مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
أكثر من 90 دولة أعربت عن قلقها حيال الخطوات العقابية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين
تعيين هرتسي هليفي رئيساً لأركان الجيش الإسرائيلي الـ23
"حماس" توضح: "الاحتلال لن يحصل على جنوده إلا بواسطة صفقة تبادُل للأسرى"
مقالات وتحليلات
كوخافي ترك وراءه جيشاً ممتازاً، وهرتسي هليفي هو وريثه الطبيعي
هامش المناورة تقلص، و"حماس" تفضل الفيديوهات على الصواريخ
التغييرات القضائية تضع قائد الأركان وقيادات الجيش في خطر
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"هآرتس"، 16/1/2023
أكثر من 90 دولة أعربت عن قلقها حيال الخطوات العقابية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين

أكثر من 90 دولة وقّعت بياناً أعربت فيه عن قلقها العميق حيال الخطوات العقابية التي تتخذها إسرائيل ضد السلطة الفلسطينية بعد توجُّهها إلى الأمم المتحدة. في كانون الأول/ديسمبر الماضي، تمت الموافقة على الاقتراح الفلسطيني، الطلب من محكمة العدل الدولية في لاهاي إبداء رأيها في التداعيات القانونية لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية والقدس الشرقية. ومن بين الدول الموقّعة للوثيقة فرنسا وألمانيا.

وجاء في البيان أن الدول الموقّعة ترفض الخطوات العقابية التي اتخذتها إسرائيل، رداً على الطلب الفلسطيني من محكمة العدل الدولية إبداء رأيها، وتطالب بإلغائها فوراً. كما عبّرت الدول عن دعمها للمحكمة الدولية في لاهاي. ومن المفترض أن يعقد مجلس الأمن غداً جلسة لمناقشة النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني. وبحسب التقديرات، فإن الدول التي ستشارك في النقاش ستتطرّق إلى موضوع العقوبات الإسرائيلية.

ومن المنتظر أن يلتقي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اليوم في القاهرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله، من أجل تنسيق المواقف حيال خطوات الحكومة الإسرائيلية. وذكرت مصادر فلسطينية مطّلعة أن المصريين والأردنيين يشعرون بالقلق إزاء التطورات في الساحة الفلسطينية، والعقوبات التي فرضتها إسرائيل على السلطة.

وكان المجلس الوزاري السياسي - الأمني المصغر قرّر قبل أسبوعين سحب بطاقة المرور إلى إسرائيل من وزير الخارجية الفلسطيني، ومن السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة. كما قرّر المجلس تجميد خطط البناء الفلسطينية في المنطقة ج في الضفة، وتجميد أموال الضرائب التي تجبيها إسرائيل وتحولها إلى السلطة، واتخذ مواقف ضد منظمات تشجع على أعمال العنف ضد إسرائيل "تحت غطاء نشاطات إنسانية".

وتجدر الإشارة إلى أن السلطة الفلسطينية وظفت خلال الأعوام الماضية معظم جهودها في محاربة إسرائيل في المحافل الدولية. وهي تعمل في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي من أجل إنشاء لجنة لفحص سلوك إسرائيل في المناطق، وتوجّه التماسات إلى المحاكم الدولية، وتحاول الدفع قدماً بقرارات تشكل تحدياً لمكانة إسرائيل القانونية والسياسية فيما يتعلق بالاحتلال. وعلى الرغم من أن هذا الجهد لم يحقق حتى الآن سوى إنجازات ضئيلة، فإنه يثير قلقاً كبيراً لدى المستوى السياسي في إسرائيل وكبار المسؤولين في وزارة الخارجية.

