مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت أنه لا يجوز عقد صفقات مع النظام العنيف والمتطرف في إيران الذي اختار مؤخراً إبراهيم رئيسي رئيساً له.
وأضاف بينت في سياق كلمة ألقاها في حفل تخريج فوج جديد من طياري سلاح الجو الإسرائيلي مساء أمس (الخميس): "تقع على عاتقنا مسؤولية الحفاظ على أمن دولتنا وضمان وجودها. وعلى هذا لا يوجد ولن يكون هناك أي مجال للمساومة. كنا نفضل لو كان العالم يدرك أن مثل هذا النظام العنيف والمتطرف الذي اختار الجلاد من طهران رئيساً، ومستعد لتجويع شعبه على مر أعوام طويلة في سبيل امتلاك برنامج نووي عسكري، هو عبارة عن نظام لا يجوز عقد صفقات معه. لكن للأسف الأوضاع ليست على هذا النحو."
وأشار بينت إلى أن إسرائيل ستواصل التشاور مع أصدقائها وإقناعهم والتحدث معهم ومشاركة المعلومات والتصورات انطلاقاً من الاحترام المتبادل. لكن في نهاية المطاف تحتفظ بالمسؤولية عن تحديد مصيرها، ولن تضعها في يد الغير. وقال: "سنتصرف بمسؤولية ورزانة، وسنحافظ على الوديعة العظيمة التي وُضعت بين أيدينا."
وتأتي تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية هذه غداة إعلان طهران إحباط عملية تخريب قالت إنها كانت تستهدف مبنى تابعاً للمنظمة الإيرانية للطاقة الذرية. وأورد التلفزيون الإيراني الرسمي أن عملية تخريب فشلت أول أمس (الأربعاء) ضد أحد مباني منظمة الطاقة الذرية، مؤكداً أنها لم تتسبب بأي ضرر. وشدّد على أن الإجراءات المتخذة لحماية الأماكن العائدة إلى منظمة الطاقة الذرية أتاحت تحييد العملية قبل أن تضّر بالمبنى، ولم يتمكن المخربون من متابعة مخططهم.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" ذكرت أن هذه المنشأة تُستخدم لإنتاج أجهزة الطرد المركزي. ولم تتحمل أي جهة المسؤولية عن محاولة الهجوم غير أن الصحيفة أشارت إلى أن المبنى المذكور مُدرَج في بنك الأهداف الإيرانية الذي أعدته إسرائيل.
ذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أمس (الخميس) أن الجيش قرر توسيع مساحة الصيد في قطاع غزة من 6 إلى 9 أميال بحرية، وإدخال مواد خام ضرورية إلى المعامل المدنية في القطاع عبر معبر كيرم شالوم [كرم أبو سالم] ابتداءً من اليوم (الجمعة).
وأضاف البيان أن هذا القرار جاء في إثر الهدوء الأمني الذي ساد منطقة الحدود مع قطاع غزة في الأسبوع الأخير، وعقب تقييم الوضع الأمني العام ومصادقة المستوى السياسي. وأكد أن استمرار هذه الإجراءات سيبقى مشروطاً بالحفاظ على الاستقرار الأمني.
وكان الجيش الإسرائيلي قرر تقليص مساحة الصيد قبالة شواطئ قطاع غزة من 15 ميلاً إلى 6 أميال بعد التصعيد العسكري الذي استمر 11 يوماً بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة والجيش الإسرائيلي في أيار/مايو الفائت.
أكد وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد أن مشروع القانون الذي أقرته بولندا أمس (الخميس)، والذي سيمنع تعويض الناجين من المحرقة النازية [الهولوكوست] وأحفادهم، يُعتبر انتهاكاً مباشراً ومؤلماً لحقوق الناجين من المحرقة وأحفادهم.
وقال لبيد في بيان صادر عنه مساء أمس: "أصدر البرلمان البولندي أمس قانوناً يمنع إعادة الأملاك اليهودية، أو التعويض عنها، إلى الناجين من الهولوكوست وأحفادهم. هذا انتهاك مباشر ومؤلم لحقوق الناجين من المحرقة وأحفادهم. هذه ليست أول مرة يحاول البولنديون إنكار ما حدث في بولندا خلال الهولوكوست. ولا يجب أن نسكت عن هذا الموضوع. إن الحفاظ على ذكرى الهولوكوست والاهتمام بحقوق الناجين منها، بما في ذلك قضية إعادة الأملاك اليهودية خلال تلك الفترة، هما عنصر أساسي في وجود وتعريف هوية دولة إسرائيل. هذا مستوى مهم في نشاطات وزارة الخارجية الإسرائيلية. إنه واجب أخلاقي وتاريخي نحمله جميعاً بكل فخر."
