مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
الأردن يعرب عن خشيته من أن يؤدي تعيين إيتمار بن غفير وزيراً للأمن الداخلي الإسرائيلي إلى مسّ وضعية الحرم القدسي الشريف
ديوان رئاسة الدولة ينفي تقارير بشأن قيام الرئيس هرتسوغ بالتحدث مع لبيد وغانتس لحملهما على الانضمام إلى حكومة وحدة وطنية برئاسة نتنياهو
توقيع مذكرة لتعزيز التعاون بين الجامعة الدولية للرباط وشركة صناعات الفضاء الإسرائيلية
زيلينسكي هنّأ نتنياهو بفوزه في الانتخابات وطلب تزويد أوكرانيا بالسلاح
تقرير: توقيع مذكرة تفاهُم جديدة بين إسرائيل والأردن والإمارات بشأن صفقة تنص على أن يزوّد الأردن إسرائيل بالطاقة الشمسية وعلى تقديم إسرائيل المياه المحلاة إلى المملكة
مقالات وتحليلات
اليسار أهمل النقب وبن غفير حصد الثمار
يجب على الشاباك وقف المؤامرة
ولّى زمن أحزاب الوسط - اليسار كما عرفناها
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 9/11/2022
الأردن يعرب عن خشيته من أن يؤدي تعيين إيتمار بن غفير وزيراً للأمن الداخلي الإسرائيلي إلى مسّ وضعية الحرم القدسي الشريف

أعرب الأردن عن خشيته من أن يؤدي تعيين عضو الكنيست إيتمار بن غفير، من حزب "عوتسما يهوديت" ["قوة يهودية"]، وزيراً في الحكومة العتيدة في إسرائيل، إلى استمراره في الإساءة إلى طاقم دائرة الأوقاف الأردنية في الحرم القدسي الشريف.

وذكرت صحيفة "الرأي" الأردنية أمس (الثلاثاء) أن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بلّغ سفراء دول غربية في عمّان بهذه المخاوف.

وقال الصفدي للسفراء إن المملكة قلقة من إمكانية قيام حكومة برئاسة بنيامين نتنياهو بتغيير الوضع القائم في القدس، وهو ما سيؤدي إلى تأجيج صراع ديني واندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة قد تكون مسلحة.

وكان عضو الفريق المفاوض في حزب "عوتسما يهوديت" المحامي حانمئيل دورفمان قال إنه لا خلاف على أن رئيس الحزب إيتمار بن غفير سيتولى حقيبة الأمن الداخلي.

وأوضح دورفمان في سياق مقابلة أجرتها معه إذاعة "كان" [تابعة لهيئة البث الرسمية الجديدة] أول أمس (الاثنين)، أن الجميع يرغبون في تأليف الحكومة على وجه السرعة، غير أنه يتعين التوصل إلى توافقات مبدئية وكاملة مسبقاً.

وعقد بن غفير أول أمس اجتماعاً مع نتنياهو، طالب خلاله بتولّي حقيبة الأمن الداخلي، مع توسيع الصلاحيات الممنوحة له، كما طالب بأن يحصل حزبه على حقيبة التربية والتعليم، أو حقيبة المواصلات.

وقال بن غفير لدى خروجه: "جرى الاجتماع في أجواء إيجابية، نحن في الطريق نحو إقامة حكومة يمين مئة بالمئة، وحماية الجنود الإسرائيليين، والاهتمام بشؤون جميع الأشخاص الذين يخاف بعضهم من التجول في النقب والجليل، وإعادة الأمن، وإعادة الحكم لهم، يوجد لدينا الكثير من العمل."

وقالت مصادر مطّلعة على الاجتماع إن نتنياهو عرض أمام بن غفير مجدداً الخطة التي عرضها على بقية رؤساء كتلة اليمين المؤيدة له بأن يتم توزيع المناصب وأداء الحكومة اليمين الأسبوع المقبل وصوغ الاتفاقيات الائتلافية في وقت لاحق.

وأضافت هذه المصادر أنه بصورة مشابهة لمواقف بقية رؤساء الكتلة، أوضح بن غفير أنه يرفض ذلك، وقال لنتنياهو إنه يجب أن يتم إعداد المبادئ الأساسية للحكومة المقبلة بصورة مفصلة وإتاحة أدوات عمل في الوزارات التي سيحصل عليها حزبه.

