مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
نتنياهو يشترط الموافقة على مبادرة عقد قمة سلام في طوكيو باستجابة واشنطن لها
اعتقال أكثر من 600 فلسطيني منذ بدء أعمال الاحتجاج على إعلان ترامب وحملة اعتقالات في القدس الشرقية
20% من الأطفال اليهود و62% من الأطفال العرب في إسرائيل يعيشون تحت خط الفقر
نتنياهو يجتمع مع حاخامي الصهيونية الدينية للحصول على دعمهم في مواجهة تحقيقات الشرطة
مقالات وتحليلات
إعلان واشنطن بشأن القدس كان بمثابة هدية ثمينة لعباس من أجل إسقاط خطة ترامب
قراءة في مواقف الرأي العام الفلسطيني في الضفة وغزة بعد إعلان ترامب
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يسرائيل هيوم"، 27/12/2017
نتنياهو يشترط الموافقة على مبادرة عقد قمة سلام في طوكيو باستجابة واشنطن لها

قال مصدر سياسي رفيع في وزارة الخارجية الإسرائيلية إن وزير الخارجية الياباني تارو كونو اقترح على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو خلال اجتماعهما في الكنيست أول أمس (الاثنين)، أن تستضيف طوكيو قمة للسلام في الشرق الأوسط بمشاركته ومشاركة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ومستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنير.

وأضاف المصدر نفسه أن نتنياهو ابدى استعداده المبدئي للمشاركة في هذه القمة لكنه اشترط استجابة البيت الأبيض للمبادرة اليابانية.

كما أشار المصدر إلى أن رئيس الحكومة اليابانية شينزو آبي كان اقترح على نتنياهو عقد هذه القمة خلال اجتماعهما على هامش مداولات الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر الفائت، وأكد أن رئيس الحكومة اشترط حينئذ أيضاً مشاركة إسرائيل في القمة بحضور الجانب الأميركي فيها. 

 

"يديعوت أحرونوت"، 27/12/2017
اعتقال أكثر من 600 فلسطيني منذ بدء أعمال الاحتجاج على إعلان ترامب وحملة اعتقالات في القدس الشرقية

أعلن بيان صادر عن الناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية أمس (الثلاثاء) أن شرطة القدس قامت الليلة قبل الماضية بحملة مداهمات في حيّيْ سلوان ورأس العمود في القدس الشرقية لاعتقال مخلّين بالنظام العام.

وأضاف البيان أنه جرى خلال الحملة اعتقال 13 شخصاً فلسطينياً بشبهة الضلوع في أعمال شغب عنيفة شملت إلقاء حجارة وزجاجات حارقة في اتجاه قوات الأمن الإسرائيلية. وتم أيضاً التدقيق في تراخيص مصالح تجارية وجباية أموال من مدينين للسلطات.

في غضون ذلك أفاد نادي الأسير الفلسطيني في رام الله أن قوات الأمن الإسرائيلية اعتقلت أكثر من 600 فلسطيني من الضفة الغربية والقدس الشرقية منذ بدء أعمال الاحتجاج على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يوم 6 كانون الأول/ ديسمبر الحالي.

 

وأضاف نادي الأسير في بيان صحافي صادر عنه أمس، أن بين المعتقلين 170 طفلاً و12 فتاة.

 

"هآرتس"، 27/12/2017
20% من الأطفال اليهود و62% من الأطفال العرب في إسرائيل يعيشون تحت خط الفقر

قالت معطيات جديدة نشرها مجلس سلامة الطفل أمس (الثلاثاء) إن نحو 33% من الأطفال في إسرائيل يعيشون تحت خط الفقر. وأشار المجلس إلى أن 20% من الأطفال اليهود يعيشون تحت خط الفقر بينما تبلغ نسبة الأطفال العرب الذين يعيشون تحت خط الفقر 62%، وأكد هذا المجلس أن احتمال السقوط بين براثن الفقر يزداد لدى العائلات كثيرة الأولاد.

