مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
نتنياهو رفض اقتراحاً أسترالياً بإدخال قوات دولية إلى قطاع غزة
وزير سابق: أداء الحكومة الإسرائيلية خلال "الجرف الصامد" كان الأسوأ خلال العقدين الأخيرين
25 جندياً بدوياً يبلغون ليبرمان اعتزامهم عدم أداء الخدمة الاحتياطية احتجاجاً على التمييز ضدهم في الحياة المدنية
بينت يستحدث منصب "مدير مجال الاستخبارات" في وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية
اعتداءان على مقبرتين يهوديتين في الولايات المتحدة خلال أقل من أسبوع
ارتفاع عدد المحتجزين في السجون الإسرائيلية بسبب ضلوعهم في نشاطات بإيحاء من تنظيمات سلفية جهادية متطرفة خلال 2016 إلى 83 معتقلاً
مقالات وتحليلات
إسرائيل شديدة اللامبالاة حيال تهديدات نصر الله
رئيس الأركان في عملية "الجرف الصامد" استخفّ بالعدو ولم يعد الجيش جيداً للمواجهة
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يسرائيل هيوم"، 27/2/2017
نتنياهو رفض اقتراحاً أسترالياً بإدخال قوات دولية إلى قطاع غزة

عاد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الليلة الماضية إلى إسرائيل بعد جولة قام بها في سنغافورة وأستراليا.

وقال مصدر كبير في حاشية نتنياهو إن رئيس الحكومة رفض اقتراحاً طرحته وزيرة الخارجية الأسترالية جولي بيشوب خلال اجتماعها معه أمس (الأحد)، يقضي بإدخال قوات دولية إلى قطاع غزة.

وأضاف هذا المصدر أن نتنياهو أبلغ بيشوب أن تجربة إسرائيل مع هذه القوات في الماضي لم تكن ناجحة، وأن السيطرة الأمنية في الدولة الفلسطينية العتيدة ستكون بيد إسرائيل.

من ناحية أخرى شرح نتنياهو لبيشوب المخاطر الحقيقية التي تكمن في الاتفاق النووي الذي وُقع مع إيران وفي التصرف العدواني الإيراني في المنطقة وفي دعمها للإرهاب ومواصلة برنامجها لتطوير الصواريخ البالستية. 

 

وتم في الاجتماع الاتفاق على تعزيز العلاقات بين إسرائيل وأستراليا في مجالات الأمن والاستخبارات والاقتصاد والسايبر والتكنولوجيا.

 

"معاريف"، 27/2/2017
وزير سابق: أداء الحكومة الإسرائيلية خلال "الجرف الصامد" كان الأسوأ خلال العقدين الأخيرين

وصف سياسي إسرائيلي بارز كان وزيراً في إبان عملية "الجرف الصامد" العسكرية التي قام الجيش الإسرائيلي بشنها في قطاع غزة في صيف 2014، أداء الحكومة الإسرائيلية في فترة تلك العملية بأنه كان الأسوأ خلال العقدين الأخيرين.

وقال هذا السياسي الذي رفض الكشف عن هويته أمس (الأحد)، إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزراء آخرين علموا حتى قبل بدء العملية أن الوزير نفتالي بينت [رئيس "البيت اليهودي"] يهم بإطلاق حملة لكسب أرباح سياسية من مسألة الأنفاق الهجومية في غزة. 

وأكد أن بعض الوزراء وضعوا نصب أعينهم هدفاً وحيداً هو إسقاط رئيس الحكومة.

من ناحية أخرى وجّه وزير البناء والإسكان الإسرائيلي يوآف غالانت ["كلنا"] عضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية- الأمنية انتقاداً شديداً إلى أداء الجنرال المتقاعد بيني غانتس الذي كان يتولى منصب رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي أثناء عملية "الجرف الصامد". 

