مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قال رئيس الحكومة ووزير الدفاع بنيامين نتنياهو إن الطائرات الحربية الإسرائيلية من طراز "إف 35" [الشبح] قادرة على الوصول إلى أي مكان في الشرق الأوسط بما في ذلك إيران وبطبيعة الحال سورية.
وجاءت أقوال نتنياهو خلال قيامه أمس (الثلاثاء) بتفقد قاعدة سلاح الجو "نفاتيم" في النقب [جنوب إسرائيل]، حيث توجد طائرات "إف 35" الأميركية الصنع.
وعقد نتنياهو جلسة أمنية في القاعدة مع رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي، وقائد سلاح الجو اللواء عميكام نوركين، وكبار ضباط السلاح.
وقال نتنياهو وهو يقف أمام سرب من طائرات "إف 35": "هددت إيران في الآونة الأخيرة بتدمير دولة إسرائيل، لكن يتوجب عليها أن تعرف أن هذه الطائرات تستطيع أن تصل إلى أي مكان في الشرق الأوسط، وإلى إيران أيضاً وبكل تأكيد إلى سورية".
وأعلنت إسرائيل في أيار/مايو 2018 أنها أول من يستخدم طائرات "إف 35" الأميركية في عمليات قتالية بعد الولايات المتحدة، وذلك بعد أسابيع من غارات جوية نفذتها طائرات إسرائيلية على عدة مواقع داخل سورية قيل إنها إيرانية.
وكان نتنياهو ندد يوم الأحد الفائت بإعلان إيران مباشرة تخصيب اليورانيوم بدرجة محظورة بموجب الاتفاق المبرم معها سنة 2015، وأكد أن ذلك يشكل خطوة خطرة للغاية.
ذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أمس (الثلاثاء) أن الجيش يواصل فحص مسار النفق الهجومي الذي اكتشفه أول أمس (الاثنين) خلال أعمال إقامة العائق تحت الأرضي في منطقة الحدود مع جنوب قطاع غزة، والذي يمتد نحو الأراضي الإسرائيلية.
وأضاف البيان أن الجيش الإسرائيلي دمر 18 نفقاً هجومياً منذ عملية "الجرف الصامد" العسكرية التي قام بشنها في قطاع غزة في صيف 2014.
وفي غزة أعلنت وزارة الداخلية في بيان صادر عنها مساء أمس إجراء تمرين مفاجئ واسع النطاق في القطاع شمل إغلاق المنافذ البرية والبحرية كافة وانتشاراً مكثفاً لعناصر حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أُخرى. وأضاف البيان أن التمرين حاكى وجود تهديد أمني كبير.
وقالت مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى إن هذا التمرين حاكى سيناريو ضبط قوات خاصة أو مواجهة حدث أمني كبير في قطاع غزة، وأشارت إلى أنه في إطار التمرين أُغلقت جميع المعابر البرية ومُنع الصيادون من الخروج إلى الصيد.
وأضافت هذه المصادر أن ما جرى هو مستوى عال من الاستنفار لدى حركة "حماس" وأجهزتها الأمنية والشرطية وحتى على مستوى كتائب القسام الجناح العسكري، كما انضمت إليه سرايا القدس التابعة للجهاد الإسلامي، وتم نصب حواجز كثيرة في مدينة غزة وليس في كل القطاع، وإغلاق جميع المنافذ البحرية والبرية، وجرى تعميم أن قوة دخلت إلى القطاع هويتها غير واضحة.
أفادت قناة التلفزة الإسرائيلية 12 [القناة الثانية سابقاً] مساء أمس (الثلاثاء) أن جهاز الموساد الإسرائيلي ساهم خلال السنوات الثلاث الفائتة في إحباط 12 عملية إرهابية لتنظيم "داعش" كان من المتوقع ارتكابها في أراضي تركيا.
وأشارت القناة إلى أن الموساد قام بهذه المساهمة على الرغم من التوتر القائم بين إسرائيل وتركيا خلال هذا الفترة.
