مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
رئيس شعبة "أمان": حزب الله وحركة "حماس" غير معنيين بمواجهة عسكرية مع إسرائيل في المرحلة الحالية
سقوط قذيفة صاروخية من غزة في النقب الغربي
مقتل شاب فلسطيني جنوبي الخليل بحجة إقدامه على طعن أحد المستوطنين
نتنياهو: معاداة السامية لم تختف وعلى جميع زعماء العالم إدانتها
إلقاء القبض على إسرائيلي هاجر من بيلاروسيا بشبهة التخطيط للانضمام إلى "داعش"
المحكمة المركزية ترفض طلب الاستئناف ضد قرار إغلاق خزان الأمونيا في حيفا
مقالات وتحليلات
يجب استعادة الردع
مرض عُضال
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 2/3/2017
رئيس شعبة "أمان": حزب الله وحركة "حماس" غير معنيين بمواجهة عسكرية مع إسرائيل في المرحلة الحالية

قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ["أمان"] اللواء هيرتسي هليفي إن حزب الله وحركة "حماس" غير معنيين بمواجهة عسكرية مع إسرائيل في المرحلة الحالية. 

وأضاف هليفي في سياق إيجاز قدمه في الاجتماع الذي عقدته لجنة الخارجية والأمن في الكنيست أمس (الأربعاء)، أن حزب الله بات محبطاً جداً بسبب عدد القتلى الكبير الذي سقط من مقاتليه في الحرب الأهلية الدائرة في سورية وأصبح من الصعب عليه تجنيد مقاتلين جدد إلى صفوفه بالإضافة إلى أن جزءاً من عناصره أصبحوا في سن 60 عاماً.

وقال هليفي إنه في حال دخول حزب الله في مواجهة عسكرية مع إسرائيل فسيحدث هذا بعد انتهاء القتال في سورية. وحذّر من احتمال أن يشارك جيش لبنان إلى جانب حزب الله في أي حرب مستقبلية يخوضها هذا الأخير ضد إسرائيل.

كما حذّر هليفي من أن الوضع في المناطق [المحتلة] قابل للانفجار بسبب انعدام أي أفق سياسي، وأشار إلى أن قطاع غزة يعيش أوضاعاً إنسانية واقتصادية صعبة. وأكد ضرورة الدفع قدماً بالتطوير الاقتصادي في المناطق الفلسطينية حتى التوصل إلى تسوية سياسية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

وتطرّق رئيس شعبة "أمان" إلى تقرير مراقب الدولة الإسرائيلية حول عملية "الجرف الصامد" العسكرية التي قام الجيش الإسرائيلي بشنها في قطاع غزة في صيف 2014، فقال إنه من دون التقليل من تهديد الأنفاق، فهي لا تشكل تهديداً حقيقياً على دولة إسرائيل. 

 

وقال هليفي إن قطاع غزة في ظل حكم "حماس" بات معرضاً لوضع اقتصادي خطر يهدد بنشوء أزمة. وأوضح أن هناك خوفاً في إسرائيل من احتمال قيام تعاون مُستقبلي بين "حماس" وحزب الله.

 

"معاريف"، 2/3/2017
سقوط قذيفة صاروخية من غزة في النقب الغربي

قال بيان صار عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إنه للمرة الثانية هذا الأسبوع سقطت في النقب الغربي الليلة الماضية قذيفة صاروخية أطلقت من قطاع غزة. 

 

وأضاف البيان أن القذيفة سقطت في منطقة مفتوحة تابعة للمجلس الإقليمي "حوف أشكلون" من دون وقوع إصابات أو أضرار.

 

"يديعوت أحرونوت"، 2/3/2017
مقتل شاب فلسطيني جنوبي الخليل بحجة إقدامه على طعن أحد المستوطنين

ذكرت مصادر مسؤولة في الجيش الإسرائيلي أن شاباً فلسطينياً قتل مساء أمس (الأربعاء) في البؤرة الاستيطانية "حفات مور" جنوبي الخليل بعد أن أقدم على طعن أحد المستوطنين بسكين في منزله مما أدى إلى إصابته بجروح طفيفة. 

وأضافت هذه المصادر أن المستوطن المصاب تمكن من التصدي للمعتدي وأطلق النار عليه فأرداه قتيلاً.

