مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
الشرطة الإسرائيلية تعزز وجودها في محيط الحرم القدسي الشريف
وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي يوصي بإقامة لجنة تحقيق لتقصّي وقائع فرار 6 أسرى أمنيين فلسطينيين من سجن جلبواع
تعاظُم الشكوك لدى الأجهزة الأمنية بشأن مشاركة سجّانين إسرائيليين في تيسير عملية هروب الأسرى الأمنيين الفلسطينيين
اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعلن أنها تلقت تبليغاً بإلغاء الزيارات العائلية للأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية
مقالات وتحليلات
لبيد للافروف: إذا لم يمنع العالم إيران من امتلاك قدرة نووية فإن إسرائيل تحتفظ لنفسها بالحق في القيام بذلك
السؤال ليس فقط متى وكيف سيُلقى القبض على الأسرى الفارين بل أيضاً كيف وبأي ثمن
فرار الأسرى يعرقل خطط إسرائيل والفلسطينيين ويهدد بإشعال الوضع على الأرض
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يديعوت أحرونوت"، 10/9/2021
الشرطة الإسرائيلية تعزز وجودها في محيط الحرم القدسي الشريف

قال بيان صادر عن الناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية إن الشرطة عززت وجودها في الأحياء الفلسطينية والبلدة القديمة في القدس الشرقية وفي محيط جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف] خشية وقوع مواجهات خلال صلاة الجمعة، وذلك في إثر دعوة بعض الفصائل الفلسطينية وعدد من الناشطين إلى إعلان يوم غضب اليوم (الجمعة) احتجاجاً على إجراءات مصلحة السجون الإسرائيلية ضد المعتقلين الفلسطينيين وتضامناً مع الأسرى الستة الذين فروا من سجن جلبواع فجر يوم الاثنين الفائت.

وأضاف البيان أن إجراءات مماثلة اتُّخذت في جميع أنحاء إسرائيل بالتزامن مع مواصلة عملية المطاردة والبحث عن الأسرى الفارين لليوم الخامس على التوالي.

وقالت مصادر رفيعة المستوى في قيادة المؤسسة الأمنية إن التقديرات السائدة لدى المؤسسة تشير إلى أن الأسرى الفارين توزعوا على مجموعات صغيرة، وأن بعضهم وصل إلى مناطق السلطة الفلسطينية، ويبدو أنهم حظوا بدعم ومساعدة من مواطنين إسرائيليين عرب ومن سكان الضفة الغربية.

وأضافت هذه المصادر نفسها أن من المرجح أن تستمر عملية الملاحقة أياماً طويلة أُخرى، وأشارت إلى أن حالة التأهب لدى قوات الأمن الإسرائيلية رُفعت إلى الدرجة القصوى تحسّباً لاحتمال حدوث تصعيد أمني في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] وقطاع غزة مع إلقاء القبض على الفارين أحياء أو أمواتاً.

"معاريف"، 10/9/2021
وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي يوصي بإقامة لجنة تحقيق لتقصّي وقائع فرار 6 أسرى أمنيين فلسطينيين من سجن جلبواع

أوصى وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومر بارليف أمس (الخميس) بإقامة لجنة تحقيق لتقصّي وقائع فرار 6 أسرى أمنيين فلسطينيين من سجن جلبواع [شمال إسرائيل]، على أن يكون وزير العدل الإسرائيلي عضواً فيها، بالإضافة إلى شخصيات سياسية أُخرى.

وقال بارليف في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام إنه حصل على موافقة المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية أفيحاي مندلبليت على قرار إقامة اللجنة، وأنه سيطلب قريباً من الحكومة الموافقة عليه.

وأكد بارليف أنه يثق بأن الحكومة الإسرائيلية ستصادق على توصيته كي يكون بالإمكان تسليط الضوء على الوقائع التي أدت إلى هذه الحادثة الخطرة، مؤكداً أن فرار الأسرى الستة ينطوي على إخفاق كبير.

من ناحية أُخرى قال بارليف إن القوات الأمنية الإسرائيلية تعمل بصورة متواصلة في عملية مطاردة الأسرى الفارين، كما أنها تجري تحقيقات بهدف فحص ما إذا كانت عملية الفرار مرتبطة أيضاً بأمور جنائية. 

وقال بارليف: "منذ صباح يوم الاثنين تنشغل الشرطة الإسرائيلية والأجهزة الأمنية كافة بالمطاردة بصورة متواصلة، ولن تتوقف عن ذلك إلى أن يتم العثور على [الأسرى] الفارين. في المقابل نقوم بإجراء تحقيقات بهدف استيضاح ما إذا ترافقت عملية الفرار مع ارتكاب أمور جنائية". 

