قتالية أكثر شراسة حيال إيران، ومثل هذا التغيير، وحده رئيس الحكومة نفتالي بينت مخوّل الموافقة عليه.
  • جرى الكشف عن المسيّرتين في شباط/فبراير، وهما في طريقهما إلى إسرائيل، بواسطة منظومة الرادار وأجهزة الاستشعار الأميركية في إحدى دول الخليج. أُسقطت المسيّرتان وزال الخطر، لكن المقصود حادثة من سلسلة طويلة من محاولات إيران إرسال مسيّرات إلى إسرائيل محملة بمواد ناسفة وسلاح إلى "حماس"، أو من أجل جمع معلومات استخباراتية، أو للقيام بعمليات انتحارية ضد أهداف في إسرائيل.
  • بحث الإيرانيون عن طرق مختلفة للانتقام، وبعد إحباط معظمها، اختاروا المسيّرات كوسيلة أفضل. فقد كان من الصعب عليهم استخدام وسائل أُخرى، ومن الأسهل استخدام مسيّرات تمتاز بتفوق تكنولوجي نسبي، فهي طائرات صغيرة لا يلتقطها الرادار، ومن الصعب اكتشافها واعتراضها.
  • في أيلول/سبتمبر 2019، تعرضت منشأة النفط السعودية "أرامكو" لهجوم بصواريخ بحرية ومسيّرات. فوجئت إسرائيل والولايات المتحدة بجرأة القيادة الإيرانية التي وافقت على مثل هذا الهجوم، وبالقدرات التكنولوجية والعملانية التي أظهرها الهجوم. بعدها أُعطيت الأولوية القصوى لموضوع مواجهة المسيّرات. أيضاً الجنرال فرانك ماكينزي، القائد المنتهية ولايته في القيادة المركزية في الولايات المتحدة CENTOM، اعتبر المسيّرات تهديداً مركزياً لجنوده في الخليج.
  • عموماً، كان ردّ إسرائيل على هجمات من هذا النوع بالهجوم على أهداف إيرانية في سورية. أي أهداف ليس لها علاقة مباشرة بالتهديد، بل هجوم على هدف سهل نسبياً ولا يشكل خطراً كبيراً لحدوث تدهور. لكن في شباط/فبراير، وبعد مرور 24 ساعة على إطلاق المسيّرتين، قامت مسيّرات بعملية قصف منشأة لإنتاج المسيّرات في كرمنشاه - التي انطلقت منها المسيّرتان اللتان أُسقطتا - وجرى تدمير مئات المسيّرات الإيرانية. إذا كانت إسرائيل هي فعلاً مَن يقف وراء العملية، فالأرجح أن المقصود ردٌّ على ما حدث.
  • ... منذ أعوام، تقود إسرائيل المعركة بين الحروب التي تهدف إلى تقويض محاولات إيران بناء جبهة ثانية ضد إسرائيل في سورية، وضرب برنامج حزب الله المتعلق بالصواريخ الدقيقة. وبحسب رأي كثيرين في المؤسسة الأمنية، من أجل حماية هذا الجهد، يجب المحافظة على الكثير من الحذر، بحيث لا تؤدي هذه العمليات إلى التدهور نحو حرب شاملة. "لا نريد أن نضع إصبعاً في العين"، تعبير يستخدمونه كثيراً في هذا السياق. مقتل عناصر من حزب الله مثلاً، يمكن أن يؤدي إلى تدهور نحو الحرب، بحسب بعض التقديرات، لذلك تمتنع إسرائيل من القيام به.
  • التغيّر المُشار إليه في نهج إسرائيل، برز أيضاً في الحرب ضد الوحدة 840 من فيلق القدس، والتي تعمل على تنفيذ هجمات ضد إسرائيل. ومن المحتمل أن يكون اغتيال العقيد في طهران، الشخصية المهمة جداً ونائب رئيس الوحدة 840، هو الرد الإسرائيلي على عمليات هذه الوحدة. ويمكن الافتراض أنه إذا قرر الإيرانيون تدفيع إسرائيل ثمناً دموياً، من خلال الهجوم على سيّاح إسرائيليين مثلاً، فإن الرد في مثل هذه الحالة يمكن أن يكون أكثر حدة، وأن يرفع درجة أهمية هدف الهجوم – منشأة كان، أو شخصاً.
