مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
"سانا": طائرات حربية إسرائيلية أطلقت عدة صواريخ في اتجاه مطار T4
نتنياهو: سماح السعودية لجميع الرحلات المنطلقة من الإمارات والمتوجهة إليها بعبور مجالها الجوي اختراق ضخم
إصابة جنديين إسرائيلييْن في عملية دهس جنوبي نابلس
المنظمة الصهيونية العالمية سترسل مبعوثين ثابتين إلى الجالية اليهودية في دبي
مقالات وتحليلات
المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تخشى من انهيار سيطرة السلطة الفلسطينية على الضفة ومن تداعيات تفشي فيروس كورونا في قطاع غزة
فتح الأجواء السعودية يبدو كدفعة أولى في الصفقة التي جرى التوصل إليها مع الولايات المتحدة
الضم رحل، الفلسطينيون بقوا
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
موقع Ynet، 3/9/2020
"سانا": طائرات حربية إسرائيلية أطلقت عدة صواريخ في اتجاه مطار T4

أفادت تقارير إعلامية أجنبية أنه تم الليلة الماضية تفعيل أنظمة الدفاع الجوي السورية ضد أهداف فوق إحدى القواعد العسكرية شرقي حمص.

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، نقلاً عن مصدر عسكري سوري رسمي، أن طائرات حربية إسرائيلية أطلقت عدة صواريخ من منطقة التنف في اتجاه مطار T4، وأن أنظمة الدفاع الجوية السورية تصدت لهذه الغارات الإسرائيلية وتمكنت من تدمير معظم الصواريخ، ولم يتم التبليغ إلّا عن أضرار مادية.

وجاءت هذه الغارات بعد يومين من إعلان المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل ثلاثة جنود سوريين وسبعة مسلحين موالين لإيران ومدني في غارات إسرائيلية استهدفت مواقع للجيش السوري جنوب غربي دمشق وأُخرى تابعة لجماعات مسلحة موالية لإيران، بما في ذلك حزب الله في محافظة درعا.

"معاريف"، 3/9/2020
نتنياهو: سماح السعودية لجميع الرحلات المنطلقة من الإمارات والمتوجهة إليها بعبور مجالها الجوي اختراق ضخم

أعلنت المملكة العربية السعودية أمس (الأربعاء) أنها ستسمح من الآن فصاعداً للرحلات الجوية من جميع البلاد بعبور مجالها الجوي في نطاق الرحلات المنطلقة من الإمارات العربية المتحدة والمتوجهة إليها.

وجاء هذا الإعلان عقب القيام بأول رحلة إسرائيلية مباشرة إلى أبو ظبي عبرت لأول مرة المجال الجوي السعودي يوم الاثنين الفائت.

وأشاد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بهذا الإعلان ووصفه بأنه اختراق ضخم من شأنه أن يساعد الاقتصاد الإسرائيلي ويقلل من تكاليف السفر الجوي.

وقال نتنياهو في بيان مصور وهو يقف بالقرب من خريطة ضخمة: "أنا أعمل منذ سنوات على فتح الأجواء بين إسرائيل والشرق الأقصى. وكان هناك أنباء رائعة قبل سنتين ونصف السنة عندما تلقت شركة طيران الهند الموافقة على السفر مباشرة إلى إسرائيل. والآن هناك اختراق هائل آخر، فالطائرات الإسرائيلية وتلك القادمة من جميع البلاد ستكون قادرة على الطيران مباشرة من إسرائيل إلى أبو ظبي ودبي والعودة. ستكون الرحلات الجوية أرخص وأقصر، وستؤدي إلى سياحة قوية وتنمية اقتصادنا. عندما تسافر إلى تايلاند أو أي مكان آخر في آسيا، فهذا سيوفر الوقت والمال. هذه هي فوائد السلام الحقيقي."

وشكر نتنياهو مستشار الرئيس الأميركي وصهره جاريد كوشنير، والحاكم الفعلي للإمارات محمد بن زايد، على مساهمتهما المهمة في انتهاج هذه السياسة السعودية الجديدة.

