مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
مواجهات عنيفة بين الجيش الإسرائيلي وبين مسلحين فلسطينيين في منطقة جنين
وزير الأمن الداخلي يأمر بتخفيف عمليات التفتيش على حاجز شعفاط
نتنياهو يدّعي في كتابه الجديد أن ترامب وافق على ضم فوري لثلث الضفة، لكنه تراجع عن موقفه في اليوم التالي
42% من الجمهور الإسرائيلي يؤيدون اتفاق الغاز مع لبنان
العثور على وثائق تدل على قيام الجيش الإسرائيلي بتسميم آبار مياه الشرب في سنة 1948
مقالات وتحليلات
بن غفير خطر على إسرائيل
ما هي الأسباب التي أدت إلى هذا الحجم غير المسبوق من الاضطرابات في القدس الشرقية؟
الاتفاق الذي يقرّب نتنياهو من النصر؛ والخطر الحقيقي على التمثيل العربي
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"هآرتس" و"يديعوت أحرونوت"، 14/10/2022
مواجهات عنيفة بين الجيش الإسرائيلي وبين مسلحين فلسطينيين في منطقة جنين

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية إصابة الطبيب الفلسطيني عبد الله أبو تين خلال عملية تبادُل إطلاق للنار بين القوات الإسرائيلية ومسلحين فلسطينيين في منطقة مخيم اللاجئين في جنين. وكانت قوة إسرائيلية اقتحمت المخيم واعتقلت أحد المطلوبين من "حماس"، ضيا سلامة (24 عاماً)، المتهم بالقيام بهجمات وعمليات إطلاق نار. خلال المواجهات، وصلت سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني، وهو ما أدى إلى إصابة الطبيب عبد الله أبو تين. بحسب الفلسطينيين، الطبيب أصيب برصاصة قناص في رأسه، بينما ادّعى مصدر أمني أن الطبيب أصيب بنيران الفلسطينيين. وكان الجيش الإسرائيلي أصدر بياناً شدد فيه على أن وجود مدنيين في أماكن القتال يشكل خطراً حقيقياً على حياتهم.

 ويأتي تجدُّد المواجهات في جنين، بعد أن شهدت الأيام الأخيرة تصاعداً في المواجهات بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي في القدس الشرقية، احتجاجاً على الحصار المفروض على مخيم اللاجئين شعفاط، منذ الهجوم على حاجز الجيش في قلنديا. وكان الجيش كثّف قواته وأرسل 4 سرايا من جيش الاحتياطيين، ومن حرس الحدود، إلى عدة قواعد في شتى أنحاء البلد، بهدف تكثيف انتشار القوات الإسرائيلية في القدس الشرقية.

وقرابة الساعة العاشرة من مساء أمس شهد حي الشيخ جرّاح عمليات رشق بالحجارة على منزل يقطنه أحد اليهود في الحي. بعدها اندلعت مواجهات في الحي، وبدأ السكان برشق السيارات بالحجارة. في هذه الأثناء، وصل عضو الكنيست إيتمار بن غفير إلى الحي مع عدد من المرافقين، وخلال عمليات رشق الحجارة، أخرج بن غفير مسدسه، لكن حراسه أوقفوه.

كما شهد مخيم شعفاط عمليات رشق بالحجارة وإطلاق المفرقعات على القطار الخفيف. واندلعت أعمال شغب في حيّ رأس العمود الذي شهد رشقاً بالحجارة والمفرقعات والزجاجات الحارقة على رجال الشرطة. وذكرت الشرطة أنها أوقفت 3 فتيان في الـ10 و12 و13 من عمرهم، لقيامهم بإلقاء الحجارة. كما اعتقلت 18 مشتبهاً في قيامهم بأعمال شغب في القدس الشرقية.

"هآرتس"، 13/10/2022
وزير الأمن الداخلي يأمر بتخفيف عمليات التفتيش على حاجز شعفاط

طلب وزير الأمن الداخلي عومر بار-ليف من الشرطة تخفيف الإجراءات المكثفة على حاجز شعفاط، بعد عملية إطلاق النار التي وقعت يوم السبت وأدت إلى مقتل جندية وإصابة حارس بجروح بليغة، في محاولة لتهدئة التوتر الذي ساد القدس الشرقية، وبعد المواجهات التي نشبت في الأيام الأخيرة بين السكان ورجال الشرطة. وقال بار - ليف إن النية هي "توفير حرية التنقل لسكان مخيم شعفاط الذين تريد أغلبيتهم مواصلة الحياة العادية، من دون المس بالاعتبارات العملانية للقوات الأمنية."

