مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
قوات من الشرطة والجيش تبدأ بهدم 70 منزلاً في القدس الشرقية بحجة قربها من جدار الفصل
تقديرات إسرائيلية: إيران تفضل إرسال شحنات السلاح إلى سورية ولبنان عن طريق البحر
كوشنير يجول في الأسبوع المقبل على دول المنطقة
استطلاعات الرأي العام: اتحاد أحزاب اليمين برئاسة شاكيد سيحصل على 12-13 مقعداً
مقالات وتحليلات
الاستيلاء على ناقلة النفط البريطانية: طهران لا تخشى السير على حافة الهاوية
جيسون غرينبلات: قزم خرافي
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"هآرتس"، 22/7/2019
قوات من الشرطة والجيش تبدأ بهدم 70 منزلاً في القدس الشرقية بحجة قربها من جدار الفصل

أمرت وزارة الدفاع بهدم نحو 70 منزلاً في منطقة خاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية بحجة أن هذه المنازل قريبة من جدار الفصل وتشكل خطراً أمنياً. وبدأ هذا الصباح (الاثنين) مئات من رجال الشرطة والجنود الإسرائيليين بهدم 13 مبنى في وادي الحمص شرقي القدس، بينها منزلان يسكن فيهما 17 شخصاً. وكانت محكمة العدل العليا في إسرائيل قد رفضت طلباً بتأجيل موعد الهدم.

يقع حي وادي الحمص على مدخل قرية صور باهر جنوبي شرقي القدس. وبخلاف سائر أجزاء القرية، فإنه موجود خارج نطاق بلدية القرية، ويدخل ضمن أراضي الضفة الغربية التابعة للسلطة الفلسطينية. ومعظم هذه الأحياء مصنفة بالمنطقة "أ"، أي خاضعة للسلطة الفلسطينية إدارياً وأمنياً، لكن بعد طلب التماس قدمه السكان في الماضي، جرى تغيير مسار جدار الفصل بحيث لا يمر في وسط القرية، ونتيجة ذلك بقي الحي في الجانب الإسرائيلي من الجدار، لكنه من الناحية القانونية يُعتبر جزءاً من الضفة الغربية ويدخل ضمن مسؤولية السلطة الفلسطينية.

استناداً إلى سكان صور باهر، فإن حي وادي الحمص شكّل منطقة التوسع الوحيدة للقرية التي تجد نفسها محاصرة بين أحياء إسرائيلية من جهة، وجدار الفصل من جهة أُخرى. وفي الأعوام الأخيرة جرى بناء العديد من المبان بموافقة وزارة التخطيط في السلطة الفلسطينية، والتي سكنت فيها عائلات من المتزوجين حديثاً من شباب القرية. لكن قبل 7 أعوام أصدر قائد المنطقة الوسطى أمراً يمنع فيه إقامة مبانٍ على بعد 250 متراً من جدار الفصل. ويقول السكان أنهم لم يعرفوا بهذا الأمر، وإنه لم يُنشر علناً.

يري أفيف تتراسكي الباحث في جمعية "عير عميم"، أنه في إطار الحرب الديموغرافية ضد سكان القدس الشرقية، فإن دولة إسرائيل ترفض إعطاء الموافقة على مشاريع بناء يتقدم بها سكان القدس الشرقية. وقد حاول هؤلاء الالتفاف على هذا المنع من خلال الحصول على موافقة السلطة الفلسطينية للبناء في المنطقتين "أ" و"ب" اللتين لا سلطة لإسرائيل فيهما في مسائل البناء والتخطيط. ويرى تتراسكي أن إصرار إسرائيل على منع السكان من البناء حتى في هذه المناطق هو "عمل وحشي".

