مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
الكنيست يرفض التمديد لقوانين الطوارىء في الضفة الغربية
ما هي قوانين الطوارىء وماذا يعني عدم تمديدها؟
بينت يعترف بتغيير الاستراتيجيا في مواجهة إيران
مصادر سورية: إسرائيل شنت هجوماً بالقرب من دمشق
مقالات وتحليلات
رب ضارة نافعة، إنها خطوة إضافية على طريق الانفصال عن الفلسطينيين
ليس بهذه الطريقة نصيب المرمى الإيراني
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"هآرتس"، 7/6/2022
الكنيست يرفض التمديد لقوانين الطوارىء في الضفة الغربية

رفض الكنيست ليل أمس الموافقة على اقتراح قانون بتمديد قوانين الطوراىء التي من خلالها يجري تطبيق القانون الإسرائيلي على الضفة الغربية، وقد عارض الاقتراح 58 عضو كنيست وأيده 52 عضواً. ولقد صوت عضو الكنيست من القائمة العربية مازن غنايم ضد الاقتراح وكذلك غيدا ريناوي - الزعبي من ميرتس، بينما تغيّب عن التصويت رئيس القائمة العربية الموحدة منصور عباس، وكذلك عيديت سيلمان من حزب يمينا.

بعد التصويت أوضحت كتلة يمينا أن "إيتمار بن غفير [حزب الصهونية الدينية] ودافيد أمسالم [حزب اليكود] انضما إلى أحمد الطيبي وعوفر كسيف [من القائمة المشتركة] ضد سكان يهودا والسامرة من أجل المصالح الشخصية لـبيبي. الليكود سيحرق الدولة من أجل مصلحة بيبي".  وصرّح رئيس الحكومة نفتالي بينت لدى خروجه من الكنيست أن القانون سيقر إذا "لم يكن غداً فبعد غد".  وقالت عضو الكنيست غيدا ريناوي - زعبي: "من واجبي أن أكون في الجانب الصحيح من التاريخ وعدم منح الشرعية للاحتلال ودعم الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني في إقامة دولة إلى جانب دولة إسرائيل.". وأضافت أنها وضعت شرطاً على لبيد في مقابل عودتها إلى الائتلاف هو أن تكون لها حرية التصويت على قوانين غير عادلة حيال المجتمع العربي أو الشعب الفلسطيني.

بالإضافة إلى ذلك خسر الائتلاف في الأمس في التصويت على تعيين متان كهانا [من حزب يمينا] وزيراً للشؤون الدينية، بعد معارضة 55 عضواً وتأييد 55 آخرين.  بينما صوتت عضو الكنيست عيديت سيلمان (من يمينا) ضد القرار. وصرّح كهانا بعد التصويت أن "سيلمان أثبتت اليوم بأفعالها أنها ليست جزءاً من كتلة يمينا وأعتقد أنه سيكون لذلك تداعيات لاحقاً. أنوي بذل كل ما في وسعي كي يظل الائتلاف مستقراً." وقد تؤدي خطوة عيديت سيلمان إلى إعلان الائتلاف بأنها لم تعد عضواً فيه ولا في كتلة يمينا.

وعلّق منصور عباس على سقوط اقتراح التمديد لقوانين الطوارىء في الضفة الغربية بعد تغيّبه عن التصويت قائلاً: "في كل ائتلاف هناك أزمات لكن من المهم الاستمرار. هناك فرصة جيدة لاستمرار الحكومة ومن السابق لأوانه القول إن التجربة فشلت".

 وكتب وزير المال أفيغدور ليبرمان في حسابه على تويتر: "نتنياهو وجماعته وسموتريتش وأنصاره تخلوا مجدداً عن المستوطنين في الضفة الغريبة. نحن بعكسهم سنواصل الدفاع عن المشروع الاستيطاني وسنبذل كل ما في وسعنا من أجل تمرير القانون في الأسبوع المقبل من أجل مصلحة المستوطنين".

