مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
نتنياهو يلمّح إلى أن إسرائيل تقف وراء هجوم صاروخي استهدف منطقة القنيطرة في سورية
غانتس لا يستبعد إقامة حكومة وحدة وطنية برئاسة نتنياهو ثم يتراجع
استطلاع قناة التلفزة 12: 65 مقعداً لمعسكر أحزاب اليمين والحريديم و"إسرائيل بيتنا"
إسرائيل انتهزت فرصة اتخاذ أردوغان قرار شراء منظومة "إس 400" الروسية للضغط على واشنطن لإلغاء صفقة بيع طائرات "إف 35" لتركيا
مقالات وتحليلات
على الجيش الإسرائيلي أن يثبت تحسّن أدائه القتالي في مواجهة "حماس" بالأفعال وليس بالأقوال فقط
جبهة جديدة أم حليف سري؟ لماذا يتجاهل العراق الهجمات المنسوبة إلى إسرائيل؟
اليمين الموحد هل يريد أن يكون بيضة القبان أم حزباً تابعاً؟
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 2/8/2019
نتنياهو يلمّح إلى أن إسرائيل تقف وراء هجوم صاروخي استهدف منطقة القنيطرة في سورية

لمّح رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى أن إسرائيل تقف وراء هجوم صاروخي استهدف منطقة القنيطرة في سورية أمس (الخميس).

وجاء تلميح نتنياهو هذا في سياق كلمة ألقاها خلال مراسم إحياء ذكرى زئيف جابوتنسكي أقيمت في القدس مساء أمس، وذلك خلال تطرقه إلى الهجوم الذي نفذه مسلح فلسطيني في منطقة الحدود مع قطاع غزة في وقت سابق أمس وأسفر عن إصابة ضابط وجنديين إسرائيليين بجروح.

وقال نتنياهو: "إن إسرائيل تدافع عن نفسها طوال الوقت. وهي تقاتل على جبهات أُخرى في مقدمها الجبهة الشمالية التي تتحرك فيها ضد إيران وحزب الله، وأنتم تسمعون عن ذلك الآن أيضاً".

وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" اتهمت إسرائيل بإطلاق صاروخ على منطقة تل بريقة في ريف القنيطرة الغربي ظهر أمس، مشيرة إلى أن سقوطه لم يسفر عن أي إصابات.

وذكرت شبكة "العربية" الإخبارية أن إطلاق الصاروخ الإسرائيلي جاء بعد تحرك لعناصر حزب الله في المنطقة.

وأفادت تقارير إعلامية إسرائيلية أن سكان هضبة الجولان سمعوا دوي انفجارات.

"يديعوت أحرونوت"، 2/8/2019
غانتس لا يستبعد إقامة حكومة وحدة وطنية برئاسة نتنياهو ثم يتراجع

لم يستبعد رئيس تحالف "أزرق أبيض" وزعيم المعارضة عضو الكنيست بني غانتس عند حضوره إلى الكنيست لتقديم قائمته الانتخابية إلى لجنة الانتخابات المركزية أمس (الخميس)، إقامة حكومة وحدة وطنية بزعامة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.

ولدى سؤال غانتس عما إذا كانت إقامة مثل هذه الحكومة ستؤخذ بعين الاعتبار عند تقديم خطة السلام الأميركية لحل النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني المعروفة باسم "صفقة القرن"، قال إنه سيفعل ما هو جيد لإسرائيل.

وفوراً بعد هذا التصريح عاد غانتس مجدداً إلى الصحافيين وأدلى ببيان قال فيه: "ربما لم أسمع السؤال جيداً، لقد جئت لأحل محل نتنياهو لا لأجلس معه"، وادعى أنه لم يسمع السؤال جيداً، وأشار إلى أن أذنه اليمنى خانته كونها الأذن التي تُستخدم لدى استعمال بندقية "إم 16".

وأضاف غانتس أن تحالف "أزرق أبيض" يسعى لتقديم بديل حكومي معتدل وسليم ومحترم لتحالف أحزاب اليمين الذي يهدف إلى ضمان حصانة نتنياهو من لوائح الاتهام التي تلاحقه.

