مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
مسؤولون أمنيون إسرائيليون أعربوا عن خشيتهم من احتمال قيام إيران بالانتقام لاغتيال أحد مستشاري القوات الجوية الفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني
توقيع اتفاق ائتلافي بين حزبيْ الليكود و"نوعم" وتولية رئيس الأخير رئاسة مديرية لـ"الهوية القومية اليهودية" في مكتب رئيس الحكومة
غانتس: الاتفاق الائتلافي بين حزبيْ الليكود و"عوتسما يهوديت" ستكون له تداعيات خطرة على إسرائيل ويعني إقامة جيش خاص لبن غفير
تقرير: الطاقم الدبلوماسي الإسرائيلي التابع لوزارة الخارجية احتج على تعامُل القطريين مع الطواقم الإعلامية والمشجعين من إسرائيل في المونديال
تقرير: بينت يشيد برئيس راعام لشجاعته وانضمامه إلى حكومته ويعرب عن أمله بأن تنجح الحكومة المقبلة في توحيد المجتمع الإسرائيلي
مقالات وتحليلات
الأهداف المقبلة لحلف الراديكاليين
تقديرات إسرائيلية: بسبب مساعدة روسيا، احتمالات الوصول إلى اتفاق نووي مع إيران ضئيلة
لماذا يكرهون إسرائيل في قطر؟
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
موقع قناة التلفزة الإسرائيلية "كان 11"، 28/11/2022
مسؤولون أمنيون إسرائيليون أعربوا عن خشيتهم من احتمال قيام إيران بالانتقام لاغتيال أحد مستشاري القوات الجوية الفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني

قالت قناة التلفزة الإسرائيلية "كان 11" [تابعة لهيئة البث الرسمية الجديدة] مساء أمس (الأحد) إن مسؤولين أمنيين إسرائيليين أعربوا عن خشيتهم من احتمال قيام إيران بالانتقام لاغتيال أحد مستشاري القوات الجوية الفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني داود جعفري في انفجار عبوة ناسفة زُرعت في جانب الطريق بالقرب من دمشق يوم الأربعاء الماضي.

وأضافت قناة التلفزة أن القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي شارك في جنازة الجعفري، الأمر الذي يدل على مكانة هذا الأخير ودوره في التنظيم.

وكان الحرس الثوري الإيراني اتهم إسرائيل بالمسؤولية عن الاغتيال، وقال إن العملية نُفّذت على أيدي عملاء لإسرائيل، وأكد أن هذه الأخيرة ستتلقى الرد على جريمتها. وأوردت وكالة "فارس" للأنباء أن جعفري ينتمي إلى القوات الجوية الفضائية التابعة للحرس الثوري، وقُتل في إثر انفجار عبوة ناسفة.

وكانت القناة نفسها أفادت الأسبوع الماضي، نقلاً عن مصادر أمنية وصفتها بأنها مطلعة، بأن إسرائيل قامت منذ عدة أسابيع بزيادة إجراءات حماية كبار المسؤولين في الجهاز الأمني، ولا سيما مسؤولي جهاز الموساد السابقين الذين يمكثون في الخارج.

"معاريف"، 28/11/2022
توقيع اتفاق ائتلافي بين حزبيْ الليكود و"نوعم" وتولية رئيس الأخير رئاسة مديرية لـ"الهوية القومية اليهودية" في مكتب رئيس الحكومة

تم مساء أمس (الأحد) توقيع اتفاق ائتلافي بين حزب الليكود وحزب "نوعم" المُناهض للمثليين جنسياً والشريك في تحالُف "الصهيونية الدينية".

ويُعتبر "نوعم" الطرف الثاني في تحالُف "الصهيونية الدينية" الذي يوقّع اتفاقاً مع الليكود، بعد أن تم توقيع الاتفاق الأول مع حزب "عوتسما يهوديت" ["قوة يهودية"]، بزعامة عضو الكنيست إيتمار بن غفير، في نهاية الأسبوع. وفي الوقت نفسه، تتواصل اتصالات الليكود مع كلٍّ من شاس ويهدوت هتوراه و"الصهيونية الدينية".

