مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
ليفني تضغط لتسريع إرسال القوة الدولية
كمية كبيرة من الأمونيا في مستودع حيفا أثناء الحرب
السماح للصليب الأحمر بزيارة أسرى "حزب الله" ربما يفتح الباب للقاء الجنود
عريضة بإقالة المسؤولين عن إخفاقات الحرب
مقالات وتحليلات
حركتا احتجاج غير سياسيتين تجذبان مؤيدين من مختلف ألوان الطيف السياسي
تغاضي أولمرت عن ابتزاز المتدينين حكومتَه يُظهر تجاوباً خفياً مع مطالبهم
خلال أشهر سيكون صعباً جداً إيقاف الإيرانيين عن إنتاج قنبلة نووية
إيران ستزيد الضغط علينا عبر "حزب الله" كلما ازداد الضغط الدولي عليها في "النووي"
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 22/8/2006
ليفني تضغط لتسريع إرسال القوة الدولية

تقوم وزيرة الخارجية تسيبي ليفني خلال الأيام القادمة بجولة سياسية على عدد من العواصم الأوروبية لممارسة الضغط من أجل الإسراع في إرسال قوات دولية إلى جنوب لبنان. وستزور ليفني كلاً من باريس وروما وبرلين وستؤكد أمام نظرائها وزراء الخارجية على ضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن وإرسال قوة دولية قادرة على تنفيذ المهمات الكثيرة التي حددت لها في قرار المجلس. وتسعى ليفني للتأكيد بشكل خاص على مراقبة تهريب الأسلحة عبر الحدود السورية اللبنانية والموانئ الجوية والبحرية في بيروت.

وما تزال إسرائيل معنية بمحاولة إقناع الفرنسيين بإرسال قوة أكبر، ويعتقدون في القدس بأن قوة فرنسية أكبر ستكون أكثر قدرة على تطبيق قرارات مجلس الأمن. وفيما ذكرت مصادر سياسية أن فرنسا قد تغير قرارها بنتيجة الضغط الإسرائيلي، أعربت مصادر أخرى في وزارة الخارجية عن خشيتها من أن الزيارة قد تنتهي بالفشل وبإهانة لإسرائيل، وقالت: "يمكن لهم أن يستغلوا الزيارة للضغط علينا في موضوع الحصار البحري والجوي والوضع الإنساني في لبنان، ومن جهة أخرى أن يرفضوا طلباتنا فيما يتعلق بحجم القوات التي سيرسلونها".

"هآرتس"، 23/8/2006
كمية كبيرة من الأمونيا في مستودع حيفا أثناء الحرب

قبل شهرين من نشوب الحرب في الشمال ألغى قائد الجبهة الداخلية، يتسحاق غرشون، الحظر المفروض على استعمال خزان الأمونيا في خليج حيفا. وخلال الحرب، سقط في حيفا وكريوت أكثر من 200 صاروخ كاتيوشا، ووفق احتمال أقصى، كان يمكن لتسرب كمية كبيرة من الغاز أن تؤذي عشرات الآلاف من الأشخاص.

وقد اتخذ غرشون قراره بناء على وجود احتمال ضعيف لإصابة الخزان، وقرر تقليص كمية الأمونيا فيه لدى وقوع الحرب. وبعد أسبوع من نشوب الحرب، أبلغ غرشون لجنة الخارجية والدفاع في الكنيست "أن الجيش الإسرائيلي قد أخلى 90% من المواد الخطيرة في الخليج.... مثل خزانات الأمونيا". لكن معطيات لدى "هآرتس"، تشير إلى أن كمية كبيرة من الأمونيا كانت لا تزال في المستودع في اليوم الذي مثل فيه غرشون أمام لجنة الكنيست.

