مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
إردان يطالب مجلس الأمن الدولي بالتدخل عقب قيام حزب الله بإطلاق مسيّرات في اتجاه حقل الغاز الطبيعي "كاريش"
بايدن يبدأ اليوم زيارة رسمية إلى إسرائيل ولبيد يؤكد: "إننا في بداية أسبوع تاريخي"
هوروفيتس يعلن أنه لن يتنافس على رئاسة ميرتس
استطلاع قناة التلفزة "كان": قائمة غانتس - ساعر حديثة الولادة تحتل المركز الثالث بعد الليكود و"يوجد مستقبل"
لبيد تحادث هاتفياً مع السيسي وبلّغه أنه أصدر تعليمات بإجراء تحقيق بشأن تقارير إعلامية تفيد بأن جثث العشرات من رجال الكوماندوز المصريين دُفنت في مقبرة جماعية في إسرائيل عقب حرب 1967
لبيد تحادث هاتفياً مع عباس على أعتاب زيارة بايدن
مقالات وتحليلات
خلال نصف سنة قُتل 60 فلسطينياً برصاص القوى الأمنية الإسرائيلية 16 حادثة فقط جرى التحقيق فيها
سيدي الرئيس بايدن، لا يمكن لأي إنجاز أن يعوض حصول إيران على السلاح النووي
الخلاف بشأن موضوع الغاز مع لبنان - يجب أولاً استنفاد المسار الدبلوماسي
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 13/7/2022
إردان يطالب مجلس الأمن الدولي بالتدخل عقب قيام حزب الله بإطلاق مسيّرات في اتجاه حقل الغاز الطبيعي "كاريش"

بعث السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة جلعاد إردان الليلة قبل الماضية برسالة إلى مجلس الأمن الدولي طالبه فيها بالتدخل عقب قيام حزب الله بإطلاق مسيّرات في اتجاه حقل الغاز الطبيعي "كاريش" في عرض البحر الأبيض المتوسط، وأكد أن إسرائيل ستتخذ جميع الإجراءات للدفاع عن بنيتها التحتية.

وقال إردان إن إطلاق المسيّرات هو محاولة واضحة لتهديد أمن إسرائيل، واصفاً إياه بأنه استفزاز قد يؤدي إلى تصعيد الأوضاع في المنطقة، وأكد وجوب أن تستنكره الأسرة الدولية بشدة، مشدّداً على أن إسرائيل لن تقبل انتهاك سيادتها، وستتخذ أي خطوات ضرورية لحماية أراضيها وسكانها.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس أكد الخميس الماضي أن الطائرات المسيّرة التي أطلقها حزب الله صوب حقل الغاز البحري "كاريش" من إنتاج إيران.

وأضاف غانتس أنه يجب أن يقال إن حزب الله يعمل نيابة عن إيران، وأسلحته هي أسلحة مصنوعة في إيران.

"يديعوت أحرونوت"، 13/7/2022
بايدن يبدأ اليوم زيارة رسمية إلى إسرائيل ولبيد يؤكد: "إننا في بداية أسبوع تاريخي"

من المقرر أن يبدأ الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم (الأربعاء) زيارة رسمية إلى إسرائيل هي الأولى له منذ توليه مهمات منصبه، تستمر يومين.

وسيهبط بايدن في مطار بن غوريون الدولي بعد ظهر اليوم، حيث سيستقبله رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد في حفل استقبال رسمي.

بعد ذلك سيقوم بايدن بجولة في العديد من منظومات الدفاع الإسرائيلية بالقرب من المطار.

وسيعقد بايدن صباح غد (الخميس) اجتماعاً مع لبيد، وسيحضر جزءاً من هذا الاجتماع سلف لبيد، نفتالي بينت، الذي التقى بايدن مرتين خلال تسلُّمه مهمات منصب رئيس الحكومة العام الفائت.

وسيتوجه بايدن بعد غد (الجمعة) إلى بيت لحم للقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. ومن المتوقع أن يلقي إعلان الولايات المتحدة يوم الإثنين الماضي، أنها لم تجد أن إسرائيل قتلت عمداً مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة في اشتباكات اندلعت خلال مداهمة للجيش الإسرائيلي في جنين يوم 11 أيار/مايو الماضي، بظلاله على الاجتماع. ومع ذلك، من المتوقع أن يعلن بايدن إلى جانب عباس حزمة من الخطوات تهدف إلى تعزيز السلطة الفلسطينية، حسبما قال مسؤول أميركي كبير هذا الأسبوع، بعضها سيكون عبارة عن مبادرات أميركية، وبعضها الآخر مبادرات إسرائيلية سيعلنها بايدن نيابة عن لبيد.

وسيعود بايدن بعد ذلك إلى مطار بن غوريون، حيث سيقوم برحلة مباشرة هي الأولى في نوعها إلى المملكة العربية السعودية، لحضور قمة دول مجلس التعاون الخليجي التي ستُعقد يوم السبت في جدة بمشاركة قادة دول مجلس التعاون الخليجي، البحرين والكويت وعُمان وقطر والسعودية والإمارات العربية المتحدة، إلى جانب العراق ومصر والأردن.

وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية يوم الأحد الماضي: "إننا في بداية أسبوع تاريخي، فبايدن هو أحد أفضل الأصدقاء الذين عرفتهم إسرائيل على الإطلاق في السياسة الأميركية، وهو الشخص الذي قال عن نفسه ’لا ينبغي أن تكون يهودياً لكي تكون صهيونياً. أنا صهيوني’".

ووفقاً للبيد، ستتناول زيارة بايدن المخاطر بالإضافة إلى الفرص، وسيركز بحث المخاطر أولاً على الملف النووي الإيراني، بعد أن تم الكشف بالأمس أن إيران تخصّب اليورانيوم بأجهزة طرد مركزي متطورة، في تناقُض صارخ مع الاتفاقات التي وقّعتها.

وأضاف لبيد أن إسرائيل، من جهتها، تحتفظ بحرية العمل والرد الكاملة، سياسياً وعملانياً، في كل ما يتعلق بمحاربة البرنامج النووي الإيراني.

كما أشار لبيد إلى أن بايدن في نهاية زيارته سيغادر إسرائيل، وسينطلق مباشرة من مطار بن غوريون إلى السعودية، وقال إنه "سيحمل معه رسالة سلام وأمل، فحواها أن إسرائيل تمد يدها إلى جميع دول المنطقة وتدعوها إلى بناء علاقات معها".

