Aqsa Files
دانت شخصيات دينية فلسطينية مسلمة بشدة ما نشرته بعض الصحف الإسرائيلية عن ترتيبات سرية لدخول اليهود الحرم القدسي. وشدّد قاضي قضاة فلسطين وقضاة الشرع وعلماء الدين الإسلامي في فلسطين في بيان لهم على أن الإقدام على مثل هذه الخطوة سيؤدي إلى تصعيد خطر للوضع المتوتر وإلى مضاعفات لا تحمد عقباها، وحذروا من مغبة تفجر الأوضاع نتيجة هذا المخطط الاحتلالي الذي جاء لإرضاء المتطرفين اليهود لأنه سيؤجج المشاعر الدينية.
وأكد البيان على أن المسجد الأقصى بجميع ساحاته وأروقته وقبابه وأبوابه وأساسياته وأسواره وفضائه، هو مكان خاص للمسلمين، ولا حق لليهود فيه كونه محور معجزة الإسراء والمعراج، وجزءاً من عقيدة المسلمين، الأمر الذي يعني أن محاولة المس به هي اعتداء على العقيدة الإسلامية.
وناشد البيان الأمتين العربية والإسلامية وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ولجنة القدس التدخل من أجل حماية المسجد الأقصى ومدينة القدس.
من جهته حذّر وزير الإعلام الفلسطيني نبيل عمرو من أن السماح لليهود بدخول المسجد الأقصى ستنجم عنه ردة فعل ربما تتطور إلى ما هو غير محسوب، مشدداً على أن الإسراع في الدخول في العملية السلمية هو ضمانة لكل الأطراف كي لا تتدهور الأمور أكثر مما هي متدهورة الآن.
وكانت صحف إسرائيلية كشفت عن نية قائد شرطة لواء القدس الجنرال ميكي ليفي القيام بإجراءات لفتح الحرم القدسي أمام المصلين اليهود.
حذر المفتي العام للقدس ورئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري من أي محاولة للمس بحرمة المسجد الأقصى، وذلك في معرض تعقيبه على تصريحات قائد شرطة لواء القدس الجنرال ميكي ليفي قال فيها إنه يمكن فتح أبواب المسجد الأقصى أمام السياح والزوار اليهود، وإن الأوضاع نضجت لذلك بعد نهاية المعركة في العراق.
وقال المفتي العام إن هذه التصريحات خطرة وعواقبها وخيمة، وأضاف أنها المرة الثانية التي يدلي بها ليفي بهذه التصريحات، الأمر الذي يعني أن سلطات الاحتلال تريد جس النبض وردة الفعل.
وأكد صبري الموقف الثابت للهيئة الإسلامية والأوقاف الإسلامية، بعدم السماح بالمس بحرمة المسجد، وقال إن الأوضاع الحالية هي امتداد للأوضاع السابقة، بل هي أشد وأصعب مما كانت عليه في السابق وبالتالي فلا مجال لإعادة برامج الزيارة لغير المسلمين لباحات المسجد الأقصى.
دانت السلطة الفلسطينية بشدة قرار وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي تساحي هانيغبي بالسماح لليهود بالصلاة في المسجد الأقصى واعتبرته تصعيدا خطراً.
وقال وزير شؤون المفاوضات في الحكومة الفلسطينية صائب عريقات لوكالة "فرانس برس": إن هذا القرار يشكل تصعيداً خطراً إذا تم، وهو قرار مرفوض. وأضاف أنه لا بد من أن يتدخل العالم بشكل فوري لمنع القرارات الإسرائيلية لما لها من انعكاسات خطرة جداً.
وكان وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي قال في كلمة له أمام الكنيست في 14/5/2003 إن الموقع سيفتح بالاتفاق مع الأوقاف الإسلامية، لكن إن لم يتم التوصل إلى اتفاق فإننا سنفتحه على الرغم من ذلك.
وأضاف "لا يمكن لنا أن نقبل وضعاً لا يسمح للمؤمنين من كل الديانات بأن يصلوا في جبل الهيكل، لا شيء يبرر ذلك، وسيكون في إمكان اليهود قريباً وقريباً جداً أن يصلوا فوق هذا الموقع المقدس."