وقال غالانت الذي كان يشغل منصب قائد المنطقة العسكرية الجنوبية في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس، إن الاستعدادات لشن تلك العملية كانت ناقصة وانطوت على إهمال كبير. وأكد أن إشراف وزير الدفاع في ذلك الوقت موشيه يعلون على العملية لم يكن كافياً بتاتاً. 

وأضاف غالانت أنه كان بإمكان إسرائيل أن تهزم حركة "حماس" بسهولة لو كان غانتس ويعلون يعدان العدة لذلك كما ينبغي. 

 

وجاءت هذه التصريحات في سياق التطرّق إلى تقرير مراقب الدولة الإسرائيلية يوسف شابيرا المتعلق بفحص أداء الحكومة والجيش أثناء تلك العملية، والذي من المتوقع إعلانه على الملأ غداً (الثلاثاء).

 

"يديعوت أحرونوت"، 27/2/2017
25 جندياً بدوياً يبلغون ليبرمان اعتزامهم عدم أداء الخدمة الاحتياطية احتجاجاً على التمييز ضدهم في الحياة المدنية

بعث 25 جندياً في الاحتياط من سكان قرية بير المكسور البدوية في الجليل أخيراً برسالة شديدة اللهجة إلى وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان [رئيس "إسرائيل بيتنا"] أبلغوه فيها أنهم يعتزمون عدم أداء الخدمة العسكرية الاحتياطية من الآن فصاعداً.

وقال أصحاب الرسالة إن خطوتهم هذه تأتي احتجاجاً على عدم إتاحة الفرصة لهم في حياتهم المدنية لمزاولة عمل أمني يستوجب حمل السلاح. 

وكتب الجنود البدو في الرسالة أنهم جميعاً حملوا السلاح عندما كانوا في الثامنة عشرة من العمر من أجل الدفاع عن أمن الدولة، غير أن هذه الدولة لا تتيح لهم حالياً إمكان الانخراط في صفوف الشرطة والإطفائية ولا أداء مهمات الحراسة والحماية.

 

ولم يصدر تعقيب على الرسالة من أي جهة رسمية.

 

"هآرتس"، 27/2/2017
بينت يستحدث منصب "مدير مجال الاستخبارات" في وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية

نشرت مفوضية خدمات الدولة الإسرائيلية أخيراً مناقصة لمنصب "مدير مجال الاستخبارات" في "مديرية الترخيص والرقابة والتطبيق" في وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية.

وأشارت المناقصة إلى أن هذا المنصب جديد استحدثه وزير التربية والتعليم نفتالي بينت [رئيس "البيت اليهودي"]، وإلى أن من سيتولاه سيكون مسؤولاً عن تطبيق قوانين وأنظمة وأوامر وتعليمات متعلقة بجهاز التربية والتعليم. كما سيكون مسؤولاً عن البحث عن معلومات وتجنيد مصادر استخباراتية لتنفيذ أهداف وزارة التربية والتعليم، والمساعدة في بلورة خطة لإقامة مركز تقييم بما في ذلك استخدام منظومة محوسبة لتحقيق الهدف. 

كما أشارت إلى أنه على المرشح للمنصب أن يكون خريج دورة مُركّز استخبارات وتفعيل مصادر حية من طرف الشرطة أو جهاز الأمن العام ["الشاباك"] أو الجيش الإسرائيلي أو سلطة الضرائب، ولديه تجربة في عمل الاستخبارات وتفعيل مصادر حية في أحد هذه الأجهزة. 

وقال مسؤولون كبار في وزارة التربية والتعليم إن الهدف من استحداث هذا المنصب هو مراقبة أسعار الكتب المدرسية ووجبة الطعام التي يقوم مقاولون خارجيون بتزويدها إلى المدارس الابتدائية ورياض الأطفال. غير أن مصادر رفيعة أخرى في الوزارة أكدت لصحيفة "هآرتس" أن الهدف الحقيقي من وراء استحداث هذا المنصب هو مراقبة ما يحدث في دروس التربية المدنية، أي ماذا يقول المعلمون وما هي مواقف التلامذة، ورصد احتمالات توجيه دعوات إلى نشطاء حركة "لنكسر الصمت" [حركة أسسها جنود إسرائيليون للاحتجاج على ممارسات الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين] إلى المدارس والجامعات.

