يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
2/11/2010
فلسطين
احتفل مئات المقدسيين بتدشين شارع في ضاحية السلام شرق مدينة القدس بحضور عدد من قيادات حركة فتح في محافظة القدس وممثلين عن الفعاليات الشعبية وأعضاء المجلس الثوري لحركة فتح، إضافة إلى وفد من حركة السلام الآن. أما رئيس الحكومة الفلسطينية، سلام فياض فقد ألقى كلمة بواسطة الهاتف، بعد أن أصدر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي أمراً بمنع الاحتفال الرسمي. من جهته قال حاتم عبد القادر أن الاحتفال يتصادف مع ذكرى وعد بلفور، مشيراً إلى أن الاحتفال هو رد على وعد بلفور. بدوره قال عضو المجلس الثوري لحركة فتح، ديمتري دلياني، أن إسرائيل لن تستطيع منع المقدسيين من تطوير مدينتهم، وأن القدس هي جزء من عمل الحكومة الفلسطينية ولن يستطيع الاحتلال قطع العلاقة بين المقدسيين وسلطتهم الوطنية. من جهة ثانية افتتح رئيس الحكومة، سلام فياض المرحلة الأولى من برنامج إعادة تأهيل وبناء المؤسسات التعليمية في القدس، وذلك في مدرسة الأمة في ضاحية البريد. وقال فياض خلال الافتتاح، أن صمود مدينة القدس وأهلها في مواجهة المخططات الاستيطانية، سيظل عنوان التوحد للشعب الفلسطيني. وأكد أن ما يقوم به أبناء الشعب الفلسطيني في كافة المناطق، هو ممارسة لحقه في الحياة، ولا يستطيع أحد أن يفرض الفيتو على إرادة الحياة لدى الشعب. وشدّد فياض على مواصلة السلطة الوطنية تنفيذ خطة عملها، لبناء مؤسسات دولة فلسطين، وبشكل خاص في القدس الشرقية، إضافة إلى المناطق المهددة والمتضررة من الاستيطان والجدار. لكن فياض لفت إلى أن ضرورة الإسراع في إنهاء حالة الانقسام، وإعادة الوحدة للوطن ومؤسساته، تمهيداً لإقامة دولة فلسطينية مستقلة في قطاع غزة والضفة الغربية ومدينة القدس الشرقية، عاصمة دولة فلسطين.
في حديث صحافي، قال عضو اللجنة المركزية وعضو الوفد الفلسطيني المفاوض، نبيل شعث، أن خيار حل السلطة الوطنية، هو البديل الأخير. وأوضح أن في حال لم تتمكن القيادة الفلسطينية من خلال البدائل التي طرحتها من الوصول إلى شيء، عندها يصبح من العار أن يستمر المسؤولون عن سلطة لا تقوم بأي من مسؤولياتها، وتتعرض قراراتها للاغتيال على يد الاحتلال الذي لا يسمح لابن الضفة بدخول غزة ولا العكس، كما لا يسمح هذا الاحتلال ببناء قرية أو مدينة فلسطينية جديدة وهذا أمر لا يمكن القبول به ولم يعد مقبولاً. وحذر شعث من الوصول إلى هذه الحالة، مشيراً إلى أنه في حال بقي اليمين مسيطراً في إسرائيل، مواصلاً تهربه من الالتزامات، وفي حال تم اتخاذ القرار بحل السلطة، فعندها لن يعود بوسع القيادة الفلسطينية تحمل مسؤولية أي شيء تجاه الإسرائيليين. لكن شعث قال من ناحية ثانية، أن السلطة مستعدة للعودة إلى المفاوضات غداً إذا توقف الاستيطان، مشيراً إلى أن السلطة مستعدة للذهاب إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في حال استمرار تعنت الحكومة الإسرائيلية في موقفها الرافض لتجميد الاستيطان. واعتبر شعث أن الإدارة الأميركية غير قادرة على الضغط على إسرائيل لإيقاف الاستيطان بالرغم من كل الاتفاقيات التي تم إبرامها.
ذكرت مصادر فلسطينية مطلعة أن الإدارة الأميركية أبلغت المسؤولين في السلطة الفلسطينية بأنها تبذل جهداً كبيراً لوقف الاستيطان الإسرائيلي من أجل استئناف المفاوضات المتوقفة والتي انطلقت في الثاني من شهر أيلول/ سبتمبر الماضي. وأكدت المصادر الفلسطينية أن السلطة مصرّة على شرط وقف كافة الأعمال الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية قبل استئناف المفاوضات مع إسرائيل. وأضافت هذه المصادر، بأن السلطة الوطنية ستضع البدائل والخيارات على طاولة المناقشة خلال اجتماع جامعة الدول العربية في الثامن من الشهر الحالي، بعد انتهاء مهلة الشهر التي أعطتها الجامعة إلى الإدارة الأميركية. وستقوم الجامعة بتشكيل لجنة قانونية واستشارية خاصة لمناقشة البدائل والخيارات التي وضعتها السلطة الفلسطينية، وذلك قبل اتخاذ أي خطوة فيما يتعلق باستئناف المفاوضات أو وقفها. ورجحت المصادر أن تواصل الإدارة الأميركية مبادراتها السياسية، بعد الإعلان عن نتائج انتخابات الكونغرس الأميركي التي انطلقت اليوم، في محاولة لمواصلة المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين.