وكان بايدن أعلن أنه سيسعى لتعزيز شراكة استراتيجية مع السعودية، مبنية على مصالح ومسؤوليات متبادلة خلال زيارته إلى المملكة.

وجاء إعلان بايدن هذا في سياق مقال رأي نشره في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية يوم السبت الماضي، شدّد فيه أيضاً على أنه سيتمسك بالقيَم الأميركية الأساسية.

وردّ الرئيس الأميركي على منتقديه الذين يتهمونه بأنه تراجع عن مواقفه في أثناء حملته الانتخابية التي تعهّد فيها بمعاملة القادة السعوديين على أنهم منبوذون، على خلفية جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي سنة 2018، وذلك بغية انتزاع وعد من السعودية بزيادة إنتاجها النفطي.

وكتب بايدن في مقاله: "أعرف أن هناك كثيرين ممن لا يتفقون مع قراري السفر إلى السعودية. لكنني أؤكد أن آرائي بشأن حقوق الإنسان واضحة وثابتة، والحريات الأساسية موجودة دائماً على جدول الأعمال عندما أسافر إلى الخارج، وهي ستكون كذلك خلال هذه الزيارة".

وكانت أجهزة الاستخبارات الأميركية اتهمت ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بإصدار أمر قتل خاشقجي، وهو ما تنفيه الرياض. غير أن بايدن لم يأتِ في مقاله على ذكر بن سلمان. ومن المقرر أن يلتقي بايدن بن سلمان في جدة في إطار اجتماع موسع مع الملك سلمان.

وقال بايدن في مقاله: "بصفتي رئيساً، من واجبي الحفاظ على بلدنا قوياً وآمناً"، مؤكداً الحاجة إلى مواجهة روسيا، وإلى أن تكون الولايات المتحدة في أفضل وضع ممكن في مواجهة الصين، وإلى ضمان مزيد من الاستقرار في الشرق الأوسط.

وأضاف بايدن أنه "من أجل تحقيق هذه الأمور، يجب أن يكون لدينا علاقة مباشرة مع الدول التي يمكن أن تساهم فيها، والمملكة السعودية واحدة من هذه الدول. وعندما سألتقي القادة السعوديين سيكون هدفي تعزيز شراكة استراتيجية تستند إلى مصالح ومسؤوليات متبادلة، مع التمسك أيضاً بالقيَم الأميركية الأساسية".

كذلك أشار الرئيس الأميركي إلى قضية النفط المهمة التي ستكون حاضرة خلال زيارته في وقت تثير الأسعار المرتفعة للطاقة سخطاً بين الأميركيين وتضر بالآفاق الانتخابية لحزبه، وأكد أن الرياض تعمل مع خبراء أميركيين للمساعدة في استقرار سوق النفط.

واعتبر بايدن أن الشرق الأوسط بات أكثر استقراراً وأماناً مما كان عليه عندما تولى الرئاسة الأميركية في كانون الثاني/يناير 2021. وأشار خصوصاً إلى تحسُّن العلاقات بين إسرائيل وبعض الدول العربية، والذي كان قد بدأ برعاية الرئيس السابق دونالد ترامب في إطار "اتفاقيات أبراهام"، وأكد أن إدارته تعمل على تعميق هذه العملية وتوسيعها.

وذكر بايدن أنه يريد تحقيق تقدُّم في منطقة ما زالت ممتلئة بالتحديات، بينها البرنامج النووي الإيراني، والأوضاع غير المستقرة في كل من سورية وليبيا والعراق ولبنان.

وتطرّق الرئيس الأميركي إلى الاتفاق النووي الذي توصلت إليه القوى العظمى مع إيران سنة 2015 وانسحب منه سلفه الجمهوري ترامب بشكل أحادي الجانب بعد 3 أعوام، فقال إن إدارته ستواصل زيادة الضغط الدبلوماسي والاقتصادي حتى تصبح إيران مستعدة للعودة إلى الامتثال للاتفاق النووي.

"معاريف"، 13/7/2022
هوروفيتس يعلن أنه لن يتنافس على رئاسة ميرتس

أعلن رئيس حزب ميرتس وزير الصحة الإسرائيلي نيتسان هوروفيتس أمس (الثلاثاء) أنه لن يتنافس على رئاسة الحزب في الانتخابات العامة المقبلة المزمع إجراؤها في بداية تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

وجاء إعلان هوروفيتس هذا في سياق رسالة وزعها على أعضاء حزبه وناشطيه، وأكد فيها في الوقت نفسه أنه على الرغم من قراره هذا، فإنه لن يعتزل الحياة السياسية، وينوي التنافس على مقعد مضمون في قائمة الحزب.

 

"يديعوت أحرونوت"، 12/7/2022
استطلاع قناة التلفزة "كان": قائمة غانتس - ساعر حديثة الولادة تحتل المركز الثالث بعد الليكود و"يوجد مستقبل"

أظهر استطلاع للرأي العام أجرته قناة التلفزة الإسرائيلية "كان" [تابعة لهيئة البث الرسمية الجديدة] أمس (الاثنين) أنه في حال إجراء الانتخابات العامة للكنيست الـ25 الآن، ستحصل قائمة غانتس- ساعر الحديثة الولادة، والمؤلفة من حزبي "أزرق أبيض" برئاسة وزير الدفاع بني غانتس و"أمل جديد" برئاسة وزير العدل جدعون ساعر، على 14 مقعداً، وتحتل المركز الثالث بعد حزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو الذي سيحصل على 34 مقعداً، وبعد حزب "يوجد مستقبل" برئاسة رئيس الحكومة الانتقالية يائير لبيد الذي سيحصل على 23 مقعداً.  

وأظهر الاستطلاع أيضاً أن ضم رئيس هيئة الأركان العامة السابق الجنرال احتياط غادي أيزنكوت قد يعزز قوة قائمة غانتس - ساعر بـ3 مقاعد، في حين أن حزب "يمينا"، الذي عهد رئيسه نفتالي بينت رئيس الحكومة السابق برئاسته من بعده إلى وزيرة الداخلية أييلت شاكيد، لن يتمكن من اجتياز نسبة الحسم (3.25%).

