مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
لافروف يهاجم الغارات والهجمات التي تشنها إسرائيل في سورية
أخبار انتخابية: فوز زهافا غالئون برئاسة ميرتس ونتنياهو يطالب سموتريش وبن غفير بخوض الانتخابات في قائمة واحدة
تقرير: إسرائيل تكثف تحركاتها وجهودها الدبلوماسية لإحباط إعادة إحياء الاتفاق النووي المبرم مع إيران
تقرير: انطلاق أول رحلة جوية تجارية إسرائيلية فوق المجال الجوي السعودي إلى وجهة غير خليجية
مقالات وتحليلات
الأزمة مع مصر بدأت في غزة، لكن أصداءها وصلت إلى دول الخليج
عن تدخُّل أبو مازن في الانتخابات الإسرائيلية
التصعيد من اليوم الأول: المعركة الجديدة ضد إيران
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
موقع Ynet، 24/8/2022
لافروف يهاجم الغارات والهجمات التي تشنها إسرائيل في سورية

هاجم وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف الغارات والهجمات المنسوبة إلى إسرائيل في سورية.

وقال لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية السوري فيصل المقداد عُقد في دمشق أمس (الثلاثاء): "إننا ندين بشدة الهجمات الإسرائيلية الخطرة في الأراضي السورية. ونطالب إسرائيل باحترام قرارات مجلس الأمن الدولي، وفوق كل شيء احترام سيادة سورية وسلامة أراضيها."

وتأتي هذه الإدانة الروسية بعد أسبوع من الهجوم المنسوب إلى إسرائيل في مدينة طرطوس الساحلية وفي منطقة دمشق، والذي أسفر عن مقتل ثلاثة جنود سوريين، بحسب تقارير سورية، وتم الهجوم من طرف مقاتلات حربية إسرائيلية نفّذت هجماتها من المجال الجوي اللبناني، وقال مسؤولون استخباراتيون لوكالة "رويترز" للأنباء إن أهداف الهجوم كانت إيرانية.

من جانبه، قال وزير الخارجية السوري في المؤتمر الصحافي إن بلاده تدعم النشاطات الروسية في أوكرانيا.

"معاريف"، 24/8/2022
أخبار انتخابية: فوز زهافا غالئون برئاسة ميرتس ونتنياهو يطالب سموتريش وبن غفير بخوض الانتخابات في قائمة واحدة

(*) فازت عضو الكنيست السابقة زهافا غالئون برئاسة حزب ميرتس في الانتخابات التمهيدية التي جرت أمس (الثلاثاء).

وحصدت غالئون دعم 60% من أصوات الناخبين، في حين حصل منافسها نائب وزيرة الاقتصاد عضو الكنيست يائير غولان على 40% من الأصوات.

وأظهرت نتائج الانتخابات أيضاً أن ترتيب غولان، الذي شغل في السابق منصب نائب رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، تراجع إلى المركز الخامس في قائمة الحزب الانتخابية، بينما حلّ في المركز السابع الرئيس السابق للحزب الذي قاده في الانتخابات الأخيرة وزير الصحة نيتسان هوروفيتس الذي كان أعلن أنه لن يرشح نفسه لرئاسة الحزب.

وفاز بالمراكز السبعة الأولى في قائمة ميرتس كل من غالئون في المركز الأول، وعضو الكنيست موسي راز في المركز الثاني، وعضو الكنيست ميخال روزين في المركز الثالث، وعضو الكنيست علي صلالحة في المركز الرابع، وغولان في المركز الخامس، وعضو الكنيست جابي لاسكي في المركز السادس، وهوروفيتس في المركز السابع.

وبعد إعلان النتائج، قالت غالئون في تصريحات أدلت بها إلى وسائل إعلام، إن هذه النتائج تثبت أن الكفاح من أجل المساواة بين اليهود والعرب ما زال قائماً، كما تثبت أن النضال من أجل إنهاء الاحتلال، ومن أجل السلام والعدالة الاجتماعية والاقتصادية، ومن أجل المناخ وحرية الدين والديمقراطية، ما زال حياً وقائماً. وأضافت: "إن كل هذه النضالات مرتبطة ببعضها البعض، ومثلما تنهض نضالات اليسار وتتعزّز في جميع أنحاء العالم، فإن ما حدث الليلة في إسرائيل أثبت أن اليسار حي وفي صحة جيدة."