  • فوق هذا كله يحوم ظل الاتفاق النووي الذي لم يوقَّع حتى الآن بين إيران والولايات المتحدة. كثيرون في المؤسسة الأمنية يعتقدون أن الاتفاق النووي لن يُزال من جدول الأعمال، حتى بعد تعهُّد بايدن عدم إخراج الحرس الثوري من لائحة التنظيمات الإرهابية، وأنها مسألة وقت حتى يعود الأطراف، الذين "لديهم مصلحة استراتيجية في توقيعه"، إلى طاولة المفاوضات.
  • إلى جانب الجدل في داخل المؤسسة الأمنية، هل يجب على إسرائيل معارضة الاتفاق، أو السماح بحدوثه - وهو نوع من الاختيار بين السيئ والأقل سوءاً - تبقى مسألة ما هو مصير العمليات الإسرائيلية الخاصة ضد إيران وفي الأراضي الإيرانية، إذا وقّعت الولايات المتحدة الاتفاق، وعندما سيطالبها الإيرانيون بكبح حليفتها في الشرق الأوسط؟

 

"هآرتس"، 29/5/2022
"تغلغلنا في التيار الأساسي": زيارة الحرم القدسي وكذلك الصلاة فيه لم يعد على هامش الصهيونية الدينية
يهوشواع برينر - مراسل "هآرتس"
  • وقف أرنون سيغل صباح أمس الأحد على مدخل باب المغاربة، وبدا راضياً. قبل عدة أعوام، كان شخصية هامشية في "الصهيونية الدينية"، في الوقت الذي بقيت دعواته إلى اليهود لزيارة الحرم القدسي من دون رد. إلّا أنه في الأعوام الأخيرة حدث الانقلاب - الفكرة التي كان يدعو إليها في عمود خاص به في صحيفة "ماكور ريشون" تغلغلت في أوساط التيار الأساسي لـ"الصهيونية الدينية"، واصبحت الدعوات المعارضة لزيارة الحرم هامشية.
  • لم يبقَ أي شيء من الفتوى الدينية للحاخامية الرئيسية التي تمنع زيارة الحرم هذا الصباح. فمنذ السابعة صباحاً، وقف مئات اليهود على جسر باب المغاربة، وانتظروا أكثر من ساعة تحت أشعة الشمس الحارقة. ما كان في الماضي حلم قلة قليلة، من أمثال سيغل وعضو الكنيست السابق يهودا غليك، تحول إلى عنوان وجهة الصهيونية الدينية. وبحسب الشرطة، دخل إلى حرم المسجد الأقصى نحو 2600 يهودي. "أنا لا أذكر شيئاً كهذا"، قال سيغل بفخر، وأضاف "تغلغلنا في التيار الأساسي في الصهيونية الدينية".
  • إيتمار بن غفير الذي كان مُقصىً، وعلى الهامش، قبل عدة أعوام، استُقبل هناك كالنجوم وأكثر - كرمز من رموز الحكم. الكهاني من شبان التلال في الخليل، الذي اتُّهم سابقاً بدعم الإرهاب وكان على هامش الصهيونية الدينية، وصل اليوم، مرتدياً بدلة وربطة عنق، ترافقه مجموعة من حراس الدولة - هو اليوم عضو كنيست إسرائيلي. كما هتفوا له "رئيس الحكومة المقبل". أمّا زوجته، فكانت تتجول عند باب المغاربة، وهي ترتدي قميصاً كُتب عليه "مديرة حرم المسجد الأقصى". رجالهم كانوا يجولون على الطابور الطويل، وزعوا الماء للمنتظرين، كما أدخلوا الأصدقاء وعائلات من بوابة جانبية، كمن يدير حرم المسجد الأقصى فعلاً، ورسمياً. ينتظرون فقط الختم النهائي من حكومة إسرائيل.
  • قائد شرطة القدس دورون تورجمان، يتفحص اليهود في باب المغاربة. والذين يلبسون، في أغلبيتهم، الكيبا المنسوجة. العلمانيون لا يظهرون في المكان، باستثناء أوفير ديان، ابنة رئيس معهد "ياد فاشيم" داني ديان، التي قالت: لا يوجد علمانيون، هذا صحيح، لكن هذا مسار، وسيصلون يوماً ما إلى هنا". وإلى جانب تورجمان، يقف رجال الشاباك إلى جانب قوات خاصة من الشرطة والوحدات الخاصة.
