مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
ذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا"، نقلاً عن مصدر عسكري رسمي أنه عند حوالي الساعة 1:20 من فجر اليوم (الخميس) شنّت إسرائيل هجوماً جوياً بعدد من الصواريخ من اتجاه هضبة الجولان، استهدف بعض المواقع في محيط مدينة دمشق.
وأضافت الوكالة أن وسائط الدفاع الجوي السورية تصدت للهجوم وأسقطت بعض الصواريخ، وأشارت إلى أن الهجوم أدى إلى إصابة عسكريين اثنين بجروح، وإلى وقوع بعض الخسائر المادية.
من جانبه، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قصفاً إسرائيلياً استهدف مواقع عسكرية في منطقة دمشق، بالقرب من جبل قاسيون. وأشار إلى تصاعُد أعمدة الدخان في حيّ الميدان، وسط هرع سيارات الإسعاف إلى المنطقة.
تجدر الإشارة إلى أن مطار حلب الدولي ومطار النيرب في حلب تعرّضا يوم 22 آذار/مارس الحالي لقصف صاروخي إسرائيلي، وهو ما أسفر عن وقوع أضرار مادية، بحسب بيان صادر عن وزارة الدفاع السورية.
وقبل أسبوعين استهدفت ضربة جوية إسرائيلية مطار حلب الدولي وأدت إلى خروجه من الخدمة.
وقالت مصادر في المعارضة السورية حينها إن قصفاً إسرائيلياً استهدف مواقع عسكرية تابعة للنظام ومجموعات مدعومة إيرانياً في حلب ومحيطها.
تسببت تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن مخطط الإصلاح القضائي المثير للجدل والانقسام في إسرائيل بعاصفة من ردات الفعل الغاضبة من جانب عدد من الوزراء في الحكومة الإسرائيلية الذين اعتبروا موقف الولايات المتحدة غير مقبول وتدخّلاً فظاً في شؤون إسرائيل الداخلية.
وقال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير [رئيس "عوتسما يهوديت"] إن إسرائيل هي دولة مستقلة وليست نجمة أُخرى في العلم الأميركي.
ووصل السجال بين الطرفين إلى حد اتهام الإدارة الأميركية في عهد الرئيس السابق باراك أوباما بأنها ساهمت في قتل إسرائيليين، حينما تم فرض فيتو أميركي على منح إسرائيل السلاح في أثناء حربها في قطاع غزة سنة 2008، وهو اتهام أطلقه عضو الكنيست نيسيم فاتوري من الليكود.
وقال فاتوري: "خلال عملية ’الرصاص المصبوب’، قرر أوباما حظر مدّ إسرائيل بالأسلحة، وهو ما تسبب بمقتل جنود إسرائيليين بسبب هذا الحظر. يحدث أحياناً ألّا يتماشى الرئيس الأميركي مع إسرائيل، ولا بأس بذلك. ولكن لا أعتقد أن الرئيس الأميركي يجب أن يتدخل في شؤون إسرائيل الداخلية."
وأشار وزير شؤون الشتات عَميحاي شيكلي إلى أن "إسرائيل هي دولة ذات سيادة، وفي الإمكان توجيه انتقادات، لكن الذي يقرر مَن يقودها هو الشعب، والشعب فقط بواسطة منتخبيه كما هي الحال في أميركا."
في المقابل، حمّلت المعارضة الإسرائيلية الحكومة الحالية مسؤولية تدهور العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة خلال الأشهر الأخيرة.
وقال رئيس حزب "يوجد مستقبل" وزعيم المعارضة يائير لبيد إن إسرائيل كانت طوال عشرات الأعوام الحليف الأقرب إلى الولايات المتحدة، غير أن الحكومة الأكثر تطرّفاً في تاريخ الدولة أفسدت ذلك خلال 3 أشهر.
وحثّ وزير الدفاع السابق ورئيس تحالُف "المعسكر الرسمي" عضو الكنيست بني غانتس رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على الاستيقاظ فوراً وعدم المساس بالعلاقات بين البلدين، وهو ما يشكل ضرراً استراتيجياً.
