مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
رئيس الحكومة يؤكد رفضه نتائج تقرير مراقب الدولة حول عملية "الجرف الصامد"
نتنياهو: لم يتم التوصل إلى أي اتفاق بشأن أعمال البناء في مستوطنات الضفة مع إدارة ترامب
غارات إسرائيلية على قطاع غزة رداً على إطلاق قذيفة صاروخية باتجاه النقب الغربي
إصابة جندي إسرائيلي بجروح في حادث إطلاق نار جنوبي بيت لحم
فتح تحقيق جنائي حول شبهات فساد في قضية صفقات شراء الغواصات والسفن الحربية من ألمانيا
التصويت قريباً على طلب إقصاء عضو الكنيست باسل غطاس
مقالات وتحليلات
الرئيس ترامب والأنظمة العربية السنّية البراغماتية في الشرق الأوسط
الهدف الممكن تحقق في عملية "الجرف الصامد"
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يسرائيل هيوم"، 28/2/2017
رئيس الحكومة يؤكد رفضه نتائج تقرير مراقب الدولة حول عملية "الجرف الصامد"

من المتوقع أن يُنشر بعد ظهر اليوم (الثلاثاء) تقرير مراقب الدولة الإسرائيلية القاضي المتقاعد يوسف شابيرا حول عملية "الجرف الصامد" العسكرية التي قام الجيش الإسرائيلي بشنها في قطاع غزة في صيف 2014.

وسيتطرّق التقرير على نحو خاص إلى طريقة اتخاذ القرارات في المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية- الأمنية قبل تلك العملية وخلالها وطريقة التعامل مع تهديد الأنفاق الهجومية التي حفرتها حركة "حماس" باتجاه الأراضي الإسرائيلية. 

وقالت مصادر اطلعت على التقرير إنه يوجّه انتقادات شديدة إلى عدد من كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين وفي مقدمهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق موشيه يعلون، ورئيس هيئة الأركان العامة السابق بني غانتس. 

وأكد رئيس الحكومة الليلة الماضية رفضه لنتائج هذا التقرير. وقال نتنياهو إن المجلس الوزاري المصغر كان على دراية بمجريات الأمور وأحيط علماً بالأحداث الميدانية أكثر من أي مجلس سبقه في تاريخ الدولة.

 

كما شدّد نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته كتلة الليكود في الكنيست بعد ظهر أمس (الاثنين)، على دعمه لقادة الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام ["الشاباك"] وسائر الأجهزة الأمنية، وقال إن الشعب في إسرائيل فخور بجنود الجيش الإسرائيلي الذين قاتلوا مجازفين بحياتهم من أجل الدفاع عن إسرائيل وسكانها.

 

"هآرتس"، 28/2/2017
نتنياهو: لم يتم التوصل إلى أي اتفاق بشأن أعمال البناء في مستوطنات الضفة مع إدارة ترامب

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إنه لم يتوصل إلى أي اتفاق بشأن أعمال البناء في مستوطنات يهودا والسامرة [الضفة الغربية] مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال زيارته إلى الولايات المتحدة قبل نحو أسبوعين.

وأضاف نتنياهو خلال الاجتماع الذي عقدته كتلة الليكود في الكنيست بعد ظهر أمس (الاثنين)، أن دخول ترامب إلى البيت الأبيض يشكل فرصة تاريخية لكنه في الوقت عينه أكد وجوب إدراك حدود هذه الفرصة. 

وأشار إلى أنه حتى الآن لا يوجد اتفاق مع إدارة ترامب بشأن البناء في المستوطنات، وكل ما جرى الاتفاق عليه هو إقامة جهاز تنسيق بين الجانبين بهدف التوصل إلى تفاهمات غير قائمة الآن، وشدّد على أن الأمور ليست بسيطة كما يعتقد البعض.