ووفقاً للاتفاق مع "نوعم"، ستتم إقامة مديرية لـ"الهوية القومية اليهودية" في مكتب رئيس الحكومة برئاسة رئيس "نوعم" عضو الكنيست آفي معوز، وسيتم تعيينه في منصب نائب وزير، وسيكون أيضاً مسؤولاً عن عدة وحدات، بما في ذلك منظمة "ناتيف"، التي تعمل بين اليهود وعائلاتهم في الاتحاد السوفياتي السابق لتقوية علاقتهم بدولة إسرائيل.

وأثار الاتفاق بين الليكود و"نوعم" ردات فعل غاضبة في صفوف المعارضة.

وقال رئيس الحكومة المنتهية ولايته ورئيس حزب "يوجد مستقبل" يائير لبيد في بيان صادر عنه: " بمرور كل يوم، يبدو أنه بدلاً من إقامة حكومة يمينية كاملة، يتم هنا تأليف حكومة تهوُّر كاملة. وحقيقة أن نتنياهو سيعيّن آفي معوز نائباً للوزير في مكتب رئيس الحكومة ليس أقل من الجنون."

وقال وزير الدفاع المنتهية ولايته ورئيس "المعسكر الوطني" بني غانتس إن "مديرية الهوية القومية"، التي سيتولى معوز رئاستها، لن تكرّس هوية يهودية، بل هوية عنصرية. ودعا إلى مواجهة حكومة نتنياهو المتطرفة بكل الوسائل المتاحة.

"معاريف"، 28/11/2022
غانتس: الاتفاق الائتلافي بين حزبيْ الليكود و"عوتسما يهوديت" ستكون له تداعيات خطرة على إسرائيل ويعني إقامة جيش خاص لبن غفير

قال وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس إن الاتفاق الائتلافي الذي جرى توقيعه يوم الجمعة الماضي بين حزبيْ الليكود و"عوتسما يهوديت" ["قوة يهودية"] وتعيين رئيس هذا الأخير عضو الكنيست إيتمار بن غفير وزيراً للأمن الداخلي، بعد تغيير اسم هذه الوزارة إلى وزارة الأمن القومي، ستكون له تداعيات خطرة على إسرائيل ويعني إقامة جيش خاص لبن غفير.

وجاءت أقوال غانتس هذه في بيان نشره في صفحته على موقع "فايسبوك" وذكر فيه أيضاً أن الاتفاق الائتلافي بين نتنياهو وبن غفير يشير إلى الاتجاه الذي تسير نحوه الحكومة المقبلة، وهو اتجاه تفكيك صلاحيات الحكومة إلى شظايا وزارات، وفقاً لمصالح سياسية، وتفكيك أُطر عسكرية في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] بقصد استهداف الأداء العملاني للجيش والشرطة الإسرائيليين.

وقال غانتس: "إن فصل صلاحيات الإدارة المدنية بين وزارتيْ الدفاع والمال، وممارسة القوة الأمنية في يهودا والسامرة بين وزارتيْ الدفاع والأمن الداخلي، قد يجلبان إلينا ضغوطاً دولية شديدة بسبب القيام بضم فعلي في يهودا والسامرة من دون أن نستفيد شيئاً، لا في الأمن ولا على الأرض، وهذا يؤدي إلى ضعف إداري، وإلى ضعف أمني كبير. وفكرة إنشاء جيش خاص لبن غفير في يهودا والسامرة تشكل خطراً على ممارسة القوة، وستنتج أخطاء أمنية جدية."

وأشار غانتس إلى أن وضعاً كهذا سيؤدي إلى تناقضات على الأرض وإخفاق أمني خطِر، سيكون نتنياهو مسؤولاً عنه. وأضاف أنه في جميع الأحوال، يوجد مسؤول واحد عن الأمن القومي بجميع عناصره هو رئيس الحكومة، ولا يمكن أن نرى في خطوة نتنياهو هذه سوى اعتراف بأن رئيس الحكومة الحقيقي سيكون بن غفير.

