مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قال مصدر سياسي رفيع في القدس أمس (الخميس) إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو سيقوم بعد نحو أسبوعين بزيارة إلى موسكو حيث سيعقد اجتماعاً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأضاف هذا المصدر أن هدف هذا الاجتماع هو مناقشة آخر التطورات العالمية والإقليمية ولا سيما الملفين السوري والإيراني.
أصيب جندي من الجيش الإسرائيلي بجروح طفيفة الليلة قبل الماضية من جراء تعرض قوة عسكرية لإلقاء عبوة ناسفة في مخيم بلاطة بالقرب من نابلس.
وقال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن الحادث وقع لدى وصول مجموعة من المستوطنين اليهود إلى "ضريح يوسف" في مدينة نابلس بمرافقة قوات من الجيش.
واعتقلت قوات من الجيش الإسرائيلي الليلة قبل الماضية 13 مطلوباً فلسطينياً في أنحاء يهودا والسامرة [الضفة الغربية] بشبهة المشاركة في أعمال شغب والإخلال بالنظام العام.
وأمرت المحكمة الإسرائيلية العليا أمس (الخميس) بهدم منزل الشاب فادي القنبر في حي جبل المكبر جنوبي القدس الشرقية.
وارتكب القنبر عملية دهس بواسطة شاحنة في متنزه "أرمون هنتسيف" في القدس يوم 8 كانون الثاني/ يناير الفائت مما أسفر عن مقتل 4 من جنود الجيش الإسرائيلي.
وأصدرت وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية أمس أمراً يقضي بإغلاق مدرسة المتفوقين الابتدائية في صور باهر في القدس الشرقية. وكانت الوزارة حظرت في مطلع السنة الدراسية الحالية على هذه المدرسة فتح أبوابها إلا إنها تجاهلت هذا الحظر.
وقالت مصادر مسؤولة في الوزارة إن هذه المدرسة تمولها وتديرها حركة "حماس".
ذكرت مصادر مسؤولة في الجيش الإسرائيلي أن إحدى طائرات سلاح الجو أسقطت أمس (الخميس) طائرة من دون طيار تابعة لحركة "حماس" انطلقت من قطاع غزة.
وأضافت هذه المصادر أن إسقاط هذه الطائرة حال دون حدوث تهديد مباشر بالتسلل إلى المجال الجوي الإسرائيلي، وأشارت إلى أن الطائرة سقطت في عرض البحر الأبيض المتوسط.
ولم تعقب حركة "حماس" على هذا النبأ.
وكانت "حماس" حملت في كانون الأول/ ديسمبر الفائت إسرائيل مسؤولية اغتيال المهندس محمود الزواري أحد خبراء الطائرات من دون طيار في تونس. وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري للحركة أن الزواري كان قيادياً فيها وأشرف على بناء طائرات من دون طيار لصالح الكتائب في قطاع غزة. ولم يصدر أي تعقيب رسمي من إسرائيل على هذا النبأ.
وأعربت إسرائيل في الماضي عن قلقها من أن تستخدم "حماس" في غزة وحزب الله في لبنان طائرات من دون طيار تحمل متفجرات داخل حدودها في أي حرب في المستقبل.
وسبق أن اعترضت إسرائيل طائرة من دون طيار انطلقت من غزة في أيلول/ سبتمبر الفائت. وخلال عملية "الجرف الصامد" العسكرية التي قام الجيش الإسرائيلي بشنها في قطاع غزة في صيف 2014، دمر صاروخ "باتريوت" أطلقته إسرائيل طائرة من دون طيار تابعة لـ"حماس" فوق مدينة أسدود.
أعرب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في تصريحات أدلى بها أمس (الخميس) إلى مراسلي وسائل الإعلام المرافقين له خلال زيارته إلى أستراليا، عن دعمه لفكرة منح العفو للجندي الإسرائيلي إليئور أزاريا.
وكانت المحكمة العسكرية في تل أبيب أصدرت يوم الثلاثاء الفائت حكماً بالسجن الفعلي لمدة سنة ونصف السنة على أزاريا بعد أن أدانته بالقتل غير العمد للشاب الفلسطيني عبد الفتاح الشريف في الخليل السنة الفائتة حتى وهو جريح وممدّد على الأرض ولا يشكل خطراً على أحد. وأصيب الشريف قبل ذلك بنيران قوات الأمن الإسرائيلية في اثر إقدامه على طعن جندي إسرائيلي آخر بسكين. وبالإضافة إلى عقوبة السجن الفعلي، فرضت المحكمة العسكرية على أزاريا السجن مع وقف التنفيذ لمدة سنة، وتخفيض رتبته العسكرية من رقيب إلى رتبة جندي نفر.