وجاءت تصريحات غانتس في وقت يقوم صهر الرئيس الأميركي وأبرز مستشاريه جاريد كوشنير بجولة في عدة دول في الشرق الأوسط تهدف إلى ترويج "صفقة القرن"، التقى خلالها أول أمس (الأربعاء) كلاً من العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.

وعقد كوشنير أمس اجتماعاً مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة.

وقالت الرئاسة المصرية في بيان صادر عنها إن السيسي بحث مع كوشنير الذي رافقه جيسون غرينبلات، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى مفاوضات السلام، سبل ترسيخ السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وخصوصاً في ضوء حالة عدم الاستقرار التي تعاني جرّاءها المنطقة وما تمر به من أزمات متعددة.

"معاريف"، 2/8/2019
استطلاع قناة التلفزة 12: 65 مقعداً لمعسكر أحزاب اليمين والحريديم و"إسرائيل بيتنا"

أظهر استطلاع للرأي العام أجرته قناة التلفزة الإسرائيلية 12 [القناة الثانية سابقاً] أمس (الخميس) أنه في حال إجراء الانتخابات العامة للكنيست الآن سيحصل كل من معسكر أحزاب الوسط - اليسار، ومعسكر أحزاب اليمين على 42 مقعداً، ويحصل حزبا اليهود الحريديم [المتشددون دينياً] على 13 مقعداً، ويحصل حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان على 10 مقاعد، وتحصل القائمة المشتركة على 11 مقعداً.

ووفقاً للاستطلاع يحصل كل من قائمة حزب الليكود برئاسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وقائمة تحالف "أزرق أبيض" برئاسة عضو الكنيست بني غانتس على 30 مقعداً، ويحصل تحالف "اتحاد اليمين" برئاسة أييلت شاكيد على 12 مقعداً.

وتحصل قائمة الحزب الحريدي يهدوت هتوراه على 8 مقاعد، وقائمة حزب شاس الحريدي على 5 مقاعد، وقائمة تحالف "المعسكر الديمقراطي" بين حزبي ميرتس و"إسرائيل ديمقراطية" بزعامة رئيس الحكومة السابق إيهود باراك على 7 مقاعد، وقائمة التحالف بين حزبي العمل و"جيشر" على 5 مقاعد.

"يديعوت أحرونوت"، 2/8/2019
إسرائيل انتهزت فرصة اتخاذ أردوغان قرار شراء منظومة "إس 400" الروسية للضغط على واشنطن لإلغاء صفقة بيع طائرات "إف 35" لتركيا

ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية 13 [القناة العاشرة سابقاً] أمس (الخميس) أن إسرائيل انتهزت فرصة اتخاذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قرار شراء منظومة الدفاع الصاروخية الروسية "إس 400" من أجل الضغط على واشنطن لإلغاء صفقة بيع طائرات "إف 35" [الشبح] لتركيا. 

وأضافت القناة أنه في إثر إصرار تركيا على إتمام صفقة شراء منظومة الدفاع الروسية المذكورة قررت واشنطن معاقبتها بإقصائها عن برنامج حلف شمال الأطلسي لتطوير طائرات "إف 35". وكانت تركيا طلبت سابقاً شراء أكثر من 100 طائرة من هذا الطراز وأرسلت طيارين أتراك لإجراء تدريبات على استخدامها في واشنطن.

وأشارت القناة إلى أن واشنطن أمهلت تركيا حتى نهاية تموز/يوليو الفائت للعدول عن شراء المنظومة الصاروخية الروسية، وإلّا فإن الطيارين الأتراك الذين يتدربون حالياً في الولايات المتحدة على طائرات "إف35" سيُطردون. وبدأت روسيا الأسبوع الفائت بتسليم تركيا منظومة "إس 400".