من ناحية أُخرى أكد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان في تغريدة نشرها على حسابه الخاص في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن فتح المجال الجوي السعودي أمام الرحلات الجوية بين إسرائيل والإمارات لا يغير مواقف المملكة الثابتة تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني. وأضاف أن الرياض تثمن كل الجهود الهادفة إلى تحقيق سلام عادل ودائم وفق مبادرة السلام العربية.

وكان كوشنير على متن الرحلة التي توجهت مباشرة من تل أبيب إلى أبو ظبي يوم الاثنين الفائت، ومن هناك توجه إلى البحرين والسعودية للدعوة إلى التطبيع مع إسرائيل، لكن البلدين بلّغاه أنهما ليسا على استعداد بعد لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.

وأفادت وكالة الأنباء السعودية في إثر اجتماع كوشنير مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أنه تم بحث آفاق عملية السلام في المنطقة وضرورة استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لتحقيق السلام العادل والدائم.

 

"يديعوت أحرونوت"، 3/9/2020
إصابة جنديين إسرائيلييْن في عملية دهس جنوبي نابلس

قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن جنديين إسرائيلييْن أصيبا بجروح طفيفة في إثر تعرضهما لعملية دهس نفذها شاب فلسطيني في مفترق تبواح [زعترة] جنوبي نابلس أمس (الأربعاء).

وأضاف البيان أن الشاب الفلسطيني نزل من السيارة بعد عملية الدهس وبحيازته سكين، وتوجه نحو جنود آخرين، فقام أحد الجنود بإطلاق النار عليه وتحييده.

ولم يبلّغ البيان عن حالة الشاب.

وقالت مصادر فلسطينية إن منفذ العملية هو الشاب محمد جبر خضير من بلدة بيتا جنوبي مدينة نابلس.

"يسرائيل هيوم"، 3/9/2020
المنظمة الصهيونية العالمية سترسل مبعوثين ثابتين إلى الجالية اليهودية في دبي

أعلنت المنظمة الصهيونية العالمية أمس (الأربعاء) أنها سترسل خلال الأيام المقبلة مبعوثين ثابتين إلى الجالية اليهودية في دبي، وذلك بعد اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة. 

وأضافت المنظمة أنها تجري منذ عدة أشهر اتصالات مع رؤساء الجالية اليهودية في دبي، وأن موضوع وجود ممثلين دائمين لها في دبي طُرح خلال الاجتماعات التي عقدتها البعثة الإسرائيلية برئاسة مستشار الأمن القومي مئير بن شبات في الإمارات هذا الأسبوع. وأشارت إلى أن هذين المبعوثين سيكونان أول مبعوثين للمنظمة في دولة عربية. وأوضحت أنهما سيعملان على إقامة وإدارة روضة أطفال يهودية، وسيمرران دروساً ومحاضرات عن الثقافة الإسرائيلية، ودروساً لتعليم اللغة العبرية، وسينظمان مناسبات اجتماعية ذات صلة بالأعياد اليهودية. 

