مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
وزارة الدفاع الإسرائيلية تعلن أنها تعكف على مشروع تطوير آلية مدرعة جديدة متقدمة
أول 40 مرشحاً في قائمة الليكود يوقّعون تعهداً يعلنون فيه دعمهم المطلق لنتنياهو وأنهم لا يعتزمون استبداله بعد الانتخابات
32 قائمة ستخوض الانتخابات العامة المقبلة للكنيست الـ22
إصابة 49 فلسطينياً خلال تظاهرات الجمعة الـ69 من "مسيرات العودة" في منطقة الحدود مع قطاع غزة
مقالات وتحليلات
الليكود فرع كوريا الشمالية
هل هناك فرصة لتحسين العلاقات مع السعودية؟ إيران تخترق السور العربي ضدها
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
موقع Ynet، 5/8/2019
وزارة الدفاع الإسرائيلية تعلن أنها تعكف على مشروع تطوير آلية مدرعة جديدة متقدمة

كشفت وزارة الدفاع الإسرائيلية مساء أمس (الأحد) أن الصناعات الأمنية الإسرائيلية تعكف على مشروع لتطوير آلية مدرعة حديثة أطلِق عليها اسم "كرمل" تتميز بطاقم صغير يضم مُقاتليْن فقط، وهو قادر على تشغيلها بدلاً من 4 مقاتلين كما يستلزم تشغيل الآليات المدرعة القائمة.

وقالت وزارة الدفاع إنه من المتوقع أن يتم تطوير هذه الآلية المدرعة الجديدة في غضون 5 إلى 7 سنوات، وأشارت إلى أنها ستتميز أيضاً بقدرات ذكاء اصطناعي متقدمة تتيح لها إمكان تولي مهمات مثل قيادة المركبة بشكل أوتوماتيكي وتشخيص أهداف واستهدافها. وستعمل من دون أن يضطر المقاتلون إلى إخراج رؤوسهم أو أي أعضاء أُخرى من أجسامهم خارجها، إذ إنها مزودة بعشرات الكاميرات المتقدمة التي تعمل في ساعات الليل أيضاً، وبأجهزة رادار واستشعار تزودهم بكافة المعلومات عمّا يجري من حولهم. كما تتمتع الآلية الجديدة بقدرات عالية للتمويه، وستكون مجهزة بمدفع عيار 30 ميليمتراً، وبرشاش ثقيل وصواريخ مضادة للدروع وطائرات رباعية صغيرة لغرض الاستطلاع والقصف، وسيجهَّز المقاتلون فيها بخوذات متطورة خاصة من صنع شركة "إلبيت" الإسرائيلية يستخدمها أيضاً الطيارون في المقاتلات من طراز "إف 35".

وأضافت وزارة الدفاع أنه يجري في هذه الأيام عرض قدرات هذه الآلية الجديدة على كبار ضباط الجيش الإسرائيلي والجيش الأميركي وجيوش أُخرى أبدت اهتمامها بها.

"معاريف"، 5/8/2019
أول 40 مرشحاً في قائمة الليكود يوقّعون تعهداً يعلنون فيه دعمهم المطلق لنتنياهو وأنهم لا يعتزمون استبداله بعد الانتخابات

أعلن حزب الليكود أمس (الأحد) أن أول 40 مرشحاً في قائمة الحزب للانتخابات العامة التي ستجري يوم 17 أيلول/سبتمبر المقبل وقّعوا تعهداً يعلنون فيه دعمهم المطلق لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ويؤكدون أنهم لا يعتزمون استبداله بعد الانتخابات.

وجاءت هذه المبادرة التي دفع بها قدماً عضو الكنيست دافيد بيتان بعد يوم من إعلان عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان [رئيس حزب إسرائيل بيتنا"] أنه سيتوجه إلى عضو كنيست آخر من الليكود إذا رفض رئيس الحكومة محاولاته الرامية إلى تأليف حكومة وحدة وطنية.