"هآرتس"، 22/7/2019
تقديرات إسرائيلية: إيران تفضل إرسال شحنات السلاح إلى سورية ولبنان عن طريق البحر

بحسب تقديرات إسرائيلية، فإن إيران تعمل على نقل السلاح إلى سورية ولبنان عن طريق البحر، فضلاً عن السلاح الذي تنقله براً وجواً. وبحسب هذه التقديرات، فإنه بعد الهجمات المنسوبة إلى إسرائيل، والتي هدفت إلى منع إيران من التمركز في سورية ونقل سلاح دقيق إلى حزب الله، تفضل طهران نقل جزء من هذا السلاح من خلال البحر. ويعتقد مسؤولون في المؤسسة الأمنية أن التوترات في الساحة البحرية بين إيران والولايات المتحدة وبريطانيا لم تؤثر في إسرائيل مباشرة في هذه المرحلة. وفي تقدير هؤلاء المسؤولين أن إيران تفضل منع وقوع مواجهة مباشرة مع إسرائيل في الساحة الساحة البحرية، لأن مصلحتها تقضي التخفيف من العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها بواسطة المفاوضات. ومع ذلك يستعد المستوى الأمني في إسرائيل لمواجهة سيناريو تصعيد في هذه الساحة أيضاً، وقام بتحذير المستوى السياسي من إمكان تعرّض سلاح البحر الإسرائيلي والسفن التجارية الإسرائيلية لهجمات بواسطة صواريخ دقيقة. وفي الأسابيع الأخيرة يدرس سلاح البحر إمكان شراء منظومات دفاعية تحت المياه متطورة لمواجهة الألغام البحرية.

ويُقدّر المسؤولون في إسرائيل أيضاً، أنه في ضوء التوترات في الخليج الفارسي، فإن القيادة في إيران تفضل عدم الانجرار إلى حرب، وإنما العمل ضد أهداف معينة، مثل الاستيلاء على ناقلة النفط البريطانية في نهاية الأسبوع.

لكن على الرغم من ذلك، فإن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قررت اتخاذ عدة خطوات احترازية، بينها مؤخراً إقامة حاجز بحري في المرفأ العسكري في إيلات لمنع دخول القوارب المدنية والسياحية كجزء من الإجراءات الوقائية. وتتخوف إسرائيل من وقوع هجمات إرهابية بواسطة زوارق أو دراجات مائية سريعة.

ويعتقد المسؤولون في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أنه إذا قررت إيران تصعيد الوضع في الخليج، فإنها ستفعل ذلك من خلال تنظيمات تدور في فلكها، مثل ميليشيات الحوثيين في اليمن أو حزب الله في لبنان. وتملك هذه الميليشيات وسائل متطورة قادرة على ضرب سفن إسرائيلية على مسافة 300 كيلومتر.

"يسرائيل هَيوم"، 22/7/2019
كوشنير يجول في الأسبوع المقبل على دول المنطقة

سيقوم المستشار الخاص للبيت الأبيض وصهر الرئيس ترامب جاريد كوشنير في الأسبوع المقبل بجولة على دول المنطقة على رأس وفد أميركي رفيع المستوى، بهدف درس كيفية تطبيق خطة التنمية الاقتصادية للفلسطينيين التي تُقدّر بنحو 50 مليار دولار، والتي نوقشت في مؤتمر المنامة، وتشكل المدماك الاقتصادي لـ "صفقة القرن" الأميركية.

ومن المفترض أن يقوم كوشنير وجايسون غرينبلات الموفد الرئاسي الخاص، وبرايان هوك المسؤول في وزارة الخارجية الأميركية عن السياسة تجاه إيران، وآفي باركوفيتس مستشار كوشنير، بزيارة كل من الأردن، ومصر، والسعودية، وقطر، والإمارات العربية المتحدة، وإسرائيل.

وذكرت صحيفة "هآرتس" (22/7/2019) أن أحد الموضوعات التي ستُدرس هو إنشاء صندوق دولي لدعم الاقتصاد الفلسطيني، جرى وصفه بإسهاب في الجزء الاقتصادي من "صفقة القرن". وتأمل الإدارة الأميركية بأن يكون الصندوق في المنامة عاصمة البحرين، الدولة التي لها علاقات متينة مع السعودية، وتقيم منذ عامين علاقات مع إسرائيل أيضاً.

وفي هذه المرحلة، لا تزال الإدارة الأميركية تنوي نشر الجزء السياسي من خطة السلام بعد الانتخابات في إسرائيل. وتجدر الإشارة إلى أن السلطة الفلسطينية تواصل مقاطعتها الاجتماع مع موفدي إدارة ترامب، ومن غير المنتظر أن يلتقي الوفد الأميركي في جولته المقبلة ممثلين فلسطينيين.