وأشار رئيس الحكومة إلى أنه تناول هذا الموضوع خلال زيارته لأستراليا الأسبوع الفائت وأوضح أن إسرائيل لن تتنازل عن السيطرة الأمنية على غرب نهر الأردن [غور الأردن]، وأنه فقط في حال اعترف الفلسطينيون بإسرائيل كدولة يهودية وتنازلوا عن حق العودة سيكون بالإمكان التوصل إلى اتفاق معهم.

كما أشار إلى أن إسرائيل خرجت من قطاع غزة لكن سرعان ما تبخرت القوة الأوروبية التي كان يفترض أن تحمي الحدود، كما أن القوة الدولية في سيناء تقلصت في مقابل اتساع تنظيم "داعش"، وبناء على ذلك لا بديل أمام إسرائيل من استمرار السيطرة الأمنية على غرب نهر الأردن سواء مع اتفاق أو من دونه.

وكان مصدر كبير من حاشية نتنياهو قال إن رئيس الحكومة رفض اقتراحاً طرحته وزيرة الخارجية الأسترالية جولي بيشوب خلال اجتماعها معه أول من أمس (الأحد)، يقضي بإدخال قوات دولية إلى قطاع غزة.

 

وأضاف هذا المصدر أن نتنياهو أبلغ بيشوب أن تجربة إسرائيل مع هذه القوات في الماضي لم تكن ناجحة. كما أكد لها أن السيطرة الأمنية في الدولة الفلسطينية العتيدة ستكون بيد إسرائيل.

 

"معاريف"، 28/2/2017
غارات إسرائيلية على قطاع غزة رداً على إطلاق قذيفة صاروخية باتجاه النقب الغربي

قامت طائرات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي بعد ظهر أمس (الاثنين) بشنّ غارات على مواقع تابعة لحركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في قطاع غزة ردّاً على إطلاق قذيفة صاروخية من القطاع صباح أمس سقطت في منطقة مفتوحة تابعة للمجلس الإقليمي "شاعر هنيغف" في النقب الغربي من دون أن يسفر سقوطها عن وقوع إصابات أو أضرار.

وذكرت مصادر فلسطينية أن الطائرات الإسرائيلية شنّت 20 غارة استهدفت 5 مواقع تابعة لـ"حماس" في شمال القطاع ووسطه وجنوبه، وتسبّبت بإصابة 4 أشخاص بجروح متفاوتة. كما استهدفت الغارات موقعاً لحركة الجهاد الإسلامي غربي مخيم النصيرات في وسط القطاع.

وحمّل الجيش الإسرائيلي في بيان صادر عنه حركة "حماس" المسؤولية عن الصواريخ التي تنطلق من قطاع غزة باتجاه جنوب إسرائيل.

وقال منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق [المحتلة] اللواء يوآف مردخاي في بيان صحافي صادر عنه في إثر الغارات، إن استمرار زعزعة الهدوء في منطقة الحدود مع غزة هو ما يدفع إسرائيل إلى الرد. وأضاف أن إسرائيل غير معنية بالتصعيد لكن لا يمكنها التغاضي عن إطلاق النار باتجاه أراضيها.

وأكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو خلال الاجتماع الذي عقدته كتلة الليكود في الكنيست أمس، أن إسرائيل لن تقبل بأي عملية إطلاق قذائف صاروخية من قطاع غزة حتى إن كانت بصورة متقطعة بين حين وآخر، وستردّ بقسوة على أي اعتداء صاروخي يستهدف أراضيها.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان [رئيس "إسرائيل بيتنا"] إن إسرائيل لن تتحمل تساقط صواريخ في أراضيها بين الحين والآخر ودعا حركة "حماس" إلى تحمل المسؤولية والتزام الهدوء، وفي الوقت عينه أكد ليبرمان أن إسرائيل غير معنية بالتصعيد وأن الجيش غير معني بالمبادرة إلى حملة عسكرية جديدة على قطاع غزة.

في المقابل حملت حركة "حماس" إسرائيل المسؤولية عن التصعيد في قطاع غزة، وأكدت رفضها محاولة فرض أي معادلة جديدة.

 

وقال الناطق بلسان الحركة فوزي برهوم في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس، إن "حماس" تحمّل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن استمرار هذا التصعيد ضد غزة والذي يستهدف الفصائل الفلسطينية والسكان المدنيين.