أبلغت السلطات الإسرائيلية منظمة "هيومن رايتس ووتش" لحقوق الإنسان رفضها إصدار تأشيرة عمل لباحث منها.
وعللت هذه السلطات رفضها بقيام المنظمة بتسييس تقاريرها لخدمة الدعاية الفلسطينية تحت غطاء حماية حقوق الإنسان.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان صادر عنها أمس (الخميس)، إن بإمكان ممثلي هذه المنظمة دخول إسرائيل وتأليف تقارير عنها غير أنه لا يمكنهم العمل في البلد.
وعقبت المنظمة على هذا القرار فقالت إنه يجب أن يثير قلق كل من يخشى المساس بالقيم الديمقراطية في إسرائيل. وأعربت عن خيبة أملها من عدم تمييز السلطات الإسرائيلية بين الانتقادات المبررة لأفعالها والدعاية السياسية.
أكد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي غلعاد إردان [الليكود] أنه إذا اتضح أن حادث دهس الشرطي الإسرائيلي خلال أحداث قرية أم الحيران البدوية في النقب الشهر الفائت لم يكن اعتداء إرهابيا، يجب الاعتذار لعائلة يعقوب أبو القيعان الذي قُتل بنيران الشرطة خلال تلك الأحداث.
وتعهّد إردان في بيان نشره على صفحته الخاصة في موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" أمس (الخميس)، بتطبيق استنتاجات التحقيق الذي يجريه قسم التحقيقات مع أفراد الشرطة ["ماحش"] حالياً لتقصي ملابسات أحداث أم الحيران.
ودعا رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمس إلى الانتظار حتى صدور النتائج النهائية للتحقيق.
ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية الليلة الماضية أن مراقب الدولة الإسرائيلية يوسف شابيرا وجه طلباً إلى المستشار القانوني للحكومة أفيحاي مندلبليت للحصول على تسجيلات المحادثات بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ومالك صحيفة "يديعوت أحرونوت" أرنون (نوني) موزيس وباقي مواد التحقيق في القضية المعروفة باسم "ملف 2000" والتي يُشتبه فيها بأن نتنياهو وموزيس تداولا فيما بينهما بشأن الحصول على منافع متبادلة خلافاً للقانون.
وأضافت القناة أن شابيرا يرغب أيضاً في فحص طبيعة العلاقة بين نتنياهو ومالك صحيفة "يسرائيل هيوم" شلدون إدلسون. وقال شابيرا للمستشار القانوني إنه بات من الواضح أن توزيع صحيفة "يسرائيل هيوم" مجاناً يشكل تبرعاً سياسياً محظوراً من طرف إدلسون.
وبحسب القناة رد مندلبليت على مراقب الدولة بأنه سيسلم المواد فقط بعد الانتهاء من التحقيقات لكون التحقيق الجنائي يسبق فحص المراقب.
أوصت الشرطة الإسرائيلية أمس (الخميس) بتقديم الرئيس السابق لطاقم موظفي ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية آري هارو إلى المحاكمة بشبهة الضلوع في مخالفات فساد.
وذكرت مصادر مسؤولة في قيادة الشرطة الإسرائيلية أن الوحدة القطرية للتحقيق في قضايا الغش والخداع في الشرطة ["لاهف 433"] أنهت التحقيق في ملف هارو وجمعت أدلة تشير إلى ارتكابه مخالفات فساد والحصول على أمور من طريق الغش والخداع والضلوع في تبيض الأموال.
وخضع هارو الذي تم العثور لديه على تسجيلات المحادثات بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ومالك صحيفة "يديعوت أحرونوت" أرنون (نوني) موزيس، للتحقيق لدى وحدة "لاهف 433" منذ نهاية سنة 2015 حيث نسبت إليه شبهات بخيانة الأمانة وتلقي عطايا من طريق الاحتيال في إثر صفقة بيع شركة استشارية كانت بملكيته واشتبهت الشرطة بأنها كانت مزيفة.
