مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
كشف الجيش الإسرائيلي في بيان صادر عنه أمس (الأربعاء) أن حزب الله يقوم بتخزين كمية كبيرة من المتفجرات بالقرب من مدرسة في قرية عبّا في وسط لبنان، وأشار إلى أن التقديرات الموجودة بحيازته تشير إلى أن هذه الكمية تنطوي على ما يقارب نصف القوة التدميرية للانفجار الهائل الذي دمر المرفأ ومساحات شاسعة من بيروت العام الفائت. ورفض الجيش الإفصاح عن طبيعة الأسلحة التي يُشتبه في وجودها في المبنى.
وأضاف البيان أن الجيش الإسرائيلي يتوقع أن يقوم حزب الله بعد هذا الكشف عن الموقع بإفراغ المبنى بسرعة ونقل أي ذخيرة في داخله إلى مكان آخر، مشيراً إلى أن هذا من شأنه أن يحرم الجيش أن يكون الموقع هدفاً لهجوم في أي مواجهة في المستقبل. وأكد البيان أنه قام بالكشف عن الموقع بغية الإشارة إلى عمق جمع المعلومات عن حزب الله وإثبات مبلغ قيام الحزب بتعريض الأطفال للخطر.
وقال البيان إن صور الأقمار الاصطناعية لدى الجيش تُظهر أن المستودع عبارة عن مبنى من 4 طبقات على الجانب الآخر من مدرسة عبّا التي يدرس فيها نحو 300 طالب. وتقع قرية عبّا في وسط لبنان في منطقة النبطية شمال شرقي مدينة صور، وعلى بعد نحو 20 كيلومتراً من إسرائيل.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن تخزين حزب الله للأسلحة يُعتبر انتهاكاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي أنهى حرب لبنان الثانية سنة 2006 ويُلزم جميع الجماعات المسلحة باستثناء الجيش بالبقاء شمالي نهر الليطاني.
وأشار الجيش أيضاً إلى أنه يحرص على القيام باستخدام جميع الوسائل المتاحة لتقليل الضرر اللاحق بالمدنيين، لكنه في الوقت نفسه لن يتردد في ضرب أهداف نشطة كهذه إذا ما اقتضت الضرورة ذلك.
هاجم مصدر رفيع المستوى في ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو واتهمه بالتسبب بتقدم البرنامج النووي الإيراني نحو حيازة طهران قنبلة نووية.
وجاء هجوم هذا المصدر رداً على مقال نشره نتنياهو في صحيفة "يسرائيل هيوم" أمس (الأربعاء) وشنّ فيه هجوماً على رئيس الحكومة نفتالي بينت ووزير الخارجية ورئيس الحكومة البديل يائير لبيد.
وكتب نتنياهو في سياق مقاله أن "لا مكان هنا لاستعراض مجمل التفاصيل الهائلة للعمليات التي نفّذناها ضد البرنامج النووي الإيراني، الذي غايته القضاء علينا. هذه العمليات نفّذناها بعلم الولايات المتحدة أحياناً، وفي أحيان أُخرى من دون علمها، ومن دون الحصول على موافقة منها." وأضاف: "أوضحت علناً أيضاً أننا سنستمر في تنفيذ كل ما هو مطلوب من أجل ضمان أمن إسرائيل مع اتفاق أو من دون اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران. وها هو ذا رئيس الحكومة الفعلي يائير لبيد يلغي هذه السياسة بالكامل خلال أسبوع من تأليف الحكومة. ومسّ بصورة بالغة بحريّة عمل إسرائيل عندما تعهد للأميركيين بشكل مذهل اتباع سياسة من دون مفاجآت."
وقال نتنياهو: "في الأيام الأخيرة يسألني أصدقائي من الولايات المتحدة: كيف يعقل ألّا يُسمع صوت حكومة إسرائيل في الولايات المتحدة ضد سباق العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران؟ ويؤكد هؤلاء الأصدقاء أنه بدلاً من التحدث علناً وبصوت مرتفع وواضح من أجل تجنيد الرأي العام الأميركي لمصلحة إسرائيل وضد العودة إلى الاتفاق النووي لا تفعل الحكومة الحالية شيئاً."