 

"يديعوت أحرونوت"، 28/2/2017
إصابة جندي إسرائيلي بجروح في حادث إطلاق نار جنوبي بيت لحم

أصيب جندي إسرائيلي الليلة الماضية بجروح طفيفة من جراء تعرض قوته لإطلاق النار خلال قيامها بنشاط أمني بالقرب من مستوطنة "إفرات" جنوبي بيت لحم. 

وقامت قوات من الجيش الإسرائيلي بأعمال تمشيط واسعة النطاق بحثاً عن مطلقي النار.

وأحبطت قوات الأمن الإسرائيلية بعد ظهر أمس (الاثنين) محاولة شابة فلسطينية ارتكاب عملية طعن في معبر قلنديا شمالي القدس الشرقية. 

وأفادت الشرطة الإسرائيلية أن حراس المعبر لاحظوا الشابة وهي تقترب منهم في المسار المخصص للسيارات وهي تحمل بيدها شيئاً أثار شبهاتهم، فقاموا بإطلاق النار عليها مما أدى إلى إصابتها بجروح طفيفة.

وذكرت مصادر فلسطينية أن الشابة من سكان كفر عقب وهي في العشرين من عمرها.

وقالت مصادر فلسطينية إن الشاب ربيع ناجح سلمان (20 عاماً) من سكان منطقة نابلس لقي مصرعه الليلة قبل الماضية بعد سقوطه عن علو خلال محاولته دخول إسرائيل من منطقة الزاوية غربي سلفيت. 

واعتقلت قوات من الجيش الإسرائيلي الليلة قبل الماضية 18 مطلوباً فلسطينياً في أنحاء يهودا والسامرة [الضفة الغربية] بشبهة الضلوع في نشاطات "إرهابية" والإخلال بالنظام العام. 

 

كما ضبطت قوة من الجيش الإسرائيلي كمية كبيرة من الذخيرة والمعدات العسكرية في بلدة يطا قضاء الخليل.

 

"يديعوت أحرونوت"، 28/2/2017
فتح تحقيق جنائي حول شبهات فساد في قضية صفقات شراء الغواصات والسفن الحربية من ألمانيا

أعلنت مصادر مسؤولة في قيادة الشرطة الإسرائيلية أمس (الاثنين) أنه تقرّر فتح تحقيق جنائي حول شبهات فساد في قضية صفقات شراء الغواصات والسفن الحربية من ألمانيا والمعروفة إعلامياً باسم "القضية 3000". 

وقالت هذه المصادر إن الشبهات في هذه المرحلة ليست منسوبة إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

 

وأضافت أن الشرطة أجرت خلال الفترة الأخيرة فحصاً في هذه القضية واستمعت إلى إفادات عدد من الشهود في إسرائيل وخارجها أبرزهم وزير الدفاع السابق موشيه يعلون.

 

"هآرتس"، 28/2/2017
التصويت قريباً على طلب إقصاء عضو الكنيست باسل غطاس

من المتوقع أن تعقد لجنة الكنيست البرلمانية يوم الخميس من الأسبوع المقبل اجتماعاً خاصاً للتصويت على طلب إقصاء عضو الكنيست باسل غطاس من حزب بلد [التجمع الوطني الديمقراطي] في القائمة المشتركة من الكنيست. 

ونقل الوزير زئيف إلكين [الليكود] أمس (الاثنين) طلباً بهذا الشأن وقع عليه 71 عضو كنيست إلى رئيس الكنيست يولي إدلشتاين. 