وكان المراسل السياسي لموقع "واللا" الإخباري باراك رافيد أشار إلى أن قرار نتنياهو إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت من منصبه يوم الأحد الماضي، صدم الإدارة الأميركية وأطلق سلسلة من المشاورات العاجلة بين مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن فيما يتعلق بردّ أميركي محتمل على قرار نتنياهو. وبحسب ما أورد رافيد، نقلاً عن مصدر أميركي لم يسمّه، فإن الأفكار التي أُثيرت في تلك المشاورات كانت إلغاء مشاركة نتنياهو عن بُعد في قمة البيت الأبيض للديمقراطية، والتي تُعقد هذا الأسبوع في حال عدم إيقاف خطة إضعاف الجهاز القضائي.
وأشار رافيد إلى أن الفكرة لم تحظَ بتأييد واسع بين مستشاري بايدن، وأضاف أنه في المشاورات ذاتها تقرّر اتخاذ خطوتين، علنية وسرية، الأولى عبر بيان صدر لاحقاً لوسائل الإعلام، نيابةً عن الناطقة بلسان مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، وتم فيه تأكيد القلق الأميركي بشأن الوضع في إسرائيل ودعوة نتنياهو إلى التوصل إلى حلّ وسط. والثانية عبر إيصال رسالة شخصية وسريّة من الرئيس بايدن إلى نتنياهو، قام بنقلها السفير الأميركي لدى إسرائيل توم نايدس، صباح الإثنين الماضي، أي بعد قرار إقالة غالانت بيوم واحد.
من ناحية أُخرى، ردّ رئيس الحكومة نتنياهو أمس على تصريح الرئيس الأميركي جو بايدن بأنه لن يوجّه دعوة إليه لزيارة البيت الأبيض قريباً، فقال إن إسرائيل هي دولة مستقلة تتخذ قراراتها، وفقاً لإرادة مواطنيها، وليس بناءً على ضغوط خارجية، بما في ذلك من جانب أفضل أصدقائها.
وكتب نتنياهو في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع "تويتر": "أعرف الرئيس بايدن منذ أكثر من 40 عاماً، وأنا أقدّر التزامه لإسرائيل منذ أعوام طويلة. والحلف بين إسرائيل والولايات المتحدة صامد، وتغلّب دائماً على خلافات الرأي التي تنشأ بيننا بين الحين والآخر. وإن الحكومة برئاستي ملتزمة تعزيز الديمقراطية بواسطة إعادة التوازن اللائق بين السلطات الثلاث، والذي نتطلع إلى تحقيقه بتوافق واسع."
بعد انطلاق الحوار في ديوان رئاسة الدولة الإسرائيلية في القدس بشأن خطة التغييرات القضائية بساعات معدودة، أفيدَ بأن وزير العدل الإسرائيلي ياريف ليفين كتب إلى شخص تواصل معه عبر الواتساب، أنه سيحاول طرح تشريعات الخطة في الدورة المقبلة للكنيست، وحتى ذلك الحين، سيحاول اليمين تنظيم تظاهرات في شتى أنحاء البلد.
وتعقيباً على ذلك، قال زعيم المعارضة عضو الكنيست يائير لبيد إن ذلك يثبت أن الحوار في مقر رؤساء إسرائيل لا يتعدى كونه خدعة.
وطالب لبيد رئيسَ الحكومة بنيامين نتنياهو بتوضيح أنه لا يشارك الوزير ليفين هذا الرأي.
أطلقت إسرائيل الليلة قبل الماضية، بنجاح، قمر الاستطلاع الاصطناعي "أوفيك 13" إلى الفضاء.
وجرت عملية الإطلاق في قاعدة "بلماحيم" في وسط إسرائيل، بإشراف وزارة الدفاع والصناعات الجوية، وتمت عبر صاروخ حامل من طراز "شافيت". وقبل ساعات من إطلاق القمر، تم الإيعاز بتغيير مسار الطائرات من مطار بن غوريون في اتجاه الشمال.
وقالت مصادر رفيعة المستوى في وزارة الدفاع إنه مع دخول القمر المدار حول الكرة الأرضية، سيتم إجراء سلسلة فحوصات للتأكد من صلاحيته ومستوى أدائه.
ذكر بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عقد أمس (الأربعاء) اجتماعاً مع وزير الخارجية الأذربيجاني جيحون بيراموف الذي يقوم بزيارة رسمية إلى القدس بمناسبة افتتاح باكو سفارتها في إسرائيل لأول مرة منذ إقامة العلاقات بين البلدين سنة 1991، وأشاد خلاله بالعلاقات الثنائية بين البلدين.