ووفقاً للاستطلاع، تحصل قائمة الصهيونية الدينية برئاسة عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش، والتي تضم "عوتسما يهوديت" [قوة يهودية] من أتباع الحاخام مئير كهانا، على 10 مقاعد، وتحصل قائمة حزب شاس لليهود الحريديم [المتشددون دينياً] على 8 مقاعد، وتحصل قائمة حزب يهدوت هتوراه الحريدي على 7 مقاعد، وتحصل القائمة المشتركة على 6 مقاعد، ويحصل كلّ من قائمة حزب "إسرائيل بيتنا" برئاسة وزير المال أفيغدور ليبرمان وقائمة حزب العمل برئاسة وزيرة المواصلات ميراف ميخائيلي على 5 مقاعد، ويحصل كلّ من قائمة حزب ميرتس وقائمة راعم [القائمة العربية الموحدة] على 4 مقاعد.

وبناءً على هذه النتائج، سيحصل معسكر الأحزاب المناهضة لبنيامين نتنياهو، والمؤلف من أحزاب "يوجد مستقبل" وقائمة غانتس - ساعر و"إسرائيل بيتنا" والعمل وميرتس، من دون القائمة المشتركة وراعم [القائمة العربية الموحدة]، على 51 مقعداً، أما معسكر الأحزاب الذي يدعم إقامة حكومة برئاسة نتنياهو، والمؤلف من أحزاب الليكود والصهيونية الدينية واليهود الحريديم، فسيحصل على 59 مقعداً.

"هآرتس"، 11/7/2022
لبيد تحادث هاتفياً مع السيسي وبلّغه أنه أصدر تعليمات بإجراء تحقيق بشأن تقارير إعلامية تفيد بأن جثث العشرات من رجال الكوماندوز المصريين دُفنت في مقبرة جماعية في إسرائيل عقب حرب 1967

قال بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية إن رئيس الحكومة يائير لبيد تحادث هاتفياً أمس (الأحد) مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لأول مرة منذ تسلّمه مهمات منصبه، وبلّغه أنه أصدر تعليمات تقضي بإجراء تحقيق بشأن تقارير إعلامية تفيد بأن جثث العشرات من رجال الكوماندوز المصريين الذين حاربوا إسرائيل خلال حرب الأيام الستة [حرب حزيران/يونيو 1967] دُفنت في مقبرة جماعية في إسرائيل.

وأشار البيان إلى أن لبيد أصدر تعليمات إلى سكرتيره العسكري العميد آفي غيل لفحص المسألة بعمق، كما أنه تعهد بإطلاع المصريين على نتائج هذا الفحص.

وكانت صحيفة "هآرتس" [وصحف أُخرى] نشرت قبل أيام من هذه المحادثة الهاتفية تقريراً عن مقبرة جماعية لنحو 80 جندياً مصرياً تحت كيبوتس نحشون في منطقة اللطرون بالقرب من القدس. ووفقاً للتقرير، قُتل الجنود في معركة مع قوات الجيش الإسرائيلي خلال الحرب العربية - الإسرائيلية سنة 1967، وقامت السلطات الإسرائيلية بعد ذلك بدفن الجثث في قبر حجمه 20 متراً.

واستمر سكان الكيبوتس القريب في الشكوى من الرائحة الكريهة للقبر، وتحدث أحد الأعضاء إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية عن الحادثة، لكن الجيش الإسرائيلي منع نشر الشهادة. ويضم الموقع الآن موقع Mini Israel السياحي، الذي يعرض نسخاً طبق الأصل من المباني التاريخية في جميع أنحاء البلد.

وأشار بيان ديوان رئاسة الحكومة إلى أن السيسي ولبيد تحدثا خلال مكالمتهما الهاتفية أيضاً عن الأهمية الإقليمية للعلاقات الأمنية الثنائية بين الدولتين، وكذلك عن زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن المرتقبة إلى إسرائيل والضفة الغربية والمملكة العربية السعودية، وضرورة تخفيف التوترات مع الفلسطينيين. وناقش الاثنان أيضاً سبل ضمان الأمن الغذائي بسبب النقص الناجم عن الغزو الروسي لأوكرانيا.

تجدر الإشارة إلى أنه في أوائل سنة 2020، بدأت إسرائيل بتصدير الغاز الطبيعي إلى مصر. وفي الشهر الماضي وقّعت إسرائيل ومصر والاتحاد الأوروبي مذكرة تفاهُم في القاهرة، تنص على قيام إسرائيل بتصدير غازها الطبيعي إلى الاتحاد الأوروبي لأول مرة.

"معاريف"، 10/7/2022
لبيد تحادث هاتفياً مع عباس على أعتاب زيارة بايدن

ذكر بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن رئيس الحكومة يائير لبيد تحادث هاتفياً في وقت مبكر من بعد ظهر أول أمس (الجمعة) مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في أول اتصال مباشر بين رئيس حكومة إسرائيلية ورئيس السلطة الفلسطينية منذ عدة أعوام.

وأضاف البيان أن هذه المحادثة الهاتفية كانت جزءاً من جولة مكالمات أجراها لبيد مع الزعماء المسلمين لتقديم تمنياته لهم قبل عيد الأضحى الذي بدأ يوم السبت، وشملت هذه المكالمات أيضاً كلاً من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني. كما أن هذه المكالمات وفرت فرصة لرئيس الحكومة لمناقشة زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن المرتقبة إلى إسرائيل.

ووفقاً للبيان، تحدث لبيد وعباس عن استمرار التعاون وضرورة ضمان الهدوء.

وكان لبيد أكد في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في باريس يوم الثلاثاء الماضي، أنه لا يستبعد إمكان عقد اجتماع مع عباس، لكنه في الوقت عينه أكد أنه لا توجد حالياً خطط فورية لإجراء محادثات، في حين أن سلفه نفتالي بينت استبعد أي اجتماع من هذا القبيل، ولم يتحدث إلى عباس مباشرة في أثناء توليه مهمات منصبه.

وقال مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى إن إدارة بايدن ضغطت من أجل إجراء المكالمة بين لبيد وعباس، وهي تقترح أيضاً أن يعطي لبيد الضوء الأخضر لعقد اجتماع بين رئيس الدولة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ وعباس.

