مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قال رئيس الاستخبارات العسكرية أهارون حليفا مساء الاثنين في مؤتمر هرتسليا في جامعة ريخمان: "إن نصر الله على وشك ارتكاب خطأ يمكن أن يدهور المنطقة إلى حرب كبيرة. " وتابع: "قصة "المخرب" في مجيدو قد تتكرر." وفي رأيه، ثقة الرئيس السوري بشار الأسد الكبيرة بنفسه، والتي تجلت من خلال سماحه بإطلاق مسيّرة إيرانية من أراضيه "تخلق احتمالاً لتصعيد كبير في المنطقة." وأضاف أن "استخدام القوة في الجبهة الشمالية، سواء في لبنان أو سورية، يمكن أن يؤدي إلى تصعيد واشتباكات كبيرة جداً بين إسرائيل وحزب الله في لبنان."
وتطرّق حليفا إلى حادثة تفجير العبوة في آذار/مارس في تقاطُع مجيدو: "المخرب" جاء من لبنان، ووضع العبوة التي أدى انفجارها إلى إصابة مواطن إسرائيلي بجروح بليغة. ثم حاول العودة إلى لبنان. ولو انفجرت العبوة الكبيرة التي كان يحملها كما هو مخطَّط لها، لكان استدعى هذا الأمر رداً إسرائيلياً أكبر بكثير.
ورأى حليفا أن توحيد الساحات ليس كما يبدو، وقال: "توحيد الساحات لا يعني تعال لنحدد متى نشن حرباً على إسرائيل. بل هو التقاء للمصالح بين المحور الراديكالي وبين مكونات القضية الفلسطينية البعيدة عن الحل."
كما تحدث حليفا عن الخطر الإيراني، فقال: "التهديد الإيراني على إسرائيل أصبح مباشراً وموجوداً في مجالات عديدة." وأضاف: "في تقديري، لم تتخذ إيران قراراً بالقفز إلى سلاح نووي." ورأى أن على إسرائيل أن "تفحص بعمق مكانها في المنطقة، نحن قوة إقليمية، ويجب استغلال ذلك." وتابع: "الدول من حولنا تبحث عن دور إضافي وليس إيران فقط. هناك المنافسة في منطقة الخليج على الهيمنة السّنية - وتقدُّم السعودية في الأشهر الأخيرة في هذه المنافسة على القطريين والإماراتيين."
وتحدث وزير الدفاع يوآف غالانت في المؤتمر، فقال إن الموضوع الإيراني كان الشاغل الأساسي له منذ استلامه منصبه. وأضاف:" تقوم إيران في الأعوام الأخيرة بعملية سيطرة جغرافية وأيديولوجية على دول المنطقة. سورية ولبنان والعراق واليمن وقطاع غزة أيضاً. لكن النيات الإيرانية تتخطى ذلك بكثير. وفي ظل التغييرات التي تجري في الشرق الأوسط، توجهت إيران غرباً، وتحاول خلق جسر برّي من الخليج الفارسي إلى البحر المتوسط بواسطة أذرعها، وتتطلع إلى سيطرة أيديولوجية شيعية للنظام الإيراني الظلامي."
وأضاف غالانت:"منذ تولّي منصبي، تضاعف عدد الهجمات الإسرائيلية ضد الإيرانيين في سورية. وكجزء من هذه المعركة، نعمل بصورة منهجية لمهاجمة القدرات الاستخباراتية الإيرانية في سورية. وهذه الهجمات تتسبب بضرر كبير لمحاولات تمركُز الحرس الثوري الإيراني على بُعد بضعة كيلومترات من حدود إسرائيل." وتابع: "إن انضمام سورية إلى الجامعة العربية لا معنى له بالنسبة إلى إسرائيل، ما دامت سورية تُستخدم كأرض خصبة "للإرهاب" الشيعي، وتسمح لإيران وأذرعها بالعمل من أراضيها."