 

ويُشتبه بأن غطاس قام بتهريب هواتف نقالة إلى سجناء أمنيين فلسطينيين في سجن "كتسيعوت" في النقب.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"مباط عال"، العدد 901، 20/2/2017
الرئيس ترامب والأنظمة العربية السنّية البراغماتية في الشرق الأوسط
يوئيل غوزنسكي وكوبي ميخائيل - باحثان في معهد دراسات الأمن القومي

•بالنسبة إلى الكثير من الأنظمة السنّية البراغماتية في المنطقة، تعتبر بداية ولاية دونالد ترامب في رئاسة الولايات المتحدة تطوراً إيجابياً، ولو أن ولاية الرئيس أوباما انتهت. فقد اعتبرت سياسته في نظر هذه الأنظمة مضرة، بل وحتى غدرت بالذين يعتبرون حلفاء تقليديين للولايات المتحدة. ولا يقل أهمية عن ذلك، خاصة في نظر السعودية ودول الخليج، هو توقع أن تكون الإدارة الجديدة أكثر صرامة في سياستها إزاء إيران على نحو يتخطى نظرة أوباما الضيقة التي اقتصرت على المشكلة النووية. وتأخذ هذه الأنظمة على أوباما ليس فقط معالجته للموضوع الإيراني، بل وأيضاً "رفع رأس" الإسلام السياسي الذي قمعته مصر، لكن وجوده وتأثيره ما يزالان يهددان هذه الأنظمة، بالإضافة إلى صعود تنظيم "داعش" بسبب الانسحاب المتسرع للولايات المتحدة من العراق، وسياسة أوباما المترددة حيال الموضوع السوري.

•وانسجاماً مع سياسة "القيادة عن بعد" التي انتهجتها إدارة أوباما، أرادت واشنطن الابتعاد عن مهمتها كقائدة تقليدية، وهو الدور الذي لعبته في العقود الأخيرة في الشرق الأوسط. وفي نظر أنظمة في المنطقة، استبدلت إدارة أوباما زعامتها ونفوذها بالتقارب مع الإخوان المسلمين ومع إيران، التي رأت فيهم عنصراً يساهم في حل المشكلة في المنطقة، بالإضافة إلى ضعفها الظاهر حيال تركيا التي تحركت بخلاف مصالح الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي. وفي الواقع، اعتبرت القاهرة والرياض وأبو ظبي أن سياسة إدارة أوباما استبدلت العلاقات الوثيقة مع حلفائها (وأبرز مثال على ذلك هو مصر) بالتقرب من أعدائهم. كما تآكلت الثقة وصورة قوة الردع الأميركية بسبب عدم الوفاء بالوعود، والرد الضعيف وأحياناً عدم الرد على الاستفزازات ومحاولات الهجوم على قوات أميركية.

•كانت إحدى النتائج المباشرة لهذه السياسة تصاعد تدخل ونفوذ لاعبين خارجيين في المنطقة وبخاصة روسيا. واضطرت مصر والسعودية واتحاد الإمارات العربية في أحيان كثيرة إلى تبني سياسة أكثر استقلالية دفاعاً عن مصالحها. كما سعت إلى الحصول على دعم دبلوماسي وعسكري خارجي إضافي لم يكن يتلاءم دائماً مع أهداف السياسة الأميركية. لكن المصالح المصرية لا تتطابق تماماً مع المصالح السعودية، وبخاصة تلك المتعلقة بقضية المحافظة على نظام الأسد. فمصر تدعم بقاء الأسد في السلطة ولا تؤيد المواجهة مع إيران، بينما تسعى السعودية إلى العمل لإبعاد الأسد عن السلطة وتعتبر نفسها في مواجهة مع إيران. ونتيجة لذلك يوجد توتر بين الدولتين. لكن على الرغم من ذلك فهما تتشاركان في تعليق آمالهما على تغيّر سياسة الولايات المتحدة. فمصر تشعر بالتفاؤل لمجيء الرئيس ترامب، وفي تقديرها إن إدارته لن تتشدد معها في موضوع حقوق الإنسان، وأنها ستبتعد عن الإخوان المسلمين وستساعدها أكثر في حربها ضد الجهاد السلفي. ومن جهتها، تتخوف السعودية ودول الخليج أكثر من إيران، وهي تعتبر أن إدارة ترامب ستساعدها بصورة أكبر في التضييق على خطوات إيران في المنطقة.

