مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
ليبرمان: إسرائيل لا يمكنها أن تمر مرور الكرام على إطلاق قذائف صاروخية عليها بين حين وآخر
نتنياهو: توصيات الشرطة بحقي ستُرمى في سلة المهملات
اعتقال الفتاة الفلسطينية عهد التميمي ووالدتها بشبهة الاعتداء على جنود إسرائيليين
تأجيل جولة نائب الرئيس الأميركي في منطقة الشرق الأوسط
شركة "طيفع" للأدوية تؤكد نيتها فصل نصف مستخدميها في إسرائيل
مقالات وتحليلات
اذهبوا إلى أم الفحم
الأسد يستعد لتوسيع المنطقة الخاضعة لسيطرته بالقرب من الحدود مع إسرائيل
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 20/12/2017
ليبرمان: إسرائيل لا يمكنها أن تمر مرور الكرام على إطلاق قذائف صاروخية عليها بين حين وآخر

أكد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان [رئيس "إسرائيل بيتنا"] أن إسرائيل لا يمكنها أن تمر مرور الكرام على إطلاق قذائف صاروخية عليها بين حين وآخر. 

وأضاف ليبرمان في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام خلال لقاء مع رؤساء سلطات محلية في المنطقة الجنوبية أمس (الثلاثاء)، أن حركة "حماس" تدرك هذه الحقيقة ولذا قامت أخيراً باعتقال العشرات من عناصر الحركات السلفية في قطاع غزة لكبح عمليات إطلاق القذائف الصاروخية في اتجاه الأراضي الإسرائيلية.

وأشار وزير الدفاع إلى أن الجيش الإسرائيلي قام بنشاطات حازمة وقوية خلال العامين الفائتين في شمال إسرائيل وجنوبها في كل ما يتعلق بموضوع الأنفاق الهجومية ومحاربة الإرهاب، وأكد أن الضربات التي تلقتها حركة "حماس" خلال هذه النشاطات تشكل رسالة واضحة للجميع.

وقال ليبرمان إنه لن تكون هناك صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل و"حماس" على غرار "صفقة شاليط" مشيراً إلى أن هناك موقفاً موحداً للحكومة تجاه هذا الموضوع. وأكد وجوب المضي قُدماً في تمرير مشروع القانون الخاص بفرض عقوبة الإعدام على إرهابيين.

من ناحية أُخرى أشار ليبرمان إلى أنه من المهم حالياً دعم إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي اعترف فيه بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأضاف أن هذا الإعلان يضع حداً للنقاش بشأن مكانة عاصمة إسرائيل التي لا يجوز المساومة عليها. ووصف الإعلان بأنه تاريخيّ ودعا إلى العمل لترسيخ تأثيره.

وبالنسبة إلى أعمال الاحتجاج الفلسطينية قال ليبرمان إن الجيش الإسرائيلي على أهبة الاستعداد لمواجهة جميع السيناريوهات، وأشار إلى أنه حتى الآن لم تندلع أعمال احتجاج شعبية عارمة وإنما أعمال شغب لناشطين يتقاضون أموالاً في مقابل ذلك.

وتعقيباً على إعلان الرئيس ترامب بشأن استراتيجيا الولايات المتحدة الجديدة فيما يتعلق بالأمن القومي الأميركي، قال وزير الدفاع إن هذه الاستراتيجيا تأخذ بعين الاعتبار آخر التطورات في منطقة الشرق الأوسط وبناء على ذلك تنصّ على أن النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي لا يشكل سبب سفك الدماء وعدم الاستقرار في المنطقة بل إن السبب الرئيسي يعود إلى السياسة الهدامة التي تنتهجها إيران والحركات الإسلامية المتطرفة. 

وكان الرئيس الأميركي كشف عن استراتيجيا إدارته الأمن القومي في سياق خطاب بهذا الشأن ألقاه أول أمس (الاثنين)، فقال إن هذه الاستراتيجيا تهدف أساساً إلى العمل على منع الفكر الإسلامي المتطرف من الوصول إلى الولايات المتحدة من خلال التصدّي لوسائله واستخدامه شبكة الانترنت ومنابر التواصل الاجتماعي. وأشار إلى أن السياسات الأميركية السابقة أدت إلى إبرام اتفاق هش مع إيران وإلى سيطرة تنظيم "داعش" على مناطق واسعة في الشرق الأوسط.