وكانت الوكالة اليهودية أعلنت هذا الأسبوع أنها ستبدأ بممارسة نشاط داخل الجالية اليهودية في الإمارات، وأنها تدرس إمكان تعيين مبعوث دائم لها في أبو ظبي.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"معاريف"، 3/9/2020
المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تخشى من انهيار سيطرة السلطة الفلسطينية على الضفة ومن تداعيات تفشي فيروس كورونا في قطاع غزة
طال ليف - رام - محلل عسكري
  • تراقب المؤسسة الأمنية في إسرائيل عن كثب آخر التطورات المتعلقة بتفشي فيروس كورونا في قطاع غزة. وتشير التقديرات السائدة في هذه المؤسسة إلى أنه مقارنة بالموجة الأولى من تفشي الفيروس، يبدو أن حركة "حماس" ووزارة الصحة في القطاع فقدتا السيطرة على الوباء.
  • وتستند هذه التقديرات إلى حقيقة ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس في القطاع بثمانية أضعاف خلال الأسبوع الأخير فقط، وإلى أن معظم هؤلاء المصابين يتجولون بحرية خارج مراكز الحجر الصحي.
  • وأكد مسؤولون كبار في المؤسسة الأمنية أن تفشي فيروس كورونا في القطاع أثر كثيراً في قرار حركة "حماس" الموافقة على اتفاق التهدئة مع إسرائيل الذي تم التوصل إليه في الأيام القليلة الماضية بوساطة قطر، وينص على دخول مزيد من أموال المنحة القطرية إلى القطاع التي سيُستخدم جزء منها في مكافحة فيروس كورونا.
  • وعلى الرغم من ذلك يعتقد هؤلاء المسؤولون أيضاً أن تفاقم أزمة فيروس كورونا سيؤدي إلى زيادة ضغط الشارع على قيادة "حماس"، وهو ما قد يدفع هذه القيادة إلى توجيه هذا الضغط نحو إسرائيل.
  • من ناحية أُخرى تعتقد مصادر في المؤسسة الأمنية أن تفشي فيروس كورونا في القطاع يوفر فرصة أُخرى للتقدم إلى الأمام في المفاوضات المتعلقة بالتوصل إلى تسوية طويلة الأمد وحل قضية جثتي الجنديين والمفقودين الإسرائيليين المحتجزين لدى "حماس". ووفقاً لهذه المصادر، يمكن لإسرائيل أن تعرض على "حماس" صفقة مساعدات واسعة لمكافحة فيروس كورونا، بالإضافة إلى تنازلات أُخرى في مقابل قيام الحركة بإعادة جثتي الجنديين وسائر المفقودين.
  • وفيما يتعلق بالضفة الغربية لا بد من ملاحظة أنه وقعت مؤخراً خلال أقل من شهر ثلاث عمليات إرهابية كان آخرها عملية الدهس أمس (الأربعاء) في مفترق تبواح بالقرب من نابلس، وتتسم كلها بأن من قام بها هم أفراد لم يكونوا بحاجة إلى أي مساعدة من بنية تحتية إرهابية. وهذه السمة بالذات هي التي تجعل تحدي إحباط الإرهابيين الأفراد قبل تنفيذ عملياتهم أكثر تعقيداً.
  • ومع أنه من السابق لأوانه الإشارة إلى احتمال تفجر موجة جديدة من العمليات الإرهابية الفردية من مناطق الضفة الغربية، إلّا إن هذه العمليات تثير قلقاً كبيراً في أوساط الجيش الإسرائيلي، لكن من منظور أوسع، فإن ما يثير القلق أكثر في أوساط المؤسسة الأمنية هو احتمال انهيار سيطرة السلطة الفلسطينية على الضفة جرّاء انقطاع الاتصالات معها وتجميد التنسيق الأمني بينها وبين إسرائيل. وفي رأي مسؤولين كبار في المؤسسة الأمنية، من شأن انهيار هذه السيطرة أن يؤثر بصورة درامية في الاستقرار الأمني، وفي نطاق الإرهاب في الضفة الغربية وخارجها. يُضاف إلى ذلك أن أوضاع السلطة الفلسطينية في الوقت الحالي تُعتبر الأسوأ على خلفية أزمة فيروس كورونا وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية.