وأشار غالانت إلى أن إسرائيل لحظت مؤخراً نشاطات مكثفة للحرس الثوري الإيراني في البحر، عبر تحويل سفن تجارية مدنية إلى "قواعد إرهابية عائمة". وهذه السفن محملة بكل أنواع السلاح، مثل المسيّرات والصواريخ وقوات كوماندوس. وفي رأي وزير الدفاع، تنوي إيران تحويل هذه السفن إلى "قواعد إرهابية متقدمة، وبعيدة جداً عن الحدود الإيرانية." وأضاف أنه جرى رصد إحدى هذه السفن مؤخراً في خليج عدن القريب من مضيق باب المندب. ورأى غالانت "أنها سياسة مقصودة ومحددة، هدفها تهديد طرق الملاحة البحرية، عسكرياً ومدنياً، وهو استمرار للإرهاب البحري الذي تفرضه إيران في شتى أنحاء الخليج الفارسي وبحر العرب." وأضاف أن إيران تطمح إلى توسيع نشاطها الإرهابي البحري إلى الخليج الهندي والبحر الأحمر والبحر المتوسط. وختم قائلاً: "وحده التعاون الدولي وإنشاء ائتلاف ضد الإرهاب الذي تصدّره طهران، إلى جانب وضع تهديد عسكري موثوق به في مواجهة كل ساحة، سيؤدي إلى مواجهة جيدة للإرهاب الإيراني في المنطقة، براً وبحراً."
قامت القوى الأمنية مساء (الاثنين – الثلاثاء) بالدخول إلى قرية نعلين القريبة من رام الله، وهدمت منزل الفلسطيني معتز الحواجنة الذي نفّذ الهجوم في دينزغوف قبل شهرين ونصف، الأمر الذي أدى إلى مقتل مواطن إسرائيلي.
ووقعت خلال عملية الهدم حوادث شغب جرى خلالها إحراق إطارات ورشق حجارة وزجاجات حارقة على القوات الإسرائيلية التي ردت باستخدام وسائل تفريق التظاهرات، وجرى الحديث عن وقوع إصابات.
سيقوم وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين في الأسبوع المقبل بزيارة إلى هنغاريا هي الأولى لوزير إسرائيلي إلى هذه الدولة منذ تأليف الحكومة الحالية. ومن المتوقع أن يلتقي نظيره الهنغاري الذي يُعتبر أحد السياسيين المقربين من رئيس الحكومة فيكتور أوربان. وتأتي زيارة كوهين إلى هنغاريا ضمن جولة يقوم بها على دول وسط أوروبا، تشمل أستونيا وسلوفاكيا وكرواتيا.
وهنغاريا هي دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، لكنها تنتهج سياسة معارضة له، فهي ضد القيم الليبرالية للاتحاد، وتتبنى جدول أعمال محافظ – ديني مستقل. لقد جرى التعبير عن ذلك في سياستها الخارجية من خلال العلاقات الوطيدة مع اليمين الإسرائيلي. وعبّر أوربان عن تأييده للإصلاحات القضائية، ومؤخراً، التقى نشطاء بارزين من اليمين الإسرائيلي في بودابست، بينهم يائير نتنياهو ابن رئيس الحكومة.
هاجم رئيس المعارضة وحزب يوجد مستقبل يائير لبيد الميزانية التي ستطرحها الحكومة اليوم لنيل الموافقة، معلناً معارضته لها. وقال في مؤتمر هرتسليا في جامعة ريخمان: "الميزانية مدمرة، ولا تحمل خيراً، أو إصلاحاً يمكن أن يحسّن وضع الاقتصاد - لا يوجد فيها حوافز للنمو، ولا محاربة لغلاء المعيشة، فقط ابتزازات لا نهاية لها."
وأضاف: "هذه الميزانية تشجع الناس على ألاّ يتعلموا، وألاّ يعملوا، وألاّ يكسبوا رزق أولادهم." وتابع: "أولادنا سيكونون أول جيل في تاريخ الدولة أفقر من أهاليهم. لن يكون لديهم مسكن، ولن يستطيعوا إنهاء الشهر، وسيدفعون ضرائب أكثر منا." ووفقاً للبيد، فإن هذه الميزانية ستؤدي إلى تقليص عدد الحريديم في سوق العمل أكثر فأكثر. وهي تدفع للسكان الحريديم أموالاً من صندوق الضرائب كي لا يتعلموا الرياضيات واللغة الإنكليزية، وألا يتعلموا مهنة، وألا يعملوا. حالياً، نصف الحريديم من الرجال لا يعمل، والميزانية التي ستُقرّ ستؤدي إلى ارتفاع كبير في هذا العدد.