- ثمة أربعة دروس يمكن استخلاصها من عملية "الجرف الصامد" العسكرية التي قام الجيش الإسرائيلي بشنها في قطاع غزة قبل خمس سنوات، بدءاً بالمستوى الاستراتيجي، مروراً بالمفهوم العملي، وانتهاء بالانشغال بمسألة عينية مثل استعادة جثث الجنديين والمفقودين الإسرائيليين.
- ولا بد من القول إن السياسة الإسرائيلية حيال قطاع غزة لم تتغير في السنوات الثماني التي سبقت عملية "الجرف الصامد"، ولا في السنوات الخمس التي مضت منذ تلك العملية. ويمكن لنا أن نسمي هذا ببساطة "استمرار الوضع القائم". وهذا يعني إطلاق طائرات ورقية حارقة والقيام بأعمال استفزاز على طول السياج الأمني بصورة شبه يومية، و"جولة عنيفة" كل بضعة أشهر من خلال إطلاق مئات الصواريخ تقابلها هجمات لسلاح الجو، وعملية عسكرية كبرى مرة كل بضع سنوات. ويُعرض هذا الوضع في الغالب بوصفه شراً لا بد منه، لكن توجد له برأيي أربعة بدائل على الأقل: احتلال قطاع غزة في عملية كبرى تهدف إلى تدمير كل البنى التحتية لـ "الإرهاب" وربما أيضاً التسبب بإسقاط حكم "حماس"؛ استئناف المفاوضات السياسية مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على أمل بأن يؤدي الأمر إلى إعادة السلطة الفلسطينية إلى سدة الحكم في غزة أيضاً؛ محاولة دق إسفين بين السكان في غزة وبين حكم "حماس"؛ الاعتراف بأن غزة هي دولة مستقلة بحكم الأمر الواقع، ووفقاً لذلك التوصل إلى تفاهمات مع الحكم هناك يكون في صلبها وقف إطلاق النار بشكل كامل في مقابل الاعتراف بل ودعم تأهيل البنى التحتية مع حكومة "حماس" وليس من وراء ظهرها.
- بتقديري أي عملية عسكرية كبرى لن تكون مجدية، كما أن إمكان استئناف المفاوضات السياسية أو دق إسفين بين السكان في غزة وحكم "حماس" غير ممكن. ما يتبقى إذاً هو الحسم بين استمرار الوضع القائم أو الاعتراف بغزة كدولة مستقلة. وحان الوقت بعد مرور 5 سنوات على "الجرف الصامد" لإجراء بحث بشأن الاستراتيجيا الصحيحة الواجب إتباعها.
- بالإضافة إلى ذلك وعقب العمليات العسكرية الثلاث الكبرى التي تم شنها في غزة، يمكن تصنيف هذه العمليات ضمن نوعين: الأول، عمليات غايتها التحسين الدراماتيكي للوضع؛ الثاني، عمليات تكون غايتها القصوى إعادة الوضع - أي الهدوء النسبي - إلى سابق عهده. ولا شك في أن الجمهور العريض في إسرائيل معني، سواء بالنسبة إلى لبنان أو بالنسبة إلى غزة، بإنجاز الغاية الأولى، أي تحقيق انتصار ساحق على العدو، لكنه مستعد لأن يدفع ثمن الغاية الثانية فقط. وللأسف فإن الدمج بين الغايتين غير ممكن ويجدر بنا أن نسلم بذلك.
- ثمة درس آخر يتعلق بفرضية مغلوط فيها تجذرت فحواها أن أي عملية عسكرية برية ناجعة في غزة تستلزم احتلال القطاع كله. ومن ناحية عملية يبدو أن بين الإمكانيتين المتطرفتين القتال عن بُعد أو الاحتلال الكامل للقطاع توجد أيضاً إمكانات عسكرية أُخرى تسمح بحشد جهد بري ضد مراكز قوة العدو من دون أن تكون هناك حاجة إلى الدخول إلى كل حي وزقاق.