وأكدت القناة أن إسرائيل شاركت هي أيضاً في القرار الأميركي، وعملت من وراء الكواليس لمحاولة منع استكمال الصفقة التي من شأنها منح الجيش التركي قدرات جوية متقدمة.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"يديعوت أحرونوت"، 2/8/2019
على الجيش الإسرائيلي أن يثبت تحسّن أدائه القتالي في مواجهة "حماس" بالأفعال وليس بالأقوال فقط
يوسي يهوشواع - محلل عسكري
  • يجب أن تشكل عملية تسلل الشاب الفلسطيني من قطاع غزة فجر أمس (الخميس) إلى إسرائيل إشارة تحذير كبيرة إلى الجيش الإسرائيلي في كل ما يتعلق بأوامر إطلاق النار التي تصدر إلى المقاتلين في منطقة الحدود مع القطاع، لأنه فقط بفضل الصدفة انتهت تلك العملية بإصابة ضابط وجنديين من لواء "غولاني" ومقتل الشاب الفلسطيني ولم تنته بمقتل الضابط والجنديين أيضاً.
  • ولا بد من أن نشير هنا إلى أن المقصود هو أن الأوامر الصادرة إلى القوات العسكرية في منطقة الحدود مع القطاع تنص على ضرورة كبح عمليات إطلاق النار وذلك في ضوء حصول تقدّم في المفاوضات الجارية بين إسرائيل وحركة "حماس" بوساطة مصر، والتي تهدف إلى التوصل إلى تهدئة مستقرة بين الجانبين.
  • ودل التحقيق الأولي الذي قام به الجيش الإسرائيلي لتقصي وقائع هذه العملية على أن الجنود الإسرائيليين رصدوا خلال ساعات الليل شخصاً يقترب من السياج الحدودي جنوب قطاع غزة وتم استنفار قوات إلى المنطقة ورفع حالة التأهب إلى الدرجة القصوى، ونجح الشاب في اجتياز السياج الحدودي والبقاء مدة ساعتين في الجانب الإسرائيلي، وعندما اقترب منه جنود لواء "غولاني" أطلق النار في اتجاههم، وهو ما أدى إلى إصابة ثلاثة منهم وإلى مقتله بنيران الجنود. كما دل التحقيق على أن الشاب القتيل هو هاني أبو صلاح من كتائب القسام - الجناح العسكري لحركة "حماس"، وكان مرتدياً زياً عسكرياً ومسلحاً ببندقية كلاشينكوف وعدة قنابل. وهو شقيق فادي أبو صلاح، الفلسطيني الكسيح الذي قُتل برصاص الجيش الإسرائيلي خلال "مسيرات العودة" في أيار/مايو 2018، وأثار مقتله عاصفة شعبية كبيرة.
  • تأتي هذه العملية المسلحة بعد أقل من يوم على إعلان الجيش الإسرائيلي أول أمس (الأربعاء) أنه أنهى استعداداته لخوض مواجهة عسكرية محتملة في قطاع غزة من خلال تمرين عسكري إجمالي لفرقة غزة جرى هذا الأسبوع وسُمّي "الفصول الأربعة". وأكد الجيش في ختامه أن الخطط الجديدة والتدريبات التي جرت في الأشهر الأخيرة أسفرت عن تحسين أدائه في مواجهة "حماس"، كما أن من شأنها أن تؤدي إلى تحقيق نصر واضح على هذه الحركة في أي حرب مقبلة بين الجانبين. وبناء على ذلك يمكن القول إن المطلوب هو أن يثبت الجيش الإسرائيلي في أي مواجهة مقبلة أن أداءه تحسّن بالأفعال وليس بالأقوال فقط.
"هآرتس"، 2/8/2019
جبهة جديدة أم حليف سري؟ لماذا يتجاهل العراق الهجمات المنسوبة إلى إسرائيل؟
تسفي برئيل - معلق سياسي

 