- انتهت عملية "درع وسهم" بنجاح، ونالت المؤسسة الأمنية والمستوى السياسي الثناء الذي يستحقانه، لكن حان الوقت للدخول في الأحجام الحقيقية والتذكير بأن هذه العملية كانت مواجهة مع العدو "الأسهل"، بالنسبة إلينا، الجهاد الإسلامي، ومن دون تدخُّل "حماس". وفي جميع الأحوال، فإن القلق الحقيقي هو من الحرب في لبنان في مواجهة حزب الله، ومن أجل توضيح الحجم: الجهاد الإسلامي بدأ العملية وفي حوزته 6000 صاروخ، معظمها من إنتاج محلي وقصيرة المدى. وأطلق خلال خمسة أيام 1100 صاروخ، سقط ربعها في أراضي القطاع، ووصل عدد قليل إلى وسط إسرائيل. وكانت النتيجة قتيلة إسرائيلية واحدة.
- في المقابل، حزب الله يستطيع إطلاق أكثر من 3000 صاروخ في اليوم، ذات مدى أبعد بكثير، وأكثر ثقلاً ودقةً بكثير. يجب أن نستعد لمواجهة ذلك. من الأجدى التوقف فوراً عن التباهي بنجاحات عملية ممتازة. في الأول من أمس (الأحد)، انتهت مناورة خاصة أجراها حزب الله على الحدود الشمالية في استعراض للتباهي بالقوة أمام أعين إسرائيل. وحاكت المناورة هجوماً ضد المستوطنات الإسرائيلية وخطف أسرى. وفي الصور التي التُقطت من المناورة، استُخدمت مسيّرات ودراجات نارية، كما استُخدم علم إسرائيل ونجمة داود كهدفين لإطلاق النار.
- في إسرائيل، سخروا مما شاهدوه في الصور التي التُقطت، لكن من المهم جداً عدم الاستهانة: هناك تحسُّن كبير في قدرات الوحدات البرية لحزب الله، وخصوصاً قوات "الرضوان" الخاصة، التي راكمت تجربة عملانية في سورية. وعلى ما يبدو، بتوجيهات من نصر الله، جرى استقدام هذه القوات ووضعها على خط التماس مع إسرائيل. وهذه خطوة هجومية مهمة جداً، واستعداداً ليوم المعركة، بدأت في نيسان/أبريل 2022، وأُنجزت خلال عام، بينما كان الهدف رفع مستوى الجهوزية للحرب.
- خلال أكثر من عقد، يتحدث نصر الله عن الانتقال من "درع لبنان" إلى "محتل للجليل". هو لا ينوي إرسال كتائب إلى عكا، بل وحدات خاصة تتسلل إلى المستوطنات على خط الحدود. مع الأسف، بالنسبة إليه، هذا ليس معقداً عندما تكون جالساً مع قوات بالقرب من السياج الحدودي، وخصوصاً الآن، مع وصول قوة الرضوان إلى المنطقة. في السنة الماضية، تعرّض الجمهور الإسرائيلي إلى الكثير من مظاهر التنمر والاستفزاز على الحدود. حزب الله يغيّر انتشاره على الخط ويُنشىء مزارع، بهدف خلق استفزازات. كما كثّف عدد قواته في الجبهة، وزاد في سرعة الرد، وحسّن أدواته القتالية.
- ولا يكتفي الحزب بنشاطاته فيما وراء الحدود. فهو يُظهر المزيد من الجرأة والاستعداد للمخاطرة بالدخول في مواجهة. على سبيل المثال، العملية الخاصة التي في إطارها، تسلل "مخرب" إلى عمق الأراضي الإسرائيلية، وعلى بُعد مسافة 70 كلم عن الحدود، وصل إلى تقاطع مجيدو، وهو يحمل عبوة قوية للغاية. فلو جرى تشغيل العبوة كما كان مخطَّطاً لها، لاستدعى ذلك رداً إسرائيلياً كبيراً، كان من الممكن أن يؤدي إلى دينامية تصعيدية أكبر بكثير مما عرفناه في غزة.
