مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
مسؤولون رفيعو المستوى في القدس يؤكدون صدور أمر اعتقال ضد ليفني في لندن
خطة لإنتاج ناقلة الجند المدرعة الإسرائيلية المستقبلية في الولايات المتحدة بهدف توفير الأموال
رئيس هيئة الأركان العامة: الهدوء الذي يعم الجنوب موقت
مقالات وتحليلات
يجب دعم المؤسسة الأمنية في حربها ضد الجهات اليمينية المحرضة على رفض الأوامر العسكرية
المستوطنون المتطرفون يقدمون خدمة كبيرة لحملة نزع الشرعية عن إسرائيل
مكتب وزير الدفاع: مزايا التهدئة تفوق مساوئها بالنسبة إلى إسرائيل
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"هآرتس"، 15/12/2009
مسؤولون رفيعو المستوى في القدس يؤكدون صدور أمر اعتقال ضد ليفني في لندن

أكد مسؤولون رفيعو المستوى في القدس مساء أمس (الاثنين) أن محكمة بريطانية أصدرت فعلاً أمر اعتقال ضد زعيمة المعارضة عضو الكنيست تسيبي ليفني بسبب مشاركتها في قرارات اتخذت في أثناء عملية "الرصاص المسبوك" في قطاع غزة. وقد صدر الأمر بناء على طلب منظمة مناصرة للفلسطينيين.

وكان سفير إسرائيل في لندن استفسر لدى وزارة العدل البريطانية عن هذا الموضوع أمس، وبُلِّغ أنه لا علم للسلطات المحلية بوجود دعوى ضد ليفني. لكن مصدراً في القدس ذكر أنه اتضح من استفسارات إضافية قامت بها السفارة الإسرائيلية في لندن أن أمر الاعتقال صدر فعلاً، لكنه ألغي بسبب عدم سفر ليفني إلى بريطانيا.

ودعت وزارة الخارجية الإسرائيلية صباح اليوم (الثلاثاء) إلى وضع حد لـ "الحالة السخيفة" التي يتم في إطارها إصدار مذكرات توقيف ضد مسؤولين إسرائيليين بسبب جرائم حرب مزعومة ارتكبت في قطاع غزة.

وقالت مصادر في وزارة الخارجية إن "الأعمال فقط يمكنها وضع حد لهذا الموقف السخيف، الذي لولا لخطورته لأمكن وصفه بكوميديا من الأخطاء". وأضافت المصادر: "إننا نثمّن الرغبة التي تبديها الحكومة البريطانية في أداء دور مركزي في عملية السلام في الشرق الأوسط، وبالتالي، فإننا نتوقع منها أن تترجم الأهمية التي تعزوها إلى العلاقات مع إسرائيل، إلى أعمال. ومن دون تصحيح الخطأ، لن يكون في وسع المسؤولين الإسرائيليين أن يطأوا أرض بريطانيا بأقدامهم، الأمر الذي سيترك بريطانيا خارج دائرة المشاركين في دفع عملية السلام قدماً".

وقد صدر عن وزارة الخارجية البريطانية بيان حاولت أن توضح فيه أن هذا الحادث يضر بالعلاقات بين القدس ولندن، وجاء فيه ("يديعوت أحرونوت"، 15/12/2009): "إن بريطانيا مصممة على بذل كل ما تستطيع لدفع السلام في الشرق الأوسط إلى الأمام، ولأن تكون شريكاً استراتيجياً لإسرائيل. ومن أجل القيام بذلك، يجب أن يكون القادة الإسرائيليون قادرين على المجيء إلى بريطانيا لإجراء محادثات مع الحكومة البريطانية".

وذكر موقع "جويش كرونيكل" في الإنترنت أن ليفني ألغت الزيارة التي كانت قد أزمعت القيام بها في نهاية الأسبوع الفائت، خوفاً من أن يطالب محامون مناصرون للفلسطينيين باعتقالها. وقال الموقع إنه كان من المفترض أن تلقي ليفني كلمة أمس أمام مؤتمر للصندوق القومي اليهودي، وأن تجري محادثات خاصة مع رئيس الحكومة البريطانية غوردون براون.