"هآرتس"، 14/10/2022
نتنياهو يدّعي في كتابه الجديد أن ترامب وافق على ضم فوري لثلث الضفة، لكنه تراجع عن موقفه في اليوم التالي

ادّعى رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو أن الرئيس السابق للولايات المتحدة دونالد ترامب وافق في سنة 2020 على ضمّ إسرائيل ثلث أراضي الضفة الغربية فوراً، لكنه تراجع في اليوم التالي، وذلك ضمن إطار خطته التي حملت اسم "صفقة القرن". جاء هذا الكلام في كتاب نتنياهو الجديد "بيبي - قصة حياة" الذي صدر اليوم الجمعة.

وكتب نتنياهو في كتابه أنه قبل الكشف عن خطة ترامب 2020، تبادل للمرة الأولى مع الأخير "أوراقاً رسمية" جاء فيها أن إسرائيل ستدفع قدماً ببدء "تطبيق السيادة الإسرائيلية" على أجزاء من الضفة في الأيام المقبلة، وكتب ترامب أن الولايات المتحدة "ستؤيد الضم الفوري للأراضي التي من المفترض أن تشكل جزءاً من إسرائيل في الاتفاق الدائم."

في اليوم التالي، وبعد عرض خطة ترامب على البيت الأبيض، وبعد أن بدأت تظهر في الإعلام الإسرائيلي تصريحات من أنصار نتنياهو بأن الضم سيُقَر في وقت قريب، أصدر البيت الأبيض بياناً يقول فيه إن الضم الفوري غير مطروح. ويقول نتنياهو أنه لا يعرف حتى اليوم ما الذي أدى إلى هذا التغيير في المواقف، لكنه يطرح احتمال أن يكون خصمه وزير الدفاع بني غانتس هو الذي أقنع ترامب بالتراجع عن موقفه.

كما يعترف نتنياهو في كتابه بأنه شارك في المفاوضات مع نظام الأسد بشأن مستقبل هضبة الجولان. والمبادرة الأولى كانت من خلال الوسيط لاودر خلال ولايته الأولى في التسعينيات. فقد اقترح نتنياهو على الرئيس الأسد انسحاباً إسرائيلياً من الجولان، بشرط أن تبقى الحدود في الهضبة ولا تصل إلى سواحل بحيرة طبريا، لكن الرئيس السوري رفض الاقتراح. المبادرة الثانية كانت عندما اقترح نتنياهو على إدارة أوباما تحريك المفاوضات مع سورية مقابل وقف العملية السياسية حيال الفلسطينيين. لكن هذا الاقتراح لم يوضع موضع التنفيذ بسبب نشوب الحرب الأهلية في سورية. ويدّعي نتنياهو أنه لم يكن يعتقد أن المفاوضات مع سورية ستؤدي إلى اتفاق، لكنه أراد تخفيف الضغوط الأميركية عليه لدفعه إلى التنازل للفلسطينيين.

"معاريف"، 14/10/2022
42% من الجمهور الإسرائيلي يؤيدون اتفاق الغاز مع لبنان

أظهر استطلاع أجرته صحيفة "معاريف" أن اتفاق الغاز مع لبنان خلق خلافات في الآراء في داخل المنظومة السياسية ووسط الجمهور الإسرائيلي أيضاً، وردّاً على سؤال: بعد الذي سمعته وعرفته عن الاتفاق بين إسرائيل ولبنان في موضوع الغاز والحدود البحرية بين الدولتين، هل أنت مع الاتفاق، أو ضده؟ أجاب 42% من الذين شاركوا في الاستطلاع أنهم يؤيدون الاتفاق، و31% يعارضونه، و27% لا رأي لهم. وأظهر الاستطلاع أن 16% من أنصار نتنياهو يؤيدون الاتفاق مقابل 58% يرفضونه، و24% لا رأي لهم. بينما أيّده 76% من معارضي نتنياهو، و4% يعارضونه، و20% لا رأي لهم.

