مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قال رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي الجنرال غادي أيزنكوت إن التهديد الإيراني ليس نظرياً بتاتاً، وأكد أن هذا التهديد ناجم عن سعي طهران لامتلاك سلاح نووي على الرغم من الاتفاق المبرم بينها وبين الدول الست العظمى [مجموعة الدول 5+1] وناجم عن محاولتها التأثير في أمن إسرائيل وسكانها بواسطة حزب الله وحركتيْ "حماس" والجهاد الإسلامي.
وأضاف أيزنكوت في سياق كلمة ألقاها أمام مؤتمر منظمة "ياد لبانيم" لعائلات الجنود الإسرائيليين القتلى عُقد في إيلات [جنوب إسرائيل] الليلة الماضية، أن إسرائيل تواجه في الوقت الحالي تحدياً ثابتاً في 5 جبهات هي لبنان وسورية ويهودا والسامرة [الضفة الغربية] وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء.
وأشار أيزنكوت إلى أن الجيش الإسرائيلي تعامل خلال السنوات الأخيرة مع إرهاب انطلق من سيناء وترافق مع محاولات آلاف المهاجرين غير الشرعيين التسلل إلى إسرائيل، ولفت إلى أنه خلال سنة 2017 الفائتة لم يتمكن أحد من التسلل إلى البلد.
ذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن قوات الجيش اعتقلت الليلة الماضية 13 فلسطينياً في أنحاء يهودا والسامرة [الضفة الغربية] بشبهة المشاركة في أعمال مخلة بالأمن العام.
وقالت مصادر فلسطينية إن مواجهات واسعة وعنيفة وقعت الليلة الماضية بين شبان فلسطينيين وقوات الجيش الإسرائيلي في بلدة عزون شرق مدينة قلقيلية وذلك عقب محاولات مستوطنين اقتحام البلدة وقيام الأهالي بالتصدي لهم.
وأضافت هذه المصادر أن قوات الجيش الإسرائيلي أطلقت الرصاص الحي والمعدني والقنابل المسيلة للدموع وهو ما تسبب بوقوع عشرات الإصابات في صفوف الشبان الفلسطينيين. وأشارت إلى أن هذه القوات قامت بإغلاق جميع مداخل البلدة ومنعت الدخول إليها والخروج منها وانتشرت بأعداد كبيرة في محيطها.
وذكرت مصادر فلسطينية في قطاع غزة أن عدة جرافات إسرائيلية توغلت صباح أمس (الثلاثاء) إلى مسافة محدودة شرق مدينة دير البلح وشرق بلدة القرارة شمال شرق مدينة خان يونس في وسط قطاع غزة وجنوبه، وقامت بأعمال تجريف وسط تحليق طائرات استطلاع على علو منخفض.
وأشارت هذه المصادر إلى أن مثل هذه التوغلات تجري بين الفينة والأُخرى في أراضي السكان الفلسطينيين في منطقة الحدود الشرقية للقطاع بحجج أمنية.
علمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه على هامش توقيع الاتفاق المتعلق بالرحلات الجوية بين إسرائيل والهند والذي كان بين مجموعة اتفاقيات وقّعها الجانبان خلال الزيارة الحالية التي يقوم بها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو للهند، تمت مناقشة احتمال الطيران فوق السعودية لتقصير الرحلات بين تل أبيب ونيو دلهي. وأعرب الجانب الهندي عن نيته فحص إمكان تطبيق هذا الاحتمال.
وقال مسؤولون في شركة الطيران الهندية "إير إنديا" إنهم مستعدون للتوجه إلى السعوديين بطلب استعمال مجالهم الجوي في الرحلات إلى إسرائيل. وأضافوا أن موافقة السعودية على هذا الأمر سيندرج في إطار لفتات حُسن نية تقدمها السعودية إلى الهند.
وأفادت الصحيفة أنه من المتوقع أن يقصر الطيران فوق السعودية مدة الرحلة بين الهند وإسرائيل ساعتين، ومن شأن ذلك زيادة عدد السياح بين البلدين وخفض أسعار تذاكر السفر.
وكانت "إير إنديا" شغلت خط رحلات جوية إلى إسرائيل قبل 20 سنة، إلاّ إنها أوقفته لأسباب اقتصادية. وفي الوقت الحالي فإن الشركة الوحيدة التي تشغل الخط بين إسرائيل والهند هي شركة "إل عال" الإسرائيلية التي تسافر إلى بومباي وتعتمد مساراً جوياً طويلاً يتجنب التحليق فوق السعودية.
•استهل البيان المشترك للهند وإسرائيل الذي نُشر في نهاية الزيارة التاريخية التي قام بها رئيس الحكومة الهندية ناريندرا مودي إلى إسرائيل في تموز/ يوليو 2017، بالقول إن الصداقة بين الدولتين تم رفعها إلى مستوى "التعاون الاستراتيجي". وسارع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى رد الزيارة للهند بعد نصف سنة من وصول مودي إلى القدس بهدف تأكيد أن ثمة شيئاً حقيقياً في هذا البيان.