•ستكون للخطوات الأولى التي ستتخذها إدارة ترامب أهمية بالنسبة إلى الطريقة التي سيُنظر بها إليها. لقد بدأ ترامب بالابتعاد عن بعض أقواله المعادية للمسلمين وأطراف عربية، والتي جرّت عليه انتقادات، سعياً إلى فتح صفحة جديدة. وتشعر دول الخليج بصورة خاصة بالتشجيع من لهجة ترامب الحازمة حيال إيران، ومن كون وزير دفاعه جيمس ماتيس يرى في إيران العامل المركزي لعدم الاستقرار في المنطقة، وتأمل هذه الدول أن يجد قلقها آذاناً صاغية لدى الإدارة الجديدة. وستكون السياسة حيال إيران، على ما يبدو، ذات نطاق أوسع وكوابحها أقل من تلك التي كانت موجودة لدى الإدارة السابقة في سعيها للجم تحركات إيران الإقليمية.

•وبخلاف ما يقوله رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، فإن زعماء المعسكر السّني البراغماتي وعلى رأسهم السعودية، لا يريدون في هذه المرحلة إلغاء الاتفاق النووي. ففي نظرهم، الضرر الناتج عن إلغائه سيكون أكبر من فائدته، لأن إلغاء الاتفاق سيؤدي في نظرهم إلى تقوية معسكر المتطرفين في إيران، وإلى معاودة البرنامج النووي من دون رقابة، كما أنه سيجعل من الصعب تشديد نظام العقوبات. وأكثر ما يقلق حكام الخليج هو سلوك إيران الإقليمي الذي أصبح أكثر عدوانية منذ توقيع الاتفاق معها، كما أنهم يتخوّفون من تصاعد نفوذها في العراق واليمن وسورية ولبنان. ويأمل جميع هؤلاء، وبخاصة حكام مصر، ألا يتشدد ترامب في موقفه من حقوق الإنسان في دولهم وأن يسمح بحرية أكبر من أجل قمع تحدي الإسلام السياسي والجهاد السلفي ضد أنظمتهم. صحيح أن ترامب أعلن أن "اجتثاث الإسلام الراديكالي" يتصدر سلم اهتماماته وأن محاربة تنظيم "داعش" والتنظيمات المشابهة له يحتل رأس سلم أولوياته، لكن من المحتمل أن يكتشف ترامب أن صراعاً أكبر ضد الإرهاب "سيجرّه" إلى المزيد من التدخل في المنطقة.

•لقد رافقت انتخاب ترامب مخاوف أيضاً. فمن المحتمل أن يطلب من بعض الأنظمة تحملاً أكبر للعبء الأمني غير شراء أسلحة واستضافة قواعد أميركية. بالإضافة إلى ذلك ثمة تخوف من الأجواء الجديدة التي تبديها واشنطن حيال روسيا ومن انعكاسات ذلك على مستقبل سورية. سيكون من الصعب على ترامب تحسين العلاقات مع دول الخليج وفي الوقت عينه التقرب من روسيا وأخذ مصالحها في الحسبان من أجل بلورة اتفاقات تتعلق بنظام إقليمي جديد. فإذا توصل ترامب فعلاً إلى تسوية مع روسيا تتعلق بالحرب المشتركة ضد تنظيم "داعش" والحل في سورية، فإن هذا سيكون بالنسبة إلى الكثيرين في دول الخليج بمثابة منح الانتصار إلى الأسد وإيران.

•علاوة على ذلك، فإن ترامب، الذي شدد على أنه يقف على رأس أولوياته إعادة أميركا والأميركيين إلى مجدهما، من المحتمل أن يبتعد عن المعالجة التفصيلية لشؤون الشرق الأوسط وأن يقلص التدخل الأميركي في المنطقة. بناء على ذلك، حتى لو أُجريت تعديلات على السياسة الأميركية في المنطقة، فإن بعض انعكاسات سياسة الرئيس السابق أوباما يمكن أن تواصل تأثيرها في المنطقة، وفي طليعتها تنامي قوة إيران وصعود النفوذ الروسي. ويبدو أن المعسكر السّني بقيادة السعودية سيضطر إلى القبول بقيام محور أميركي – روسي - تركي، سيساعد على القضاء على تنظيم "داعش" لقاء بقاء الرئيس الأسد في منصبه، في الوقت الحالي على الأقل.