وحكمت المحكمة المركزية في القدس أمس بالسجن الفعلي أربع سنوات ونصف السنة على الشاب معاذ عبد ربه من القدس الشرقية بعد أن أدانته بسلسلة تهم أمنية، في مقدمها الضلوع في مخطط لارتكاب اعتداء لحساب تنظيم "داعش" الإرهابي. 

واعتقلت قوات من الجيش الإسرائيلي الليلة قبل الماضية 7 مطلوبين في أنحاء يهودا والسامرة [الضفة الغربية] بشبهة المشاركة في أعمال شغب والإخلال بالأمن العام.

 

وأغلقت قوات الأمن الإسرائيلية مطبعة في مخيم الدهيشة بحجة قيامها بطباعة مواد تحريضية.

 

"يسرائيل هيوم"، 2/3/2017
نتنياهو: معاداة السامية لم تختف وعلى جميع زعماء العالم إدانتها

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن معاداة السامية لم تختف، وأكد أن على جميع زعماء العالم إدانة معاداة السامية بشكل لا لبس فيه.

وأضاف نتنياهو في سياق كلمة ألقاها أمام مؤتمر "معهد بحث سياسة الشعب اليهودي" المنعقد في القدس أمس (الأربعاء)، أنه يقدّر المواقف الحازمة التي اتخذها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونائبه خلال الأسابيع والأيام الأخيرة ضد معاداة السامية وأنه يتوقع الأمر نفسه من زعماء أوروبيين أيضاً. 

وشجب ترامب أمس في أول خطاب له أمام الكونغرس منذ انتخابه رئيساً للولايات المتحدة مظاهر معاداة السامية وأعمال الكراهية في بلده. وأضاف أن الاعتداء على مقابر يهودية في الولايات المتحدة أخيراً يذكر الأميركيين بضرورة أن يكونوا موحدين لإدانة الكراهية والشر بشتى أشكالهما.

 

وشدّد ترامب على متانة الحلف الأميركي ـ الإسرائيلي وأكد أنه غير قابل للانفصال. كما أكد أن إدارته ستعمل مع حلفائها في العالم الإسلامي على اجتثاث الإرهاب الإسلامي المتشدد.

 

"هآرتس"، 2/3/2017
إلقاء القبض على إسرائيلي هاجر من بيلاروسيا بشبهة التخطيط للانضمام إلى "داعش"

سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية أمس (الأربعاء) بنشر نبأ قيام جهاز الأمن العام ["الشاباك"] بالتعاون مع الشرطة قبل نحو ثلاثة أسابيع بإلقاء القبض على المواطن الإسرائيلي فالنتين فلاديمير مزلفسكي (40 عاماً) بشبهة التخطيط للوصول إلى سورية بهدف الانضمام إلى تنظيم "داعش".

وذكر بيان صادر عن جهاز "الشاباك" أن مزلفسكي من سكان قرية عرب الشبلي العربية البدوية [شمال إسرائيل] وهو متزوج وأب لخمسة أولاد، اعتقل بناء على معلومات استخباراتية وقدمت ضده لائحة اتهام.

ووفقاً للبيان هاجر مزلفسكي إلى إسرائيل سنة 1996 من بيلاروسيا واعتنق الديانة الإسلامية سنة 2000 أثناء خدمته العسكرية بعد أن تعرف على شريكة حياته وهي مواطنة من عرب الشبلي.

وأضاف البيان أن مزلفسكي اعترف خلال التحقيق معه أنه يدعم فكرة "داعش" وأنه اشترى بطاقة رحلة جوية إلى تركيا باتجاه واحد بهدف اجتياز الحدود إلى سورية والانضمام إلى هذا التنظيم. كما عمل ضمن مجموعة مؤيدين لـ"داعش" عبر الإنترنت، وتحدث عن نيته السفر إلى سورية.

وقالت مصادر رفيعة في جهاز "الشاباك" إن نشاط مناصري "داعش" في إسرائيل يشكل مصدر تهديد أمني خطر للغاية ولذا سيواصل الجهاز اتخاذ كل الإجراءات المتاحة أمامه بهدف إحباط هذا التهديد مسبقاً.