وأضاف البيان أن نتنياهو هنّأ بيراموف بافتتاح بعثة أذربيجان في إسرائيل وتعيين أول مبعوث للدولة الإسلامية الشيعية فيها. كما ناقش الاثنان التحديات الأمنية الإقليمية المشتركة والتهديد الذي تشكله إيران للاستقرار الإقليمي.
وحضر الاجتماع وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، ونائب وزير الخارجية الأذربيجاني أراز عظيموف، وسفيرا البلدين.
وأشاد نتنياهو كذلك بالعلاقات الجيدة والوثيقة بين البلدين، وناقش المسؤولان إمكانية توسيع التعاون بين إسرائيل وأذربيجان في مجموعة متنوعة من المجالات.
وكان وزير الخارجية كوهين عقد في وقت سابق أمس اجتماعاً مع بيراموف، قال في مستهله إن افتتاح السفارة الأذرية في إسرائيل دليل آخر على تعزيز العلاقات بين البلدين. وأشار إلى أن كون أذربيجان بلداً مسلماً وموقعها الاستراتيجي يجعلان العلاقة بينها وبين إسرائيل ذات أهمية كبيرة وإمكانات هائلة.
وأضاف كوهين: "اتفقت مع وزير الخارجية بيراموف على تشكيل جبهة موحدة ضد إيران وتعزيز تعاوننا في مجالات الاقتصاد والأمن والطاقة والابتكار. وسأقوم قريباً بزيارة سياسية إلى باكو مع وفد اقتصادي كبير، الأمر الذي سيعمّق العلاقات التجارية بين إسرائيل وأذربيجان."
- في الوقت الذي تسمح سياسة بايدن في الشرق الأوسط لإيران بالاستمرار في تعاظُم قوتها، وتدفع بدول الخليج إلى دقّ أبواب النظام في طهران، يختار الرئيس بايدن نقل رسالة علنية تُضعف شريكته الأساسية في صراعه مع نظام آيات الله.
- حتى لو لم يكن بايدن يقصد ذلك، فهذه هي النتيجة المتوقعة، في ضوء الوزن الذي يعطيه للعلاقات الخاصة بين واشنطن والقدس، وفي تقدير قوة إسرائيل. التحسين السريع للعلاقات وتعديل الانطباع الناشىء هما قبل كل شيء مصلحة إسرائيلية، لكن يجب أن يكون للبيت الأبيض أيضاً مصلحة واضحة في ذلك.
- الرسالة غير الودية التي اختار الرئيس بايدن إرسالها إلى نتنياهو بصورة علنية، وصلت إلى القدس بعد انتهاء الجلسة الأولى بين الأطراف، في إطار المحادثات لبلورة اتفاق بشأن التعديلات في المنظومة القضائية. وجاء في البيان الصادر عن مكتب هرتسوغ أن الاجتماع جرى في أجواء جيدة، ومن المتوقع أن تستمر المحادثات اليوم وغداً.
- على هذه الخلفية، ليس واضحاً لماذا اختار بايدن هذا التوقيت تحديداً لإطلاق سهام نقده والوقوف موقفاً معارضاً لنتنياهو، بدلاً من تقديم الدعم لقراره السعي لاتفاق.
- لكلام بايدن أهمية في الصراع السياسي الداخلي في إسرائيل، والهدف منه، على ما يبدو، التأثير في هذا المجال، لكن لهذا الكلام أيضاً تداعيات على مكانة إسرائيل الإقليمية، وكنا نتوقع في هذا الشأن حساسية أكبر من جانب البيت الأبيض.
- وسواء أكان لذلك علاقة، أم لا، حسناً يفعل المستوى المهني في واشنطن لو يفحص بصورة نقدية مدى تأثير هذه السياسة في العمليات السلبية الدراماتيكية التي تحدث اليوم في الشرق الأوسط. هو سيجد أن انجراف السعودية نحو الصين وروسيا هو نتيجة هذه السياسة، وهو أيضاً نتيجة الموقف الذي يتجاهل أهمية "الكرامة الوطنية"، الذي يُعتبر في الشرق الأوسط تعجرفاً وتكبّراً. كما سيجد أن الموقف الأميركي غير المبالي إزاء محنة مَن يُعتَبرون حلفاء للولايات المتحدة هو الذي أرسل هؤلاء للبحث عن دعم آخر وتوقيع اتفاقات مع "الأفعى" الفارسية.