- الدرس الأخير يتعلق بموضوع استعادة جثتي الجنديين أورون شاؤول وهدار غولدين. على مدى عشرات السنوات كررت إسرائيل الخطأ ووافقت على أن موضوع تبادل الأسرى أو السجناء يتم على نحو منفصل عن باقي مواضيع التسوية. هذا خطأ لكون هذا الموضوع يشكّل في أيدي أعدائنا سواء كانوا حزب الله أو "حماس" بمثابة رافعة كبرى وبالتالي يجب أن يربط بمواضيع أُخرى. هكذا مثلاً كان من السليم لدى انتهاء عملية "الرصاص المسبوك" سنة 2009 الاستجابة إلى الضغط الدولي لفتح المعابر لخدمة أغراض إنسانية فقط كجزء من اتفاق إنساني كامل يتضمن أيضاً إعادة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي كان محتجزاً لدى "حماس" في مقابل عدد معقول من "المخربين" الفلسطينيين. لكن ما العمل إذا ما كان العُرف المتبع في إسرائيل الآن هو عقد اجتماع للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية- الأمنية لإجراء بحث عاجل فقط في الوقت الذي يبدأ التصعيد حول غزة بدلاً من بحث هذه المواضيع المبدئية واتخاذ قرارات سياسية ليس تحت وطأة إطلاق النار.
- في الوقت الذي يقوم الجيش الإسرائيلي فيه بالكشف عن نشاط "حماس" تحت الأرض، تواصل الحركة استخدام وسائل أُخرى- جوية. فقد أسقطت قوة من الجيش الإسرائيلي طائرة مسيّرة تسللت في الأمس من قطاع غزة إلى أراضي إسرائيل. في السنوات الأخيرة تعمل "حماس" على تحسين منظومة الطائرات الصغيرة، وفي الجيش الإسرائيلي يقدّرون أنه في المواجهة الكبيرة القادمة ستزيد الحركة بصورة كبيرة من استخدامها الطائرات المسيّرة لجمع معلومات استخباراتية ولتنفيذ هجمات. في المقابل حسّن الجيش في السنوات الأخيرة من قدرته على مواجهة هذا الخطر الآخذ في التعاظم.
- خلال عملية الجرف الصامد استخدمت "حماس" مرتين على الأقل طائرات صغيرة في محاولة لشن هجمات في أراضي إسرائيل، لكن سلاح الجو الإسرائيلي أسقطها. في مقابل الطائرات المسيّرة التي يواجهها سلاح الجو في الأساس، فإن مواجهة الحوّامات هي أيضاً من مهمات قوات الفرقة العسكرية. في جولة التصعيد الأخيرة في أيار/مايو حاولت التنظيمات الإرهابية مرتين تنفيذ هجمة بواسطة حوّامة. كان رد الجيش الإسرائيلي في المرتين جزئياً- من ناحية الكشف عن الطائرة ومهاجمتها، لذلك يركز الجيش في الشهور الأخيرة جهداً من أجل تحسين الرد العملاني.
- الحوّامة التي تسللت في الأمس كشفتها منظومة الكشف في الجيش قرابة الساعة العاشرة صباحاً عندما كانت تتوجه نحو السياج الحدودي شمال قطاع غزة في منطقة كيبوتسي كرميا وزيكيم. واستُدعيت قوات من الجيش إلى المكان قامت بإسقاطها. يقوم الجيش بفحص الطائرة الصغيرة ويحاول معرفة مَن وراءها وما كان هدفها. ويدّعون في الجيش أنه جرت ملاحقة الحوّامة عندما كانت في القطاع، وبعد اجتيازها الحدود أُسقطت من الأرض.
- على أي حال، ليس لحادثة إسقاط الحوّامة في الأمس في هذه المرحلة أهمية بالنسبة إلى إسرائيل. المسألة الأساسية بالنسبة إلى الاستقرار الأمني في المنطقة مرتبطة في الأساس بعدم إقدام "حماس" على معاودة إطلاق البالونات الحارقة، ومواصلة سيطرتها على أعمال الشغب والعنف على طول السياج.
