مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قال رئيس تحالف "المعسكر الصهيوني" زعيم المعارضة عضو الكنيست يتسحاق هيرتسوغ إن الاجتماعات التي شارك فيها برفقة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مع قادة عرب كان من الممكن أن تغير وجه الشرق الأوسط، وأكد في الوقت عينه أن المتشددين في حزب الليكود نجحوا في نهاية المطاف في نسف هذه المبادرة.
وجاءت أقوال هيرتسوغ هذه في سياق مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي ["غالي تساهل"] أمس (الاثنين) في إثر قيام صحيفة "هآرتس" بنشر نبأ يفيد أن نتنياهو وهيرتسوغ عقدا السنة الفائتة اجتماعاً سرياً مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة خُصّص لمناقشة الجهود الرامية إلى استئناف مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
وأكد هيرتسوغ نبأ عقد اجتماعات مع قادة عرب، وأشار إلى أنه كان جزءاً من عملية أثمرت عن وثيقة كان من الممكن أن تغير وجه الشرق الأوسط. وأضاف أن نتنياهو قال للقادة العرب خلال هذه الاجتماعات أموراً لا يقولها للجمهور الإسرائيلي لكنه رفض الخوض في التفاصيل.
وتابع هيرتسوغ أن هذه الاجتماعات جاءت بينما كان نتنياهو يجري اتصالات مكثفة معه تهدف إلى ضم تحالف "المعسكر الصهيوني" إلى الائتلاف الحكومي وإقامة حكومة وحدة قومية، وأشار إلى أنه بعد أن قام نتنياهو بضم أعضاء متشددين من حزبه إلى محادثات تشكيل حكومة الوحدة انهارت هذه المحادثات.
وكانت "هآرتس" نشرت أمس أن نتنياهو وهيرتسوغ اجتمعا سرّاً مع الرئيس المصري السيسي في القاهرة في نيسان/ أبريل 2016. وأضافت أن هذا الاجتماع عقد بعد مرور نحو شهرين على القمة الرباعية السرية في العقبة التي شارك فيها كل من السيسي ونتنياهو والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ووزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري.
ووفقاً للصحيفة توجه مسؤولون كبار في الشرق الأوسط وجهات دولية كذلك بشكل مباشر إلى هيرتسوغ بهدف الدفع قدماً بمبادرة السلام العربية، وفي إثر هذه التوجهات بدأ هيرتسوغ بإجراء محادثات مع نتنياهو لانضمام حزبه إلى الحكومة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في أيار/ مايو 2016، بعد وقت قصير من ذلك الاجتماع الثلاثي، دعا السيسي في خطاب استثنائي أثناء مراسم افتتاح محطة توليد الطاقة في مصر، الفلسطينيين والإسرائيليين إلى استغلال الفرصة العملية والكبيرة وحثهم على التوصّل إلى اتفاق سلام لوضع حد للصراع بين الجانبين، كما دعا أحزاباً إسرائيلية إلى التوصل إلى اتفاق وطني لبلورة تسوية مع الفلسطينيين.
كما أشارت إلى أن محادثات ضم هيرتسوغ إلى الحكومة باءت بالفشل وبدلاً من ذلك ضم نتنياهو حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة أفيغدور ليبرمان الذي تولى منصب وزير الدفاع
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أمس (الاثنين) إن المعلومات الاستخباراتية الحساسة التي كشفها الرئيس الأميركي دونالد ترامب للجانب الروسي خلال الاجتماع الذي عقده مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في البيت الأبيض الشهر الفائت، جمعتها وحدة حرب إلكترونية إسرائيلية اخترقت خلية لصناعة المتفجرات تابعة لتنظيم "داعش".
وكانت تقارير سابقة حول مصدر هذه المعلومات أشارت إلى أن هذا المصدر هو جاسوس إسرائيلي اخترق التنظيم، وأن تسريب ترامب للمعلومات قد يكون عرض حياته للخطر.