ودلت نتاج التحقيق على أن عملية بيع هذه الشركة كانت وهمية وأن هارو واصل عملياً السيطرة عليها والتدخل والاطلاع على ما تقوم به من صفقات وما تقدمه من خدمات، وفي مقابل ذلك حصل على أرباح عالية ومبالغ مالية طائلة، الأمر الذي يتناقض مع المنصب الرفيع الذي كان يشغله في القطاع الحكومي العام.
•قبل بضعة أيام، نشر باراك رابيد في هذه الصحيفة خبراً دراماتيكياً عن قمة سرية عُقدت قبل سنة في العقبة بمشاركة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأميركي جون كيري والعاهل الأردني الملك عبد الله والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. هذه القمة التي أقر بحدوثها رئيس الحكومة، وخطوات إضافية جرت في المقابل في تلك الفترة، شكلت الأرضية لاستعدادي للبحث مع نتنياهو في تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال الأشهر آذار/مارس- أيار/مايو 2016، بهدف تغيير وجه الشرق الأوسط.
•المعلومات التي نشرتها "هآرتس" (19/2) كشفت جزءاً صغيراً من الفرصة الكبيرة التي أتيحت لإسرائيل لتغيير وجه الشرق الأوسط كله، والتي كان في إمكانها أن تحمل أملاً كبيراً إلى شعبنا وإلى شعوب المنطقة.
•طوال حياتي السياسية التزمت بالسعي نحو تحقيق السلام، ولذا قررت الدخول بعقل منفتح وتفحص الفرصة بعد أن طلب مني زعماء بارزون في منطقتنا وفي المجتمع السياسي الدولي الاقدام على ذلك، إذ رأى هؤلاء في انضمام المعسكر الصهيوني إلى الحكومة تأكيداً لجدية الجانب الإسرائيلي. وشدد هؤلاء أمامي على أنهم حصلوا على تعهد واضح من نتنياهو من أجل الدفع قدماً بهذه الخطوة، وأنه هو نفسه لاعب مركزي في حدوثها.
•مع الأسف، وفي لحظة الحسم تراجع نتنياهو، وخضع لزملائه من اليمين ولكل مخاوفه، فتخلى عن تعهداته، وقضى على فرصة حقيقية كانت موجودة في تلك الفترة للتوصل إلى اتفاق إقليمي وتغيير وجه الشرق الأوسط.
•لقد أوضح الرئيس المصري السيسي وملك الأردن هذا الأسبوع الشرط الأساسي لعملية إقليمية في صورة تحقق رؤيا الدولتين. ليس الأردن كدولة فلسطينية بحسب تسيبي حوتوفلي [من الليكود]، ولا شبه جزيرة سيناء كدولة فلسطينية بحسب أيوب قرا [الليكود]. ويتعين علينا نحن الزعماء المسؤولين مواصلة السعي نحو السلام وحل الدولتين لأن هذا هو الحل الممكن الوحيد!
•هنا أقترح خطة محدثة تتضمن عملية متعددة المراحل والخطوات، وتتضمن المكونات التالية، وذلك كخريطة محدّثة. ما يلي خطة النقاط العشر:
-ينبغي العمل على تأكيد التزام الطرفين والمجتمع الدولي مجدداً بالهدف النهائي الذي هو حل الدولتين تعيشان جنباً إلى جنب بأمان وسلام.
-يجب على الطرفين تحديد فترة مقدارها عشر سنوات يجري خلالها تحديد كل المنطقة الواقعة غربي نهر الأردن كمنطقة لا يوجد فيها عنف من أي نوع. كما يجب الاتفاق على تطبيق مشترك، وعلى عقوبة لا هوداة فيها ضد كل أشكال الإرهاب والتحريض. ويجب على مجلس الأمن اتخاذ قرار بهذا الشأن والإشراف مباشرة على تنفيذه.
-يتحرك الطرفان معاً في هذه الفترة نحو تحقيق رؤيا الدولتين. تواصل إسرائيل التقدم باتجاه خطوات الانفصال عن الفلسطينيين من خلال استكمال جدار الفصل الذي سيحمي القدس والكتل [الاستيطانية]، وإقامة فاصل بين القدس والقرى الفلسطينية في غلاف القدس، ومن خلال نقل المزيد من الصلاحيات إلى الفلسطينيين في المنطقة، بما في ذلك صلاحيات مدنية في أجزاء من المنطقة (ج) من أجل السماح بحدوث تطور مديني فلسطيني بين البلدات المتاخمة للجدار والمدن الفلسطينية الكبرى خلافاً لما يطالب به بينت.