موقع قناة التلفزة الإسرائيلية 13، 28/11/2022
تقرير: الطاقم الدبلوماسي الإسرائيلي التابع لوزارة الخارجية احتج على تعامُل القطريين مع الطواقم الإعلامية والمشجعين من إسرائيل في المونديال

قالت قناة التلفزة الإسرائيلية 13 مساء أمس (الأحد) إن الطاقم الدبلوماسي الإسرائيلي التابع لوزارة الخارجية، والذي يمكث موقتاً في قطر، احتج أمام السلطات المحلية، وأيضاً أمام الاتحاد الدولي لكرة القدم [الفيفا]، على تعامُل القطريين مع الطواقم الإعلامية الإسرائيلية، ومع المشجعين من إسرائيل في المونديال.

وأضافت قناة التلفزة أن الرسالة التي قام الطاقم المذكور بإيصالها إلى القطريين، فحواها أن مسؤولية ما حدث، وما سيحدث، في دولتهم تقع عليهم، وأن التوقعات الإسرائيلية هي السماح للطواقم الإعلامية بالعمل بحُرية صحافية كاملة، والسماح للمشجعين الذين وصلوا لمشاهدة المباريات بالتجوّل بصورة آمنة.

ووفقًا للقناة، يأتي هذا على خلفية تسجيل عدد من حوادث التهجم على مشجعين إسرائيليين، وأيضاً تعرُّض صحافيين إسرائيليين جاؤوا لتغطية المباريات لعدد من المواقف تمت خلالها مهاجمتهم لفظياً ومعاملتهم بشكل عدواني وهجومي من جانب مشجعين ومواطنين وسكان قطريين وعمال في الملاعب وغيرهم.

وأوضحت القناة أن مجلس الأمن القومي الإسرائيلي أجرى خلال الأيام الأخيرة نقاشات متواصلة بعد مشاهد شرائط الفيديو التي وصلت من قطر بشأن التعامل مع الإسرائيليين، وتناولت النقاشات إمكانية تحديد التعليمات للإسرائيليين الموجودين في الألعاب، وما إذا كان هناك حاجة لتشديد التحذير من السفر.

"معاريف"، 28/11/2022
تقرير: بينت يشيد برئيس راعام لشجاعته وانضمامه إلى حكومته ويعرب عن أمله بأن تنجح الحكومة المقبلة في توحيد المجتمع الإسرائيلي

أشاد رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق نفتالي بينت برئيس حزب راعام [القائمة العربية الموحدة] عضو الكنيست منصور عباس، لشجاعته وانضمامه إلى حكومته، وأعرب عن أمله بأن تنجح الحكومة المقبلة في توحيد المجتمع الإسرائيلي.

وجاءت إشادة بينت هذه في سياق مقال رأي نشره في صحيفة "نيويورك تايمز" أمس (الأحد)، وكتب فيه أيضاً: "لقد وصفنا أنفسنا بأننا حكومة حُسن نية. وأثبتنا لأنفسنا ولمن كان خارج ائتلافنا أن أشخاصاً مع آراء سياسية مختلفة جذرياً يمكن أن يعملوا معاً بشكل جيد للغاية. إن العالم أكثر استقطاباً من أي وقت مضى، ولكن النموذج الذي قدمناه كان نموذج تعاوُن ووحدة، تتجاوز فيه قومك من أجل بلدك."

وخصّ بينت منصور عباس بمديح خاص، قائلاً إنه بينما كان لديه في البداية رأي سلبي عن زعيم راعام، إلا أنه سرعان ما تغيّر.

وكتب بينت بهذا الشأن: "اكتشفت قائداً شجاعاً في سنّي تقريباً، وتبين أنه رجل بمعنى الكلمة. وكلانا رجلان مؤمنان، ولذا سرعان ما اتفقنا على أنه مهما كانت الخلافات العقائدية التي قد تكون بين اليهودية والإسلام، فسوف ندع التعامل معها إلى الله. وسنعمل معاً هنا والآن لتوفير تعليم أفضل ووظائف أفضل وشوارع أكثر أمناً للإسرائيليين وللعرب."