وقال المصدر الرفيع في ديوان رئاسة الحكومة إن أقوال رئيس المعارضة نتنياهو في الموضوع النووي الإيراني لا تصدق ولا حتى بمعاييره هو، فقد كان رئيساً للحكومة طوال 12 عاماً وإهماله هو الذي سمح لإيران بالوصول إلى أكثر نقطة متقدمة في البرنامج النووي. وأضاف: "في النتيجة هذا فشل خطِر. وهو يدرك ذلك ويحاول تحميل آخرين المسؤولية. إن الفجوة بين الأقوال والأفعال لم تكن كبيرة كما كانت في إبان عهد نتنياهو. وهذا هو الإرث الذي حصل عليه بينت، ومن هنا يحاول أن يصحح بكافة الأدوات التي بحيازته."
أقيمت في تل أبيب صباح أمس (الأربعاء) مراسم تدشين سفارة الإمارات العربية المتحدة لدى إسرائيل بحضور رئيس الدولة الإسرائيلية يتسحاق هيرتسوغ ولفيف من الشخصيات الإسرائيلية والإماراتية.
وقال السفير الإماراتي محمد آل خاجة في سياق كلمة ألقاها في هذه المناسبة، إن تدشين السفارة يأتي تجسيداً لتوقيع "اتفاقات أبراهام" بين الدولتين قبل 10 أشهر. وأكد أن سفارة بلاده لدى إسرائيل ستُستخدم كقاعدة لبناء شراكة ثنائية.
وأضاف أنه منذ توقيع الاتفاقات طرأ تقدُّم ملحوظ على العلاقات بين الدولتين وجرت مباحثات في التبادل التجاري والاستثمار الثنائي والتعاون بين الجامعات والمستشفيات، وأشار إلى أن افتتاح السفارة يشكل أحد أهم ملامح التقدم في هذه العلاقات.
كما ألقى رئيس الدولة هيرتسوغ كلمة أكد فيها أن افتتاح السفارة الإماراتية يشكل معلماً مهماً في مشوار مشترك للدولتين من أجل تحقيق مستقبل يسوده السلام والازدهار والأمن في جميع منطقة الشرق الأوسط. وشدّد على ضرورة الاستمرار في بذل الجهود لتوسيع دائرة السلام لتشمل دولاً أُخرى.
أصدرت المحكمة المركزية في تل أبيب أمس (الأربعاء) قراراً يقضي بفرض عقوبة السجن الفعلي مدة عشرة أعوام ودفع غرامة مالية بقيمة 900.000 شيكل على نائبة وزير الداخلية الإسرائيلي وعضو الكنيست السابقة فاينا كيرشنباوم من حزب "إسرائيل بيتنا".
وكانت كيرشنباوم دينَت في آذار/مارس الفائت بارتكاب مخالفات تلقّي الرشوة وتبييض الأموال والاحتيال وخيانة الأمانة، إلى جانب ارتكاب مخالفات لقانون الضريبة. وهي المتهمة المركزية في قضية دينَ فيها 17 متهماً آخر وحُكم عليهم بالسجن لفترات أقصر.
وبدأ التحقيق في هذه القضية التي عُرفت باسم "الملف 242" في سنة 2014، وجرى خلالها التحقيق مع أكثر من 100 مشتبه به ومئات الشهود وقُدمت في إطارها 19 لائحة اتهام انتهى معظمها بصفقات ادعاء ومن دون فرض عقوبات بالسجن الفعلي.
وأعلن محامو الدفاع عن كيرشنباوم أنهم يعتزمون تقديم طلب استئناف على العقوبة إلى المحكمة العليا وطلبوا تأخير تنفيذ العقوبة من أجل السماح بصوغ طلب الاستئناف. وأمر قاضي المحكمة بتأجيل تنفيذ العقوبة إلى يوم 5 أيلول/سبتمبر المقبل.
عيّن وزير الصحة الإسرائيلي نيتسان هوروفيتس أمس (الأربعاء) البروفيسور سلمان زرقا منسقاً عاماً لشؤون مكافحة فيروس كورونا خلفاً للبروفيسور نحمان آش الذي عُيّن مديراً عاماً لوزارة الصحة.
