يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
3/11/2009
فلسطين
ذكرت مصادر فلسطينية أن مجموعة من المستوطنين المتطرفين اقتحمت منزل حاجة مسنة في الخامسة والثمانين من العمر في حي الشيخ جراح في مدينة القدس. وأضافت المصادر أن المستوطنين اعتدوا على المسنّة، صاحبة المنزل، وقاموا بإخراجها منه، كما أخرجوا الأثاث وذلك وسط حراسة من الشرطة الإسرائيلية. ويقع هذا المنزل ضمن منازل الحي البالغ عددها 28، وهي مهددة بالاستيلاء عليها وطرد سكانها على غرار ما حصل بالنسبة لعائلات عديدة أخرى في مدينة القدس. وقالت المصادر إنه فيما رفض المستوطنون الخروج من المنزل، منعت قوات الشرطة المواطنين الفلسطينيين من الوصول إليه وإخراج المستوطنين منه.
اعتبر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، أن تراجع وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون عن تصريحاتها بشأن الوقف الجزئي للاستيطان غير كاف لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل، ولن تؤدي إلى حلول عادلة، مؤكداً موقف السلطة الفلسطينية بعدم قبول أي وقف جزئي للاستيطان. وطالب أبو ردينة الإدارة الأميركية بإلزام إسرائيل بوقف كامل وشامل للاستيطان في الأراضي الفلسطينية وفي مدينة القدس. يذكر أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون كانت قد أيدت الاقتراح الإسرائيلي بوقف جزئي للاستيطان، ما أغضب الفلسطينيين، الذين أكدوا رفض استئناف المفاوضات قبل الوقف الشامل للاستيطان. وكانت كلينتون قد حاولت تخفيف التوتر في المواقف فأعلنت من المغرب أن موقف الإدارة الأميركية من مسألة المستوطنات واضح ولم يتغير، إلا أنها طالبت باستئناف مفاوضات السلام من دون شروط.
رداً على الأنباء الإسرائيلية التي ذكرت أن حركة حماس أجرت تجارب ناجحة على صواريخ بعيدة المدى تصل إلى 60 كلم، وبإمكانها الوصول إلى مدينة تل أبيب، قال الناطق باسم الحركة، فوزي برهوم، إن التصريحات الإسرائيلية تعكس عمق الأزمة التي يعاني جراءها الإسرائيليون بسبب القرار الذي صدر بشأن تقرير غولدستون. وأضاف برهوم، أن التصريحات خطوة من قبل الاحتلال الإسرائيلي لاستباق مناقشة التقرير في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وللتأثير في الرأي العام العالمي والدولي وتأليبه ضد حركة حماس. وحذر برهوم من استخدام هذه التصريحات للتغطية على عدوان جديد يخطط له العدو الإسرائيلي، مشيراً إلى أن هذه الذرائع والفبركات الإعلامية ومحاولة الإفلات من العقاب يجب أن تدفع المجتمع الدولي لااتخاذ خطوات عملية لمحاكمة القيادات الإسرائيلية بتهمة ارتكاب جرائم حرب أمام المحاكم الدولية.
في كلمته أمام مجلس الشورى، قال أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إن دولاً كثيرة فقدت مصداقيتها عند الحديث عن الديمقراطية والانتخابات في ظل الحصار بسبب عدم اعتراف دول كثيرة بنتائج الانتخابات الديمقراطية التي جرت في فلسطين وبعد معاقبة شعبها بالحصار. ودعا أمير قطر إلى عدم التدخل في الشأن الداخلي الفلسطيني بتغليب مصلحة طرف ضد آخر كي لا تتعمق الخلافات وتصبح مستعصية على الحل. ووصف آل ثاني الممارسات الإسرائيلية في مدينة القدس بأنها غير إنسانية وتهدف إلى ضم وتهويد القدس، مطالباً باتخاذ موقف عربي وإسلامي موحد لوضع حد للاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية، مؤكداً أن بإمكان الأمة العربية قادة وشعوباً فعل الكثير في حال توافر الإرادات.