"يديعوت أحرونوت"، 9/11/2022
ديوان رئاسة الدولة ينفي تقارير بشأن قيام الرئيس هرتسوغ بالتحدث مع لبيد وغانتس لحملهما على الانضمام إلى حكومة وحدة وطنية برئاسة نتنياهو

نفى ديوان رئاسة الدولة الإسرائيلية في بيان صادر عنه أمس (الثلاثاء) تقارير لوسائل إعلام أفادت بأن رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ تحدث مع كلٍّ من رئيس الحكومة الانتقالية ورئيس حزب "يوجد مستقبل" يائير لبيد، ووزير الدفاع ورئيس تحالُف "المعسكر الرسمي" بني غانتس، في محاولة لحملهما على الانضمام إلى حكومة وحدة وطنية برئاسة رئيس الليكود بنيامين نتنياهو.

وذكرت هذه التقارير أن هرتسوغ، الموجود حالياً في مصر لحضور مؤتمر المناخ "كوب 27"، تحدث إلى لبيد وغانتس، بهدف إضافة أصوات معتدلة إلى ائتلاف رئيس حزب الليكود ورئيس الحكومة المقبلة نتنياهو مع العديد من مقاعد الكتلة، البالغ عددها 64، والتي يشغلها الجناح اليميني المتطرف من الأحزاب الإسرائيلية.

وقال بيان ديوان رئاسة الدولة إنه خلافاً لتلك التقارير، لم يتصل رئيس الدولة، أو يطلب من قادة أيّ أحزاب الانضمام إلى حكومة أو أُخرى. ولا بدّ من التأكيد أن إجراءات التشاور المتعلقة بتأليف الحكومة المقبلة لن تبدأ في مقر رئيس الدولة إلا اليوم (الأربعاء)، وبعد ذلك تبدأ مهمة تشكيل الائتلاف الحكومي.

وكان غانتس أكد في وقت سابق أنه لن ينضم إلى حكومة وحدة، ويفضّل البقاء في صفوف المعارضة. كما أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية المنتهية ولايته لبيد أن الحكومة التي يقف على رأسها خسرت الانتخابات ولا بد من تأليف حكومة أُخرى.

ومن المتوقع أن يحصل نتنياهو على تفويض رسمي بتأليف الحكومة المقبلة في وقت لاحق من هذا الأسبوع، ثم يقوم بتشكيل ائتلاف مع حلفائه من حزبيْ اليهود الحريديم [المتشددون دينياً] شاس ويهدوت هتوراه وتحالُف "الصهيونية الدينية".

 

"يديعوت أحرونوت"، 9/11/2022
توقيع مذكرة لتعزيز التعاون بين الجامعة الدولية للرباط وشركة صناعات الفضاء الإسرائيلية

وُقّعت في تل أبيب الليلة قبل الماضية مذكرة تفاهُم لتعزيز التعاون بين الجامعة الدولية للرباط (وهي جامعة خاصة متعددة التخصصات، متعاقدة مع الدولة المغربية) وشركة صناعات الفضاء الإسرائيلية المحدودة في مجال البحث العلمي والابتكار، وفي القطاعات الهندسية من تكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا الرقمية، وهندسة الطيران والسيارات والطاقات المتجددة.

وتهدف هذه المذكرة إلى تعزيز التعاون والشراكة في البحث التطبيقي والابتكار والتطوير المشترك وتصميم المناهج والبحث الأكاديمي، وبتطوير مشاريع بحثية مشتركة، وتثمين وتعزيز موقع الجامعة الدولية للرباط، وتطوير عرضها التعليمي المتعدد التخصصات، والذي يغطي حالياً العديد من مجالات الدراسة.

وستمكّن الاتفاقية الجامعة الدولية للرباط من الاستفادة من خبرة وتجربة شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية التي تُعدّ رائداً دولياً معترفاً به في البحث والتطوير في مجال صناعة الطيران المدني.

يُذكر أن وفداً من الجامعة الدولية للرباط، برئاسة رئيس الجامعة نور الدين مؤدب، يقوم حالياً بزيارة إلى إسرائيل، يُجري خلالها عدة لقاءات مع مؤسسات جامعية وأكاديمية.

