يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
10/4/2023
فلسطين
استشهد الطفل محمد فايز بلهان (15 عاماً)، متأثراً بجروح أصيب بها خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم عقبة جبر جنوب أريحا، وكانت قوات كبيرة من جيش الاحتلال، اقتحمت المخيم وحاصرت عدداً من منازل المواطنين ما أدى إلى اندلاع مواجهات أصيب على إثرها الطفل بلهان بالرصاص الحي في الرأس والصدر، وشابان آخران في الأطراف السفلية. وفي محافظة بيت لحم، أصيب شاب بالرصاص المعدني خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال في بلدة الخضر، كما تجمهر العشرات من المستوطنين في منطقة "أم ركبة" جنوب بلدة الخضر، ورشقوا منزلاً ومحلات لتصليح المركبات بالحجارة والزجاجات وهم يرددون "الموت للفلسطينيين". كما أصيب عشرات المواطنين بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع في بلدة بيت أمر ومخيم العروب شمال الخليل. وواصلت قوات الاحتلال منذ يوم أمس، إغلاق الحرم الإبراهيمي أمام المصلين المسلمين بحجة الأعياد اليهودية، وشدّدت من إجراءاتها الأمنية وأغلقت جميع الحواجز العسكرية والبوابات الإلكترونية المؤدية للحرم، لتأمين احتفالات المستوطنين بعيد الفصح اليهودي. واعتقلت قوات الاحتلال 3 مواطنين من القدس ونابلس والخليل.
أفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، بأن 1531 مستوطناً موزّعين على 23 مجموعة اقتحموا المسجد الأقصى منذ الصباح، ونفّذوا جولات استفزازية في ساحاته وتلقّوا شروحات عن "الهيكل" المزعوم، وأدّوا طقوساً تلمودية في المنطقة الشرقية منه قبل أن يغادروا الساحات من جهة باب السلسلة. ونشرت شرطة الاحتلال الإسرائيلي عناصرها ووحداتها الخاصة في باحات الأقصى وعند أبوابه لتأمين اقتحامات المستوطنين وواصلت التضييق على دخول المصلين فجراً ومنعت الكثيرين من الدخول، كما منعت حراس المسجد الأقصى من إعطاء اللباس الساتر للسياح الوافدين إلى المسجد عبر باب المغاربة وهددتهم بالاعتقال. وأخرجت قوات الاحتلال طلاب إحدى المدارس من المسجد الأقصى، بالتزامن مع استمرار اقتحام المستوطنين. وتعرّض المسجد لهجوم إسرائيلي واعتداءات وحشية استهدفت المصلين والمعتكفين داخل المصلي القبلي بالأعيرة المطاطية والقنابل الصوتية والغاز ما أدى لوقوع إصابات، واعتقال المئات وإلحاق أضرار فادحة في محتويات المصلّى وعيادة الأقصى.
اقتحم آلاف المستوطنين منطقة جبل صبيح التابعة لأراضي بيتا ويتما وقبلان جنوب محافظة نابلس، حيث نظّموا مسيرة من دوار زعترة باتجاه البؤرة الاستيطانية "أفيتار" المقامة على قمة جبل أبو صبيح، وسط مشاركة 7 وزراء إسرائيليين على الأقل وأكثر من 20 عضو كنيست بينهم وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي المتطرف، إيتمار بن غفير. واندلعت مواجهات عى جبل صبيح في بلدة بيتا، أسفرت عن إصابة 216 مواطن على الأقل بينهم صحافي بالرصاص المعدني وبالاختناق بالغاز المسيل للدموع وبرضوض.
أكد الناطق باسم حركة حماس، عبد اللطيف القانوع، أن ما تمارسه الجماعات المتطرّفة وقطعان المستوطنين يتطلّب تصعيد المقاومة الفلسطينية بكل أدواتها، مبيناً أنها الخيار الأنجع لمواجهة غطرسة المستوطنين وحكومتهم الفاشية. واعتبر أن تسيير مسيرة لآلاف المستوطنين يتقدّمهم أعضاء كنيست ووزراء في حكومة الاحتلال الصهيوني للمطالبة بشرعنة ما يسمى مستوطنة "أفيتار" يعكس العقلية الفاشية لهذه الحكومة وسياساتها الإجرامية بحق الشعب الفلسطيني وأرضه.
أكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، أن اجتياح مليشيات المستوطنين بقيادة وزراء من حكومة الاحتلال الإسرائيلي لأراضي دولة فلسطين لا يغيّر من حقيقة أنها أرض فلسطينية وستبقى كذلك، وأن هذا الاجتياح الذي يأتي بقوة السلاح لا ينشئ حقاً. وأضاف أن هذا الاجتياح الفاشي من المتطرفين اليهود، والذي يترافق مع القتل اليومي لأبناء الشعب الفلسطيني، وكان آخره استشهاد الطفل محمد فايز بلهان (15 عاماً)، واقتحام المسجد الأقصى، يدفع بالأمور نحو الانفجار الذي لن يستطيع أحد السيطرة عليه إطلاقاً. وحمّل سلطات الاحتلال مسؤولية هذه الاعتداءات الخطيرة والاستفزازات المتصاعدة، والتي تؤكد سعي إسرائيل إلى جرّ المنطقة إلى مربع العنف والاضطرابات. وشدّد على أن الاستيطان جميعه غير شرعي على أرض دولة فلسطين وأن كل هذه الجرائم والاعتداءات لن تشرعنه وسيكون مصيره إلى زوال، كما الاحتلال. وأكد أن صمت الإدارة الأميركية شجّع الاحتلال على تماديه بجرائمه بحق الشعب الفلسطيني، داعياً إلى تدخل فوري وسريع لإيقاف هذا الجنون الذي ستدفع المنطقة جميعها ثمنه.
اعتبر رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، روحي فتوح، أن تزعُّم ومشاركة وزراء من حكومة نتنياهو أمثال سموترينش وبن غفير وعدد من أعضاء الكنيست مسيرة المستوطنين، امتداداً لاستعراض هويتهم الإجرامية، وتحدّياً واستفزازاً للشعب الفلسطيني. وتابع في بيان له، أن هذه المشاركة تعدّ "امتداداً لحملات تصعيد حكومة الإرهاب الإسرائيلية المتواصلة التي تشعل وتجرّ ساحة الصراع نحو مزيد من الانفجارات التي يصعب السيطرة عليها، كما أنها تندرج في إطار شرعنة الاستيطان وتكريس ضمّ مناطق بالضفة الغربية وإلغاء أيّ مظهر من مظاهر الوجود الفلسطيني". وأضاف أنها "تحدٍّ سافر لمواقف الدول وإداناتها سياسة الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة، واعتبار الاستيطان غير قانوني وغير شرعي".
أشار نادي الأسير الفلسطيني في بيان مقتضب، اليوم الإثنين، إلى أن 100 حالة اعتقال سُجّلت في محافظة أريحا، منذ مطلع العام الجاري وتركزت في مخيم عقبة جبر الذي يشهد مواجهة متصاعدة مع الاحتلال الإسرائيلي، وكان من بين المعتقلين عشرة أطفال. ولفت إلى أن 83 من بينهم ما زالوا رهن الاعتقال وجزء منهم رهن التحقيق حتى اليوم، كما أن مجموعة منهم أُصدر بحقّهم أوامر منع لقاء المحامي. وذكر نادي الأسير، أن غالبية من تمّ اعتقالهم تعرّضوا لعمليات تنكيل وتهديد وتعذيب والتي طالت عائلاتهم، عدا عن عمليات الاقتحام المتكررة لمنازل المواطنين واستخدام كافة أنواع الأسلحة. وأكد أنه ومن خلال الشهادات والمتابعة فإن سياسة (العقاب الجماعي) كانت أبرز السياسات التي تعمّدت سلطات الاحتلال استخدامها بحق المواطنين في أريحا، وتحديداً في مخيم عقبة جبر.
الحكومة الفلسطينية تصدر بياناً عقب انتهاء جلستها رقم 201، تدعو فيه العالم إلى محاسبة إسرائيل على جرائمها المتكررة يومياً، والتي كان آخرها العدوان على المسجد الأقصى.
إسرائيل
أصيب ضابط وجندي إسرائيلي بجروح طفيفة خلال عملية إطلاق نار في نابلس شمال الضفة الغربية، اليوم الإثنين، حيث ألقت القوات الأمنية القبض على مطلوب يشتبه بتورطه في أنشطة عدائية، وأثناء العملية ألقى المشتبه به عبوات ناسفة ورشق القوات بالحجارة. وذكر الجيش الإسرائيلي أن مسلّحون فتحوا النار على القوات بعد أن ألقت القبض على الفلسطيني المطلوب.
الشرق الأوسط
أدان رئيس الوزراء الأردني، بشر الخصاونة، ورئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، خلال جلسة مباحثات في الدوحة، اليوم الإثنين، كل الاعتداءات والانتهاكات والإجراءات الإسرائيلية الأحادية الجانب والاعتداءات المتواصلة على أبناء الشعب الفلسطيني. وأكدا إدانة ورفض البلدين للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة واقتحامات المسجد الأقصى والاعتداء عليه وعلى المصلين فيه، لافتيْن إلى ضرورة تحرّك المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها السافرة للقانون الدولي وحملها على احترام قرارات الشرعية الدولية. وجددا التأكيد على موقف البلدين الثابت من عدالة القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وشددا على ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي القانوني القائم في القدس ومقدساتها والحفاظ عليها ورعايتها انطلاقاً من الوصاية الهاشمية التي ينهض بها الملك الأردني، عبد الله الثاني.