مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قال مصدر أمني لـ "معاريف" إن الجيش الإسرائيلي يتابع بتأهب التحركات السورية في منطقة الحدود، ويستعد لإمكانية أن تتبنى سورية نموذج حزب الله. وأضاف المصدر أن السوريين قد يعكرون الهدوء الهش القائم على حدود الشمال، ويسخنون الحدود مع هضبة الجولان. وتابع "إن الساحة اللبنانية أُقفلت، ولا غرابة في أن تبدأ خلايا إرهابية صغيرة بالعمل على الحدود مع سورية. وفي المقابل، يحذر الجيش الإسرائيلي من أن حزب الله لم يقل كلمته الأخيرة بعد، وأن المنظمة تخطط لأعمال انتقامية رداً على العملية في بعلبك وعلى ضرب خلايا المنظمة بعد أن دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ".
قال وزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما في مقابلة خاصة مع "هآرتس" إنه إذا نجحت القوة الدولية في لبنان فقد يتم إرسالها إلى غزة. وذكر أن المقاربة الأميركية للشرق الأوسط القائمة على أساس القوة، والتي كانت إسرائيل شريكة فيها، قد فشلت ولم تؤد إلاّ إلى أضرار جسيمة، وأن دور إيطاليا وأوروبا هو أن يبرهنا الآن لإسرائيل وللإسرائيليين أن التدخل الدولي وحده يمكن أن يجلب لهم الأمن.
وأضاف أن القوة المتعددة الجنسية يمكن فقط أن تساعد الحكومة اللبنانية في نزع سلاح حزب الله، ولكن هذا الأمر "يتعلق بصورة جوهرية" بحكومة فؤاد السنيورة دون سواها، ولا يمكن تنفيذه بالإكراه.
وقال إنه يحرص على إسرائيل، و"إننا نرسل جنودنا إلى لبنان ونخاطر بحياتهم انطلاقاً من حبنا لإسرائيل. لا مصالح لنا في لبنان، وهذه يمكن أن تكون خطوة من أجل إيجاد السلام".
وأعرب عن اختلافه مع إسرائيل التي تعتبر حزب الله مجرد منظمة إرهابية، قائلاَ: "هذا غير صحيح، فمنظمة لديها 35 عضواً في البرلمان وثلاثة وزراء لا يمكن اعتبارها مجرد منظمة إرهابية. حزب الله لا يُعتر منظمة إرهابية في نظر الاتحاد الأوروبي، وهذا ليس رأياً خاصاً بي. حزب الله منظمة عسكرية، لكنه قوة تنافس في الانتخابات. لو كان حزب الله مجرد منظمة إرهابية صغيرة، لما كان يحظى بدعم هذا العدد الكبير من اللبنانيين. ومن المفارقات أننا ندعم السنيورة، الزعيم الديمقراطي، والسنيورة يثني على حزب الله بوصفه المدافع عن لبنان".
ورداً على سؤال آخر ، قال: "إن فكرة إرسال قوات من الأمم المتحدة إلى غزة هي الآن فكرة في الهواء. ولكنني أعتقد أنه إذا سارت الأمور في لبنان على ما يرام، سيكون من الممكن البدء بمسار إيجابي مشابه في غزة أيضاً: وقف متبادل لإطلاق النار، إطلاق سراح غلعاد شاليط، حكومة وحدة فلسطينية تقبل الشروط التي وضعتها الأسرة الدولية، وكذلك وجود للأمم المتحدة من أجل تقوية الحكومة الفلسطينية".
قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية اللواء عاموس يادلين أمام جلسة عقدتها لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست أن سورية تعرب عن الرضى تجاه سلوك حزب الله وتشجع المنظمة على معارضة نزع سلاحها.
وأضاف يادلين أن "الجيش اللبناني انتشر إلى جانب المنظمة بجنوب لبنان لكنه لا يحل محلها". وعلى حد قوله، فإن "حزب الله لا ينوي ترك جنوب لبنان ونزع سلاحه، وفي أحسن الأحوال، فهو على استعداد للتستر على سلاحه في ذلك القطاع". وذكر يادلين أن سورية تحاول استخلاص الدروس العملانية من الطريقة التي أدار بها حزب الله المعركة في مواجهة إسرائيل، وقال: "بعد بضعة أيام من إعلان وقف إطلاق النار بدأت سورية خفض درجة تأهب قواتها تدريجياً، والجيش السوري اليوم بحالة تأهب عادية".