- لا يمكن بأي صورة من الصور تشبيه العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل بأيّ علاقات بينها وبين دول أُخرى. إن أساس العلاقات الخاصة بيننا هو القيم المشتركة: الالتزام بقيم الديمقراطية، والحرية والعدالة والسلام، قيَم مغروسة عميقاً في تراث وثقافة الشعبين، وتحتل مكانة مركزية في رؤياهما.
- إن الشراكة الشجاعة بين الدول لا علاقة لها بهوية الزعماء، أو بنظرتهم السياسية، وهي تأتي فوق كل الخلافات. وهذه الشراكة هي التي تفتح باباً ضيقاً لتدخُّل ودّي متبادل في موضوعات خارجية، مع المحافظة على الحدود الدقيقة لمثل هذا التدخل.
- في كل الأحوال، لإسرائيل والولايات المتحدة مصلحة واضحة في التوصل إلى إصلاح سريع للعلاقات وتغيير الانطباع الذي نشأ. إن المستفيد الأكبر من الشجار الحالي هو إيران، التي تواصل الجري نحو أهدافها في المجال النووي من دون عراقيل، وفي الوقت عينه، تشغّل آلة "الإرهاب" في المنطقة وخارجها. في مواجهة هذا التحدي، المطلوب منا جميعاً في إسرائيل وفي الولايات المتحدة الوقوف متّحدين لأننا معاً أقوى – Stronger together.
- يثبت التاريخ أنه في كثير من المرات لا يوجد خيار سوى الهبوط كثيراً من أجل الصعود مجدداً. فالحرب الأهلية في الولايات المتحدة كانت ضرورية من أجل التخلص من وصمة العبودية، وقوة القمع والاستبداد في أوروبا الشرقية أدّيا إلى سقوط الجدار وتوحيد أوروبا. آمل ألّا نصل إلى حرب أهلية، لكن علينا عدم الخوف من الأزمة الدستورية التي قد تحدث في الأسابيع المقبلة.
- الأزمة يمكن أن تتحول إلى فرصة. نتنياهو وليفين وروطمان ومجموعتهم يقودون دولة إسرائيل إلى اكتشاف نفسها. الجمهور الليبرالي الصامت خرج إلى الشوارع لأنه شعر بأن هناك مَن يحاول سلبه حريته. هذا المعسكر الذي كُتب الكثير عن لامبالاته، يكتشف نفسه وإصراره، ويدرك أن عليه أن يناضل ويرفع صوته بقوة ووضوح، وإلّا فإن الفاسدين والعنصريين والأصوليين سيسيطرون على حياته.
- الآن أيضاً، لا يزال السيف مُصلتاً على رقبة الديمقراطية الإسرائيلية. اقتراح قانون السيطرة على الجهاز القضائي المطروح على الكنيست، هو مثل مسدس ملقّم وموجّه، وينتظر الضغط على إصبع التصويت بالقراءتين الثانية والثالثة.
- وهذا ما عرفه الإسرائيليون الذين نزلوا إلى الشوارع، والذين أعلنوا أنهم لن يواصلوا الخدمة في الجيش والمساهمة في دولة يحاول زعماؤها تحويلها إلى ديكتاتورية في طور التكوين. الإسرائيليون يتطوعون ليكونوا جنوداً في معركة الدفاع عن صورة الدولة، والتي ستنشب في لحظة تنفيذ الحكومة تهديدها بمواصلة العملية التشريعية والرفض الكامل لتوجيهات المحكمة العليا، وهو ما سيجرّنا جميعاً إلى أزمة دستورية.