(*) طالب رئيس حزب الليكود وزعيم المعارضة بنيامين نتنياهو حزبيْ "الصهيونية الدينية"، برئاسة عضو الكنيست بتسلئيل سموتريش، و"عوتسماة يهوديت" ["قوة يهودية"]، برئاسة عضو الكنيست إيتمار بن غفير، بخوض الانتخابات في قائمة واحدة، وقال إن خوضهما الانتخابات معاً فقط سيضمن تأليف حكومة إسرائيلية من دون القائمة المشتركة.

وأضاف نتنياهو عبر شريط فيديو نشره أمس (الثلاثاء)، إن المهمة الوحيدة الماثلة أمام أحزاب اليمين هي إقامة حكومة قومية قوية ومستقرة على مدار 4 أعوام، ولذا، يجب توحيد القوى وليس تقسيمها.

"معاريف"، 24/8/2022
تقرير: إسرائيل تكثف تحركاتها وجهودها الدبلوماسية لإحباط إعادة إحياء الاتفاق النووي المبرم مع إيران

أكدت التصريحات الصادرة عن كبار المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية أن إسرائيل ماضية قدماً في محاولتها الرامية إلى إحباط جهود إحياء الاتفاق النووي المبرم مع إيران سنة 2015، أو على الأقل تحسين بنود الاتفاق بما يراعي الخطوط الحمراء التي حددتها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية. وتجسّد ذلك من خلال نشاط دبلوماسي إسرائيلي مكثف يهدف إلى التأثير في المسؤولين في البيت الأبيض، وكذلك في الشركاء المعنيين بالمفاوضات مع إيران.

وفي هذا السياق، دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية البديل نفتالي بينت أمس (الثلاثاء) الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الامتناع من توقيع اتفاق نووي مع إيران.

وقال بينت في بيان صادر عنه: "إن الاتفاق النووي [الآخذ بالتبلور] سيسمح بضخ نحو ربع تريليون دولار إلى خزائن النظام الإرهابي الإيراني وأذرعه الإقليمية، وسيسمح لإيران بتطوير وتركيب وتشغيل أجهزة الطرد المركزي بلا حدود تقريباً في غضون عامين فقط."

وأضاف بينت: "إن إسرائيل ليست طرفاً في الاتفاق، وليست ملزمة بأي قيود، وستستخدم كل الوسائل لمنع إحراز تقدُّم في البرنامج النووي الإيراني. وعلى مدار عام كامل استطعنا إقناع أصدقائنا في البيت الأبيض بتجنُّب الانصياع للمطالب الإيرانية، وآمل أن يكون الأمر كذلك هذه المرة أيضاً."

من جانبه، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس أن إسرائيل على اتصال مباشر مع شركائها الأميركيين، ومع دول المنطقة المهددة من إيران بما لا يقل عنها، وستبذل قصارى جهدها للتأثير في الاتفاق، وكرّر أن إسرائيل ليست طرفاً من أطراف الاتفاق.

وقال غانتس في بيان صادر عنه أمس: "سنبذل قصارى جهدنا للتأثير في الاتفاق، وسنعرف كيف نحافظ على حريتنا في التصرف طالما كان ذلك ضرورياً. وفي الوقت نفسه، فإننا منشغلون أيضاً بموضوع قدرتنا على الدفاع عن أنفسنا وضمان أمن إسرائيل لأعوام عديدة."

وأُعلن أمس أن غانتس سيتوجه غداً (الخميس) إلى الولايات المتحدة في زيارة رسمية، سيكون في مركزها مناقشة البرنامج النووي الإيراني والتقدم في المفاوضات الرامية إلى إحياء الاتفاق المبرم سنة 2015. كما ستشمل زيارة إلى مقر القيادة الأميركية الوسطى.

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد أكد خلال مكالمة هاتفية أجراها مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أول أمس (الإثنين)، أن إسرائيل تعارض العودة إلى الاتفاق النووي، وأنها لن تلتزم بأي اتفاق يتم التوصل إليه، وستواصل بذل قصارى جهدها لمنع إيران من الحصول على قدرات نووية.

كما أن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيال حولاتا توجّه هذا الأسبوع إلى واشنطن على رأس وفد إسرائيلي لإجراء محادثات مع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان بشأن الشروط التي ترى إسرائيل وجوب إدراجها في أي اتفاق مع طهران.