"هآرتس"، 22/7/2019
استطلاعات الرأي العام: اتحاد أحزاب اليمين برئاسة شاكيد سيحصل على 12-13 مقعداً

بحسب استطلاعَين للرأي نشرتهما كل من قناة "كان" الإخبارية، وقناة حداشوت 12، فإن الاندماج بين حزب العمل بزعامة عمير بيريتس والحزب الذي تتزعمه أورالي أبو قسيس سيزيد تمثيل حزب العمل بمقعد أو مقعدين. أمّا إذا ترأست أييليت شاكيد قائمة اتحاد أحزاب اليمين في الانتخابات المقبلة فستحصل القائمة على 12 وحتى 13 مقعداً، وسيحصل الليكود على 28 مقعداً، وحزب أزرق أبيض على 29 مقعداً. الاستطلاعان افترضا خوض حزب بلد وحداش ورعم وتعل الانتخابات في قائمة موحدة، لكن هذا الأمر لا يبدو مضموناً حتى الآن بسبب الخلافات التي اندلعت بين هذه الأحزاب على توزيع المقاعد.

وذكرت صحيفة "معاريف" (22/7/2019) أنه بعد الإعلان بشأن تولّي أييليت شاكيد رئاسة حزب اليمين الجديد، اتصلت بزعيم حزب البيت اليهودي الحاخام رافي بيريتس وتحدثت معه عن إمكان توحيد أحزاب اليمين الصغيرة ضمن قائمة واحدة.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"معاريف"،21/7/2019
الاستيلاء على ناقلة النفط البريطانية: طهران لا تخشى السير على حافة الهاوية
طال ليف – رام - محلل عسكري

الاستيلاء على الناقلة البريطانية لم يكن مجرد نزوة عابرة أو مبادرة محلية، وإنما تعبير عن سياسة مرسومة في إيران. التقديرات في إسرائيل أن "حزب الله" لن يسارع إلى الدخول في مغامرات حربية.

 