 

"معاريف"، 9/11/2022
زيلينسكي هنّأ نتنياهو بفوزه في الانتخابات وطلب تزويد أوكرانيا بالسلاح

قال بيان صادر عن مكتب رئيس حزب الليكود والمعارضة بنيامين نتنياهو إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أجرى الليلة قبل الماضية اتصالاً هاتفياً بنتنياهو لتهنئته بفوزه في انتخابات الكنيست التي جرت الأسبوع الماضي وضمنت عودته إلى منصب رئاسة الحكومة.

وأضاف البيان أن نتنياهو شكر خلال المحادثة، التي سادها الدفء والطابع الشخصي، الرئيس زيلينسكي وكرّر ما كان أعلنه خلال الحملة الانتخابية بأنه سيدرس الملف الأوكراني مرة أُخرى بعد تولّيه منصب رئيس الحكومة.

وقال زيلينسكي في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع "تويتر"، إنه هنّأ نتنياهو وتمنى له النجاح في تأليف حكومة جديدة. وأوضح أنه طلب أن تزود إسرائيل أوكرانيا بالسلاح، كما وجّه دعوة إلى نتنياهو لزيارة كييف.

وأضاف زيلينسكي أنه أعرب عن أمله بأن يكون التفاعل الأوكراني-الإسرائيلي في مستوى التحديات الأمنية التي تواجه البلدين.

يُذكر أن إسرائيل لا تُبدي حماسة للانخراط في تحالُف تقوده الولايات المتحدة لمساعدة أوكرانيا في التصدي للغزو الروسي. ولكن إسرائيل تعرب عن قلق متزايد من الدور المتنامي الذي تؤديه إيران في هذا النزاع، وخصوصاً أن طهران متهمة بإمداد روسيا بمُسيّرات تستخدمها من أجل ضرب بنى تحتية أوكرانية.

وكان زيلينسكي وجّه انتقادات إلى ما وصفه بأنه حياد إسرائيل في هذه الحرب، لكنه في أواخر تشرين الأول/أكتوبر الماضي أشار إلى بدء توجُّه إيجابي في العلاقات الثنائية بعد أن تقاسم البلدان معلومات استخباراتية تتعلق أساساً بمُسيّرات إيرانية استخدمتها روسيا لدعم غزوها.

ويبدو أن إسرائيل لا تعتزم، حتى الآن، تزويد أوكرانيا بأنظمتها المتطورة للدفاع الجوي، وهي تسعى لإيجاد توازُن في العلاقات مع روسيا التي تقوم بأداء دور عسكري فاعل في سورية.

موقع timesofisrael، 9/11/2022 www.timesofisrael.com
تقرير: توقيع مذكرة تفاهُم جديدة بين إسرائيل والأردن والإمارات بشأن صفقة تنص على أن يزوّد الأردن إسرائيل بالطاقة الشمسية وعلى تقديم إسرائيل المياه المحلاة إلى المملكة

وقّعت إسرائيل والأردن والإمارات العربية المتحدة أمس (الثلاثاء) مذكرة تفاهُم جديدة بشأن صفقة تمت بوساطة إماراتية وجرى توقيعها قبل عام، وتنص على أن يزوّد الأردن إسرائيل بالطاقة الشمسية في مقابل تقديم إسرائيل المياه المحلاة إلى المملكة.

وتم توقيع مذكرة التفاهم هذه بحضور المبعوث الأميركي لشؤون المناخ جون كيري في مؤتمر المناخ للأمم المتحدة "كوب 27"، المنعقد حالياً في منتجع شرم الشيخ في مصر.

ووقّع وزير التعاون الإقليمي، المنتهية ولايته، عيساوي فريج المذكرة نيابةً عن إسرائيل، بدعم من فريق من وزارة شؤون الطاقة، بقيادة المدير العام للوزارة ليئور شيلات. ولم تكن وزيرة شؤون الطاقة، المنتهية ولايتها، كارين إلهرار حاضرة في المؤتمر. ووقّعها محمد النجار، وزير المياه والري الأردني، نيابةً عن الأردن، بينما وقّعتها وزيرة التغيُر المناخي والبيئة الإماراتية مريم المهيري نيابةً عن الإمارات.

وتتعهد مذكرة التفاهم بمواصلة الانخراط في تطوير الأدوات اللازمة للخطط في الوقت المناسب لمؤتمر "كوب 28" الذي سيُعقد في الإمارات العربية المتحدة في تشرين الثاني/نوفمبر 2023.

وتهدف مذكرة التفاهم إلى تأكيد مُضي الطرفين قدماً في الاتفاقية، وأنه سيكون هناك نتائج يمكن رؤيتها في مؤتمر السنة المقبلة.