وتسعى إسرائيل لإقناع واشنطن بأن النص النهائي الذي طرحه الاتحاد الأوروبي لإعادة إحياء الاتفاق النووي لا يتوافق مع المبادئ التي التزمت بها واشنطن، والتي تتلاءم مع الخطوط الحمراء التي وضعتها إسرائيل، وعلى الرغم من ذلك، فإن إيران أبدت تحفظاتها عن النص الذي قُدم على أنه نهائي، بعد استنفاد كل الجهود المتاحة للتفاوض.

ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء أمس عن مسؤول أميركي رفيع المستوى رفض الكشف عن هويته قوله إن إيران تخلت عن بعض الشروط الأساسية لإحياء الاتفاق النووي الذي يهدف إلى تقييد برنامجها النووي، ومنها شرط إنهاء قيام مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ببعض التحقيقات المتعلقة ببرنامجها النووي، وأكد المسؤول أن هذا الأمر يزيد في احتمال التوصل إلى اتفاق.

وقال المسؤول الأميركي إنه على الرغم من أن طهران تقول إنه يتعيّن على واشنطن تقديم بعض التنازلات، فإنها تخلت عن بعض مطالبها الأساسية. وأضاف أن إيران عادت في الأسبوع الماضي وتخلت بصورة أساسية عن العقبات الرئيسية التي تعترض سبيل إبرام اتفاق. وقال: "إننا نعتقد أنهم [الإيرانيون] اتخذوا أخيراً القرار الصعب، وتحركوا نحو احتمال العودة إلى الاتفاق بشروط يمكن للرئيس جو بايدن قبولها. إذا كنا أقرب إلى الاتفاق الآن، فذلك لأن إيران تحركت. لقد تنازلت عن القضايا التي كانت تتمسك بها منذ البداية."

في سياق متصل، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل إن معظم الدول المشارِكة في المحادثات النووية مع إيران توافق على اقتراح الاتحاد الأوروبي الذي يهدف إلى إنقاذ الاتفاق النووي المبرم سنة 2015.

وأضاف بوريل في مقابلة أجراها معه التلفزيون الإسباني أمس، إنه يتوقع تلقّي رد على الاقتراح من الولايات المتحدة في غضون الأسبوع الحالي.

وكان بوريل اعتبر أن ردّ إيران على الاقتراح الأوروبي معقول.

"يديعوت أحرونوت"، 24/8/2022
تقرير: انطلاق أول رحلة جوية تجارية إسرائيلية فوق المجال الجوي السعودي إلى وجهة غير خليجية

انطلقت بعد منتصف الليلة قبل الماضية أول رحلة تجارية جوية إسرائيلية فوق المجال الجوي السعودي في طريقها إلى وجهة غير خليجية.

وأعلنت سلطة المطارات والموانئ الإسرائيلية أن طائرة تابعة لشركة "أركياع" الإسرائيلية انطلقت من مطار بن غوريون الدولي، وأنها ستتوجّه إلى جزيرة سيشل قبالة سواحل شرق أفريقيا.

وقال بيان صادر عن شركة "أركياع" إن طائرة الشركة ستصبح أول طائرة إسرائيلية تحلق فوق السعودية في طريقها إلى جزر سيشل، وسيمر مسارها عبر الأردن في منطقة البحر الميت، ثم يتجه إلى البتراء ويستمر على طول شواطئ السعودية على البحر الأحمر، ومن هناك ستستمر الرحلة في طريقها المعتاد عبر أريتريا. وأعرب البيان عن الأمل برؤية رحلات أقصر إلى الهند وسيريلانكا.

يُذكر أنه منذ توقيع "اتفاقيات أبراهام" سنة 2020، سمحت السعودية لشركات الطيران الإسرائيلية باستخدام مجالها الجوي للرحلات الجوية من وإلى الإمارات العربية المتحدة والبحرين، لكن هذا التفويض لم يمتد ليشمل الرحلات من وإلى وجهات أُخرى إلا في الشهر الماضي، كجزء من اتفاقية متعددة الأطراف لنقل السيطرة على جزيرتين في البحر الأحمر من مصر إلى السعودية، بوساطة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.

وتم التوصل إلى هذه الصفقة خلال رحلة بايدن إلى الشرق الأوسط. وأصرّت الرياض على أن قرارها لا علاقة له بإسرائيل، بل بأهدافها الجيوسياسية، وأنه لم يكن مقدمة لتطبيع العلاقات مع القدس.