وجاء في التعهد الذي وقّعه أعضاء الكنيست من الليكود: "نحن الموقّعون أدناه مرشحو الليكود للكنيست الـ22، نؤكد أننا لن نقبل أي إملاءات من أي حزب آخر. وبغض النظر عن نتائج الانتخابات، فإن رئيس الحكومة ورئيس الليكود بنيامين نتنياهو هو مرشح الليكود الوحيد لرئاسة الحكومة ولن يكون هناك مرشح آخر".

وشكر نتنياهو مرشحي الليكود. وكتب في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن الليكود موحد أكثر من أي وقت مضى.

وجاءت حملة جمع توقيعات مرشحي الليكود بعد أن قال ليبرمان إنه في حال رفض نتنياهو تأليف حكومة وحدة وطنية بين الليكود وتحالف "أزرق أبيض" بعد الانتخابات يجب استبدال هذا الأخير بعضو كنيست آخر.

وأضاف ليبرمان أن رئيس الكنيست يولي إدلشتاين قد يكون قادراً على أن يحل محل نتنياهو، وهو ما دفع بإدلشتاين إلى الخروج بتصريح أكد فيه أن نتنياهو هو مرشح الليكود الوحيد لرئاسة الحكومة.

كما جاءت حملة جمع التوقيعات هذه في إثر إعلان عضو الكنيست يائير لبيد من تحالف "أزرق أبيض" أن تحالفه يُجري فعلاً محادثات مع أعضاء كنيست من الليكود بشأن اختيار خليفة محتمل لنتنياهو.

 

"هآرتس"، 4/8/2019
32 قائمة ستخوض الانتخابات العامة المقبلة للكنيست الـ22

تبيّن مع انتهاء الموعد النهائي لتقديم قوائم المرشحين إلى لجنة الانتخابات المركزية مساء يوم الخميس الفائت، أن 32 قائمة سوف تخوض الانتخابات العامة المقبلة للكنيست الـ22 يوم 17 أيلول/سبتمبر المقبل.

ويقود رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قائمة حزب الليكود، ويليه كل من رئيس الكنيست يولي إدلشتاين، ووزير الخارجية يسرائيل كاتس، ووزير الأمن الداخلي والشؤون الاستراتيجية غلعاد إردان، ووزير المال موشيه كحلون الذي تحالف حزبه "كلنا" مع الليكود في أيار/مايو الفائت، وجدعون ساعر، وميري ريغف، وياريف ليفين، ويوآف غالانت، ونير بركات.

وجاءت القائمة الانتخابية التي قدمها تحالف "أزرق أبيض" مطابقة تقريباً للقائمة التي قدمها قبل انتخابات 9 نيسان/أبريل الفائت. ويحتل أعضاء الكنيست بني غانتس ويائير لبيد وموشيه يعلون وغابي أشكنازي الأماكن الأربعة الأولى.

ويقود قائمة "اتحاد اليمين" الجديدة المؤلفة من حزبي "اليمين الجديد" و"اتحاد أحزاب اليمين" وزيرة العدل السابقة ورئيسة حزب "اليمين الجديد" أييليت شاكيد، ويليها عضوا الكنيست رافي بيرتس وبتسلئيل سموتريش من "اتحاد أحزاب اليمين"، ورئيس حزب "اليمين الجديد" السابق نفتالي بينت.

ويقود أعضاء الكنيست أيمن عودة وإمطانس شحادة وأحمد الطيبي ومنصور عباس القائمة المشتركة التي أعيد تشكيلها مؤخراً بين أحزاب حداش [الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة] وبلد [التجمع الوطني الديمقراطي] وتعل [الحركة العربية للتغيير] وراعم [القائمة العربية الموحدة].

ويقود رئيس حزب العمل عضو الكنيست عمير بيرتس قائمة التحالف بين حزبي العمل و"غيشر" [جسر]، ويليه رئيسة حزب "غيشر" أورلي ليفي- أبكسيس، وإيتسيك شمولي وميراف ميخائيلي من حزب العمل.

