يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
7/1/2009
فلسطين
شهد اليوم الثاني عشر من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مزيداً من عمليات القصف ومزيداً من الشهداء والمصابين. ولم ينفع وقف إطلاق النار الموقت الذي أعلنته إسرائيل لمدة ثلاث ساعات في تهدئة الأوضاع، بل تواصل سقوط المدنيين نتيجة استهدافهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. واليوم أدت الغارات إلى مجازر جديدة في صفوف العائلات الفلسطينية، ففي بيت لاهيا استشهد رجل وثلاثة من أبنائه وابن أخيه نتيجة قصف الطيران، وفي جباليا استشهدت ثلاث شقيقات جراء قصف مدفعي على منزل عائلتهن ولم تتمكن طواقم الإسعاف من انتشالهن من تحت الأنقاض إلا في ساعة متأخرة. وكان من بين المصابين اثنان من ضباط الإسعاف الذين كانوا يحاولون إجلاء الجرحى. وفي حصيلة جديدة، تجاوز عدد الشهداء في اليوم الثاني عشر للعدوان 700 والجرحى أكثر من 3000 نصفهم من الأطفال والنساء. كما دمرت الطائرات الإسرائيلية مسجدين في حي الشيخ رضوان وفي خان يونس. وبحسب الدكتور معاوية حسنين مدير هيئة الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة فإن نحو 450 من الجرحى هم في حالة الخطر الشديد.
شارك المئات من أبناء محافظة الخليل الليلة في مسيرة شموع يتقدمهم أعضاء من المجلس التشريعي وقيادات العمل الوطني في المحافظة. وطالب المتظاهرون الذين رفعوا الشموع أثناء مسيرتهم كلاً من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وإسماعيل هنية بالوحدة الوطنية. وفي قرية نعلين غربي رام الله نظم الأهالي بمشاركة متضامنين دوليين مسيرة جابت شوارع القرية وتوجهت نحو الجدار العازل حيث دارت مواجهات مع قوات الاحتلال ما أدى إلى إصابة خمسة مواطنين بالرصاص المطاطي والاختناق الشديد من القنابل الغازية والحارقة. وذكرت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال استخدمت قنابل غاز جديدة يصل مداها إلى 400م كما أن الغاز فيها يضاعف 400%، وتحتوي هذه القنابل على فتيل حارق، وبذلك تصبح هذه القنابل غازية وحارقة في الوقت نفسه، وهو ما أدى إلى حدوث حالات اختناق كبيرة في صفوف المتظاهرين.
حاول المواطنون في قطاع غزة الاستفادة من الهدنة الإسرائيلية لمدة ثلاثة ساعات، فخرج كثيرون منهم إلى الشوارع للتزود بالحاجيات الأساسية كالخبز والمياه والمواد الغذائية. وقد اصطف العشرات في طوابير طويلة ينتظرون الحصول على الخبز فيما توجه آخرون إلى المساجد التي فتحت أبوابها للمواطنين القادرين على التبرع لإيواء النازحين من منازلهم. وكان الجيش الإسرائيلي بدأ الاتصال على هواتف المواطنين لإبلاغهم بالهدنة من الساعة الواحدة وحتى الرابعة عصراً. وقد استغلت الفرق الطبية هذه الهدنة للبحث عن جثامين الشهداء بين الأنقاض والركام في المناطق التي توغل فيها الجيش الإسرائيلي شمال وشرق وجنوب قطاع غزة، وذكرت المصادر الطبية أن عدداً من الشهداء لا يزال بين الأنقاض بعد أن دمرت المنازل فوق رؤوس قاطنيها منذ أيام ولم يتم انتشال الضحايا حتى الآن.