ولا تزال إسرائيل تتوقع أن تحذو سلطنة عُمان حذو السعودية، وهو ما سيفتح طرقات جديدة تماماً إلى وجهات في الشرق الأقصى، مثل الهند وتايلند، وهي وجهات سياحية شعبية للإسرائيليين. وسيؤدي استخدام المجالين الجوييْن السعودي والعُماني للوصول إلى تلك الوجهات إلى تقليل وقت السفر بمقدار ساعتين إلى أربع ساعات، ومن المحتمل أن يقلل من أسعار التذاكر أيضاً. غير أن عُمان لم توافق على ذلك بعد، إذ أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن مسقط تتعرض لضغوط من إيران المجاورة لعدم منح موافقتها على هذه الخطوة.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 24/8/2022
الأزمة مع مصر بدأت في غزة، لكن أصداءها وصلت إلى دول الخليج
تسفي برئيل - محلل سياسي
  • محاولة العثور على ذِكر للتوترات بين إسرائيل ومصر في وسائل الإعلام المصرية لا تفلح. أيضاً وسائل إعلام عربية أُخرى لم تحصل على ردود مصرية رسمية أو غير رسمية، واضطرت إلى الاكتفاء بالتقارير من إسرائيل والاستشهاد بكلام وزير الدفاع بني غانتس. في "لغة الإشارات" المصرية، يُعتبر هذا مؤشراً إيجابياً، ولهذا السبب يسعى الرئيس المصري لاحتواء التوتر، ويفضّل في حساباته المتبادلة مع إسرائيل أن تكون هذه الأخيرة مدينة له.
  • أسباب هذا التوتر معروفة: إسرائيل خيّبت أمل مصر عندما اغتالت، بخلاف طلبها، مسؤولَيْن رفيعَيْ المستوى في الجهاد الإسلامي؛ ولم تُطلق سراح المعتقليْن بسام السعدي وخليل عواودة اللذين، بحسب مصر، تعهدت بإطلاق سراحهما؛ وأسقطت قبل شهرين مسيّرة مصرية فوق سيناء. هناك أيضاً قصة المقبرة الجماعية للجنود المصريين الذين قُتلوا في سنة 1967 بالقرب من دير اللطرون، والتي أقيم فوقها موقف للسيارات، وهو ما أضاف طبقة تاريخية حساسة على التوتر بين البلدين.
  • كل حدث من هذه الأحداث قادر بحد ذاته على إثارة الغضب المصري الذي تجلى في إلغاء زيارة رئيس الاستخبارات المصرية عباس كامل إلى إسرائيل. ووفقاً لمصادر أمنية إسرائيلية، المصريون قبِلوا التفسير الإسرائيلي بشأن إسقاط المسيّرة فوق سيناء. والتقارير التي نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مقتل أسرى مصريين في الحروب، حظيت باهتمام كبير في الإعلام المصري، لكنها لم تتسبب بشرخ في العلاقات.
  • يبدو أن المشكلة هذه المرة تكمن في شعور مصر بأن إسرائيل ليس فقط لم تتعامل بجدية مع وساطتها، بل تجاهلت أيضاً الحاجة إلى دفع ثمن الهدوء الذي نجحت مصر في تحقيقه. "قدرة التأثير المصري في الجهاد الإسلامي مختلفة تماماً عن تأثيرها في حماس"، أوضح معلّق مصري يعمل في صحيفة رسمية. وبحسب كلامه: "حماس مرتبطة بمصر أكثر مما هي مرتبطة بإسرائيل. الحاجة إلى بقاء معبر رفح مفتوحاً لدخول السلع وانتقال المواطنين والسفر إلى الخارج، وأعمال إعادة الإعمار المصرية التي تجري في غزة. هذه كلها نقاط ضعف بالنسبة إلى حماس، وتجبرها على قبول مطالب القاهرة."
  • في رأي المعلّق، أن الجهاد الإسلامي، مقارنةً بـ "حماس"، ليس مهتماً بإعادة إعمار غزة، ولا تهمه حاجات سكان القطاع، ويتابع: "هذا التنظيم يمكنه أن يتقدم بمطالب إلى مصر لأنه يعتمد على حماس كذراع سياسية له." وأضاف: "بالاستناد إلى تعريفه وهيكليته وأيديولوجيته، فقد جرى إدراجه على قائمة التنظيمات الإرهابية في مصر منذ وقت طويل. المشكلة أنه قادر في أي لحظة على إفشال خطوات دبلوماسية، أو التنسيق الأمني والاقتصادي بين مصر وحماس. من هنا تأتي حاجة مصر إلى إرضاء زعامته."
  • في كل مرة تضطر فيها مصر إلى التوسط بين إسرائيل والتنظيمات في غزة، يُطرح اختبار التوازن الهش بين الجهاد الإسلامي و"حماس" وضغوط إسرائيل وتهديداتها، وبين قدرات القاهرة الدبلوماسية. وهذا التوازُن له ثمن مرتفع دائماً، سواء كان المقصود التعهد بالاستثمار في غزة، وإعطاء تصاريح عمل، وتقديم تسهيلات لمرور البضائع ومواد البناء، أو إطلاق سراح أسرى. صحيح أن مصر تحتفظ بالحق الحصري في التوسط وإدارة العلاقات بين إسرائيل والتنظيمات في غزة، لكن هذا الاحتكار يجري تحت الأعين الساهرة لدول عربية أُخرى تعاني جرّاء ضغط داخلي بشأن كل ما له علاقة بـ"المشكلة الفلسطينية".
