مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
وجّه رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي سلاح الجو لإجراء تدريبات على إمكانية مهاجمة منشآت نووية إيرانية.
وأفاد تقرير بثته قناة التلفزة الإسرائيلية 12 مساء أمس (الخميس) أن سلاح الجو الإسرائيلي عاد إلى القيام بتدريبات لاحتمال مهاجمة منشآت نووية في إيران بعد أكثر من عامين لم يتعامل خلالها الجيش الإسرائيلي مع الأمر.
ووفقاً للقناة، عاد التدريب على إمكانية مهاجمة المنشآت النووية بتوجيه من رئيس هيئة الأركان، الذي أصدر تعليمات تقضي بتخصيص ميزانية لهذه الخطوة. ولا يأتي توقيت هذا التدريب صدفة، بل في ظل جهود أميركية لإعادة الإيرانيين إلى طاولة المفاوضات. وفي إسرائيل، وربما أيضاً في الولايات المتحدة، تم التوصل إلى تفاهم على ضرورة إعداد خطة دعم عسكري في حال فشل القناة السياسية، إذ سيكون من الصعب للغاية إقناع الإيرانيين بالتفاوض من دون ذلك.
وذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية أيضاً أن كوخافي أوعز، ليس فقط بزيادة القدرة على جمع معلومات استخباراتية وبناء خطط عملانية محدثة، بل بالتدرب كذلك على أساس هذه الخطط بطريقة منظمة، وبالتدريج.
وكانت إسرائيل وافقت قبل يومين على ميزانية بقيمة مليار ونصف المليار دولار لبناء القدرة على مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.
قال وزير المال الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان [رئيس "إسرائيل بيتنا"] إن المواجهة مع إيران مسألة وقت، وأكد أن هذا الأمر لن يستغرق طويلاً، وأي عملية دبلوماسية أو اتفاق لن يوقف البرنامج النووي الإيراني، وأن المواجهة هي السبيل الوحيد لمنع الجمهورية الإسلامية من امتلاك قدرة نووية.
وأضاف ليبرمان في سياق مقابلة أجراها معه موقع "واللا" الإخباري أمس (الخميس): "إننا نرى ما فعلته كوريا الشمالية على الرغم من الخطوات الدبلوماسية، ونشهد التكثيف غير المسبوق لنشاطاتها. يجب على الشعب اليهودي ألا يعيش في الأوهام. إن هتلر كتب كتابه سنة 1923 ثم استولى على السلطة".
وشدّد ليبرمان على أن إيران هي مشكلة المجتمع الدولي، لكنها قبل أي شيء مشكلة إسرائيل، لأن زعماءها يصرّحون صباح مساء بأن سياستهم تهدف إلى القضاء على إسرائيل، وهم بالفعل ينوون ذلك.
وتطرق ليبرمان إلى الميزانية الكبيرة التي صادقت عليها الحكومة الإسرائيلية لوزارة الدفاع، فقال إنه لا ينبغي لأي كان أن يتفاجأ من الحجم الكبير لميزانية الجيش التي تمت المصادقة عليها، وأشار إلى أن هذه الأموال تذهب لتمكين الجيش وتعزيز قوته، ولشراء منظومات دفاعية وقتالية متقدمة، إلى جانب ميزانيات لبرنامج حماية منطقة الشمال، والذي استغرق إعداده 3 أعوام.
ذكرت صحيفة "ديلي صباح" التركية المقربة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس (الخميس) أن 200 من رجال الاستخبارات التركية شاركوا مؤخراً في عملية أدت إلى اعتقال 15 شخصاً وصفتهم الصحيفة بأنهم عملاء لجهاز الموساد الإسرائيلي عملوا في إطار 5 خلايا مختلفة على مدار عام.
ونشرت الصحيفة صور عدد من المشتبه بهم المعتقلين بصورة لا توضح معالم وجوههم، وأشارت إلى أن السلطات التركية تتهمهم بالتجسس لمصلحة إسرائيل.