وكانت مذكرة التفاهم الموقّعة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في إكسبو دبي قد أعلنت فقط عن النوايا.

وتشير المذكرة الجديدة إلى أن دراسات الجدوى لكلٍّ من المشاريع جارية، وتؤكد فيها الأطراف أن مشروعيْ Prosperity Green (الازدهار الأخضر) – وهي محطة للطاقة الشمسية بطاقة 600 ميغاوات، وتشمل تخزين الطاقة، سيتم بناؤها في الأردن – وProsperity Blue (الازدهار الأزرق) – مشروع لتصدير 200 مليون متر مكعب من المياه المحلاة إلى الأردن سنوياً – لهما آفاق إيجابية محتملة.

وسيشهد الاتفاق شراء إسرائيل للطاقة الشمسية من منشأة مقرها الأردن، والتي ستبنيها شركة إماراتية، ويشتري الأردن المياه من موقع إسرائيلي سيتم بناؤه على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط.

وتمثل الصفقة أحدث نتيجة ثانوية لـ"اتفاقيات أبراهام" لتطبيع العلاقات التي وقّعتها إسرائيل مع الإمارات والبحرين سنة 2020، برعاية إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. وتعهدت إدارة الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن بتطوير هذه الاتفاقيات، مع الإشارة إلى أنها ليست بديلاً من ضرورة التوصل إلى سلام إسرائيلي - فلسطيني.