وتستعد إسرائيل لمواجهة عدد من السيناريوهات المستقبلية المتطرفة التي يمكن أن تدفع بها التحركات الفلسطينية قدماً، مثل فرض عقوبات اقتصادية على إسرائيل، وسحب استثمارات من الدولة، وسيناريوهات يُمنع فيها مستوطنون من الحصول على تأشيرات سفر إلى أوروبا. على الرغم من ذلك، أكد دبلوماسي إسرائيلي أن هذه السيناريوهات لن تتحقق في المستقبل المنظور. ففي رأيه: "التحرك الفلسطيني يخلق جواً دعائياً ضد إسرائيل في دول مختلفة، ويغذي السردية الفلسطينية"، لكنه يرى أن إمكانية فرض الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على إسرائيل تبدو ضئيلة.

"هآرتس"، 16/1/2023
تعيين هرتسي هليفي رئيساً لأركان الجيش الإسرائيلي الـ23

عُيّن في صباح يوم الاثنين اللواء هرتسي هليفي في منصب رئيس الأركان الـ23 للجيش الإسرائيلي في احتفال جرى في مكتب رئيس الحكومة في القدس. ومن المفترض أن يحل هليفي محل رئيس الأركان المنتهية ولايته أفيف كوخافي.

وزير الدفاع يوآف غالانت طالب، في الخطاب الذي ألقاه بالمناسبة، بمنع الضغوط السياسية من التأثير في عمل الجيش. وقال إنه سيبذل جهده كي يتمكن رئيس الأركان الجديد من القيام بمهماته. أما رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو فقال: "سنكون حاضرين للدفاع عن الدولة بكل قوتنا، وقد لا نحتاج إلى معركة شاملة، وإذا حدث ذلك، فالجيش الإسرائيلي قادر على ذلك، والمواطنون الإسرائيليون سيصمدون في الاختبار. وفي مواجهة التهديدات، ولا سيما تهديدات إيران وأذرعها الإرهابية، يجب أن نُظهر تمسُّكنا بالهدف."

وتطرّق هرتسي هليفي في خطابه إلى المجتمع الإسرائيلي والمكوّن البشري في الجيش، فقال: "إن ما يميز الجيش الإسرائيلي أنه يعكس فسيفساء المجتمع الإسرائيلي." وقال إنه سيعدّ الجيش للحرب في مواجهة "ساحات بعيدة وقريبة"، وأضاف أنه سيعمل على توسيع التجنيد النوعي في الجيش، بحيث يشمل كل طبقات المجتمع، وسيعزز جيش الاحتياطيين.

رئيس الأركان الجديد هرتسي هليفي الذي يبلغ الـ55 من العمر، التحق بالجيش في سنة 1985 كمقاتل في سلاح المظليين، ومن بين المناصب التي تولاها قيادة فرقة سييرت متكال، وقائد لواء المظليين خلال عملية "الرصاص المصبوب" [في سنة 2008 في غزة]، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، وقائد المنطقة الجنوبية ونائب رئيس الأركان. وخلال تولّيه قيادة المنطقة الجنوبية، خاض عدة جولات قتالية على الحدود في قطاع غزة، بينها عملية "الحزام الأسود" [في سنة 2019 في غزة].

"معاريف"، 17/1/2023
"حماس" توضح: "الاحتلال لن يحصل على جنوده إلا بواسطة صفقة تبادُل للأسرى"

بعد نشر شريط فيديو يظهر فيه الإسرائيلي أبراها منغستو الأسير لدى الذراع العسكرية لحركة "حماس"، أوضح الناطق بلسان الحركة حازم قاسم هذا الصباح أن "الاحتلال لن يحصل على جنوده الأسرى لدى الذراع العسكرية لـ ‹حماس› إلا بواسطة صفقة تبادُل للأسرى محترمة. ونشْر الفيديو يدل على جدية الذراع العسكرية في معالجة ملف الأسرى وموضوع صفقة التبادل."