•بالنسبة إلى إسرائيل، ثمة زعماء عرب ليسوا راضين عن بعض تصريحات ترامب بشأنها، وعلى رأسها تصريحه بشأن نقل السفارة الأميركية إلى القدس. ومع أن الموضوع الفلسطيني ليس في طليعة اهتمامات ترامب، فإن تحقيق هذا الوعد يمكن في تقديرهم أن يؤدي إلى احتجاجات واسعة وربما إلى عنف عام وأن يهدد استقرار أنظمتهم. ومع أن تهديدات الفلسطينيين "بفتح أبواب جهنم" تبدو تعبيراً عن الإحباط وعدم فهم لموازين القوى، فيبدو أن الإدارة الأميركية الجديدة تأخذ ذلك في اعتبارها، ولذا يجب عليها العثور على وسائل مبتكرة من أجل تحقيق وعد الانتخابات الرئاسية بشأن نقل السفارة.

•إجمالاً، وعلى المستوى الإسرائيلي – الفلسطيني، يبدو أن أنظار زعماء الدول العربية موجهة نحو الخطوات التي سيتخذها ترامب في أعقاب امتناع الولايات المتحدة عن التصويت في مجلس الأمن (القرار 2334 المتخذ 23 كانون الأول/ديسمبر 2016) وخطاب المبادئ الذي ألقاه وزير الخارجية (حينها) جون كيري في 28 كانون الأول/ديسمبر 2016. إن وقوف ترامب إلى جانب إسرائيل، كما ظهر من خلال تغريداته على تويتر بعد التصويت في مجلس الأمن وخلال إلقاء وزير الخارجية لخطابه، وخاصة اتخاذه خطوات عملية مهمة بهذه الروحية مع التشديد على نقل السفارة الأميركية إلى القدس، بالإضافة إلى خطوات أخرى في الشرق الأوسط، ستصبح ممكنة بعد التنسيق مع الرئيس الروسي بوتين، كل ذلك من شأنه أن يبين أن الولايات المتحدة في عهد ترامب أكثر حزماً وتلتزم بكلمتها ولا تخضع للابتزاز. إن استبطان التغير في السياسة الأميركية من شأنه أن يساعد في إعادة تنظيم المنطقة وأن يساهم في بلورة معسكر مؤيد للأميركيين بقيادة أميركية، ويمكن أن تنضم إليه لاحقاً دول عربية أخرى تتحفظ في هذه المرحلة، وتتخوف من أولويات ترامب الاستراتيجية.

 

•يمكن لسياسة أميركية حازمة أن تدفع زعماء المعسكر العربي البراغماتي نحو تعزيز التنسيق والتعاون مع إسرائيل ضد إيران، وضد الإسلام السياسي والجهاد السلفي، والضغط على القيادة الفلسطينية للعودة إلى مفاوضات مباشرة مع إسرائيل من أجل التوصل إلى حل. وفي ضوء واقع زعامة أميركية حازمة، مؤيدة لإسرائيل وتنسق مع روسيا، سيتقلص هامش الإمكانات أمام زعماء المعسكر العربي البراغماتي، وسيصبح خيار الانضمام إلى الولايات المتحدة وضمان دعمها هو الخيار المفضل. وفي مثل هذه الظروف ثمة معقولية للتقدير بأن الانقسام في العالم العربي، بالإضافة إلى الخوف العميق من إيران والإسلام السياسي والجهاد السلفي، سينشئ قاعدة متينة للتعاون مع إسرائيل، التي ستبقى الحليف الأقوى للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

 

"يسرائيل هَيوم"، 28/2/2017
الهدف الممكن تحقق في عملية "الجرف الصامد"
دان مرغليت - محلل سياسي