  • كتب الصحافي الإيراني علي موسوي في مقال له نشره على موقع IFP: "صمت بغداد إزاء الهجمات الإسرائيلية على أراضيها يثير الدهشة". هذه الدهشة يشاركه فيها نحو 80 عضواً في البرلمان العراقي دعوا الحكومة إلى إدانة الهجومين المنسوبين إلى إسرائيل أو الرد عليهما. الأول، استهدف قاعدة آمرلي في محافظة صلاح الدين؛ والثاني، استهدف قاعدة أبو منتظر المحمداوي شمال محافظة ديالا، المعروفة أكثر باسم أشرف. وذكّر صحافيون عراقيون رئيس الحكومة عادل عبد المهدي بما قاله بأن العراق لن يكون أبداً قاعدة لانطلاق هجمات على إيران. وفي الوقت عينه، يستشهد هؤلاء بكلام السفير العراقي في واشنطن فريد ياسين الذي قال: "توجد أسباب موضوعية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل".
  • تطرح هذه الرسائل المتعددة سؤالين أساسيين: السؤال الأول، هل العراق هو جبهة إسرائيلية جديدة في محاربة التهديد الإيراني، كما تلمح إليه التقارير الصحافية الصادرة عن الاستخبارات الإسرائيلية؛ والسؤال الثاني، هل من المحتمل أن يكون العراق حليفاً سرياً؟ وحتى لو لم يشارك في المعركة ضد إيران، فإنه لن يزعج  تحركاً أجنبياً، إسرائيلياً، أو أميركياً، أو سعودياً لخوض الحرب ضد إيران في أراضيه؟ على الرغم من عدم وجود إجابة واضحة عن السؤال، بحسب دبلوماسيين أوروبيين، فإن لقاءات سرية تجري منذ وقت بين مندوبين إسرائيليين وشخصيات في الحكم العراقي، جزء منها جرى في إسرائيل.
  • يشير الصحافي الإيراني علي موسوي في مقاله إلى زيارات قام بها إلى إسرائيل كل من ناديا مراد [ناشطة أيزيدية عراقية] الحائزة على جائزة نوبل للسلام في سنة 2018، ولمياء بشار [ناشطة أيزيدية] الحاصلة على جائزة ساخاروف في سنة 2016، وثلاثة وفود عراقية أُخرى في السنة الماضية. وفي رأيه هذه الزيارات هي بمثابة دليل قاطع على أن العراق يقيم علاقات "طبيعية" مع إسرائيل.
  • في مقالته يتحدث الموسوي أيضاً عن زيارة قامت بها مريم رجوي زعيمة التنظيم الإيراني المعارض "مجاهدي خلق" إلى إسرائيل عشية الهجوم على العراق، ورأى أن هذا لم يكن صدفة. ففي رأيه أن "مجاهدي خلق" يشكلون مصدراً مهماً للمعلومات للإدارة الأميركية ولإسرائيل بشأن ما يحدث في إيران، وأن عناصر التنظيم كانوا موجودين عشرات السنوات في معسكر أشرف الذي تعرّض للهجوم.
  • لكن اتضح لاحقاً أن رواية الصحافي الإيراني مليئة بالفجوات، ولا سيما بعد أن تبين أن رجوي لم تقم بزيارة إسرائيل قط، وأن المعلومات عن الزيارة مأخوذة من حساب تويتر العائد إلى القنصل الفرنسي في القدس الذي تبين لاحقاً أنه تعرض للقرصنة، وجرى زرع خبر الزيارة فيه.
  • بيْد أن هذا لم يزعزع ما تحوّل إلى حقيقة مؤكدة في الإعلام الإيراني والعربي بشأن قيام تعاون بين تنظيم مجاهدي خلق وإسرائيل. وأن هذا التعاون هو الذي ساعد إسرائيل على الحصول على معلومات عمّا يجري في القواعد الإيرانية في العراق.