"يسرائيل هيوم"، 10/9/2021
تعاظُم الشكوك لدى الأجهزة الأمنية بشأن مشاركة سجّانين إسرائيليين في تيسير عملية هروب الأسرى الأمنيين الفلسطينيين

علمت صحيفة "يسرائيل هيوم" بأن هناك تعاظماً في الشكوك لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بشأن مشاركة سجّانين إسرائيليين في سجن جلبواع في تيسير عملية هروب الأسرى الأمنيين الفلسطينيين الستة يوم الاثنين الفائت من هذا السجن.

كما علمت الصحيفة بأنه بالإضافة إلى وجود سجّانة كانت نائمة في برج مراقبة في السجن يطل على فتحة النفق الذي فرّ منه الأسرى الستة، هناك برج مراقبة آخر توجد تحته غرفة مراقبة تحتوي على تسع شاشات كاملة تراقب جدران السجن ولم يشاهدها السجّان طوال الـ21 دقيقة، وهي زمن دخول أول أسير فلسطيني إلى النفق الذي هرب منه الأسرى وحتى خروجهم جميعاً منه.

ووفقاً للمعلومات التي نمت إلى الصحيفة، لا يدور الحديث حول رشوة مادية وإنما حول استجابة غير مألوفة لطلبات الأسرى في مقابل استتباب الهدوء في أقسام السجن، كما أن الانطباع عن هذا الأمر يتعزز بسبب حدوث انتهاك صارخ لأحد الإجراءات الذي كان من شأنه منع فرار الأسرى، وتمثل هذا الانتهاك في عدم قيام فريق مهني موجود في السجن بالدخول إلى الزنازين وفحص أرضياتها وجدرانها، الأمر الذي يُفترض أن يقوم به أسبوعياً.

وقال مصدر رفيع في مصلحة السجون الإسرائيلية للصحيفة إن هذا الفريق المهني لو عمل بموجب الأوامر والتعليمات لتمّ اكتشاف فتحة النفق ومنع فرار الأسرى.

 

 

"هآرتس"، 10/9/2021
اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعلن أنها تلقت تبليغاً بإلغاء الزيارات العائلية للأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية

أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس (الخميس) أنها تلقت من مصلحة السجون الإسرائيلية تبليغاً بإلغاء الزيارات العائلية للأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية خلال الفترة الممتدة بين 12 و14 أيلول/سبتمبر الحالي، وذلك في إثر التصعيد داخل السجون بعد عملية فرار غير مسبوقة من سجن جلبواع الإسرائيلي قام بها ستة أسرى أمنيين فلسطينيين فجر يوم الإثنين الفائت.

وذكر بيان صادر عن نادي الأسير الفلسطيني أن الصليب الأحمر الدولي بلّغ النادي أن إسرائيل أوقفت الزيارات بسبب التوترات داخل سجونها، ورجّح أن يستمر وقف الزيارات حتى نهاية الشهر الحالي. 

وأشار البيان إلى وجود 4650 أسيراً ومعتقلاً فلسطينياً في السجون الإسرائيلية، بينهم نحو 200 طفل وقاصر. كما أشار إلى اندلاع مواجهات بين الأسرى الفلسطينيين وحراس السجون الإسرائيلية أحرق خلالها الأسرى عدداً من الزنزانات كان آخرها في القسم 7 في سجن ريمون في جنوب إسرائيل، احتجاجاً على استمرار مصلحة السجون الإسرائيلية في عمليات القمع والتنكيل بحق الأسرى.

وقال البيان إن ارتفاع وتيرة التوتر داخل السجون والمعتقلات جاء على خلفية قيام مصلحة السجون الإسرائيلية بإجراءات نقل معتقلين تحسباً لمحاولة أسرى آخرين الفرار.

ووجّه ناشطون فلسطينيون وفصائل فلسطينية، بينها حركتا "حماس" والجهاد الإسلامي، دعوات إلى الاستمرار في التظاهر في المدن الفلسطينية، تضامناً مع المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. وكان مئات الفلسطينيين خرجوا للتظاهر منذ أول أمس (الأربعاء) في عدة مدن في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، احتجاجاً على إجراءات مصلحة السجون الإسرائيلية وتضامناً مع الأسرى الستة الذين فروا من سجن جلبواع، وردد المتظاهرون شعارات مناهضة لإسرائيل وحملوا لافتات كُتب عليها "ستة أسود وجدت النور في نهاية النفق.. الحرية لأسرانا".