  • التصعيد الأخير في الخليج، والذي تجسد في نهاية الأسبوع الأخير في استيلاء قوات الحرس الثوري الجمهوري الإيرانية على ناقلة نفط بريطانية، هو علامة إضافية أُخرى على الضائقة الإيرانية، وعلى استعداد إيران للسير على حافة الهاوية والمخاطرة باحتمال حرب في مقابل أميركا. فالاستيلاء على الناقلة ليس نزوة آنية عابرة أو مبادرة محلية، وإنما هي تعبير عن سياسة مرسومة في إيران تقضي بتصعيد العمليات، مرحلة في إثر أُخرى وبالتدريج، رداً على العقوبات القاسية التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران.
  • يمكننا رؤية هذا التوجه في الإجراءات المتعلقة بمسارات الملاحة البحرية في منطقة الخليج في محاولة لخلق معادلة تفيد بأنه إذا لم تستطع إيران الاتجار بنفطها، فإن هذا سيكون له انعكاس على سوق النفط بأكمله. وإذا كانت تلك الإجراءات قد استهدفت، حتى قبل أشهر معدودة، دولاً مجاورة في الخليج الفارسي فقط، فقد لمّح الإيرانيون في نهاية الأسبوع الأخير بأنهم سيرفعون سقف الرهان وهم يستهدفون الآن، فعلياً، مصالح دولة عظمى مثل بريطانيا، الحليف المهم جداً للولايات المتحدة.
  • كانت الاستخبارات الإسرائيلية قد توقعت السياسة التي سيعتمدها الإيرانيون رداً على العقوبات الآخذة في التعمق والاتساع تباعاً. لكن، مع ذلك، لا تزال التقديرات الإسرائيلية ترى أنه على الرغم من الوضع المتوتر في المنطقة، فإن احتمال نشوب حرب تكون إسرائيل طرفاً فيها هو احتمال ضئيل جداً. وتفيد التقديرات الإسرائيلية بأن "حزب الله" أيضاً لن يسارع إلى الدخول في مغامرات حربية مع إسرائيل، نيابة عن نظام الملالي في طهران أو بتوكيل منه.
  • في صلب هذه الرؤية، فإن تقدير الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بأن الردع الإسرائيلي في مقابل "حزب الله" لا يزال قوياً. وترى هذه التقديرات أن الاحتمال الأقوى هو اندلاع مواجهة واسعة جرّاء حدث موضعي، مثل العملية ضد التنظيم الإرهابي الشيعي في سورية، والتي نُسبت إلى إسرائيل، بينما احتمال إقدام "حزب الله" على عمل هجومي يشعل فتيل حرب هو احتمال ضئيل جداً.
  • لكن التقرير الصحافي الشامل الذي نشره موقع "ديلي بيست" الأميركي عن "حزب الله" يتحفظ عن هذا التوجه ويضعه موضع التساؤل والتشكيك. فقد تضمن التقرير، بين ما تضمنه، مقابلات مع قادة ميدانيين ومقاتلين من الحزب، بعضهم على الأقل - مثلما ورد فيه - تحدث في المقابلات من دون إذن القادة الكبار. ويشير موقع "ديلي بيست" إلى أنه حين يتحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن حرب فهو يعني مواجهة عسكرية معروفة. لكن من وجهة النظر الإيرانية، فإن ترامب يشن الآن حرباً اقتصادية على إيران ستقود إلى نشوب حرب عسكرية في المنطقة. ويركز التقرير على ما يجري في لبنان، ويدّعي، عملياً، أنه كلما تصاعدت حدة التوتر بين إيران والولايات المتحدة، يزداد أيضاً احتمال اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة بين إسرائيل و"حزب الله".
  • في المقابلات المتعددة التي يوردها التقرير، يدّعي ضباط من "حزب الله" أن للعقوبات الاقتصادية على إيران آثاراً عميقة ومباشرة في تنظيمهم، ولذا فإنهم سيكونون على أهبة الاستعداد لتنفيذ عمليات حربية ضد إسرائيل، إذا ما أصدر الإيرانيون الأوامر لهم بذلك. إذا سقط صاروخ على إيران، يقول أحد القادة العسكريين في التقرير، فإن التعامل في هذا الأمر سيكون على أساس أن إسرائيل هي التي أطلقته. والرسالة التي تبثّها تصريحات القادة والمقاتلين في التقرير فحواها أن سيناريو الحرب مع إسرائيل محتمل جداً، بل ربما يكون وشيكاً جداً، وسيكون "حزب الله" صاحب الطلقة ألأولى فيها.

صحيح أن التقرير لا يعبّر عن موقف "حزب الله" الرسمي، إلاّ إنه يمكن اعتبار التصريحات الواردة فيه مؤشراً إضافياً آخر إلى التوتر المتصاعد على طول الحدود الشمالية وفي هضبة الجولان، وهو توتر ناجم، أيضاً، عن المواجهة بين واشنطن وطهران. وفي كل ما يتعلق بإيران، فإن إسرائيل تحاول جاهدة، وبناء على طلب أميركي، المحافظة قدر المستطاع على ضبط النفس والهدوء. وعلى الرغم من ذلك، فإن التوتر المتزايد بين الولايات المتحدة وإيران يزيد في احتمال أن تجد إسرائيل نفسها، أيضاً، مجرورة إلى أتون المواجهة.