وتعقيباً على ذلك قالت رئيسة لجنة حقوق الأطفال في الكنيست عضو الكنيست يفعات شاشا بيتون ["المعسكر الصهيوني"] إن هذه المعطيات تبرهن على أن أمام المجتمع الإسرائيلي ومؤسساته عملاً كثيراً يجب القيام به في مجال الدفاع عن الأطفال ومراعاة حقوقهم. 

 

 

"هآرتس"، 27/12/2017
نتنياهو يجتمع مع حاخامي الصهيونية الدينية للحصول على دعمهم في مواجهة تحقيقات الشرطة

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إنه مستهدف وملاحق وإن هناك من يسعى لإطاحته من دون محاكمة عادلة بهدف إسقاط حكومته اليمينية. 

وجاءت أقوال نتنياهو هذه خلال اجتماع عقده بمبادرته مع 11 حاخاماً من حاخامي تيار الصهيونية الدينية أمس (الثلاثاء) بهدف الحصول على دعمهم على خلفية التحقيقات الجارية معه بشبهات فساد وقبيل قيام الشرطة الإسرائيلية بنشر توصياتها بشأن هذه التحقيقات في الملفين المعروفين باسميْ "القضية 1000" و"القضية 2000".

وأبدى الحاخامون استعدادهم لدعم نتنياهو في مقابل الاستجابة لهم في قضايا تهمهم، بينها عدم انخراط الفتيات في صفوف الوحدات القتالية في الجيش الإسرائيلي ودعم أعمال البناء في المستوطنات في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]. ووجّه بعضهم انتقادات إلى نتنياهو وأكدوا أنه يتذكرهم فقط عندما يقع في محنة وأنه عند حاجتهم إليه يختفي.

وأوضح الحاخامون أنهم سيتشاورون مع وزير التربية والتعليم الإسرائيلي ورئيس "البيت اليهودي" نفتالي بينت بشأن تقديم الدعم لنتنياهو كون هذه المسألة سياسية.

ووجّه نتنياهو خلال الاجتماع شكراً خاصاً إلى الحاخام حاييم دروكمان الذي أعلن معارضته العلنية لتظاهرة قامت بتنظيمها جهات من أحزاب اليمين في القدس يوم السبت الفائت احتجاجاً على فساد الحكومة ورئيسها وشارك فيها نحو 1000 شخص بالإضافة إلى عدد من أعضاء الكنيست من حزب "كلنا" الشريك في الائتلاف الحكومي.

 

وبادر إلى تنظيم هذه التظاهرة الصحافي يوعز هندل الذي شغل في السابق منصب رئيس الطاقم الإعلامي في ديوان رئاسة الحكومة، وأشار إلى أن الهدف منها هو إسماع صوت المعسكر القومي الداعم لسيادة القانون.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"يديعوت أحرونوت"، 27/12/2017
إعلان واشنطن بشأن القدس كان بمثابة هدية ثمينة لعباس من أجل إسقاط خطة ترامب
أليكس فيشمان - محلل عسكري

•ليس مبالغة القول إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس سيقود الاحتفالات بذكرى تأسيس حركة "فتح" يوم الفاتح من كانون الثاني/ يناير المقبل وهو راكب على موجة تأييد غير مسبوقة في الشارع الفلسطيني، وذلك بسبب موقفه الرافض إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. ويقول كثيرون في الشارع الفلسطيني إن عباس نجح حتى الآن في عزل ترامب وفي تجنيد معظم دول العالم لتأييد حق الفلسطينيين في أن تكون القدس عاصمة لدولتهم.

•وبات معروفاً لكثيرين الآن أنه في يوم 6 تشرين الثاني/ نوفمبر الفائت دُعي عباس على نحو مفاجئ إلى لقاء عقد في السعودية مع العاهل السعودي الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وخلال اللقاء تم إطلاع عباس على أجزاء من "صفقة القرن" التي يعمل ترامب على بلورتها من أجل تحقيق تسوية في الشرق الأوسط. ووفقاً لخطة هذه الصفقة لن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية وإنما بلدة أبو ديس المجاورة. ومع أن عباس أعلن في إثر هذا اللقاء أن التنسيق بينه وبين السعوديين جيّد، إلاّ إنه لم يعرف كيف يمكن أن يسوّق هذا البند المتعلق بالقدس في أوساط الجمهور الفلسطيني العريض، والذي من شأن تسويقه أن يجعله يدخل التاريخ بصفته الزعيم الفلسطيني الذي تنازل عن القدس.