  • أسئلة كثيرة طُرحت بشأن الهجمات المنسوبة إلى إسرائيل، بينها سؤال عن هدف الهجوم. فكما هو معلوم، وجود صواريخ إيرانية في العراق من نوع زلزال وفاتح 110، القادرة على الوصول إلى 200 وحتى 700 كيلومتر، وإصابة أهداف في إسرائيل ليس أمراً جديداً. ففي آب/أغسطس الماضي تحدثت وكالة رويتر عن قيام إيران بنقل عشرات من هذه الصواريخ إلى العراق طوال شهرين. والسؤال المطروح لماذا لم تهاجم إسرائيل هذه الصواريخ طوال تلك الفترة. يبدو أنه بعد إعلان الرئيس ترامب سحب القوات الأميركية من سورية الأمر الذي يمكن أن تشكل خطراً على إسرائيل، حصلت القدس على إذن من البيت الأبيض كي تفعل ما تشاء. كما جاء ذلك بعد توضيح ترامب في كانون الأول/ديسمير الماضي أن "الولايات المتحدة تعطي إسرائيل سنوياً 4.5 مليارات دولار، وأن الإسرائيليين يعرفون كيف يدافعون عن أنفسهم".
  • على ما يبدو، لا تريد واشنطن أن تظهر بأنها هي التي تهاجم إيران بنفسها، وهي لم تنزعج من الهجوم على مخازن الصواريخ في العراق. لكن يبدو أنها طلبت من إسرائيل السماح لها باستخدام الضغط الدبلوماسي على العراق قبل العمل العسكري.
  • شمل الضغط الأميركي على العراق المطالبة بكبح نشاط الميليشيات الشيعية الموالية لإيران على أراضيه، والامتناع من شراء الكهرباء من إيران على الرغم من تمديد ترامب إعفاء العراق من تطبيق العقوبات على إيران حتى 15 أيلول/سبتمبر. كما طالب الأميركيون من الحكم العراقي البحث عن مصادر بديلة من الغاز والكهرباء اللذين تستودرهما من إيران.
  • في هذه الأثناء تصرح الحكومة العراقية بأنها ليست طرفاً في الحرب الدائرة بين الولايات المتحدة وإيران. وعلى الرغم من معارضتها العقوبات المفروضة على طهران فإنها اضطرت إلى الانصياع لها. و في مطلع الشهر الماضي سملحت الحكومة العراقية للميليشيات الشيعية بأن تتسجل ضمن قوات الأمن العراقية، وذلك تنفيذاً للقرار الذي اتخذته في سنة 2016 الذي يفرض خضوع هذه الميليشيات للسيطرة العراقية الكاملة.
  • لكن هذه القرارات التي استقبلتها واشنطن بارتياح ليست لها أهمية عملية. فهذه الميليشيات لا تزال تابعة لإيران وعند الحاجة ستنصاع للأوامر التي تأتي من طهران. كذلك مطالبة العراق بالتنازل عن شراء الكهرباء من إيران ليس عملياً أيضاً، لأنه وظف في شبكة الكهرباء أكثر من 120 مليار دولار منذ سنة 2003، وهو يعاني نقصاً مزمناً في الكهرباء، وخصوصاً في المحافظات الجنوبية. بالإضافة الى الكهرباء، يستورد العراق معظم استهلاكه من الغاز من إيران، وكذلك من تركيا، ويصل حجم التبادل التجاري بين الدولتين إلى نحو 12 مليار دولار سنوياً، ويمكن أن يصل إلى 20 مليار دولار.
  • سيكون من الصعب على الولايات المتحدة قطع العلاقة بين إيران والعراق، ليس فقط بسبب الارتباط الاقتصادي العميق بينهما، بل أيضاً بسبب وجود رابط ديني – شيعي يغذي البنية التحتية الثقافية بين الشعبين، بالإضافة إلى الخوف من سيطرة المملكة السعودية السنية، والمشاعر العميقة المعادية لأميركا لدى جزء كبير من السكان، كل ذلك يفرض على أي حكومة عراقية، أغلبية وزرائها من الشيعة حتى لو لم يكونوا من مؤيدي إيران، درس خطواتها بكثير من الحذر.
  • على ما يبدو، من المفترض أن يوضح الهجوم على مخازن الصواريخ في العراق أن الأخير يمكن أن يتحول إلى جبهة قتال دولية إذا لم يكبح التسلل العسكري الإيراني. لكن هذه الرسالة القوية يمكن أن يكون لها ارتداداتها العنيفة إذا قرر العراق، تحت ضغط سياسي داخلي، أن يكون درعاً لإيران.

