مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن الهدف الرئيسي من وراء زيارته إلى موسكو هو مناقشة النفوذ الإيراني في سورية.
وأضاف نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى مراسلي وسائل الإعلام الإسرائيلية عقب الاجتماع الذي عقده مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ظهر أمس (الخميس)، أن قضية النفوذ الإيراني في سورية كانت في صلب المباحثات التي أجراها، وأنه أكد لبوتين أن التوسع الإيراني يتناقض مع المصالح المشتركة لروسيا وإسرائيل ويحول دون التوصل إلى تسوية في سورية. كما تناولت المباحثات محاولات إيران نقل أسلحة متطورة إلى حزب الله في لبنان بهدف المساس بإسرائيل.
وأشار رئيس الحكومة إلى أن إيران تسعى لإقامة ميناء وتثبيت وجودها العسكري في سورية، الأمر الذي يشكل تهديداً لأمن إسرائيل. كما أشار إلى أن طهران تستغل وجودها في سورية من أجل بناء قواعد عسكرية وتعزيز نفوذها، وأكد أنه طرح هذه القضية خلال الاجتماع مع بوتين وشدّد على أن ممارسات إيران في سورية تقوض الاستقرار في المنطقة وتهدده، وعلى أن إسرائيل لن تقبل ذلك.
وقال نتنياهو إنه أوضح لبوتين أن إسرائيل لا تعارض التوصل إلى تسوية في سورية لكنها تعارض بشدة احتمال بقاء قوات عسكرية إيرانية أو تابعة لها في سورية في إطار تلك التسوية.
وأعرب نتنياهو عن اقتناعه بأن طرح هذا الملف بشكل مباشر مع روسيا ومناقشته وجهاً لوجه مع الرئيس بوتين يساهم في دعم الموقف الإسرائيلي.
وبحث نتنياهو مع بوتين سلسلة من الملفات الاقتصادية وقضايا ثنائية أخرى. وطرح قضية جثتي الجنديين الإسرائيليين أورون شاؤول وهدار غولدين والمواطنين الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة "حماس"، وطلب من الرئيس الروسي أن يساعد في الإفراج عنهم.
وقال نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع مع الرئيس الروسي، إن زياراته المتكررة إلى موسكو تعكس صداقة حقيقية وتوطيد العلاقات الاقتصادية والتكنولوجية والسياحية والثقافية أيضاً من خلال الجسر الحي وهو مليون مواطن إسرائيلي يتحدثون الروسية.
وأضاف نتنياهو أن أحد الأمور التي يحاربها البلدان معاً هو الإرهاب الذي يمارسه الإسلام المتطرف. وأشار إلى أنه خلال العام المنصرم تم تحقيق تقدم ملموس في مكافحة الإرهاب السني المتطرف الذي يقاد من قبل "داعش" والقاعدة ولروسيا مساهمة مهمة جداً في ذلك. وأكد أنه من البديهي أننا لا نريد استبدال هذا الإرهاب بالإرهاب الشيعي المتطرف الذي تقوده إيران.
وتطرّق نتنياهو إلى مناسبة حلول عيد المساخر اليهودي [بوريم] هذه الأيام، فقال إنه كانت هناك محاولة غير ناجحة في فارس القديمة قبل 2500 عام لتدمير الشعب اليهودي وهو ما يتم إحياء ذكراه في هذا العيد، واليوم هناك محاولة أخرى من قبل وريثة فارس إيران لتدمير دولة اليهود حيث يقول الإيرانيون ذلك بأوضح شكل ويكتبونه على صواريخهم البالستية. وأشار إلى أن إسرائيل هي دولة لها جيش وهي قادرة على الدفاع عن نفسها لكن التهديد الذي يشكله الإسلام المتطرف الشيعي ليس موجهاً إليها فقط بل أيضاً إلى المنطقة وإلى السلام العالمي.
وعاد نتنياهو مساء أمس إلى إسرائيل في نهاية زيارته إلى موسكو.
نفت روسيا تقارير إعلامية تحدثت عن موافقتها على قيام إسرائيل بتنفيذ عمليات عسكرية ضد حزب الله من الأجواء السورية.
وقال الناطق بلسان الرئيس الروسي ديمتري بيسكوف أمس (الخميس)، إنه لا صحة للتقارير الاعلامية التي تتحدث عن ذلك، وشدّد على أن هذا الموضوع لم يطرح في سياق الاتصالات الروسية - الإسرائيلية كما أنه غير وارد على الإطلاق.