  • من بين هذه الدول، الإمارات والمغرب والبحرين والأردن - وبصورة جزئية السعودية- التي طبّعت علاقاتها مع إسرائيل. وهذه تحرص دائماً على تأكيد التزامها حل النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني. التدخل الفاعل لمصر في غزة والضعيف في الضفة الغربية يعفيها من الحاجة إلى الاهتمام بهذا النزاع، شرط أن تنجح القاهرة في منع انزلاقه إلى أراضيها، مثلما يجري عندما تندلع مواجهات في الحرم القدسي. إن تطبيع العلاقات مع إسرائيل بالتحديد يتطلب فهماً أكبر لحساسية هذه الدول إزاء أي تطورات في المناطق، ولدور مصر في احتواء المواجهات، وفي تقديم حلول.
  • هذه الشبكة من العلاقات الجديدة والواسعة لا تسمح لإسرائيل بتجاهل تحذيرات وطلبات دول عربية صديقة، والتي من شأنها فرض قيود على حرية العمل العسكري والاقتصادي في المناطق عموماً، وفي غزة خصوصاً. في الماضي، كان في استطاعة إسرائيل الاعتماد على التأييد الأميركي التلقائي، وعلى التعاون الأمني مع مصر، كغطاء كافٍ لعمليات عسكرية. لكن اليوم يتعين عليها التفكير في تداعيات خطواتها على الدائرة العربية - وبصورة لا تقل أهمية، التداعيات على منظومة العلاقات بين الدول العربية ومصر. عندما تفشل مصر في مهمتها، في نظر الجهاد الإسلامي، فإن هذا سيضر بمكانتها، ليس فقط حياله، بل إزاء "حماس" أيضاً، التي تريد إسرائيل المحافظة على سلطتها، وإزاء الدول العربية الأُخرى المرتبطة بإسرائيل.
  • لكن ما لا يقل أهمية هو الحفاظ على مكانتها حيال الولايات المتحدة، بصفتها دولة ذات مساهمة فريدة في حل المواجهات. وعندما تخوض مصر معركة حاسمة مع الكونغرس الأميركي بشأن حجم المساعدة والعتاد العسكري اللذين ستحصل عليهما، أو عندما تطلب قرضاً من صندوق النقد الدولي لإنقاذ الاقتصاد المصري من الأزمة العميقة التي يعانيها، فهي تواجه معارضة. وحجة ذلك الانتهاكات الجسيمة لاحترام حقوق الفرد في مصر، والتي سبق أن أدت إلى تجميد جزء من المساعدة الأميركية. تردّ مصر على ذلك بأنها تخوض حرباً شرسة ضد "الإرهاب"، وتوظف أموالاً في إعادة إعمار غزة، وتتوسط بين إسرائيل والتنظيمات في القطاع.
  • في ظل هذه المعركة الدبلوماسية، إسرائيل تساعد مصر بصورة دائمة، بواسطة مجموعات الضغط وموظفي السفارات في الولايات المتحدة، وفي المحادثات بين مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى مع نظرائهم في واشنطن. عندما تؤذي إسرائيل قدرة مصر على التوسط في غزة، فإنها تسحب من تحت قدميها أحد الأسس الدبلوماسية المركزية التي تعتمد عليها في علاقتها مع الإدارة الأميركية. التعاون العسكري والسياسي والاستخباراتي بين إسرائيل ومصر هو الآن في مرحلة الذروة، لكنه لم يولد بصورة تلقائية. فقد دفعت الدولتان، ولا تزالان تدفعان ثمناً من أجل المحافظة عليه وتعميقه. أيضاً إدارة غزة خلقت ارتباطاً متبادلاً بينهما تحوّل إلى رصيد استراتيجي مشترك يتطلب عناية، وقبل كل شيء التعاون واحترام التفاهمات القائمة.
"يديعوت أحرونوت"، 24/8/2022
عن تدخُّل أبو مازن في الانتخابات الإسرائيلية
عنات ساراغوستي - ناشطة ومدافعة عن حقوق الإنسان
  • في أعقاب تقرير الصحافي محمد مجادلة بشأن اجتماع سرّي عقده رئيس الاستخبارات الفلسطينية مع أعضاء في القائمة المشتركة، وصل خبر الرسالة التي أرسلها الشاباك إلى أبو مازن بألّا يتدخل في الانتخابات في إسرائيل. وسارع مرشحون من قوائم اليمين إلى المطالبة بتحقيق للشرطة، بينما انقض آخرون بشدة على أبو مازن وأعضاء القائمة المشتركة، عبر وسائل الإعلام المحافظة، وعلى شبكات التواصل الاجتماعي. وبسرعة كبيرة، احتلت القضية العناوين الأولى، من دون أن يعترض أحد على رفض تدخُّل السلطة الفلسطينية في الانتخابات. لماذا فعلاً؟