 

"يسرائيل هيوم"، 27/2/2017
اعتداءان على مقبرتين يهوديتين في الولايات المتحدة خلال أقل من أسبوع

أعربت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن صدمتها وقلقها من قيام مجهولين أول من أمس (السبت) بالاعتداء على المقبرة اليهودية في مدينة فيلادلفيا الأميركية من خلال تحطيم عشرات شواهد القبور وإلقائها أرضاً. 

وقال الناطق بلسان الوزارة في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في القدس أمس (الأحد)، إن لإسرائيل ثقة كاملة في أن تلقي السلطات الأميركية القبض على الضالعين في هذا الاعتداء وأن تقدمهم إلى المحاكمة. 

 

وهذا هو ثاني اعتداء تتعرض له مقابر يهودية في الولايات المتحدة خلال أقل من أسبوع واحد، حيث تم الأسبوع الفائت تحطيم أكثر من 100 شاهد قبر في المقبرة اليهودية بالقرب من مدينة سانت لويس الأميركية.

 

"هآرتس"، 26/2/2017
ارتفاع عدد المحتجزين في السجون الإسرائيلية بسبب ضلوعهم في نشاطات بإيحاء من تنظيمات سلفية جهادية متطرفة خلال 2016 إلى 83 معتقلاً

علمت صحيفة "هآرتس" من مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة أن عدد السجناء والمعتقلين المحتجزين في السجون الإسرائيلية بسبب ضلوعهم في نشاطات بإيحاء من تنظيمات سلفية جهادية متطرفة مثل "داعش" و"القاعدة"، ارتفع خلال السنة الفائتة بشكل حاد. ويبلغ عدد هؤلاء حالياً 83 في حين كان عددهم 12 معتقلاً سنة 2015. 

وبحسب تلك المصادر فإن أغلبية هؤلاء المعتقلين من السكان العرب في إسرائيل والباقين من الضفة الغربية، وفي معظم الحالات تم اعتقالهم بحجة قيامهم بإقامة علاقات عبر شبكة الإنترنت مع عناصر من "داعش" خارج البلد أو بحجة قيامهم بالتخطيط لتنفيذ عمليات بموجب اتهامات وجهها إليهم جهاز الأمن العام ["الشاباك"] وادّعى في إثرها أنه جرى إحباط هذه المخططات قبل خروجها إلى حيز التنفيذ. وفي بعض الحالات جرى الاعتقال لدى محاولة الخروج من البلد إلى العراق وسورية للمشاركة في القتال ضمن صفوف "داعش"، وفي حالات أخرى جرى الاعتقال لدى العودة من هاتين الدولتين.

 

وقالت هذه المصادر أيضاً إن الاعتقاد السائد لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية أن منفذ عملية الدهس في متنزه "أرمون هنتسيف" في القدس الشاب فادي القنبر من حي جبل المكبر في القدس الشرقية، عمل بإيحاء من "داعش". وأسفرت هذه العملية عن مقتل أربعة ضباط من الجيش الإسرائيلي.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"nrg"، 26/2/2017
إسرائيل شديدة اللامبالاة حيال تهديدات نصر الله
أيال زيسر - باحث في معهد دايان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا

•في سلسلة خطابات ومقابلات أجراها في الفترة الأخيرة مع وسائل الإعلام، كرر زعيم تنظيم حزب الله التعهد أمام سامعيه بأنه إذا جرت مواجهة جديدة مع إسرائيل، فإن حزبه سيهاجم منشأة الأمونياك في خليج حيفا والمفاعل النووي في ديمونا. بعد نصر الله، حذا الرئيس اللبناني ميشال عون حذوه، وهو الجنرال المسيحي نفسه الذي استقبل في الماضي شارون في بيروت. فقد صرح عون، بخلاف الخط الذي انتهجته حتى الآن الحكومات اللبنانية والرؤساء اللبنانيون، بأن ترسانة صواريخ حزب الله ضرورية من أجل الدفاع عن لبنان، وهذه مهمة كبيرة تتخطى قدرات الجيش اللبناني.