وأشار وزير الخارجية الإسرائيلي إلى أن تشريع هذا القانون هو وصمة عار وسيضر بشدة بالعلاقات بين البلدين، لكنه في الوقت عينه شدّد على أنه لم يفت الأوان بعد للإصلاح.
ووفقاً للقانون الذي أقرته بولندا، سيُمنع تعويض الناجين من المحرقة وأحفادهم، وسيتم إيقاف أو حذف جميع المطالبات المعلقة التي لم يتم البت فيها في الأعوام الثلاثين الفائتة، ولن يكون من الممكن تقديم مطالبات جديدة فيما يتعلق بالقرارات الإدارية التي تم اتخاذها في الماضي خلال هذه الفترة.
نقلت هندوراس أمس (الخميس) سفارتها إلى القدس بعد عقود من عملها في مدينة تل أبيب.
وكانت هندوراس قالت إنها ستنقل سفارتها من تل أبيب بعد أن أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أنه سينقل السفارة الأميركية إلى القدس.
وأقام رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت ووزير الخارجية يائير لبيد، حفل استقبال لرئيس هندوراس خوان أورلاندو هرنانديز ووزير الخارجية ليساندرو روساليس، اللذين يقومان بزيارة إلى إسرائيل من أجل تدشين السفارة.
وقال هيرنانديز إنه قام بهذه الزيارة لتدشين سفارة هندوراس في القدس التي وصفها بأنها العاصمة الأبدية لإسرائيل. وأضاف: "أتمنى بصدق أن يحافظ الرئيس المقبل لهندوراس على هذا القرار بغض النظر عن الحزب الذي ينتمي إليه. سأقاتل من أجل هذا."
وقال بينت إن حضور هيرنانديز لافتتاح السفارة هو شهادة على الصداقة العميقة والعلاقة الوثيقة بين دولة إسرائيل اليهودية وشعب ودولة هندوراس. وشكر بينت هندوراس على وقوفها الدائم إلى جانب إسرائيل في المحافل الدولية.
وفي ختام الحفل وقّع وزيرا الخارجية مذكرة تفاهمات بين البلدين تخص مشاريع في مجالات الزراعة وإدارة الموارد المائية والصحة والتعليم ومشاركة العلم في مجال تطوير الابتكار.
في المقابل وصفت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيان صادر عنها أمس، نقل سفارة هندوراس إلى مدينة القدس بأنه انتهاك صارخ للقانون الدولي والقرارات الأممية الواضحة بشأن المدينة المقدسة ومكانتها القانونية والسياسية. وأشار البيان إلى أن هذا القرار يتناقض تماماً مع القرار الذي اتخذته هندوراس يوم 26 آب/أغسطس 2011 واعترفت فيه بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.
وحتى الآن نقل كل من الولايات المتحدة وغواتيمالا وإقليم كوسوفو سفارته من تل أبيب إلى القدس.
قال المنسق العام لشؤون مكافحة فيروس كورونا في إسرائيل البروفيسور نحمان آش أمس (الخميس) إن ارتداء الكمامات داخل الأماكن المغلقة سيصبح إلزامياً ابتداء من الأسبوع المقبل، وذلك في محاولة لوقف ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس.
وأشار آش إلى أن منحنى الإصابة بالفيروس في إسرائيل آخذ بالتصاعد، إذ بلغ عدد حالات الإصابة بالفيروس حتى يوم أمس 700 حالة، بالإضافة إلى خضوع 30.000 مواطن في الوقت الحالي للحجر الصحي. كما أشار إلى أن عدد الذين تم تشخيص إصابتهم بالفيروس خلال الساعات الـ24 الماضية بلغ 123 شخصاً، وإلى أن الفيروس تفشّى في عدة مدن في وسط إسرائيل، مثل كفار سابا والرملة وهرتسليا.