  • في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر، في إمكان ملايين المواطنين الإسرائيليين ممن يحق لهم الاقتراع - يهوداً وعرباً - التصويت في الانتخابات. وهذا الاقتراع سيحدد بصورة كاملة مصير 4.5 ملايين فلسطيني لا يحق لهم الاقتراع، والذين يعيشون منذ 50 عاماً تحت حكم عسكري ومنظومة لا نهاية لها من أوامر عسكرية وإدارية، وهم عموماً محرومون من حقوقهم الأساسية، ومن حقوقهم السياسية بصورة خاصة- وليس لديهم أي إمكانية أو قناة يمكن التأثير عبرها في مصيرهم، ولو قليلاً.
  • أليس هذا مزعجاً؟ أليست مزعجة حقيقة أن ملايين الفلسطينيين لا يستطيعون التأثير في نهب أراضيهم؟ ولا يستطيعون التأثير في تضييع الوقت على المعابر الكثيرة؟ أو متى، وهل في إمكانهم الذهاب إلى عملهم؟ ولا يستطيعون التأثير في مخطط جدار الفصل، وفي العمل في أراضيهم التي عمل فيها آباؤهم وأجدادهم وأجداد أجدادهم؟
  • أليس من المزعج أنهم لا يستطيعون التأثير في مصير أولادهم، ولا في توفير حياة طبيعية لهم؟ أليس مزعجاً أنهم لا يستطيعون الانتقال من منازلهم والزواج بمن يحبونه أو يريدونه، ولا التخطيط لمهنة أو اتخاذ قرار بالتعلم في الخارج، ولا يمكنهم التخطيط لوقتهم؟ ألا يستغرب أحد أنهم لا يستطيعون بناء أو توسيع منزل العائلة، ويجب عليهم تسجيل مواليدهم في سجل السكان الإسرائيليين؟
  • لا يملك الفلسطينيون أي تأثير في حياتهم وفي الأمور الوطنية والسياسية الكبرى، وحتى في أمورهم الصغيرة والأكثر حميمية. وهذا يجري منذ أكثر من نصف قرن.
  • في معركة انتخابية تلو الأُخرى يُحدَّد مصير ملايين الفلسطينيين من خلال الناخبين في إسرائيل. نواب الجمهور في البلد، والجيش، هم الذين يقررون متى تصادَر أراضيهم، وأين سيجري بناء المستوطنات، وبأي وتيرة، وأين ستوضع الحواجز، ومَن سيتأخر عن العمل، وأين سيُبنى جدار الفصل، ومَن يُرسَل إلى الاعتقال الإداري، ولأي مدة من الزمن. هم يقررون متى ستدخل وحدة عسكرية إلى المنازل تحت جنح الظلام وتثير الذعر لدى الأولاد، وما هو عدد الفلسطينيين الذين يحق لهم العمل في إسرائيل من أجل إعالة عائلاتهم، ومَن يستطيع الزواج بمن، وأين يسكن.
  • هل يحدث هذا لأن الإسرائيلي العادي - عذراً على التعميم - لا يعلم بهذا الوضع. ولا يسمع الإسرائيليون عن الفلسطينيين إلا في مناسبات قليلة، عموماً عند وقوع هجوم عنيف. في الأيام العادية، ليس لدى الجمهور الإسرائيلي أي فكرة عن حياة فلسطينية تسكن مثلاً في رام الله وتعمل في بيت لحم (أو العكس). ليس لدى الجمهور الإسرائيلي أي فكرة عن المزارع الفلسطيني الذي تملك عائلته حقولاً زراعية، لكن دولة إسرائيل قررت، بخطوة أحادية الجانب ومن دون استشارته، مصادرتها وتدمير جزء منها تلبية لحاجاتها، أو بناء جدار، أو بوابة تمنعه من العبور للعمل في أرضه. وسائل الإعلام فعلاً لا تهتم، وكذلك أغلبية ممثلي الجمهور الإسرائيلي.
  • في هذه الحال، لماذا لا يحاول الممثلون الشرعيون للفلسطينيين التأثير في الانتخابات الإسرائيلية؟ إذا كان لدى الفلسطينيين قدرة، ولو ضئيلة وسلبية، على محاولة التأثير في مصيرهم، لماذا لا يفعلون ذلك؟ لأن الشاباك حذّر من ذلك؟ أم لأن أعضاء الكنيست المستقبليين في أحزاب اليمين يطالبون بتحقيق الشرطة؟
  • على العكس، من المستحسن أن يحاول الممثلون الشرعيون للفلسطينيين، بأي طريقة وبأي وسيلة ممكنة طالما أنها غير عنيفة، التأثير والتدخل وإظهار وجودهم، وأن يحمّلوا عبء المسؤولية للجمهور الإسرائيلي الذي لديه حق الاقتراع. فاقتراعنا هنا في دولة ديمقراطية، ومع صحف حرة وحقوق سياسية وحرية تعبير، هو الذي يقرر مصير الملايين المحرومين من حقوقهم.