وفي تعقيبه على تصريحات هانيغبي، قال نبيل أبو ردينة، مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، لوكالة "فرانس برس"، "إننا نحذر الحكومة الإسرائيلية من اتخاذ أي خطوة من هذا القبيل، ولا سيما أنها ستؤدي إلى مزيد من التوتر"، وأشار أبو ردينة إلى أن الحريق (في إشارة إلى الانتفاضة الحالية) الذي اندلع في إثر زيارة أريئيل شارون للمسجد الأقصى لم ينته بعد، وطالب إسرائيل بوقف التصعيد الذي يهدف إلى تخريب كل شيء.
حذر وزير الخارجية المصرية أحمد ماهر إسرائيل من أن قرار السماح لليهود بدخول باحة المسجد الأقصى "يمثل استفزازاً لكل الأمة الإسلامية."
وقال ماهر أمام الصحافيين إنه "من الأهمية بمكان أن يعدل الإسرائيليون عن هذا القرار لأنه يمثل استفزازاً لكل الأمة الإسلامية فضلاً عن أنه سيؤدي إلى نتائج خطرة جداً في الوقت الذي تبذل الجهود من أجل التسوية".
حذر الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي من خطورة القرار الإسرائيلي الذي أعلنه وزير الأمن الداخلي في الحكومة الإسرائيلية أمام الكنيست بشأن السماح لليهود بالصلاة في ساحة المسجد الأقصى.
وقال التركي إن هذا القرار خطر للغاية، إذ سيؤدي إلى مزيد من الصدام بين المسلمين واليهود داخل المسجد، كما أنه سيثير مشاعر المسلمين في العالم الذين يطالبون بتحرير المسجد من السيطرة الإسرائيلية وإعادته إلى المسلمين.
وردّ الأمين العام على حجة الوزير الإسرائيلي الذي زعم أن المسجد الأقصى بني على أنقاض هيكل سليمان، مبيناً أن وثائق التاريخ تثبت بطلان هذا الزعم الذي يعلنه الإسرائيليون بغية تنفيذ مخططاتهم في هدم المسجد وبناء ما يسمونه الهيكل على أنقاضه، وأعلن أن رابطة العالم الإسلامي التي تمثل المسلمين والمنظمات الإسلامية في العالم تحذر من خطورة المساس بحرمة المسجد الأقصى، وتدعو إلى دعم موقف السلطة الفلسطينية التي أعلنت رفضها دخول الإسرائيليين المسجد والصلاة فيه.
وأهاب الأمين العام بكل من منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية متابعة القرار الإسرائيلي الخطر، والعمل من خلال المجتمع الدولي ومؤسساته على إلغائه، وإبعاد المسجد الأقصى عن المساومات وأساليب الاستفزاز الإسرائيلية التي أدت إلى إراقة الدماء.
حذر الأردن من السماح لليهود بالصلاة في المسجد الأقصى خشية نشوب "حرب دينية مدمرة"، وقال الأمين العام للجنة الملكية لشؤون القدس عبد الله كنعان إن "الحملة المسعورة التي تشنها عصابات ما يسمى أمناء جبل الهيكل ويؤيدها عدد كبير من مسؤولي الحكومة الإسرائيلية بغية فتح الأقصى أمام المصلين اليهود، والدعوة إلى إعادة بناء الهيكل المزعوم، هي أمر في غاية الخطورة لأنها تؤسس لحرب دينية مدمرة لا يعرف عواقبها أحد."
وكان كنعان يرد على تصريحات وزراء إسرائيليين كشفوا فيها النقاب عن وجود خطط لدى حكومة شارون بالسماح لليهود بالصلاة في المسجد الأقصى.
وأوضح كنعان "أن موقف الحكومة الأردنية من هذا الموضوع ثابت لا يتغير ومعروف لدى الجميع وهو أنه لا يحق لأحد من غير المسلمين الصلاة في المسجد الأقصى، كما أنها حريصة على منع أي احتكاك قد يقع بين المسلمين واليهود في حال دخولهم المسجد الأقصى تحت أي مسوغ كان."
وأضاف "ما يجب أن نلفت النظر إليه هو أن تعبير زيارة المسجد الأقصى لغير المسلمين الذي يجري الترويج له ينطلق من ادعائهم الباطل بحقهم في المسجد الأقصى، ثم محاولة انتزاع جزء منه لبناء كنيس يهودي لإقامة ما يسمى بالهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى وقبة الصخرة".