"يديعوت أحرونوت"، 7/6/2022
ما هي قوانين الطوارىء وماذا يعني عدم تمديدها؟

هي قوانين وضعها وزير الدفاع موشيه دايان في 2 تموز/يوليو 1967 بعد وقت قصير من حرب الأيام الستة من أجل تنظيم الوضع القانوني الناشىء نتيجة سيطرة إسرائيل على الأراضي التي احتلتها في هذه الحرب: هضبة الجولان، الضفة الغربية، وقطاع غزة وسيناء. وتُعتبر هذه القوانين الأساس القانوني للسيطرة المدنية الإسرائيلية على هذه الأراضي، وقد جرى توسيعها وتغييرها مع مرور السنوات كي تصبح أكثر ملاءمة مع تغييرات السيطرة الإسرائيلية على هذه الأراضي. وهي اليوم تُطبق فقط على الضفة الغربية، بعد انسحاب إسرائيل من غزة وضم الجولان رسمياً إلى إسرائيل.

 تُجدد هذه القوانين مرة كل خمس سنوات، وتنتهي صلاحيتها في نهاية تموز/ يوليو. والائتلاف مضطر إلى طرح اقتراح تمديد العمل بها مجدداً قبل ذلك التاريخ.

ماذا يعني توقف العمل بقوانين الطوارىء؟ بحسب مساعدة المستشارة القانونية للحكومة أفيتال سمومبولينسكي، هذه القوانين ضرورية لوزير العدل من أجل تنظيم مجموعة واسعة من المسائل القانونية التي تنظم علاقة إسرائيل بمواطنيها من سكان الضفة الغربية، ومع سلطات المنطقة ومع القائد العسكري المعيّن من إسرائيل ومع إدارات معينة في السلطة الفلسطينية.

وتتيح هذه القوانين لكل إسرائيلي يسكن في الضفة الغربية الاستفادة من القانون الإسرائيلي فيحصل على التقديمات نفسها التي يستفيد منها سكان إسرائيل داخل الخط الأخضر. وبموجب هذه القوانين هناك تنسيق بين نظام تطبيق العقوبات الجنائية في إسرائيل والنظام المطبق في الضفة الغربية، فالشرطة تتصرف كأنها جهاز واحد، وكذلك نظام السجون. وعليه، فإن وقف العمل بهذه الأنظمة سيخلق حاجزاً بين النظامين. ومن الأمثلة التي قد تنجم عن ذلك عدم نقل معلومات جمعتها الشرطة ضمن إطار تحقيق جنائي في المناطق إلى إسرائيل والعكس صحيح. وسيصبح عمل الشرطة في الضفة الغربية مفصولاً عن عمل الشرطة في داخل إسرائيل. كما سيصبح من الصعب في السجون الإسرائيلية مواصلة اعتقال المحكومين بالسجن في محاكم عسكرية في الضفة الغربية، والمقصود هنا 3500 سجين أمني من سكان الضفة الغربية هم اليوم معتقلون في السجون الإسرائيلية.

"يديعوت أحرونوت"، 7/6/2022
بينت يعترف بتغيير الاستراتيجيا في مواجهة إيران

اعترف رئيس الحكومة نفتالي بينت صباح الاثنين بأن إسرائيل غيرت استراتيجيتها في مواجهة إيران على خلفية مقتل شخصيات رفيعة المستوى في الجمهورية الإسلامية في الشهر الماضي. وقال بينت أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست: "السنة التي مرت هي سنة تحوّل في الاستراتيجيا الإسرائيلية حيال إيران. دولة إسرائيل تعمل في مواجهة رأس أخطبوط الإرهاب وليس فقط ضد أذرعه كما كان يجري طوال السنوات الأخيرة. لقد ولّت أيام الحصانة عندما كانت إيران تضرب إسرائيل وتنشر إرهابها عبر وكلائها في المنطقة من دون أن يمسها خطر. نحن نعمل في كل وقت وفي كل مكان وسنواصل ذلك."

وتابع بينت: "في السنوات الأخيرة تجاوزت إيران عدداً من الخطوط الحمراء في طليعتها في نيسان/أبريل من العام الماضي، أي قبل شهرين من تأليف الحكومة عندما تجاوزت خط تخصيب اليورانيوم على درجة 60% من دون أن يرد أحد على ذلك. إسرائيل لا تستطيع أن تقبل بهذا الوضع".