وللتذكير، إن كتائب عز الدين القسّام كانت قد أسرت في سنة 2014 مواطناً إسرائيلياً دخل عن طريق الخطأ إلى القطاع هو أبراها منغستو. في الفيديو القصير الذي بلغت مدته 44 ثانية، والذي بثته الحركة في الأمس، ظهر شخص عرّف عن نفسه بأنه منغستو، وقال" إلى متى سأظل في الأسر؟ سنوات طويلة مرّت، أين الدولة، وأين شعب إسرائيل؟"

وكان الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي ران كوخاف تطرّق إلى شريط الفيديو قائلاً: "لا أستطيع التأكيد ولا التكذيب"، واتهم حركة "حماس" باستغلال محنة إنسانية، وأضاف: "إن محاولة الضغط علينا هي محاولة خبيثة وغير لائقة، وغير قانونية، ولا تنسجم مع الأخلاق والقانون الدولي."  

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"معاريف"، 16/1/2023
كوخافي ترك وراءه جيشاً ممتازاً، وهرتسي هليفي هو وريثه الطبيعي
يسرائيل زيف - محلل سياسي
  • اللواء أفيف كوخافي ينهي 4 أعوام من ولاية شديدة التعقيد في رئاسة الأركان، تبدلت خلالها 4 حكومات و5 وزراء دفاع، وكانت إسرائيل خلالها في خضم انتخابات، والجيش من دون ميزانية. كوخافي أثبت للجميع أنه يقف بقوة كحارس لمنع تسلُّل وسيطرة الانقلاب السياسي الخطِر إلى داخل الجيش.
  • أربعة أعوام من ولاية كوخافي هي فترة قصيرة، مقارنةً بحجم التغييرات التي أراد تحقيقها خلال ولايته. لقد أدرك كوخافي أن الجيش الذي يقوده جيش قديم وغير متقدم بما في الكفاية فيما يتعلق بالدينامية والتحديات المعقدة التي يواجهها. قاد كوخافي ثورة كبيرة على صعيد بناء قدرات الجيش وعقيدة استخدام القوة. وطوّر قدرات الجيش، من جيش في أواخر التسعينيات إلى جيش في سنة 2023. وكان القضاء على سلسلة قيادة الجهاد الإسلامي نموذجاً من ذلك. تعزيز القدرة الهجومية للجيش على مستوى إغلاق حلقات التدمير الشامل كان منعطفاً في العالم العسكري. يكفي أن نرى الآن جميع الدول الأوروبية بعد الحرب الروسية في أوكرانيا كيف تأتي لتتعلم من الجيش الإسرائيلي، وتشتري كل ما ينتجه، بينما قدرته على الإنتاج بالكاد تكفيه.
  • التحدي الثاني الذي ترك فيه كوخافي بصمته هو المعركة العملانية. لقد تابع الجيش الإسرائيلي المعركة بين الحروب؛ عملياً، المعارك لم تتوقف، ومع كوخافي، صعّد الجيش هجماته. وأدت سياسة الرد على كل بالون حارق من غزة إلى هدوء لم نشهده في القطاع من قبل. في الضفة الغربية، عملية "كاسر الموج" هي من أشد العمليات التي خاضها الجيش منذ وقت طويل، ونجح في منع إقامة شبكة كبيرة هناك، مع أقل عدد من الإصابات بين قواتنا. الهجمات في سورية لم تسمح حتى اليوم للإيرانيين ببناء بنية تحتية، على الرغم من الجهود التي بذلوها، وحزب الله بقيَ في حالة ردع.