وقد نفى مكتب ليفني ما ورد في هذا التقرير، وقام مسؤولون في المكتب بتبليغ صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الدعوة التي وجهت إليها من أجل حضور المؤتمر قبل نحو أسبوعين، رُفضت لاعتبارات متعلقة بجدول أعمالها. وأضاف المسؤولون أن "زعيمة المعارضة فخورة بالقرارات جميعها التي اتخذتها فيما يتعلق بعملية 'الرصاص المسبوك'. لقد حققت العملية أهدافها في الدفاع عن إسرائيل، وفي استعادة قوة الردع. وستواصل ليفني التعبير عن موقفها في أي مكان من العالم: إن 'حماس' ليست شريكاً للحوار، ولذا يجب استخدام القوة ضدها، مع الاستمرار في التفاوض، في الوقت نفسه، مع الجهات المعتدلة، كما أنه يجب عدم قبول المقارنة بين جنود الجيش الإسرائيلي و'الإرهابيين'. هذا هو موقفها، سواء صدر أمر اعتقال ضدها أو لم يصدر ـ وهو أمر لا علم لنا به".

وأصدرت وزارة الخارجية صباح اليوم (الثلاثاء) بياناً رسمياً قالت فيه: "إن إسرائيل تريد أن توضح أن إسرائيل وبريطانيا تخوضان في هذه الأيام كفاحاً مشتركاً ضد الإرهاب العالمي، وأن هناك جنوداً بريطانيين يعملون من أجل القضاء عليه في ساحات متعددة من العالم. إن إسرائيل تدعو الحكومة البريطانية إلى أن تفي، مرة واحدة وإلى الأبد، بوعودها، وأن تمنع الاستغلال السيئ للنظام القضائي البريطاني من جانب جهات معادية لإسرائيل ضد إسرائيل ومواطنيها. إن عدم القيام بعمل حازم وفوري لإصلاح الخطأ يضر بالعلاقات بين البلدين، وإذا لم يستطع القادة الإسرائيليون زيارة بريطانيا بصورة ملائمة ومحترمة، فإن ذلك سيشكل، بطبيعة الحال، عقبة حقيقية أمام رغبة بريطانيا في أداء دور نشيط في عملية السلام في الشرق الأوسط".

"هآرتس"، 15/12/2009
خطة لإنتاج ناقلة الجند المدرعة الإسرائيلية المستقبلية في الولايات المتحدة بهدف توفير الأموال

أفادت أمس مجلة "ديفنس نيوز" الأميركية المختصة بالشؤون الأمنية، بأن إسرائيل تنوي نقل جزء من إنتاج ناقلة الجند المدرعة الجديدة "نمر" إلى الولايات المتحدة، وذلك بهدف توفير تمويل سريع للمشروع من خلال المساعدات الأمنية الأميركية لإسرائيل، وكذلك تمكين الجيش الإسرائيلي من التجهز بمئات المدرعات الجديدة خلال فترة قصيرة.

إن ناقلة الجند المدرعة "نمر" مبنية على أساس نموذج دبابة "مركافا ـ 4"، والغاية منها توفير حماية أفضل لقوات المشاة التابعة للجيش الإسرائيلي. وقد تم تسريع عملية التجهز بها كأحد الدروس المستفادة من حرب لبنان الثانية.

وذكرت مجلة "ديفنس نيوز" أنه من المتوقع أن تتنافس ثلاث شركات أميركية هي "بي. إيه. إي سيستمز" و"جنرال ديناميكس" و"تكسترون" بشأن هذا المشروع الذي تقدر قيمته، في المرحلة الأولى، بمئات الملايين من الدولارات، والتي يمكن أن ترتفع إلى بضعة مليارات.