ويشغل البروفيسور زرقا، وهو من أبناء الطائفة الدرزية، منصب مدير مستشفى "زيف" في صفد، وأنهى خدمته العسكرية في سلاح الطب برتبة عقيد. وتم اختياره لإيقاد الشعلة خلال مراسم يوم الاستقلال الحادي والسبعين للدولة.
- قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والمقربون منه في الآونة الأخيرة بنقل رسائل إلى القدس فحواها أن تركيا معنية بترميم علاقاتها مع إسرائيل وتقترح أن تكون وسيطة بين إسرائيل وحركة "حماس" من أجل الدفع قدماً بأمور مهمة لدولة إسرائيل، مثل قضية الأسرى والمفقودين.
- وتولى نقل هذه الرسائل السفير التركي في الولايات المتحدة مراد مرجان الذي يُعتبر من أقرب الدبلوماسيين إلى أردوغان، وبدأ بممارسة مهماته كسفير لتركيا في واشنطن في آذار/مارس الفائت.
- وكانت إحدى أولى المحادثات التي أجراها مرجان بعد وصوله إلى واشنطن هي المحادثة مع الحاخام مارك شناير، وهو حاخام أميركي معروف يقف على رأس صندوق للتفاهم بين الديانتين اليهودية والإسلامية، وقام خلال الأعوام الـ15 الأخيرة بزيارة الكثير من القصور في السعودية وسلطنة عُمان والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة. وطلب السفير التركي من الحاخام شناير أن يساعده في تنظيم أول نشاط علني له في واشنطن، وهو إفطار رمضاني في مقر السفارة التركية بمشاركة زعماء مسلمين ويهود ومسيحيين. وقال الحاخام شناير لـ"يديعوت أحرونوت" إنه فوجئ كثيراً بهذه المحادثة، كما أن مصادر مسؤولة في وزارة الخارجية الأميركية فوجئت بأن يكون هذا الإطار هو أول نشاط للسفير التركي. واستجاب شناير لطلب السفير التركي وساعده في تنظيم إفطار رمضاني كان بمثابة نجاح كبير.
- ويبدو أن رسالة أردوغان وسفيره فيما يتعلق بـ"حماس" جاءت على خلفية حقيقة أن إسرائيل تشترط أي تحسين للعلاقات بينها وبين تركيا بتوقف هذه الأخيرة عن إيواء زعماء الحركة وناشطيها في إسطنبول.
- وعلى الرغم من كل هذه الرسائل التركية فإن إسرائيل ما زالت تتعامل بقدر من التشكيك مع أنقرة. وقال مسؤولون كبار في القدس مؤخراً إن إسرائيل لن تطبّع علاقاتها بصورة كاملة مع تركيا، ولن تعيد سفيرها إلى أنقرة، إذا لم تقدم تركيا على وقف كل نشاطات الجناح العسكري لحركة "حماس" في إسطنبول، فهذا الجناح يقوم من هناك بتوجيه نشاطات إرهابية في مناطق الضفة الغربية وتجنيد فلسطينيين لتنفيذ عمليات إرهابية.
- تنتهج إيران سياسة الغموض بشأن نياتها في موضوع استمرار المحادثات في ڤيينا بشأن العودة إلى الاتفاق النووي، وتنتظر إدارة بايدن والدول العظمى قرار المرشد الأعلى علي خامنئي. مر أسبوعان على انتهاء جولة المحادثات السادسة في ڤيينا، وليس واضحاً إلى أين تتجه الأمور [نُشر المقال قبل إعلان إيران أنها لن تعود إلى المحادثات قبل منتصف آب/أغسطس).
- تنتظر الولايات المتحدة رد إيران على المقترحات التي قدمتها إلى الوفد الإيراني في محادثات ڤيينا، والأميركيون حذرون، إذ قال الناطق باسم الوفد الأميركي نيد فرايس إن المحادثات في ڤيينا توقفت بسبب نتائج الانتخابات في إيران، والتي فاز فيها المرشح المحافظ إبراهيم رئيسي.