وأضاف يادلين قائلاً أن حزب الله يعمل على ثلاثة أصعدة لترميم المجالات التي مني بأضرار فيها خلال الحرب: ترميم البنى التحتية العملانية (نقل الأسلحة وترميم البنى التحتية الحربية بجنوب لبنان)، ترميم الأضرار التي لحقت بالطائفة الشيعية (دفع أموال لملاك البيوت المتضررة، نحو 12 إلى 15 ألف دولار لكل مالك)، وترميم مكانته في لبنان بعد الانتقادات الحادة التي وجهت إليه بسبب توريط لبنان في الحرب.
وقال يادلين أيضاً أنه يجب الانتباه إلى أن حزب الله فضّل استخدام الأسلحة السورية وليس الإيرانية في الحرب. فمعظم صواريخ الكاتيوشا، باستثناء صواريخ زلزال البعيدة المدى، كان من الترسانة السورية وليس الإيرانية. أما الإيرانيون فمتورطون مع حزب الله في التدريب العسكري والتمويل والتوجيه. وتستخدم إيران سورية كمخزن أسلحة، وهي [سورية] التي تنقل الأسلحة إلى حزب الله.
وذكر يادلين أنه لا يوجد احتكاك مهم مع قوات الجيش الإسرائيلي المنتشرة في المنطقة، باستثناء أحداث منفردة. ويحافظ حزب الله على وقف إطلاق النار، غير أنه كلما مر الوقت وتأخر نشر القوة المتعددة الجنسية، تتزايد احتمالات عودة حزب الله للعمل ضد قوات الجيش الإسرائيلي المنتشرة في جنوب لبنان، سواءً بطريق المبادرة أو كرد على نشاط الجيش الإسرائيلي.
اجتمعت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني بوزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما في روما، وقالت ليفني لداليما أن الحصار البحري والجوي لن يرفع عن لبنان "ما لم يطبق حظر منهجي على نقل الأسلحة لحزب الله".
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الإيطالي (يديعوت أحرونوت 24/8/2006) قالت ليفني: "بعد التغيرات التي سيحدثها قرار الأمم المتحدة ونزع سلاح حزب الله، ستصبح المنظمة جزءاً من السياسة اللبنانية".
وخلال لقائهما قال الوزير داليما أنه "يؤكد نية بلاده إرسال قوة عسكرية مهمة وفاعلة للانضمام للقوة المتعددة الجنسية. وفي نهاية المسار يجب الوصول إلى وضع ينزع حزب الله فيه سلاحه ويصبح لبنان بلداً عادياً ومستقلاً". وردت ليفني بقولها أن هناك معادلة بين تطبيق الحظر واستمرار الحصار وأن من المحال فصل الارتباط بين الأمرين.
عينت وزارة العدل خلال الأيام المنصرمة، بواسطة المدعي العام، ممثلي دفاع عن اللبنانيَّين اللذين نقلتهما إسرائيل إلى أراضيها إبان المعارك في لبنان. وكما هو معلوم، ما تزال إسرائيل تحتفظ بشخصين اختطفا أثناء الغارة الأخيرة التي نفذت في منطقة بعلبك. واللبنانيان محتجزان في منشأة سرية تابعة للجيش الإسرائيلي حيث يجري التحقيق معهما.
· الضغط على سورية آخذ في التصاعد وبالذات من جهة لبنان. وإذا كان الرئيس السوري، بشّار الأسد، متأكداً حتى الحرب الأخيرة من أن لبنان لن يخطو في مسار سياسي مستقل، فإن الحرب أظهرت لدمشق عدة تجديدات. القرار 1701 أثبت أن لبنان بمقدوره أن يبادر إلى عملية سياسية مستقلة. والقرار بحد ذاته هو إنجاز لبناني دولي، حيث أن إسهام لبنان في بلورته واضح. ولبنان لم يطالب بوقف إطلاق النار فقط، بل قرر أيضاً ألاّ تعمل قوات يونيفيل وفق البند السابع بحسب رغبة إسرائيل. ونجح في إقناع هذه القوات بأن تقوم بأعمال الدورية على طول الحدود مع سورية.