"هآرتس"، 14/10/2022
العثور على وثائق تدل على قيام الجيش الإسرائيلي بتسميم آبار مياه الشرب في سنة 1948

كشفت دراسة قام بها بني موريس وبنيامين زئيف كيدار، مؤخراً، بالاستناد إلى أرشيف الجيش الإسرائيلي، عن وجود خطة سرية لتسميم آبار مياه الشرب في عكا وغزة بواسطة إدخال بكتيريا تؤدي إلى الإصابة بالتيفوس والإسهال.

وبحسب الوثائق، بدأت الخطة في منتصف نيسان/أبريل 1948، قبل عام من إقامة الدولة، في ظل ازدياد المخاوف من غزو الجيوش العربية للبلد. ويعتقد الباحثان أن الهدف كان تسميم الآبار في القرى العربية المهجورة، لمنع السكان من العودة إليها، وأيضاً في مستوطنات يهودية كانت إسرائيل تنوي إخلاءها، خوفاً على أمن سكانها، وذلك بهدف منع العرب من السكن فيها في حال احتلالها.

البحث نشره موريس وكيدار في مجلة "Middle Eastern Studies" بعنوان: "ألق الخبز: الحرب البيولوجية لإسرائيل خلال حرب 1948". وتُظهر الوثائق أن العملية كانت واسعة النطاق وشاركت فيها شخصيات رفيعة المستوى في الجيش الإسرائيلي وفي الدولة، إلى جانب بن غوريون، أما الذين نفّذوا عمليات التسميم فكانوا جنوداً عاديين من الكتيبة الرابعة، ومن وحدة هرئيل. لكن فيما بعد انتقلت المهمة إلى يد الشعبة العربية في "البلماح" من "المستعربين"، المختصة بعمليات التخريب والاغتيالات في أراضي العدو.