يُذكر أن الأردن إحدى أكثر الدول التي تعاني جرّاء نقص المياه في العالم، ويعود تعاونه في مجال المياه مع إسرائيل إلى ما قبل العلاقات الرسمية القائمة بين البلدين بموجب اتفاق السلام المبرم بينهما سنة 1994. وتواجه المملكة، التي تكاد تكون غير ساحلية، آفاقاً مائية صعبة مع زيادة عدد سكانها وارتفاع درجات الحرارة. وتُعتبر إسرائيل أيضاً بلداً حارّاً وجافّاً، لكن تقنيتها المتقدمة لتحلية المياه فتحت أمامها فرصاً كبيرة لبيع المياه العذبة.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 9/11/2022
اليسار أهمل النقب وبن غفير حصد الثمار
سامي بيريتس - محلل سياسي
  • المواجهة العنيفة بين عضو الكنيست إيتمار بن غفير وبين وزير الأمن الداخلي عومر بار - ليف، في ساحة الهجوم الذي وقع في الخضيرة في 27 آذار/مارس، هي واحدة من صور انتصار اليمين المتطرف في المعركة الانتخابية. قُتل في الهجوم شرطيان من حرس الحدود، والمشهد الذي ظل محفوراً في الذاكرة عن تلك الليلة، كان مشهد صراخ بن غفير في وجه بار- ليف حين قال له: "ألا تخجل؟ تتحدث عن عنف المستوطنين، بينما اليهود يُقتلون. أنت لا شيء"، وردّ بار - ليف الغاضب، على غير عادته: "أنا لست خجلاً . أنت عليك أن تخجل، أنت صفر. وتسبب المشاكل هنا، وتفعل أشياء بشعة."
  • المفارقة الأكثر غرابة في نتائج الانتخابات التي تعيد بنيامين نتنياهو إلى رئاسة الحكومة وتحوّل بن غفير إلى أحد أقوى السياسيين في إسرائيل، هي أن الأخير حظيَ بالتأييد، تحديداً، بسبب فشل الأول. عملية "حارس الأسوار"، والاضطرابات في المدن المختلطة، والعنف في المجتمع البدوي في النقب، كانت المحرك الذي دفع الناخبين إلى الصناديق للاقتراع مع الصهيونية الدينية بفضل بن غفير. يجب التذكير بأن نتنياهو تولى رئاسة الحكومة من سنة 2009 إلى سنة 2012، وعملية "حارس الأسوار" جرت خلال فترة ولايته. أيضاً غياب سلطة الدولة في النقب، والذي يتجلى في العنف على الطرقات، وتقديم الحماية للأعمال الصغيرة، وسرقة السلاح، تحول إلى بلاء الدولة في عهده. إن نسَب الاقتراع المرتفعة في مدن الجنوب لمصلحة بن غفير، هي تعبير عن الإحباط إزاء عجز الحكومات الأخيرة عن معالجة مشكلات الأمن الشخصي.
  • حاولت حكومة بينت - لبيد، تحديداً، تغيير الواقع، ووضع بار - ليف معالجة العنف في المجتمع العربي والبدوي في أعلى سلّم الأولويات، لكن هذه السياسة انهارت قبل أن تحقق إنجازات منظورة. الجمهور العربي في المدن المختلطة والنقب لم يتأثر بالجهد، ورأى العديد في بن غفير الحل. ولسبب ما، اعتبروه الشخص الذي سيستعيد سلطة الدولة ويحقق الأمن الشخصي، ليس فقط مقارنةً ببار - ليف، بل مقارنةً بنتنياهو. هم يحبّون نتنياهو، لكنهم يعتمدون على بن غفير.
  • الإنجاز الكبير الذي حققه بن غفير وسط الطبقات الضعيفة، وفي بلدات الأطراف، يعبّر عن الإعجاب بالشخص الذي سيعيد الأمن الشخصي، ليس فقط بالأساليب المعهودة. لكن أملهم سيخيب عندما يكتشفون أن الواقع أكثر تعقيداً، ويمكن أن يكون أصعب بكثير، ولا سيما عندما يكون في مواجهته شخص تقتصر خبرته على إظهار الغضب في ساحات الهجوم.
  • أنماط التصويت في النقب شهدت ثلاثة انقلابات منذ السبعينيات: الأول كان في انقلاب 1977، وتجلى في النفور من حكم المباي/المعراخ؛ الثاني في سنة 1984ـ عندما ظهر حزب شاس كردٍّ مضاد على الحريديم الأشكينازيين؛ والآن، عندما احتلت الصهيونية الدينية، بفضل بن غفير، المكان الثاني بعد الليكود في أغلبية بلدات النقب.
  • لكن الانقلابات الثلاثة تبدو أنها كانت ضد بلدات النقب: فقد عززت، قبل كل شيء، سياسة الاستيطان، وليس النقب. لو تُرجمت الإنجازات الانتخابية التي حققها الليكود وشاس في الجنوب، لكُنا رأينا الدفع قدماً بالنقب والاستثمار الاقتصادي فيه، والكثير من سلطة الدولة، والقليل من التوتر الديني - القومي.
  • لكن هذا أيضاً هو أحد الإخفاقات الكبيرة لكتلة اليسار - الوسط، التي تخلت عن النقب منذ وقت طويل، وتركته ليتحول إلى معقل يميني - قومي. الجنوب لم يصبح صهيونياً – دينياً أكثر، لكنه عانى جرّاء التوتر المتصاعد للعلاقات بين اليهود والعرب والبدو. في جميع الأحوال، إن تصاعُد قوة الليكود وشاس في الجنوب هو أمر لا عودة عنه، والفترة المقبلة ستكون اختباراً لقدرة بن غفير على فرض نفسه كقوة مركزية هناك لوقت طويل.

 