وذكّر بينت باجتماعه مع رئيس وكالة الطاقة النووية فقال: "شرحت له موقف دولة إسرائيل، وأننا سنحافظ على حرية العمل دائماً ضد البرنامج النووي الإيراني كلما دعت الحاجة مع اتفاق أو من دون اتفاق، نحن لا نقول هذا فقط بل نعمل بناء على ذلك. وننتظر من مجلس المندوبين في الوكالة الدولية للطاقة النووية توجيه إنذار واضح إلى النظام الإيراني، فحواه أنه في حال مواصلة سياسة التحدي في المجال النووي فإنه سيدفع ثمناً باهظاً".

كما تطرق بينت إلى التهديدات الداخلية مشيراً إلى أن هذه السنة شهدت تغيراً في التعامل مع "حماس" وقال: " لم نتراجع أمام التهديدات بشأن مسيرة الأعلام. لقد جرت المسيرة على الرغم من التهديدات التي وجهت إلينا لدفعنا إلى التراجع مرة أُخرى". وأضاف: "هاجمنا أعداءنا ولن نقبل بتعاظم قوتهم. ونحن مستعدون وكذلك المؤسسة الأمنية لمواجهة مختلف السيناريوهات".

 

"يديعوت أحرونوت"، 7/6/2022
مصادر سورية: إسرائيل شنت هجوماً بالقرب من دمشق

ذكرت تقارير نقلاً عن التلفزيون السوري أن منظومات الدفاع الجوية السورية تصدت لهجوم إسرائيلي استهدف منطقة تقع جنوبي دمشق. وقد جرى اعتراض معظم الصواريخ التي أطلقت عليها. وأشارت التقارير إلى أنه قرابة الساعة 11 والدقيقة 20 ليلاً أطلق الجيش الإسرائيلي صواريخ من منطقة الجولان، وهو ما أدى إلى وقوع أضرار مادية فقط.