وقالت الصحيفة إن الاعتقالات نُفّذت يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر الحالي في أربع مناطق مختلفة، ويبدو أن جميع المعتقلين عرب قاموا بتوفير معلومات للموساد عن طلاب أجانب يدرسون في تركيا، وخصوصاً ممن يمكنهم الالتحاق بالصناعات الأمنية في المستقبل، في مقابل مبالغ مالية حصلوا عليها. وأشارت إلى أن الأهداف الرئيسية لعملية التجسس كانت فلسطينيين في تركيا والمنشآت التي استضافتهم.
ووفقاً للتقرير، فإن إحدى الشخصيات المركزية في الشبكة رجل دخل إلى تركيا سنة 2015 وكان على علاقة بضابط ميداني يحمل جواز سفر إسرائيلياً ومرتبط بالموساد. كما أن شخصين آخرين في الشبكة سافرا إلى زغرب في كرواتيا، وإلى زيوريخ في سويسرا، حيث التقيا مندوبين من الموساد وتلقيا تعليمات منهم. كذلك تلقى أعضاء الشبكة أوامر من العاصمة الرومانية بوخارست، ومن العاصمة الكينية نيروبي.
يُذكر أن صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية كانت ذكرت في تقرير نشرته سنة 2020 أن تركيا تمنح الجنسية لعشرات من ناشطي حركة "حماس" الرفيعي المستوى المتورطين في تنسيق هجمات، وهو ما أكده لاحقاً القائم بأعمال سفير إسرائيل في أنقرة.
- التقى هاجسان كبيران استحوذا على معسكر اليسار - الوسط الإسرائيلي هذا الأسبوع واتحدا ليصبحا هاجساً واحداً: قتل رئيس الحكومة السابق يتسحاق رابين وكراهية رئيس حكومة سابق آخر هو بنيامين نتنياهو. ويمكن القول إنه لا يوجد موضوع يشغل هذا المعسكر ويوحده ويثيره ويحثه أكثر من قتل الأب ومن كراهية وريثه. وفي الأسبوع الحالي أصبح الأمران أمراً واحداً.
- لم يشارك نتنياهو في إحياء ذكرى رابين الذي أُعلن فيه أن "حكم الشعب" انتصر على "حكم الفرد". وحكم الشعب هو حكم المعسكر المذكور، وحكم الفرد هو حكم نتنياهو بالطبع. وقد أحسن الطيبون والمتنورون مرة أُخرى تشخيص الوضع، فلقد خرجنا من الظلام إلى النور، كما قال أبناء عائلة رابين بسرور ومعهم الكثير من الإسرائيليين الآخرين، وفقط نتنياهو الذي لم يشارك أفسد الاحتفال.
- بدأ هذا بشبيبة الشموع غداة عملية القتل، وهي الشبيبة التي كانت بمثابة إيذان بخواء هذا المعسكر الذي سار على ضوء شموعه المنطفئة. قاموا بالبكاء في الميادين، لكن الشموع سرعان ما انطفأت، ومَن أشعلوها تفرقوا في كل حدب وصوب. جيل كامل طلب السلام وذهب في اتجاه مصالحه. هكذا بدأت العبادة التي استمرت ربع قرن منذ ذلك الحين؛ وبوتيرة مرتين في كل عام، مرة في التاريخ العبري ومرة في التاريخ الميلادي، يجتمعون ويبكون ويغنون ويقسمون بألّا يتكرر ذلك مرة أُخرى، ويتحدثون عن إرث لا يعرف أي أحد ما هو، ويحتقرون المعسكر الآخر، ويبكون على الدولة التي ضاعت وهكذا يتطهرون.