"N12"، 13/10/2022
ما هي الأسباب التي أدت إلى هذا الحجم غير المسبوق من الاضطرابات في القدس الشرقية؟
أوهاد حمو - محلل سياسي
  • وقعت حوادث عنف كثيرة خلال ليل الخميس في عدد من الأماكن في القدس الشرقية، وذلك بعد أن بدأ مئات الفلسطينيين بأعمال "شغب" غير مسبوقة، من حيث حجمها وقوتها. ما قد يبدو في المنظور الإسرائيلي تصعيداً عرضياً ومفاجئاً، هو ليس كذلك البتة، بل ناجم عن سببين أساسيين: السبب الأول، هو أن وسائل إعلام حركة "حماس" في غزة أعدّت الأرضية منذ أسابيع للتصعيد في العاصمة. ولا سيما أن الهدف المعلن للحركة منذ أعوام هو إشعال القدس والضفة الغربية.
  • في الأشهر الأخيرة، تمركزت المواجهات في شمال الضفة بين القوات الأمنية وبين مسلحين من نابلس وجنين (وخصوصاً عناصر الجهاد الإسلامي و"فتح")، الأمر الذي دفع بـ"حماس" إلى الهامش في الضفة الغربية. حينها، عادت "حماس" إلى استراتيجيتها المعروفة: القيام بحملة مكثفة، هدفها إعادة موضوع القدس الشرقية والأقصى إلى مركز الاهتمام، وإعادة الحديث إلى الانتهاكات الإسرائيلية في الحرم القدسي ومحاولات السيطرة على الموقع المقدس خلال أعياد رأس السنة العبرية. في رأي الحركة، الأسلوب الذي نجح في انتفاضة الأقصى، وفي "حارس الأسوار"، وكذلك في المواجهات التي دارت في سنة 2017، بسبب الأبواب الممغنطة، هو نسخة ناجحة.
  • السبب الثاني لأحداث الأمس، هو الغضب الشعبي في القدس الشرقية من الحصار المفروض على مخيم شعفاط، والذي فُرض بعد مقتل الرقيبة نوعا لازار، والمطاردة التي تقوم بها القوى الأمنية، بحثاً عن القاتل. وما يُعتبر في إسرائيل شرعياً للغاية وجزءاً من محاربة الإرهاب، يسوَّق في القدس الشرقية على أنه عقاب جماعي لعشرات الآلاف من الناس من سكان المخيم، ودعوات إلى الرد على ذلك.
  • عنصر آخر دخل إلى الصورة في الأسابيع الأخيرة هو مجموعة "عرين الأسد" المؤلفة من بضع عشرات من المسلحين من سكان القصبة في نابلس، والذين يتمتعون بشعبية كبيرة في الضفة، وخصوصاً لأنهم لا ينتمون إلى أيّ طرف سياسي معروف، لا إلى "فتح"، ولا إلى "حماس". في رأي مصدر فلسطيني تحدثت معه مؤخراً، أنه من خلال تحليل البيانات التي تصدر عن المجموعة، يمكن تمييز بصمة "حماس". أيضاً المال الذي يصل إلى المجموعة، مصدره عضو في "حماس"، هو مصعب اشتية الذي اعتقلته الأجهزة الأمنية الفلسطينية مؤخراً، وأدى توقيفه إلى موجة من الاضطرابات ضد السلطة في نابلس. لكن الناشطين في المجموعة يأتون، تحديداً، من عائلات تتماهى مع "فتح".
  • من ميزات هذه المجموعة استخدام وسائل الإعلام، وتصوير الهجمات ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي خلال وقت قصير، وهو ما يخلق حماسة كبيرة وسط الشبان، ويشجع على محاولات محاكاة هذه الهجمات. ومن الدلائل على شعبية المجموعة أنها هي التي أعلنت الإضراب العام في الضفة الغربية أمس، والذي طُبِّق تقريباً في كل مكان، وجرى فرضه دينياً في بعض مدن الضفة.