- مصادر أميركية أُخرى ادّعت أن المحادثات وصلت إلى حائط مسدود ولذلك توقفت. وتجد الاستخبارات الأميركية صعوبة في تقدير ما إذا كانت الخطوة تكتيكية أو استراتيجية من طرف المرشد الأعلى علي خامنئي، وهل المقصود توقُّف كامل للمحادثات والتخلي عن المفاوضات، أو انتظار ما بعد 3 آب/أغسطس، تاريخ استلام الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي منصبه، وهو صاحب الخط المتشدد والمقرب جداً من المرشد الأعلى ومن الحرس الثوري.
- وأشارت تقارير إيرانية إلى أن علي خامنئي قد لا يريد السماح للرئيس الحالي حسن روحاني (من التيار الإصلاحي) بقطف النجاح لإدارته المفاوضات التي أدت إلى رفع العقوبات المفروضة على إيران، وهو يفضل الانتظار ووضع إدارة المفاوضات في يد المقرب منه إبراهيم رئيسي الذي من المؤكد أنه سيعين طاقماً جديداً لإدارة المفاوضات، وسيغير استراتيجيا المحادثات من ناحية إيران.
- التقدير في البيت الأبيض أن المرشد الأعلى خامنئي ينوي العودة في نهاية الأمر إلى المحادثات النووية بشروط إيران، لأنه يدرك أنها السبيل الوحيد للتوصل إلى رفع العقوبات عن إيران ومنع فرض عقوبات جديدة عليها.
معضلة الولايات المتحدة والغرب
- بالاستناد إلى مصادر أميركية، تتخوف أوساط الرئيس بايدن من أن تصبح إمكانية العودة إلى الاتفاق النووي العائد إلى سنة 2015 صعبة التحقيق، ويسود التشاؤم أوساط الرئيس بشأن إمكانية عودة سريعة إلى الاتفاق النووي بعد 6 جولات من المحادثات في ڤيينا، بينما ليس واضحاً ما إذا كانت الجولة السابعة ستُعقد ومتى.
- التشاؤم الكبير ناجم عن التقدم التكنولوجي الإيراني ووتيرة ونسبة تخصيب اليورانيوم، وكذلك انتخاب الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي. كل هذه العوامل تطرح بشدة السؤال: هل سيكون من الممكن كبح طموحات إيران النووية؟
- والتشاؤم ليس من نصيب إدارة بايدن فقط، بل يسود أيضاً الدول العظمى الثلاث، بريطانيا وألمانيا وفرنسا، التي تفاوض إيران والولايات المتحدة بشأن استئناف الاتفاق النووي، والتي حذّرت الأسبوع الماضي من أن توقيع الاتفاق ليس مؤكداً بسبب استمرار إيران في إنتاج يورانيوم معدني يمكن أن يؤدي إلى إنتاج قنبلة نووية.
- وأعرب كل من بريطانيا وألمانيا وفرنسا عن "القلق الشديد" إزاء القرار الإيراني رفع مستوى تخصيب اليورانيوم المعدني إلى 20%. وجاء في البيان الثلاثي المشترك: "ليس لدى إيران حاجة مدنية تتطلب اليورانيوم المعدني المخصب الذي يُعتبر أداة مهمة في تطوير سلاح نووي، النشاطات الإيرانية تعرّض استمرار المفاوضات في ڤيينا للخطر، ويتعين على إيران وضع حد لها."
- تُراكم إيران تجربة في المجال النووي تجعل إمكانية العودة إلى الاتفاق النووي لسنة 2015 غير ناجعة في كبح إيران عن الحصول على سلاح نووي. إيران تستهزىء بالعالم، فبالتوازي مع محادثات ڤيينا هي تدفع قدماً بنشاطها النووي وتتقدم نحو القنبلة بخطوات لا يمكن التراجع عنها.
- انتخاب إبراهيم رئيسي رئيساً جديداً لإيران سيجعل من الصعب على الولايات المتحدة التوصل إلى اتفاق للعودة إلى اتفاق 2015 وتوسيعه لاحقاً، بحيث يشمل مشروع الصواريخ البالستية وتوجهات التوسع الإيراني في الشرق الأوسط. والتقدير أن رئيسي الذي ينتهج خطاً متشدداً لن يوافق على البحث في أي موضوع لم يتضمنه الاتفاق النووي العائد إلى سنة 2015.