- وكما هو معروف، كشف الجيش أيضاً عن نفق في جنوب القطاع، في أثناء القيام بأعمال بناء العائق تحت الأرض على الحدود. في الأيام المقبلة سيُجري الجيش تحقيقاته بشأن النفق، بينما ليس من الواضح حتى الآن ما إذا كان نفقاً جديداً أم قديماً، وما هو طوله وإلى أي مسافة يتسلل داخل أراضي إسرائيل.
- منذ بدأ الجيش الإسرائيلي في بناء العائق في سنة 2017 وحتى الآن جرى اكتشاف 18 نفقاً، والتقدير أنه خلال الاستمرار في أعمال بناء العائق سيجري الكشف عن ممرات إضافية تحت الأرض.
- يعتقد رئيس الأركان السابق غادي أيزنكوت أن الوضع في الشرق الأوسط ينطوي على فرصة لتقليص تهديد الميليشيات الشيعية لإسرائيل ويعزز قوة لبنان، من خلال تقليص تبعيته للنفوذ الإيراني. في المقال الذي نشره يوم الإثنين في موقع معهد واشنطن لأبحاث الشرق الأوسط الذي يشغل فيه مركز زميل باحث، يقترح أيزنكوت توسيع تفويض قوة الأمم المتحدة في الجنوب اللبناني (اليونيفيل) وزيادة عدد الجنود الذين يخدمون فيها، كجزء من الجهد الرامي إلى تحسين الاستقرار الإقليمي، والحد من قوة حزب الله. ويكتب أيضاً أنه من الممكن الضغط على إيران لإخراج مستشاريها العسكريين وقواتها من سورية ولبنان.
- كتب أيزنكوت هذا المقال بمناسبة مرور 13 عاماً على نشوب حرب لبنان الثانية [حرب تموز 2006] الذي يحل في يوم الجمعة المقبل. خلال هذه الحرب كان أيزنكوت قائداً لشعبة العمليات في قيادة الأركان العامة، تحت رئاسة رئيس الأركان دان حالوتس.
- طوال سنوات انتهج أيزنكوت خط الدفاع عن إنجازات الحرب، لكنه شارك أيضاً في الانتقادات التي وُجهت إلى الخلل في أداء الجيش خلال الحرب، وفي بعض الحالات عرض مواقف مختلفة عن مواقف رؤسائه خلال المعركة.
- بحسب أيزنكوت، زاد حزب الله ترسانته الصاروخية منذ سنة 2006، لكن أيضاً القدرة الدفاعية والهجومية للجيش في مواجهة سيناريو حرب إضافية ضد لبنان تحسنت كثيراً. يكتب: "يتمتع الجيش بتفوق كبير في مجال الاستخبارات، والجو، والقتال البري، وسيكون هذا كافياً لضمان الانتصار في المواجهة المستقبلية، وتدفيع إيران وحزب الله ثمناً باهظاً".
- يعترف رئيس الأركان السابق بأن إطلاق آلاف الصواريخ على الجبهة الداخلية في حرب لبنان الثانية ولّد "موجات صدمة" في المجتمع الإسرائيلي، وطرح تساؤلات صعبة تتعلق بمستوى الجهوزية العملانية للجيش إذا نشبت حرب. وقد أدت هذه الانتقادات، في رأيه، إلى إعادة تنظيم وحدات الجيش من جديد، وإلى تغيير تركيز المخصصات في موارد استخباراتية، وتحسين الجهوزية لخوض معركة أُخرى ضد حزب الله، وتحسين الدفاع عن الجبهة الداخلية.
- في الشهر المقبل ستعقد الأمم المتحدة جلستها الدورية لمناقشة تمديد تفويض اليونيفيل. يقترح أيزنكوت على الأمم المتحدة " تعزيز تفويض قواتها في لبنان وسورية بواسطة زيادة عدد جنودها وتوسيع الصلاحيات المعطاة لها على الأرض". في الوقت عينه يعتقد أن على دول الغرب التي تؤيد الجيش اللبناني، وبينها الولايات المتحدة وفرنسا، الضغط على هذا الجيش لإظهار مزيد من التدخل لمنع تهريب السلاح من سورية إلى حزب الله وتوسيع نطاق عملياته في الجنوب اللبناني، في المنطقة الواقعة بين الحدود الإسرائيلية ونهر الليطاني. ويكتب أن على المجتمع الدولي الضغط على حكومة لبنان لتعزيز سيادتها في الجنوب، ولتحمّل المسؤولية الكاملة عمّا يجري هناك.