  • ومع أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس استأنف الاتصال بالأميركيين إلّا إنه ما زال يرفض استئنافه مع إسرائيل. ويحاول كثيرون من المسؤولين في إسرائيل استئناف هذا الاتصال، وخصوصاً فيما يتعلق بالتنسيق الأمني، لكن من دون نجاح يُذكر حتى الآن.
  • وتقوم المؤسسة الأمنية في الوقت الحالي ببذل جهود كبيرة للحؤول دون إقدام رئيس السلطة الفلسطينية على أي خطوة درامية يمكن أن تؤثر في الاستقرار الأمني في المناطق [المحتلة] بالتزامن مع إعلانه اعتزال مهمات منصبه في أي وقت من الأوقات.
"هآرتس"، 3/9/2020
فتح الأجواء السعودية يبدو كدفعة أولى في الصفقة التي جرى التوصل إليها مع الولايات المتحدة
تسفي برئيل - محلل سياسي
  • في اليوم التالي لانتهاء الزيارة الرسمية للوفد الرسمي الإسرائيلي إلى أبو ظبي، أعلنت السعودية أنها ستفتح أجواءها لأي طائرة مدنية في طريقها إلى دولة الإمارات العربية المتحدة – ومن هناك إلى أي دولة في العالم. طبعاً لم يُذكر اسم إسرائيل بصورة علنية، لكن لا حاجة إلى ذلك. السعودية لا تزال حذرة وثمن التطبيع مع إسرائيل سيكون مرتبطاً بالثمن السياسي الذي ستحصل عليه من الولايات المتحدة. تجري نقاشات على قدم وساق في هذا الشأن بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وبين صديقه جاريد كوشنير، صهر الرئيس ترامب ومستشاره الخاص الذي يسعى لإنجاز "الصفقة" قبل الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة في تشرين الثاني/نوفمبر.
  • الزمن يضغط، وترامب يتطلع إلى تحقيق إنجاز سياسي باهر يمكن أن يلوح به في الحملة الانتخابية، بعد انهيار معظم مبادراته السياسية، بما فيها "صفقة القرن"، وتحولها إلى مزحة - وفي أكثر الأحيان خلقت قلقاً عميقاً وسط كل الأطراف. السلام بين إسرائيل ودولة الإمارات العربية المتحدة هو خطوة تمثل اختراقاً ويمكن أن تغير الوعي في الشرق الأوسط إزاء إسرائيل، لكنها لا تكفي لتؤكد سريان مفعول "صفقة القرن" لترامب.
  • من أجل إثبات النظرية الاستراتيجية التي تقول إن السلام بين إسرائيل والعرب لا يتطلب حل المشكلة الفلسطينية - بل على العكس، السلام مع الدول العربية يمكن أن يُستخدم كمحفز للسلام مع الفلسطينيين - المطلوب حزام عربي أوسع، تنضم إليه دول أُخرى، على الأقل السعودية. لكن لديها شروطاً لذلك.
  • بالنسبة إلى الدولة التي كانت في سنة 2002 وراء ولادة النموذج القائل إن في استطاعة إسرائيل الحصول على التطبيع وحزام عربي دفاعي في مقابل انسحابها من كل المناطق المحتلة – وهو معادلة تحولت إلى جزء لا يتجزأ من كل المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، بما فيها خطة ترامب - فإن إقامة علاقات مع إسرائيل ستبدو عن حق، كتراجع عن هذا المبدأ لا عودة عنه. لكن الضرر قد حدث بعد قرار الإماراتيين إقامة علاقات كاملة مع إسرائيل.
  • بقي الآن الحديث عن الثمن السعودي. لقد تحول محمد بن سلمان منذ مقتل الصحافي جمال خاشقجي قبل عامين، إلى شخصية غير مرغوب فيها لدى الجمهور ولدى الكونغرس الأميركي. خلال تلك الفترة لم يقم بزيارة واشنطن، ومصالحه يمثلها شقيقه الأمير خالد الذي كان سفيراً في واشنطن حتى 2019، وعُيّن بعدها نائباً لوزير الدفاع ورئيساً لسلطة الصناعة العسكرية.
  • بن سلمان بحاجة شديدة إلى تغيير يعيد إليه مكانته بعد أن بدأ ولي العهد في دولة الإمارات العربية المتحدة، صديقه محمد بن زايد، يلقي بظله عليه كزعيم ينجح في بلورة سياسة شرق أوسطية جديدة، وكشخصية عربية قريبة من ترامب. السلام مع إسرائيل يمكن أن يشكل خطوة تمثل اختراقاً نحو واشنطن، لكن مقارنة بالإمارات وضع السعودية أكثر تعقيداً.