ويقود رئيس حزب ميرتس نيتسان هوروفيتس قائمة "المعسكر الديمقراطي" المؤلفة من تحالف حزبي ميرتس و"إسرائيل ديمقراطية" بزعامة رئيس الحكومة السابق إيهود باراك، وتليه عضو الكنيست ستاف شافير من حزب العمل سابقاً، والنائب السابق لرئيس هيئة الأركان العامة يائير غولان من "إسرائيل ديمقراطية"، وعضو الكنيست تمار زاندبرغ من ميرتس. ويحتل باراك المرتبة العاشرة في القائمة.

ويترأس عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان قائمة حزب "إسرائيل بيتنا".

ويترأس وزير الداخلية آرييه درعي قائمة حزب شاس لليهود الشرقيين الحريديم [المتشددون دينياً]، بينما يترأس نائب وزير الصحة يعقوب ليتسمان قائمة حزب يهدوت هتوراه لليهود الأشكناز الحريديم.

ولا يتوقع معظم استطلاعات الرأي العام أن تجتاز أي قائمة باستثناء هذه القوائم التسع نسبة الحسم المطلوبة للدخول إلى الكنيست [3.25%]. وهذا يشمل الحزبين اليمينيين المتطرفين "عوتسما يهوديت" [قوة يهودية]، و"زهوت" [هوية] بزعامة موشيه فيغلين.

وواجه حزب "عوتسما يهوديت" الكهاني ضغوطاً شديدة للتحالف مع قائمة "اتحاد اليمين"، لكنه قرر تقديم قائمة منفصلة. ويترأس القائمة إيتمار بن غفير ويليه الناطق السابق بلسان الحاخام المتطرف مئير كهانا وأحد قادة المستوطنين في الخليل باروخ مرزل.

كما فشلت الجهود الرامية إلى إقامة قائمة مشتركة بين تحالف "المعسكر الديمقراطي" والتحالف الجديد بين حزبي العمل و"غيشر".

"هآرتس"، 4/8/2019
إصابة 49 فلسطينياً خلال تظاهرات الجمعة الـ69 من "مسيرات العودة" في منطقة الحدود مع قطاع غزة

قالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن 49 فلسطينياً بينهم صحافيان أصيبوا بجروح برصاص الجيش الإسرائيلي خلال تظاهرات الجمعة الـ69 من "مسيرات العودة وكسر الحصار" التي جرت في منطقة الحدود مع قطاع غزة أول أمس (الجمعة) تحت شعار "جمعة التضامن مع أهالي قرية وادي الحمص" في منطقة القدس.

وقالت الهيئة العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار إن نحو 7000 فلسطيني شاركوا في هذه المسيرات التي جاءت لتعلن رفض عملية الترانسفير والتطهير العرقي الممنهج، والتي تستهدف شطب معالم المدينة المقدسة وطمس هويتها العربية وتهجير سكانها.

وحذّرت الهيئة الجيش الإسرائيلي من التمادي في التصعيد والغطرسة بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وقالت إن الفوز في الانتخابات الإسرائيلية هذه المرة لن يكون على حساب دماء الأبرياء من أبناء غزة، مشيرة إلى أن على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن يعلم أن سبب فشله في الانتخابات الإسرائيلية سيكون صمود غزة.

وأكدت الهيئة أن "مسيرات العودة وكسر الحصار" ستحافظ على سلميتها وستواصل خطواتها النضالية المتوالية حتى تحقق أهدافها في تأكيد حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وأملاكهم التي هُجروا منها خلال سنة 1948.