"هآرتس"، 8/11/2022
يجب على الشاباك وقف المؤامرة
يوسي ميلمان - محلل سياسي
  • إذا كان جهاز الأمن العام يريد فعلاً تكذيب الأكاذيب التي وُجّهت إليه بشأن تورُّط عناصره في اغتيال يتسحاق رابين، فإنه يتعين عليه نشر كل الوثائق المحفوظة في الأرشيف في هذا الشأن، وأن يسمح لأرشيف الدولة بنشر كل الملاحق السرية الصادرة عن لجنة شمغار التي حققت في الاغتيال.
  • آخر المنضمين إلى قائمة نظرية المؤامرة هو الوزير العتيد، الذي سيصبح عضواً في المجلس الوزاري المصغر، عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش زعيم حزب الصهيونية الدينية. يقال إن التوقيت هو كل شيء في الحياة. وسموتريتش أثبت ذلك عندما قال في ذكرى اغتيال رابين في الكنيست إن الشاباك "شجّع" على اغتيال رئيس الحكومة.
  • نظرية المؤامرة طورتها وعززتها مجموعتان. الأولى تتألف من الذين يؤمنون بها فعلاً، وبصدق، ويحاولون العثور على "إثباتات" تؤيدها، وكلها إثباتات وهمية. والأبرز في هذه المجموعة الصحافي الكندي-الإسرائيلي باري حميش، الذي كتب كتاباً وعشرات المقالات، محاولاً إثبات أن الشاباك هو مَن قتل رابين. لكن من سخرية التاريخ أنه اتهم أيضاً إيتمار بن غفير بأنه "عميل للشاباك"، وفي سنة 2008، حكمت محكمة الصلح في القدس على حميش بدفع مبلغ 36 ألف شيكل لبن غفير بتهمة التشهير.
  • المجموعة الثانية ينتمي إليها أنصار اليمين، بالأساس أوساط المستوطنين. دافعهم سياسي بصورة أساسية. هم يحاولون إبعاد أنفسهم عن التهمة الصعبة الموجهة ضدهم، وأنهم في إطار معارضتهم لاتفاقات أوسلو، وبمساعدة الحاخامين الذين قدموا مظلة شرعية دينية، حرّضوا ضد رابين، وسمّموا الخطاب السياسي، وخلقوا جواً أدى إلى الاغتيال. أغلبية أعضاء هذه المجموعة، مثل سموتريتش، لا يجرؤون على القول، علناً، كما فعل حميش ومؤيدوه، إن عناصر الشاباك قتلت رئيس الحكومة. فقد كانوا حذرين، لكنهم استغلوا حقيقة فشل الشاباك في حماية رابين، متجاهلين أن التقصير جرى التحقيق فيه مطولاً، وأغلبية المسؤولين عنه تمت معاقبتهم. هم يحاولون فقط تقويض الادّعاء أن اليمين السياسي - بالأساس الأوساط المتطرفة التي تحولت حالياً إلى الخط السياسي السائد- أعدّت الأرضية للاغتيال الذي نفّذه يغآل عمير، الذي ينتمي إلى حركة بني عكيفا الصهيونية الدينية.
  • أحد أعضاء المجموعة الأخيرة هو شلومو فيلبر، الذي عُيّن مديراً عاماً للإعلام خلال ولاية نتنياهو، وكان شاهداً في الملف 4000، وحاول بكل قوته، من دون أن يحقق نجاحاً كبيراً، أن يبرّىء نتنياهو في شهادته. فكافأه نتنياهو عندما دفع مئات آلاف الشيكلات لشركته التي أجرت الاستطلاعات في الانتخابات الأخيرة.
  • ادّعى فيلبر، وهو من رجال الأعمال البارزين في مجلس يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، ورفاقه أن الجريمة لم يكن لها دوافع أيديولوجية، بل كانت "حادثة عمل" للشاباك. وبعد وقت قصير من الاغتيال، نشر فيلبر مقالاً في مجلة المستوطنين "نيكوداه"، طرح فيه العديد من التساؤلات. من بينها سؤال إذا سُمع قبل الاغتيال هتافات تقول "كذاب كذاب"، ومَن الذي أطلقها، وكيف استخدم الشاباك عميلاً له، هو أفيشاي رافيف الذي شكّل تنظيماً موقتاً سمح بالمشاركة في التظاهرات، وفي أعمال العنف ضد الفلسطينيين، ولماذا لم يعرف الشاباك أن رفيقه في التظاهرات وفي أعمال الشغب يخطط لاغتيال رئيس الحكومة.
  • وفي الواقع، حاول اليمين الاستيطاني منذ اللحظة الأولى توجيه التهمة إلى الشاباك. نتنياهو الذي كان رئيساً للمعارضة، يومها، ومن الخطباء البارزين في التظاهرة المشهورة في ساحة رابين، اتصل بي بعد أيام من الاغتيال، وحاول إقناعي بـأنه يجب التحقيق في سلوك الشاباك. وهو لم يقصد التحقيق في تقصير تأمين الحماية، بل فحص وجود علاقة محتملة بين عمير وبين الشاباك. قال لي: "Follow The Money"، وشرح لي أن عمير كان قبل أعوام موفداً لبني عكيفا من طرف منظمة "نتيف" في الاتحاد السوفياتي. ونظراً إلى أن "نتيف" كانت جزءاً من الأجهزة الاستخباراتية، لذا، يجب فحص ما إذا كان القاتل حصل على مال من جهاز استخباراتي.
  • من المحتمل أن سموتريتش يعتقد فعلاً أن الشاباك "شجّع" على اغتيال رابين. لكنه بكلامه هذا أراد أن يبعث برسالة إلى الشاباك، وإلى كل الأجهزة الاستخباراتية، توضح لهم مَن هم الأسياد الجدد في البلد. هو وشريكه بن غفير يريدان أن تتقوقع الأجهزة الاستخباراتية على نفسها، وأن تتوقف عن العمل ضد عنف المستوطنين، وأن تلغي اللواء اليهودي في الشاباك، والذي يتمركز عمله اليوم على جمع المعلومات الاستخباراتية، وعلى إحباط إرهاب اليمين المتطرف.
  • القوة التي جمعها حزبا سموتريتش وبن غفير في الانتخابات الأخيرة، بالإضافة إلى حالة فقدان الذاكرة لدى الشباب الإسرائيلي - يكفي أن نقرأ ما تداولته وسائل التواصل الاجتماعي بعد خطاب سموتريتش في الكنيست- كافيان لخلق أرض خصبة للاستمرار في الحديث عن نظرية المؤامرة هذه. لكن هذه النظرية تتغذى على غياب الشفافية العامة. فقد جرى حفظ وثائق الشاباك ووثائق سائر الأجهزة الاستخباراتية، وفقاً للقانون 2038. لكن في إمكان الشاباك السماح بنشر وثائق عندما يخدم هذا الأمر مصلحته. وهذا هو وقت القيام بذلك من أجل قطع الطريق على الافتراءات التي ينشرها سموتريتش، ووقْف أصدائها في وسائل التواصل، وفي الإعلام.