•ثمة ميل في إسرائيل نحو عدم الخوف من تصريحات نصر الله الحربية، التي تدل أكثر من أي شيء آخر على تخوفه من التدهور نحو جولة قتال جديدة تكسر الهدوء السائد على الحدود الإسرائيلية - اللبنانية منذ حرب لبنان الثانية في صيف 2006.

•لقد ذهب رئيس الأركان غادي أيزنكوت إلى أبعد من ذلك، وصرح في الكنيست بأن حزب الله يعاني من أزمة اقتصادية، وبالأساس من أزمة معنويات من جراء تورطه في القتال في سورية، وأن توجهه ليس نحو مواجهة مع إسرائيل. لقد كان أيزنكوت على حق عندما أشار إلى الثمن الباهظ الذي يدفعه حزب الله مقابل تدخله في سورية، فقد كبده ذلك آلاف القتلى والجرحى وزاد من النفقات المالية التي تلاقي راعيته إيران صعوبة في تلبيتها. لكن ميزان تدخل حزب الله في سورية أكثر تعقيداً، فبالإضافة إلى الخسائر يكتسب مقاتلوه خبرة عسكرية معينة على الرغم من أنه يجب الاعتراف بأن عملياتهم العسكرية لم تكن مدهشة في أي موقع من مواقع القتال هناك. لكن الأهم من ذلك أن محور إيران وحزب الله يحظى حالياً بحماية روسيا التي تمتد عبر طهران إلى بيروت أيضاً. 

•ليس الروس بالتأكيد وراء نقل صواريخ ياخونت إلى حزب الله، وهي السلاح الصاروخي الأكثر تطوراً في المنطقة. لكن في مواجهة التقارير الأخيرة في وسائل الإعلام التي تحدثت عن نقل سورية مثل هذه الصورايخ إلى حزب الله، اختارت موسكو إبقاء عينيها نصف مغلقة. وفي جميع الأحوال، ففي لحظة الحسم ستضطر إسرائيل إلى مواجهة الترسانة الصاروخية لحزب الله ، ومسألة المعنويات في هذه المواجهة لا تقدم ولا تؤخر.

•تعود المشكلة مع رئيس الأركان إلى حقيقة أنه هو أفضل من يعرف أن الحروب في الشرق الأوسط بين إسرائيل وأعدائها تنشب في الأغلب من دون أن يرغب بها أي من الطرفين، وحتى من دون أن يكون مستعداً لها، ومن دون أن يتوقع أنها على وشك النشوب. ولسنا بحاجة إلى الذهاب بعيداً إلى حرب الأيام الستة قبل 50 عاماً، فحتى حرب لبنان الثانية وجولات المواجهات الأخيرة بين إسرائيل و"حماس" نشبت بعكس التقديرات بصورة كاملة. وما هو أكثر أهمية أنها نشبت خلافاً لرغبة الطرفين في مواصلة المحافظة على هدوء الحدود بينهما.

•وكما ذكرنا، لا تدل تصريحات نصر الله على رغبة في مواجهة مع إسرائيل، بل على العكس - على تخوف منها ورغبة في منعها. ويدل ردّ إسرائيل أيضاً على برودة أعصاب وعلى الشعور بأنها تملك قدرة ردع جيدة في مواجهة الحزب. لكن المشكلة أنه في كثير من الأحيان تتعقد الأمور. فعلى سبيل المثال تواصل إسرائيل وفقاً لتقارير في الإعلام الأجنبي التحرك ضد أهداف تابعة لحزب الله في الأراضي السورية. ومن المحتمل جداً في لحظة معينة أن يقرر أحد ما من الطرف الثاني- في روسيا أو في دمشق، وفي طهران أو حزب الله - عدم السكوت على هذه الهجمات.