وأوصى آش بتجنب الرحلات الجوية إلى الخارج، وخصوصاً الأشخاص غير المطعّمين، كما شدّد على دعوة مماثلة صدرت عن رئيس الحكومة نفتالي بينت في وقت سابق من الأسبوع الحالي ودعا فيها الجمهور العريض إلى تجنّب السفر غير الضروري إلى الخارج.
في غضون ذلك تم أمس ولأول مرة منذ عدة أشهر تصنيف بلدة بنيامينا الواقعة بالقرب من حيفا رسمياً بأنها موقع أحمر، حيث أشارت معطيات وزارة الصحة الإسرائيلية إلى تسجيل 122 حالة إصابة بفيروس كورونا في المدينة حتى صباح أمس، بمعدل إجمالي لنتائج الفحوصات الإيجابية بين الذين خضعوا للفحص نسبته 3% مقارنة بـ0.3% في البلد ككل. وتُعتبر بنيامينا في الوقت الحالي الموقع الأحمر الوحيد في إسرائيل والأول الذي يتم تحديده على هذا النحو منذ عدة أشهر.
وجاءت كل هذه التطورات وسط ازدياد المخاوف في إسرائيل بشأن انتشار متحور "دلتا" الهندي الجديد للفيروس، والذي يُعتقد أنه مسؤول عن 70% من الحالات الجديدة في البلد في الأسابيع الأخيرة. وقال رئيس الحكومة بينت إن الحكومة ستعمل على قطع متحور "دلتا" الشديد العدوى مبكراً وبشكل حاسم، ودعا جميع الأولاد الذين تتراوح أعمارهم بين 12-15 عاماً في إسرائيل إلى تلقّي التطعيم في أسرع وقت ممكن، وأشار إلى أنه ستنتهي صلاحية مخزون اللقاحات في إسرائيل في الأشهر المقبلة، وبالتالي يجب تلقّي التطعيم قبل يوم 9 تموز/يوليو المقبل.
كما أوصت وزارة الصحة الإسرائيلية هذا الأسبوع بتطعيم الفتيان ضد الفيروس كي تصل إسرائيل إلى حالة المناعة المجتمعية المسماة "مناعة القطيع".
وكان المدير العام لوزارة الصحة الإسرائيلية حيزي ليفي قال في وقت سابق هذا الأسبوع إن الوزارة تكتفي في المرحلة القريبة بتوصية صناع القرار بإلزام الجمهور بارتداء الكمامات في الأماكن المغلقة فقط وليس المفتوحة. وأضاف ليفي أنه تقرر إلزام مواطنين مطعّمين ومتعافين عادوا من ستة بلاد مصنفة حمراء بالخضوع للحجر الصحي في مسعى لحصر انتشار هذه السلالة من الفيروس.
وأوضحت رئيسة الخدمات الصحية في وزارة الصحة الدكتورة شارون ألروعي- برايس أن الأنظمة تقضي بوجوب ارتداء الكمامات في أماكن مغلقة يحضرها 100 شخص فما فوق، وأضافت أن الوزارة تعكف على إعداد خطة تشمل خطوات تدريجية للحيلولة دون ارتفاع المنحنى الوبائي.
من ناحية أُخرى قال مدير فرع "فايزر" في إسرائيل الدكتور ران ربابورت إن لقاح "فايزر" فعال ضد متحور "دلتا". وأضاف: "إن عدوانية المتحوّر الهندي ليست معروفة بعد، لكن اللقاح فعال أيضاً ضده. لسنا قلقين ونراقب باستمرار بيانات فعالية اللقاح. وما دامت فعالية اللقاح عالية، ربما بمعدلات تزيد عن 90%، لا نعتقد أن تحديثها ضروري."
- الغموض لا يزال يلف التفصيلات الدقيقة للحادثة الأخيرة. صباح أول أمس (الأربعاء) تعرضت منشأة لها علاقة بالمشروع النووي الإيراني للهجوم غربي طهران. وذكرت تقارير في مواقع إخبارية إيرانية أن الهجوم نُفِّذ بواسطة مسيّرة والسلطات نجحت في إحباطه. لاحقاً تسربت تفصيلات قليلة أُخرى. فذكرت النيويورك تايمز أن الهدف الذي تعرّض للهجوم هو مصنع لإنتاج أجهزة الطرد لتخصيب اليورانيوم في مدينة كرج [تقع على بعد 20 كيلومتراً غربي طهران]. وبحسب الصحيفة، كان المصنع – وهو أحد المواقع المركزية للمشروع النووي- ضمن قائمة أهداف الهجمات التي قدمتها إسرائيل إلى إدارة ترامب قبل نصف عام.