- لقد كان لدى الأجهزة الاستخباراتية تحذير عام مسبق قبل الهجوم في مجيدو بشأن إمكانية تنفيذ هجمات. واستعدت القوات لذلك، وكان ينبغي منع الهجوم، لكنهم لم ينجحوا، على ما يبدو. في ضوء هذا كله، على إسرائيل استغلال الوقت المقبل من أجل ردم الفجوات والاستعداد للمواجهة بصورة أفضل. والتقدير السائد في الجيش الإسرائيلي أنه على الرغم من أن حزب الله أصبح أكثر جرأةً واستعداداً للمخاطرة، فإنه لا يخطط للدخول في حرب شاملة. المتوقع هو "أيام قتالية"، لكن من الصعب جداً التنبؤ بما ستتضمنه بدقة. فرقة الجليل غيّرت انتشارها وعززت دفاعاتها بوسائل أكثر فتكاً، وبنت رداً على عمليات محتملة تقوم بها قوة الرضوان، ونصبت وسائل للتصدي لخطة هجوم تتضمن عوائق مع وسائل تكنولوجية، كما وضعت بنكاً للأهداف. لا يهم ما إذا كان المقصود حرباً واسعة في مواجهة حزب الله، أو جولة قتالية، الضربة الاستهلالية هي التي ستحدد حجم الإنجاز.
- لم تعد إسرائيل وحدها التي تلعب على خريطة آسيا الوسطى. ففي الأشهر الأخيرة، خرجت إيران ببطء من المقاطعة المفروضة عليها، وعقدت شراكات استراتيجية مع روسيا والصين وجزء من دول الخليج، وتتطلع أيضاً نحو الأردن ومصر.
- سياسة الحصار التي بدأها رئيس الحكومة وأطراف سياسية منذ سنة 2009 لعزل إيران سياسياً، والضغط عليها اقتصادياً، وخلق معارضة في داخل إيران من أجل الوصول إلى إسقاط النظام الذي يريد القضاء على إسرائيل، لم تنجح في كبح نظام الملالي.
- أطراف سياسية سابقة تدّعي أن المسؤول عن الوضع الجديد الناشىء أمام أعيننا هو الولايات المتحدة، التي تخلت عن سيطرتها على المنطقة. ويقولون إن الأمر الذي يمكن أن يبطّىء إيران حالياً هو وجود تهديد عسكري موثوق به.
- لكن وزارة الخارجية لا ترى أن الوضع ميؤوس منه، ومنذ تسلُّمه منصبه، يتنقل وزير الخارجية إيلي كوهين في شتى أنحاء العالم، وفي الدول المجاورة لإيران، من أجل الاستمرار في الجهود الدبلوماسية الرامية إلى عزل الجمهورية الإسلامية. قبل شهر، افتتحت أذربيجان سفارة لها في إسرائيل، بعدها مباشرة انتقل كوهين إلى تركمانستان لافتتاح السفارة الإسرائيلية، التي تبعد 20 كلم فقط عن الحدود الطويلة بين هذه الدولة وبين إيران.
- يقول يوفال فوكس رئيس قسم أوروآسيا وغرب البلقان في وزارة الخارجية: "في وزارة الخارجية حددنا الوضع والفرص. وفي هذا الإطار، يولي وزير الخارجية منطقة الأوروآسيا أهمية كبيرة. ونحن في ذروة المساعي لإحداث خرق جديد."
- المقصود هو استمرار مباشر لاتفاقات أبراهام التي أنتجت واقعاً جديداً إزاء دول الخليج، والمساعي المستمرة حيال السعودية حتى كتابة هذه السطور. النظام الإيراني الذي كان حتى الآن يراقب محاصرة إسرائيل، بدأ الآن هجوماً سياسياً مع تزعزُع نظام العقوبات المفروض عليه.