إن "ناقلة الجند المدرعة "نمر"، كدبابة "مركافا"، مطورة في إسرائيل، وقد بدأ الجيش الإسرائيلي التجهز بها. وبحسب خطة الجيش المتعددة الأعوام، فإن الجيش يزمع شراء بضع مئات أخرى منها. لكن الجيش يواجه مشكلة مالية كبيرة في تنفيذ الخطة. أما الحل الذي يبدو أنه سيتم تبنيه فهو التوجه إلى الأميركيين بهذا الشأن. فعن طريق نقل إنتاج جزء مهم من المنظومة إلى الولايات المتحدة، سيكون في الإمكان تقليص الإنفاق على المشروع بعملة الشيكل وتمويل جزء كبير نسبياً منه بواسطة المساعدات الأميركية.

"يديعوت أحرونوت"، 15/12/2009
رئيس هيئة الأركان العامة: الهدوء الذي يعم الجنوب موقت

في ذكرى مرور عام على عملية "الرصاص المسبوك" ]الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة[، حذر رئيس هيئة الأركان العامة غابي أشكنازي، خلال احتفال أقيم في قاعدة تابعة للجيش الإسرائيلي بالقرب من قطاع غزة، من أن الهدوء النسبي الذي يسود المنطقة يمكن أن ينتهك في أي لحظة. وقال أشكنازي: "ليس لدي أي أوهام"، مضيفاً أنه على الرغم من أن هناك هدوءاً في الجنوب، بعد ثمانية أعوام من إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، فإن "الوضع يمكن أن يتغير، ويمكن أن يحدث هذا في هذه الأيام، أو خلال الأيام المقبلة".

كما تطرق قائد المنطقة الجنوبية يوءآف غالانت إلى الهدوء النسبي الذي يعم المنطقة، قائلاً إن "هذا العام هو الأهدأ منذ عقد من الزمن، لكن علينا أن نكون مستعدين لما هو آتٍ".

"هآرتس"، 15/12/2008
مكتب وزير الدفاع: مزايا التهدئة تفوق مساوئها بالنسبة إلى إسرائيل

غادر رئيس الشعبة السياسية في وزارة الدفاع اللواء احتياط عاموس غلعاد إلى القاهرة لإجراء مباحثات مع مسؤولي الاستخبارات المصريين بشأن استمرار التهدئة في قطاع غزة. وقالت مصادر أمنية لصحيفة "هآرتس" إن إسرائيل أوضحت لحركة "حماس"، عبر مصر، أنها لن توافق على استمرار الوضع الحالي، وأنها تطلب من "حماس" العودة إلى التهدئة الكاملة.

وقال وزير الدفاع إيهود باراك أمس في كلمة ألقاها في حولون أنه "غير آسف على أي لحظة يسود فيها الهدوء في الجنوب، وعندما تدعو الحاجة سنقوم بعملية في قطاع غزة". ويستند موقف باراك إلى وثيقة أعدها مكتب وزير الدفاع مؤخراً، يؤيد فيها استمرار التهدئة ويرى أن مزاياها تفوق مساوئها بالنسبة إلى إسرائيل. ومع ذلك ورد في الوثيقة اعتراف بأن إسرائيل لم تستكمل بناء وسائل التحصين التي خططت لإقامتها في المستوطنات المحاذية لقطاع غزة، ولا منظومات الدفاع الصاروخي وفي مقدمها منظومة "القبة الحديدة".

وتتوقع المؤسسة الأمنية في إسرائيل أسبوعاً متوتراً على حدود قطاع غزة، عشية انتهاء فترة الأشهر الستة الأولى من التهدئة، والتي ستنتهي يوم الجمعة المقبل الموافق 19 كانون   الأول / ديسمبر. وتقدّر إسرائيل أن "حماس" تريد استمرار التهدئة، لكن في ظل توافقات أقل إلزاماً بالنسبة إليها تمكِّنها من إطلاق الصواريخ على النقب عندما تريد الحركة ذلك. ومن المتوقع أن تشهد الأيام القليلة المقبلة استفزازت متعمدة من جانب "حماس"، في محاولة لإجبار إسرائيل على التعود على شروط أكثر تشدداً من جانب الحركة.