"معاريف"، 23/8/2006
السماح للصليب الأحمر بزيارة أسرى "حزب الله" ربما يفتح الباب للقاء الجنود

يوم الأحد، أجرى عوفر ديكل، النائب السابق لرئيس الشاباك الذي يتولى معالجة موضوع الأسرى، لقاء مع ممثلي الصليب الأحمر الدولي. وكان اللقاء جدياً وتفصيلياً، عرضت فيه جميع التطورات منذ عمليتيْ "الخطف. وأبدى ديكل اهتماماً وطرح أسئلة. وأعرب مشاركون في اللقاء عن انطباعهم بأنه مصمم على إيجاد حل.

وقال ممثلو الصليب الأحمر: "بعد ساعتين فقط من عملية الخطف أقمنا اتصالاً بحزب الله، الذي أقر بوجود الأسيرين على قيد الحياة وأنهما لا يحتاجان إلى علاج طبي". واستمرت الاجتماعات بين الصليب الأحمر وحزب الله طيلة فترة الحرب، وتجددت بعد وقف إطلاق النار بكامل زخمها.

ومن بين النقاط الرئيسية التي طرحها ممثلو الصليب الأحمر على ديكل إعطاءهم إذناً بزيارة أسرى حزب الله. وسمع ديكل تقويماً متفائلاً للوضع إزاء التأثير الذي ستتركه مثل هذه الزيارة. وقالوا له: "إذا سمحتم لنا بلقائهم فإن ذلك سيقوينا في بيروت، ويمكن أن يدفع مسألة لقائنا مع الجنود". ورد ديكل: "اسمحوا لي أن أجري بضع مكالمات"، ووعد بأن يعالج الأمر.

كما طُرح في الاجتماع موضوع غلعاد شليط، الجندي المخطوف في غزة. وأكد الصليب الأحمر أمام ديكل أن ثمة تطوراً إيجابياً في هذا الصدد.

والتقى ديكل أمس وفد الأمم المتحدة، برئاسة تيري رود لارسن، وتحدث معه مطولاً عن الموضوع. وقال لارسن: "المهم أن ننجح في تلقي دليل على حياة [الأسيرين]، وبعد ذلك تتولى الحكومة اللبنانية مسؤولية المخطوفين، ثم نتابع قُدُماً.

"يديعوت أحرونوت"، 23/8/2006
عريضة بإقالة المسؤولين عن إخفاقات الحرب

استقالة رئيس الحكومة ووزير الدفاع ورئيس الأركان من مناصبهم فوراً – هذا هو الهدف الذي تتضافر من أجله جهود جنود الاحتياط وممثلي العائلات الثكلى، الذين يزعمون أن من قادوا الحرب الأخيرة في لبنان مسؤولون عن تقصيراتها. وقد اجتمعوا مساء أمس في مزكيرت باتيا ووقعوا عريضة مشتركة. بل أنهم أطلقوا مسيرة احتجاج، تخرج يوم الجمعة من المقبرة في مزكيرت باتيا، التي دُفن فيها جندي قتل في معركة مارون الراس، وتنتهي عند قبر رئيسة الحكومة غولدا مئير.

وجاء في العريضة التي وقعها الطرفان: "نحن جنود الاحتياط الذين عادوا من الحرب الأخيرة في لبنان، ونحن الآباء الذين فقدوا أبناءهم في هذه المعركة، نقول بهذا لرئيس الحكومة ووزير الدفاع ورئيس الأركان: لقد فشلتم. تحملوا المسؤولية. الألم الذي سببتموه لنا بفشلكم نجح في توحيدنا.... وبعد استقالتكم، تقام لجنة تحقيق لفحص عناصر الفشل والتقصيرات والسلوك في الجبهة وفي المؤخرة".

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 23/8/2006
حركتا احتجاج غير سياسيتين تجذبان مؤيدين من مختلف ألوان الطيف السياسي
نداف شرغاي - معلق الشؤون الحزبية والسياسية

·      جيل الآباء الذي خدم في حرب يوم الغفران وجيل الأبناء الذي خدم في حرب لبنان الثانية اختلطا ببعضهما البعض في خيمة جنود الاحتياط المنصوبة أمام مكتب رئيس الحكومة. وكأنه لم تمر 33 سنة بين يوم الغفران الكبير حينها وبين "يوم الغفران" الصغير الآن. وقد استمع جميعهم إلى موطي أشكنازي، الذي قاد حركة الاحتجاج في أعقاب حرب يوم الغفران.