- إن احتفالات التطهُّر هذه تبدو حيوية للمعسكر الذي لم يكن في الحكم في معظم السنوات منذ ذلك الحين. وأيضاً عندما كان في الحكم لم يُحدث أي تغيير. بالإضافة إلى ذلك، أضاع هذا المعسكر الطريق وتمسك بقتل رابين كملاذ فكري أخير له. فدائماً يمكن أن نكون ضد العنف والكراهية والقتل. ومَن الذي لا يؤيد كل هذا؟ ودائماً يمكن أن تكون مع الوحدة والمصالحة فمن الذي يقف ضدهما؟ ودائماً يمكن القول إن قتل رابين كان كذلك "قتلاً للسلام". ولكن أي سلام؟ وأين هو السلام؟ ولماذا قُتل السلام عندما قُتل رابين؟ لا يتم التدقيق في ذلك بتاتاً.
- ولكن الأعوام تفعل فعلها. ومع أن نصف الدولة سُميت باسم رابين [المقصود الساحات والشوارع] فإنه في هذه الأثناء أيضاً نما جيل لا يعرفه. وعبادة الموت لم تعد كافية من أجل الحفاظ على ذكرى الشموع التي انطفأت والمعسكر الذي صمت. وهكذا ولدت كراهية نتنياهو. واستهدفت هذه الكراهية صب مضمون في الفراغ لحث المعسكر على فعل شيء وإعطائه شعور الثمل بالمشاركة المدنية وبالاهتمام بروح النضال. ولكن بالضبط مثل تخليد رابين من دون معرفة ما الذي يخلدونه، لم تقدم محاربة نتنياهو أيضاً أي إجابة عن السؤال المطروح دائماً: ما الذي يقترحونه؟ من هو بديله؟ ما هي الطريقة؟ وما هو الفرق بين هذه الطريقة وبين طريقة اليمين المكروهة؟ الأسئلة بقيت من دون إجابة، باستثناء التقدم في استئصال الشر وليكن ما يكون وسيأتي الخير من تلقاء نفسه، كما اعتقدوا هناك. ويبدو أن الخير ظهر أخيراً، واسمه نفتالي بينت ويائير لبيد. ولكن من المشكوك فيه أن يكون جيداً، ومن المفهوم جداً أنه ليست له أي علاقة باليسار.
- هذا الأسبوع تجمع كل شيء في صورة واحدة: الخطابات الرنانة والجوفاء مع الغضب الضائع على نتنياهو، الذي لم يأت لامتصاص إهانته السنوية على جبل هيرتسل. كان هناك حديث جوهري عن القيم، لكن لا أحد ذكر أي كلمة عن إنهاء الاحتلال في مناسبة إحياء ذكرى أعظم "رجل سلام" نشأ هنا، كما يتم الزعم كل عام.
- تكلموا عن الديمقراطية الإسرائيلية وزعم لبيد أنهم "منعوا المحاولات الرامية إلى تدمير الديمقراطية"، بينما أكد حفيد رابين يونتان بن آرتسي أن "شعب إسرائيل انتصر بعد أن خاض حرباً طويلة من أجل حريته ومن أجل شخصية الديمقراطية الإسرائيلية". وحدث هذا كله من دون ذكر أي كلمة عن خمسة ملايين شخص يعيشون تحت ديكتاتورية تُعتبر من الديكتاتوريات الأكثر وحشية في العالم وهي الاحتلال العسكري الإسرائيلي. هذه الديكتاتورية لا يكرسون لها أية كلمة، وفقط يتعطرون حتى النخاع بالديمقراطية المضللة لدينا التي قدسها رابين ودنسها نتنياهو. وهذا هو كل ما يفعله المعسكر الذي يسمي نفسه المعسكر القيمي والديمقراطي لدى وقوفه أمام اليمين.
- من المتوقع أن يحظى رئيس الحكومة نفتالي بينت باستقبال حار خلال اجتماعه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم، والسبب أن بينت هو رئيس الحكومة الوحيد في دولة ديمقراطية في العالم الغربي يصل إلى روسيا في زيارة رسمية ويلتقي بوتين. وهذا حدث سياسي استثنائي.