وفي الوقت نفسه، ستواصل "حماس" إطلاق دفعات محدودة من الصواريخ، ولن تمنع المنظمات الأخرى من أن تحذو حذوها. ويرى الجيش الإسرائيلي أن الجهد الأساسي للحركة سيتركز في شريط يمتد على حدود القطاع ويبلغ عرضه نحو نصف كيلومتر خلف السياج الحدودي، حيث ستحاول تعويد إسرائيل على وجودها في تلك المنطقة بصورة دائمة، وسترد على محاولة الجيش الإسرائيلي التعرض لعناصرها في تلك المنطقة بإطلاق دفعات مكثفة من صواريخ القسام وقذائف الهاون على الأراضي الإسرائيلية.

وبهذه الطريقة، تسعى "حماس" عملياً لتكرار النموذج الذي طبقه حزب الله في جنوب لبنان بين انسحاب الجيش الإسرائيلي في أيار / مايو 200 وحرب لبنان الثانية في تموز / يوليو 2006. وطبقاً لهذا النموذج، ستحافظ الحركة على وجود دائم لها على طول خط الحدود، وستستخدم القناصة والعبوات الناسفة وقذائف الهاون في تلك المنطقة كما تشاء، وفي المقابل، ستمتنع إسرائيل من القيام بأنشطة هجومية وقائية داخل المنطقة الفلسطينية مخافة تورطها ]في اشتباكات مع "حماس" وسائر المنظمات الفلسطينية[. وتأمل "حماس" بأن يكون في استطاعتها، في ظل الأوضاع الجديدة التي ستنشأ، انتزاع تسهيلات من إسرائيل لتخفيف الحصار الاقتصادي والسماح بحرية حركة أكبر لسكان القطاع في معبر رفح الذي تسيطر عليه مصر.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 15/12/2009
يجب دعم المؤسسة الأمنية في حربها ضد الجهات اليمينية المحرضة على رفض الأوامر العسكرية
مقـال افتتـاحي

·      بعد تأخير وتردد أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، أول من أمس، استبعاد مدرسة مستوطنة "هار براخا" الدينية اليهودية من النظام الخاص بتجنيد الشبان اليهود المتدينين [وبموجبه أقيمت مدارس دينية يمكن للطلاب في إطارها أداء الخدمة العسكرية ومواصلة تعليمهم الديني في آن واحد].

·      وقد استجاب باراك بذلك لتوصية رئيس هيئة الأركان العامة، الجنرال غابي أشكنازي، الذي دعا إلى انفصال الجيش الإسرائيلي عن هذه المؤسسة الدينية بعد أن أعرب رئيسها، الحاخام إليعيزر ميلاميد، عن تأييده رفض الأوامر العسكرية. وقام ميلاميد بتحريض طلاب مدرسته الجنود على رفض تنفيذ الأوامر العسكرية، في حال مطالبتهم بإخلاء مستوطنين. وفي إثر ذلك، قام جنود من مدرسته يخدمون في وحدة "كفيـر"، مؤخراً، بالتظاهر ضد إخلاء إحدى البؤر الاستيطانية غير القانونية.

·      إن قرار باراك هو قرار رمزي، ولن يحرر الجيش الإسرائيلي من التسوية الإشكالية التي تمت مع المدارس الدينية اليهودية التي أصبحت معاقل يمينية متطرفة، وأصبح حاخاماتها مصدر صلاحيات موازٍٍ لقادة الجيش. ومع ذلك، لا يجوز التقليل من أهمية هذا القرار، إذ إنه يعبر لأول مرة عن قيام المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، التي تميزت بإهمال المواجهة مع مخالفي القانون اليمينيين أعوامًا طويلة، باتباع سياسة "جباية ثمن" من الحاخامات الذين يعملون على تقويض أسس الديمقراطية، ويحددون لطلابهم أي أوامر عسكرية يجب رفضها، وأي أوامر يجب إطاعتها.