  • كوخافي كان رئيس أركان استثنائياً، عمل على تعزيز القيم العسكرية. ميله إلى الإتقان أتعب الضباط، لكن حضوره أسر قلوب الجنود. لكن إلى جانب نجاحاته، كان هناك أخطاء، الدعاية السيئة المتعلقة بتسوية موضوع المتقاعدين، قبل أن يتأكد من رفع رواتب الجنود كانت خطأ. الدفع قدماً بشعبة الاستخبارات كان صحيحاً في حد ذاته، لكنه خلق انطباعاً بتراجُع أهمية الجيش عموماً، والبطء في التحقيقات في الأحداث خلق انطباعاً سيئاً. ومع ذلك، في إمكان كوخافي الخروج وهو يشعر بالرضا، فقد ترك وراءه جيشاً مع قدرة عالية، وكان رئيس أركان ممتازاً.
  • هرتسي هليفي هو الوريث الطبيعي لكوخافي، فقد نما ونشأ من الجذور عينها. وهو الضابط العملاني الأكثر كفاءةً وخبرةً اليوم في الجيش الإسرائيلي، والقادر على النجاح في هذه المهمة الصعبة. هو بطبيعته رجل منطوٍ على نفسه، لكنه رجل مسؤول من دون حدود، ويهتم بالتفاصيل، وشجاع إلى أقصى الحدود، وحكيم للغاية. يدرك هرتسي جيداً التحديات التي تواجهه والاستمرار في عملية استيعاب ومأسسة التغييرات في العقيدة الجديدة للجيش التي كان هرتسي شريكاً فيها، إلى جانب المحافظة على الإنجازات العملانية في سورية وغزة والضفة الغربية التي تشهد اليوم حالة غليان، والتخطيط لمواجهة مع إيران خلال فترة ولايته، مواجهة يمكن أن تؤدي إلى حرب إقليمية.
  • كما أن التحدي الداخلي الذي سيواجهه هرتسي خلال أيامه الأولى لن يسهّل عليه مهمته. إذ سيكون عليه الحرص على منع تسلُّل السياسة إلى الجيش، من دون تردُّد أو تنازلات.
  • التحدي الثاني الكبير من حيث أهميته، هو كيفية المحافظة على وحدة الجيش، وعلى الحوافز على التجند ومواصلة الخدمة في ظل الانقسام والتحريض الذي تقوم به المعسكرات التي تهدد بتقسيم المجتمع، وحكومة يسيطر عليها وزراء لم يقوموا بخدمة عسكرية فعلية في الجيش، وسياسة متطرفة تصبّ الوقود على التهديدات من حولنا، ويمكن أن تؤدي إلى رفع الدعم الدولي عنا، وتخلق سحابة فوق الديمقراطية التي تعتمد عليها حرية عمل الجيش. عدم التغيير وعدم التهدئة في داخل دولة إسرائيل يمكن أن يجرّا بسرعة رئيس الأركان الجديد والجيش إلى حرب غير ضرورية.