 

كما أكد ترامب أن الحرس الثوري الإيراني يدعم الإرهاب ولذا فرضت واشنطن عقوبات عليه، وأن إيران هي سبب سفك الدماء وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط وليس النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي.

 

"يديعوت أحرونوت"، 20/12/2017
نتنياهو: توصيات الشرطة بحقي ستُرمى في سلة المهملات

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إنه لا يعير أدنى اهتمام موضوع تقديم الشرطة توصيات بحقه تتعلق بالتحقيقات التي تجريها معه بشبهات فساد، وأكد أن هذه التوصيات ستُرمى في سلة المهملات. 

وجاءت أقوال نتنياهو هذه خلال حفل إضاءة الشمعة الثامنة والأخيرة في مناسبة عيد الحانوكا [الأنوار] أُقيم في كفار همكابيا في رامات غان [وسط إسرائيل] مساء أمس (الثلاثاء) بمشاركة الآلاف من ناشطي الليكود، واتهم فيها وسائل الإعلام والأحزاب اليسارية بإطلاق حملة صيد ساحرات ضده.

على صعيد آخر قال رئيس الحكومة إن إسرائيل تعمل في كل مكان للحفاظ على أمنها. وأشار إلى أن الحكومة ترسل لأعداء إسرائيل رسالة بسيطة فحواها أن أي شخص يهدد بتدميرها سوف تمحيه عن وجه الأرض. وأكد نتنياهو أن حائط المبكى [البراق] لا يقع في أرض محتلة وأنه كان وسيبقى للشعب اليهودي.

 

"هآرتس"، 20/12/2017
اعتقال الفتاة الفلسطينية عهد التميمي ووالدتها بشبهة الاعتداء على جنود إسرائيليين

مددت المحكمة العسكرية الإسرائيلية أمس (الثلاثاء) فترة اعتقال الفتاة الفلسطينية عهد التميمي (17 عاماً) أربعة أيام. وشوهدت عهد في شريط فيديو وهي تتصدى مع فتاة فلسطينية أُخرى لجنود من الجيش الإسرائيلي حاولوا اقتحام منزل في قرية النبي صالح بالقرب من رام الله خلال الاحتجاجات التي شهدها الشارع الفلسطيني ردّاً على القرار الأميركي بشأن القدس.

كما اعتقلت قوات الجيش الإسرائيلي والدة عهد ناريمان التميمي بشبهة التحريض والاعتداء. وأكدت محامية الدفاع أن ناريمان توجهت إلى الجيش للاستفسار عن مكان ابنتها وعندها تم اعتقالها.

 

وقُدمت إلى المحكمة لائحة اتهام تنسب إلى الاثنتين تهمة الاعتداء على جنود الجيش الإسرائيلي والتحريض ضدهم.

 

"يسرائيل هيوم"، 20/12/2017
تأجيل جولة نائب الرئيس الأميركي في منطقة الشرق الأوسط

أعلن البيت الأبيض الليلة قبل الماضية تأجيل جولة نائب الرئيس الأميركي مايك بينس في منطقة الشرق الأوسط لاعتبارات سياسية داخلية وقال إن الجولة ستتم في منتصف كانون الثاني/ يناير المقبل.

وفي الوقت ذاته أعلن البيت الأبيض أن زيارة المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات ستتم كما خُطط لها.

من ناحية أُخرى قال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون إن الفلسطينيين لم يحققوا أي إنجاز خلال الجلسة التي عقدها مجلس الأمن الدولي الليلة قبل الماضية لمناقشة إعلان الرئيس الأميركي بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل.

 

وأضاف دانون في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس (الثلاثاء)، أن الأمم المتحدة لا تزال مكاناً مظلماً بالنسبة إلى إسرائيل، لكنه أكد في الوقت عينه أن السفيرة الأميركية نيكي هيلي أضاءت شمعة صغيرة فيها من طريق استعمالها حق النقض [الفيتو] ضد مشروع قرار بشأن القدس. وأشار دانون إلى أن إسرائيل تجري اتصالات مع دول أُخرى تفكر في نقل سفاراتها إلى القدس. 

 

"معاريف"، 20/12/2017
شركة "طيفع" للأدوية تؤكد نيتها فصل نصف مستخدميها في إسرائيل

هدد المدير العام لشركة "طيفع" للأدوية كار شولتس بإغلاق مصانع أُخرى للشركة في إسرائيل في حال تدخلت الدولة في الخطة الرامية إلى فصل نصف مستخدمي "طيفع" في البلد من العمل [نحو 1750 مستخدماً].