•ولدى عودة عباس إلى رام الله من هذا اللقاء في السعودية عقد اجتماعاً للجنة المركزية لحركة "فتح" عرض فيه الخطة الأميركية المذكورة. وفي وقت لاحق قام عدد من المقربين منه بتسريب الخطة إلى زعيم حركة "حماس" إسماعيل هنيّة الذي قام بدوره بكشف النقاب عن أجزاء أُخرى منها الأسبوع الفائت، تشمل أيضاً التنازل عن حق العودة، والاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، والاعتراف بقسم من المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية. 

•وفي يوم 4 كانون الأول/ ديسمبر الحالي نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تسريبات جديدة بشأن خطة ترامب تؤكد أن أبو ديس ستكون عاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة وأن أغلبية المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ستبقى مكانها ولن يتم إخلاؤها. وفوراً تم نفي هذه الأنباء على نحو جارف من طرف السعوديين والأميركيين والفلسطينيين. لكن فقط بعد يومين منح ترامب رئيس السلطة الفلسطينية هدية ثمينة تمثلت بإعلانه اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل.

• لا بُدّ من القول إن القيادة الفلسطينية أدركت أن إعلان ترامب ينطوي على مزايا تعود عليها بالنفع على الرغم من أنه لا يغيّر الوضع القائم ولا يلمّح إلى أن القدس الشرقية لن تكون عاصمة الدولة الفلسطينية التي ستقوم. ومنذ هذا الإعلان تم انتهاج استراتيجية فلسطينية واضحة فحواها تسويق رواية تقول إن واشنطن باعت القدس لليهود. ونجحت عملية تسويق هذه الرواية في العالم أجمع ولا سيما في العالم الإسلامي. وأُرفِقت عملية تسويق هذه الرواية بحملة هجوم على خطة ترامب للتسوية من طريق تأكيد أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تكون وسيطاً نزيهاً لتحقيق تسوية النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني، والتوجه بهذا الشأن إلى كل من فرنسا وروسيا والصين. بموازاة ذلك نشأت فرصة تتيح لعباس إمكان العناق مع قطر وتركيا وتوجيه رسالة إلى مصر والسعودية فحواها أن لديه بدائل لهما. وبلغت هذه التحركات الفلسطينية ذروتها عبر جلسة مجلس الأمن الدولي وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة.

•على الرغم من كل ما تقدّم فإن التقديرات السائدة في إسرائيل تشير إلى أن عباس وقيادة حركة "فتح" والسلطة الفلسطينية ما زالا راغبيْن في عدم إشعال المناطق [المحتلة] وفي أن الهدف الآن هو إسقاط خطة ترامب للتسوية من جدول الأعمال العام. 

 

•وفي هذا الخصوص فإن عباس لا يُعتبر الطرف الوحيد الراغب في إسقاط خطة ترامب، بل يشاركه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الرغبة ذاتها. وتعتقد أوساط مقربة من نتنياهو أن هذه الخطة تنطوي كذلك على تنازلات إسرائيلية من شأنها أن تؤدي إلى اهتزاز حكومته.     