- ويزداد غموض الحادثة الأخيرة عقب الخطوة التي اتخذها الأميركيون هذا الأسبوع. فقد أعلنت وزارة العدل في واشنطن أول أمس حجب 33 موقعاً إلكترونياً إخبارياً في إيران بحجة أن النظام ينشر من خلالها معلومات ملفقة. لكن المعلومات التي نُشرت عن الهجوم بالمسيّرة تذكِّر قليلاً بهجوم نُسب إلى إسرائيل في آب/أغسطس 2019. إنه الهجوم الذي استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت وأدى إلى تدمير مكوّن مهم في مشروع الصواريخ الدقيقة لحزب الله، هدفه تحسين المنظومة الصاروخية للحزب.
- في السنة الأخيرة تلقى المشروع النووي الإيراني 3 ضربات نُسبت كلها إلى إسرائيل. هجومان في تموز/يوليو السنة الماضية، وفي نيسان/أبريل هذه السنة وقعت انفجارات غامضة في منشأة نتانز النووية التي تقوم بتشغيل أجهزة طرد متطورة. القاسم المشترك مع هجوم أول أمس هو إبطاء عملية التخصيب الإيرانية التي عادت إلى العمل كما كانت عليه قبل عامين، رداً على الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي.
- مقارنةً بسلسلة العمليات السابقة، الهجوم بالمسيّرة حدث في ظروف مختلفة اختلافاً جذرياً، إذ تبدلت أغلبية الأشخاص العاملين في واشنطن، وفي القدس، وفي طهران. ففي كانون الثاني/يناير حلّت إدارة بايدن محل إدارة ترامب، وفي بداية حزيران/يونيو حلّت حكومة بينت - لبيد محل حكومة نتنياهو، وقبل أسبوع انتُخب إبراهيم رئيسي رئيساً جديداً لإيران، وسيتسلم منصبه في بداية آب/أغسطس. والأهم من ذلك، تغيُّر التوجه الأميركي بصورة مطلقة. فالإدارة الجديدة مصرة على إنجاح المحادثات النووية والعودة في وقت قريب إلى الاتفاق مع الإيرانيين، الذي انسحبت منه الإدارة السابقة قبل 3 أعوام، وهي تتطلع إلى حدوث ذلك حتى قبل تنصيب رئيسي.
- جولة المحادثات النووية بين إيران والدول العظمى في ڤيينا تجري مرة كل بضعة أسابيع. النظام الإيراني يوحي طوال الوقت أنه يرغب في الاتفاق. وأول أمس أعلن الأميركيون موافقتهم على رفع كل العقوبات التي فُرضت على تصدير النفط الإيراني. طهران تملأ مخزون النفط لديها استعداداً لاستئناف التصدير على نطاق واسع. الاستخبارات الغربية والإسرائيلية تتخبط، هل المطالب التي قدمتها إيران في المفاوضات المصحوبة بخطاب علني متشدد هي فقط جزء من "البازار" المعروف، أم هناك فرصة في تراجُع خامنئي في اللحظة الأخيرة؟ التوجه هو أنه في النهاية سيوقّع الاتفاق.
- الأميركيون يريدون ذلك بالتأكيد. هذا الأسبوع أجرى رئيس الأركان أفيف كوخافي جولة محادثات واسعة مع كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية. وقد ذهب رئيس الأركان إلى واشنطن حاملاً تفويضاً من رئيس الحكومة نفتالي بينت في عرض التحفظات الإسرائيلية عن الاتفاق الذي تجري بلورته على محاوريه. رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو أرسل في نيسان/أبريل وفداً رفيعاً، لكنه منعه من الحديث مع الأميركيين عن تفصيلات الاتفاق. نتنياهو قدم رداً صهيونياً شاملاً ورفضاً متغطرساً، بينت شخص عملي أكثر ولا يزال يحاول التأثير، وقد تبنى إلى حد بعيد التوصيات التي قدمها له ثلاثة مسؤولين سابقين كبار في المؤسسة الأمنية (أهرون زئيف فركش، جدعون فرانك، وإيلي لويتا)، تحدثنا عنها هنا قبل أسبوع. بقي لإسرائيل نافذة صغيرة للتأثير، من الأفضل أن تحاول استغلالها.