كما أشارت هذه التقارير إلى أن المعلومات أفادت أن "داعش" خطط لاستخدام حواسيب نقالة متفجرة لإسقاط طائرات. وأضافت أن قراصنة إسرائيليين اخترقوا خلية تابعة لـ"داعش" تعمل في صنع المتفجرات تمكنوا من العثور على تفاصيل التصميم. وأوضحت أنه بعد الحصول على هذه المعلومات، حظرت السلطات الأميركية في وقت سابق من السنة الحالية حمل حواسيب نقالة على متن الطائرات المتجهة إلى الولايات المتحدة من 10 دول إسلامية.
وأكدت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس أن هذه المعلومات كانت حول خطة لإخفاء قنابل داخل بطاريات حواسيب نقالة بطريقة تخدع أجهزة كشف الأمن في المطارات.
وأثار تسريب ترامب لهذه المعلومات الغضب في مؤسسة الاستخبارات الإسرائيلية ما أدى الى نداءات من طرف البعض لتقليص التعاون الاستخباراتي مع الولايات المتحدة.
واعترف ترامب بأنه قدم المعلومات للروس وأكد أن لديه الحق في القيام بذلك.
ذكرت مصادر مسؤولة في قيادة الجيش الإسرائيلي أنه تم إقصاء جندي اسرائيلي من منصبه في وحدة "ماجلان" الخاصة التي كان يخدم فيها بسبب فراره من أمام فتاة فلسطينية بعد أن طعنته بالقرب من مستوطنة "مفو دوتان" في شمال يهودا والسامرة [الضفة الغربية].
وأضافت هذه المصادر أنه يوم الأول من حزيران/ يونيو الحالي اقتربت الفتاة الفلسطينية نوف انفيعات (16 عاماً) من قرية يعبد بالقرب من جنين من الجندي المذكور وقامت بسحب مفك ومهاجمته ما أدى إلى إصابته بجروح طفيفة، ولاذ الجندي بالفرار من الفتاة التي لحقت به بينما قام جندي آخر بإطلاق النار عليها مما أدى إلى إصابتها بجروح خطرة توفيت لاحقاً متأثرة بها.
وقالت المصادر نفسها إنه بعد التحقيق في الحادث، قرر قائد وحدة "ماجلان" طرد الجندي من منصبه العسكري في الوحدة من جراء عدم عمله على كبح الفتاة كما يتوقع منه كجندي مقاتل في الجيش الإسرائيلي.
وتعتبر وحدة "ماجلان" جزءاً من كتيبة الكوماندوس في الجيش الإسرائيلي، وهي مكلفة بتنفيذ عمليات داخل أراضي الدول المُعادية. وتم إنشاؤها في ثمانينيات القرن الفائت لكن لم يُكشف عن وجودها لمدة 20 عاماً. وخدم في هذه الوحدة عدد من كبار ضباط الجيش الإسرائيلي، كما خدم فيها وزير التربية والتعليم الإسرائيلي نفتالي بينت [رئيس "البيت اليهودي"] وعضو الكنيست موتي يوغيف من "البيت اليهودي" كذلك.
•تتعرض "حماس" لضغط من ثلاثة جهات مختلفة. الضغط الأول والأهم مصدره قطر، التي يُطلب منها قطع علاقاتها مع "حماس" وطرد بعض قادتها، ومن المحتمل أن تضطر القيادة كلها إلى مغادرة قطر. بالإضافة إلى ذلك، إذا أوقفت قطر مساعدتها الاقتصادية لقطاع غزة نتيجة لذلك الضغط، فسيخسر سكان القطاع وحركة "حماس" العنصر الأساسي المساعد لهما خلال السنوات الأخيرة.
•المكون الثاني في الضغط مصدره قرار أبو مازن. فالرواتب التي تدفعها السلطة إلى من تعتبرهم أخصامها في قطاع غزة ستخفض أو هي خفضت بصورة كبيرة، وهذا التقليص للرواتب سيؤثر كثيراً في الوضع الاقتصادي. وقرر أبو مازن أيضاً التوقف عن دفع المال لتغطية كلفته مقابل قسم كبير من الكهرباء التي يستهلكها القطاع، ونتيجة لذلك قرر المجلس الوزاري المصغر في القدس تقليص كميات الكهرباء التي تُنقل من إسرائيل إلى غزة. وسيؤدي ذلك إلى زيادة ساعات تقنين الكهرباء في غزة خلال معظم ساعات اليوم.