·      ولا شك في أن وقوف سائر رؤساء المدارس الدينية اليهودية إلى جانب ميلاميد، وتهديدهم بعرقلة تجنيد طلابهم في صفوف الجيش، يدلان على احتمال خطر إقامة ميليشيات يمينية متطرفة تخضع لأوامر الحاخامين داخل الجيش الإسرائيلي الرسمي. وهنا يكمن السبب الأكبر الذي يستلزم من باراك عدم الخضوع للضغوط التي تطالبه بالتوصل إلى حلول وسط في هذا الشأن.

·      في الوقت نفسه، فإن هذه المعركة لا تعتبر معركة وزير الدفاع والجيش الإسرائيلي وحدهما، وقد أحسن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، صنعاً بمنحه باراك غطاء، كما أن عليه أن يوضح أنه لن يسلم بالتعرض لمبدأ خضوع الجيش لسلطة المؤسسة المدنية الإسرائيلية المنتخبة، حتى لو كان ذلك باسم أيديولوجيا أرض إسرائيل الكبرى.

"معاريف"، 15/12/2009
المستوطنون المتطرفون يقدمون خدمة كبيرة لحملة نزع الشرعية عن إسرائيل
بن درور يميني - معلق سياسي

·      لا شك في أن هناك متطرفين في صفوف أي شعب أو أمة، وهؤلاء تكون العنصرية، عادة، دينهم وديدنهم. ونحن يوجد متطرفون عنصريون بيننا، وثمة من يقول إنهم أقلية ضئيلة وهامشية، لكن ألا يكفي وجود أقلية ضئيلة كهذه لإشعال حريق كبير؟

·      إن هؤلاء المتطرفين ليسوا جزءاً منا، والحديث يدور على أعداء. ولقد شاهدنا كيف أن أعداء إسرائيل في العالم كله تلقفوا صور المسجد المحروق في قرية ياسوف [قرب نابلس] كما لو أنها كنز ثمين، وذلك لأن الحرب ضد إسرائيل لا تجري بواسطة صواريخ القسّام والكاتيوشا فحسب، بل أيضاً في ساحة نزع الشرعية عن دولة إسرائيل، والتي أصبحت، في الآونة الأخيرة، بمثابة ساحة الحرب الرئيسية.

·      بناء على ذلك، فإن المجرمين الذين قاموا بإحراق المسجد، هم أعداؤنا، لأنهم قدّموا بفعلتهم هذه خدمة مهمة لحملة نزع الشرعية عن إسرائيل، والتي يقود لواءها اليسار الراديكالي العالمي مع [الرئيس الإيراني] محمود أحمدي نجاد و [الرئيس الفنزويلي] هوغو تشافيـز. إن هؤلاء المجرمين يعززون قوة المعسكر الذي يرغب في جعل دولة إسرائيل منبوذة.

·      إن أي دولة سوية في إمكانها أن تكبح مثل هذه الظواهر، أمّا عندنا، فإنه على الرغم من تصريحات الإدانة التي صدرت عن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع إيهود باراك، فإن الإحجام عن اتخاذ الخطوات العملية المطلوبة [ضد المتطرفين] لا يزال هو سيد الموقف.

·      ويجب ألاّ ننظر إلى هؤلاء المتطرفين على أنهم أقلية ضئيلة وهامشية، ذلك بأنهم يحظون بتأييد أوساط دينية رفيعة المستوى. فمثلاً، أصدر الحاخام مردخاي إلياهو، الزعيم الروحي للصهيونية الدينية، مؤخراً، فتوى تبيح قطف أشجار الزيتون التي يملكها العرب. ولا شك في أن الذي يبيح نهب الزيتون، لن ينزعج من تدنيس المساجد.

إن السؤال المطروح الآن هو: متى ستستفيق دولة إسرائيل وتدرك أن الحديث يدور على خطر حقيقي وعلى عدو داخلي؟ نأمل بألاّ يحدث ذلك بعد فوات الأوان.