- ليس لدى هؤلاء المسؤولين الكبار أوهام. فمنذ انسحاب ترامب من الاتفاق السابق حدث ضرر دراماتيكي. فاليورانيوم المخصّب الذي راكمه الإيرانيون في العامين الأخيرين يضعهم، إذا أرادوا، على مسافة أشهر معدودة فقط من جمع كميات تكفي لإنتاج قنبلة واحدة، وهم بحاجة إلى فترة زمنية لتركيب رأس متفجر للصاروخ. هذا الأسبوع تحدث كوخافي عن اعتراضات إسرائيل، والأميركيون استمعوا إليه بتهذيب. لكن ثمة شك في أن هذا سيغير مسارهم. إذ يعمل الموظفون الكبار بتوجيه مفصل من الرئيس جو بايدن بالعودة إلى الاتفاق بأسرع وقت ممكن.
- هم يؤكدون لإسرائيل أن التسوية النهائية ستكون أطول وأقوىLonger and stronger. لكن هذا مرتبط بالتفاهمات التي سيجري التوصل إليها في المستقبل مع الإيرانيين بعد العودة إلى الاتفاق النووي. حالياً تبدو هذه الوعود فارغة. إذا افترضنا أن إسرائيل هي التي تقف وراء الهجوم فإن هذا يطرح سؤالاً مهماً آخر: هل الهجوم بالمسيّرة أول أمس في أثناء زيارة كوخافي إلى واشنطن فاجأ الأميركيين، أم أن كل شيء كان متفقاً عليه مسبقاً للضغط على الإيرانيين؟ في نيسان/أبريل الماضي، عندما وصل وزير الدفاع الأميركي أوستين لويد في زيارة إلى إسرائيل، كان ذلك بعد ساعات قليلة على حادثة الانفجار الثاني في نتانز؛ حينها برز عدم الارتياح الأميركي طوال هذه الزيارة.
- في المحادثات مع الأميركيين تحاول المؤسسة الأمنية جس النبض بشأن طبيعة رزمة التعويضات المتوقعة إذا جرى توقيع الاتفاق النووي الجديد. وزير الدفاع بني غانتس طرح المسألة في زيارته الأخيرة إلى واشنطن الشهر الماضي. وتتوقع إسرائيل تفاهمات، وربما مشتريات تسهّل عليها المواجهة مع إيران، إذا اتضح أنها عادت إلى خرق الاتفاق.
- قبل كل شيء، يريد كوخافي الاتفاق بسرعة لحل مشكلة ملحة وهي تعبئة مخزون الجيش الإسرائيلي بعد العملية الأخيرة في غزة "حارس الأسوار". خلال العملية استخدمت إسرائيل كميات كبيرة من السلاح الجوي الدقيق وعدداً كبيراً جداً من الصواريخ الاعتراضية من بطاريات القبة الحديدية. وهي بحاجة إلى تعبئة مخزونها بسرعة كي تكون مستعدة لسيناريو مواجهة جديدة في غزة، واحتمال أقل لمواجهة في الشمال. بحسب تقديرات مختلفة، المقصود مساعدة توازي مليار دولار بالإضافة إلى المساعدة السنوية البالغة 3.8 مليار دولار، التي التزم بها الأميركيون في الاتفاق الذي وقّعوه في أواخر ولاية إدارة أوباما.
- نزار بنات، الناشط السياسي الذي انتقد السلطة الفلسطينية طوال أعوام، توفي أمس (الخميس) بعد مرور ساعة على اعتقاله من طرف عناصر أمنية فلسطينية. بعد وفاته تظاهر الآلاف في الضفة الغربية وادّعوا أن ما حدث هو اغتيال سياسي. لكن عدم الحنكة والطريقة غير المهذبة في اعتقاله يمكن أن يدلّا على عدم وجود نية لقتله، بالتأكيد ليس في هذه المرحلة، لكن فقط تحذيره وتحذير الآخرين من عدم التجرؤ على انتقاد السلطة. وكلما ازداد النفور والاشمئزاز إزاء السلطة التي لا تريد أن تتغير، كلما أصبحت وسائلها في التحذير والردع أوضح. بكلمات أُخرى: الاعتقال كان متعمداً والعنف كان مقصوداً، لكن الموت نفسه كان حادثة مؤسفة.