 

"jokopost.com"26/12/2017
قراءة في مواقف الرأي العام الفلسطيني في الضفة وغزة بعد إعلان ترامب
كوبي ميخائيل - باحث في معهد دراسات الأمن القومي، شغل منصب نائب المدير العام ورئيس الشعبة الفلسطينية في وزارة الشؤون الاستراتيجية

•صدر في 12كانون الأول/ديسمبر 2017 الاستطلاع الفصلي للباحث الفلسطيني المعروف د. خليل الشقاقي (مدير معهد المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية)، والذي يتناول مواقف الجمهور الفلسطيني في الضفة الغربية وفي قطاع غزة فيما يتعلق بمجموعة من الموضوعات. ولقد أُجري الاستطلاع الأخير بعد مرور يوم على إعلان الرئيس ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وقد طُلب من الفلسطينيين الذين شملهم الاستطلاع التطرق إلى هذه القضية أيضاً. 79% من الذين شملهم الاستطلاع رأوا أن إعلان الرئيس ألحق ضرراً خطِراً بالمصلحة الفلسطينية، و12 % اعتبروا خطره محدوداً. 

•سُئل الذين شملهم الاستطلاع ما هي وسائل الرد الأصح على الإعلان بالنسبة إلى الفلسطينيين، فأجاب 45 % أن الرد الأنسب والمرغوب فيه هو الجمع بين قطع العلاقات بالولايات المتحدة، والتوجه نحو محكمة الجنايات الدولية، واستئناف النضال العنفي ضد إسرائيل (انتفاضة). وهذه نسبة أكبر بكثير من نسبة الذين يؤيدون وسائل رد متعددة وغير عنفية.  وكانت وسيلة الرد التي حظيت بنسبة التأييد الثانية فيما يتعلق بالحجم 27%، هي قطع العلاقة مع الولايات المتحدة، والتوجه إلى المؤسسات الدولية، بما فيها المحكمة الدولية، واستنئاف المقاومة الشعبية اللاعنفية.

•لكن في الواقع، وبعد مرور بضعة أسابيع على الإعلان، لم يشتعل الشارع الفلسطيني كما كان متوقعاً، على الرغم من تصريحات الزعماء الفلسطينيين من السلطة، والدعوات التحريضية والدعوة إلى انتفاضة ثالثة والصادرة عن زعماء حركة "حماس" في قطاع غزة وفي مقدمهم إسماعيل هنية (لم نسمع صوت يحيى السنوار في هذا الخصوص). وأجّج هذه الدعوات الرئيس التركي أردوغان، وكذلك زعماء إيران وزعيم حزب الله، كما دعمها مؤتمر الدول الإسلامية الذي انعقد في اسطنبول.

•لقد كانت الساحة الأكثر التهاباً وعنفاً هي تحديداً القريبة من السياج الحدودي في قطاع غزة، لكن حتى هناك لم تنجح قيادة "حماس" في إثارة حماسة أكثر من نحو 3000 شخص، تجمعوا في عدة أماكن على طول السياج. ظلت القدس الشرقية هادئة نسبياً، وشهدت أنحاء الضفة حوادث متفرقة في أماكن الاحتكاك المعروفة، لكن مجموع الذين شاركوا في هذه الحوادث في شتى أنحاء الضفة كان أقل من 3000 شخص، بينما في العامين الماضيين شهدت القدس الشرقية والضفة الغربية حوادث عنفية وجماهيرية أكبر كثيراً. ويشير عدد الأحداث الضئيل إلى الفجوة الحقيقية بين التصريحات العنيفة والتهيجيّة على المستوى السياسي وفي وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي وبين ما يحدث فعلياً على الأرض.

•في الإجمال، نحن نشهد عدم تطابق بين التصريحات السياسية والدعوات التهيجيّة إلى مقاومة شعبية (من جانب قيادة السلطة الفلسطينية) وإلى انتفاضة ثالثة (من جانب قيادة "حماس")، وبين مدى استعداد الجمهور الفلسطيني للتعبئة واستئناف المقاومة الشعبية أو العنفية. وهناك عدة تفسيرات محتملة لذلك.

•أولاً، يوجد فارق بين مواقف الأفراد وبين استعداد هؤلاء الأفراد لتعريض حياتهم للخطر. برز في الاستطلاع عامل رغبة اجتماعية، أشخاص يقدمون إجابات يعتقدون أنه من المتوقع سماعها منهم. أما في وسائل التواصل الاجتماعي فلا يوجد حاجز بين مشاعر الفرد وبين لوحة المفاتيح في جهاز الكومبيوتر. ونتيجة ذلك، في حالات كثيرة، هناك صعوبة في ترجمة المواقف والتصريحات التهيجيّة إلى قدرة على تحريك هؤلاء الأفراد كجماعة.