وحذّر وزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية حسين الشيخ من إمكان اندلاع انفجار حقيقي داخل السجون في إسرائيل، وطالب كل الهيئات والمؤسسات الدولية بالتدخل الفوري لوقف الحملة القمعية التي تقوم بها إسرائيل ضد الأسرى الفلسطينيين.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"يديعوت أحرونوت"، 10/9/2021
لبيد للافروف: إذا لم يمنع العالم إيران من امتلاك قدرة نووية فإن إسرائيل تحتفظ لنفسها بالحق في القيام بذلك
إيتمار آيخنر - مراسل سياسي
  • "إن تقدُّم إيران نحو امتلاك قدرة نووية ليس مشكلة إسرائيلية فقط، بل أيضاً مشكلة العالم كله. والرسالة الموجهة إلى إيران يجب أن تكون صارمة وواضحة. إن إيران نووية ستتسبب بسباق تسلح نووي في منطقة الشرق الأوسط. ويتعين على العالم كله أن يحول دون امتلاك إيران قدرة نووية، وبغضّ النظر عن ثمن ذلك. وإذا لم يفعل العالم ذلك فإن إسرائيل تحتفظ لنفسها بالحق في فعله" - هذا ما قاله وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال الاجتماع الذي عُقد بينهما في العاصمة الروسية موسكو أمس (الخميس).
  • أضاف لبيد أن "الإيرانيين لم يخفوا على الإطلاق حقيقة أنهم يريدون القضاء على إسرائيل. وهذا تهديد وجودي لنا. إن إسرائيل لن تسمح لإيران بأن تتحول إلى دولة نووية أو حتى إلى دولة على عتبة النووي. إن إيران تهددنا جميعاً، وإسرائيل لن تجلس مكتوفة اليدين في الوقت الذي تقوم فيه إيران بتفعيل نشاطات إرهابية في مناطقها الحدودية وتوريد أسلحة مُعدة لأن تكون موجهة ضدنا. سنواصل الإصرار على حقنا في الدفاع عن أنفسنا. إننا ندرك قوة روسيا ونفوذها في المنطقة. ولإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها في مواجهة هجمات تأتي من الشمال، ونحن نأخذ في الحسبان أمن الجنود الروس في سورية ونعمل معاً من أجل الحفاظ على أمنهم وسلامتهم".
  • وتطرّق لافروف من ناحيته إلى الوضع الهشّ في سورية، ووعد بأن روسيا لا ترغب في أن تُستغل الأراضي السورية ضد دولة إسرائيل أو ضد أي دولة أُخرى، وأن تستمر منظومة التنسيق الأمني بين الدولتين [روسيا وإسرائيل]، لكنه شدّد في الوقت عينه على أن روسيا ملتزمة تقديم مساعدات إلى سورية في كل ما يتعلق بالحفاظ على سيادتها ووحدتها وسلامتها الإقليمية. وأضاف أن موسكو مستعدة للمساعدة في مأسسة الحوار المباشر بين إسرائيل والفلسطينيين بواسطة الرباعية الدولية.
  • في ختام الاجتماع الذي استمر ساعتين، أكثر مما كان مخططاً له بساعة واحدة، خرج الوزيران إلى الصحافيين وقال لبيد: "لا أريد إثارة انطباع بأن كل المحادثات بيني وبين الوزير لافروف تمحورت حول التهديدات والحروب. ثمة علاقات عميقة ووثيقة بين إسرائيل وروسيا تتعلق بالاقتصاد والثقافة والسياحة والطاقة والعلوم. وهذه العلاقات نرغب في تطويرها ونحن قادرون على ذلك".
  • وأشار لبيد إلى أن روسيا ساهمت كثيراً في الثقافة العالمية. كما أشار إلى أنه يعيش في إسرائيل أكثر من مليون مواطن يتكلمون اللغة الروسية وأحدهم هو وزير السياحة الإسرائيلي الذي كان ضمن الوفد المرافق له، مؤكداً أن وجود هؤلاء المواطنين يشكل قاعدة لتعميق العلاقات وإيجاد مزيد من الفرص الاقتصادية للدولتين.