وكان وزير السياحة الإسرائيلي زئيف إلكين [الليكود] الذي رافق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو خلال زيارته إلى روسيا قال في سياق مقابلة أجرتها معه الإذاعة الإسرائيلية العامة ["ريشت بيت"] أمس، إن المحادثات التي يجريها رئيس الحكومة في موسكو مهمة للغاية. وأضاف أن موسكو تتيح لإسرائيل الحرية التامة في المجال الجوي السوري في كل ما يتعلق بمتابعة نشاطات حزب الله.
وشدد إلكين على أن الروس يسمحون لإسرائيل بعمل كل ما هو مطلوب.
قال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان [رئيس "إسرائيل بيتنا"] الذي يقوم بزيارة إلى الولايات المتحدة، إنه يعارض اتخاذ أي خطوات أحادية تتعلق بالفلسطينيين من دون تنسيق مع الأميركيين بما في ذلك ضم أراض في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] إلى إسرائيل.
وكرّر ليبرمان في سياق مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي ["غالي تساهل"] أمس (الخميس)، أن هناك 2,7 مليون فلسطيني في يهودا والسامرة وفي حال ضمهم سيمنحون الإقامة الدائمة مما سيكلف خزانة الدولة دفع نحو 20 مليار شيكل لهم كامتيازات اجتماعية فقط.
وعلى الصعيد الداخلي قال وزير الدفاع إنه لا يرى في الوقت الراهن أي احتمال لتبكير موعد الانتخابات العامة.
سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية أمس (الخميس) بنشر نبأ قيام الجيش الإسرائيلي بالتعاون مع جهاز الأمن العام ["الشاباك"] أخيراً باعتقال الشاب يوسف سويلم (23 عاماً) من سكان قلقيلية بشبهة الانضمام إلى منظمة حزب الله والتخطيط لارتكاب اعتداءات بما في ذلك خطف جنود من الجيش الإسرائيلي ونقلهم إلى الأراضي اللبنانية.
وذكر بيان صادر عن جهاز "الشاباك" أن التحقيقات مع سويلم دلت على أن التواصل بينه وبين حزب الله تم من خلال موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، حيث تلقى تعليمات بتصوير قاعدة للجيش الإسرائيلي وجمع معلومات عنها وعن حواجز عسكرية ومواقع في البلدة القديمة من القدس.
من ناحية أخرى أعلنت قيادة الجيش الإسرائيلي أمس أنه بسبب قرب حلول عيد المساخر [بوريم] لدى اليهود سيفرض اعتباراً من منتصف الليلة المقبلة طوق أمني شامل على يهودا والسامرة [الضفة الغربية] يستمر حتى منتصف ليلة الأحد ـ الاثنين المقبلة، كما سيتم إغلاق المعابر في قطاع غزة.
اعتقلت الشرطة الإسرائيلية أمس (الخميس) 15 عاملاً فلسطينياً في قرية يركا الدرزية [الجليل] بسبب عدم وجود تصاريح عمل بحيازتهم. وقالت مصادر مسؤولة في الشرطة إنه سيتم تقديم لوائح اتهام بحق ستة منهم يوم الأحد المقبل. كما تم اعتقال أحد سكان القرية بشبهة توفير مبيت لهؤلاء العمال في بيته. وجرى الإفراج عنه لاحقاً بقيود مشددة.
وقالت شرطة لواء الشمال إنها اعتقلت منذ مطلع الأسبوع الحالي 80 فلسطينياً من الضفة الغربية دخلوا إلى الأراضي الإسرائيلية من دون أن تكون بحيازتهم تصاريح عمل. وأضافت أن معظم هؤلاء اعتقلوا في ورشات للبناء ومخابز. واعتقل أيضاً 21 شخصاً بشبهة تشغيلهم ونقلهم بسيارات وتوفير المبيت لهم.
رفضت المحكمة الإسرائيلية العليا أمس (الخميس) خمسة طلبات التماس قُدمت إليها وتتعلق بالتحقيقات الجارية مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو حول قضايا فساد.
وأكد مقدمو هذه الطلبات أنه لا يجوز للمستشار القانوني للحكومة أفيحاي مندلبليت أن يتخذ بمفرده القرارات بهذا الشأن نظراً إلى أنه كان يشغل منصب سكرتير الحكومة وقت وقوع الأحداث التي يتم التحقيق فيها.
وقالت ممثلة النيابة العامة للدولة خلال مناقشة هذه الطلبات إن الملتمسين يحاولون إدارة هذه التحقيقات بدلاً من السلطات المختصة التي تقوم بذلك.