 

 

"يسرائيل هَيوم"، 31/7/2019
اليمين الموحد هل يريد أن يكون بيضة القبان أم حزباً تابعاً؟
ليمور سميميان - درش - أستاذة في الجامعة العبرية
  • بين نقاط الخلاف التي برزت في النقاشات بين حزب البيت اليهودي وحزب اليمين الجديد في المفاوضات التي سبقت توحدهما مسألة الالتزام باقتراح نتنياهو رئيساً للحكومة. ففي الوقت الذي طلب زعيم البيت اليهودي الحاخام بيرتس من شركائه الالتزام مسبقاً بذلك، اقترحت شاكيد اشتراط ذلك بتأليف حكومة يمينية. هذه المسألة ليست لعبة سياسية ذكية فقط، بل تكشف معضلة أيديولوجية معقدة، يمكن أن تقرر طابع حزب اليمين الموحد وهويته: هل سيكون حزباً تابعاً ينضم تلقائياً إلى الليكود بعد الانتخابات، أم سيشكل بيضة القبان، وعلى الرغم من كونه حزباً يمينياً فهو ليس ملزماً بأن يكون الليكود رئيساً له.
  • من الناحية التاريخية، معضلة شاكيد - وحالياً اليمين الموحد - ليست جديدة. هناك العديد من الأحزاب التي تأرجحت بين دورها كبيضة القبان وبين كونها أحزاباً تابعة لطرف معين. وإذا أردنا ترجمة ذلك في عالم المصطلحات التاريخية للصهيونية الدينية، فإن الخيار هو بين أن تكون "يميناً جديداً" أو أن تكون "مفدالاً قديماً".
  • تاريخياً، كان حزب المفدال بيضة القبان، وشريكاً في حكومات "مباي"، لكن في سنة 1977 انضم إلى حكومة الليكود برئاسة بيغن. مع مرور السنوات أدى الاندماج بين المفدال وحركة غوش إيمونيم [حركة دينية استيطانية] والانتقال من حركة دينية إلى حركة دينية – قومية، إلى وقوف الحزب إلى يمين الخريطة السياسية. وقد انطوت عملية التحول إلى حزب تابع على ثمن سياسي باهظ: الهبوط من عشرة مقاعد إلى خمسة.
  • لقد حاول نفتالي بينت العودة إلى نموذج حزب بيضة القبان في انتخابات 2013، عندما عقد، كرئيس لحزب البيت اليهودي، "حلف أخوة" مع يائير لبيد [زعيم حزب يوجد مستقبل] التزم فيه أن يكون موقفه أكثر استقلالية عن الليكود. وعندما تعهد كل واحد منهما بعدم الانضمام إلى الحكومة من دون انضمام الآخر، نشأ توازن جديد في السياسة الإسرائيلية. وكان المقابل السياسي حصول حزب البيت اليهودي على 12 مقعداً، لكن الثمن الأيديولوجي كان باهظاً: سقوط الحكومة بعد ستة أشهر.
  • تواجه شاكيد اليوم نفس المعضلة. فقد دفع فشل حزب اليمين الجديد في عبور نسبة الحسم [في انتخابات نيسان/أبريل الماضي] بينت إلى تبني خط رسمي إلى جانب الليكود، وفهم أن عليه أولاً أن يحصّن حزباً يمينياً تابعاً واضحاً. فهل تعتقد أييليت شاكيد التي تحاول أن تقوي أحزاب اليمين الموحد، أنه يجب إقامة حزب يشكل بيضة قبان؟
  • التلميحات وعدم الاصرار على تأييد نتنياهو كرئيس للحكومة مستقبلاً يمكن أن يشير إلى ذلك. لكن يجب ألّا ننسى أن هذه اللعبة تنطوي على خطر أيديولوجي. فإذا كان هذا هو التوجه يمكن ببساطة الانتقال إلى أي حزب يميني لا يلتزم بتأييد نتنياهو كرئيس للحكومة، وقد يؤدي ذلك إلى خسارة اليمين السلطة. وحالياً، لدينا هذا النوع من الأحزاب. هذا ما فعله ليبرمان تحديداً عندما قرر عرقلة تأليف الحكومة، وفرض علينا خوض انتخابات، وحوّل نفسه من حزب يميني تابع إلى بيضة قبان.