 

موقع “N12”، 22/8/2022
التصعيد من اليوم الأول: المعركة الجديدة ضد إيران
نير دفوري - مراسل عسكري
  • هل كانت مبادرة القيام بعملية "مطلع الفجر"، والقرار بإحداث مفاجأة وتنفيذ عملية قصيرة وهادفة، تباشير أولية لتغيير الرؤية الاستراتيجية في إسرائيل؟
  • مَن ينظر إلى سلوك إسرائيل خلال الـ15 عاماً الأخيرة، يمكنه أن يرى أنه على الرغم من المعارك والحملات، فإن تعاظُم القوى في المحور الإيراني في لبنان وغزة وسورية استمر. هذه هي الاستراتيجيا الإيرانية - تفعيل القوة باستمرار لاستنزاف إسرائيل، عسكرياً ومعنوياً، حتى مرحلة اليأس من وجودها في الشرق الأوسط.
  • في الأيام المقبلة، سنعلم ما إذا كانت إيران ستوقّع الاتفاق النووي الجديد مع القوى العظمى. وهو ما سيسمح لها بترميم اقتصادها وتقوية دعمها لأذرعها في الشرق الأوسط، إلى جانب جهود تعزيز نفوذها في الإقليم. تفعيل القوة الإسرائيلية، حتى ولو أدى إلى إبطاء خطط إيران، فإنه لم يجعلها تحيد عن مسارها. التصميم الإيراني يدفع إسرائيل إلى تغيير استراتيجيتها والتحول إلى المبادرة. هذا التحول من أسلوب إدارة الصراع إلى أسلوب خلخلة الاستراتيجيا الإيرانية، عبر استغلال كل فرصة، بهدف تدفيع العدو ثمناً كبيراً - حزب الله، "حماس"، الجهاد الإسلامي، وإيران في سورية، لدفعهم إلى التراجع وإبعادهم عن الرغبة والأمل بتحقيق أهدافهم بالقوة.