في سياق متصل ذكر بيان صادر عن ديوان رئاسة الدولة الإسرائيلية أن رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ تحادث هاتفياً أول أمس مع عباس وتمنى له وللشعب الفلسطيني عيد أضحى مبارك، كما ناقش الزعيمان موضوع زيارة بايدن.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس التقى عباس في رام الله مساء يوم الخميس الماضي لمناقشة موضوع التنسيق الأمني قبل زيارة الرئيس الأميركي، ووفقاً لبيان صادر عن مكتب غانتس، فإن الاجتماع عُقد في جوّ إيجابي، واتفق الجانبان خلاله على مواصلة التنسيق الأمني وتجنُّب الإجراءات الأحادية الجانب.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 13/7/2022
خلال نصف سنة قُتل 60 فلسطينياً برصاص القوى الأمنية الإسرائيلية 16 حادثة فقط جرى التحقيق فيها
هاجر شيزف ويهونتان ليس - مراسلان صحافيان
  • خلال الأشهر الستة الأخيرة من هذا العام قُتل 60 فلسطينياً في الضفة الغربية في حوادث مع القوى الأمنية الإسرائيلية، أي بمعدل عشرة أشخاص شهرياً. وللمقارنة، وفقاً لأرقام منظمة بتسيلم، في سنة 2021 كلها، قُتل 70 فلسطينياً في الضفة، على الرغم من أن هذه السنة شهدت تصعيداً في الضفة في أثناء عملية "حارس الأسوار". في السنوات التي سبقت ذلك، كانت الأرقام أقل من ذلك بكثير، 19 قتيلاً في سنة 2020، و20 قتيلاً في سنة 2019.
  • المنطقة التي شهدت أكبر عدد من القتلى هي جنين (26 قتيلاً)، وتأتي بعدها بيت لحم (9 قتلى)، ونابلس (9 قتلى). وبالاستناد إلى مصادر عسكرية، العدد الكبير من القتلى سقط نتيجة عمليات التوغل الكثيرة التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي والقوات الخاصة داخل المدن الفلسطينية، وفي مقدمتها جنين، من أجل القيام باعتقالات. وبحسب هذه المصادر، خلال عمليات التوغل، يطلق مسلحون النار ويجري رمي عبوات ناسفة على الجنود الذين يردون بإطلاق النار. مصادر أُخرى تحدثت معها "هآرتس" أشارت إلى أن سبب ارتفاع عدد القتلى هو تغيُّر تعليمات إطلاق النار. في كانون الأول/ديسمبر، نشرت قناة كان الإخبارية أن الجيش خفف من قيود تعليمات إطلاق النار على راشقي الحجارة والزجاجات المشتعلة. وضمن هذا الإطار جرى التوضيح للمقاتلين أنه يمكنهم إطلاق النار بهدف القتل، حتى على راشقي الحجارة والزجاجات المشتعلة. ويدّعون في الجيش أنه لم يجرِ تغيير فعلي للتعليمات، بل جرى تشديد الصيغة. منذ بداية السنة قُتل 6 فلسطينيين بعد مشاركتهم في رشق الحجارة، بحسب الجيش. كما قُتل 11 آخرون بعد رشقهم بالزجاجات المشتعلة جنوداً، أو مواقع عسكرية، أو طريقاً.
  • سبب إضافي لارتفاع عدد القتلى هو زيادة القوات العسكرية على طول جدار الفصل. في نهاية آذار/مارس، وبعد الهجوم في بني براك، بدأ الجيش بتشديد حراسته على عشرات الفجوات على طول جدار الفصل التي كان يعبر الفلسطينيون من خلالها إلى إسرائيل بطريقة غير شرعية طوال أعوام. مؤخراً، بدأ تشييد جدار واقٍ من الباطون. في الأعوام الأخيرة وضع الجيش كمائن بالقرب من الجدار من حين إلى آخر، وكان الجنود يطلقون النار على العمال الذين يحاولون اجتيازه، في الأساس بواسطة بندقية روغر، ومن خلال استهداف الجزء السفلي من الجسم. اليوم، ومع زيادة عدد الجنود المنتشرين على طول الجدار، هناك ارتفاع في عدد القتلى والجرحى. ومقابل قتيل واحد سقط في أثناء محاولته اجتياز الجدار خلال العام الماضي كله، قُتل هذه السنة خلال شهرين فلسطينيان كانا يحاولان اجتياز الجدار. أحدهما كان نبيل غانم (54 عاماً)، وهو أب لستة أولاد، وكان عامل بناء طوال 35 عاماً في رأس العين من دون إذن. قُتل غانم في أثناء محاولته اجتياز الجدار بالقرب من قلقيلية.
  • مندوب الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط ثور وينسلاند دان مؤخراً "تواصُل عمليات قتل الفلسطينيين، بمن فيهم أطفال، على يد القوات الإسرائيلية، وخصوصاً في حوادث لم تشكل خطراً مباشراً على الحياة". كما بعث الأميركيون برسالة إلى إسرائيل قبيل زيارة بايدن، طلبوا فيها تخفيف التوتر مع الفلسطينيين.
  • مكتب المفوضية العليا في الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أصدر بياناً الأسبوع الماضي، تطرّق فيه إلى العدد المرتفع للقتلى، وأشار ضمن هذا السياق إلى حوادث غير مسبوقة، مثل إطلاق الجيش النار على الجزء العلوي من أجساد الفلسطينيين الذين لم يشكلوا أي تهديد. والمثال لذلك إطلاق النار على يحيى عدوان، وهو فلسطيني في الـ26 من العمر من قرية عزون، في 30 نيسان/أبريل أُطلقت النار على ظهره مرتين بعد إلقائه زجاجة مشتعلة على الجنود الإسرائيليين وفراره من المكان. ويوثّق شريط التقطته إحدى كاميرات المراقبة ونشره الفلسطينيون فراره من المكان، ثم سقوطه.
  • كما تطرقت الأمم المتحدة إلى حوادث تعتقد أن "استخدام القوة جاء أولاً، ولم يكن المخرج الأخير لمواجهة تهديد". وجرت الإشارة إلى حادثة وقعت في 11 أيار/مايو قُتل خلالها شاب فلسطيني من البيرة في الـ16 من عمره في أثناء رشقه الجنود بالحجارة، وفي رأي الأمم المتحدة، فقد جرى إطلاق النار عليه على الرغم من أنه لم يكن يشكل خطراً مادياً على الجنود. قتيل آخر سقط في ظروف مماثلة هو زياد محمد غنيم (14 عاماً) قتله الجنود الإسرائيليون في منطقة شهدت رشقاً بالحجارة. وبحسب شهود تحدثت معهم "هآرتس"، هو لم يشارك في رشق الحجارة، وكان في طريقه لزيارة جدته، حيث كان والداه ينتظرانه. في البداية، ادعى الجيش أن الجنود أطلقوا النار على فلسطينيين رشقوهم بالزجاجات الحارقة والحجارة، لاحقاً ادعى مصدر أمني أن الشاب قُتل لأنه كان يحمل حجراً. بينما يدّعي شهود عيان أن الشاب قُتل في أثناء فراره من المكان، ولم يكن يشارك في المواجهات. القوة التي أطلقت النار عليه كانت دخلت إلى قرية الخضر بعد قيام مجموعة من الشبان الفلسطينيين في وقت سابق برشق الحجارة في اتجاه مواقع عسكرية على مدخل القرية. وعلمت الصحيفة بأن الشرطة العسكرية فتحت تحقيقاً في الحادثة بعد وقوعها.