•تنجم الشراكة بين الدولتين عن عقيدة تهديد عالية وأجندة استراتيجية مشتركة. وقد قام كل من الهند وإسرائيل بحروب تقليدية كبيرة مع الجيران وجرب الإرهاب والنزاعات بدرجة منخفضة. وتنخرط الدولتان في نزاعات مستمرة ذات مكونات عرقية ودينية معقدة، وهي غير مفهومة للجهات الخارجية. كذلك فإن أعداء الدولتين بحيازتهم أسلحة إبادة شاملة.
•فضلاً عن ذلك، تخاف الدولتان من الإسلام المتطرف الذي يقع معظم مراكزه في العالم العربي. فالهند تخاف من أن يقع السلاح النووي لدى الباكستان في نهاية المطاف في أيدي الإسلاميين، في حين أن إسرائيل تعتبر إيران تهديداً وجودياً لها بسبب الدمج بين التعصب الديني والمشروع النووي. كما أن ناشطي تنظيم "داعش" الذين يشكلون تهديداً لجيوش جارات إسرائيل يشكلون في الوقت عينه مصدر قلق في جنوب وجنوب شرق آسيا.
•ثمة زاوية أميركية أيضاً، فالهند باتت لاعبة مركزية في الساحة الدولية، وقامت بتحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة عما كانت عليه في إبان الحرب الباردة. وترى نيودلهي أن علاقتها مع القدس تُعتبر مصدراً يمكنه مساعدتها في واشنطن. وفهم اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة أهمية الهند بالنسبة إلى إسرائيل والولايات المتحدة، وأفضلية تطوير العلاقة مع الجالية الهندية في الولايات المتحدة التي تزداد قوتها السياسية يوماً بعد يوم. وتعاون اللوبي اليهودي ولوبي الجالية الهندية من أجل الحصول على مصادقة الإدارة الأميركية على بيع أنظمة تجسس محمولة جواً من طراز "فالكون" إسرائيلية الصنع إلى الهند في ربيع 2003. وفي خريف 2008 كان هذا التعاون حيوياً من أجل أن يُمرر الكونغرس صفقة نووية بين الهند والولايات المتحدة، أتاحت للهند إمكان الوصول إلى تكنولوجيا نووية للأغراض السلمية على الرغم من أنها لم توقع اتفاق منع انتشار السلاح النووي.
•ثمة تغييران في النظام الدولي من شأنهما أن يعززا التعاون الاستراتيجي بين إسرائيل والهند: الأول، هبوط مكانة الولايات المتحدة؛ الثاني، تصاعد قوة الصين. وفي منطقة الشرق الأوسط تتسبّب عدم رغبة الولايات المتحدة وخوفها من التدخل في هذه المنطقة بازدياد تطلُّع إيران لتحقيق هيمنة إقليمية. وهناك تداعيات لهذا الضعف الأميركي في أجزاء أُخرى من العالم أيضاً، وتتابع دول آسيا بقلق تقلص الدور العالمي للولايات المتحدة. كذلك فإن العلاقة بين الهند وإسرائيل تمس المحيط الهندي خصوصاً في ضوء الحضور المتزايد للصين. وقد تحوّل المحيط الهندي إلى منطقة مهمة بالنسبة إلى إسرائيل جرّاء خوفها من إيران وباكستان.
•تغلبت الهند بالتدريج على مخاوفها من التعاون الأمني مع إسرائيل، والآن فإن التعاون بين الدولتين لا يتعلق فقط بمكافحة الارهاب التي سبقت استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين سنة 1992، وازدادت في إثر الهجمات الإرهابية في مومباي في تشرين الثاني/ نوفمبر 2008، إنما تحولت صفقات السلاح إلى مركب مهم جداً في هذه العلاقات، إلى درجة أن إسرائيل وافقت على طلبات الهند نقل تكنولوجيا متطورة إليها. ونتيجة الجهود التي بذلتها إسرائيل أصبحت ثالث دولة تزود الهند بالسلاح فيما يتعلق بالحجم. كما أن قائمة طويلة من الوسائل القتالية الإسرائيلية أصبحت تُنتجَ في الهند.
•وتنطوي الهند العظمى على إمكانات كامنة هائلة للتصدير بالنسبة إلى الاقتصاد الإسرائيلي الذي يرافق ممثلون عنه رئيس الحكومة في زيارته للهند هذا الأسبوع. وهناك مجال واسع للتعاون العلمي في الزراعة والصحة وإدارة المياه والهاي- تيك. ويمكن ملاحظة أن نتنياهو يحاول كـ"مندوب مبيعات" تطوير العلاقات الاقتصادية بين الدولتين وتحسين صورة إسرائيل كدولة تكنولوجية وعضو مهم في المجتمع الدولي.
•كما يدرك نتنياهو أن التغيير في النظام العالمي يحول آسيا بصورة عامة والهند خصوصاً إلى دولة أكثر أهمية عمّا قبل، لذا تستحق هذه المنطقة اهتمام إسرائيل بها. ولا شك في أن وجود نتنياهو في الهند يُعتبر فرصة لتقدير التقدم الذي حدث في العلاقات الثنائية، وللتغلب على العقبات الواقفة أمام إمكان توسيع التعاون وتعزيز الشراكة الاقتصادية بين الدولتين.