خلال لقائه بوفد برلماني رفيع المستوى من أعضاء مجلس العموم البريطاني، قدم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، شرحاً لرؤية الحركة ومواقفها، موجهاً الانتقاد إلى المجتمع الدولي بسبب تقصيره عن القيام بواجبه الإخلاقي والإنساني وتعطيل أعمال الإغاثة والإعمار في قطاع غزة، مطالباً أيضاً بحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين العالقين على الحدود بين سورية والعراق في ظروف سيئة جداً. وبالنسبة للمصالحة الوطنية الفلسطينية، قال مشعل إن التدخلات الخارجية هي السبب الرئيسي في تعطيل إنجاز المصالحة وإعاقتها، وطالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل وإجبارها على إنهاء الاحتلال والاعتراف بالحقوق الوطنية الفلسطينية. من جهتهم، قال أعضاء الوفد إنه لا يمكن تحقيق السلام في المنطقة من دون الحوار مع حركة حماس، كما أكدوا تضامنهم مع مأساة الشعب الفلسطيني بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وقام أعضاء الوفد بجولة على مخيمات اللاجئين في سورية، وعلى الحدود السورية – العراقية. يذكر أن زيارة الوفد البريطاني تأتي في إطار الجهود الأوروبية لفتح حوار مع حركة حماس.
إسرائيل
حثت إسرائيل الدول الغربية على الوقوف في وجه أي مصادقة لتقرير غولدستون في جلسة المناقشة التي تعقد في الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم غد الأربعاء. وتأتي المطالبة الإسرائيلية قبل ساعات من جلسة التصويت المقررة في الكونغرس الأميركي على قرار يشجع الرئيس الأميركي باراك أوباما لمعارضة المصادقة على تقرير غولدستون. وكان المجلس اليهودي الوطني الديمقراطي قد حث أعضاء الكونغرس الديمقراطيين على شجب التقرير، وأضاف المجلس في بيان أصدره، أن إدارة الرئيس أوباما قد أعلنت موقفها أكثر من مرة بوضوح أنها تقف إلى جانب إسرائيل في وجه تقرير غولدستون المتحيز. وطالب البيان الولايات المتحدة الأميركية باستخدام سلطتها لوقف التقرير وسيره في الأمم المتحدة، خشية أن يستخدم التقرير في التقليل من حق إسرائيل الأساسي في الدفاع عن نفسها في المستقبل.
في كلمة أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست الإسرائيلي، قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، عاموس يادلين أنه من المستحيل أن يكون المفاعل النووي الإيراني الذي تم الكشف عنه مؤخراً في مدينة قم، مخصص للاستخدام المدني. وأوضح يادلين أن المفاعل الإيراني قد أقيم لتخصيب اليورانيوم. وأضاف أن التقديرات الإسرائيلية ترجح أن إيران مهتمة في التوسع الأفقي في قدرات الإنتاج النووي لديها، لأنها في حال قررت الانتقال إلى السلاح النووي، فسيكون بإمكانها إنجاز ذلك في أقصر وقت ممكن. وأشار يادلين أنه على الرغم من أن المهلة المحددة للمفاوضات مع إيران تنتهي مع نهاية العام 2009، إلا أن فرض عقوبات ضد إيران سيكون لها فرصة أكبر للنجاح أكثر من الماضي بسبب الأوضاع الاقتصادية والسياسية الحالية في البلد. وقال يادلين، أن إيران ليست كوريا الشمالية، مضيفاً أن الصين وروسيا لم تقررا حتى الآن دعم أي عقوبات جديدة على إيران. ولفت يادلين، إلى أن الدول العربية تعمل بسرعة لتطوير قدراتها النووية المدنية خوفاً من القدرات الإيرانية.
قام رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو بزيارة إلى القاعدة الجوية التي تجري فيها مناورات مشتركة إسرائيلية – أميركية، برفقة رئيس هيئة الأركان العامة غابي أشكنازي ووزير الدفاع، إيهود براك، حيث استمعوا إلى ملخص عن مجريات المناورة والأنظمة المختلفة المستخدمة فيها. واعتبر نتنياهو أن هذه المناورات تعاون منتج جداً، مشيراً إلى أن البلدين يؤسسان أرضية جديدة، وأن الهدف الأساسي منها هو الدفاع عن دولة إسرائيل وضمان الأمن الإقليمي. وشكر للرئيس باراك أوباما جهوده الكبيرة في مسألة التعاون في التعامل مع المشكلة التي تؤرق إسرائيل والعالم بأكمله، وهي مشكلة الصواريخ التي تصيب السكان المدنيين. من جهته اعتبر وزير الدفاع، براك، أن المناورة واعدة جداً، مشيراً إلى الاستعدادات الكبيرة لها من قبل الولايات المتحدة وقواتها الجوية. وأوضح براك، أن المناورة مخصصة للتعامل مع التهديدات المحتملة في المستقبل، ومن المفيد الاستعداد لها.