-تقوم إسرائيل بتجميد البناء خارج كتل المستوطنات وتمتنع عن أي نشاط يغير الواقع على الأرض في تلك المناطق إلا ما يتعلق بالاحتياجات الأمنية، وذلك من أجل إتاحة تحقيق رؤيا الدولتين.
-من ناحيتهم يعمل الفلسطينيون على منع أي إرهاب وتحريض، كما عليهم العمل من أجل بلورة اتفاق داخلي- فلسطيني وطني واسع يشمل مناطق الضفة الغربية وغزة تحت سيادة واحدة. وإذا فعلوا ذلك سيحق لهم إعلان دولة فلسطينية ضمن حدود موقتة، ويجب أن يكون واضحاً أن الحدود النهائية ستعيّن فقط من خلال اتفاق. وستدرس إسرائيل بإيجابية الاعتراف بدولة فلسطينية، وتعلن أنها ترى فيها شريكة في تحقيق تسوية دائمة ونهائية.
-بموازاة ذلك، يجري تطوير الاقتصاد الفلسطيني بسرعة كبيرة بأدوات إقليمية ودولية، بما في ذلك تطوير حضري، واصلاح مخيمات اللاجئين، واقتصاد وصناعة قابلة للعيش.
-يواصل الجيش الإسرائيلي العمل في شتى أنحاء الضفة حتى حدود نهر الأردن وحول قطاع غزة. ويستمر التعاون الأمني مع السلطة الفلسطينية وأجهزتها حتى بنشاط أشد.
-يعمل الطرفان على إعادة إعمار غزة بما في ذلك إقامة مرفأ يخضع لترتيبات أمنية مشددة، مع نزع كامل للسلاح والقضاء على الأنفاق.
-مع انتهاء الفترة، وعلى افتراض عدم وقوع عنف في المنطقة خلالها، تبدأ مفاوضات مباشرة بين الطرفين بدعم من دول المنطقة والمجتمع الدولي من دون شروط مسبقة، وكطرفين متساويين، بجدية ومثابرة، ويجري التحرك نحو اتفاق سلام شامل ونهائي، يتضمن حلاً لجميع المشكلات التي بقيت موضع خلاف، بما في ذلك تعيين حدود دائمة، والمشكلات الجوهرية، ونهاية المطالب والنزاع.
-تدعم دول المنطقة الخطوات علناً وبقوة كجزء من عملية إقليمية واسعة ودراماتيكية. وتبادر إسرائيل إلى إقامة مؤسسات شرق أوسطية مشتركة تعمل على الازدهار الإقليمي وتشجيع التعاون في مجالات مختلفة بينها الأمن والاقتصاد والمياه وعبور البضائع والعمال، وتقترح أن تكون القدس مركزاً لهذا النشاط الإقليمي.
•وفيما تشهد المنطقة من حولنا عاصفة هوجاء، ويتحول خطر خسارة دولة إسرائيل كدولة قومية إلى خطر ملموس، يجب من جديد تحريك عملية مدروسة وواقعية من أجل تحقيق رؤيا الدولتين.
•هذه العملية المحدثة ستؤدي قبل كل شيء إلى التهدئة، ويحصل كل طرف من خلالها على نصيبه في كل مرحلة. الفلسطينيون يحصلون على اعتراف وصلاحيات ومنطقة إضافية وأفق، والإسرائيليون يحصلون على الأمن والاعتراف الإقليمي وأفق وأمل.
•في الأسابيع الأخيرة أصبحت تهديدات زعيم حزب الله أكثر تواتراً وعدوانيةً. ثمة من يدعي، كما يُفهم من كلام رئيس الأركان أيزنكوت بالأمس، أن التهديدات تكشف عن ضائقة وليست بالأحرى تعبيراً عن ثقة بالنفس. لستُ واثقاً من ذلك.