- عدم ضبط النفس الذي بدر من العناصر الأمنية يدل على أنهم رأوا في نزار بنات عنصراً مزعجاً منذ فترة طويلة. نزار بنات - الأب لأربعة أولاد، بينهم طفلة عمرها 4 أشهر- اعتُقل قبل الفجر، ليس في منزله في بلدة دورا، بل في منزل ابن عمه في منطقة H2 في الخليل، الواقعة تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية. من المعروف أنه في هذا الجزء من المدينة تحتاج الأجهزة الأمنية الفلسطينية إلى إذن من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية للقيام باعتقالات، كما عليها أن تنسق مسبقاً مع الجيش الإسرائيلي ومع إدارة التنسيق والاتصال قبل دخول عناصرها المسلحة.
- بنات اعتبر نفسه "مطلوباً" من السلطة الفلسطينية، ولذلك انتقل للعيش في المنطقة H2 موقتاً، بحسب ما قال صديق له لـ"هآرتس". في أيار/مايو أطلق مجهولون النار على منزله في دورا ورموا عليه قنبلة صوتية. وكان هذا بمثابة إشارة تحذير إلى بنات. وعلى ما يبدو، اعتقد بنات أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية لن تُقدم على اعتقاله في المنطقة H2، لأنها من الصعب أن تحصل على موافقة من إسرائيل. لكنه كان على خطأ.
- سبق إطلاق النار اشتباكات كلامية بين بنات وبين ممثلي السلطة وأعضاء "فتح"، على خلفية الانتقادات التي تجرأ على توجيهها إليهم بسبب التنسيق الأمني مع إسرائيل، والفساد، والزبائنية، وتفضيل المصالح الشخصية على مصلحة الشعب. مؤخراً ركز على الصفقة (التي أُلغيت) لنقل لقاحات فايزر ضد الكورونا التي تكاد تنتهي مدتها من إسرائيل إلى السلطة الفلسطينية في مقابل تخصيص لقاحات جديدة كان من المفترض أن تصل إلى السلطة في مطلع العام القادم. فلسطينيون كثر، بينهم بنات، لم يصدقوا أنه لا توجد اعتبارات اقتصادية شخصية لبعض المسؤولين الرفيعي المستوى وراء فشل الصفقة. وزاد غياب الشفافية في شكوكهم.
- وبالاستناد إلى معلومات جمعها المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، حوالي الساعة الثالثة فجراً جرى تحطيم نافذة في غرفة في الطابق الأرضي في منزل مجدي بنات في الخليل، كان ينام فيها نزار بنات وقريباه محمد وحسين وابن صاحب المنزل. ودخل عبر النافذة مسلحان بلباس مدنية، وقاما برشّ غاز الفلفل في عيون الموجودين في الغرفة. ثم فتحا باب الغرفة فدخلت عناصر أمنية ترتدي بزّات تحمل شارات الأمن الوقائي الفلسطيني. وقد شارك في العملية نحو 20 شخصاً، بعضهم هجم على بنات وبدأ بضربه بالعصي، وأقدم أحدهم على ضربه بعصا من الحديد على رأسه، بينما وجّه الآخرون سلاحهم نحو الموجودين في الغرفة لمنعهم من التدخل. بعد سبع دقائق على اقتحام المنزل سحبوا بنات إلى الخارج مع مواصلة ضربه وهو يصرخ من الألم. وبعد مرور ساعة نُشر إعلان وفاته في مستشفى حكومي في الخليل.
- أحدث خبر وفاة بنات صدمة كبيرة واحتجاجات. صحيح أنه أُعلِن إنشاء لجنة تحقيق رسمية، لكن يبدو أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية ليست مؤهلة لأن تتغير وتحسّن علاقتها بشعبها الذي يعاني جرّاء الاحتلال الإسرائيلي.