•يستعد النظام السوري لاستعادة السيطرة على الجولان السوري، ومعنى ذلك وجود لإيران ولمقاتلي حزب الله في الجانب السوري من الحدود مع إسرائيل. لا أحد يرغب في نشوب مواجهة شاملة، لكن ثبت في السنوات الأخيرة أن الطرفين لا يترددان في إرسال رسائل عنيفة لبعضهما بعضاً، فإسرائيل تقوم بمهاجمة أهداف تابعة لحزب الله في سورية، والحزب ينفذ هجمات في مزارع شبعا، وكذلك نفذ هجوماً ضد سياح إسرائيليين في بلغاريا. والمغزى من ذلك الاستعداد للمخاطرة على أمل أن طرفاً ما يكبح كل شيء في اللحظة الأخيرة. لكن ليس هذا ما حدث في الماضي، ومن هنا التخوف مما هو آت.

 

"يسرائيل هَيوم"، 27/2/2017
رئيس الأركان في عملية "الجرف الصامد" استخفّ بالعدو ولم يعد الجيش جيداً للمواجهة
اللواء في الاحتياط يوآف غالنت - قائد المنطقة الجنوبية سابقاً ووزير البناء والإسكان في الائتلاف الحكومي الحالي

•سيُنشر تقرير مراقب الدولة المتعلق بـعملية "الجرف الصامد" في الأيام المقبلة، وترجح التقديرات أن يقرر أن أحداث ذلك الصيف كانت نتيجة الاستخفاف بالعدو، وعدم الاستعداد المتواصل للجيش الإسرائيلي تحت رقابة رئيس الأركان غانتس، والإهمال في المراقبة من جانب وزير الدفاع السابق يعلون. لقد تحرك المقاتلون وقادة الميدان بصورة جيدة، وبشجاعة وتصميم، والذي فشل هو القيادة العليا للجيش ووزير الدفاع.

•في عملية "الجرف الصامد" التي سميت لاحقاً "حرباً" من أجل تبرير نتائجها الإشكالية، تحرك الطرفان من خلال موازين قوى بحجم 1000 في مواجهة 1 على الأقل. جيش إسرائيلي ذو خبرة ومزود بالسلاح في مواجهة ميليشيا حمساوية متخندقة في الأرض ومزودة بسلاح بدائي. من هنا، فإن الفشل العسكري خطير. إن موازين القوى الاستثنائية أدت إلى إنجاز جزئي جداً، وهذا يساعد الذين يريدون طمس الفشل. يتعين علينا استخلاص دروس حقيقية من أجل الاستعداد لمواجهة تحديات المستقبل في مواجهة أعداء أقوياء وأكثر تصميماً بعشرات المرات.

•الجيش الإسرائيلي جيش انتصر في الوقت نفسه على أكثر من عدو في حروب إسرائيل. لقد فوجئ الجيش بفيالق مصرية هائلة في حرب يوم الغفران [حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973]، لكنه خلال 3 أسابيع قلب الأمور رأساً على عقب وانتهت الحرب بوصول الجيش إلى بعد 101 كيلومتر عن القاهرة وليس عن تل أبيب. 