  • حتى الآن، فُتح 16 تحقيقاً له علاقة بحوادث قتل فلسطينيين في الضفة. هناك 19 حادثة قُتل فيها 28 فلسطينياً لم يقرر الجيش بعد فتح تحقيق بشأنهم. في ثلاثة حوادث لا تعرف عنهم "هآرتس" شيئاً، قرر الجيش عدم فتح تحقيق للشرطة العسكرية. عموماً، تقضي السياسة الإسرائيلية بفتح تحقيق للشرطة العسكرية في كل حادث يُقتل فيه فلسطيني على يد الجيش الإسرائيلي، باستثناء الحوادث التي تُعتبر "عمليات ذات طابع قتالي". لا نجد تعريفاً واضحاً لمثل هذه العمليات، لكن بعض النماذج التي قُدمت هي حالات تبادُل إطلاق نار، أو حوادث خلال عملية جرت من أجل إنقاذ حياة، مثل رشق زجاجة حارقة في اتجاه الطريق خلال مرور سيارات عليها، أو محاولة طعن. وماذا بشأن الحوادث التي أُطلقت فيها النيران ضد الجيش الإسرائيلي، لكن القتيل لم يكن هو الذي أطلق النار؟ هذا جزء من الأسئلة التي لم يقدّم الجيش الإسرائيلي جواباً واضحاً عنها.
  • في مجمل هذه الحوادث يشرحون في الجيش أنه يجري تحقيق ميداني، وفي الحالات التي تدخل في مجال العمليات القتالية يجري انتظار النيابة العسكرية لإنهاء التحقيق، وبعدها يقررون ما إذا كان يجب فتح تحقيق. وقرار فتح تحقيق يجب أن يُتخذ في غضون أسبوع، أما القرارات التي تتعلق بعمليات قتالية فيمكن أن تنتظر 14 أسبوعاً، مع إمكانية تمديد إضافية. من الأمور التي تُفحص لدى اتخاذ القرار بفتح تحقيق جنائي، حجم الخطر الذي شكّله القتيل، وهل تصرّف الجنود الإسرائيليون بحسب تعليمات فتح النار، وهي تعليمات سرية، كما لا توجد قدرة حقيقية على توجيه انتقادات عامة إلى قرارات النيابة العامة العسكرية. ويقولون في الجيش إن حقيقة إعلان عملية عسكرية، مثل عملية "كاسر الموج" التي أُعلنت بعد "موجة الإرهاب" الأخيرة وجرت خلالها اعتقالات في الضفة - ليس لها تأثير في سياسة فتح التحقيقات.
  • ... من بين الحوادث التي علمت الصحيفة بأن الشرطة العسكرية فتحت تحقيقاً بشأنها، مقتل عمار أبو عفيفة (19 عاماً) من مخيم العروب للاجئين، والذي قُتل برصاصة في رأسه في مطلع آذار/مارس على يد الجيش في أثناء قيامه بنزهة مع صديقه في حرش قريب من المخيم. وبحسب شهادة صديق أبو عفيفة، صرخ جندي في اتجاههما، فغادرا المكان، وفي هذه الأثناء أُطلقت النار في اتجاههما، وهو ما أدى إلى مقتل أبو عفيفة. في تلك الليلة، قالوا في الجيش إنه لا توجد دلائل على أن أبو عفيفة رشق حجارة، أو حاول إيذاء الجنود بأي طريقة من الطرق.
  • هناك حادثة أُخرى ظهرت في الأشهر الأخيرة لم يقرر الجيش فتح تحقيق بشأنها، هي مقتل السيدة غادة سباتين (45 عاماً) وهي أمّ لستة أولاد، بعد جريها نحو موقع عسكري يقع على الطريق الرئيسية لقرية حوسان. يقولون في الجيش إن سباتين اقتربت من الموقع بصورة مشبوهة. ولم تكن المرأة تحمل سكيناً، وبحسب عائلتها، كانت تعاني جرّاء صعوبات في النظر. يعتبر الجيش أن لا لزوم لفتح تحقيق تلقائي في مثل هذه الحوادث، وهو قرر عدم التحقيق في الحادثة على الرغم من أن سباتين لم تشكل فعلاً خطراً على الجنود. حادثة أُخرى لم يقرر الجيش بشأنها، هي التي وقعت لدى اقتحام جنين في 19 نيسان/أبريل، حين قُتلت الفتاة حنان خضور (18 عاماً) خلال عملية تبادُل إطلاق النار. والفتاة من سكان قرية قريبة من جنين، وبحسب عائلتها، كانت في سيارة تاكسي في طريق عودتها من درس خصوصي.
  • هذا التعداد للقتلى لا يشمل مقتل مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة التي قُتلت في أثناء اقتحام الجيش الإسرائيلي لجنين، وبحسب سلسلة تحقيقات قامت بها وسائل إعلام دولية، فإن كل المعطيات تشير إلى أنها قُتلت بنيران الجيش الإسرائيلي. الولايات المتحدة أيضاً أصدرت بياناً في الأسابيع الأخيرة، وفقا ًله، هناك احتمال كبير أن تكون النار أُطلقت من المواقع الإسرائيلية، لكن من الصعب تحديد مَن أطلقها بدقة. وكما نشرت "هآرتس"، لم تفتح الشرطة العسكرية تحقيقاً في الحادثة. بالإضافة إلى ذلك، لم يجرِ تعداد الفلسطينيين الثلاثة الذين نفّذوا عمليات في داخل إسرائيل، أو هؤلاء الذين قُتلوا على يد مدنيين إسرائيليين - مثل معتصم عطا الله الذي قُتل في أثناء تسلُّله إلى مستوطنة تكواع، ونضال جعافره الذي طعن مستوطناً في باص في غوش عتسيون.
  • يردّ الناطق بلسان الجيش على ذلك بالقول: "في بداية آذار/مارس 2022، شهدت إسرائيل موجة إرهاب شن الجيش في أعقابها عمليات استباقية في أماكن مختلفة من الضفة الغربية ضمن إطار عملية "كاسر الموج". تستند هذه العمليات إلى معلومات استخباراتية وتقديرات للوضع. في إطار هذه العمليات، جرى اعتقال العديد من المشتبه فيهم، سواء لقيامهم بأعمال مخلة بالأمن، أو لحيازتهم أسلحة. في جزء من هذه العمليات، أطلقت القوى الأمنية النار بعد استنفاد كل الإمكانات الأُخرى، وبما يتلاءم مع تعليمات فتح النار التي تلتزم قواعد القانون الدولي".