·      أشكنازي أوصى جنود الاحتياط بتوحيد الصف مع حركات احتجاج أخرى.... لكن حتى يوم أمس لم يكن هناك توحيد لصف حركات الاحتجاج. فخيمة جنود الاحتياط تبعد حوالي مئة متر عن خيمة "الحركة من أجل جودة الحكم" التي تطالب بإقامة لجنة تحقيق رسمية في أحداث الحرب على لبنان.

·      هاتان الحركتان الاحتجاجيتان غير سياسيتين، ولذا فهما تجذبان مؤيدين من مختلف ألوان الطيف السياسي.

"هآرتس"، 23/8/2006
تغاضي أولمرت عن ابتزاز المتدينين حكومتَه يُظهر تجاوباً خفياً مع مطالبهم
عوزي بنزيمان - معلق سياسي

·      في حمأة الحرب وتحت وطأة الضائقة التي فرضتها على الدولة لم يتطرّق أحد إلى خطورة الدعوة التي صدرت عن الجنود المتدينين بشأن رفض الخدمة العسكرية في الجيش إذا كان هدف الحرب هو دفع خطة التجميع إلى الأمام، بحسب ما صرح به إيهود أولمرت، رئيس الحكومة، في اليوم العاشر للحرب. وعملياً فإن هؤلاء وضعوا أمام الدولة شرطاً لاستعدادهم للتضحية بأرواحهم دفاعاً عنها، وهو أن تسقط من أجندتها خطة التجميع للانسحاب من غالبية أراضي الضفة الغربية. وبذا فتح هؤلاء بوابة لرفض جماعي عملي غير مسبوق.

·      هذه السابقة، التي لا حدود لخطورتها وأبعادها، لم يتم شملها في الخطاب الشعبي المتطوّر منذ انتهاء الحرب، فجلّ الاهتمام منصرف نحو النتائج الملموسة للمعركة ونحو أصدائها السياسية.

·      التغاضي عن هذه الدعوة يلقى دعماً من رئيس الحكومة، لناحية وضع خطة التجميع على الرف.

·      لكن من المعروف أن خطة التجميع تقف في رأس اهتمامات الحكومة الحالية، وفقاً لخطاب عرضها على الكنيست. وإذا سقطت هذه الخطة فما هو مبرّر بقاء الحكومة؟

 

·      إسرائيل بحاجة إلى أجندة قومية جديدة، إلى تحدّ جديد.... والغاية الأساسية لذلك هي إقامة علاقات جديدة مع العالم العربي. فقد أثبتت الحرب حدود القوة العسكرية لإسرائيل وقوة الاستفزاز الكامنة في تكريس مطالب الفلسطينيين والسوريين حيال إسرائيل.... الحرب الثانية على لبنان تلقي على كاهل الحكومة، مهما تكن تركيبتها، مسؤولية قيادة الجمهور نحو لحظة الانفصال عن الجولان والضفة. وهذه المهمة تعيد إلى جدول الأعمال تهديد الجنود المتدينين برفض الخدمة العسكرية.

"يديعوت أحرونوت"، 23/8/2006
خلال أشهر سيكون صعباً جداً إيقاف الإيرانيين عن إنتاج قنبلة نووية
رونين برغمان - معلق الشؤون العسكرية والاستراتيجية

·      إعلان إيران عن استعدادها البدء بمفاوضات حول رزمة الحوافز ليس أكثر من محاولة أخرى لمماطلة الأسرة الدولية وكسب الوقت في الطريق نحو امتلاك القدرة على إنتاج سلاح نووي.