· مشكلة الأسد ليست وجود قوات دولية على أرض لبنان. مشكلته هي استقلال لبنان الزائد وعملية اتخاذ القرارات لدى حكومته، التي لم تعد تأخذ مواقف سورية في الحسبان.
· إذا قرّر الأسد إغلاق معابر الحدود بين سورية ولبنان أمام البضائع والناس فمن شأن النتيجة أن تكون صعبة للبنان. لكن خلافاً للماضي يوجد لدى لبنان هذه المرة جواب. وعلى ما يبدو فإنه لن يتردّد رداً على ذلك في أن يمنع دخول مئات آلاف العمال السوريين إلى أراضيه.
· رئيس حكومة لبنان، فؤاد السنيورة، لا يزال يرغب في رأب الصدع مع سورية لكن ليس كدولة راعية وإنما كدولتين إحداهما ند للأخرى. لكن من يتطلع إلى توطيد استقلال لبنان مثل إسرائيل أو الولايات المتحدة ليس في مقدوره في الوقت نفسه مواصلة سياسة العقوبات تجاهه. في أوضاع اليوم التي لا تكون فيها حاويات النفط حرّة في الوصول إلى لبنان بسبب الحظر الإسرائيلي، كما أن مرور بضائع حيوية يصطدم بصعوبات كبيرة، من الممكن أن يفهم لبنان من ذلك أن أحداً ما يرغب مع كل ذلك بأن يبقى تحت كنف سورية.
· من لا يفهم لماذا لم "نمحِ" حزب الله عن وجه الأرض يجد الجواب في هذه الحقيقة البسيطة: يستحيل تصفية دافعية منظمة مقاتلة لشعب آخر. منظمة التحرير الفلسطينية لم تكن لبنانية ولذا انتصرنا على هذه المنظمة برئاسة ياسر عرفات عندما تسببنا في طردها من لبنان. الشيعة هم حوالي نصف الشعب اللبناني. ومن هنا توجد للمنظمة المقاتلة دفاعاً عن وطنها أفضلية بنيوية أمامنا، ويصعب القضاء عليها في بلادها المستعدة للموت من أجلها.
· شعور المهانة بأننا لم ننتصر في الحرب على حزب الله من خلال الهجوم الجوي الكبير المكثف في حين تلقى العمق الإسرائيلي 4000 صاروخ كان كبيراً.... لكن الانتقاد الشعبي يسيء إلى حد ما للذين قادوا هذه الحرب، إيهود أولمرت وعمير بيرتس ودان حالوتس، هؤلاء أخيار ولامعون. لكن ما حصل معهم هو نوبة من التدهور، التي ما كانت ستحصل مع سابقيهم في الوظائف المماثلة. إسحاق رابين كان جزعاً بطبعه. وعندما كانوا يقترحون عليه عملية عسكرية كان وجهه يتكدّر وكان بالإمكان التخمين فوراً ماذا يمرّ في رأسه. وإسحاق شامير كان من المستحيل جرّه إلى أية مغامرة عسكرية. فهو لم يسمح لوزير الدفاع، موشيه آرنس ورئيس هيئة الأركان العامة، إيهود براك، بقصف العراق عندما سقطت هنا صواريخ سكود إبان حرب الخليج.
· الثلاثية الأمنية الحاكمة خافت في حالة عدم ردها على اختطاف الجنديين من أن تفقد إسرائيل الشرعية الدولية. شرعية ماذا؟ أن نخسر في الحرب ونخيّب أمل بوش ودول عربية بنت على قدرتنا بأن نكبح جماح الإرهاب الإسلامي الأصولي الذي هددها أيضاً؟ لكن اتخاذ القرار كان متسرعاً جداً.
· رغم الغضب الجماهيري ورغم المطالبة بتطيير "الثلاثة الكبار" يجوز أن يكون سقوط الحكومة أو تعيين لجنة تحقيق رسمية خطأً كبيراً. فليس لدينا لاعبو احتياط أفضل في هذا الوقت. وليس لدينا وقت للجنة يمكن أن تبدأ تحقيقها منذ أيار 2000 وتنهيه بعد سنة، في حين أن التحديات التي تواجهنا كبيرة جداً. من الأفضل أن ندع الحكومة تتعلم من أخطائها وأن تصحح نفسها بسرعة في كل المجالات: بقطع الرؤوس لن نبني أنفسنا من جديد.