وجاءت "مسيرات العودة" أول أمس بعد يوم واحد من قيام شاب فلسطيني باقتحام منطقة الحدود مع القطاع والاشتباك مع جنود الجيش الإسرائيلي وإصابة ثلاثة منهم قبل مقتله، وانتشر المئات من جنود الجيش الإسرائيلي في مقابل مخيمات العودة، كما لوحظ وجود عدد كبير من الآليات العسكرية.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 5/8/2019
الليكود فرع كوريا الشمالية
افتتاحية
  • الطلب من مرشحي حزب الليكود توقيع تعهد ولاء شخصي لرئيس الحزب يتعهدون فيه بأنهم لا ينوون استبدال بنيامين نتنياهو هو مستوى جديد من الانحدار في عملية انهيارالديمقراطية التي يمر بها حزب الليكود. الولاء الأعمى الذي طُلب من أعضاء الليكود إظهاره إزاء نتنياهو، كما لو أنه حاكم ديكتاتوري أوحد، أدى إلى تآكل ما تبقى من الحركة الوطنية –الليبرالية وحوّلها إلى شيء نجهله.
  • بدأت هذه المبادرة الكورية الشمالية بعد المقابلة التي أُجريت مع أفيغدرو ليبرمان رئيس حزب إسرائيل بيتنا في برنامج "لقاء مع الصحافة" وقال فيها إنه ينوي التوجه إلى الليكود والطلب منه تقديم مرشح بديل لرئاسة الحكومة إذا رفض نتنياهو تأليف حكومة وحدة مع حزب أزرق أبيض. وأوضح أنه إذا حدث ذلك "سأذهب إلى الرئيس وأرفض أن أقترح مرشحاً. لكن في اليوم التالي سأذهب إلى أعضاء الليكود وأقول لهم قدّموا مرشحاً آخر. لديكم العديد من المرشحين".
  • بخلاف الأحزاب الجديدة التي برزت في السنوات الأخيرة، والتي تتمركز على زعيم - نجم يحصّن نفسه طوال سنوات بصورة غير ديمقراطية، تباهى أعضاء حزب الليكود دائماً، وعن حق، بأن حزبهم هو من الأحزاب الوحيدة في إسرائيل التي تحافظ على آلية ديمقراطية داخلية. وها هم أعضاء هذا الحزب الديمقراطي مطالبون بإظهار ولاء تفوح منه التوتاليتارية.
  • عضو الكنيست ديفيد بيتان، الخادم المخلص لنتنياهو، والذي طلب من أعضاء الليكود توقيع التعهد هدد بالكشف عن أسماء الذين يرفضون التوقيع، وسارع الموقّعون الأوائل إلى الظهور في وسائل التواصل الاجتماعي، للتباهي بتوقيعهم. وعلى الرغم من أن هذا التوقيع ليس ملزماً ، فإن العملية كلها تدل على الضرر الذي ألحقه نتنياهو بالحزب.
  • سارعت "أوساط نتنياهو" إلى وصف كلام ليبرمان بأنه محاولة انقلاب ضد رئيس الحكومة. لكن صراخ البارانويا أو المطالبة بتوقيع أعضاء الليكود التعهد بالولاء يعكسان ضعف رئيس الليكود الذي شعر بأن استمرار حكمه ليس مضموناً. يستطيع نتنياهو أن يلوم نفسه فقط: فشله في تأليف حكومة بعد الانتخابات التي دعا هو نفسه إليها بهدف منع إحالته على المحاكمة؛ حقيقة أنه فرض على أعضاء حزبه وعلى شركائه الطبيعيين حل الكنيست فقط لمنع مرشح آخر من الحق الذي يضمن القانون تكليفه من الرئيس لتأليف حكومة؛ وحقيقة أنه جر الدولة بأكملها إلى معركتين انتخابيتين باهظتي الكلفة لا لزوم لهما خلال فترة نصف سنة، وكل ذلك مع الملفات الثلاثة الموجهة ضده حوّله من رصيد إلى عبء، ليس فقط على الدولة بل أيضاً على حزبه.