•إن اختبار غزة هو الأسهل من بين التحديات والحروب التي من المحتمل أن نخوضها. ففي "الجرف الصامد" كان مستوى التحدي العسكري متدنياً وشكّل تحدياً بسيطاً نسبياً بالمقارنة مع التحديات التي تتربّص بنا، لكن على الرغم من ذلك تجاوزنا هذا التحدي بصعوبة. يتساءل الأعداء من حولنا ماذا سيحدث إذا ارتفع مستوى التحدي إلى حده الحقيقي في إطار حرب حقيقية في مواجهة قوات أقوى. من المحتمل أن يجروا حساباتهم بما يتلاءم مع ذكرى هذه المعركة الفاشلة. لقد كان من المفترض أن تكون معركة محدودة من نوع "الجرف الصامد" قصيرة، نوعية وغير مكلفة بالإصابات والموارد. لكنها كانت طويلة، فاشلة ومكلفة جداً بكل المعايير. 

•من المنطقي افتراض أن وزير الدفاع ورئيس الأركان السابقين كانا على علم بالأنفاق. كل مواطن يعلم أنهما كانا يعرفان، فقد ظهرت صور هذه الأنفاق في الصحف. وعلى الرغم من ذلك لم نفعل شيئاً من أجل التحضير ولم نشتر العتاد اللازم ولم نطوّر وسائل قتالية، ولم نُعدّ خططاً، والقوات لم تُدرّب. إن مهمة الجيش الاستعداد والتزود بالسلاح، ومهمة وزير الدفاع المتابعة ووضع جدول أولويات. ومن واجبهما إعداد عدة بدائل وتقديمها إلى المجلس الوزاري المصغر قبل الحرب وخلالها. إن رئيس الحكومة والمجلس يستهلان المعركة من نقطة البداية التي يطرحها أمامهما رئيس الأركان ووزير الدفاع بشأن إعداد الخطط وتدريب القوات وشراء وسائل القتال.

•إنما من جراء إهمال غانتس ويعلون لعملية الإعداد، فهما وضعا أمام المجلس الوزاري المصغر، وفقاً لما نُشر سابقاً، خيارين: خيار " تقريباً لا شيء"، وخيار" تقريباً كل شيء". في الاحتمال الأول الإنجاز متواضع، وفي الثاني الثمن مرتفع جداً. وليس صعباً أن نفهم سبب اختيار المجلس الوزاري المصغر الاحتمال الأول. لقد دارت الحرب ضد الأنفاق بصورة مرتجلة وتخطيط متعثر في مواجهة تهديد معروف، وكلفنا هذا الارتجال ثمناً غالياً.

•تضع دولة إسرائيل وقادتها بين يدي رئيس الأركان ووزير الدفاع ما هو أغلى من أي شيء: عشرات الآلاف من الشبان والشابات الذين يتجندون سنوياً في الجيش الإسرائيلي، كما تضع في متناولهما أكثر من 70 مليار شيكل سنوياً، وصلاحيات واسعة تتعلق بموضوعات مهمة جداً. وتوضع هذه الموارد الضخمة بين أيديهما من أجل هدف واضح - أمن الدولة والمحافظة على سيادتها والدفاع عن السكان.

•ينكبّ آلاف الجنود والقادة طوال الوقت على الاستعداد لمواجهة سيناريوات أخطر بكثير من معركة صيف 2014. ويجري شراء طائرات متطورة، وسفن حديثة ووسائل قتال برية، رداً على تهديدات خطيرة وما هو أهم بكثير من القتال ضد "حماس".

•يجب أن تكون هذه المعركة بمثابة ضوء أحمر ينبهنا إلى الاستعداد لما هو آت. إذا كنا نحرص على الحياة فيجب أن نستخلص دروساً حقيقية، ولا يجب أن نرى في نتائج العملية إنجازاً، وويل لنا إذا ثقفنا أجيال المقاتلين المقبلين بأننا "نجحنا".

•إن أرواح المقاتلين هي ثروة حيوية وغالية في كل معركة، وهم هذه المرة أيضاً يستحقون كل الثناء. ولكن حتى أفضل المقاتلين يحتاجون إلى قيادة كفوءة وشجاعة ومناسبة، وهذا لم يكن موجوداً في عملية "الجرف الصامد". وزير الدفاع يعلون ورئيس الأركان غانتس فشلا.