- هذه الأزمة التي تشكل نقطة انحدار الدولة، يمكن أن تكون بداية التصحيح. إنها اللحظة الحاسمة التي يتعين فيها على الجيش وعلى الشاباك والموساد والهاي - تك والأكاديميين وكثيرين غيرهم حسم أمرهم، والاختيار بين الديمقراطية والديكتاتورية، وبين المحكمة العليا وبين "الحاكم الأعلى". وسيكون هذا اليوم الذي سيبدأ فيه التصحيح، والذي سيطرد الجسم ظاهرة تفشّت فيه منذ أعوام كثيرة لأسباب، ليس أقلها عدم القدرة على التمييز بين حكم عسكري ديكتاتوري في المناطق [الفلسطينية المحتلة] وبين الديمقراطية في الداخل الإسرائيلي؛ إنه اليوم الذي سترفض فيه المنظومات التي أقيمت هنا منذ 75 عاماً من عمر الدولة، ما انتشر فيها وتوطد إلى حد أنه أصبح يهدد وجودنا هنا كدولة ديمقراطية يهودية.
- قد تكون المعركة بين المدافعين عن الدولة اليهودية الديمقراطية وبين مؤيدي الديكتاتورية صعبة وطويلة، لكن لا مفرّ منها، لأن الصراع ليس بين اليمين واليسار، بل هو بين أنصار الحرية وبين الذين يتمسكون بعصا القمع. ونهاية هذه المعركة ستكون فقط من خلال ميثاق بين الدولة ومواطنيها، أساسه الدستور الإسرائيلي الذي يضمن حقوق كل مواطن في إسرائيل، الأكثرية والأقلية، ميثاق نأمل منه ألّا يتجاهل الفيل في الغرفة، وهو الاحتلال المستمر منذ 56 عاماً، والسيطرة العسكرية على شعب آخر، إلى جانب اللامبالاة بحقوق الإنسان التي انزلقت بمرور السنوات إلى الجانب الثاني من الخط الأخضر، وتهدد الآن بتدميرنا.
- دولة إسرائيل تدفع أثماناً باهظة، نتيجة ما يجري فيها خلال الأشهر الماضية. تقريباً، لا يوجد أيّ مجال لم يلحق به الضرر نتيجة الاندفاع إلى إجراء تغيير جوهري في نظام الحكم - والليلة، تلقينا تذكيراً إضافياً يفيد بأن جميع مركّبات الأمن القومي في دائرة الخطر الشديد، حتى العلاقات المميزة مع الولايات المتحدة.
- أقوال الرئيس الأميركي جو بايدن التي بحسبها، إسرائيل لا تستطيع الاستمرار في الطريق الحالية، ومطالبته بوقف مسار التشريع، جاءتا بعد مجموعة من الرسائل والتلميحات ومحاولات التأثير في الغرف المغلقة، بحسب مصادر عديدة أشارت إلى قلق في الإدارة الأميركية جرّاء زعزعة القيم المشتركة الموجودة في صلب العلاقات المميزة بين البلدين. يمكن الافتراض أن الرئيس الأميركي صديق حقيقي لإسرائيل أيضاً، وكان يعلم ما هي تداعيات أقواله. وما كان ليقول هذا الكلام علناً، إلا لأن لديه قلقاً عميقاً جداً بشأن مستقبل العلاقات المميزة بين البلدين.
- في التقدير الاستراتيجي الذي قدمه مركز أبحاث الأمن القومي لرئيس الدولة قبل عدة أسابيع، اعتبرنا أن تهديد مستقبل العلاقات الخاصة مع الولايات المتحدة هو التهديد الأكبر لأمن إسرائيل القومي. وشددنا على أن أغلبية المسارات التي تصنع التهديد هي مسارات داخلية أميركية، وعلى الرغم من ذلك، فإن على حكومة إسرائيل ألا تزيد الأمور سوءاً. بما معناه أن الدفع قدماً بالانقلاب القضائي، وتجاهُل المطالبات والتلميحات، سيسرّعان مسار فقدان الدعم الأميركي - الدعم الذي يشكل حجر أساس في أمننا جميعاً.
- وهنا يجب التوضيح بصراحة، ومن دون تلاعُب بالكلمات: التغيير في نظام الحكم في إسرائيل، وبالإضافة إلى تأثيره في كافة جوانب حياتنا، فإنه سيؤدي إلى تغيير أساسي في علاقتنا بالولايات المتحدة. وذلك بسبب زعزعة القيم المشتركة، وأيضاً بسبب الخطورة على المصلحة الأميركية في الاستقرار في الشرق الأوسط بشكل يسمح لدوله بالتعامل مع الصين وروسيا.