 

"هآرتس"، 17/1/2022
هامش المناورة تقلص، و"حماس" تفضل الفيديوهات على الصواريخ
عاموس هرئيل - محلل عسكري
  • الجيش بذل جهوداً كبيرة، يوم أمس الاثنين، في الامتناع من الإجابة عن السؤال المركزي، بعد نشر "حماس" الفيديو الذي يظهر فيه المواطن الإسرائيلي أبراها منغستو: هل هو فعلاً المخطوف على يد التنظيم منذ عبوره السياج إلى قطاع غزة قبل 8 أعوام ونصف؟ يبدو أن التضليل الذي تقوم به إسرائيل مقصوداً. "حماس" تريد تحريك المفاوضات من خلال الحرب النفسية، وإسرائيل تحاول عدم اللعب بحسب قواعدها. حتى أن مصادر سياسية طالبت الإعلام بعدم الانجرار وراء ألاعيب "حماس"، وأن يتحلى بالمسؤولية.
  • طوال 43 ثانية، مدة الفيديو الذي نشرته "حماس"، وإلى جانب الترجمة بالعبرية والعربية، يظهر شخص يقدم نفسه على أنه منغستو، ويحتج على ما تقوم به الدولة، التي تركته مع أصدقائه في الأسر. النص الذي يُلقيه ثقيل، ويبدو أن شخصاً كتبه له كلمة كلمة، مستخدماً "غوغل ترانسليت". وفي المقابل، يعتقد بعض أفراد عائلته أن الفيديو أصلي. هذا بالإضافة إلى أن تسجيلاً صوتياً لمنغستو، إلى جانب فيديو قصير يظهر فيه المخطوف الثاني هشام السيد، نُشرا قبل عام، منفصليْن، ويتم التعامل معهما على أنهما حقيقيان.
  • إذا كان الفيديو حقيقياً، فيبدو أن "حماس" تصرفت للمرة الثانية بصورة مختلفة عن المبدأ القديم الذي تلتزم به التنظيمات التي تحتفظ بأسرى إسرائيليين: لا يوجد هدايا مجانية. عادةً، تطالب "التنظيمات الإرهابية" بمقابل لنشر أي إشارة حياة بشأن المخطوفين. هذه هي أيضاً الرسائل التي بعثت بها "حماس" إلى إسرائيل في الأعوام الأولى من المفاوضات، التي جرت بشكل متقطع. لماذا غيرت رأيها؟ يبدو أنهم في الجانب الفلسطيني قد وصلوا إلى استنتاج أن إسرائيل تعرف فعلاً وضع المخطوفين والمفقودين (مواطنان اثنان في قيد الحياة وجثتان لجنديين في الجيش)، ولذلك، لم يعد هناك من داعٍ لتفعيل أدوات ضغط كهذه.
  • توقيت النشر كان محسوباً، طبعاً. "حماس" أرادت استغلال حالة الإصغاء الشعبية في إسرائيل خلال حفل تغيير قائد هيئة الأركان، يُضاف إلى ذلك الأسف الذي عبّر عنه قائد هيئة الأركان المنتهية ولايته أفيف كوخافي، خلال المقابلات الإعلامية التي أجراها، لأنه لم ينجح في استكمال صفقة تبادُل خلال ولايته. إلا إن لعبة الحرب النفسية التي تمارسها "حماس" تعكس، كما يبدو، إلى جانب محاولة تحريك الملف، قضية أُخرى: هامش المناورة لدى التنظيم ليس كبيراً بصورة خاصة. يخيم الهدوء النسبي على القطاع منذ نهاية حملة "بزوغ الفجر" في أيار/مايو 2021، والتنظيم متردد في خرقه.
  • باستثناء التصعيد القصير ما بين إسرائيل والجهاد الإسلامي في آب/ أغسطس الماضي، الذي امتنعت "حماس" من أخذ دور فيه، هذه هي الفترة الأكثر هدوءاً في غزة منذ عدة أعوام. الوضع الحالي مريح بالنسبة إلى "حماس"، لأنه يمنحها الوقت لبناء قدرتها العسكرية من جديد، ولأن 17 ألف عامل غزّي يعمل في إسرائيل يساعدون الاقتصاد في القطاع. هذه أمور لا تتم المخاطرة فيها بسهولة، حتى لو كان الهدف المهم هو تحرير أسرى في إسرائيل. وفي هذه الظروف، يبدو أن أداة الضغط المفضلة للتنظيم هي نشر فيديوهات، وليس إطلاق صواريخ.
  • كيف سترد إسرائيل الآن؟ لأن المواطنيْن من هامش المجتمع الإسرائيلي، ويعانيان جرّاء مشاكل نفسية صعبة، ومن الصعب على عائلتيهما تجنيد الدعم الجماهيري الواسع لصفقة تبادل. وكذلك الأمر بالنسبة إلى عائلتيْ الجندييْن أيضاً، لأن الحديث يدور عن جثث - و"حماس" تطالب في المقابل بتحرير مئات الأسرى "الأمنيين"، بينهم "قتلة إسرائيليين". السعر العالي يمنع تشكيل ضغط جماهيري لإبرام الصفقة.
  • خلال فترة نهاية ولاية الحكومة السابقة، كان هناك إشارات إلى تقدُّم في المفاوضات. يبدو أن "حماس" كانت مستعدة لتقديم تنازلات، من خلال التركيز على أسرى قدامى وأسرى يعانون جرّاء مشاكل صحية. لكن المفاوضات توقفت مع إعلان الانتخابات وتبديل الحكومة. رئيس الحكومة الجديد بنيامين نتنياهو لم يبذل جهوداً خاصة للدفع قدماً بالقضية في أثناء تولّيه حكوماته السابقة. قبل عدة أسابيع، استقال منسّق المفاوضات الذي عيّنه نتنياهو يارون بلوم. والقرار بشأن هوية خليفته سيدل على الأهمية التي سيوليها رئيس الحكومة لإعادة المخطوفين وجثث الجنود.