· ما حصل للجيش الإسرائيلي في لبنان ليس المرض وإنما عارضه. المرض هو عدم قول الحقيقة. المشكلة هي أن قادة لم يقولوا الحقيقة لكن تقدموا (في مناصبهم). وهذا الأمر لم يبدأ أمس ولا حتى قبل سنة، هذا مرض مزمن.
· في بداية 2004 أعلن رئيس هيئة الأركان العامة آنذاك، موشيه يعالون، أن الجيش سيقوم خلال السنة بجهد مركز لتجهيز نفسه للانتقال السلس من الوضع العادي إلى أوضاع الطوارئ في كل المجالات. لكن هذا الأمر لم يتم. لقد رفض الجيش أمر قائده ولم تنفذ وحدات كثيرة هذا الأمر.
· في تقارير لا تحصى قدمتها طواقم مراقب جهاز الأمن – منذ ذلك الوقت وحتى ما قبل الحرب الأخيرة – تبين أن قسماً كبيراً من المجالات المرتبطة بالانتقال إلى أوضاع طوارئ لم يتم فيها القيام بأي شيء.... ويبدو أن الانتقال إلى أوضاع طوارئ كان أحد القصورات الحرجة في حرب لبنان الثانية.
· مراقب جهاز الأمن، يوسي باينهورن، ركز خلال فترة الحرب وبعدها على سلسلة المواضيع التي عالجها وأفراد طاقمه في السنوات الأربع الأخيرة. والنتائج مذهلة. جميع القصورات التي يتم نشرها الآن في وسائل الإعلام على ألسنة القادة وأفراد الاحتياط. كانت ظاهرة هناك. كل شيء موجود في تقارير المراقب: العبء الثقيل على عاتق القوات البرية، عدم أهلية أفراد الاحتياط، مشاكل الاستخبارات الميدانية، مشاكل في جهوزية البلاد لساعة الطوارئ وقدرة الدولة على إخلاء سكان وقت الحاجة، النواقص في المنظومة اللوجستية والقصورات في تفعيلها.
· هذه هي نصف المشكلة. النصف الآخر أكثر خطورة وهو التقارير المفبركة والوهمية.... فقد اكتشف مراقب جهاز الأمن أن هناك فجوة كبيرة بين تقارير القادة وبين الواقع.... وهذا يعني أن هؤلاء القادة كذبوا على الجهاز وخدعوا المراقب وخدعوا أنفسهم أيضاً. وقد جاءت الحرب وفجّرت جميع هذه الأكاذيب في وجوهنا.
· رغم استقرار الهدوء الحذر على الحدود بين إسرائيل ولبنان منذ اتفاق وقف إطلاق النار فإن هناك ارتفاعاً كبيراً في التوتر على الحدود مع سورية.... وفي جهاز الأمن ما زالوا قلقين من أن الجيش السوري لا يزال في حالة استعداد قصوى للحرب مع إسرائيل رغم وقف إطلاق النار مع حزب الله.
· الاستعداد العالي للجيش الإسرائيلي قبالة الحدود السورية في هضبة الجولان أعلن خلال القتال في الشمال، عندما تبين أن السوريين أجروا استعدادات تمهيداً لحرب محتملة مع إسرائيل.
· مصدر في الجيش الإسرائيلي قال أمس أنهم في الجيش يتعقبون طوال الوقت ما يحدث على هذه الجبهة وسلوك سورية، وإن الجيش الإسرائيلي موجود في حالة جهوزية بما يتناسب مع الجهوزية السورية. مع ذلك تجدر الإشارة إلى أن احتمال حرب مع سورية لا يعتبر حتى الآن احتمالاً عالياً.
في إطار استخلاص الدروس الأولية من الحرب في الشمال، أمر وزير الدفاع، عمير بيرتس، أمس، بالبدء الفوري في برنامج تطوير وسائل اعتراض صواريخ حزب الله المتوسطة المدى. كما أمر بزيادة الاحتياطي في مخازن الجيش الإسرائيلي بصورة كبيرة وزيادة استعداد قوات الاحتياط أمام احتمال مواجهة أخرى في الشمال. وقدرت عناصر في الجيش الإسرائيلي أن هذه المواجهة قد تندلع حتى خلال عدة أشهر، بسبب هشاشة اتفاق وقف إطلاق النار.