- تعليق التشريع الذي أعلنه رئيس الحكومة نتنياهو هو خطوة جيدة، ولكن يجب الاعتراف بأنها جاءت متأخرة جداً، والأضرار تراكمت بمرور كل يوم. الآن، الوقت هو وقت الجلوس والحوار، حتى يخرج الدخان الأبيض - في مواجهة الأزمة الكبيرة في العلاقات مع الولايات المتحدة، والتهديدات الخارجية لها، لا تملك إسرائيل امتياز الاستمرار في الاقتتال الداخلي-عليها أن ترمّم التكاتف الداخلي الاجتماعي سريعاً. لا يوجد وقت. لا أفهم لماذا لم يكن ممكناً وقف هذا الجنون منذ عدة أسابيع، من دون أن تدفع إسرائيل هذه الأثمان الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأمنية الثقيلة جداً.
- خلال سنوات خدمتي الطويلة في الجيش، وبالأساس خلال وجودي في منصبي الأخير كرئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، كنت أقدّر كثيراً جداً الذكاء والعقلانية التحليلية والمسؤولية التي كان بنيامين نتنياهو يقود بها الدولة والأمن القومي الإسرائيلي. مثل كثيرين غيري، صُدمت وأصابني الخذلان بسبب ما رأيته منه قبل أيام في البث المباشر، وهو يقوم بخطوة تضرّ بجوهر الأمن القومي لإسرائيل - إقالة وزير الدفاع لأنه تجرأ وحذّر، وقام بمهمته ومسؤوليته المهنية النقية جداً. هذه الخطوة تكشف إسرائيل أمام تهديدات جديدة، في وقت سيئ جداً - خطوة لا ذكاء فيها، ولا منطق، ولا عقلانية، ومن المؤكد أنها غير مسؤولة. يمكن لأعداء إسرائيل تفسير هذه الخطوة بأنها إشارة أُخرى إلى الفوضى التي تحدث هنا، ويحاولون تحدّيها وهي ضعيفة داخلياً. أصدقاء إسرائيل في العالم، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، يمكن أن يروا في ذلك إشارة إضافية إلى دولة تغيّر وجهها كلياً. ولا يجب إلغاء إمكانية أن تكون هذه الخطوة هي السبب وراء الضرر الذي لحِق بالعلاقات مع الولايات المتحدة. لنأمل بأن يتراجع عن قراره، إقالة وزير الدفاع في ذروة الأزمة القومية الحادة، حيث التهديدات الخارجية تتعاظم بسبب الانقسام الداخلي.
- للأسف، الانقسام الداخلي الذي نعيشه هذه الأيام لا يبقى خارج الجيش. فقبل إقالة وزير الدفاع، كان الجيش تأثر عميقاً بالأزمة - نحن نشهد ظاهرة تتزايد فيها شكوك جنود الاحتياط من وحدات مختلفة ومهمة، في قدرتهم على الاستمرار والتطوع للخدمة، إذا غيرت إسرائيل وجهها "الديمقراطي" - كلّي أمل بأن يؤدي تعليق التشريع إلى وقف هذه الظواهر. وبما أن الحديث يدور عن الموضوع، فيجب القول إن رفض الامتثال للأوامر ممنوع. الأمر العسكري هو أساس الجيش وأساس صلاحية الضباط. أما التطوع، فهو نتيجة الدوافع ورغبة المتطوع في خدمة الدولة، بهدف الدفاع عنها وعن قيمها. كثيرون من هؤلاء الجنود في الاحتياط هم متطوعون يعتقدون أن عدم التطوع سيحمي الدولة وقيمها. وفي المقابل، فإن داعمي الإصلاحات القضائية يدّعون أنه إذا لم تحدث، فستتحول الظاهرة إلى صفوفهم. هكذا يبدو جيش الشعب في حالة تفكّك، وهذا ما يجب منعه الآن.