وأضاف بينت: "يتم الآن تأليف حكومة جديدة في إسرائيل، وآمل بأن يفهم قادتها أن التحدي الأكبر الذي يواجه إسرائيل هو الحفاظ على تماسُك جميع أجزاء المجتمع الإسرائيلي."

ووفقاً لبينت، فإن سبب نجاح حكومته في تمرير تشريعات كانت "قاعدة 70/70" التي قال إنها تعكس حقيقة أن نحو 70% من الإسرائيليين يتفقون على 70% من القضايا. وأضاف: "إن جميعنا متفقون على أننا بحاجة إلى قطارات وطرق أفضل، وإلى تعليم أفضل، وإلى أمن أكثر وتكلفة معيشية أقل. لكننا نختلف على الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني والدين والدولة والطبيعة المرغوب فيها لنظامنا القانوني. لذلك، ركزت حكومتي على إنجاز نسبة 70%، بدلاً من الجدل اللانهائي في القضايا التي لم نتفق عليها. اتفقنا جميعاً على أن هذه الحكومة لن تصر على السيادة الإسرائيلية على المناطق [المحتلة]، ولن تسلمها للفلسطينيين. وبالمثل، قررنا عدم إصدار تشريعات بشأن أي مسائل دينية أو قانونية متنازع عليها."

وأضاف بينت أنه من خلال عدم لمس أكثر القضايا حساسية من الناحية السياسية، كان في إمكان أعضاء حكومته المكونة من أعضاء كنيست من مختلف الأطياف السياسية أن "يبدؤوا بالنظر إلى بعضهم البعض كأشخاص محترمين يعملون لمصلحة إسرائيل، وليس كشياطين كما كان يصف أحدنا الآخر."

وختم بينت قائلاً: "على الرغم من أن حكومتي عملت لمدة عام واحد فقط، فإنني أعتقد أننا قدمنا صورة فريدة ونموذجاً من كيفية تعاوُن مجتمع شديد الاستقطاب. إن تلك الصورة الجميلة التي نُقشت في القلوب والعقول لا يمكن محوها بسهولة."

يُذكر أن بينت قدّم في وقت سابق من هذا الشهر استقالته رسمياً من منصب رئيس الحكومة البديل. وكان أعلن نيته ترك الحياة السياسية بعد انهيار ائتلاف حكومته والدعوة إلى إجراء انتخابات جديدة في حزيران/يونيو الفائت.