•ثانياً، هناك التأثر بالهالة - حدوث الاستطلاع في وقت قريب من التصريح من دون أن يتسنى للّذين شملهم الاستطلاع الدخول في تفاصيل الإعلان ودلالاته، وميلهم إلى التأثر بالصراخ اليائس الصادر عن الزعامة الفلسطينية، وتأثرهم بالعرض المتطرف وغير المتوازن لمغزى التصريح. 

•بالإضافة إلى ذلك، برز وسط الجمهور الفلسطيني عدم الثقة بالزعامة الموجودة، "حماس" في قطاع غزة والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وبناء على ذلك، برز عدم الاستعداد للاستجابه لدعواتهما أو الدفع قدُماً بسياساتهما، وبدء مقاومة شعبية أو عنفية. في الضفة الغربية يزداد الانطباع أن الزعامة غير مرغوب فيها، وأنها لن تستمر في الكفاح والمقاومة الشعبية وقتاً طويلاً. هذا الشعور تدعمه أرقام هذا الاستطلاع. 49% من الجمهور يعتقدون أن الرئيس عباس سيقبل الخطة التي سيقترحها الأميركيون، في مقابل 42% يعتقدون أن عباس سيرفض الخطة المقترحة.

•بالإضافة إلى ذلك، يتخوف الفلسطينيون من ردة فعل العالم العربي، أو عدم ردة فعله، لأن القضية الفلسطينية لم تعد مهمة ومركزية في نظره كما كانت في الماضي. كما يتخوف كثيرون من الفلسطينيين من أن يجدوا أنفسهم وحدهم في كفاح عنفي ضد إسرائيل. يدعم هذا التفسير نتائج كثيرة في الاستطلاع تُظهر أن أغلبية الفلسطينيين تقدّر أن العالم العربي فقد اهتمامه بالقضية الفلسطينية وتوقف عن تأييدها، وفي تقدير هذه الأغلبية أيضاً أن مصر والسعودية واتحاد الإمارات سيكونون مستعدين لقبول الخطة الأميركية المقترحة.

•ختاماً هناك الإدراك بعدم وجود فرصة للمقاومة العنيفة في مواجهة الجيش الإسرائيلي وأن هذه المقاومة ستُقمع بسرعة وستكبدهم ثمناُ باهظاً، ولا يزال عدد كبير من الفلسطينيين  يتذكر نتائج الانتفاضة الثانية والضرر الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الضخم الذي لحق بالجمهور الفلسطيني، وهؤلاء لا يعتقدون أن مقاومة عنيفة أُخرى ستحسن وضعهم، والتقدير السائد أن الصحيح هو عكس ذلك. من المعقول أيضاً أن الجمهور الفلسطيني أيضاَ لا يزال يعي  نتائج عملية "الجرف الصامد" في قطاع غزة والأزمة الإنسانية الصعبة هناك، التي من الصعب على قطاع غزة الخروج منها، بينما العالم العربي لا يسارع إلى تقديم المساعدة وكذلك المجتمع الدولي.

•يدل الواقع الاجتماعي، والاقتصادي، والسياسي في الساحة الفلسطينية، مع التشديد على الضفة الغربية، على عدم وجود القوة المطلوبة من أجل نشوب أعمال عنف منظمة على صورة انتفاضة واسعة النطاق. لكن الواقع الفلسطيني يتأثر بمجموعة من العوامل الداخلية والخارجية التي يمكن أن تؤدي، في أوضاع معينة، إلى نشوء قوى مؤثرة تحرك توجهات وتحركات سيكون من الصعب أن تحتويها السلطة الفلسطينية أو أن تكبحها في الوقت المناسب.