•بعد سنوات من التخبط في الوحل السوري، يبدو أن تدخل حزب الله في الحرب السورية سيتقلص. ونظراً إلى أن الحزب ينتمي إلى "المحور المنتصر"، فإن ذلك يمنحه المزيد من الثقة في قدراته على تحريك القتال نحو العدو الأساسي – إسرائيل. بالإضافة إلى عربدة نصر الله، يجدر الانتباه أيضاً إلى التصريحات الأخيرة للرئيس اللبناني ميشال عون، الذي كرر إعلانه أن حزب الله هو جزء من قوة هدفها الدفاع عن لبنان في مواجهة إسرائيل. وعلى الرغم من أن هذا الكلام ليس جديداً، فإنه يعزز ما وجب أن يكون واضحاً منذ سنوات ألا وهو أن حزب الله والسلطة اللبنانية شيء واحد.
•لقد أخطأت الدول الغربية وحتى إسرائيل منذ سنوات في فهم الواقع في لبنان.
•وفقاً للاعتقاد السائد تنقسم المؤسسة السياسية في هذه الدولة إلى معسكرين: هناك من جهة معسكر "الطيبين" الذي فيه أغلبية المسيحيين والدروز والسنة، ويمثل توجهاً براغماتياً واعتدالاً وثقافة غربية، ويعتمد على مساعدة سعودية وأميركية وفرنسية. وهناك من جهة أخرى معسكر "الأشرار" الذي يقوده حزب الله بدعم من سورية وإيران.
•إذا كانت صورة هذا الوضع صحيحة، يتعين على الغرب أن يحاول تعزيز قوة معسكر "الطيبين" من خلال منحهم مساعدة اقتصادية، وبناء بنى تحتية وتقوية الجيش اللبناني. بيد أن المشكلة هي أن هذا الوصف ساذج وبعيد جداً عن الواقع. والحقيقة هي أن هذين المعسكرين ما يزالان موجودين في لبنان، لكن هناك اتفاقاً غير مكتوب بينهما يقضي بأن يستغل كل معسكر تفوقه النسبي في خدمة هدف مشترك. يقدم معسكر "الطيبين" الوجه الجميل للبنان- دولة فيها مؤسسات ديمقراطية، وثقافة فرنكوفونية، واقتصاد حر- وبهذه الطريقة يحصل على دعم سياسي، واقتصادي، وعسكري. وفي المقابل، يشكل المعسكر الثاني بقيادة حزب الله القوة العسكرية الأساسية للدولة، ويعتبر من جانب السلطة المدافع عن لبنان ضد العدوانية الإسرائيلية، وهو العنصر الوحيد الذي يحدد الهدوء وعدم الهدوء على طول الحدود مع إسرائيل.
•في حرب لبنان الثانية [حرب تموز/يوليو 2006] وقعت إسرائيل في الفخ اللبناني، وكانت ألعوبة في يد السلطة اللبنانية، فقاتلت حزب الله فقط، من دون أن تقحم في المعركة الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني والبنى التحتية للدولة. فما الذي سيحدث إذا خضنا حرب لبنان الثالثة؟ من المعقول افتراض أن نتائج هذه الحرب ستكون أسوأ بكثير من سابقاتها. لا تستطيع إسرائيل الانتصار على حزب الله إلا بثمن غير محتمل ستدفعه الجبهة الداخلية في إسرائيل.
•يجب أن يكون الاستنتاج النابع من ذلك واضحاً: إذا بدأ لبنان الحرب، سيكون من الصواب أن تعلن إسرائيل الحرب على الدولة اللبنانية. ليس هناك طرف في العالم يرغب في دمار لبنان- لا السوري ولا الإيراني من جهة، ولا الغرب ولا السعودية من جهة أخرى، ولا حزب الله أيضاً. إن حرباً ضد لبنان تؤدي إلى تدمير كل البنى التحتية هناك من شأنها أن تدفع إلى إطلاق صرخة دولية لوقف القتال بعد ثلاثة أيام وليس بعد 33 يوماً كما جرى في حرب لبنان الثانية. وحدها حرب قصيرة تستطيع إسرائيل الانتصار فيها من دون تعريض الجبهة الداخلية إلى إصابات قاسية.
•يجب أن نتذكر وأن نذكّر العالم ليس بتهديدات نصر الله، بل تحديداً بكلام الرئيس اللبناني. وعندما تبدأ الحرب سيكون الوقت متأخراً لتفسير الاستراتيجية الجديدة. الحرب الدبلوماسية يجب أن نخوضها قبل الحرب وليس خلالها.