وأكد شولتس في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام بعد اجتماع مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزيري المال موشيه كحلون والاقتصاد إيلي كوهين عُقد في القدس بعد ظهر أمس (الثلاثاء)، نية الشركة المضي قُدماً في هذه الخطة بالكامل.

وتقرر خلال الاجتماع تشكيل طاقم خاص مشترك للشركة والحكومة الإسرائيلية من أجل العمل على إيجاد حلول بديلة لمعظم المستخدمين المنوي فصلهم من العمل. 

وشنت نقابة العمال العامة [الهستدروت] هجوماً حادّاً على الحكومة وأكدت وجوب عدم الرضوخ لإملاءات المدير العام لـ"طيفع". وأعلن مستخدمو الشركة تصعيد نضالهم والاستمرار في التحصن في مدخل المصنع في القدس لمنع مواصلة الإنتاج فيه.

 

كما قام مستخدمو الشركة مساء أمس بإضرام النار في إطارات السيارات في أنحاء متعددة من القدس. وتظاهر نحو 2000 من مستخدمي "طيفع" بالقرب من ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية في القدس في أثناء عقد الاجتماع مع المدير العام للشركة، وقام عدد منهم بسدّ مدخل المكان.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 20/12/2017
اذهبوا إلى أم الفحم
عوزي برعام - عضو كنيست سابق

•اذهبوا إلى أم الفحم. زوروا المطاعم والمحلات، خلال أيام الأسبوع وخصوصاً أيام السبت. اذهبوا إلى أم الفحم. لقد كنا هناك يوم السبت مع أصدقاء، التقينا أصدقاء طيبين يديرون معرضاَ رائعاً لا يقل روعة عن أي معرض في شمال تل أبيب.

•اذهبوا إلى أم الفحم، لأنه يجب عدم السماح لعنصرية وزير الدفاع ( الحكيم) الصارخة بأن تؤتي الثمار التي تحملها. قلائل هم اليهود الذين يزورون البلدة، والمطاعم الشعبية شبه خالية من الناس الذين اعتادوا ارتيادها في أيام السبت.

•اذهبوا إلى أم الفحم لأننا لن نهزم العنصرية فقط بواسطة الاحتجاج. هناك توجد ساحة المعركة التي اختارها وزير في حكومة إسرائيل، هو يعلم أن تسمية "مسلم" أو "معتد" عملة متداولة. احبطوا بذهابكم إلى أم الفحم وبأعمالكم جهوده التحريضية ونشره الكراهية.

•اذهبوا إلى أم الفحم، لكن عليكم أن تعرفوا أن المسلمين الذين يعيشون هناك، كما في جميع أنحاء دولة إسرائيل، قلقون من إعلان الرئيس الأميركي ترامب بشأن القدس، وهم يتخوفون من انعكاسات هذا التصريح على الأقصى. لا تبحثوا هناك عن مواطنين خانعين، يرفعون صور ليبرمان وبنيامين نتنياهو. 

•اذهبوا إلى أم الفحم، وربما سترون أنه على الرغم من وجود فوارق بين وجهات نظرهم وبين وجهات نظر أغلبية سكان الدولة، يستقبلكم بالترحاب مواطنون فخورون بجنسيتهم الإسرائيلية.  هم على الأرجح يكرهون ازدياد التمييز بين اليهود والعرب، تمييز تحرّض عليه مباشرة حكومة تُذكِّر تصريحاتها حيال العرب بالتصريحات المعادية للسامية. 

•اذهبوا إلى أم الفحم واستوعبوا حقيقة أن هذه البلدة والبلدات المتاخمة لها ليست مرشحة للترحيل، بل هي مرشحة للاستيعاب الاقتصادي والاجتماعي، أو للانفصال والنزاع اللذين قد ينشبان سواء جرّاء تطرف أطراف إسلامية راديكالية أو تطرف حكومة إسرائيل الذي يلاقي دعماً من أجزاء كثيرة من الجمهور الإسرائيلي.