•قبل قرابة الشهر، في 12 شباط/فبراير قام رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون بزيارة رسمية إلى القاهرة أجرى خلالها عدة مقابلات مع الإعلام المصري. وعون الذي انتخب رئيساً بعد صراع مستمر كانت فيه الغلبة لإيران وحزب الله، تطرق إلى حقيقة أن الحزب الشيعي وهو الميليشيا اللبنانية الوحيدة التي ترفض علناً التخلي عن سلاحها، قائلاً: "إن حزب الله يشكل جزءاً كبيراً من الشعب اللبناني، وما دامت إسرائيل تحتل أراض من لبنان وتطمع بثرواته الطبيعية، وطالما لا يملك الجيش اللبناني القوة الكافية لمواجهة إسرائيل، فإن سلاح حزب الله ضروري، هو يكمل عمل الجيش ولا يتناقض معه". وأضاف: "إنه جزء أساسي في الدفاع عن لبنان".
•وفقاً لما كتبه العميد (في الاحتياط) آسف أوريون من معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب، فإن كلام عون كشف الستار وأزال القناع رسمياً عن حقيقة لبنانية معروفة لكن الدبلوماسية الغربية تحاول كالعادة طمسها. فقد ألغى الرئيس اللبناني التمييز بين الدولة ذات السيادة وحزب الله، وبذلك فهو يتحمل رسمياً المسؤولية عن عمليات حزب الله بما فيها تلك الموجهة ضد إسرائيل". ونتج عن تصريحات عون خطوات تجري على الأرض، فقد ادّعى وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان هذا الأسبوع في جلسة عقدتها لجنة الخارجية والأمن في الكنيست أن الجيش اللبناني يشكل اليوم "وحدة إضافية في منظومة حزب الله".
•ماذا يعني ذلك بالنسبة للرد الإسرائيلي ضد حزب الله في حال نشبت حرب جديدة في الجبهة الشمالية؟ قبل ثلاثة أسابيع تطرقنا في هذا المكان إلى الصعوبة الأساسية التي ستواجه الجيش الإسرائيلي في لبنان، أي القدرة المحدودة على مواجهة خطر الصواريخ ذات المسار المنحني، الموجهة ضد السكان المدنيين في إسرائيل وضد البنية التحتية الاستراتيجية في الجبهة الداخلية. في الجبهة الجنوبية حيث لا يملك سلاح الجو رداً هجومياً شاملاً على الصواريخ، تكفي المنظومات الاعتراضية وفي مقدمتها القبة الحديدية، للتصدي للجزء الأكبر من إطلاق الصواريخ. أما في الشمال حيث يستطيع حزب الله إطلاق أكثر من ألف صاروخ يومياً خلال القتال، يبدو أن الرد الهجومي جزئي والرد الدفاعي محدود.
•إن تقرير مراقب الدولة بشأن الجرف الصامد لم يعد يحتل العناوين الأولى للصحف بعد أيام قليلة من صدوره، لكن الصعوبات التي ستواجهها إسرائيل في مواجهات مستقبلية في غزة وخاصة في لبنان، ما تزال على حالها. بشأن هذه النقطة بالذات من المفيد الاستماع إلى موقف عضو المجلس الوزاري المصغر الوزير نفتالي بينت، الذي تبنى مراقب الدولة وجهة نظره في خلافه مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في قضية الأنفاق الهجومية في القطاع. وبينما يبدو بينت على الصعيد السياسي متحمساً لفرض وقائع أحادية على الأرض حتى لو بثمن محتمل هو الدخول في مواجهة مع دول أوروبية وإحراج إدارة ترامب، فإن مواقفه في المسائل العسكرية أكثر تعقيداً. وأكثر من مرة يعبر عن شكوكه في المواقف التي تقدمها القيادة الأمنية ويرفض تبني رؤيتها كخلاصة لا يمكن الاعتراض عليها.
•هذا الأسبوع قال بينت لصحيفة "هآرتس": "إن ملاحقة مطلقي الصواريخ خلال الحرب هو تقريباً مهمة مستحيلة- وأنا أقول هذا بصفتي خبيراً في اصطياد الصواريخ". في حرب لبنان الثانية [حرب تموز/يوليو 2006] كان بينت ضابطاً في الاحتياط وتولى قيادة قوة من وحدة النخبة التي أرسلت إلى عمق الأراضي في جنوب لبنان وعمل على مطاردة خلايا مطلقي الصواريخ في حزب الله. يقول: "عندما كنا نتحرك في منطقة معينة، كان إطلاق الصواريخ منها يتضاءل، لكن الخلايا المسؤولة عن إطلاق الصواريخ كانت ببساطة تتحرك قليلاً إلى الوراء شمالاً".