•لا يوجد أي بديل للكهرباء الإسرائيلية، لأن مصر أيضاً لا تسمح بنقل المزيد من الكهرباء [إلى غزة]؛ ولا يوجد بديل عن الرواتب، لأنه لا أحد يمكن أن يحل محل السلطة الفلسطينية في هذا الشأن؛ ولا يبدو أن هناك من سيحل محل قطر إذا اضطرت هذه الأخيرة إلى وقف تقديم مساعداتها الاقتصادية. وسينتج عن ذلك ضغط كبير على القطاع عامة وعلى "حماس" خاصة لكونها من يتحمل المسؤولية في غزة.
•إن هذا نموذج كلاسيكي لوضع لا يوجد فيه بالنسبة إلى إسرائيل "قرار جيد".
•فمن جهة هناك مصلحة كبيرة جداً لإسرائيل بالضغط على "حماس" من أجل إرغامها على التنازل عن زيادة قوتها.
•ولكن من جهة أخرى، كلما أخذ الوضع الداخلي في القطاع بالتدهور ولم يعد لـ"حماس" ما تخسره، ازداد في غزة خطر انفجار العنف الذي سيتوجه ضد إسرائيل وليس ضد "حماس". ما هو التوازن الصحيح بين الضغط على "حماس" واستمرار بناء غزة وإعطاء أمل لسكانها - الأمر ليس واضحاً البتة. كيف يمكن أن نضغط من دون أن نتسبب بانفجار؟ إن هذا بمثابة فن، ومن الصعب جداً إعطاء نصائح.
•من الواضح تماماً، أنه منذ اللحظة التي سيؤثر فيها الضغط الثلاثي - كهرباء أقل، ورواتب أقل، ومساعدة اقتصادية أقل، فإن قطاع غزة سيتحول إلى منطقة حساسة جداً. ويتعين علينا أن نأخذ هذا في الاعتبار.
•خلال الزمن القصير الذي مرّ منذ نشر اقتراح البروفسور آسا كَشير بشأن "مدونة أخلاقيات للسلوك المناسب في مجالات التطابق بين النشاطات الأكاديمية والنشاطات السياسية"، برزت انتقادات كثيرة لهذا الاقتراح. وبالفعل، هذا اقتراح مرفوض رفضاً كلياً. وهو يهدد الحرية الأكاديمية وحرية التعبير، ويحتوي على أسس جدانوفية [نسبة إلى السياسي السوفياتي أندريا جدانوف 1896- 1948، ويُنسب إليه منهج سياسي أيديولوجي اشتراكي متشدد وضع ضوابط على عمل الكتّاب والعلماء والفنانين] ومكارثية. كما ينطوي الاقتراح على خطر كبير ليس فقط على الحياة الأكاديمية، بل على المجتمع الإسرائيلي بأكمله. وعلى الرغم من ذلك، يجب أن نتحدث ليس فقط عن ضرره العام، بل أيضاً عن مضمونه المرتبط بما يُعتبر "سياسياً".
•لنتخيل محاضراً يقول لطلابه إن إسرائيل دولة ديمقراطية - أو يهودية ديمقراطية - تجسّد الرؤيا الصهيونية، وإن إعلان الاستقلال والقوانين الأساسية يشكلان قاعدة لدفاع فعال عن حقوق المواطن فيها. في الوضع الحالي- إذا جرى تبني مدونة الأخلاقيات التي اقترحها كشير- فلن يتهم أحد المحاضر بأن كلامه يمكن أن يفسر"بصورة طبيعية كنشاط سياسي".
•في المقابل، لنتخيّل محاضراً آخر يقول لتلامذته إنه بسبب الاحتلال العسكري وباسمه تجري السيطرة على ملايين الناس مجردين من الجنسية، وإن إسرائيل لا تلتزم بالمعايير الأساسية للديمقراطية، أو على الأقل هناك شك كبير في ديمقراطيتها. وإذا قال هذا المحاضر أيضاً إنها أُقيمت في سياق نهب الشعب الفلسطيني ونكبته، وحالياً، على الرغم من البند الذي ينص على المساواة في وثيقة الاستقلال، وعلى الرغم من قوانين الأساس، فإن إسرائيل هي دولة "أتنوقراطية" وليست دولة ديمقراطية، فهذا المحاضر سيعتبر أنه يتعاطى السياسة خلال عمله التدريسي، وإذا جرى تبني مدونة الأخلاقيات فإنه قد يتعرض إلى إجراءات تأديبية.