 

موقع "N12"، 16/1/2022
التغييرات القضائية تضع قائد الأركان وقيادات الجيش في خطر
أمنون أبراموفيتش - محلل سياسي
  • بوضوح وتصميم عالٍ جداً، قال وزير الدفاع الرئيسي يوآف غالانت إن: "كل الضغوط السياسية والقضائية الأُخرى، ستقف عندي." السؤال هو كيف سيتصرف وزير الدفاع الثانوي بتسلئيل سموتريتش. المشكلة هي أن وزير الدفاع الثانوي هو أيضاً وزير المالية الوحيد. يستطيع أن يبتز غالانت وهرتسي هليفي ويجنّنهما، في حال لم تتم الاستجابة لِما يطلبه جمهوره، شبيبة التلال ومستوطنو البؤر العشوائية. إذا كانت المحكمة العليا لا تزال حية، وروحها لم تمُت - فعليها إلغاء كل هذه الازدواجية في الوظائف. في هذه الحالة بالذات، لا يمكن لوزير المالية، وبصورة خاصة في هذا الوقت، أن يكون أيضاً وزيراً في وزارة الدفاع.
  • عندما كان موشيه كحلون وزيراً للمالية، وكان موشيه (بوغي) يعلون وزيراً للدفاع، عملا بتنسيق رائع. وبالإضافة إلى الاتفاقيات الصغيرة اليومية، وقّعا اتفاقاً متعدد الأعوام، عُرف باسم اتفاق كحلون - يعلون. بعدها، كشف يعلون أنهما عملا من دون عِلم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي كان مهملاً لميزانية الأمن، وكل هدفه كان استمرار الاقتتال ما بين وزرائه الكبار.
  • تعيين هرتسي هليفي في منصب قائد هيئة الأركان هو تعيين طبيعي ومطلوب. سيرته، والخبرة، والتنوع في سيرته، أمور تمنحه ما يسمى - بطاقة عمل كامل. كذلك ميزاته الشخصية والقيادية. طبعاً، مسألة وقت حتى يحولونه إلى "يساري." ويجب التذكير بأنه حين أعلن بني غانتس تعيينه، عبّر محيط نتنياهو عن تحفُّظه. قبل وقت ليس بالبعيد، قال هليفي ما يقوله الكثيرون: تهديد الوحدة الداخلية أخطر بكثير من التهديدات الخارجية. وخلال حفل التسلم والتسليم في هيئة الأركان، تحدث عن جيش من دون أي حسابات غير "مهنية". وعندما لدوافع سياسية، سيتم تقسيم الجيش إلى أقسام، وحتى إلى فتات، تغيب الاعتبارات "المهنية" عندما يمنحون أحد الوزراء المسؤولية عن منسّق أعمال الحكومة في الضفة والإدارة المدنية، و يمنحون وزير آخر المسؤولية عن "حرس الحدود" في الضفة الغربية - ففي هذا الكثير من العنجهية، والقليل من المسؤولية.
  • "الثورة القضائية"، التي تتم تغطيتها بغلاف ملون يسمى "تغييرات قضائية"، تُبطل عملياً عمل المحكمة العليا كمحكمة عليا "للعدل". سيكون لهذه المبادرة تداعيات خارجية. من أجل الدفاع عن السياسيين الفاسدين داخلياً - هي تكشف قيادات الجيش أمام التهديدات الخارجية، المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
  • خلال حفل تبديل قائد الجيش ادلى نتنياهو ورئيس مجلس الأمن القومي تسحي هنغبي وآخرين بتصريحات هجومية. وإذا كانت الأمور كذلك، فسأسأل سؤالاً واحداً: من أين سيتجمع المبرر الأخلاقي لحرب تقودها حكومة قليلة الصهيونية، كثيرة القومية - الدينية وفيها العديد من المتهربين من الخدمة العسكرية؟