•معروف أن أي طبيب يبحث عن علاج للمرض مُلزم أولاً وقبل أي شيء بأن يُشخص السبب. وإحدى المصاعب المركزية في الطريق إلى حل النزاع بيننا وبين الفلسطينيين هي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ["الأونروا"] التي كانت أقيمت بشكل حصري للعناية باللاجئين الفلسطينيين فقط وهي ترسّخ وَهْمَ العودة.
•تُعنى وكالة اللاجئين العالمية في الأمم المتحدة UNHCR، في السنوات الأخيرة، بنحو 66 مليون لاجئ حقيقي جرّاء الحروب الأهلية والنزاعات الدموية والكوارث الطبيعية. بموازاة ذلك فإن الأونروا التي أقيمت على نحو خاص للاجئين الفلسطينيين حين كانوا نحو 700،000 فقط تعنى اليوم في الظاهر بـ5،3 مليون نسمة تُعرِّفهم بأنهم لاجئون لكن ليس بينهم وبين اللجوء إلاّ صلة المصادفة فقط. وقسم من هؤلاء اللاجئين غير موجود على الإطلاق. فالإحصاء السكاني الأخير في لبنان وجد أن ثلثي عدد اللاجئين الذين تبلّغ الوكالة عنهم هم ببساطة مختلقون. 300،000 شخص غير موجودين إلاّ في تقارير الوكالة أمّا في الواقع فإنهم اختفوا. وواضح أن الوكالة لديها مصلحة اقتصادية في تضخيم الأعداد. وميزانيتها للاّجئ أكبر بأربعة أضعاف من ميزانية وكالة الأمم المتحدة للاجئين: 246 دولارا في مقابل 58.
•لقد وُلدت الأونروا من طريق الخطيئة وتعيش بالخطيئة. فهذه الوكالة ترسّخ مسألة اللاجئين الفلسطينيين، وتمنع الوصول إلى تسوية سياسية، وتساهم في التحريض المناهض لإسرائيل، وتمس العناية باللاجئين. وطالما بقيت الأونروا موجودة، فإننا نحكم على أنفسنا ليس فقط بغياب التسوية في الحاضر، بل أيضاً نضمن، حتى بعد 10 سنوات أو 20 سنة حين يصل تلاميذ الأونروا الحاليين إلى سن الرشد بعد سنوات من التحريض، ألاّ يكون عندها أيضاً أي تغيير إيجابي. ولذا يجب النظر إلى المصلحة الإسرائيلية البعيدة المدى وكذلك إلى مصلحة كل من يريد الوصول إلى تسوية سلام في المستقبل.
•إن العالم يعرف هذا، وإسرائيل تعرف هذا، لكن كان مريحاً للجميع الجلوس جانباً وعدم فعل أي شيء لإصلاح هذا الخلل التاريخي، إلى أن جاءت إدارة الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب وقالت بوضوح إن الأونروا هي جزء من المشكلة ولا يمكنها أن تكون جزءاً من الحل.
•عندما أعلنت الولايات المتحدة أنها تفكر بوقف التمويل الأميركي للوكالة، كان يتعين على إسرائيل أن تتبنى الاقتراح بكلتي اليدين. لكن الرد الإسرائيلي الذي عكس نهج المؤسسة الأمنية كان متردداً ومتلعثماً، حين عبّر عن قصر نظر وتفضيل الهدوء في المدى القصير الذي من شأننا جميعاً أن ندفع ثمنه غالياً في المديين المتوسط والبعيد. وتخشى المؤسسة الأمنية من عدم الاستقرار إذا ما توقف تمويل الوكالة. وفي رأيي توجد منظمات أُخرى في الأمم المتحدة تعمل منذ الآن في الميدان مثل وكالة التنمية UNDP ووكالة UNOP، ويمكنها بصورة سريعة نسبياً أن توفر الخدمات الإنسانية. وكثير من الفلسطينيين الذين يتلقون المال والخدمات من الأونروا لن يذرفوا أي دمعة إذا تلقوا هذه المساعدة من جهة أُخرى.
•هل هذا سهل؟ كلا. هل تبدو بعض حجج المؤسسة الأمنية منطقية؟ نعم. لكن هذه نظرة إلى المدى القصير. وعندنا هنا قنبلة موقتة وإذا لم نفككها الآن ستنفجر في وجهنا في المدى البعيد.
•إننا نقف الآن في مفترق طرق تاريخي، فالإدارة الأميركية تقوم بإتباع أسلوب تفكير جديد بالنسبة إلى الأمم المتحدة والشرق الأوسط، وهي غير مستعدة لأن تموّل منظمات تعمل ضد الأمن القومي الأميركي. وفي حالة الأونروا لا بُدّ من القول إنها منظمة تعمل بخلاف المصلحة الأمنية القومية لدولة إسرائيل، وبخلاف مصلحة كل من يؤيد التسوية السلمية في المنطقة. وسيكون إغلاق الأونروا خطوة أولى في الطريق إلى شفاء المريض قبل أن يصبح مرضه خبيثاً.