ودعا بينت في رسالة استقالته حكومة اليمين الجديدة المتوقعة إلى عدم الدوس على اليسار، كما حضّ اليسار الإسرائيلي على عدم الشعور باليأس بسبب نتيجة الانتخابات التي شهدت نجاح كتلة اليمين بقيادة حزب الليكود، الذي يترأسه بنيامين نتنياهو، في الفوز بأغلبية مع 64 مقعداً في الكنيست.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"يديعوت أحرونوت"، 28/11/2022
الأهداف المقبلة لحلف الراديكاليين
ناحوم برنيع - محلل سياسي
  • الآن، بعد أن حُسمت المعركة على الشرطة لمصلحة الإرهابي المعروف [وزير الأمن القومي بن غفير] ومجموعة الأشرار التي ترافقه، يتوجه الانتباه إلى مؤسسات الدولة التي تأتي على القائمة لاحقاً. ويجب على القارىء ألاّ يُفاجأ إذا قالوا له إن المحكمة العليا والنيابة العامة للدولة هما الهدف الأول البديهي. كما عليه ألاّ يُفاجأ عندما يعلم بأن وزير العدل المقبل ياريف ليفين هو الشخصية الأكثر مكراً في الحكومة المقبلة. ليفين لن يخزن الوقود ليشعل الطرقات، ولن يحطم البسطات في سوق الخليل، هو شخص مهذب، لكن هناك ناراً تشتعل في داخله، وهو لا يقل راديكاليةً عن حليفيه الشريريْن بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير. وهو الذي يدفع بنيامين نتنياهو إلى حافة الهاوية.
  • الهدف الثاني هو الشاباك. والمستهدف أيضاً عملياته لإحباط الإرهاب اليهودي و"الإرهاب" العربي. تركيبة المجلس الوزاري المصغر والصلاحيات التي أُعطيت لبن غفير في الاتفاق الائتلافي تطرح تساؤلات بشأن المكانة الحالية للجهاز في اتخاذ القرارات في الحكومة في كل ما له علاقة بالسياسة في المناطق واستمرار تعاوُنه مع الأجهزة الفلسطينية. وسيجري الضغط من أجل تغيير قانون الشاباك، بحيث يصبح يُفرض عليه، بخلاف رغبته، إجراء تحقيقات جنائية في القطاع العربي. وسيطالب الوزراء الجدد بسياسة جديدة حيال منفّذي العمليات "الإرهابية" من العرب. وسيكون أحد المطالب فرض عقوبة الإعدام. وإذا ادّعى رئيس الشاباك أن هذا لن يفيد بل سيضر، فسيُتّهم باليسارية.
  • الهدف الثالث هو الجيش الإسرائيلي. سيستلم هرتسي هليفي منصبه كرئيس للأركان في فترة تحديات كثيرة. ويتحدث المقربون من نتنياهو عن أن هذا الأخير يعود إلى رئاسة الحكومة مع هدف واضح - القضاء مرة واحدة وإلى الأبد على البرنامج النووي الإيراني. ثمة شك في أن هذا يمكن أن يحدث، وفي أن نتنياهو جدّي فعلاً في نياته. الدرس من التجربة السابقة لا يبشر بالخير. مع حكومات مثل هذه الحكومة، لن نصل إلى طهران، بل على الأرجح، سنصل إلى لاهاي.