  • الاشتباك الأول لا يتأخر، رابطت مجموعة من الشباب المسلم داخل المسجد الأقصى، جزء منهم بوجوه مغطاة، وقاموا برمي الحجارة والمفرقعات النارية على قوات الأمن. وخارج المسجد، المئات من النساء المسلمات تصرخن ضد دخول اليهود. ما يقمن به يعتبر خروجاً على القانون، لكن الشرطة لا تقوم بتطبيقه، كما يحدث بالضبط مع صلاة اليهود في الحرم. "قوموا بذلك بصمت"، يطلب رجل الشرطة المسؤول عن مرافقة اليهود الذين يدخلون إلى حرم المسجد الأقصى. يتجاهلونه ويرفعون الصوت: "سيُبنى الهيكل، وتمتلئ مدينة صهيون، وهناك نغني أغنية جديدة". يقبض الشرطي على أحدهم، ويحذره في وقت تصمت البقية.
  • دخل نحو 30 طالباً من الكلية الدينية "بري هآرتس" في مستوطنة رحاليم إلى حرم المسجد الأقصى. يرافقهم يهودا ليبمان، الحاخام الرئيسي للمدرسة الدينية التي تعاني جرّاء سمعة سيئة بعد أن اتهم أحد طلابها برمي الحجارة على سيارة الشهيدة عائشة الرابي في سنة 2019 وقتلها. محاكمته لا تزال جارية. وفي الوقت الذي تشرح لهم الشرطية كم من المهم الالتزام اليوم بالتعليمات، يبدأون بالصلاة بعد أن بدأت مواجهات بينهم وبين شبان مسلمين كانوا هناك. ورداً على ذلك، يبدأون بالصلاة في الوقت الذي يطالبهم الشرطي بالهدوء، لكنهم يستمرون بصوت أعلى.
  • في زاوية من زوايا الحرم، بعيداً عن عيون المسلمين، يقوم طلاب المستوطنة بالصلاة. سابقاً، كانوا يصلّون بصمت، آخرون يؤدون الصلاة بصوت منخفض، وبعضهم كان يحصل على المباركة، في حال رافقهم حاخام - وكل هذا حدث أمام أعين الشرطة التي كان من المفترض أن تمنع صلاة اليهود في الحرم. ولكن، يبدو أن الوضع تغير. يقف ليبمان على رأس المجموعة ويبدأ بالصلاة. يحذرهم الشرطي ويطلب منهم الصلاة من دون حركات. إلاّ إنه خلال دقائق معدودة، يرتمي أحدهم على الأرض. وعندما تدخّل الشرطي، ارتموا جميعهم على الأرض وبدأوا بالصلاة. أوقفت الشرطة الزيارة في هذه اللحظة. إلاّ إن الطلاب لم يتوقفوا في الطريق وبدأوا بالصراخ: وهناك سنغني أغنية جديدة، سيُبنى الهيكل. يستوعبون أن الزيارة ستنتهي خلال دقائق، ويرفعون الصوت أكثر. تفشل الشرطة في محاولة إيقافهم، صلاة اليهود في حرم المسجد الأقصى باتت حقيقة. ما كان يحدث بالأمس بصمت وتجاهُل من الشرطة، تحول في "يوم القدس" إلى غناء بصوت عالٍ، وصلاة مع حركات، وتصفيق وضجيج.
  • "سابقاً كان المظليون، الآن أنتم"، يقول رئيس المدرسة الدينية ليبمان لطلابه. ويشير إلى أنه قبل 55 عاماً، دخل من هنا جنود المظليين في الطريق إلى المسجد الأقصى. تعتقل الشرطة بعض الطلاب لبضع دقائق وتتركهم في حال سبيلهم بسبب الصلاة في حرم المسجد الأقصى، لكن ليبمان لا يعطي الموضوع أهمية. ويجيب عن السؤال "أنا سعيد بقيامهم بالصلاة وحركاتهم. ألا تزعجك تصرفات العرب؟"، يتساءل "الغريب أن يعتقلوهم بسبب هذا، لا يوجد قانون يمنع الصلاة في حرم المسجد الأقصى".
  • يستمر الطلاب في الشارع القريب من البلدة القديمة بالغناء: "تذكروني... سأنتقم انتقاماً واحداً من فلسطين". الطريق طويلة، يمرون من أمام الحوانيت في البلدة القديمة وحارة المسلمين. جزء منهم يشتبك مع التجار العرب بعد حركات استفزازية. "هذه ابتسامتكم الأخيرة"، يقول لهم أحد التجار، "أنتم تخافون من بندقية M-16 مطبوعة على قميص. عودوا إلى أوكرانيا".