 

"هآرتس"، 10/9/2021
السؤال ليس فقط متى وكيف سيُلقى القبض على الأسرى الفارين بل أيضاً كيف وبأي ثمن
عاموس هرئيل - محلل عسكري
  • فرضية عمل المؤسسة الأمنية هي أن في الإمكان تتبُّع أثر الأسرى الستة الفارين في مطلع هذا الأسبوع من سجن جلبواع أسابيع معدودة لا أكثر. الفارون الستة كانوا يسكنون قبل سجنهم في منطقة جنين. تُعتبر الضفة الغربية، باستثناء بعض الدول التوتاليتارية، من أكثر الأماكن الخاضعة لتغطية استخباراتية كثيفة في العالم. وعاجلاً أم آجلاً من المحتمل أن تبرز معلومة استخباراتية تدل الشاباك على مكان الأسرى الستة.
  • الفرار من السجن كان حدثاً استثنائياً ومهيناً بالنسبة إلى مصلحة السجون والحكومة، لكن مطاردة الفارين لا تختلف كثيراً عن جهد ملاحقة شخص بعد تنفيذه هجوماً. الفارق في هذه الحالة أن هوية الأشخاص الملاحَقين معروفة وشبكة علاقاتهم مع العالم الخارجي يجري تحليلها حالياً بصورة تفصيلية. يمكن الافتراض أن الشاباك وشعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي مستعدان لتحليل كل أنواع الوثائق (الكاميرات على أنواعها) ووسائل الاتصال (الهواتف الخليوية والإنترنت) التي لها صلة بالفارين وبمسار فرارهم.
  • في أيار/مايو هذا العام أطلق الفلسطيني منتصر شلبي النار من مسدس عند تقاطع تبواح على تلميذ مدرسة دينية هو يهودا غوتا فقتله وجرح تلميذاً آخر. قُبض على شلبي في منطقة رام الله بعد مطاردة استمرت أقل من أسبوع. في حزيران/يونيو 2014 خطف عناصر من "حماس" ثلاثة شبان إسرائيليين كانوا يحاولون توقيف سيارة في تقاطع غوش عتسيون وعمدوا إلى قتلهم. وبعد مرور 18 يوماً عُثر على جثث الشبان الثلاثة مدفونة في قطعة من الأرض غربي الخليل. بعد مرور 3 أشهر تقريباً عُثر على القتلة وأُطلقت النار عليهم في المكان الذي اختبأوا فيه في الخليل.
  • يبدو أن مصير الفارين الستة سيُحدَّد بصورة كبيرة بحسب المنطقة التي يختبئون فيها، إذا اتضح أنهم نجحوا في عبور الحدود إلى الأردن، وهو احتمال وُصف أمس بأنه أقل معقولية، من المحتمل جداً أنهم أُنقذوا. فمن الصعب أن يعيد الأردن إلى إسرائيل هؤلاء الأسرى الذين يُعتبرون أبطالاً فلسطينيين. ولن يفعل الأردن ذلك من دون ضمانات إسرائيلية بالمحافظة على أمنه. إذا كان الستة لا يزالون ضمن الخط الأخضر كما يمكن أن تثبت عمليات البحث في الجليل، فإن هذا الأمر يمكن أن يقلص حصولهم في هذه الأثناء على السلاح. وما داموا غير مسلحين، ثمة فرصة للعثور عليهم وتسليم أنفسهم من دون قتال.
  • في المقابل، إذا فروا إلى شمال الضفة فمن المحتمل أن يكونوا قد حسموا مصيرهم. الشخص الأشهر بين الفارين هو زكريا الزبيدي الذي قضى أغلب سنوات حياته في مخيم اللاجئين في جنين إلى حين اعتقلته إسرائيل قبل عامين ونصف العام. في جزء كبير من هذه الفترة شوهد الزبيدي وهو يحمل سلاحاً شخصياً. فإذا عاد إلى منزله سيكون هناك مَن يمده بالسلاح. في مثل هذه الحالة تتخوف إسرائيل من هجوم بالقوة لاعتقال الفارين.
  • في كل الأحوال أي عملية دخول بالقوة إلى منطقة جنين، وخصوصاً إلى مخيم اللاجئين، ترافقت في الأشهر الأخيرة مع تبادل لإطلاق النار مع مسلحين فلسطينيين. ولهذا السبب امتنعت الأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية تماماً من الدخول إلى المخيم. إذا انتهت هذه القصة في مخيم اللاجئين فسيكون هناك نهاية واحدة دموية.
  • الفرار المذهل للأسرى ساهم في إثارة الاضطرابات في الأجنحة الأمنية في السجون في إسرائيل، وخصوصاً بعد أن قررت إدارة السجون نقل أسرى الجهاد الإسلامي من سجونهم رداً على الفرار (جميع الفارين، باستثناء الزبيدي، هم أعضاء في التنظيم). الأسرى الفلسطينيون الأمنيون يحتلون قلب النضال الفلسطيني، وكل التطورات الدراماتيكية في السجون ستنعكس سلباً على التوتر في المناطق. وطبعاً أي أذى إسرائيلي للفارين أنفسهم سيفاقم الردود.
  • الخطر ليس فعلاً في المحاكاة والتعاطف في الضفة، بل في التصعيد في قطاع غزة. لقد سبق للجهاد الإسلامي وحركة "حماس" أن هددتا بإطلاق صواريخ إذا تعرض الفارون للأذى. بالنسبة إلى "حماس"، مثل هذه الحادثة يمكن أن يشكل ذريعة ممتازة للدخول في مواجهة مع إسرائيل مجدداً. أيضاً يبدو أن قيادة الحركة في القطاع تسير في هذا الاتجاه على خلفية محاولاتها أن تفرض على إسرائيل العودة الكاملة إلى الوضع الذي كان سائداً قبل 10 أيار/مايو، اليوم الذي أطلقت فيه "حماس" الصواريخ على القدس وردت إسرائيل بشن عملية "حارس الأسوار" في غزة.