نفت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى، "الأونروا" جملة وتفصيلاً الاتهامات الإسرائيلية باستخدام منشآتها من قبل مسلحين فلسطينيين. وكانت مصادر رسمية إسرائيلية قد بررت قصفها لمدارس الأونروا في غزة بأن المسلحين الفلسطينيين يستخدمون هذه المدارس للهجوم على المناطق الإسرائيلية. وقد سقط عشرات الضحايا في القصف الذي استهدف إحدى مدارس الوكالة بالأمس. وقال الناطق باسم الوكالة عدنان أبو حسنة إن المدارس لم تستخدم على الإطلاق في عمليات إطلاق نار أو قذائف على إسرائيل، إذ أن العاملين في هذه المدارس يمنعون دخول أي مسلح لهذه المدارس، كما أن المواطنين الذين لجأوا إلى هذه المدارس هم مشردون فقدوا كل شيء تقريباً. وأضاف أبو حسنة أن الوكالة تشدد على المطالبة بتحقيق دولي محايد في هذه الحوادث. من جهة ثانية يعقد مجلس حقوق الإنسان في جنيف جلسة خاصة يوم الجمعة المقبل لمناقشة الانتهاكات الخطرة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخصوصاً العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وقد تمت الدعوة إلى عقد الجلسة بناء على طلب المجموعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وحركة عدم الانحياز وبتأييد 29 دولة بينها روسيا وجنوب إفريقيا والدول العربية.
إسرائيل
اعتصام في قنصلية إسرائيل في تورنتو ضد الحرب على غزة. فقد ذكرت مصادر إسرائيلية أن عدداً من النساء اليهوديات والإسرائيليات تمكنَ من دخول مبنى القنصلية والاعتصام في داخلها احتجاجاً على الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة. وقد تبين من التحقيقات التي أجريت مع الجهاز الأمني، أنه سمح للنساء بالدخول إلى المبنى بعد إبرازهن بطاقات تثبت أنهن يهوديات وإسرائيليات، لكنهن ما إن دخلن إلى المبنى حتى جلسن على الأرض وأخذن بترديد شعارات ضد إسرائيل والحكومة الإسرائيلية، منها "إسرائيل، العنصرية" وشعارات أخرى تهاجم إسرائيل وتنتقد سياسة الحكومة الإسرائيلية. وتفادياً لأية مواجهة مع المعتصمات، طلب الجهاز الأمني في القنصلية من الموظفين الدبلوماسيين البقاء في غرفهم والامتناع عن الاتصال بالنساء المعتصمات.
من المقرر أن تبدأ جولة من المباحثات بين إسرائيل ومصر خلال الأيام القادمة بشأن المبادرة المصرية – الفرنسية المقترحة للتوصل إلى هدنة مع قطاع غزة. وقد تقرر إيفاد عاموس غلعاد مساعد وزير الدفاع إيهود براك إلى القاهرة للمشاركة في المباحثات التي ستبدأ يوم غد الخميس. وذكرت مصادر سياسية في القدس أن المباحثات ستركز على اقتراح دولي للتوصل إلى اتفاق أمني بخصوص معبر فيلادلفي على الحدود بين مصر وغزة حيث قامت حماس بحفر أنفاق استخدمتها لتهريب الأسلحة والمقاتلين بحسب المصادر الإسرائيلية. من جهة ثانية أقر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية، استكمال العملية العسكرية في قطاع غزة على الرغم من الجهود الكبيرة للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحماس.
بعد انتهاء هدنة الساعات الثلاث، عادت الصواريخ لتسقط في المناطق الجنوبية من إسرائيل. وقد سقطت صواريخ القسام وصواريخ غراد وقذائف مورتر على مناطق شعار هانيجيف وسديروت وبئر السبع وأشدود وأشكلون. وذكرت المصادر أن الصواريخ أحدثت أضراراً مادية وحريقاً، بينما أبلغ عن إصابة شخص واحد بجروج، وعولج عدد من سكان تلك المناطق جراء إصابتهم بالصدمة. وبلغ عدد الصواريخ التي تساقطت من قطاع غزة على المناطق الجنوبية في إسرائيل 16 صاروخاً. من جهة ثانية صرحت المصادر العسكرية الإسرائيلية أن تسعة جنود أصيبوا بجروح طفيفة في معارك اليوم.