•تشكل الأوضاع التي نشأت بالنسبة إلى "حماس" فرصة من أجل تسريع جهود زعزعة الاستقرار في القدس الشرقية وفي الضفة الغربية، والتسبب في اندلاع حريق واسع النطاق، يؤدي إلى انهيار السلطة الفلسطينية ويُضعف حركة "فتح"، الأمر الذي يؤمّن شروط سيطرة سريعة وكاملة لـ"حماس" على النظام الفلسطيني. 

•يحظى هذا الحافز لدى "حماس" بدعم تركي، يقوده الرئيس التركي أردوغان من خلال تصريحاته النارية والتحريضية، التي يستخدم فيها القدس كأداة كي يمنح نفسه دور زعيم العالم الإسلامي. وينضم إلى حافز "حماس" والدعم التركي جناح الحركة الإسلامية الشمالي في إسرائيل، الذي على الرغم من حظره،  فإنه يواصل العمل والتنظيم والمبادرة. 

•ليس لدى إسرائيل سيطرة على كل هذه التحركات، لكن لديها تأثير، وتفرض المصلحة الإسرائيلية المحافظة على الفجوة بين الخطاب التهيّجي والعنيف وبين العنف المنظم. بناء على ذلك، بالإضافة إلى الجمع المطلوب بين انتشار القوات الواسع على الأرض، وإظهار الحزم، وبالإضافة إلى التفهم بشأن كل ما له علاقة بمعالجة أعمال الشغب والعنف، والسعي لتقليص عدد المصابين قدر الامكان، من المهم جداً الاستمرار في سياسة التمييز والتفريق بين السكان الهادئين  غير المتورطين وبين الجمهور المخل بالأمن والمشجع على الإرهاب. من المهم الاستمرار في العمل على المحافظة على نمط الحياة اليومية للسكان المدنيين في الضفة الغربية، والسماح لهم بحرية الحركة قدر الامكان، بالإضافة إلى حرية التوجه إلى جبل الهيكل [الحرم الفدسي الشريف] ومواصلة العمل في إسرائيل وفي المناطق الصناعية في المستوطنات.

•لكن أكثر من أي شيء آخر، من المهم إيجاد مصلحة مشتركة بين إسرائيل ومصر والأردن بشأن كل ما يتعلق بالسلوك التركي. تركيا ليست عدوة لإسرائيل فقط. إن الروح التي ينفخها الرئيس أردوغان في جناحيْ رئيس السلطة الفلسطينية بعد إعلان الرئيس ترامب، وتحرك تركيا في المنطقة واضح، وبصورة خاصة تأييدها المعلن للإخوان المسلمين، الذي يعتبره المصريون تآمراً على استقرار النظام المصري. كما تشعر مصر بخطورة توقف عملية المصالحة التي تقودها بين "حماس" و"فتح"، بسبب خطر انفجار العنف الذي تشجعه تركيا. الأردن أيضاً لا يشعر بالارتياح حيال تدخل تركيا في الحرم القدسي، الذي يهدف إلى إضعاف مكانة الأردن في هذا المكان. في نظر الرئيس التركي ينتمي الأردن إلى المعسكر السني البراغماتي، الذي تقوده مصر والسعودية، وهو معسكر خصم لمعسكر الإسلام السياسي، الذي يرغب أردوغان في قيادته.

 

•تفرض المصلحة الإسرائيلية تقليص نطاق التأثير التركي في القدس، وخصوصاً في ضوء سلوك الرئيس التركي الذي لا يضيّع مناسبة من دون التحريض ضد إسرائيل بحدة زائدة. إن وجود تركيا بشكل فاعل ومؤثر في القدس معناه أيضاَ ازدياد قوة "حماس" والجناح الشمالي في إسرائيل، لذا يتعين على إسرائيل أن تقلص بصورة كبيرة الوجود والنشاط التركي في القدس. والمطلوب هنا انضمام إسرائيل ومصر والأردن من أجل التنسيق الصامت بشان خطة عمل تؤدي إلى توجيه ضربة كبيرة ضد أي تحرك تركي في المنطقة.