 

"هآرتس"، 10/9/2021
فرار الأسرى يعرقل خطط إسرائيل والفلسطينيين ويهدد بإشعال الوضع على الأرض
جاكي خوري - صحافي
  • في الأسابيع الأخيرة كانت الجهود في غزة والضفة الغربية موجهة، في أغلبيتها، نحو محاولات محمومة من أجل تقديم أكبر قدر من التسهيلات للجمهور الفلسطيني، من خلال استغلال زخم أجواء الحوار السياسي في المنطقة. صحيح أن الفصائل الفلسطينية في غزة، وعلى رأسها "حماس"، هددت بالتصعيد - لكن كان من الواضح للجميع أن لا مصلحة لأي طرف في القتال. السفير القطري محمد العمادي تنقّل بين غزة ورام الله والقدس، والتقى ممثلين من كل الأطراف، ودفع قدماً بتسهيلات مهمة.
  • كان الرئيس الفلسطيني في خضم التحضير لخطابه السياسي في الأمم المتحدة ملخِّصاً شهراً ناجحاً بالنسبة إليه: الاجتماع بوزير الدفاع بني غانتس، وحوار مباشر مع حكومة إسرائيل، وتسهيلات مدنية واقتصادية، وحوار مفتوح مع الإدارة الأميركية في واشنطن وتوقُّع الاجتماع بالرئيس جو بايدن، وقمة ثلاثية في القاهرة مع الملك عبد الله والرئيس السيسي، وأيضاً توقعات في رام الله بحدوث تطورات عربية تؤدي إلى انعكاسات اقتصادية إيجابية على الفلسطينيين.
  • لكن فرار الأسرى الستة من سجن جلبواع خلط كل الأوراق. لم يكن هذا الاحتمال وارداً في أي حساب، ولا في أي سيناريو، وإطلاق سراح أسرى لم يكن وارداً أبداً في الوعي الفلسطيني. بالنسبة إلى الفلسطينيين، الإمكان الوحيد لإطلاق سراح أسرى نفّذوا  القسم الأكبر من عقوبتهم  هو من خلال صفقة تبادُل أسرى. لهذا السبب، أي تقرير يتحدث عن صفقة من هذا النوع يثير العائلات، وأيضاً الأسرى أنفسهم. لكن فرار الأسرى الستة من أكثر السجون حراسة هو حادث لم يؤخذ في الحسبان.
  • ليس مستغرَباً والحال هذه أن تثير أخبار فرار الأسرى اضطراباً أيضاً داخل المنظومة السياسية، ولدى الرأي العام والجمهور كله. قضية الأسرى حتى قبل عملية الفرار كانت في قلب الإجماع الفلسطيني، ولا تسمع آراء ضد الأسرى، وتحرص السلطة الفلسطينية على عدم المس بهم بأي طريقة. هذا هو سبب التأييد الشامل الذي حظيت به عملية الفرار من كل ألوان الطيف السياسي الفلسطيني، من "فتح" حتى "حماس"، ومن الجهاد الإسلامي طبعاً وسائر الفصائل.
  • السردية الإسرائيلية التي تتحدث عن أسرى خطِرين أيديهم ملطخة بالدماء لا أهمية لها في الحديث الفلسطيني العام. على العكس يُعتبر هؤلاء الأسرى في الوعي الفلسطيني أبطالاً نجحوا في التغلب على إحدى أكثر المنظومات الأمنية تطوراً في العالم، واستطاعوا تحرير أنفسهم. ودُعيَ الفلسطينيون فوراً إلى تقديم الحماية والدعم لهم عند الحاجة، وعدم التعاون مع الذين يبحثون عنهم.
  • الرد الإسرائيلي داخل أسوار السجون أثبت مدى اتساع تداعيات الحدث، وأنه لا يقتصر فقط على فرار الستة. قرار توزيع الأسرى الأمنيين على عدة سجون تسرّب إلى الخارج خلال دقائق، وبسرعة أثار ردوداً كثيرة.