 

موقع "N12"، 8/11/2022
ولّى زمن أحزاب الوسط - اليسار كما عرفناها
عاموس مالكا - عسكري وكاتب
  • نتائج الانتخابات الأخيرة علمتنا الكثير عن الحملات الانتخابية، وقيادة الكتل، ومن يقف وراء الحملات الانتخابية، ما هو الحدث الموسمي الأكثر رواجاً "الترند" (بن غفير)، من أين يأتي وماذا يمكن أن نفعل في مواجهته، وفشل معسكر "فقط لا بيبي"، والكثير من الأمور الأُخرى. تعلمنا أيضاً كيف يمكن أن تتحول إمكانية التعادل 60:60، بعد عدّ الأصوات الصالحة، إلى نصر واضح 64:56. كلٌّ من هذه القضايا يستحق تحقيقاً معمقاً، لكنني متأكد من أنه لن يجري لعدم وجود ثقافة تحقيقات في السياسة.
  • أودّ أن أركز في هذه المقالة على الأحزاب التي انتهى زمنها، إلاّ إذا قامت بتغيير استراتيجي عميق جداً، وحتى في هذه الحالة، لست متأكداً من أن تغييراً كهذا سيحدث. سأهاجم بصورة خاصة أحزاب المعسكر الذي أردت أن يحقق إنجازاً أفضل من هذا بكثير.

ولّى زمن "حزب العمل" وميراف ميخائيلي

  • منذ أول مرة انتخبت فيها، حتى قبل عشرة أعوام، انتخبت دائماً "حزب العمل". ما حدث لهذا الحزب في العقد الأخير صادم لدرجة أنه يبرر اختفاءه. على الرغم من أن اسم هذا الحزب يرتبط بالفصل الأهم المتعلق بإقامة الدولة وقيادتها.
  • من حزب وسطي - يساري اتّجه الحزب يساراً أكثر من اللازم. من حزب مع نواة قيادية غنية ونوعية، إلى حزب يقطع رؤوس قياداته بوتيرة لا تُصدّق (بيرس، باراك، متسناع، هرتسوغ، غباي، بيرتس، وميخائيلي...).
  • بداية انهيار الحزب بدأت بين الانتخابات للكنيست الـ20، عندما حصل الحزب على 24 مقعداً تحت عنوان "المعسكر الصهيوني"، وما بين انتخابات الكنيست الـ21، حين حصل فقط على 6 مقاعد. عملياً، بعد عزل هرتسوغ واختيار آفي غباي، بدأت الاستطلاعات تشير إلى احتمال حصوله على عدد مقاعد تحت الـ10. بني غانتس انتبه إلى هذا الاحتمال، واستبدل حزب العمل بحزب يوجد مستقبل في تحالف أزرق أبيض. منذ تلك اللحظة، تحول الحزب، الذي أقام الدولة وقادها، إلى حزب يساري هامشي وغير ضروري بتاتاً.
  • في الانتخابات الأخيرة، رأينا حزباً استعلائياً من دون أيّ مضمون خاص، ومع قائمة متوسطة وأقل من ذلك، وقائدة رفضت، باستعلاء، الاتحاد مع "ميرتس"، وبذلك تتحمل المسؤولية (إلى جانب ميرتس) عن التراجيديا التي حدثت لـ"ميرتس". وها هي ميخائيلي، كما رأيناها، تهاجم لبيد!
  • شكراً لـ"حزب العمل" التاريخي، مع السلامة، ومن دون إلى اللقاء مع "حزب العمل" الحالي. مع السلامة لميخائيلي، ومن دون إلى اللقاء.