المرة الأخيرة التي تحدثت فيها سورية عن هجوم إسرائيلي كان قبل أسبوعين عندما أعلنت سقوط ثلاثة قتلى بالقرب من دمشق في هجوم صواريخ أرض-أرض. ومن المناطق التي استهدفت جرمايا والكسوة حيث، على ما يبدو، تتمركز ميليشيات موالية لإيران.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 7/6/2022
رب ضارة نافعة، إنها خطوة إضافية على طريق الانفصال عن الفلسطينيين
يائير غولان - عضو كنيست عن حزب "ميرتس"، والضابط المسؤول عن منطقة الضفة سابقاً في الجيش
  • سقط يوم أمس في الهيئة العامة للكنيست اقتراح قانون تمديد إجراءات الطوارئ في الضفة الغربية. وفي حال لم يتم فعلًا تمديد الإجراءات خلال المحاولات المقبلة، ستكون لذلك تداعيات كثيرة.
  • إن عدم تمديد هذه الإجراءات في الضفة الغربية، يعني أنه لن يكون هناك أساس قانوني لمعظم الخدمات العامة في هذه المناطق، ومنها خدمات الأمن، والنظام العام في هذه المناطق. هناك طريقتان لمعرفة تداعيات القانون: الجانب القانوني؛ الجانب السياسي - القومي.
  • من الجانب القانوني، فإنه وبشكل لا يُصدّق، أضر كلٌ من الليكود والصهيونية الدينية والأحزاب الحريدية بجمهور ناخبيهم، ودمروا الأساس القانوني للحقوق والخدمات المدنية لسكّان الضفة الغربية [من المستوطنين]. فمثلًا، لن يكون هناك أساس قانوني لتشغيل صندوق المرضى في مستوطنة مخماس؛ لن يكون هناك أساس قانوني لخدمات الهاتف في بيت إيل، ولن يستطيع الشخص الذي عنوانه في الضفة الغربية أن يدفع التأمين الوطني، وغيرها من الخدمات. هذا يعني أن خدمات عامة مدنية كثيرة، ستفقد الأساس القانوني لاستخدامها.
  • هذا التغيير لن يظهر فوراً، لكن من دون شك ومع مرور الوقت، سيتم تقديم طلبات التماس إلى المحكمة بهدف منع الخدمات العامة في الضفة الغربية، بادّعاء أن الدولة غير مخوّلة تزويد الخدمات خارج حدودها. عملياً، سكّان الضفة الغربية سيكونون كالإسرائيليين الذين يسكنون خارج دولة إسرائيل، تماماً كما لا تستطيع الدولة تقديم خدمات عامة لمواطنيها الذين يسكنون في فرنسا أو الولايات المتحدة.
  • أمّا على الصعيد السياسي - القومي، فهذا بمثابة إقرار قاطع بأن إسرائيل تنفصل عن الفلسطينيين. فبعد أن قبل بن - غوريون بقرار التقسيم، وبعد أن صادق رابين على خطة التقسيم، وبعد أن حدّد شارون الحدود على الأرض بين إسرائيل والضفة الغربية عبر الجدار الفاصل وقام فعلاً بالانفصال، ها هو الكنيست الإسرائيلي يقرّر أن القانون الإسرائيلي لم يعد سارياً في الضفة الغربية.
  • هذه خطوة مهمة على طريق الانفصال عن الفلسطينيين، الانفصال ذاته إلى دولتين لشعبين. وهو ما ادّعينا كثيراً في اليسار الصهيوني أنه ضروري جداً لتحقيق الرؤية الصهيونية، وكي تكون إسرائيل البيت القومي للشعب اليهودي. رب ضارة نافعة، فمن الممكن أن يكون عدم تمرير القانون خطوة إضافية على طريق الانفصال الكامل عن الفلسطينيين.
"هآرتس"، 7/6/2022
ليس بهذه الطريقة نصيب المرمى الإيراني
يوسي ميلمان - محلل سياسي
  • تشير سلسلة الاغتيالات والأعمال التخريبية التي وقعت في إيران مؤخراً إلى أن إسرائيل تبنت استراتيجيا الفوضى، وبالمقارنة مع عالم كرة القدم يمكن تسمية هذه المقاربة "أهلاً بالفوضى". يحدث هذا عندما يدرك الفريق إنه سيخسر ويقرر ركل الكرة في شتى أنحاء الملعب على أمل حدوث اضطرابات وظهور لاعب مثل جاريد مولر [لاعب كرة قدم ألماني حقق رقماً قياسياً في الأهداف] يستطيع أن يصيب المرمى من مسافة بعيدة.
  • هذه الاستراتيجيا وضعها رئيس الموساد ديفيد برنيع، الذي، في هذا الشهر، يمر عام على تسلمه منصبه. وقد حظيت بتأييد رئيس الأركان المنتهية ولايته أفيف كوخافي، كما حازت موافقة رئيس الحكومة نفتالي بينت والمجلس الوزاري المصغر.