- ووفقاً لمصادر في وزارة الخارجية، ما يجري هو هجوم سياسي متبادل: إسرائيل لا تألو جهداً إلاّ وتبذله، ومن ناحية أُخرى، إيران لا تقف موقف المتفرج. بالإضافة إلى محاولاتها "محاصرة" إسرائيل عسكرياً، من خلال دعم وتفعيل حزب الله والجهاد الإسلامي والميليشيات الشيعية في لبنان- فقد أصبحت لاعباً دبلوماسيا قوياً في الساحة المحلية.
خطة المصالحة الإيرانية
- تقول رئيسة برنامج إيران في معهد دراسات الأمن القومي سيما شاين: "هناك عملية واسعة جداً لمصالحة إيرانية إقليمية. وأعتقد أن إسرائيل غير قادرة على وقف هذه العملية، لأنها تعكس مصالح جميع الأطراف فيها. وفي الواقع، ليس هناك أي تحسُّن في العلاقات بحد ذاتها، وفي حميمية هذه العلاقات. السعوديون لا يزالون يكرهون إيران، وكذلك البحرينيون أيضاً. النقطة الأساسية في هذا كله هي خيبة الأمل بالأميركيين وتخوّف دول الإقليم من أن السبيل الوحيد للحفاظ على مصالحها هو استئناف العلاقات مع الإيرانيين."
- كلام مشابه يقوله مئير بن شابات الذي شغل منصب رئيس مجلس الأمن القومي، وضمن إطاره أجرى حواراً استراتيجياً مع الولايات المتحدة. شابات أيضاً يوجه إصبع الاتهام إلى إدارة بايدن ويقول: "القيادة في إيران لم تكن تأمل بفترة مريحة مثل الفترة الحالية، من أجل الاستمرار قدماً في تعزيز مكانتها السياسية وجهودها في المجال النووي."
- ويضيف: "يمكننا أن نرى التراجع في مكانة الولايات المتحدة، وفي تأثيرها في الشرق الأوسط، أيضاً من خلال سلوك السعودية ودول الخليج التي امتنعت من الوقوف مع الولايات المتحدة ضد موسكو، ووطّدت علاقاتها مع الصين ضمن إطار بحثها عن دعم مختلف آخر، بالإضافة إلى الولايات المتحدة، أو كبديل منها. وهذا شجّع عملية استئناف العلاقات بين إيران ودول الخليج، على الرغم من العداء العميق بينها."
- تقول سيما شاين: "على الرغم من العزلة الدولية، فإن الإيرانيين نجحوا في أن يبرهنوا أنهم يعرفون كيف يستغلون الفرص. مَن يفحص مكانة إيران وقدرتها على استئناف العلاقات مع السعودية والإمارات، بالإضافة إلى مفاوضات تجريها مع الأردن ومصر، يرى الإنجازات المهمة التي تحققت. لكن على الرغم من ذلك، فإن المصريين لن يعطوا أهمية لإيران أكثر من الأهمية التي يولونها لاتفاق السلام معنا. إن المعسكر السّني المعادي لإيران، الذي تشارك فيه إسرائيل، لا يزال مهماً، ونحن هناك بفضل الولايات المتحدة."
السعوديون لم ينضجوا بعد
- في الأسبوع الماضي، أظهر استطلاع للرأي في السعودية، تناول مواقف الناس من حدوث هجوم إسرائيلي محتمل على إيران، أن أغلبية السعوديين تعارض ذلك. وفي رأي سيما شاين، فإن الحرب على حدود دول الخليج هو آخر ما يريده سكان المنطقة. وبحسب قولها: "هم يتخوفون من هجمات أُخرى من إيران عليهم كردّ، وهم لا يشعرون أبداً بالتهديد بسبب التطوير النووي الإيراني. ولا تستطيع إسرائيل القيام بأي شيء لمنع التقارب بين دول المنطقة وبين إيران. وحقيقة استئناف السعودية علاقاتها مع إيران هي ضربة استراتيجية لإسرائيل في سعيها لبناء حلف معادٍ لإيران، لكن هذا لا يعني شيئاً إذا كان السعوديون يريدون تطبيع علاقاتهم مع إسرائيل ومتى. فالاعتبارات السعودية لعدم التقرب منا لا تتعلق بإيران بالدرجة الأولى، لكن لها علاقة أكثر بالموضوع الفلسطيني ومكانة السعودية، بصفتها الحامية للأماكن المقدسة الإسلامية."