  • في هذه الأثناء، فرض النظام في المناطق يقسّم الجيش الإسرائيلي من الداخل. الحادثة التي وقعت في نهاية الأسبوع، والتي شوهد فيها جنديان من لواء غفعتي، أحدهما من الأشرار والآخر أحمق، يدخلان في مواجهة مع نشطاء يساريين في الخليل، هي فقط البداية. المواجهات مع السكان المدنيين في المناطق، يهوداً كانوا أم عرباً، هي دائماً مؤذية، واللهجة الخطابية التي يستخدمها الوزراء الجدد في الحكومة تزيد في حدة المشكلة.
  • أفترض خلال فترة ولاية الحكومة المقبلة أن عدد الذين يقومون بخدمتهم العسكرية الإلزامية في الفرقة 8200 سيتدنى، وفي سلاح الجو أو البحر، وفي الوحدات الخاصة. وإذا كانت الخدمة في غفعتي، وفي غولاني وناحل، وفي سلاح المدرعات، تعني أشهراً طويلة من القيام بعمليات الأمن الجاري في يتسهار والخليل وملاحقة راشقي الحجارة في قلندية - فإن الاهتمام بالخدمة في الفرق القتالية سينخفض. ولن يسارع المقاتلون الجيدون إلى الانضمام إلى مجال الخدمة الدائمة. هل تعتقدون أن غادي أيزنكوت، أو بني غانتس، وحتى يوآف غالانت، كانوا سينضمون إلى الجيش النظامي الذي يرفع شعار الحرب الأهلية؟ وهل سيتقاسمون خيامهم مع مقاتلين، مَثلهم الأعلى بن غفير؟ حالياً، الجيش الإسرائيلي هو جيش نصف الشعب. الجيش الذي يعتمد على مقاعد سموتريتش السبعة ومقاعد بن غفير السبعة ليس جيش الشعب، ولن يكون جيشاً منتصراً. سيكون جيش فلاديمير بوتين.
  • كل هذا كلام يطمئن أشخاصاً يفهمون في السياسية. ما إن يجلس الوزراء الجدد في مقاعدهم الجلدية حتى تنخفض شهيتهم، وسيغرقون في سحر المنصب. تملُّق الموظفين، حجم الحاشية المرافقة لهم، المال والنفوذ، والوصول إلى أسرار الدولة. انتبهوا إلى الأقوال المعتدلة في المقابلات مع بن غفير، وإلى الكلام الصادر عن زوجته. تذكروا ما قالوه عن بيغن عندما وصل إلى السلطة؛ وماذا قالوا عن شارون؛ وما قالوه عن نفتالي بينت ويائير لبيد. كل الرعب تبين أنه غير حقيقي. في نهاية الأمر، كل حكومة ستخضع أمام التحديات اليومية. ونتنياهو يدرك ذلك أكثر من أي شخص آخر: بهدوء، وعندما لا يكون شركاؤه حوله، يبعث برسائل مطمئِنة. هو الآن بحاجة إلى المتطرفين للتخلص من محاكمته. بعدها سيتخلص منهم ويذهب إلى مكانه الطبيعي في الوسط.
  • في الائتلافات السابقة، كان هناك تنوع في الآراء. وكان من الصعب، وأحياناً من المستحيل تأليف حكومة من طرف واحد. هذا الائتلاف مختلف: فهو يعتمد على جمهور تعلّم رفض الجمهور الآخر. المجتمع المنقسم يؤدي إلى حُكم منقسم. هذا ما يجري في الولايات المتحدة، وهذا يجري هنا. وهذا الوقت ليس مناسباً للاسترخاء.