  • أعمال الشغب التي اندلعت في السجون والمواجهات والتوقيفات التي جرت في أنحاء الضفة يمكن أن تشكل علامة على الآتي. التنظيمات الفلسطينية دعت إلى "يوم غضب" في أنحاء الضفة، وإلى مسيرات نحو نقاط الاحتكاك بجنود الجيش الإسرائيلي. وتدل الأحداث التي جرت في أيار/مايو الماضي على أن المقصود تطورات ذات احتمال تفجيري كبير وقدرة على استنزاف المؤسسة الأمنية في إسرائيل. أيضاً التوقيت لا يساعد على تهدئة الأجواء: المقصود منتصف أيلول/سبتمبر، قبل وقت قصير من إحياء ذكرى الانتفاضة الثانية في الأول من تشرين الأول/أكتوبر، الأمر الذي يمكن أن يصب الزيت على النار.
  • لا تستطيع السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية السماح لنفسها بالظهور كأنها تساعد إسرائيل في القبض على الأسرى الفارين. لكنها لا تستطيع أن تؤمن لهم مخبأً كما حدث في الانتفاضة الثانية.
  • أيضاً إذا لم تطلب إسرائيل مساعدة السلطة الفلسطينية، فإن القبض على الأسرى الفارين في مناطق السلطة يشكل تحدياً مهماً يمكن أن تكون له تداعيات صعبة، وإذا قُتل الأسرى خلال العمليات فإن التداعيات ستكون أخطر بكثير. يشاطر هذه المخاوف مسؤولون كبار في السلطة قالوا لصحيفة "هآرتس" إنهم يفضلون فرار الأسرى إلى دولة مجاورة أو إلى قطاع غزة كي لا يضطروا إلى مواجهة تداعيات القبض عليهم في الضفة.
  • في المقابل، التنظيمات في غزة لن تسمح لنفسها بالوقوف لا مبالية إزاء ما يحدث. فإذا كانت حوادث أيار/مايو أدت إلى إطلاق الصواريخ فإن الخطر موجود الآن عندما يكون المقصود الأسرى. هذا الأسبوع وضع زعماء وناطقون بلسان "حماس" والجهاد في غزة سقفاً عالياً: كل أذى يلحق بالأسرى سيؤدي إلى رد. لهذا السبب، إذا تجدد التصعيد فسيؤدي إلى دفن كل إنجازات السفير القطري في المنطقة. كما سيتبخر الحديث عن تبادُل الأسرى، فمن سيطلق سراح أسرى في هذا التوقيت؟ فرار الأسرى هو سيناريو معقد لم تكن القيادة الفلسطينية مستعدة له، وستحتاج الآن إلى التفكير في خطواتها بما يتلاءم مع التطورات في الأسابيع المقبلة.
  • لكن هذه الورطة ليست مشكلة القيادة الفلسطينية في رام الله وغزة، بل أيضاً هي مشكلة بالنسبة إلى إسرائيل التي يتعين عليها الآن مواجهة الواقع الجديد. لجنة التحقيق والوصول إلى استخلاصات إزاء سلوك مصلحة السجون هما أمر داخلي، لكن الخطوات التي تُتخذ حيال الأسرى في السجون ستنعكس على الضفة الغربية والقطاع، وربما أيضاً على استقرار الائتلاف الحكومي في إسرائيل. معركة كبيرة في غزة أو تصعيد واسع في الضفة يمكنهما أن يؤثرا أيضاً في الجمهور العربي في إسرائيل. عملية البحث عن زكريا الزبيدي ورفاقه الخمسة في الزنزانة ليست عملية أمنية فقط، بل هي حدث سياسي سيدفع بينت وعباس والسنوار إلى التفكير جيداً في خطواتهم في هذا الإطار.