 

"يسرائيل اليوم"، 12/7/2022
سيدي الرئيس بايدن، لا يمكن لأي إنجاز أن يعوض حصول إيران على السلاح النووي
مئير بن شابات - رئيس مجلس الأمن القومي سابقاً، وباحث في مركز دراسات الأمن القومي
  • زيارة الرئيس الأميركي إلى بلادنا هي يوم عيد. هكذا كان منذ القدم، في نظر الجمهور والقيادات في إسرائيل. هذا تعبير صادق عن الشعور بالتقارب المميز بين الشعبين، والتعاون الشجاع بين الدولتين. هذه الصداقة لا تتعلق بهوية الزعماء، ولا بانتماءاتهم الحزبية، وترتقي فوق كل الخلافات.
  • سيدي الرئيس بايدن، للعلاقة المميزة بين دولتينا أوجه عدة، الهدف منها خدمة المصالح المشتركة، لكن الأساس الذي تقوم عليه هذه العلاقات هو القيم المشتركة: الالتزام بقيم الديمقراطية، والحرية، والعدالة والسلام، المتجذرة في إرث وثقافة شعوبنا، ولها مكانة خاصة في رؤيتهم.
  • القيادة الإسرائيلية ستستقبلك بمقولة أنه "لا يوجد لإسرائيل حليف أقرب من الولايات المتحدة"، وتتوقع موافقتك، على الأقل بهزّ الرأس، مع الجزء الثاني من الجملة - "ولا يوجد للولايات المتحدة صديقة أقرب من إسرائيل في الشرق الأوسط".
  • وحتى من وجهة نظر انتهازية باردة، طبعاً بعيدة كل البعد عن وصف علاقاتنا، فإسرائيل هي الاستثمار الأنجع بالنسبة إلى الولايات المتحدة! إسرائيل هي رصيد بالنسبة إلى الولايات المتحدة على الصعيد الأمني، والاقتصادي، والتكنولوجي، كأمة معرفة وعلم، واختراعات وانطلاق.
  • إسرائيل تبني قوتها وتتعاظم - بالأساس لخدمة ذاتها: ضمان وجودها كدولة يهودية، ديمقراطية، قوية، آمنة ومتطورة. وهذا يعود إلى دورها التاريخي ورؤيتها الملتزمة بها.
  • لكن تعاظُم قوتها يخدم المصلحة الأميركية بوضوح، وبصورة خاصة في الشرق الأوسط، وفي ظل الفوضى التي تجتاح عالمنا. البشرى بتعزيز التعاون العلمي - التكنولوجي بين إسرائيل والولايات المتحدة مفرحة. فالقوة الكامنة في ذلك عالية. هذه خطوة مباركة، ومن شأنها أن تأتي بالخير للعالم أجمع.
  • ويجب أيضاً مباركة الخطوات لتأسيس شراكة إقليمية واسعة، بهدف خلق منظومة دفاع جوي ناجعة ضد تهديد المسيّرات والصواريخ، الذي تحول إلى روتين في منطقتنا بقيادة إيران. فالدفاع هو مركّب مهم جداً للرد على هذا التهديد، لكنه ليس الوحيد طبعاً. ولكن، فوق هذا كله توجد قضية السلاح النووي الإيراني.

لا لاتفاق يؤبّد الخطر

  • سيدي الرئيس، نحن نقدّر التزامك منع إيران من الحصول على سلاح نووي. هذا الالتزام ضروري لأمن دول المنطقة وضمان استقرارها، لكنه لا يكفي.
  • تحقيقه عبر اتفاق سيؤجل اليوم الذي تستطيع فيه إيران الحصول على سلاح نووي إلى عدة أعوام فقط، وسيؤبّد الخطر. وخصوصاً إذا كان يترك في يد إيران قدرات تسمح لها بالتخصيب بصورة سرية، ويكتفي بمراقبة محدودة، ولا يفرض عقوبات تلقائية في حال حدوث خروقات.
  • اتفاق كهذا سيحفظ لنظام آية الله الجاهزية، والأمل، والرغبة في السلاح النووي. وسيدفع دول المنطقة إلى سباق نووي، ويشكل وصفة ممتازة للنزاعات وعدم الاستقرار.
  • ستكون له تداعيات دراماتيكية على تعاظُم قوة إيران على جميع الصعد، كنتيجة لتحرير عشرات مليارات الدولارات وتسهيلات في مجال القيود المفروضة عليها اليوم، كجزء من الدفعات التي ستُمنح لها بسبب عودتها إلى الاتفاق. وهكذا، بدلاً من تكبيل يديها ومحاصرة خطواتها، فإن الاتفاق سيمهّد لها الطريق إلى النووي، ويعزز مكانتها، ويعظّم قدراتها، كما يمنح أجهزة القمع والقوات التي تشغلها الأوكسيجين للبقاء.
  • ولا حاجة إلى التذكير بأن التهديد الإيراني غير موجّه فقط إلى دول المنطقة. ففي الوقت الذي يطلقون في إيران لقب "الشيطان الأصغر" على إسرائيل، لا حاجة إلى الكثير من الجهد لمعرفة من هو "الشيطان الأكبر" - الذي تهدد قيَمه وثقافته فعلاً هؤلاء المؤمنين بالـ "الثورة الإسلامية".