•اذهبوا إلى أم الفحم، وتجندوا في النضال ضد المقاطعة الصامتة والمعلنة، التي تظهر في كل مرة تكون فيها إسرائيل تخوض نزاعاً أمنياً أو سياسياً. دعوهم يشعرون أن هناك شريحة من السكان اليهود تعارض فعلاً العنف، بما في ذلك رشق الحجارة على الطرقات، لكنها ترغب بصدق وحقاً بالتعايش، وانظروا كيف ستحظون بالتجاوب. 

•اذهبوا إلى أم الفحم. لأننا نريد العيش في دولة ديمقراطية، وعندما يدعو وزير في الحكومة إلى فرض مقاطعة مواطنين عرب، يجب أن يُطرد خلال دقيقة من منصبه من جانب رئيس حكومة مسؤول شجاع وعاقل. 

•اذهبوا إلى أم الفحم. ليس فقط كاحتجاج بل أيضاً من أجل لقاء عالم مثير للاهتمام ومختلف، وأيضاً من أجل إظهار الوجه الجميل من المجتمع الإسرائيلي.

 

"هآرتس"، 20/12/2017
الأسد يستعد لتوسيع المنطقة الخاضعة لسيطرته بالقرب من الحدود مع إسرائيل
عاموس هرئيل - مراسل عسكري

•يستعد نظام الأسد في سورية لتوسيع المنطقة الخاضعة لسيطرته في جنوب الدولة بالقرب من الحدود مع إسرائيل. وبمساعدة القوة الجوية الروسية، ومقاتلي الميليشيات الشيعية التي ترسلها له إيران، يراكم نظام الأسد مزيداً من النجاحات. لقد سمحت السيطرة على حلب في كانون الأول /ديسمبر الماضي، وبعدها استرجاع الجيش السوري والميليشيات الشيعية دير الزور والرقة في شرق سورية من يد تنظيم داعش، بالعودة إلى الاهتمام بمناطق أُخرى، تُعتبر أقل حساسية بالنسبة إلى الأسد. ويمكن التقدير بأن خطوة النظام المقبلة قد تكون بالقرب من إسرائيل.

•يبدو أن هجمات الجيش السوري والميليشيات المساعدة له ضد تنظيمات المتمردين ستبدأ مستقبلاً في مرحلة أولى على الحدود السورية – اللبنانية، وسفوح جبل الشيخ السوري الشمالية، بقطع طريق إمدادات المتمردين من لبنان نهائياً. ولاحقاً، إذا تكلل هذا المسعى بالنجاح، يمكن أن يحاول الجيش التقدم جنوباً، على طول الحدود مع إسرائيل في هضبة الجولان، لطرد تنظيمات المتمردين أيضاً من جنوب سورية. 

•ستضطر إسرائيل، التي اتخذت في السنوات الأخيرة، موقفاً أكثر تشدداً من نظام الأسد، وقدمت في المقابل المساعدة الانسانية لقرى سنّية بالقرب من الحدود، إلى إعادة تفحص سياستها من جديد، وذلك أيضاً في ضوء وصول مئات الناشطين من التنظيمات السنية المتشددة المتماهين مع القاعدة وداعش إلى المنطقة. 

•في السنة الأخيرة ساد استقرار نسبي في الجانب السوري من الحدود مع إسرائيل في الجولان. في الجزء الواقع في أقصى الشمال سيطر النظام، الذي عاد إلى مواقعه في جبل الشيخ السوري، وفي بلدة القنيطرة الجديدة. وبالقرب من المنطقة الواقعة تحت سيطرته، كان يوجد جيبان: جيب درزي (قرية حضر)، خاضع لسيطرة ميليشيا محلية حافظت على صلة بالنظام، والثاني سني، في القرى المتاخمة للحدود مع لبنان.

•في الجزء الأوسط من الحدود سيطرت تنظيمات المتمردين، من القنيطرة القديمة وجنوبها. في هذه المنطقة توجد بصورة أساسية ميليشيات سنية محلية، جزء منها استعان بإسرائيل من أجل الحصول على الغذاء والثياب والأدوية والحصول على علاج طبي في مستشفياتها.

•في وسائل الإعلام العربية برزت ادعاءات بحصول هذه الميليشيات على سلاح وعتاد من إسرائيل، وفي داخل سورية وبعيداً عن الحدود، نشطت تنظيمات متشددة تتماهى مع القاعدة وعلى رأسها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً). 