- هذه الحالة أكبر من أن تحلّها قيادات الجيش. نحن نتعامل مع حدث غير مسبوق، والمستوى السياسي فقط، أو السياسيون الذين بدؤوا هذا المسار الخطِر، هم الذين يستطيعون وقفه. من أجل علاج "جيش الشعب"، يجب إعادته إلى الروتين، والهدوء، والعلاج، والنقاش بين الجنود والضباط، وبناء القوة. المشكلة ليست فيما سيحدث في حرب الغد - الجميع سيلتزم بها. المشكلة هي فيما سيحدث في حرب 2030 أو 2035؟
الأمن القومي لدى أعدائنا يتعزز
- الوضع غير المسبوق في المجتمع الإسرائيلي لا يحدث ضمن فراغ خارجي. للأسف، أعداؤنا يفركون أيديهم بسعادة بسبب ما يجري لدى "الصهاينة"- ما لم ينجحوا في القيام به بأنفسهم طوال 75 عاماً من وجود دولة إسرائيل، نقوم به نحن بأنفسنا منذ عدة أشهر. هناك إشارات واضحة تفيد بأن الضرر الكبير الذي لحِق بالتكاتف الاجتماعي الداخلي الإسرائيلي، يشجّع سردية أن إسرائيل لن تصمد، وستتفكك داخلياً. هذه السردية يمكن أن تخلق حالة من الجرأة أكثر. أعتقد أن لا أحد منهم سيتجرأ على بدء حرب مبادأة في الوقت القريب، ولكن يكفي وقوع حدث تكتيكي، كما حدث في الماضي، ليدفعنا إلى معركة ستتكتل فيها الجبهات المختلفة التي ينشط فيها الأعداء ضد إسرائيل.
- الجبهة الإيرانية تصبح أكثر خطورة - أول أمس الثلاثاء، أعلن الموساد أنه أحبط عملية ضد إسرائيليين في الأراضي اليونانية، موجّهة إيرانياً. إيران تتجرأ أكثر، وليس فقط في مجال الجهود لضرب إسرائيليين خارج البلد، بل تضرب قواعد أميركية في سورية، رداً على الضربات المنسوبة إلى سلاح الجو الإسرائيلي، ويبدو أن ذلك يحدث أيضاً لاستغلال الأزمة في العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل؛ ولا تزال تتقدم أيضاً بخطتها النووية كما حذّر رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية قبل أيام قليلة، عندما قال إن إيران تستطيع صنع قنبلة نووية خلال أشهر معدودة، وهو خبر كان في الماضي يتصدر نشرات الأخبار، واختفى ولم يعد يثير ضجة كبيرة؛ وهي تعزز علاقاتها مع الصين وروسيا؛ وتنجح في الوصول إلى التطبيع مع دول الخليج، وغيرها من الأمور.
- على الجبهة الشمالية، يبدو أن الثقة بالنفس لدى نصر الله في تصاعُد مستمر. الحديث يدور عن حالة بدأت قبل الأزمة الداخلية الإسرائيلية، ولها أسباب كثيرة. وعلى الرغم من ذلك، فإنه يمكن القول إن شهيته تزداد بعد رؤية حالة الفوضى التي تجري هنا. العملية في مجيدو، التي كانت يمكن أن تتحول بسهولة إلى حدث استراتيجي، تشير إلى أن الأزمة الداخلية تؤثر في اتخاذ القرارات الأمنية لدى حزب الله، الذي يريد استغلال الوضع لزعزعة الأمن الداخلي في إسرائيل؛ ولدى متّخذي القرار في إسرائيل أيضاً، الذين يترددون بشأن الرد المناسب بسبب هذه الخطوة التي تُعد درجة إضافية. من جهة، هناك رغبة في تعزيز الردع الإسرائيلي ومنع تكرار الأحداث، ولكن من جهة أُخرى، هناك فهم أن الأمور يمكن أن تؤدي إلى معركة ستتزامن مع حالة المجتمع الإسرائيلي، كونه يمرّ بإحدى أكثر لحظاته صعوبةً في التاريخ.
- أما على الساحة الفلسطينية، فإن الجمهور الإسرائيلي يشعر بالتصعيد المستمر فيها. إسرائيل تعاني جرّاء "موجة إرهاب" طويلة وتصعيد مستمر، يضاف إليه الآن شهر رمضان، المتوتر أصلاً. فلولا عمليات الإحباط اليومية، لكنّا داخل الانتفاضة الثالثة منذ زمن.
- وفي الخلاصة - نحن تقريباً على عتبة مرحلة اللا عودة - مسؤولية المستوى السياسي الآن هي البدء بعملية الشفاء حالاً، وليس غداً. شفاء المجتمع الإسرائيلي، شفاء الجيش، شفاء الاقتصاد، وشفاء العلاقات الدولية. ببساطة، دولة إسرائيل لا يمكن أن تكون هكذا.