·      خلال ذلك كشفت لنا مصادر استخباراتية أوروبية أنه وصلت إلى أيديها معلومات تؤكد حصول تقدم إيراني إضافي في طريق إنجاز القنبلة النووية الشيعية الأولى.

·      ما هي المسافة التي تفصل إيران عن هذه القنبلة؟ الإجابة منوطة بهوية الذي يوجّه إليه السؤال. ففي إسرائيل يعتقدون بأنها مسافة أشهر معدودة تصل فيها إيران إلى نقطة اللاعودة. وتعني هذه النقطة المرحلة التي يدرك فيها الإيرانيون كيفية حلّ جميع المشاكل التقنية – العلمية التي تواجههم وأساساً في المرحلة الثالثة من تخصيب اليورانيوم. ومن هذه النقطة فصاعداً يخشى الخبراء أنه حتى لو تجدّد الإشراف أو الرقابة الدولية على إيران فإنها ستكون فقط على المواقع المعروفة. بكلمات أخرى: يمكن أن يعرض الإيرانيون على مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية فعاليات "قانونية"، لكن استعمال المعرفة التي راكموها سيتم في مواقع سرية. وفي وضع كهذا سيكون صعباً جداً إيقافهم عن إنتاج قنبلة نووية.

"معاريف"، 23/8/2006
إيران ستزيد الضغط علينا عبر "حزب الله" كلما ازداد الضغط الدولي عليها في "النووي"
عمير ربابورت - المعلق العسكري

·      سياسة العصا والجزرة لن تفلح في جعل إيران تتراجع عن استمرار مشروعها النووي.... ولذا فإن الجزء الفعّال من برنامج العالم ينبغي أن يكون العصا، أي تهديد إيران بأنها إذا لم "تتماش" مع العالم فستدفع الثمن باهظاً. بجانب العصا يمكن أن يعرض على إيران فقط النبّوت.

·      ينبغي ألاّ يكون هناك أي شك في أن جواب الإيرانيين الحقيقي أمس هو لا مدوية. يضاف إلى ذلك أن استراتيجية ممارسة الضغط على إسرائيل وعلى الغرب، بواسطة حزب الله، كوزن مضاد للتهديدات حيالهم، حظيت بنجاح كبير في الشهر الأخير، ولذا فما من سبب يدعوهم للانطواء الآن.

·      الجانب المشجّع في إدارة القضية الإيرانية أن العالم أجمع، بهذا القدر أو ذاك، مجند لمحاولة لجم القنبلة النووية لدى آيات الله من طهران. فهذه ليست مشكلتنا فقط. ورغم ذلك فإنها مشكلتنا قبل أي شيء، لأن الإيرانيين يهددون بمحو إسرائيل عن الخارطة علناً. وإذا لم يكن هذا كافياً فيبدو أنه كلما ازداد ضغط العالم على إيران سيزداد ضغط إيران على إسرائيل بواسطة حزب الله. والآن بعد كل ما مررنا به فإن العلاقة بين الخطر الوجودي الذي يتهددنا من جانب إيران مباشرة، وبين خطر صواريخ حزب الله من الشمال هي علاقة شفافة جداً. وعملياً فإن الرأي السائد في جهاز الأمن والمستوى السياسي منذ البداية هو أن حزب الله بادر إلى اختطاف الجنديين في الشهر الماضي في توقيت محسوب، أي قبل عدة أيام من بحث دول الثماني قضية ملف إيران النووي.

·      من الجائز أن تحضّ إيران منظمة حزب الله على تصعيد الوضع من جديد في سبيل صرف الاهتمام الدولي الذي عاد إلى ناحيتها. ولن يكون صعباً تدهور الوضع من جديد بين إسرائيل وحزب الله لأن اتفاق وقف إطلاق النار مليء بالثقوب وهشّ، ولأنه سيكون في الجيش الإسرائيلي عدد كبير من الضباط المتلهفين لأن يثبتوا أن القصورات في الحرب الأخيرة كانت "لمرة واحدة" وأن بمقدور الجيش الإسرائيلي أن ينتصر.