في بيان لها، تبنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي عملية قنص استهدفت اثنين من الجنود الإسرائيليين، كما تبنت عملية إطلاق عدد من قذائف الهاون التي أطلقت باتجاه قوة عسكرية إسرائيلية شرق مدينة غزة. وذكرت سرايا القدس في بيانها، أن وحدة القناصة التابعة لها تمكنت من قنص الجنديين بشكل مباشر أثناء حراستهما لعدد من العمال الإسرائيليين الذين كانوا يقومون بأعمال الحفر على الطريق الواصل بين ناحل عوز وكارني، وتم إطلاق قذائف الهاون باتجاه المكان ذاته. وشددت السرايا في بيانها على حق المقاومة في التصدي لأي عدوان إسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، ومواصلة خيار المقاومة والجهاد حتى تحرير الأرض الفلسطينية كاملة.
إسرائيل
في خطوة مفاجئة، زار رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي، غابي أشكنازي، معسكرات وحدة غفعاتي على الحدود مع قطاع غزة، للتأكد من جاهزية الجنود الإسرائيليين في هذه المنطقة. ونقلت المصادر عن العقيد شلومي بيعر قوله أن الزيارة الخاطفة لم تكن بهدف فحص جاهزية الوحدات العسكرية فقط، بل لفحص قدراتها أيضاً، مشيراً إلى أن الزيارة هدفت أيضاً إلى الوقوف على جاهزية الوحدات وتحضيراتها قبل اندلاع أي حرب أو عملية مشتركة. وأشارت المصادر إلى أن الجنود الإسرائيليين تفاجأوا بزيارة قادة الجيش في الساعة السادسة فجراً، حيث انتشر الضباط في منطقة التدريب، حيث قام الجنود بتدريباتهم بشكل عادي.
قال وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود براك، أن محادثات السلام مع السلطة الفلسطينية ستستأنف بعد الانتخابات النصفية للكونغرس الأميركي. وأعرب براك عن أمله وثقته بتحقيق تقدم حقيقي في المفاوضات خلال الأشهر القليلة القادمة. وتناول براك التوتر المتصاعد داخل إسرائيل، بين المتدينين والعلمانيين، فأشار إلى أنه في الماضي، ومنذ عشر سنوات، كان وجود وحدة عسكرية بأكملها من الجنود المتدينين، أمراً مستحيلاً. ولفت إلى أن المتدينين، الذين يظهرون عدم انخراط في سوق العمل، خاصة بالنسبة للرجال، كما يحدث للنساء في القسم العربي بالنسبة لسوق العمل، هو أمر يتطلب التفاتة من الدولة. وطالب براك بإيجاد نظام تأسيسي وتدريبي، لكن قبل ذلك لا بد من الاعتراف بالمساواة والحاجة إلى ضم هؤلاء إلى المجتمع.
حذر رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، المنتهية مهمته، عاموس يادلين، في جلسة أخيرة له في الكنيست، من أن الحرب الإسرائيلية القادمة ستقوم على جهات عدة وستؤدي إلى أضرار وإصابات قاسية، أكبر من تلك التي وقعت خلال النزاعات الأخيرة. وأوضح يادلين أن إسرائيل تتمتع حالياً بفترة من الهدوء النسبي، إلا أن أعداءها يتسلحون ويشكلون الآن التهديد الأكبر لإسرائيل منذ السبعينات. كما أن حرباً جديدة ستكون أشد على إسرائيل من حربيها الأخيرتين، والقصيرتين نسبياً، وهما حرب لبنان في عام 2006 وفي غزة أواخر العام 2008 وبداية العام 2009. وأضاف، في كلمة أمام لجنة الدفاع والشؤون الخارجية في الكنيست، أن سورية بشكل خاص تشكل عقبة عسكرية لإسرائيل، أكثر من أي وقت مضى خلال السنوات العشر الأخيرة، لافتاً إلى الصواريخ الروسية المضادة للطائرات والتي حدت بشكل كبير من حرية القوات الجوية الإسرائيلية. وقال يادلين، أنه على الرغم من أن سورية لم تتمكن من الحصول على صواريخ روسية من طراز أس 300 المتطورة، والتي تعتبرها إسرائيل التهديد الأكبر لطائراتها، فإن دمشق تمكنت من تطوير أنظمتها الدفاعية بشكل كاف لإعادة التوازن العسكري مع إسرائيل إلى فترة السبعينات. وأشار يادلين إلى تورط إسرائيل في الهجوم على مفاعل نووي سوري في أيلول/ سبتمبر 2007، وحذر من الخطر المتنامي بسبب البرنامج النووي الإيراني، مشيراً إلى أن إيران تملك حالياً ما يكفي من اليورانيوم العالي الخصوبة لإنتاج قنبلة نووية.