إن الضرر الذي تسبب به نتنياهو لليكود هو صورة مصغرة عن الضرر الذي تسبب به للديمقراطية الإسرائيلية. بقاؤه أكثر من عشر سنوات على التوالي في السلطة  هو أكثر من كاف. 

"هآرتس"، 5/8/2019
هل هناك فرصة لتحسين العلاقات مع السعودية؟ إيران تخترق السور العربي ضدها
تسفي برئيل - مراسل سياسي
  • صورة قائد حرس السواحل في الإمارات العربية المتحدة، الجنرال محمد الأحبابي، وهو يصافح نظيره الإيراني، الجنرال قاسم رضائي، في أثناء لقائهما في الأسبوع الماضي في طهران أحدثت صدى عميقاً في السعودية ودول الخليج. هذا الاجتماع الذي جرى خلاله توقيع اتفاق تعاون وتنسيق لحماية الملاحة البرية في الخليج هو تعبير جديد ومفاجىء عن التحول السياسي الذي يطرأ على علاقة الإمارات العربية المتحدة بإيران.
  • في البداية أعلنت أبو ظبي عن "إعادة انتشار" قواتها في اليمن - الذي تشير دلالاته العملية إلى تقليص قواتها في المعركة، وهي الشريكة الأساسية للسعودية في حربها ضد الحوثيين. لقد أوضحت الإمارات العربية المتحدة أن هذا لا يعني انسحاباً كاملاً، وأن كل خطواتها تجري بالتنسيق مع السعودية، لكن جاء بعد ذلك إعلان قادة الحوثيين أنهم قرروا وقف مهاجمة أهداف برية وبحرية تابعة لأبو ظبي على خلفية تغيير سياستها. في المقابل لا تزال السعودية على خريطة أهداف الحوثيين. ويبدو أن الإمارات العربية المتحدة قد توصلت إلى خلاصة مفادها أن الحرب التي تشارك فيها مع السعودية في اليمن هي حرب عبثية وتسببت لها بضرر اقتصادي، وفي الأساس يمكن أن تؤدي إلى الدخول في مواجهة مع الكونغرس الأميركي، كما يحدث الآن للسعودية. لكن هل ما حدث هو قرار مستقل مغزاه "خيانة" للسعودية وكسر للحلف العسكري بينهما؟
  • مؤخراً، السعودية ترسل رسائل مكثفة تشير إلى استعدادها لإجراء مفاوضات مع إيران. قبل أسبوعين صرّح مندوب السعودية في الأمم المتحدة، عبد الله المعلمي، أن سلوك إيران السلبي يمكن أن يزعزع الأمن والسلام الدوليين، لكنه قال: "نشدد على استعدادنا لإقامة علاقات تعاون كاملة بين الدول العربية وإيران بشرطين أساسيين: أن يستند هذا التعاون إلى علاقات جوار جيدة؛ وألّا تتدخل إيران في الشؤون الداخلية للدول الأُخرى وتحترم سيادتها". وهذا كلام جديد من جهة السعودية وصل جيداً إلى أسماع النظام الإيراني. ورد عليه الناطق بلسان بالحكومة الإيرانية علي الربيعي بجواب رسمي قائلاً: "نستقبل هذه التصريحات بترحاب، ونحن مقتنعون أنه من المناسب أن تترافق بأفعال أيضاً. لقد دعونا دائماً إلى استقرار وأمن دول المنطقة، ونحن نحترم العلاقات الثنائية والاتفاقات الأمنية".