•منذ ذلك الحين مرّ 11 عاماً تعلم حزب الله خلالها كيف يستعد للمعركة بصورة أكثر تطوراً. وأضاف: "لقد نقل الحزب مطلقي الصواريخ من المحميات الطبيعية ومن المواقع في الأماكن المفتوحة، إلى داخل المناطق المبنية والكثيفة سكانياً. لا تستطيع محاربة الصواريخ بالملاقط. وإذا لم تصل إلى البيت الذي يوجد فيه مطلق الصواريخ نفسه، فإنك لن تكون فعالاً- وعدد المنازل التي يجب الوصول إليها كبير جداً".
•وتابع: "بعد تسريحي من الخدمة العسكرية قرأت جميع ما كُتب عن هذه الحرب. وأدركت متأخراً أن الحدث الأبرز فيها جرى في اليوم الأول منها عبر المحادثة الهاتفية التي جرت بين إيهود أولمرت وكونداليزا رايس". فقد طلبت مستشارة الأمن القومي للرئيس بوش من رئيس الحكومة عدم المس بالبنية التحتية للدولة اللبنانية واستجاب هو لطلبها. وفي رأي بينت أدى ذلك إلى القضاء على احتمال انتصار إسرائيل في هذه الحرب.
•يقول بينت: "يقدم لبنان نفسه كدولة تريد العيش بهدوء ولا تملك أي تأثير على أعمال حزب الله. لكن حالياً الحزب ممزوج بلبنان الدولة ذات السيادة، فهو جزء من السلطة، وبحسب رئيس الجمهورية اللبنانية، هو جزء من قواتها الأمنية. لقد خسر الحزب حقه في أن يكون تنظيماً مارقاً".
•في رأي بينت إن هذه النظرة يجب أن تشكل موقف إسرائيل الرسمي. وتابع: "المؤسسات اللبنانية، والبنى التحتية، المطار، محطات الطاقة، وطرق المواصلات، وقواعد الجيش اللبناني- كل هذا يجب أن يكون أهدافاً مشروعة للهجوم إذا نشبت الحرب. ويجب أن نقول هذا للبنانيين وللعالم منذ الآن. وإذا أطلق حزب الله صاروخاً على الجبهة الداخلية في إسرائيل، فإن هذا يجب أن يعني إعادة لبنان إلى زمن العصور الوسطى". ويتابع: "الحياة في لبنان حالياً ليست سيئة بالمقارنة بما يحدث في سورية. يجب على مواطني لبنان بمن فيهم السكان الشيعة أن يفهموا أن هذا ما ينتظرهم إذا ورطهم الحزب لاعتبارات خاصة به أو بطلب من إيران".
•إلى جانب ذلك، يوضح بينت أن هذا لا يعني بالضرورة خطة حرب قريبة، بل تحديداً محاولة للحؤول دون نشوب معارك إضافية. ويضيف: "إذا صرحنا ونشرنا هذه الرسالة بطريقة عدائية بما فيه الكفاية منذ الآن، فمن المحتمل أن نتمكن من منع حرب مقبلة. والأكيد ليست لدينا أي نية لمهاجمة لبنان". وفي رأيه إذا نشبت الحرب على الرغم من هذا كله، فإن هجوماً مكثفاً على البنية التحتية المدنية، مقابل عمليات أخرى يقوم بها الجيش جواً وبراً، سيسرع في التدخل الدولي وبالتالي سيقصر أمد الحرب. ويتابع: "إن هذا سيدفعهم إلى وقف سريع للقتال- ومن مصلحتنا أن تكون الحرب قصيرة قدر الإمكان. حتى الآن لم أقل هذه الأمور علناً، لكن من المهم أن نبدأ في تمرير الرسالة وأن نستعد منذ الآن لمعالجة النواحي القانونية والدبلوماسية. وهذه هي الطريقة الأفضل لمنع وقوع حرب".
•إن وجهة النظر التي يعرضها بينت ليست جديدة تماماً، ففي العام 2008 أي بعد عامين على الحرب الأخيرة في لبنان، عرض قائد المنطقة الشمالية آنذاك (ورئيس الأركان اليوم) غادي أيزنكوت "عقيدة الضاحية"، وتحدث عن تدمير هائل للمباني في المناطق المؤيدة لحزب الله (كما جرى على نطاق صغير في مربع الضاحية الشيعية في بيروت خلال الحرب)، وذلك كأداة ردع للحزب من أجل تقصير أمد الحرب. في تلك السنة اقترح اللواء (في الاحتياط) غيورا أيلاند ضرب البنى التحتية الحكومية في لبنان خلال الحرب، لكن حتى الآن لم يجر تبني وجهة النظر هذه كسياسة إسرائيلية لا علناً ولا سراً.