  • في حديث مع أحد عناصر كتائب الأقصى الذين قادوا التنظيم في بداية الألفية الثانية، أشار إلى تشابُه بين ما يجري اليوم وبين الأحداث التي وقعت قبل 22 عاماً. إذ قال لي: "التاريخ يعيد نفسه"، وأن الأمور بدأت بهذا الشكل عند نشوب انتفاضة الأقصى. فقدان السلطة سيطرتها ودخول الشباب في المواجهات والفوضى في الشوارع. الفارق الكبير بينهما هو الأجهزة الأمنية الفلسطينية - انضمام عناصر الأجهزة الأمنية شكّل الحد الفاصل؛ اليوم، يحارب أبو مازن بكل قوته ضد الفوضى، وفي لحظة انضمام المزيد من عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية إلى مسلحي تنظيم "فتح"، أو كتائب الأقصى، وانتقالهم إلى جانب خلايا مُطلقي النار، حينها، ندرك أننا أمام منحدر زلِق للغاية.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 14/10/2022
بن غفير خطر على إسرائيل
افتتاحية
  • قبل أسبوعين من الانتخابات، تقف إسرائيل في مواجهة خطر حقيقي لسيطرة اليمين المتطرف على مراكز القوة في السلطة.
  • الممثل الأبرز لهذا الخطر هو عضو الكنيست إيتمار بن غفير، الذي كان قبل عامين شخصية صغيرة على هامش اليمين، وأصبح اليوم مرشحاً لمنصب وزير في الحكومة المقبلة، في حال كان رئيسها بنيامين نتنياهو. والدليل على ذلك جاء في الأمس، عندما كشفت دفنا ليئال في قناة "حدشوت 12" الإخبارية أن نتنياهو وبن غفير اتفقا على التنسيق الكامل بينهما حتى الانتخابات.
  • بن غفير من أتباع الحاخام كهانا، والذي يضع في صالون منزله صورة القاتل باروخ غولدشتاين [منفّذ مجزرة الخليل في سنة 1994، والتي ذهب ضحيتها 29 فلسطينياً]، تحول بفضل نتنياهو من زعيم حزب لا أهمية له إلى لاعب سياسي مهم. أغلبية الإسرائيليين لا تتماهى مع مواقف بن غفير وشريكه بتسلئيل سموتريتش المتطرفة، اللذين كانا شريكين في الماضي في منظمة "موكب الماشية" ضد مجتمع المثليين، ويحاولان اليوم إظهار اعتدال في مواقفهما. لقد ساهم بن غفير مساهمة كبيرة في حوادث العنف التي أدت إلى عملية "حارس الأسوار"، وبدلاً من أن يتبرأ نتنياهو منه، حوّله إلى شريك رفيع المستوى في جهوده الرامية إلى تدمير القانون والديمقراطية في إسرائيل.
  • الذين يعرفون بن غفير جيداً هم رؤساء الأجهزة الأمنية الذين اضطروا إلى لجمه طوال أعوام، ومنعه من إشعال الشرق الأوسط. رئيس الأركان السابق غادي أيزنكوت، المرشح على قائمة المعسكر الرسمي اليوم، وصف بن غفير بأنه الشخص الذي عمل دائماً على عرقلة عمليات الجيش خلال فترة عمله. إذا تحققت خطط نتنياهو، فإن بن غفير سيعيَّن قريباً عضواً في المجلس الوزاري السياسي - الأمني المصغر.
  • أصدقاء إسرائيل في العالم يدركون جيداً هذا الخطر. السيناتور روبرت منديز، من المؤيدين البارزين لإسرائيل، حذّر نتنياهو من تأليف حكومة مع اليمين المتطرف. أيضاً المنظمات اليهودية الكبيرة في الولايات المتحدة عبّرت عن قلقها العميق إزاء إمكانية تأليف نتنياهو حكومة مع بن غفير، وحذرت من أن هذا الأمر سيسيء إلى مكانة إسرائيل لدى الرأي العام الأميركي.
  • الشراكة مع بن غفير يجب أن تكون خطاً أحمر. وحكومة تضمه تشكل خطراً على أمن إسرائيل، وتؤجج النار بين المواطنين العرب واليهود، وتُلحق ضرراً كبيراً بمكانة إسرائيل الدولية.