- بوتين شخصية تجري مقاطعتها على الساحة الدولية. وخصوصاً من طرف زعماء الدول الأوروبية الغربية. لا يُذكر أن زار رئيس دولة كبرى أو دولة أوروبية مركزية روسيا في الأعوام الأخيرة والتقى بوتين الذي يرد على المقاطعة بتجاهُل الأحداث العالمية. الجمعية العمومية للأمم المتحدة هذا العام كانت الرابعة التي غاب عنها الرئيس الروسي.
- وسبق لروسيا أن أعلنت رسمياً أنها لن تشارك في مؤتمر المناخ الذي سيُعقد في مطلع الشهر المقبل في غلاسكو، حيث من المتوقع أن يشارك جزء كبير من زعماء ورؤساء الدول من شتى أنحاء العالم. وحتى الآن لم يلتقِ الرئيس الروسي والرئيس الأميركي.
- يتجاهل رئيس حكومة إسرائيل مقاطعة الدول الغربية غير الرسمية للرئيس بوتين، ويواصل سياسة بنيامين نتنياهو الذي زار روسيا عدة مرات والتقى بوتين وحرص على نشر تفاصيل محادثاته مع الرئيس الروسي. والحقيقة التي لم تعد سراً اليوم أن الاجتماعات المتعاقبة لبنيامين نتنياهو مع الرئيس الروسي لم تثمر أرباحاً سياسية خاصة لإسرائيل، وهذا بالضبط ما يجب أن نتوقعه من لقاء بينت وبوتين في مدينة سوتشي.
- هذا التقدير لا ينتقص أبداً من أهمية الاجتماع بحد ذاته بين بينت وبوتين. بالنسبة إلى بينت، للاجتماع أهمية عملية كبيرة في الساحة الداخلية، ويمكن أن يساعده على تعزيز مكانته في إسرائيل. لا حاجة إلى أن تكون خبيراً كي تقدّر أن الموضوعات المركزية التي ستُبحث في محادثات بوتين- بينت هي: مصير الاتفاق النووي مع إيران، وسياسة روسيا وطرق ممارسة نفوذها في سورية بعد الاعتراف بحكم نظام الأسد.
- من المهم أن يتحدث رئيس الحكومة الإسرائيلية مع الرئيس الروسي عن مستقبل الاتفاق النووي، وأن يطلب منه توضيحات بشأن سياسة روسيا في سورية. مع ذلك، من الأفضل لإسرائيل ألّا تخلق آمالاً، وألاّ تتوقع نتائج عملية مهمة على الأرض.
- دبلوماسيون رفيعو المستوى في مركز الأمم المتحدة في نيويورك قالوا في أحاديث لهم إن لديهم انطباعاً تكوّن مؤخراً بأن روسيا تتشدد في مواقفها حيال إيران. وبحسب دبلوماسيين من دول غربية لديهم علاقات مع نظرائهم في فيينا الذين ينتظرون استئناف المفاوضات مع إيران، أوضحت روسيا لإيران مؤخراً أنها تنوي المطالبة في أي مفاوضات بتجديد الشروط والخطوات التي تزيد الرقابة على المنشآت التي تعمل على الدفع قدماً بالتطلعات النووية للجمهورية الإسلامية.
- وبالاستناد إلى هؤلاء الدبلوماسيين، تبنّت روسيا موقف الدول الكبرى في الغرب بأن يتضمن أي اتفاق جديد شروطاً تقيّد، أو على الأقل تبطّىء، سباق إيران إلى وضع دولة على عتبة النووي. ويضيف دبلوماسيون أن الصين أيضاً تؤيد التشدد الروسي حيال إيران. مع ذلك، هم يشددون على أن روسيا لن تتراجع عن سياسة الحوار والتقارب وتعزيز التعاون مع إيران، وهي سياسة تجلت في سلوك روسيا في سورية.
- يقدّرون في الأمم المتحدة أنه فور التوصل إلى اتفاق نووي جديد ستقترح روسيا على إيران صفقة سلاح كبيرة تتضمن طائرات حربية جديدة، وصواريخ وأسلحة متطورة. وبحسب أحاديث مع دبلوماسيين غربيين رفيعي المستوى، بينهم نائب رئيس وفد دولة غربية مركزية، سيحاول بينت استغلال التشدد الروسي حيال الاتفاق النووي. ومع ذلك، في تقديرهم أن فرص حدوث تغيير حقيقي في السياسة الروسية حيال إيران ضعيفة للغاية.