- إيران ستربح من العودة إلى الاتفاق الأصلي لأن معظم العقوبات المفروضة عليها ستُرفع وتستطيع إعادة تشغيل اقتصادها وبيع النفط إلى الخارج. لقد أثبتت إيران صمودها في مواجهة ضغط الدول الغربية ولم تستسلم، بل صمدت في وجه العقوبات الثقيلة التي فُرضت عليها على الرغم من جائحة الكورونا، وفي الخلاصة نظام الملالي لم ينهَر.
- لقد كان الهدف من الاتفاق في سنة 2015 إبطاء ركض إيران نحو القنبلة النووية، بحيث تكون بحاجة إلى سنة كاملة للوصول إلى قنبلة، لكنها الآن على مسافة بضعة أشهر فقط منها، لماذا والحال هذه سترغب في العودة إلى الاتفاق النووي العائد إلى سنة 2015؟
- سياسة الكذب الإيرانية واضحة، يكذّب زعماؤها نيتهم إنتاج قنبلة نووية، لكن من ناحية ثانية يبنون أجهزة طرد مركزية متقدمة في منشآت كرج التي تعرضت لهجوم بواسطة مسيّرة، واتهمت إيران إسرائيل بأنها وراء الهجوم.
- تسمح أجهزة الطرد المركزي المتقدمة لإيران بتخصيب اليوارنيوم بوتيرة أسرع مما كانت عليه في الماضي. في الأسبوع الماضي قال نيد برايس الناطق بلسان الوفد الأميركي إن في استطاعة إيران "القفز" إلى القنبلة في غضون بضعة أشهر.
- إدارة بايدن مضطرة إلى إجراء تقدير جديد إزاء كل هذه التطورات. من المحتمل أن تطلب من إيران إبقاء أجهزة الطرد المتقدمة في يد الوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى سنة 2025، أو ستطلب منها خفض إنتاج أجهزة الطرد المركزي المتقدمة.
- أيضاً الحكومة الجديدة في إسرائيل تتابع هذه التطورات عن كثب وعقدت جلسة أولى لمناقشة الموضوع النووي الإيراني، وبالاستناد إلى مصادر سياسية في القدس، الوضع خطِر وخيار الهجوم العسكري على منشآت نووية في إيران مرتفع، وسيكون هذا هو الموضوع المركزي في الاجتماع القريب الذي سيُعقد بين رئيس الحكومة بينت والرئيس بايدن في البيت الأبيض.
- الكشف عن مخزن للأسلحة في قرية عبّا في الجنوب اللبناني له هدفان: الأول، أن يرى حزب الله مرة أُخرى أنه مخترَق استخباراتياً، وأن نشاطاته مكشوفة للجيش الإسرائيلي. والثاني، تحذير المجتمع الدولي والإقليمي واللبناني من الثمن الباهظ لحرب مقبلة في لبنان.
- ليست هذه أول مرة تكشف إسرائيل معلومات استخباراتية في محاولة لاستخدام ضغط مباشر أو غير مباشر على حزب الله. لقد فعلت ذلك في موضوعات أصغر بكثير، مثل استخدام حزب الله مواقع للمراقبة تحت غطاء منظمات للدفاع عن البيئة ونصب صواريخ دقيقة.
- الكشف عن مخزن الصواريخ هو استمرار مباشر لذلك. وهو سيدفع حزب الله إلى البحث عمّن سرّب المعلومات من بين صفوفه، والتخوف من انكشاف أسرار أُخرى لإسرائيل مهمة بالنسبة إليه. ومن المفترض أن يؤدي أيضاً إلى دفع سكان القرية إلى الخوف وطرح الأسئلة. من الصعب أن يكون لدى أهالي الـ300 تلميذ الذين يدرسون في المدرسة القريبة من المخزن الجرأة على التشاجر مع حزب الله، لكن الخوف والقلق لا بد من أن يؤثرا في حزب الله. وكحزب تكمن قوته الأساسية في الدعم المطلق للسكان الشيعة في لبنان، فإنه بالتأكيد سينتبه إلى أن أفعاله هذه ستحوله من مدافع عنهم إلى عامل خطر أساسي عليهم.