•إن فرض القيود على تعليم يُعتبر سياسياً يشتمل على انحياز واضح لصالح الأمر الواقع (الستاتيكو) الذي لا يعتبر سياسياً بل حيادياً. وهذا الانحراف يمكن أن يؤثر في موضوعات أخرى. على سبيل المثال، فالمحاضر الذي يبحث في سبل حماية حرية الملكية والاتفاقات والدفاع عنهما لضمان الحريات في المجتمع، على الأغلب لن يُعتبر أنه يتطرق إلى السياسة. وفي المقابل، محاضر يبحث هذه المسألة ليظهر أن حرية الملكية والاتفاقات هي جزء من النظام الرأسمالي الذي يحافظ على عدم مساواة اقتصادية، يمكن أن يتهم بالعمل السياسي وبنشر أفكار ماركسية.
•إن التعليم الجيد لا يمكن أن يكون موجهاً، ويجب أن يحرص دائماً على عرض الأوجه المختلفة في كل نقاش. لكن في الواقع الحالي، فإن عرض وجهة نظر واحدة فقط من الرواية لا يعتبر على الأغلب عملاً سياسياً إذا كانت هذه الوجهة تتماهى مع الوضع القائم، بينما يُعتبر مجرد عرض وجهة نظر أخرى من الرواية عملاً سياسياً. إن جزءاً أساسياً من التفكير النقدي ضروري، ليس فقط للحياة الأكاديمية بل للمجتمع بأسره، يعني طرح أسئلة وإثارة شك حين تتطلب الحاجة. لكن إثارة مثل هذا الشك يعتبر كلاماً سياسياً، بينما عدم إثارة الشك في الوضع القائم لا يعتبر كذلك.
•من أجل هذه الأسباب يشعر أنصار حركة "إيم ترتسو" [بالعربية "إذا شئتم" وهي حركة يمينية قومية متشددة معادية للعرب]، بفرح غامر حيال مدونة كَشير. وهم يدركون أن تطبيقها سيفرض التمييز بين ما يعتبر سياسياً وغير سياسي. بناء على ذلك، من الخطأ أن نفهم المدونة التي هي نتاج شاكيد وبينت فقط من خلال الضرر الذي يمكن أن تلحقه بحقوق الإنسان، ويجب أن نفهم هذه المدونة كجزء من تطبيع الوضع القائم وجعله الإمكانية الوحيدة.
•يجب رمي مدونة الأخلاقيات هذه في سلة المهملات. وحتى لو جرى ذلك فإن الضرر قد حدث، ومجرد تقديمها على أنها "روح القائد" يشكل عاملاً خطراً يمكن أن يكون له تأثير سلبي يمنح شرعية للمكارثية.
•حذّر جهاز الأمن الإسرائيلي العام ["الشاباك"] أخيراً من أن الإرهاب اليهودي المسياني - الفوضوي الذي يسعى إلى تقويض الدولة الصهيونية بدأ يرفع رأسه من جديد. وأشار الجهاز إلى أنه خلال الشهرين الأخيرين فقط تم تسجيل 8 عمليات سرية لهذا الإرهاب اليهودي داخل الخط الأخضر والضفة الغربية: في القرى العربية في وادي عارة، وقرية الناعورة في الشمال، وفي القدس والقرى الفلسطينية القريبة من مستوطنة يتسهار. ويدور الحديث حتى الآن حول عمليات إضرار بالممتلكات وإحراق سيارات وكتابة شعارات قومية متطرفة على الجدران. وبالإضافة إلى ذلك سجلت عشرات الاحتكاكات من طرف إرهابيين يهود مع الجنود والشرطة ومع السكان الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين، انتهى بعضها بوقوع إصابات.