 

"N12"، 13/10/2022
الاتفاق الذي يقرّب نتنياهو من النصر؛ والخطر الحقيقي على التمثيل العربي
دفنا ليئيل - مراسلة سياسية
  • في ظروف مختلفة، كانت نتائج استطلاع الرأي الذي أجراه مانو غيفع في إمكانها أن تؤدي إلى حرب عالمية داخل صفوف اليمين. إذ أظهر الاستطلاع أن حزب سموتريتش وبن غفير لا يزال يقلص الفجوات في مواجهة "الليكود" ويصعد إلى 13 مقعداً، في وقت يحصل "الليكود" على 31. وللتذكير، في أيار/مايو، حصل "الليكود" على 35 مقعداً، و"الصهيونية الدينية" على 8 مقاعد، وهكذا فالتوجه واضح.
  • كان من المفترض بهذا الاستطلاع أن يكون إشارة لبدء هجوم نتنياهو على أصوات الرجلين. لكن في الحقيقة، ليس هذا ما حدث. نتنياهو دعا بن غفير إلى لقاء شخصي، وحاول أن يتقاسم معه مناطق النفوذ: تم الاتفاق في اللقاء على عدم هجوم نتنياهو على أصوات "الصهيونية الدينية"، وأن يتراجع بن غفير خطوة إلى الوراء في معاقل "الليكود".
  • مصلحة نتنياهو في العمل والتنسيق مع بن غفير مزدوجة: أولاً، يريد استغلال قوة بن غفير بهدف تكبير معسكره، لكن من دون أن يكون هذا على حساب "الليكود". الاستطلاعات الداخلية الخاصة بنتنياهو تشير إلى أن بن غفير يستقطب فئات خسرها نتنياهو منذ زمن بعيد. الحديث يدور عن الجمهور المحافظ الذي ينوي التصويت لغانتس أو شاكيد، أو الجمهور الذي لم يصوّت في المرات السابقة. وعلى الرغم من ذلك، فإن نتنياهو يتخوف من استمرار بن غفير في تعزيز قوته، لذلك، هو يراقب خطواته عن قُرب. فإذا كانت "الصهيونية الدينية"، على سبيل المثال، أكبر من "المعسكر الرسمي برئاسة بني غانتس"، فلن يستطيع نتنياهو تهديدها في كل لحظة بغانتس- وهو ما سيقلل هامش المناورة لديه. صحيح أن نتنياهو يفضّل حكومة يمينية متجانسة، لكن مجرد وجود الإمكانية سيقلل من ابتزاز شركائه ويعيد مطالبهم إلى أحجامها الواقعية.
  • وعملياً، بعد أعوام طويلة كانت فيها الصهيونية الدينية" تتوسل نتنياهو كي لا "يبتلع" مقاعدها، الصورة الآن مختلفة. فلنتنياهو بصورة خاصة مصلحة في ألّا تبدأ هي في "ابتلاع" مقاعده. وفي المقابل، يبدو أنه لا مصلحة لبن غفير في التعاون، لأن اللحظة ملائمة له، لكن تجربة الماضي تشير إلى إمكانية أن يتحول الصراع في الأيام الأخيرة إلى صراع بين رأسين، لذلك، فإن المحافظة على الوضع القائم هي من مصلحة بن غفير أيضاً. الاثنان اتفقا على تنسيق حدود حملاتهما الانتخابية، وكذلك تنسيق الخطوات الإعلامية المهمة.
  • هذه القصة تدلل حالياً على وجود أوركسترا في معسكر اليمين وقائد ينجح في استغلال أكثر ما يمكنه والاقتراب كثيراً من النصر في الانتخابات. التشديد هنا على "حالياً"، فإذا لم ينجح نتنياهو في الوصول إلى 61 مقعداً، فهناك لاعبون كثُر في معسكره أبدوا استعدادهم لدفع خطوات لم يتم التفكير فيها سابقاً. وبالأساس، داخل الغرف المغلقة، حيث يتم طرح سيناريو يتضمن الضغط على نتنياهو من شركائه للموافقة على شخصية أُخرى من "الليكود" تحاول تأليف الحكومة، وبذلك يكون ممكناً تأليف حكومة بمشاركة حزب "أمل جديد" برئاسة جدعون ساعر. بالنسبة إلى الحريديم، فهم يفضلون أن يكون ياريف ليفين، لكن التقديرات تشير إلى أنه سيكون من الصعب الدفع قدماً بخطوة كهذه من دون مباركة نتنياهو الذي لا ينوي الذهاب إلى أي مكان، حتى ولو خسر.
  • وعلى الرغم من هذا كله، فإن كل حزب في المعسكر المقابل متروك لمصيره. في "ميرتس" و"حزب العمل" يشتكون من أن لبيد يحاول استقطاب ناخبيهم في الكيبوتسات والبلدات. ليبرمان أيضاً غاضب من محاولة لبيد تكبير حزبه على حسابه. معطيات تم نشرها هذا الأسبوع تشير إلى أن لبيد يستثمر في الإعلام الموجه إلى الجمهور القادم من روسيا في الفايسبوك بآلاف الشيكلات، نصف ما يستثمره ليبرمان. وبحسب معطيات مانو غيفع فإن 17% من القادمين من دول الاتحاد السوفياتي سابقاً، ينوون التصويت للبيد، مقابل 20% لليبرمان. حالياً، قام ليبرمان بإرسال رسالة إلى لبيد، مفادها أنه يتوقع منه تكبير كتلته وعدم التهام الأعضاء فيها.
  • لكن ذروة الذروات تحدث في الشارع العربي. قبل الانتخابات بثلاثة أسابيع، يبدو أن التمثيل العربي سيتقلص بشكل جدي. "التجمع" يعزز قوته بسبب موجة القومية التي تجتاح الشارع العربي، ويقوم بذلك على حساب تحالُف "حداش - تعل"، الموجودة على حدود نسبة الحسم. الحملة الانتخابية الحادة التي يقوم بها كلٌّ من الطيبي وعودة، بعد المواجهات في القدس، هي محاولة لوقف هذا التوجه وإنقاذ ما تبقى من القائمة المشتركة.
  • الشعور بعدم الرغبة في الخروج للتصويت واضح في الشارع العربي، والسبب هو شعور الكثيرين بأن الهجوم عليهم بات أقوى خلال فترة حكومة بينت - لبيد، التي كانت سياساتها كسياسات نتنياهو، وحتى أخطر. وبشكل مقلوب، يبدو أن هجوم نتنياهو على تعاوُن بينت مع العرب هو ما سيؤدي إلى أن العرب أنفسهم هم الذين ينصّبونه.