  • من ناحية تعهدت الرياض شراء سلاح أميركي يقدّر بـ110 مليار دولار، وهذا إغراء كبير استخدمه ترامب لمحاولة إقناع الكونغرس بالسماح بالصفقة. وبتشجيع - أو من الأصح القول - بضغط من الولايات المتحدة، تقوم السعودية بتوثيق علاقاتها مع العراق وتقدم له بديلاً في مجال الكهرباء والغاز اللذين يشتريهما من إيران. وذلك جزء من النضال المشترك لكبح نفوذ إيران في الشرق الأوسط.
  • من ناحية أُخرى، وقّعت السعودية مذكرة تفاهم مع روسيا، وهي تفحص إقامة مفاعل نووي من صنعها لإنتاج الكهرباء، وعلى ما يبدو تفحص أيضاً إمكان تطوير مشروع نووي يثير الشك في أن له أغراضاً عسكرية. إذا كان لدولة الإمارات طلب مركزي واحد - شراء طائرات أف-35 - فإن رزمة الطلبات العسكرية والسياسية للسعودية ستكون أطول بكثير. لكن أدوات المقايضة لمحمد بن سلمان مقيدة زمنياً. فهو لا يستطيع أن يكون متاكداً من أن ترامب سيظل رئيساً، ويجب أن يأخذ في حسابه وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض - وإدارة ديمقراطية ليست ما يحلم به ولي العهد.
  • هنا يكمن الاعتبار الذي يمكن أن يلعب لمصلحة الدفع قدماً بالتطبيع مع إسرائيل، وسواء انتُخب ترامب أو خصمه بايدن، في إمكان إسرائيل أن تفتح أمام بن سلمان طريق العودة إلى واشنطن. فتح الأجواء السعودية أمام طائرات إسرائيلية وغيرها هو خطوة هدفها أكثر من إظهار تأييد للاتفاق بين دولة الامارات العربية المتحدة وبين إسرائيل. هي على ما يبدو الدفعة الأولى من حساب بضاعة يأمل بن سلمان بالحصول عليها من ترامب.
  • على ما يبدو في إمكان إسرائيل أن تكون راضية جداً عن التطورات الأخيرة التي حولتها إلى مركز للوساطة الفعالة بين دول عربية وبين واشنطن، من دون أن يُطلب منها دفع ثمن فلسطيني - باستثناء تجميد الضم.
  • الإنجازات الدبلوماسية التي حققتها إسرائيل مؤخراً تشمل الاتفاق مع الإمارات، وفتح الأجواء في السعودية، الحديث الهاتفي والعلني بين نتنياهو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي - الذي هنأ نتنياهو بالاتفاق، لكنه حذّره من خطوات أحادية الجانب في الضفة - وأيضاً الحوار الذي تجريه إسرائيل وقطر بشأن التهدئة في غزة الذي أثمر هذا الأسبوع "وقف إطلاق النار".
  • كل هذا يتسرب إلى وسائل الإعلام وتصريحات المعلقين العرب. الانتقادات والإدانات لدولة الإمارات العربية المتحدة ليست غائبة عن وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الرسمية، لكن إلى جانبها يمكن رؤية تبدل في الوعي إزاء هذا الاتفاق الذي يضع معارضي التطبيع أمام واقع جديد وتحديات من نوع جديد.
  • لكن هذا التغيير لا يحرر إسرائيل من ضرورة حل النزاع مع الفلسطينيين. إسرائيل ادّعت تقليدياً أن حل النزاع يجب أن يؤدي إلى نهاية حالة الحرب مع العالم العربي، ومن دون ذلك لا فائدة من الحل. اعتقدت إسرائيل أنها بذلك تضع عقبة لا يمكن تجاوزها أمام أي مفاوضات مع الفلسطينيين. لكن كلما كبر عدد "دول التطبيع"، فإن هذا الادعاء يصبح فارغ المضمون، وستضطر إسرائيل إلى تحديد النزاع بصورة رسمية على أنه "مشكلة إسرائيلية" وليس مشكلة فلسطينية.
"يديعوت أحرونوت"، 2/9/2020
الضم رحل، الفلسطينيون بقوا
عدينه أيلون - رئيسة منظمة جي- ستريت في إسرائيل