الهدف: نزع القدرة النووية

  • سيدي الرئيس، استخلاصات الحرب في أوروبا تدفع قيادات العالم إلى التعامل مع الأزمة الآنية من خلال قراءة أبعد من عامين، خمسة أعوام، أو عشرة. ولن يكون من الصواب أن يتم أسر المستقبل ووضعه في ظل مخاطر كبيرة إلى هذا الحد فقط رغبة في التخلص من ضغط قرارات آنية.
  • الحرب في أوكرانيا تشير إلى حدود الردع الغربي في مقابل الخطوات العدوانية المتطرفة التي يمكن أن تقوم بها دولة نووية: في النزاعات التي تشارك فيها دولة نووية - العالم يتحرك على رؤوس أصابعه.
  • مصطلح "غطاء نووي" يتجسد بألم أمام أعيننا. ولا حاجة إلى خيال واسع من أجل توقُّع ما يمكن أن تسمح به إيران لذاتها وللقوى التابعة لها، إن باتت، لا سمح الله، قوة نووية.
  • تحت قيادتك، تستطيع الولايات المتحدة منع هذا السيناريو. نحن نؤمن بقدرة القوة الأميركية على القيام بذلك بشكل لا يؤدي إلى حرب في الحاضر، ويقلل من احتمالات الحرب المستقبلية.
  • ولتحقيق ذلك، يجب أن يتم تفعيل العقوبات القادرة على شلّ إيران فوراً، وبكامل القوة، إلى جانب وضع تهديد عسكري صادق. لا يجب السماح لإيران بالاستمرار في خطواتها في المجال النووي، برعاية المفاوضات العبثية.
  • الهدف يجب أن يكون الدفع بإيران إلى اتفاق ينزع عنها، بالكامل ومن دون زمن محدد، القدرة على الوصول إلى سلاح نووي. وفي الوقت ذاته - يرغمها على دفع أثمان قادرة على زرع الشك في نجاعة طريقها العدوانية، ومن ضمنها تدخُّلها بالـ"إرهاب" بكافة أشكاله.
  • لا يجب على الولايات المتحدة القبول بأقل من ذلك. فالتعامل مع التحدي الإيراني يمكن أن يكون فرصة للولايات المتحدة بهدف تعظيم قيادتها أمام التحديات الآنية، وأن تثبت أنها قادرة على إدخال النظام والاستقرار إلى النظام العالمي، حيث يمكن الشعور بهذا النقص في كل مكان.
  • كبح عدوانية إيران وطموحاتها النووية شرط الهدوء والاستقرار، وهو الأساس الذي، استناداً إليه، تستطيع الدول البراغماتية في المنطقة، إلى جانب إسرائيل، القيام بالخطوات الإضافية - على طريق شرق أوسط جديد.

 

"مباط عال"، العدد 1618، 12/7/2022
الخلاف بشأن موضوع الغاز مع لبنان - يجب أولاً استنفاد المسار الدبلوماسي
أورنا مزراحي، ويورام شفايتسر - باحثان في معهد دراسات الأمن القومي
  • وصول منصة الغاز العائمة التابعة لشركة إنرجيان اليونانية -البريطانية إلى المياه الإقليمية الإسرائيلية (على بُعد قرابة 80 كيلومتراً من الشاطىء الإسرائيلي)، استعداداً للبدء باستخراج الغاز من حقل كاريش، فاقم التوترات بين إسرائيل ولبنان، على خلفية الخلاف بينهما بشأن مسألة ترسيم الحدود البحرية، وأدى إلى ردود كلامية عنيفة من جانب أطراف مختلفة من كل الأطياف السياسية في لبنان. وقيل إن جزءاً من حقل كاريش يقع داخل الحدود البحرية اللبنانية واستخراج الغاز منه، والمخطط له في الربع الأخير من سنة 2022، يمس بالمصالح اللبنانية. الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قال في خطاب تصعيدي في 9 حزيران/يونيو إن استخراج الغاز من كاريش هو خطوة عدائية حيال لبنان ومحاولة لنهب موارده الطبيعية، وهدد بأن لدى الحزب قدرات عسكرية ولوجستية واستخباراتية لمنع إسرائيل من القيام بذلك. واعتبر نصر الله أن هذا الموضوع لا يقل أهمية عن تحرير "الحزام الأمني" في سنة 2000، وأنه شخصياً لا يخاف من مواجهة مع إسرائيل التي تعرف، بحسب كلامه، أن الحزب قادر على تكبيدها ضرراً كبيراً جداً.
  • ضمن هذا الإطار، يمكن رؤية المسيّرات الأربع غير المزودة بالسلاح التي أطلقها الحزب في اتجاه كاريش (الأولى في 29 حزيران/يونيو، والثلاث في 2 تموز/يوليو) والتي اعترضتها إسرائيل. هذه العملية هي تحرّك عسكري وعلى المستوى الدعائي حيال إسرائيل وأطراف لبنانية مختلفة. أما الهدف حيال إسرائيل فهو ردعي في الأساس وإظهار إصرار على تنفيذ تهديدات نصر الله، ومستقبلاً القيام بخطوة عسكرية من أجل إنشاء معادلة ردع جديدة في مواجهة إسرائيل على المستويين الجوي والبحري - حتى ولو كان الثمن تصعيداً والمجازفة بمواجهة...
  • يعارض حزب الله، من حيث المبدأ، إجراء اتصالات مباشرة مع إسرائيل يمكن أن يُفهم منها أنها اعتراف بها، أو يمكن أن تفتح الباب أمام علاقات اقتصادية وسياسيه معها، لكنه لا يستطيع منع مفاوضات تدور منذ أكثر من عقد بين الدولتين. الحاجة إلى استئناف الاتصالات الدبلوماسية بوساطة أميركية اليوم، في ضوء الوضع الاقتصادي الصعب في لبنان، تضع الحزب في وضع إشكالي: من جهة، من المهم لحزب الله أن يؤثر ويمنع أي اتفاق محتمل يتضمن تسوية إقليمية-اقتصادية، أو يترافق مع تطبيع مع إسرائيل، لكنه من جهة أُخرى يمكن أن يبدو أنه يعمل ضد مصالح لبنان وموقف قيادته.
  • يتخوف الحزب بصورة خاصة من التغيّر المهم الذي طرأ على موقف لبنان الرسمي من مسألة الخلاف على ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، والذي يهدف إلى العودة إلى المسار الدبلوماسي. بعد وصول منصة الغاز إلى كاريش، دعا اللبنانيون الوسيط الأميركي إلى لقاء معهم (13-14 حزيران/يونيو)، وقدموا له اقتراحاً للحل يعكس مرونة في المطالب اللبنانية التي قُدمت في العامين الأخيرين. يتألف المقترح اللبناني من 3 مكونات أساسية: 1- لبنان يتبنى مجدداً موقفه المعروف من الخط 23؛ 2- يطالب لبنان بالحصول على كل الأرباح التي تُستخرج من حقل الغاز قانا الذي يقع الجزء الأكبر منه في المياه الإقليمية اللبنانية، لكنه يتخطى الخط 23 في اتجاه المياه الإسرائيلية؛ 3- حتى يتم الاتفاق على الموضوع، لا تقوم إسرائيل باستخراج الغاز من حقل كاريش. الوسيط هوكشتاين نقل هذا الموقف إلى الجانب الإسرائيلي، لكن حتى الآن لم يقدَّم رد إسرائيلي رسمي.
  • في هذه المرحلة، ليس واضحاً ما إذا كان حزب الله ينوي تنفيذ تهديداته بمهاجمة المنصة، في ضوء الرد الإسرائيلي والدولي المتوقع على مثل هذه الخطوة. وبالإضافة إلى إمكانية الرد العسكري الإسرائيلي والتخوف من تصعيد، اللذين سيلحقان ضرراً شديداً بمصالح لبنان الذي يعاني جرّاء أزمة تُعتبر الأخطر في تاريخه، فإن مهاجمة منشأة تملكها شركة إنرجيان ستُلحق ضرراً بمكانة الحزب على الصعيد الدولي. تجدر الإشارة إلى أنه بعد تهديد نصر الله في 9 حزيران/يونيو، استدعت وزارة الخارجية اليونانية ممثل لبنان في أثينا واحتجت على ذلك.
  • قبل عامين، وبحسب الموقف اللبناني الرسمي، لم يكن حقل كاريش يقع ضمن الحدود الاقتصادية للبنان. وفيما يلي بعض النقاط الأساسية في المفاوضات بين لبنان وإسرائيل في هذا الموضوع:
  • في الجولة الأولى للمفاوضات بين لبنان وإسرائيل على ترسيم الحدود (2010-2012) التي جرت من خلال الوسيط الأميركي فريدريك هوف، قدم اللبنانيون موقفهم الرسمي من الحدود البحرية مع إسرائيل على أنه الخط 23. هذا الموقف أنشأ فجوة مساحتها 860 كيلومتراً بين هذا الخط وبين خط الترسيم، بحسب الموقف الإسرائيلي، والذي كان موضع خلاف بين الدولتين. اعتُبر الخط 23 الموقف الرسمي للبنان وجرى إيداعه لدى الأمم المتحدة (2010-2011). لكن جهود هوف باءت بالفشل نتيجة عدم استجابة لبنان للتسوية التي اقترحها وقبلتها إسرائيل، والتي تقسم المنطقة المتنازَع عليها بين لبنان (55%) ويبن إسرائيل (45%).
  • في نهاية سنة 2020، جرت جولة جديدة من المفاوضات في الناقورة برعاية الأمم المتحدة. لبنان تشدد في موقفه وعرض خطاً جديداً يقع أكثر إلى الجنوب، هو الخط 29، وأضاف إلى منطقة النزاع مساحة إضافية تقدَّر بـ 1430 كيلومتراً مربعاً وتضم جزءاً صغيراً من حقل كاريش.