•في الخلاصة، حققت عملية الجرف الصامد هدفها الأساسي بتهدئة الجبهة الجنوبية عامين ونصف العام، وربما أكثر. وحتى لو رفضت أي حكومة إسرائيلية مهما كانت تركيبتها الاعتراف أمام مواطنيها بأن هذا كان هدف عملية "الجرف الصامد"، مثل العمليتين اللتين سبقتاها، فإن إيهود أولمرت وبنيامين نتنياهو وإيهود باراك وموشيه (بوغي) يعلون وغابي أشكينازي وبيني غانتس توجّهوا تحديداً نحو هذا الهدف الذي تحقق، ليس لأنه كان هدفاً مثالياً، ولكن لأنه ليس هناك هدف أكثر جدوى منه في الظروف الحالية للجبهة.

•صحيح أنه في الإمكان احتلال غزة بصورة موقتة والبقاء هناك لمدة 19 عاماً دموية، واستبدال "حماس" بحكم عسكري، لكن هذا لا يحتاج إلى مناقشة المجلس الوزاري المصغر لإدراك أنه بديل أكثر سوءاً بكثير. وإذا كان هناك من فكّر بطريقة مختلفة فلماذا لم يقترح ذلك؟ وحده أفيغدور ليبرمان طالب بتخرصاته باحتلال قطاع غزة من مقاعد المعارضة.

•إن هذه العملية، على الرغم من أنها لم تحظ بنقاش معمق في المجلس الوزاري المصغر، وهذا أمر مؤسف، قد حققت هدفين مهمين: نجح الثلاثي القيادي برئاسة نتنياهو ويعلون وغانتس في إدخال أقل عدد ممكن من الجنود إلى الأنفاق. وإذا كان صحيحاً الادعاء بأن الجيش لم يكن مستعداً كما يجب لحرب الأنفاق، فإنه منذ اطلاع رئيس الأركان على هذه الحقيقة لم يطلب من الكثير من الجنود اقتحامها. وكم يختلف هذا عن الحماقة التي ارتكبت في معركة السلوقي في حرب لبنان الثانية التي نتجت خطأ ولم تؤدّ إلى شيء. [المعركة التي دارت في حرب تموز/يوليو 2006 وأدت إلى تدمير عدد من الدبابات في طليعتها دبابة ميركافا، وسقوط عدد من الجنود الإسرائيليين].

•بعد ظهر اليوم يمكننا الاطلاع على تفاصيل تقرير مراقب الدولة الذي هو بالتأكيد تقرير مهم وجدّي. وإذا افترضنا أن مراقب الدولة يوسف شابيرا، الذي أتى بعد الطاقم الذي كان برئاسة برئاسة يوسي بينهاور، سيبدي ملاحظات مثل احتمال أن الغارات الجوية ضد الأنفاق لم تكن مفيدة، فإن ما كان يجب أن يحدث هو إعلام المجلس المصغر السياسي الأمني بذلك. وإذا كان لم يحدث ذلك، فإن هذا خطأ. لكن هذه ستكون مجرد ملاحظة وليست حقيقة من شأنها أن تغيّر وجه المعركة. ويبدو في هذا السياق أن الوقائع هي إلى جانب نفتالي بينت وليست إلى جانب نتنياهو، وهي تدل على أنه اطلع على وضع الأنفاق. هناك وزراء غيّروا ما قالوه بشأن الأنفاق من "لم أعرف" بوجودها إلى "ورد ذكرها"، وسيثير ذلك الخشية من أن هذا التغيير وليد ضغط من جانب رئيس الحكومة. وهذا يلقي بظله على العملية، لكنه لا يلقي بظله على نجاحها.

•يضاف إلى ذلك أن إطالة أمد المعركة نبع من الرغبة في المحافظة على حياة الجنود، وكذلك من مسار سياسي عاقل هدفه ضم مصر إلى تسوية أنهت القتال. لقد كان تدخل مصر أيضاً الأساس لعلاقات أفضل بين إسرائيل والقاهرة، ومن أجل إغلاق الأنفاق بين غزة وشبه جزيرة سيناء. وكان لثمن هذا التريث مقابل.