- يمكن الافتراض أنه ليس مخزن الصواريخ الوحيد لحزب الله الموجود بالقرب من السكان المدنيين. هذا أسلوب عمل معروف بالنسبة إليه وتستخدمه أيضاً التنظيمات المسلحة في غزة. الفكرة بسيطة: وضع المعضلة على عاتق إسرائيل. فإذا هاجمت هذه المواقع - ستقتل الكثير من اللبنانيين الأبرياء، الأمر الذي سيؤدي إلى انتقادات دولية عنيفة، وربما إلى اتهام إسرائيل بارتكاب جرائم حرب. وإذا امتنعت من القيام بذلك فسيكون من الصعب عليها وقف إطلاق الصواريخ على مستوطناتها، وبالتأكيد ستمنح حزب الله إنجازاً كبيراً.
- خلال الـ15 عاماً التي مضت منذ حرب لبنان الثانية، جمع الجيش الإسرائيلي معلومات استخباراتية عن آلاف المواقع. قائد المنطقة الشمالية أمير برعام قال إن لدى القيادة اليوم أهدافاً أكثر بـ20 مرة من تلك التي كانت لديه في سنة 2006. وهناك أهداف في عمق لبنان. سلاح الجو وحده مستعد لمهاجمة آلاف الأهداف في كل يوم من أيام الحرب - وهذا تلميح صغير إلى ما يخطط له الجيش في المعركة المقبلة.
- النتيجة التي لا مفر منها ستكون تدميراً كبيراً للقرى في الجنوب اللبناني وفي كل موقع آخر يضع فيه حزب الله سلاحه، بحسب ما حذرت منه القيادة السياسية والأمنية في إسرائيل مؤخراً. البديل من ذلك سيكون مقتل الكثيرين في إسرائيل واستمرار الحرب وقتاً طويلاً. لكن بخلاف المعركة في غزة، لا يستطيع الجيش الإسرائيلي التحرك فقط من الجو. معارك الدفاع الجوية غير قادرة على وقف تساقط آلاف الصواريخ يومياً، ومن أجل وقف إطلاق الصواريخ وزيادة الضغط على حزب الله، من بين أمور أُخرى دفع السكان شمالاً، سيضطر الجيش الإسرائيلي إلى الدخول إلى لبنان براً واحتلال الأرض، بحيث يكون من الصعب على الحزب إطلاق الصواريخ منها.
- هذه الخطة نُفذت جزئياً في سنة 2006 (وذلك بعد تردد وتخبط) ويجري التدرب عليها منذ ذلك الحين بهدف وضعها حيز التنفيذ في الحرب المقبلة في لبنان. ليس لدى أحد في إسرائيل وهم بأن الأمر سيكون نزهة، ومن المتوقع أن يكون ثمن هذه الحرب باهظاً على جبهة القتال وفي الجبهة الداخلية. لكن كما أشار برعام أمس "الحرب المقبلة ستكون معقدة بالنسبة إلينا، لكنها لن تكون محتمَلة بالنسبة إليهم." هذا التحذير بالإضافة إلى الكشف عن مخزن السلاح هدفهما الضغط داخلياً على لبنان وعلى ما تبقى من الحكومة اللبنانية لكبح حزب الله. تدل تجربة الماضي على أن حزب الله سيحاول طمس الحقائق وتحويل الأنظار والاستمرار في نهجه.
- بعد هذا كله يجب القول إن حدود الشمال هادئة ولا يظهر هناك أي مؤشرات إلى حرب قريبة. حزب الله يضبط نفسه (وكذلك إسرائيل) وهو غارق في مشكلات داخلية - لبنانية. لكن مع ذلك فإن المقصود حدود قابلة للانفجار وعدو خطر. لذلك، حسناً تفعل إسرائيل عندما تستخدم كل ما لديها لتعميق الردع وتأجيل الحرب.