•تكشف تصريحات بينت محاولة عضو بارز في المجلس الوزاري المصغر (ومنافس سياسي بارز لنتنياهو) لتحويل وجهة النظر هذه إلى سياسة رسمية. وفي الواقع، فإن حالة التعادل التي حققتها إسرائيل في القتال في غزة في عملية الجرف الصامد أقنعت بينت بصحة وجهة نظره. فهناك أيضاً وافقت "حماس" على وقف إطلاق النار بعد 51 يوماً من القتال وبعد أن دمر سلاح الجو أبراجاً سكنية كان يقطنها كبار مسؤولي الحركة.
•على الرغم من أن اللقاء بين نتنياهو وبوتين حظي باهتمام أقل في الصحف من لقاء رئيس الحكومة مع ترامب، إلا إنه لقاء لا يقل أهمية بل قد يكون أكثر أهمية. في الفترة الأخيرة زاد الأميركيون تدخلهم في محاربة داعش في سورية، وأرسلوا إلى هناك قوات برية- بصورة خاصة من أجل التوسط بين التنظيمات التي يمولونها- لكن حديث نتنياهو مع بوتين، على الرغم من أنه جرى تنسيقه مع ترامب، فهو بمثابة الحديث مع المسؤول الأول عما يجري في سورية.
•بعد مرور ست سنوات على الحرب في سورية، التي لم تنته بصورة نهائية بعد، فإنه يمكن القول بثقة إن المنتصر فيها هو بوتين وإيران وحزب الله اللذان ذهبا حتى النهاية في القتال إلى جانب الأسد، كلٌ لأسبابه الخاصة. لكن نتنياهو ليس الوحيد الذي يزور بوتين في هذه الأيام، ففي نهاية الشهر سيصل إلى روسيا أردوغان وروحاني أيضاً.
•من المحتمل أن نتنياهو يعرف شيئاً نحن لا نعرفه بشأن حظوظ تسوية سياسية في سورية، في وقت قريب مع بدء عهد ترامب. لكن يمكن الجزم بأن الإيرانيين في موازاة القتال الذي لا يزال مستمراً، بدأوا بتسجيل وقائع على الأرض وتوزيع الغنائم.
•لقد وظفت إيران موارد كبيرة في سورية، سواء بصورة مباشرة أم من طريق حزب الله. وهي دفعت ثمناً باهظاً وتعرضت للنقد الداخلي، وهي تنتطر أجراً مقابل ما فعلته. والمطالبة بمرفأ بحري هو فقط نموذج واحد. فالإيرانيون لن يتخلوا بسهولة عن وجودهم ونفوذهم في سورية: العسكري والسياسي والاقتصادي والديني.
•وحتى بوتين يعرف ذلك، لكن نتنياهو يعرف أيضاً أن بوتين ليس متحمساً لذلك. فالروس أيضاً يريدون استرجاع ما استثمروه في سورية على شكل نفوذ إقليمي ومصالح اقتصادية. من جهة أخرى، ثمة أمر أثبته بوتين هو أنه بخلاف الأميركيين يقف إلى جانب حلفائه.
•إن إدارة الوضع في سورية مهمة دبلوماسية معقدة وتتطلب براعة من جهة وصرامة من جهة أخرى. لقد أعد نتنياهو الأرضية لهذه اللحظة المنتظرة من خلال عملية إعادة الحرارة إلى العلاقات مع بوتين والتأسيس لدينامية تنسيق عسكري بدأ تطبيقها في عهد أوباما، عندما كان واضحاً أن التدخل الروسي في سورية يزداد عمقاً بحيث تحول إلى سيطرة أمر واقع.
•من الواضح أن بوتين معنيّ بالمحافظة على علاقات جيدة مع إسرائيل- القوة العظمى الإقليمية وحيث يوجد جمهور روسي كبير- لكن الواقع في سورية الجديدة يمكن أن يصبح استفزازياً جداً بالنسبة إلى إسرائيل. والواقع الذي كان سائداً في السنوات الأخيرة مثل انهيار الجيش السوري وانشغال حزب الله بسورية وليس بنا، يمكن أن يتغير.
•إذا لم نوقف المسار الحالي، فإن سورية يمكن أن تتحول إلى دولة حيث تكون مناطق بأكملها خاضغة لسيطرة أمر واقع من جانب الحرس الثوري الإيراني وحزب الله. وهذا تطور خطر جداً، ويبدو أن نتنياهو يدرك أن منع حدوث ذلك يجب أن يكون في رأس أولويات إسرائيل السياسية.