•في السنتين الأخيرتين كانت عناصر هذا الإرهاب اليهودي في حالة شلل شبه تامة، فبعض القادة ومنفذي العمليات تم إيداعهم في السجن، والبعض الآخر تم إبعادهم. ولكن منذ إخلاء بؤرة "عمونه" الاستيطانية غير القانونية في شباط/ فبراير الفائت زاد نشاط الإرهاب اليهودي. ولا شك في أن حديث جهاز "الشاباك" عن تصعيد في الإرهاب اليهودي يعيد إلى الأذهان الموجة السابقة من هذا الإرهاب التي وصلت إلى ذروتها في تموز/ يوليو 2015 لدى إحراق عائلة دوابشة في قرية دوما [قضاء نابلس].
•بحسب التعريفات المهنية لدى "الشاباك"، فإن هذا الإرهاب اليهودي موجود الآن في ما يسمى "المرحلة الثالثة" من سلم التصعيد. وقد تمثلت المرحلة الأولى منه في ممارسة العنف بالقرب من المستوطنات، وكان شعارها أنه "في الأماكن التي يعيش فيها المستوطنون لا يسمح بأن يمر أمام ناظريهم أي عدو"- شرطة، جنود، فلسطينيون أو نشطاء السلام واليسار. وكلّ من يمر هناك يكون عرضة لتلقي الضربات. وعمل القلب النابض لهذا الإرهاب اليهودي المتجدد في مركزين: الأول في مستوطنة يتسهار حيث تم تأسيس جماعات "جباية الثمن"، والثاني بين مجموعات "شبيبة التلال" التي خرجت منها جماعات عنيفة تعيش في بؤر استيطانية غير قانونية في مناطق بنيامين وغئولات تسيون ورمات مغرون. ومن هذه الجماعات خرجت النواة الصلبة لـ"جماعة التمرد" برئاسة مئير إتينغر حفيد الحاخام مئير كهانا، وتم اتهام شخصين من هذه الجماعة بقتل عائلة دوابشة، ووقفت هي أيضاً وراء الحريق في كنيسة دورمتسيون في القدس وكنيسة الخبز والسمك في طبريا. وحصلت وحدة بين نشطاء يتسهار وهذه الجماعات العنيفة خريجة "شبيبة التلال".
•المرحلة الثانية تشمل الخروج من المستوطنات، أو ما يسمى في يتسهار بـ"رحلات السبت". وفي إطارها ينهي نشطاء الإرهاب اليهودي صلاة الفجر ويخرجون إلى القرى المجاورة مثل بورين وعوريف وحوارة ويقومون بالاعتداء على هذه القرى. وفي معظم الحالات يعرف الجيش مسبقاً عن هذه الاعتداءات ويصل إلى المكان لكنه لا يؤثر. كما أن الجنود يتعرضون للاعتداءات. وفي الأشهر الاخيرة سجلت شرطة يهودا والسامرة 17 حادثة عنف من طرف مستوطنين في يتسهار والبؤر الاستيطانية المذكورة ضد الفلسطينيين والجنود ونشطاء اليسار.
•أما المرحلة الثالثة من الإرهاب اليهودي فهي "المرحلة السرية" وفيها يتم القيام بأفعال تحت جنح الظلام بواسطة خلايا صغيرة. وفي ما يلي قائمة جزئية من الأسابيع الأخيرة فقط: في نهاية آذار/ مارس الفائت - عملية "جباية ثمن" في القنصلية الإسبانية في القدس؛ يوم 26 نيسان/أبريل الفائت - إحراق سيارة في حوارة بالقرب من يتسهار، وكتابة شعارات قومية متطرفة؛ يوم 5 أيار/ مايو الفائت- تخريب إطارات سيارات وكتابة شعارات في القدس الشرقية؛ يوم 9 أيار/ مايو الفائت - إلحاق أضرار بسيارات في شعفاط وفي قرية الناعورة بالقرب من العفولة [شمال إسرائيل] إلى جانب كتابة شعارات "جباية الثمن"؛ يوم 24 أيار/ مايو الفائت- إحراق سيارات في عارة [المثلث]؛ يوم 28 أيار/ مايو الفائت- الاعتداء على سيارة عربي وكتابة شعارات في جبل صهيون في القدس؛ يوم 29 أيار/ مايو الفائت - إحراق تراكتور وكتابة شعارات في قرية بورين بالقرب من يتسهار وهكذا دواليك.