"هآرتس"،21/7/2019
جيسون غرينبلات: قزم خرافي
روغل ألفر - محلل سياسي
  • جيسون غرينبلات، المبعوث اليهودي الخاص للرئيس دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، وأحد الذين وضعوا نص الصفقة الفاشلة التي أعدتها الإدارة الأميركية لإنهاء النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، هو مجرد شخص استفزازي. ففي المقابلة التي أجرتها معه القناة العامة في التلفزيون الأميركي يوم الأربعاء الأخير، قال غرينبلات، جازماً، إنه في الصراع مع الفلسطينيين: "إسرائيل ليست مسؤولة عن الوضع الذي نشأ، بل هي الضحية."
  • هذا التصريح المذهل هو بمثابة إنكار شامل وجارف للواقع، للحقائق، والوقائع المسندة، وللتوثيق الدقيق والواسع لمظالم الاحتلال. غرينبلات ينكر وجود احتلال. إن الاحتلال أقل فظاعة من الهولوكوست، ولذا فإن إنكاره أقل خطورة من إنكارها. ومع ذلك، يبقى فظيعاً جداً.
  • الادعاء أن إسرائيل هي ضحية الفلسطينيين ليس مجرد إنكار للاحتلال فقط، بل هو تبرير لممارساته أيضاً، تبريراً شاملاً ومطلقاً. ونظراً إلى أن الاحتلال هو فعل ثابت ومتواصل تقترفه إسرائيل، فإن تبريره لا يعدو كونه استفزازاً رخيصاً.
  • أوضح غرينبلات أن أراضي الضفة الغربية ليست "محتلة"، وإنما "موضع خلاف". وليس الأمر أن عينيه لا تريان السيطرة العنيفة التي يمارسها الجيش الإسرائيلي في المناطق، من نهب الأراضي الفلسطينية بالاستيلاء عليها، ودوس حقوق الإنسان، والإقصاء والسلب، والعنصرية المؤسساتية، ومنظومة الأبارتهايد، والحقوق الزائدة لليهود بموجب القانون، وجميع العلامات الواضحة الأُخرى للاحتلال؛ إنه يرى، لكنه يشعر بحاجة إلى أن يستفز الفلسطينيين ويصف أراضيهم بأنها "موضع خلاف".
  • إن تصرف غرينبلات الاستفزازي كان أكثر حدة حتى من هذا: فقد أعلن أن إسرائيل لم ترتكب أخطاء على مدى أعوام النزاع كلها، وقال أنه لا يستطيع التفكير حقاً ولو في حالة عينية واحدة أخطأت فيها إسرائيل، أو تجاوزت صلاحياتها: "إسرائيل تبذل جميع ما في وسعها في ظروف ملأى بالتحديات"، وأوضح أنها وإن كانت قد تعثرت هنا أو هناك بأي خطأ هامشي لا يُذكر، فإن ذلك لأن "لا أحد كاملاً، أليس كذلك؟"
  • هذه هي زبدة موقفه الاستفزازي والمتحدي: إسرائيل هي الضحية، ولا تتحمل أي مسؤولية عن الوضع في المناطق، ولا تحتلها، ولا ترتكب أخطاء ولا تتجاوز صلاحياتها. أي أن التنكيل اليومي الممأسس الذي يمارسه الجيش الإسرائيلي والمستوطنون (غرينبلات لا يستسيغ ولا يحبذ كلمة "مستوطنات"، لأنه يعتقد أنها مهينة، بل يفضل الحديث عن "أحياء ومدن") ضد الفلسطينيين، ليس تنكيلاً على الإطلاق (الجيش والمستوطنون اليهود هم الضحية)، بل هو مبرر ومُحِقّ أصلاً. غرينبلات هو “Froll” ترامب إلى الشرق الأوسط [Froll: قزم خرافي يسكن الكهوف أو (يقيم تحت الأرض في الميثولوجيا الإسكندنافية)].
  • حين سئل غرينبلات عن موقفه بشأن الضم، أوضح: بما أنه ليس ثمة مناطق محتلة، وإنما نزاع يجب تسويته - "حل الدولتين" هو مصطلح تبسيطي جداً (في مقابل تعريف المناطق بأنها "موضع خلاف"، صحيح؟) ـ لأنه "من غير الممكن اختصار نزاع معقد كهذا وحصره في هاتين الكلمتين." والحقيقة هي أن حل الدولتين مات وانتهى قبل أن يُنتخب ترامب رئيساً. قتله المستوطنون والاحتلال، والآن أصبح في الإمكان اختصار هذا الصراع المعقد في كلمة واحدة: أبارتهايد.
  • يجب الانتباه إلى أنه لو كان غرينبلات يرغب حقاً في إعادة الفلسطينيين إلى مائدة المفاوضات، لكان أكثر حرصاً على الحديث بصورة مختلفة عن القضايا الأكثر مركزية بالنسبة إلى هويتهم الوطنية. لكنه، كشخص استفزازي، لا يريد سوى إغضابهم، والضغط على الأزرار التي تسيء إليهم وتستفزهم ثم مراقبتهم وهم يستشيطون غضباً. ماذا يهمه؟ إنه لا يقيم هنا. إنه يهودي يتمتع بجميع الحقوق في البلد، من دون أن يكون مطالَباً بدفع أي من الأثمان المترتبة على ذلك.