- كما ذكرنا، الاجتماع بين الرئيس الروسي وبين رئيس الحكومة الإسرائيلية هو حدث سياسي مهم. لكن يجب ألّا يطغى ولو لثانية على الأولوية العليا للعلاقات مع الولايات المتحدة. الرئيس الروسي بوتين يتعاطف مع إسرائيل، لكنه لا يدعمها. الرئيس الأميركي جو بايدن، على الرغم من اتخاذه خطوة لا تعبّر تماماً عن التعاطف، إلا إنه داعم حقيقي ومخلص وثابت.
- الهجوم الذي حدث هذه الليلة على قاعدة التنف في منطقة المثلث الحدودي سورية – الأردن - العراق (داخل الأراضي السورية) يرمز إلى التشدد في سياسة فيلق القدس الإيراني في سورية، وربما الغرض منه أيضاً الضغط على واشنطن بشأن المحادثات والعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران...
- العملية المباشرة ضد قاعدة تعود إلى التحالف الغربي في سورية، وكانت تُستخدم في الأساس لمحاربة داعش، تُظهر أن الحرب الدائرة على الأرض السورية بين الأطراف المختلفة قد تغيرت في الفترة الأخيرة، بما في ذلك أنماط العمليات التي تنسبها وسائل إعلام أجنبية إلى إسرائيل في إطار المعركة بين الحروب في سورية.
- المعروف أن الأميركيين أقاموا هذه القاعدة على الأراضي السورية في إطار الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية - داعش. والمقصود قاعدة صغيرة يتواجد فيها نحو 400 عسكري ومدني أميركي وبعض العناصر من الاستخبارات البريطانية والفرنسية الذين يعملون على جمع المعلومات عن داعش في سورية والعراق بصورة خاصة.
- روسيا ونظام الأسد يعارضان الوجود الأميركي في قاعدة على الأراضي السورية، الأمر الذي يضر بمساعيهما لإعادة سورية إلى السيطرة الكاملة لنظام الأسد. المتضررون في الهجوم غير المسبوق على التنف هم الأميركيون، ويمكن الافتراض أن الرد الأميركي لن يتأخر.
- كانت قاعدة التنف تشكل موقعاً متقدماً للتحالف الغربي ضد داعش، وتحولت بعد هزيمتها إلى العمل على جمع معلومات استخباراتية وعملانية، وخصوصاً ضد الميليشيات الشيعية التي استقدمها الحرس الثوري الإيراني إلى سورية. هذه الميليشيات بدأت بالتمركز في منطقة البوكمال على مسافة 300 كيلومتر شمال-شرقي التنف، في المكان الذي يعبر فيه نهر الفرات الحدود السورية-العراقية وتوجد فيه المعابر الحدودية الأساسية التي تُستخدم كممر بري أقامته إيران من طهران، مروراً بالعراق والصحراء الشرقية السورية، وصولاً إلى لبنان.
- ... حتى الآن بقيت قاعدة التنف خارج اللعبة، سواء لأن القوات الأميركية الموجودة فيها عملت في الأساس على جمع المعلومات الاستخباراتية ومحاربة فلول داعش التي بقيت في المنطقة، أم لأنها بعيدة عن قواعد الميليشيات الشيعية التي أقامتها طهران...
- هذه الليلة كانت المرة الأولى التي تهاجم فيها القاعدة. السبب على ما يبدو الهجمات التي شُنّت في الأشهر الأخيرة ضد قواعد الميليشيات الشيعية في دير الزور والمعبر الحدودي بين العراق وسورية في البوكمال، والتي تدعّي وسائل الإعلام السورية أن إسرائيل نفّذتها من المجال الجوي لقاعدة التنف. وقد أدت هذه الهجمات، بحسب وسائل الإعلام السورية، وكذلك مصادر المعارضة السورية، إلى سقوط قتلى وجرحى بين عناصر الميليشيات ووسط الجنود السوريين أيضاً.