•يمكن القول إن هذه "المرحلة الثالثة" حساسة جداً في تنظيم الخلايا الإرهابية، ففيها يبدأون بالعمل من خلال التخطيط المسبق والتنسيق السري وازدياد الثقة بالنفس، وهذا يؤدي إلى "المرحلة الرابعة" التي تشمل إلحاق الأذى الجسدي بالأشخاص والاعتداء على منازل العرب وعلى المساجد والكنائس.
•كما يمكن القول إن الهدف والأيديولوجيا لم يتغيرا خلال العامين اللذين تم فيهما تراجع الإرهاب اليهودي. وبموجب هذه الإيديولوجيا إذا كانت الدولة الصهيونية تعيق قدوم المُخلص فنحن سنحرقها ونقوم ببث الخلاف بينها وبين أمم العالم، وبينها وبين الفلسطينيين، وبينها وبين الديانات الأخرى، من أجل التسبب بحرب أهلية تكون نهايتها انهيار السلطات في إسرائيل وصعود الدولة الدينية. وباختصار، القتل هو أداة شرعية من أجل تعجيل الانبعاث.
•ما نزال نذكر أن قتل عائلة دوابشة في دوما جرّ موجة إرهاب استمرت 9 أشهر. كما أن قتل الفتى محمد أبو خضير في تموز/ يوليو 2014 تسبب بأعمال شغب في وسط العرب في إسرائيل والقدس استمرت نصف سنة. وبحسب رأي المجموعة التي ترأسها مئير إتينغر فإن ذلك يعتبر نجاحاً.
•يدور الحديث حول جماعات معادية للصهيونية. وبطبيعة الحال لديها آباء روحانيون مثل الحاخام يتسحاق غينزبورغ من يتسهار. وثمة الآن أيضاً شخصيات عامة تؤيدهم وعلى الأقل يوجد عضو كنيست واحد يؤيدهم بشكل علني هو بتسلئيل سموتريتش [نائب رئيس الكنيست من "البيت اليهودي"] الذي يعرف غرف التحقيق في "الشاباك" جيداً، حيث سبق له أن جلس أمام محققي هذا الجهاز قبل عقد بتهمة العضوية في خلية سرية خططت لتنفيذ عملية إرهابية. في ذلك الوقت جلس والتزم الصمت ثم أطلق. وحتى سنة 2014 لم تقدم حتى ولو لائحة اتهام واحدة ضد أمثاله من المُخلين. فقط القتل في دوما كان بمثابة خط فاصل جرى فيه اعتبار عمليات "جباية الثمن" عملاً إرهابياً بكل معنى الكلمة وبدأ "الشاباك" بتنظيف أساسي أدى إلى عامين من الهدوء.
•من الملاحظ أنه منذ سنة 2015 إلى السنة الحالية سجل تراجع في نشاط هذه الجماعات في الضفة. وتم اعتقال نشطاء يتسهار و"شبيبة التلال" أو إبعادهم بأوامر إدارية. وعمل "الشاباك" بطريقة "جزّ العشب الأخضر" بالضبط مثلما يعمل مع حركة "حماس"، أي أنه يصل إلى كل من يشتبه بممارسته نشاطاً إرهابياً ويقوم بالتحقيق معه. لم يكن القتل في دوما وحده هو الذي سبب زعزعة في صفوف قيادة "الشاباك"، بل إن شخصيات عامة في المناطق [المحتلة] وأعضاء كنيست من اليمين أبدوا تحفظهم من أعمال "شبيبة التلال" بعد أن نشر الفيلم القصير "رقصة الدم" الذي ظهروا فيه وهم يرقصون في حفل زفاف ويقومون بطعن صورة الطفل علي دوابشة. وتسبب ذلك أيضاً بتزعزع الجمهور في إسرائيل وبخوف قادة المستوطنين من أن يلحق هذا الأمر الضرر بشرعية مشروع الاستيطان، وعندها فقط تم التنصل من هذه الجماعات. غير أن الذاكرة قصيرة والزمن يفعل فعله، ويحذّر مسؤولون كبار في "الشاباك" من أنه إذا لم يحدث الآن تغيير في الوعي حيال هذه الجماعات ومراحل عملها المُتدحرجة، فإننا في الطريق إلى موجة أخرى من الإرهاب اليهودي، ودوما 2 هي مسألة وقت لا أكثر.