وكانت صحيفة "هآرتس" أفادت هذا الأسبوع أن عدد السجناء والمعتقلين المحتجزين في السجون الإسرائيلية بسبب ضلوعهم في نشاطات بإيحاء من تنظيمات سلفية جهادية متطرفة مثل "داعش" والقاعدة ارتفع بشكل كبير خلال سنة 2016.

 

وأضافت الصحيفة أن عددهم حالياً يبلغ 83 في حين كان عددهم 12 معتقلاً فقط سنة 2015. 

 

"يديعوت أحرونوت"، 2/3/2017
المحكمة المركزية ترفض طلب الاستئناف ضد قرار إغلاق خزان الأمونيا في حيفا

رفضت المحكمة المركزية في حيفا أمس (الأربعاء) طلب الاستئناف الذي قدمته شركة "حيفا كيميكاليم" ضد قرار إغلاق خزان الأمونيا في محيط المدينة، الذي اتخذته محكمة الشؤون الإدارية قبل عدة أسابيع.

وقررت المحكمة أنه يجب تفريغ الخزان بشكل تام حتى موعد أقصاه الفاتح من نيسان/ أبريل المقبل. كما قررت حظر تعبئة الخزان مرة أخرى ومنع وصول أي سفينة تحمل الأمونيا إلى ميناء حيفا.

وأشار قرار المحكمة إلى أن الخزان والسفن التي تقوم بشحن الأمونيا يشكلان خطراً على جميع الموجودين في نطاق مدينة حيفا، وإلى أنه لا يمكن تجاهل احتمال تسرب كميات كبيرة من الأمونيا من الخزان والسفن، وأشارت إلى أن حقيقة عدم حدوث ذلك حتى الآن لا تعني أن الخطر غير قائم أو أنه غير جدّي.

 

وأثيرت قضية مخاطر الأمونيا أخيراً في إثر نشر أنباء تشير إلى احتمال قيام حزب الله باستهداف الخزان وسفن الشحن خلال أي مواجهة عسكرية بينه وبين إسرائيل في المستقبل.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"معاريف"، 2/3/2017
يجب استعادة الردع
إميلي لانداو - باحثة ومديرة برنامج مراقبة السلاح والأمن القومي في معهد الدراسات الاستراتيجية

•بالنسبة إلى إدارة أوباما، فإن المفاوضات مع إيران بشأن المسألة النووية - والاتفاق الذي وقع - لم يكونا قصة نووية فقط. وعلى الرغم من التصريحات القاطعة للرئيس الأميركي السابق بأنه كان ينوي معالجة الموضوع النووي فقط، إلا أنه أراد المزيد دائماً. فقد أراد أن يثبت لإيران أنه مستعد للتعاون والتصالح معها من خلال إبداء الاحترام تجاهها، ومن دون أن يضعها في مواجهة ماضيها الإشكالي على الصعيد النووي.

•في نظر إدارة أوباما اعتبر الاتفاق النووي إنجازاً مزدوجاً - فقد حقق هدفين أساسيين على صعيد السياسة الخارجية: منع تسلح نووي، ومد يد السلام نحو أعداء الولايات المتحدة. وعلى الرغم من أن الاتفاق هو فعلياً إشكالي جداً، ومن عدم ظهور أي مؤشر يدل على التغيير المأمول به في علاقات الدولتين، فقد أصرت الإدارة الأميركية [السابقة] منذ لحظة التوصل إلى الاتفاق النووي على التعامل مع إيران وكأنها غيّرت توجهها. وحتى عندما واصلت إيران التصرف بعدائية في المنطقة واستمرت في تحدي الولايات المتحدة، رفضت هذه الإدارة الرد بطريقة يمكن أن تعكّر الأجواء وتجعل إيران تفقد ثقتها وربما تتخلى عن الاتفاق. وكان التوقع أن تشكر إيران هذه الجهود وأن ترد عليها بما يتلاءم. 