- ... في المحصلة، يبلغ عدد الهجمات التي يقال إنها نُفِّذت انطلاقاً من المجال الجوي لقاعدة التنف 4 هجمات على نحو ستة أهداف في الأراضي السورية، بينها منشآت تابعة للميليشيات الإيرانية في مطار تي-4، وقاعدة للميليشيات في دير الزور، ومهاجمة بطاريات دفاع جوي سورية قُتل خلالها عناصر من الجيش السوري، بحسب التلفزيون السوري.
- إذا كان فعلاً سلاح الجو الإسرائيلي أو قوات إسرائيلية خاصة هما اللذان هاجما، انطلاقاً من قاعدة التنف، بطاريات دفاع جوي سورية وميليشيات موالية لإيران في سورية، فيمكن التقدير أن هذا الأمر حدث لاعتبارات تعود إلى إسرائيل. أولاً، لأن الدفاعات الجوية السورية في منطقة الصحراء الشرقية السورية قليلة جداً وبطارياتها قديمة من صنع روسي، والسلاح الموجود قديم ولا يشكل تهديداً جدياً لطائرات حديثة تهاجم المكان.
- يمكن الافتراض أيضاً أن البطاريات القليلة المضادة للطائرات التي كانت موجودة بالقرب من مدينة تدمر جرى إسكاتها عندما هاجمت الطائرات المجهولة القواعد الإيرانية في المنطقة. في الماضي نُفّذت الهجمات الجوية المنسوبة إلى إسرائيل في الأساس من اتجاه لبنان والبحر المتوسط أو من الأراضي الإسرائيلية، وكان على هذه الطائرات وصواريخ جو - أرض التي أُطلقت منها التغلب على مضادات جديدة للدفاع الجوي كثيفة جداً وكلها من إنتاج روسي وهي موزعة في وسط وغرب سورية، وفي الأساس حول دمشق...
- من المحتمل أن يكون للهجوم سبب سياسي آخر، الهجمات التي نُسبت إلى إسرائيل في وسائل الإعلام العربية والدولية في سورية أحرجت الروس كثيراً، لأن منظومة دفاعهم الجوي التي زودوا سورية بها لم تنجح في وقف هذه الهجمات ومنع الدمار الذي تتسبب به.
- الجنرالات الروس الموجودون في سورية ادّعوا أكثر من مرة أن بطاريات الدفاع الجوي من إنتاج روسي كبحت الهجمات الجوية الإسرائيلية واعترضت الصواريخ التي أطلقتها هذه الطائرات... وفي المرات الأخيرة عندما شنت طائرات مجهولة هجوماً وانطلقت من اتجاه التنف ادّعى جنرال روسي في سورية أن بطاريات الدفاع الجوي في المنطقة لم تشغّل البتة، خوفاً من ضرب طائرتين مدنيتين كانتا في المنطقة في منتصف تشرين الأول/أكتوبر.
- ... يبدو أن الإيرانيين فهموا الوضع جيداً، لكن بخلاف الماضي قرروا مهاجمة قاعدة التنف بالمسيّرات كما فعلوا قبل عامين في السعودية. وربما الهجوم بحد ذاته يلمّح إلى تشدد الخط الإيراني والاستعداد للدخول في مواجهة مع الأميركيين على الأراضي السورية، الأمر الذي امتنعت طهران من القيام به في الماضي، وفقط الميليشيات العراقية التي تعمل بالوكالة عنهم تجرأت على القيام بذلك في الأراضي العراقية. السؤال المطروح: كيف سيكون الرد الأميركي على التصعيد الإيراني؟ يتعين علينا الانتباه إلى أن الهجوم على التنف جاء رداً على هجمات جوية نُسبت إلى إسرائيل، وليس إلى الأميركيين أنفسهم.