  • في الأشهر الأخيرة وقعت سلسلة عمليات نُسبت إلى إسرائيل تدل على حدوث تغير. وقد شملت هذه العمليات ضرب طائرات من دون طيار في مخزن كبير للمسيرات الإيرانية. وقبل أسبوعين اغتيل في طهران حسن صياد خدائي الكولونيل في فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الذي تنسب إليه جهات إسرائيلية تورطه في التخطيط لهجمات ضد أهداف إسرائيلية ويهودية منذ سنة 2012. وقد أحصت إسرائيل 50 حادثة من هذا النوع في شتى أنحاء العالم من بينها في بلغاريا، والهند وتايلند، وقبرص، وأذربيجان، وكينيا، وأثيوبيا، وجورجيا. معظم هذه العمليات، وليس كلها جرى إحباطها. أمّا الحادث الأكثر دموية فكان مقتل خمسة سياح إسرائيليين وسائق باص في بورغوس في بلغاريا، في هجوم نفذه انتحاري جنّده حزب الله.
  • في الأسابيع الأخيرة جرى الحديث عن موت ثلاثة علماء في ظروف غامضة: إحسان غادباغ الذي قتل في هجوم بمسيرة انتحارية استهدفت مبنى في منشأة بيرشين العسكرية حيث يتركز البرنامج النووي والصواريخ؛ أيوب إنتظاري، عالم فضاء وخبير في المسيرات، الذي توفي بعد وجبة عشاء وبحسب أحد التقارير جرى تسميمه؛ وكامران مالابور الذي كان يعمل في مركز لتخصيب اليورانيوم في نتانز وفي تطوير المسيرات.
  • ما هو القاسم المشترك بين هذه الأحداث؟ لا يمكن معرفته، باستثناء التقدير بأن هناك يداً محرّكة من ورائها، هي يد إسرائيل.
  • حتى استلام نفتالي بينت وبرنيع منصبيهما قبل نحو عقد ونصف العقد، كانت الحرب السرية التي تخوضها إسرائيل ضد إيران على أراضيها - بعكس الهجمات في سورية وفي البحر - تركز على البرنامج النووي. لكنها اليوم على ما يبدو توسعت لتشمل علماء وضباطاً في برامج الصواريخ والمسيرات وفي فيلق القدس والحرب السيبرانية. وقد تحدث بينت نفسه عن هذه السياسة الجديدة في آب/أغسطس 2021 ووصفها بأنها "الموت من ألف جرح" وهو تعبير مأخوذ من الإمبراطورية الصينية ومعناه الموت بالتعذيب البطيء.
  • لكن هل يعتقد رئيس الحكومة فعلاً أنه قادر على قتل إيران أي تعذيبها ببطء حتى تغيير النظام؟ صحيح أن الهجمات المتوالية تدل على أن الاستخبارات الإسرائيلية تسللت في عمق الدولة، وهو أمر مؤلم ويحرج النظام. وحتى لو أن بعض الذين ماتوا لم يقتلهم الموساد بل النظام الإيراني بسبب الشكوك فيهم، فإن هدف إحداث الفوضى تحقق. لكن السؤال: هل إسرائيل التي فشلت في محاولاتها فرض الحكومة التي ستحكم لبنان [إشارة إلى الغزو الإسرائيلي في سنة 1982 ومحاولات إسرائيل تغيير الحكم في لبنان] ستنجح الآن بعد مرور 40 عاماً في تحقيق الأمر في إيران الكبرى الدولة ذات التاريخ والثقافة والكبرياء الوطني؟
  • تدل التجربة التاريخية على أن الأنظمة تنهار عندما ييأس الجمهور منها ويخرج إلى الشوارع – بسبب أزمة اقتصادية وفساد وتفكك - وليس بسبب عمليات حتى لو كانت ناجحة قام بها جهاز استخبارات أجنبي.
  • عندما يكون واضحاً أن هجوماً من الجانب الإسرائيلي فقط ضد المنشآت النووية الإيرانية ليس مطروحاً، فما فائدة العمليات التي لا تركز على البرنامج النووي غير التحدي والإذلال والانتقام والمضايقة؟ بدلاً من أحلام لا فائدة منها من الأفضل لإسرائيل أن تضع لنفسها استراتيجيا أكثر وضوحاً تركز على هدف محدود وتعمل على أساسه.
  • إيران ضعفت لكنها مصرة على مواصلة برنامجها النووي على الرغم من العقوبات القاسية. أليس من الأفضل عدم التركيز على محاولات تعطيل البرنامج النووي بواسطة الهجوم على "مجموعة السلاح"، المرحلة الحساسة في تركيب سلاح نووي، وبدلاً من ذلك كسب الوقت من خلال العودة إلى اتفاق نووي معقول؟ ربما من الأفضل التفكير من خارج الصندوق، وكسر الدائرة المفرغة من الهجمات الانتقامية والاغتيالات وعمليات التخريب، حيث يختلط السبب بالنتيجة، ومحاولة التوصل، حتى لو كانت الفرصة ضئيلة، من خلال وسطاء إلى تفاهم صامت على وقف إطلاق النار.