عملية إقرار الخط 29 الذي تمسك به حزب الله كموقف رسمي للبنان لم تُستكمل حتى الآن، وليس لها مستند قانوني. الموافقة النهائية على الخط أوقفها رئيس الجمهورية ميشال عون الذي منع تحويله إلى مجلس النواب. أدى التشدد في الموقف اللبناني، الذي كشف عن خلافات داخلية، إلى توقف جولة المفاوضات في سنة 2020.

  • حاول الأميركيون التوسط مجدداً بين الطرفين في تشرين الثاني/نوفمبر 2021، وأرسلوا مستشاراً رفيع المستوى في مجال الطاقة، عاموس هوكشتاين، لكن بعد عدد من الجولات الاستشارية في القدس وبيروت، لم يحقق هوكشتاين تقدماً.
  • إسرائيل مصرّة على المضي قدماً في استخراج الغاز من كاريش، مستندةً إلى أن هذا الحقل يقع ضمن مياهها الاقتصادية، وهذا ما يلمح إليه الاقتراح اللبناني للحل. اعتراض المسيّرات بعيداً عن حقل كاريش يؤكد قدرة إسرائيل على الدفاع عن المنصة وإحباط أي محاولة للهجوم عليها. وقرار حزب الله القيام بخطوات يمكن أن تؤدي إلى مواجهة عسكرية مع إسرائيل تضعه في موضع إشكالي، لأنه سيبدو أنه يعمل ضد المصالح الاقتصادية الضاغطة للبنان ويفشّل المساعي لتأمين مصدر دخل اقتصادي له، تحديداً بينما يُبذل جهد دولي لمساعدته في هذا الاتجاه.
  • يجب التشديد على أن الحوادث التي جرت مؤخراً حول منصة كاريش انتهت بإظهار إسرائيل تفوّقها على المستوى العسكري، وعلى مستوى الوعي. الاعتراض الناجح للمسيّرات وإعلان حزب الله بعدها أن المسيّرات كانت في "مهمة تفقدية" لا يفرض في هذه المرحلة عملية انتقامية عسكرية من جانب إسرائيل، يمكن أن تخدم حزب الله وتقضي على المحاولة الدبلوماسية الحالية للتوصل إلى حل يبدو أكثر جدية مما سبق. بناءً على ذلك، من المهم أن تستنفد إسرائيل العملية الدبلوماسية في ضوء المزايا الاستراتيجية والاقتصادية المتوقعة من التوصل إلى اتفاق.
  • في المقابل، لدى إسرائيل أيضاً إمكانات عسكرية ودعائية تحت عتبة الحرب كي توضح لحزب الله أن محاولاته تحدّي تفوّقها الجوي والبحري بواسطة خطوات هجومية ستواجَه برد عسكري. ومن المهم أن تُظهر إسرائيل الدور السلبي الذي يلعبه حزب الله في منعه التوصل إلى حلّ يساعد اقتصاد لبنان، أو أنه يخاطر بأمن المواطنين اللبنانيين من دون استشارة الأطراف الرسمية في لبنان لزيادة الانتقادات الداخلية ضده.
  • في الخلاصة، نظراً إلى أن المسيّرات غير المزودة بسلاح لم تصل إلى حد إلحاق الضرر بالجانب الإسرائيلي، يمكن في هذه المرحلة الامتناع من رد عسكري هجومي، ومن الأفضل استنفاد المفاوضات مع لبنان، الأمر الذي يخدم إسرائيل على المستويين الاقتصادي والإقليمي، وأيضاً إزاء الولايات المتحدة. في الوقت عينه، يجب إعداد الأرضية لاحتمال الحاجة إلى عملية عسكرية ضد حزب الله إذا أخطأ في فهم موقف إسرائيل المنضبط وتحداها مرة أُخرى، وخرق توازُن الردع الحالي.