- في رأي شاين: "كلما تحدثنا عن احتمالات تطبيع العلاقات مع السعوديين، كلما كان هذا ليس جيداً بالنسبة إليهم - هم لم ينضجوا بعد للتطبيع، ويريدون الاستمرار في العلاقات معنا من تحت الرادار..."
فشل عزل إيران
- على الرغم من التخوف من توحيد الساحات، فإن إسرائيل لا ترى في الشبكة الإيرانية حولها تهديداً استراتيجياً. يقول مصدر سياسي: "في إمكان إسرائيل مواجهة هذا التهديد بسهولة. تحاول إيران محاصرتنا كما نفعل نحن من حولها، لكن هذا لن يحدث. النشاطات الإيرانية مع التنظيمات "الإرهابية" هي على المستوى التكتيكي فقط. إذا وصل النظام الإيراني إلى قدرة دولة على عتبة النووي، فسننتقل إلى مرحلة أُخرى."
- نشر الشبكة الإسرائيلية حول إيران والسعي لتوسيع اتفاقات أبراهام هما الهدف المركزي في سياسة وزارة الخارجية، لكن كل الأطراف الذين تحدثنا معهم لدى إعداد هذا التقرير يعترفون بأن إيران نجحت في الأشهر الأخيرة في إلحاق الضرر بمساعي عزل إيران إقليمياً. يقولون في وزارة الخارجية: "لقد ربحت إيران المعركة، ليس فقط في هذا الإطار، بل نجحت في تحسين مكانتها بصورة كبيرة جداً، وتشعر بتبدُّل التوجه في مواجهة الدول السّنية، وهي تبذل جهداً أيضاً إزاء الأردن ومصر."
التهديد العسكري لا يزال على حاله
- في ساحة أُخرى على الخريطة تحولت إيران إلى لاعب مهم في الحرب بين روسيا وأوكرانيا. التعاون بين النظام الإيراني وبين موسكو أصبح ضرورياً بالنسبة إلى الروس في جهودهم الحربية لإخضاع أوكرانيا. في نهاية الأسبوع، تحول الحلف العسكري بين البلدين إلى حلف استراتيجي، بعد توقيع رئيسي وبوتين اتفاقاً لبناء سكة حديد من الهند إلى روسيا، والتي ينبغي أن تتحول إلى طريق تجاري مهم.
- يقول بن شابات: "فشل المساعي في إعادة إيران إلى الاتفاق النووي، وتدخُّل طهران في الحرب في أوكرانيا، يقدمان فرصة للولايات المتحدة والغرب لانتهاج مقاربة مختلفة تكبح التطلعات النووية للجمهورية الإيرانية وعدائيتها، وتمنع انجراف دول الشرق الأوسط نحو روسيا وإيران والصين، وتمنح الغرب إنجازاً مهماً في صراعه على نظام عالمي جديد."
- ويتابع: "ينبغي على الولايات المتحدة تقديم خيار عسكري في مواجهة إيران. وحتى الآن، هذه هي الوسيلة الوحيدة التي أثبتت نفسها في كبح الطموحات النووية الإيرانية. لا يمكن أن نقبل الحجة التي تقول إن هذا سيجرّ الولايات المتحدة إلى الحرب. لا بل على العكس، أي سيناريو آخر لديه معقولية أكبر بكثير من الحرب."
- من أجل ردع إيران، تمضي إسرائيل قدماً نحو الحل الوحيد الفعال المطروح: التحضير لتهديد عسكري موثوق به. يقول مصدر سياسي: "إسرائيل لن تنقل المسؤولية عن أمنها إلى أطراف خارجية." وبالفعل، لا يمرّ أسبوع لا يكرر فيه نتنياهو ذلك، ومن دون أن يذكر التهديد العسكري الإسرائيلي لإيران. وفي النهاية، الورقة التي ستلوّح بها إسرائيل في مواجهة إيران لن تكون الورقة السياسية، بل تحديداً العسكرية.