  • اتفاق التطبيع الذي تبلور مع دولة الإمارات العربية المتحدة هو بشرى كبيرة لإسرائيل، وللمنطقة، وللولايات المتحدة ولمصالحها في المنطقة. ولا يقل أهمية (على الأقل حتى الآن) عن موت خطة الضم الخطرة من طرف واحد، وحسناً فعل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عندما اختار مسار السلام. مع ذلك يجب الحد من الاحتفال بتأجيل الضم. ففي نهاية الأمر الضم كأمر قانوني رافقنا فقط في السنة الأخيرة، وكان نوعاً من تهديد جرى إدخاله إلى خريطة المسارات الإقليمية، وإخراجه لن يجعل الوضع أفضل مما كان عليه قبل عام، قبل كل شيء بالنسبة إلى مستقبل العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين.
  • هذه هي أيضاً الرسالة التي تأتي حالياً من جهة الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة الذي لم يألُ ممثلوه وزعماؤه جهداً في انتقاد الضم وتداعياته. هم يدركون أن الضم لم يعد مطروحاً، وبقينا مع واقع كئيب لاستمرار محاولة اليمين الإسرائيلي فرض حقائق على الأرض، وخصوصاً في كل ما له علاقة بمستقبل المنطقة ج.
  • في آذار/مارس الماضي توجه أكثر من 60 عضو كونغرس ديمقراطي إلى وزير الخارجية مايك بومبيو، طالبين منه منع إسرائيل من استخدام عتاد أميركي وأموال المساعدة الأمنية من أجل الدفع قدماً بالهدم المنهجي للمنازل في المنطقة ج، وفي القدس الشرقية.
  • التغيير الذي طرأ على مَن يُعتبرون أنهم من أفضل أصدقاء إسرائيل في الكونغرس يجب أن يدق ناقوس الخطر لدى متخذي القرارات في الدولة. ليس صدفة أن تتضمن كل الردود التي صدرت عن الحزب الديمقراطي بعد الاتفاق مع الإمارات أيضاً الدعوة إلى استئناف المحاولات للتوصل إلى حل دبلوماسي مع الفلسطينيين. وكان لافتاً الهجوم في رد عضو الكونغرس اليهودي من ميشيغان أندي ليفين الذي كتب: "الآن حان الوقت لإنهاء الاحتلال".
  • ليفين ليس الوحيد، وعضو الكونغرس براد شيرمان، الذي هو صديق كبير لإسرائيل وأحد المرشحين لرئاسة لجنة الخارجية في مجلس النواب، قال مؤخراً إنه سيقف ضد إسرائيل إذا استخدمت أموال المساعدة "للتخطيط وبناء منشآت دائمة في الضفة الغربية أو في غزة".
  • هذه التصريحات مهمة، لأنها لا تأتي من الأجزاء الأكثر نقداً لإسرائيل في الحزب الديمقراطي. على العكس، شيرمان هو من أعمدة الحزب الديمقراطي، يهودي، تعاون طوال سنوات بصورة واسعة مع أيباك. وعندما يقول إنه سيعارض استخدام أموال المساعدة من أجل ما هو فعلياً محاولة فرض وقائع على الأرض، يجب أن نستمع إليه.
  • الضم كان الشعار الذي ناضل ضده الحزب الديمقراطي في الأشهر الأخيرة، لكن من الخطأ الاعتقاد أنه يكفي إزالة تهديد الضم القانوني للحصول على تأييد من دون تحفظ من الحزب الذي لديه فرصة معقولة للسيطرة بعد بضعة أشهر على البيت الأبيض، وعلى الكونغرس ومجلس النواب.
  • الحزب الديمقراطي أصبح ليس فقط أكثر تنوعاً وتعدداً في كل ما له علاقة بآراء مؤيديه وناخبيه، بل بات أكثر حدة في مطالباته من إسرائيل. لا كلام ضعيف بعد اليوم عن "الدولتين" مع الوقوف إلى يمين حكومة إسرائيل تقريباً في كل موضوع، بل سياسة مؤيدة لإسرائيل لا تخاف من انتقاد سياسة توسيع المستوطنات، وهدم المنازل واستمرار المحاولة حتى الآن في الدفع بالضم الزاحف بواسطة السماح لليهود بالبناء وهدم منازل الفلسطينيين.
  • الضم القانوني رحل، لكن الضم كأمر واقع باق، وهو سيستمر كحجر الرحى على رقبة إسرائيل مع الحزب الديمقراطي الذي أصبح أقل تسامحاً مع السياسة الإسرائيلية في الضفة الغربية.