 

"هآرتس"، 28/11/2022
تقديرات إسرائيلية: بسبب مساعدة روسيا، احتمالات الوصول إلى اتفاق نووي مع إيران ضئيلة
يوناتان ليس - صحافي
  • تشير التقديرات في إسرائيل إلى أن التقارب بين إيران وروسيا أضر كثيراً، باحتمالات تجديد الاتفاق النووي. وبحسب التقديرات، فإن استعداد الولايات المتحدة والدول الأوروبية للعودة إلى الاتفاق النووي "قريبة من الصفر"، حتى لو لم تتم إزالة الموضوع كلياً عن الطاولة. وعلى الرغم من ذلك، فإنه توجد مخاوف في إسرائيل من أن التعاون بين الدولتين سيسمح لإيران بالتزود بقدرات هجومية مُحسّنة.
  • حتى الآن، قدّروا في الغرب أن الانتخابات النصفية الأميركية ستخلق فرصة للدفع قدماً بالاتفاق، وأن إيران ستتنازل في نهاية المطاف. الافتراض الحالي مختلف كلياً: التعاون ما بين إيران وروسيا، والذي ترفضه الدول الأوروبية بسبب اجتياح أوكرانيا، يلقي بظلاله على قدرة الدول العظمى على تشكيل جبهة موحدة أمام طهران في الموضوع النووي. أحد المخاوف المركزية لدى الدول الغربية التي تخوض المفاوضات له علاقة بقدرة روسيا على القيام بالدور المكلفة به في الاتفاق الأصلي: مراقبة إخراج مخزون اليورانيوم المخصّب من الأراضي الإيرانية، كما هو مطلوب.
  • من هذه الناحية، التطورات الأخيرة تخدم إسرائيل التي تسعى لإحباط الاتفاق. مسؤولون إسرائيليون طالبوا إدارة بايدن بتشديد العقوبات ضد إيران بسبب التقدم في المشروع النووي، اكتشفوا مؤخراً أن الإدارة في واشنطن مجندة للمعركة لأسباب أُخرى. فإلى جانب وقوف إيران إلى يمين فلاديمير بوتين، هناك أيضاً الاحتجاجات الشعبية في الدولة والأخبار عن خرق حقوق الإنسان من جانب النظام هناك. كل هذا شجع الولايات المتحدة والدول الأوروبية على تعميق نظام العقوبات.
  • في هذه المرحلة، لا يزال من المبكر التقدير ما إذا كان هذا الخط العدواني سيؤثر في إيران في مجال البرنامج النووي. فعلى الرغم من أن العقوبات محسوسة جيداً في الدولة، فإنها لم تغيّر سياساتها: الأسبوع الماضي هاجمت مسيّرة إيرانية سفينة بملكية جزئية إسرائيلية في خليج عُمان، نظام آية الله أعلن توسيع تخصيب اليورانيوم، ومؤسسات حقوق الإنسان أشارت إلى تعزيز الهجوم ضد المتظاهرين في الشوارع. هذه كلها إشارات إلى أن إيران بعيدة عن فهم الرسالة الغربية.
  • وفي المقابل، تزداد المخاوف في إسرائيل من أن التعاون ما بين إيران وسورية سيمنح الإيرانيين معرفة وخبرة لمساعدتهم على مهاجمة أهداف في الشرق الأوسط. شخصيات إسرائيلية تتابع، بقلق، تزويد روسيا بمسيّرات إيرانية وتبادُل المعلومات بين الدولتين في هذا السياق. رئيس مكتب الأمن القومي إيال حولاتا حذّر الأسبوع الماضي، في خطاب ألقاه في معهد IISS في البحرين، من إمكانية أن تزود موسكو إيران بصواريخ باليستية قصيرة المدى، كجزء من تعميق التعاون بينهما.
  • قال مصدر سياسي لـ"هآرتس" إن إسرائيل عبّرت عن مخاوفها أمام الحكومة في موسكو، خلال محادثة أجراها السفير الإسرائيلي مع نائب وزير الخارجية الروسي. مصدر آخر لديه خبرة في الموضوع، قال إنه "لم يكن لإيران حتى اليوم خبرة عملياتية جدية في موضوع التسلح." وأضاف أن "المعركة في أوكرانيا بأسلحة تعرفها إيران جيداً، يمكن أن تسمح لها بمراكمة معرفة ناجعة أكثر بتفعيل المسيّرات وإطلاق الصواريخ والقذائف."
  • يوم الأحد الماضي، قال رئيس قسم الاستخبارات في الجيش الجنرال أهارون حاليفا إن إيران في الوقت القريب "ستتسلى بتخصيب" اليورانيوم لدرجة 90%، الذي يسمح بإنتاج قنبلة نووية. بعد ذلك بيوم، أعلنت طهران للوكالة الدولية للطاقة الذرية نيتها توسيع تخصيب اليورانيوم في مفاعل فوردو بنسبة أقل بكثير، 60%.
  • في أيلول/سبتمبر المنصرم، عرض وزير الدفاع بني غانتس أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة معلومات استخباراتية لدى إسرائيل، تشير إلى أنه جرى تطوُّر جدي على البرنامج النووي الإيراني في العام الأخير. وخلال جلسة مع السفراء، طالب المجتمع الدولي بـ"خطط عملياتية، وسياسية واقتصادية، والعمل في مجلس الأمن ضد إيران"، كما طالب باستنفاد تحقيق وكالة الطاقة الذرية ضدها في كل ما يخص بقايا اليورانيوم التي وُجدت في مواقع غير معلنة. وبحسب غانتس، فإن إيران عززت إنتاج أجهزة الطرد المركزي المتطورة في العام الأخير بـ"مئات عديدة"، والآن، لديها على الأقل ضعف الكمية التي كانت لديها سابقاً في مفاعليْ نتانز وفوردو. وأضاف غانتس أنه "في مفاعل فوردو، حيث يُمنع تخصيب اليورانيوم، بحسب الاتفاق النووي الذي لا تزال إيران ملزمة به طورت إيران قدراتها على التخصيب." ووفقاً له "إذا قررت إيران، فتستطيع الانتقال إلى تخصيب بنسبة 90%."
  • حينها، دعا غانتس المجتمع الدولي إلى العمل ضد إيران بأقرب وقت ممكن، وقال: "الجهة الأكبر التي تزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط هي إيران. إيران يمكنها أن تدفع إلى الإرهاب وسباق التسلح. أنا مؤمن بأنه من الممكن منع ذلك، والآن هو وقت العمل. إيران تهدد الاقتصاد العالمي، وموارد الطاقة، وتؤثر في أسعار الغذاء والتجارة، وفي حرية الملاحة والاستقرار في الشرق الأوسط. تقوم بهذا كله الآن، وإذا كان لديها غطاء نووي، فإن الأمور ستغدو أصعب."