قيادات إسرائيلية: على إسرائيل تغيير الأسطوانة

  • وثيقة جديدة كُتبت في الآونة الأخيرة في المؤسسة الأمنية وتم تقديمها إلى صنّاع القرار، تتحدى الاستراتيجيا الإسرائيلية الحالية، وتطالب بتغييرها. قيادات إسرائيلية اطّلعت عليها تقول إن على إسرائيل أن "تغيّر الأسطوانة" في تعامُلها مع إيران.
  • وبحسب الموقف ذاته، وللانتصار على إيران، يجب تجنيد كافة الأدوات الأمنية المتوفرة لدى إسرائيل، وتقوية التحالفات الإقليمية مع الدول السّنية المعتدلة، وتعزيز سيطرة الدولة في أوساط المواطنين العرب في إسرائيل، بالإضافة إلى التنسيق الاستراتيجي الوطيد مع دول الغرب، وعلى رأسها الولايات المتحدة.
  • التوجه الحالي في إسرائيل يحوّل موارد كبيرة بهدف التحضير لضربة في الدائرة الثالثة، وفي الوقت ذاته، يُضعف قدرتها على بناء القوة للتعامل مع أعدائها في الدائرة الأولى. إيران تعتمد على قواعدها العملياتية المتقدمة التي تحيط بإسرائيل - لبنان، غزة، سورية، اليمن، العراق. وهذه أيضاً هي نقطة ضعفها المركزية. إن الهجوم على القواعد المتقدمة بوتيرة أعلى من قدرة هذه القواعد على إعادة ترميم قوتها، يجب أن يكون هدفاً مركزياً في الاستراتيجيا الإسرائيلية الجديدة.
  • كلما ضعفت القوى المحيطة بإسرائيل، ستضعف قوة الردع الإيرانية، وسيتوسع انكشاف المشروع النووي الإيراني لضربه. وبهدف الحفاظ على قوتها في المنطقة، ستحتاج إيران إلى الكثير من الموارد مما يجعلها أمام معضلة ما بين صمود النظام وبين التوسع في الإقليم.

نموذج "مطلع الفجر": معارك قصيرة، بقوة كبيرة

  • إسرائيل تخوض معركة، اسمها "المعركة بين الحروب". فبحسب الصحافة الأجنبية، تقصف إسرائيل في سورية وفي مواقع مختلفة في الشرق الأوسط، لكن هذا لا يكفي إذا أردنا التأثير في طريقة تفكير العدو وإرادته.
  • على إسرائيل استغلال كل ذرّة شرعية بهدف ضرب إيران وأذرعها لإضعافهم في كل وقت. لذلك، عليها خوض معارك قصيرة قوية وفعالة بدرجة عالية جداً في الدائرة الأولى، وهو ما يخلق ظروفاً تصعّب على أعدائها من حولها عملية ترميم قوتهم. الهدف: أن تستغرق عملية إعادة ترميم القوة أطول فترة ممكنة.
  • لا لسياسة "الهدوء مقابل الهدوء" التي أحبتها القيادات الإسرائيلية في الأعوام الماضية. لذلك، من الآن سيكون التصعيد في المعركة منذ اليوم الأول. الاستراتيجيا الإيرانية بُنيت على إضعاف الجبهة الداخلية الإسرائيلية - إلى هذا الهدف وجّهوا كافة الصواريخ والقذائف - مع الافتراض بأن المجتمع الإسرائيلي لا يريد الحرب، وأنه ضعيف. الرؤية الجديدة التي تطرحها الوثيقة الحساسة تقترح تغييراً في الرؤية، بحيث يتم تحويل مركز القوة الذي يعطي الأولوية للتحضيرات لعملية في الدائرة الثالثة، لإعطاء الأولوية للمبادرة إلى العمل ضد الدائرة الأولى. هذه الرسالة، المبادرة الهجومية التي لاحظناها خلال حملة "مطلع الفجر"، يمتد تأثيرها من إيران، مروراً بحزب الله، وصولاً إلى البدو في النقب.
  • هذه الاستراتيجيا الجديدة تدفع إلى اعتماد مؤشرات جديدة - إذ لم يعد عدّ أيام الهدوء، أو عدد القذائف والمصابين مفيداً - بل هناك مؤشر مركزي واحد: هل تضرر تعاظُم المنظمات في المحور الإيراني وتراجعت قدراتها العسكرية. وأيضاً، هل يدفع هذا بإيران، بسبب الضرر الكبير، إلى تغيير مسارها.
  • إضعاف أذرع إيران من الممكن أن يزعزع الاستراتيجيا الإيرانية التي تستند برمّتها إلى هذه الأذرع، والتي تهدف إلى الحؤول دون قصف مواقعها النووية وأرصدتها الاستراتيجية في الشرق الأوسط.