ولّى زمن "ميرتس"

  • غرّدت عدة مرات خلال الأسابيع الأخيرة أن قيادات "ميرتس" تبدو في أغلب الأحيان كمحامين للفلسطينيين. هكذا مثلاً، وبدلاً من الدفاع عن جنود الجيش في مقابل العمليات "الإرهابية"، تنتقد زهافا غلؤون وزير الأمن الذي يوزع القوات بشكل محدد. موسي راز أيضاً، الذي لم ينجح الصحافي عوفر حداد خلال لقاء معه بجعله يدين ما قالته عايدة توما - سليمان. "أدين العنف من جميع الأطراف"، كان أقصى ما يمكن أن يصرّح به خلال اللقاء. منذ أعوام، ومع كل حدث أمني، نستمع إلى "ميرتس" وهم يتحدثون عن الطرف الآخر المسكين، ولا كلمة تقريباً عن مصلحتنا الأمنية، تقريباً ولا كلمة إدانة. إذاً، أين المفاجأة حين يفضّل الجمهور بن غفير عليكم؟
  • أحسنت زهافا غلؤون في خطاب التراجيديا بعد الانهيار، حين قالت: "إنها كارثة للدولة، كارثة للحزب وكارثة شخصية لي." هذا بالإضافة إلى أنها قالت إنه من المعيب التفكير في أن "ميرتس" حزب شولاميت ألوني ويوسي ساريد أصبح في الخارج، وبن غفير في الداخل. سأقول لك زهافا، ميرتس الخاصة بك ليست "ميرتس" ألوني وساريد، بالضبط كما أن "العمل" التابع لميخائيلي هو ليس حزب "العمل" في أيام رابين وبيرس.
  • لديكِ 4 أعوام للتفكير فيما إذا كان لـ"ميرتس" مبرر وجود أصلاً، وإن كان نعم، فما القيم والرسائل الجديدة التي ستقوم بها إذا قامت. الأكثر حكمة مني قالوا إنه لو استمر العمل بالطريقة نفسها والقيام بالأمور نفسها، فلا يمكن توقُّع نتيجة مختلفة.

ولّى زمن 4 أحزاب عربية متفرقة

  • المكتوب كان واضحاً من عنوانه، منذ لحظة انفصال التجمع، وصولاً إلى رفض توقيع اتفاق فائض الأصوات. هناك أهمية لتمثيل عادل للمجتمع العربي، أوصي بالتعلم من منصور عباس بشأن تغيير الطريقة، بين الحاجات اليومية وبين الوقوف كمدافعين عن الشعب الفلسطيني. جمهوركم يريد قيادة تعمل من أجله أكثر مما تعمل من أجل الشعب الفلسطيني. إن لم تتوحدوا ولم تتبنوا المزيد مما يطرحه منصور عباس، ستستمر خسارتكم.

ولّى زمن تعدُّد أحزاب الوسط

  • انتهى زمن حزبيْ وسط يتنافسان، الواحد مقابل الآخر، بدلاً من التوحد ضد المنافس السياسي.
  • لا يوجد أيّ فرق في الجوهر ما بين "أبيض أزرق" و"يوجد مستقبل"! لذلك، لا مبرر لحزبين في الخانة نفسها. صحيح، مررتم بصدمة بعد أن انضم غانتس إلى نتنياهو، ولكن، إن بقيتم في حالة ما بعد الصدمة واستمريتم في القتال، الواحد ضد الآخر، بدلاً من قيادة معسكر مثل نتنياهو، ستستمر الخسارة.
  • تماسكوا، نظموا صفوفكم من جديد، تبنّوا رسائل، ومضامين وقيماً غير مبنية على الإلغاء. اقرأوا الساحة بصورة مختلفة واستعدوا للمرة المقبلة. وإن لم تقوموا بهذا، فسيبدأ التلاشي كما حدث مع "حزب العمل".