- بالاستناد إلى كلامه، فإن الضغط الدولي على إيران بشأن الخلاف المتعلق بالاتفاق النووي يشكل فرصة للضغط على النظام لإخراج قواته من سورية، وإخراج المستشارين العسكريين الإيرانيين الذي يعملون إلى جانب حزب الله في لبنان. وفي تقدير أيزنكوت، يمكن أن تضعف مكانة حزب الله وإيران في لبنان إذا كثفت الولايات المتحدة جهودها في المنطقة. وهو يعتقد أن على المجتمع الدولي أن يراقب عن كثب ما يجري على الحدود السورية-اللبنانية، للمساعدة في إحباط تهريب السلاح عبر هذه الحدود إلى عناصر حزب الله.
- ويكتب أن على حكومة إسرائيل زيادة جهودها للدفع قدماً بمصالحها المشتركة مع لبنان مثل تحريك مشروع التنقيب عن الغاز اللبناني في مياه البحر المتوسط وتسوية الخلافات في مسألة ترسيم الحدود البحرية والدولية بين الدولتين، باستثناء قضية هار دوف ("مزراع شبعا") التي يعتقد أيزنكوت أن من الصعب حلها في الوقت الراهن.
- يدّعي رئيس الأركان السابق أن حرب 2006، التي تعرّض خلالها أداء الحكومة والجيش لانتقادات شديدة طوال سنوات، أدت بنظرة إلى الوراء، إلى تحقيق إنجازات استراتيجية مهمة لإسرائيل. وكتب: "ما دامت تجري المحافظة على هذه الإنجازات، من المعقول أن يستمر الاستقرار على طول الحدود الشمالية لإسرائيل." وتابع "بالإضافة إلى ذلك، فإن الوضع الراهن الذي يواجهه حزب الله وإيران وفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، يخلق فرصة لإضعاف تأثيرهم في لبنان. في جميع الأحوال، يتعين على إسرائيل المحافظة على جهوزيتها وتفوقها العسكري، لردعهم عن شن حرب، ولضمان انتصار ساحق، إذا نشبت مواجهة على الرغم من كل شيء."
- يتطرق أيزنكوت أيضاً إلى عملية "درع شمالي" التي قادها في نهاية ولايته، والتي دمر الجيش في إطارها ستة أنفاق حفرها حزب الله تحت الحدود مع إسرائيل. بحسب كلامه، الكشف عن المشروع المكلف والسري للحزب من جانب الاستخبارات الإسرائيلية أحدث صدمة في إيران وفي قيادة حزب الله، ودفعهما إلى التقليل من أهمية الاكتشاف. وفي تقديره، أثبت هذا الاكتشاف لهما مدى تغلغل الاستخبارات الإسرائيلية في صفوفهما، وعزز الردع الإسرائيلي في نظر متخذي القرارات في إيران ولبنان.
- ويكتب رئيس الأركان السابق أن حزب الله أعاد الجزء الأكبر من مقاتليه الذين شاركوا في الحرب الأهلية في سورية خلال السنة الماضية. ويكرر تقديره أن نحو 2000 عنصر من حزب الله قُتلوا في المعارك هناك، ونحو 8000 أصيبوا بجروح. وبحسب كلامه، قوة الحرب وخسائره الكبيرة أجبرته على تجنيد مقاتلين في سن الـ16 بين صفوفه، وعدد كبير من هؤلاء المجندين الشباب العديمي الخبرة قُتل في المعارك. ويكتب أن الحرب في سورية أثارت خلافات داخلية قاسية في الآراء في حزب الله، وخلقت مشكلات اقتصادية حادة وأجبرت الحزب على تقليص رواتب العاملين لديه ومشاريع التقديمات الاجتماعية التي يقدمها إلى الطائفة الشيعية في لبنان.
[....]