•لكن إيران لم تتعاون مع الخطة، ولم يبشر الاتفاق النووي بحدوث تغير في مصالح إيران في الشأن النووي أو في نياتها على المدى البعيد. وأوضح المرشد الأعلى أن النظام الإيراني غير معنيّ بإبداء أي تعاون مع الولايات المتحدة باستثناء ما يتطلبه الاتفاق النووي. وكان امتناع إدارة أوباما عن الرد على نشاطات إيران مريحاً جداً لإيران، إذ إنها لم تعتبر الاتفاق النووي بداية لتغير العلاقات الثنائية، بل كتعبير عن ضعف أميركي يمكن استغلاله من أجل تحقيق أهدافها وتعزيز موقعها الإقليمي. وفي كل مرة لم ترد فيها الإدارة الأميركية على استفزاز إيراني، ازدادت قدرة إيران على الردع وتعرّضت قدرة الولايات المتحدة على ذلك إلى ضربة.

•سيعقد معهد دراسات الأمن القومي غداً مؤتمراً بعنوان "إيران في حِقْبة استراتيجية جديدة في الشرق الأوسط". إن التحدي الذي تواجهه إدارة ترامب هو استعادة الردع الضائع. والاختبار الأول جاء بعد أقل من أسبوعين من تنصيب الرئيس ترامب عندما أجرت إيران تجربة إضافية لصاروخ باليستي يستطيع أن يحمل رأساً نووياً. جاء ردّ الإدارة على التجربة سريعاً وصارماً ودلّ على تغير حاد في التوجه. فقد فرضت هذه الإدارة عقوبات، وبعثت أيضاً برسالة إلى إيران أنها أصبحت "تحت الإنذار"، وأن الإدارة الجديدة لم تعد تنوي غض الطرف عن أعمال إيران الاستفزازية. وعندما حذرت مقالات في الصحف الإيرانية من القيام بأعمال يمكن أن توفر "ذريعة" للرئيس الجديد لمهاجمة إيران، كان واضحاً أن رسالة الردع وصلت.

•ومع أن الإدارة تحركت كما يجب، فقد وُجّهت إليها انتقادات من داخل الولايات المتحدة بحجة استخدامها لهجة متهجّمة. لكن الرد على دولة عدائية واستفزازية مثل إيران يتطلب إعلان نيات وصرامة. وتحديداً، فإن تهديد الإدارة الأميركية الضمني بعث برسالة رادعة من دون مشاجرة. ويتمثل أساس الردع في أن إيران لا تعرف أي عمل استفزازي من جهتها سيؤدي إلى رد أميركي من أي نوع، وثقتها بنفسها تزعزعت. وهذه نتيجة مطلوبة.

•ليست هناك استراتيجية خالية من المخاطر، وواضح أن إيران تستطيع مواصلة استفزازاتها وإيصال الأمور إلى مواجهة حقيقية. لكن خيار عدم القيام بشيء سيسمح لإيران وسيشجعها أيضاً على زيادة قوتها أكثر فأكثر، وفي النهاية لن يكون ممكناً كبحها من دون مواجهة مع احتمال التسبب بضرر كبير للغاية، أو أن تصل إيران إلى سلاح نووي ويصبح من غير الممكن كبحها بتاتاً.

 

•إن تغيير التوجه في أسلوب التعامل مع إيران هو أمر مستحسن، لكن من المبكر جداً تحديد فرص نجاحه على المدى البعيد. والنجاح يتطلب أن يواصل الرئيس تركيز اهتمامه على الحاجة إلى كبح إيران. وستضطر إدارة ترامب إلى فحص الأجزاء الأخرى من الأحجية الشرق أوسطية وبخاصة علاقة الولايات المتحدة مع روسيا.

 

"معاريف"، 2/3/2017
مرض عُضال
عاموس غلبواع - محلل عسكري

•بعد نشر تقرير مراقب الدولة هناك ثلاث نقاط أود التطرق إليها:

1- النتيجة النهائية للعملية. وفقاً للتقرير، فإن كل الاستعدادات وطريقة تصرف الجيش الإسرائيلي والمستوى السياسي، كان يشوبها الخلل وتضمنت تقصيراً واحداً كبيراً جوهره الأنفاق. صحيح أن التقرير يبرّئ الجنود والقادة عندما يشير إلى شجاعتهم، لكنه عملياً ينتقد بشدة كل القيادة العليا في الجيش الإسرائيلي. ورسالته هي: الجيش أخفق. من المحتمل جداً أن يكون التقرير محقاً في بعض الأمور، لكن في رأيي، إن ما يحسم في نهاية الأمر هو النتيجة النهائية للحرب بناء على الهدف المركزي الذي حدده لها المستوى الأعلى الذي يتخذ القرارات. لقد كان الهدف ضرب "حماس" بقوة كي ترتدع لأطول مدة زمنية ممكنة. وقد حقق الجيش هذا الهدف. فنحن نشهد منذ عامين ونصف العام فترة من الهدوء لم يسبق لها مثيل حيال قطاع غزة. كما أنها الفترة الأكثر هدوءاً منذ سيطرة "حماس" على القطاع. في زمن الحرب ضد تنظيمات إرهابية، وكيانات إرهابية، فإن هذا هو الهدف المعقول والممكن التحقيق؛ من خلال العمل على تكبيد العدو ثمناً باهظاً قدر الإمكان. وليس الهدف إخضاع العدو نهائياً ولا تدمير قدرته على إعادة البناء، لأن معنى ذلك عدم هدوء دائم.

بالطبع هناك أهداف أخرى، هي في رأيي غير واقعية ومكلفة جداً، منها القضاء على "حماس". من المحتمل أن يأتي يوم يصبح ذلك هو الهدف نظراً إلى عدم وجود خيار آخر. لكن الثمن بالنسبة إلينا سيكون مرتفعاً جداً، والأخطر من ذلك هو ضرورة بقائنا داخل وكر دبابير متمثل في مليوني فلسطيني. وهناك ما يسمونه "خيار سياسات" و"إعادة إعمار". في رأيي هذه أضغاث أحلام ما لم تغير"حماس" جلدها، وحتى الآن ليس هناك تغير.

كما طرح ادعاء مفاده أنه حتى الآن لم يجر أي نقاش استراتيجي لمسألة ماذا نريد من قطاع غزة ومن "حماس". هذا صحيح، يجب إجراء مثل هذه النقاشات. لكن من يتذكر متى  أجرت دولة إسرائيل في كل حروبها منذ 1967 نقاشاً استراتيجياً تفصيلياً ومعمقاً في موضوع ماذا تريد إسرائيل من جيرانها؟ هل جرى نقاش قبل اتفاقات أوسلو؟ وهل جرى نقاش قبل الانفصال عن قطاع غزة؟ يبدو أن ما يجري الحديث عنه مرض عضال.

2- دور المجلس الوزاري المصغر. إن المجلس الوزاري المصغر هو في أساسه ذو طبيعة سياسية غير مهنية، وهو ليس مجلساً حربياً يضم أشخاصاً خبراء في قضايا الأمن. لذا، من الواضح أنه من غير المطلوب منه الاهتمام بموضوعات عسكرية وتكتيكية، بل بموضوعات سياسية على المستوى الاستراتيجي، والحصول على أفضل مساعدة من هيئة الأمن القومي. لكن ما العمل عندما تكون الشؤون التكتيكية والعملياتية أكثر إثارة للاهتمام. والأهم: هي جيدة للتسريب. إن أسوأ مرض يعانيه مجلس وزاري سياسي مصغر هو التسريبات. وما العجب في أن المستوى الأعلى لمتخذي القرارات في دولة إسرائيل كان على الدوام يضم عدداً محدوداً جداً من الشركاء في السر؟ 

3- الخبث والتسييس. الموضوع كله كان عرضة للتسييس وبالتالي إلى الخبث. "حماس" طوال الوقت تقول إنها انتصرت في الحرب. واليوم يأتون عندنا ويعززون موقفها. غضبي كبير على بعض السياسيين وبعض الألوية (الجنرالات) الذين يبصقون في البئر التي شربوا منها. هؤلاء على الأقل قاتلوا وساهموا كثيراً في ضمان أمن إسرائيل. لكن من جهة أخرى، لا أستطيع ألا أعبر عن ازدرائي العميق للسيدة زهافا غالئون الناشطة السياسية، التي قالت عن رئيس الأركان آنذاك بيني غانتس ووزير الدفاع موشيه يعلون وأيضاً عن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذين خاطروا بحياتهم في الجيش الإسرائيلي، إنهم "عديمو الشخصية" بسبب الطريقة التي أداروا فيها المعركة في عملية "الجرف الصامد".