•في الجيب الجنوبي، المتاخم لمثلث الحدود مع الأردن وإسرائيل، سيطر فرع محلي من تنظيم داعش، يسمى اليوم جيش خالد بن الوليد، ومن المنتظر أن تكون لهزيمة داعش على يد نظام الأسد انعكاسات إضافية بالقرب من الحدود. حالياً يخوض هذا التنظيم صراعاً من أجل السيطرة ضد تنظيمات أُخرى للمتمردين في شمال المنطقة وشرقها، ومؤخراً لا يتدخل مباشرة تقريباً بالقتال ضد النظام.

وفي الفترة الأخيرة وصل إلى الجيب الجنوبي الواقع تحت سيطرة داعش بالقرب من الحدود مع الأردن، بضع مئات من المقاتلين الفارّين من المعارك في المناطق التي خسرها التنظيم. وبحسب التقديرات، يتجمع هناك نحو ألف متمرد مسلح، يعملون تحت أمرة الفرع المحلي التابع لداعش. وقد شهدت المنطقة الوسطى من الحدود مع إسرائيل ازدياد تواجد التنظيم المتشدد المتفرع من القاعدة، إذ تلقى تعزيزات من المقاتلين الذين فروا من مناطق المعارك في شرق سورية.

•في السنة الأخيرة، وعلى خلفية النجاحات التي حققها نظام الأسد في القتال وازدياد تدخل الميليشيات الشيعية وعناصر الحرس الثوري الإيراني في القتال، كثفت الزعامة الإسرائيلية تحذيراتها من النفوذ الإيراني في سورية وخصوصاً من الاقتراب من الحدود في الجولان. لكن الوضع الآن مختلف بعض الشيء. أولاً،  إن تجمع متمردين متشددين أيديولوجيتهم التنظيمية معادية جداً لإسرائيل، يمكن أن يوجد احتمال إرهاب بالقرب من الحدود. ثانياً، يُطرح السؤال ما إذا كان تقديم مساعدة إنسانية كبيرة إلى الميليشيات المحلية السنية لن يضع إسرائيل على مسار تصادم مباشر مع الأسد ومع الإيرانيين، الذين لديهم فرص أفضل في الخروج منتصرين من المواجهة ضد المتمردين.

•في هذا الشأن، تتبلور مؤخراً مقاربة مختلفة في المؤسسة الأمنية وفي المستوى السياسي. فمن جهة، جرى التعبير عن تأييد مواصلة تقديم المساعدة الإنسانية للقرى السنية، وذكر التخوف من أن يؤدي توسع سيطرة النظام السوري على منطقة الحدود إلى مجيء الإيرانيين أيضاً في أعقاب الجيش السوري ومجيء الميليشيات المتماهية معه. في مقابل هؤلاء، كان رأي أطراف أُخرى أن عودة النظام من شأنها أن تؤدي إلى استقرار الحدود وأن تُبعد عنها التنظيمات المتماهية مع القاعدة وخصوصاً داعش. في جميع الأحوال، من الواضح أن القتال الداخلي المستجد في سورية بالقرب من الحدود، يفرض على إسرائيل حذراً خاصاً وأيضاً إعادة درس مواقفها.

الدروز قلقون

•في الأسبوع الماضي تحدث وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، ورئيس الأركان غادي أيزنكوت، وضباط كبار آخرون مع زعماء الطائفة الدرزية وضباط كبار في الاحتياط من الطائفة، على خلفية الأزمة التي برزت في بداية تشرين الثاني/ نوفمبر، بسبب تقدم تنظيمات المتمردين السنّة من القرية الدرزية حضر شمال الجولان السوري، الأمر الذي أثار احتجاج كبار المسؤولين في الطائفة في إسرائيل الذين ادّعوا أن إسرائيل تتعاون مع المتمردين وتعرّض حياة الدروز في حضر للخطر. في ضوء الاحتجاج حذرت إسرائيل المتمردين من أنها تدرس التدخل دفاعاً عن الدروز في حضر، وقد تراجع المتمردون من المواقع التي استولوا عليها بالقرب من القرية. 

•أدّت التطورات التي تجري مؤخراً في جنوب سورية إلى إثارة مخاوف زعامة الطائفة الدرزية في إسرائيل من وقوع السكان الدروز في الجولان في قلب المواجهة بين النظام والمتمردين.  وقد شدد ليبرمان في اللقاء برفقة أيزنكوت على التعهدات الإسرائيلية للطائفة الدرزية، كما عرضت مواقف المؤسسة الأمنية فيما يتعلق بالأحداث في سورية.