  • يأتي تبادل التصريحات العلنية بين السعودية وإيران بينما تحاول واشنطن، في المقابل، إقامة مسار دبلوماسي إزاء طهران. بالاستناد إلى ما نشرته "النيويوركر" في نهاية الأسبوع، دعا الرئيس دونالد ترامب وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إلى لقاء معه في البيت الأبيض. لكن، قيل في هذه الأثناء إن القيادة الإيرانية رفضت الدعوة بحجة أنها لا تريد أن تمنح ترامب فرصة قد تستغَل لأغراض دعائية. لكن من المحتمل أن يجتمع الاثنان خلال انعقاد الجمعية العمومية في الأمم المتحدة في الشهر المقبل. وهذا الأمر مرتبط بتقدم الخطوات الدبلوماسية التي يقوم بها السيناتور راند بول مبعوث ترامب إزاء ظريف ومسؤولين إيرانيين كبار آخرين؛ وكذلك باستمرار الاتصالات التي تجريها إيران مع دول أوروبا التي وقّعت معها الاتفاق النووي.
  • لقد أوضح الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير الخارجية ظريف في الأسبوع الماضي أن طهران ستبدأ في 7 أيلول/سبتمبر المرحلة الثالثة من قرار خفض التزامها بالاتفاق النووي، من دون توضيح ماذا ستتضمن هذه المرحلة. لكن في الوقت عينه، أوضح روحاني أن إيران تُجري مفاوضات مع الدول التي وقّعت الاتفاق للتوصل إلى حل يكون مقبولاً من الأطراف، وأعرب عن أمله بالتوصل إلى اتفاق حتى ذلك التاريخ". حتى ذلك الحين ستكون إيران مستعدة لتطبيق البروتوكول الملحق بالاتفاق النووي فوراً- الذي من المفترض أن يدخل في حيز التنفيذ في سنة 2023- والذي يشمل مراقبة أكثر تشدداً وصرامة على المنشآت التي يشملها الاتفاق. هذا الاقتراح رفضته الولايات المتحدة، لكن على خلفية إصرار ترامب العلني على تحريك العملية الدبلوماسية، من المحتمل أن صيغة إيرانية أكثر مرونة، يمكن أن تشكل أساساً للمفاوضات من جديد.
  • ظاهرياً، الاتصالات التي يجريها السيناتور بول مع إيران، ودعوة ظريف إلى البيت الأبيض، كانا من المفترض أن تثيرا رداً سعودياً عنيفاً. لكن يبدو أن ولي العهد والحاكم الفعلي للمملكة، محمد بن سلمان، قد توصل هو أيضاً إلى استنتاج بأن الحرب على اليمن مكلفة جداً من الناحية السياسية والعسكرية، ومن الأفضل الانتقال إلى مسار دبلوماسي. ومن المحتمل أن يؤدي إنهاء حرب اليمن إلى استعادة محمد بن سلمان مكانته في واشنطن، وإنقاذه من الفشل العسكري الذي مُنيت به السعودية خلال أربع سنوات من الحرب. إن التخوف من مواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران لم يكن مدعاة سرور لدى بن سلمان الذي أعرب عدة مرات عن تحفظه عن اندلاع حرب جديدة في المنطقة.

بهدف تعزيز تصريحاتها أطلقت السعودية مؤخراً ناقلة إيرانية كانت محتجزة منذ أشهر في ميناء جدة. لقد اتخذت هذه الخطوة على الرغم من "الدوريات لحفظ الأمن" التي تقوم بها إيران في الخليج الفارسي، والذي أدى في الأمس إلى احتجاز ناقلة عراقية بحجة تهريب النفط. بالاستناد إلى المستشار السابق لولي عهد أبو ظبي عبد الخالق العبد الله فإن "الحرب في اليمن توشك على الانتهاء من ناحية الإمارات، بقي فقط إعلان ذلك رسمياً". عبد الله لا يشغل منصباً رسمياً ولا يمثل النظام. لكن يبدو أن كلامه يعكس ليس فقط موقف بلاده، بل أيضاً موقف السعودية. لدى ترامب الآن فرصة لعقد "صفقة قرن" ذات حظوظ أكبر بكثير من تلك التي يقترحها على إسرائيل والفلسطينيين. إذا كان كيم جونغ إيل تحوّل إلى صديق عزيز، فإن خامئني هو رصيد أهم بكثير.