 

"هآرتس"، 27/11/2022
لماذا يكرهون إسرائيل في قطر؟
روعي شفارتس - صحافي
  • المفاجأة الكبرى في المونديال حتى الآن، إذا حكمنا من التقارير الكثيرة للصحافيين الإسرائيليين في قطر، هي أن الناس هناك لا يحبون إسرائيل. غريب! كيف يمكن لمواطنين في دولة ليس لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل أن يكونوا مُعادين لنا. وصادم أن دولة تعبّر عن تأييدها للنضال الفلسطيني ضد القمع الإسرائيلي لا تستقبل بمودة أولئك الذي يرمزون إلى الاحتلال.
  • لكن ما هو ذنب الصحافيين؟ هم جاؤوا إلى قطر، فقط لتغطية الحدث، واستُقبلوا بـ"مونديال الكراهية"، بحسب العنوان الأول في "يديعوت أحرونوت" في الأمس. راز شاخنيك، موفد الصحيفة وصاحب الخبر، كتب في نهاية الأسبوع على وسائل التواصل الاجتماعي: "كنت أعتقد دائماً أن المشكلة هي مع الحكومات، ومع الحكام. وربما لدينا. لكن في قطر، تعرفت إلى حجم كراهية الناس في الشارع."
  • هل كراهية العرب عموماً غير موجودة لدى شرائح من الناس في الشارع عندنا؟ يبقى أن نشرح من أين أتى الذين انتخبوا أعضاء الكنيست الذين لا يريدون حل النزاع مع الفلسطينيين؛ ويشجعون بناء المزيد من المستوطنات والبؤر الاستيطانية، ويعمّقون القمع وإدامة ظلم الاحتلال؟ هل هم مخلوقات من كوكب آخر؟ هل هم مواطنو دول معادية؟ وربما القطريون أنفسهم؟
  • لكن يجب ألا نذهب بعيداً من أجل حل اللغز، أو بكلمات أُخرى من أجل دحض الادعاءات بأن المقصود فقط حكومات، وليس مواطنين، وأن الجو العام لا علاقة له بالجمهور. مَن أعطى صوته للإنجاز الكبير الذي حققه اليمين المتطرف في الانتخابات الأخيرة؟ مَن هم هؤلاء الذين يصرخون "الموت للعرب" في مدرجات ملاعب كرة القدم، وفي المؤتمرات السياسية؟ مَن هم هؤلاء الذين ينتظرون لمعرفة ما إذا كان القتيل يهودياً أو عربياً من أجل تعزية العائلة، ومَن هم غير المقتنعين بالحاجة إلى قيام دولة فلسطينية، وفقاً لاستطلاعات الرأي؟
  • هل من المحتمل أن كل هؤلاء لا يفرّقون فعلاً بين أفعالهم وبين الوضع الفعلي؟ وبين معتقداتهم وبين البطاقة التي وضعوها في صناديق الاقتراع؟ وبين يوتوبيا إسرائيل الكاملة – من البحر إلى النهر - وبين الواقع في المناطق؟
  • ربما هم ببساطة، لا يعلمون ولا يريدون أن يعرفوا ماذا يجري وراء جدار الفصل. وإذا كانوا من الإعلاميين، الجهل ليس أقل من تقصير؛ وهو فشل في فهم أن احتلالاً مزدوجاً لمدة 55 عاماً مترافقاً بعدم مبالاة عامة من الجمهور لا يساوي حباً بلا حدود.