مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
أظهرت فيديوهات مصورة نُشرت أمس (الأربعاء) محاولة إخراج السفيرة الإسرائيلية في بريطانيا تسيبي حوتوفيلي من كلية الاقتصاد في لندن (LSE) تحت حراسة مشددة بعد اندلاع تظاهرة صاخبة وعنيفة لناشطين داعمين للفلسطينيين، وذلك في إثر مشاركتها في مناظرة أقيمت في المكان. وتُظهر أشرطة الفيديو التي وثّقت الحدث إدخال حوتوفيلي إلى سيارتها من جانب طواقم أمنية وسماع صراخ متظاهرين ينددون بسياسة إسرائيل واقتراب أحد المتظاهرين منها قبل أن تبعده عناصر الشرطة.
وقالت مصادر مسؤولة في السفارة الإسرائيلية في بريطانيا إن السفارة علمت بأنه من المتوقع تنظيم تظاهرة ضد مشاركة حوتوفيلي، ولذا اهتمت بتواجد قوات كبيرة من الشرطة ومسؤولين أمنيين من سكوتلاند يارد في المكان، وعلى الرغم من ذلك فإن المتظاهرين تمكنوا من منع السفيرة الإسرائيلية من الكلام.
وشجب وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد الحادث.
وقال لبيد في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع "تويتر"، إن حوتوفيلي وسفراء إسرائيل الآخرين في العالم لن يستسلموا لأي محاولات تهدف إلى تخويفهم.
أفادت قناة التلفزة السعودية "العربية" أمس (الأربعاء) بأن الرئيس السوري بشار الأسد ومسؤولين رفيعي المستوى في النظام السوري كانوا وراء إقصاء قائد "فيلق القدس" في سورية مصطفى جواد غفاري.
وأضافت قناة التلفزة أن قصر الرئاسة السورية لم يكن راضياً عن تصرفات غفاري كممثل للقوات الإيرانية واعتبر نشاطاته خرقاً للسيادة السورية على كافة المستويات. ونقلت القناة عن مصدر مطّلع قوله إن المسؤول الإيراني الكبير هرّب بضائع بهدف خلق سوق سوداء، وهو ما يشكل تحدياً ومنافسة للسوق السورية، كما أنه كان مسؤولاً عن قيام القوات الإيرانية مراراً باستغلال الموارد الطبيعية السورية من أجل مصالحها الشخصية، وكذلك قيامها بنهب مصادر اقتصادية والتهرب من دفع ضرائب للدولة السورية.
وكشف المصدر المطّلع نفسه للقناة أنه في إثر سلسلة من الأحداث، وعلى خلفية الغارات المنسوبة إلى إسرائيل، اعترف غفاري بوجود عناصر وأسلحة إيرانية في المناطق التي حظر النظام السوري تموضعها فيها. كما قام غفاري، وخلافاً للتعليمات، بعدد من النشاطات ضد الولايات المتحدة وإسرائيل كادت تؤدي إلى إدخال سورية في حرب إقليمية غير مرغوب فيها، بينها مهاجمة أهداف أميركية في سورية من جانب ميليشيات مدعومة إيرانياً.
واعتبر المصدر أن هذا الإقصاء هو جزء من توجّه سلبي يواجه التموضع الإيراني في سورية وفي منطقة الشرق الأوسط بأكملها. كما اعتبر أن إقصاء غفاري، الذي يسير على خطى القائد السابق لـ"فيلق القدس" قاسم سليماني بإنشاء ميليشيات لحزب الله في سورية، يُعدّ بمثابة ضربة لرؤية وحلم سليماني في إقامة مجال بري بين إيران ولبنان.
صادقت الهيئة العامة للكنيست الإسرائيلي بالقراءة التمهيدية أمس (الأربعاء) على مشروع قانون قدمه رئيس القائمة المشتركة عضو الكنيست أيمن عودة، ويقضي بإقامة مستشفى في مدينة سخنين في الجليل، وذلك بعد أن صوّت عضو الكنيست مازن غنايم من راعم [القائمة العربية الموحدة] مع المعارضة، بخلاف اتفاق الانضباط الذي يُلزم الكتل الشريكة في الائتلاف الحكومي، بينما صوّت رئيس راعم عضو الكنيست منصور عباس وعضوا الكنيست وليد طه وإيمان خطيب من راعم ضد مشروع القانون.
وأيّد مشروع القانون 51 عضو كنيست وعارضه 50 عضواً.
ورحّب المبادر إلى مشروع القانون رئيس القائمة المشتركة بالمصادقة، وأشار إلى أن هناك 33 مستشفى حكومياً في إسرائيل كلها في القطاع اليهودي، وبناء على ذلك، فإن المستشفى في سخنين سيكون أول مستشفى حكومي يتم إنشاؤه في المجتمع العربي.
تجدر الإشارة إلى أن عضو الكنيست مازن غنايم هو من سخنين، وسبق أن شغل منصب رئيس البلدية فيها.
رحّب رئيس لجنة الاقتصاد في الكنيست عضو الكنيست ميخائيل بيتون [أزرق أبيض] بقرار السلطة المكلفة الحفاظ على المنافسة في المرافق الاقتصادية، والذي يقضي بالشروع في إجراء تحقيق لتقصّي وقائع شبهات بوجود عملية تنسيق أسعار بين شبكتيْ التسويق "شوبرسال" و"شتراوس".
وجاء هذا الترحيب في مستهل الاجتماع الذي عقدته لجنة الاقتصاد البرلمانية أمس (الأربعاء) وناقشت فيه موضوع غلاء المعيشة في إسرائيل. كما أعرب بيتون عن أمله بألّا تنتهي هذه القضية بفرض غرامات فقط، وأكد أن اللجنة قد تعمل على إدخال تعديلات تشريعية إذا ما اقتضت الضرورة ذلك لتطبيق الأنظمة المتعلقة بمنع الاحتكار في إسرائيل.
وأضاف بيتون أن لجنة الاقتصاد ستتابع هذا الموضوع وتأمل بأن تقوم بخطوات جادة في كل ما يتعلق بخفض غلاء المعيشة.
وثارت الشبهات بشأن وجود عملية تنسيق أسعار بين شبكتيْ التسويق المذكورتين، واللتين تُعتبران من أكبر شبكات التسويق في إسرائيل، بعد اكتشاف موقع تسويق تابع لشبكة "شوبرسال" موجّه إلى مجتمع اليهود الحريديم [المتشددون دينياً]، ويقوم ببيع السلع لهم بأسعار منخفضة.
- تزداد في العديد من جامعات الولايات المتحدة الأصوات التي تشهّر بإسرائيل باعتبارها دولة أبارتهايد. ويؤدي هذا التشهير إلى القيام بتحرشات ضد المزيد من الطلبة اليهود. ومع أنه بإمكان مديري الكليات اتخاذ إجراءات كفيلة بتقليص الاعتداءات، إلاّ إنه لا بد من القول إن تغيير السردية المتعلقة بمعاملة إسرائيل حيال مواطنيها العرب فقط يمكنه أن يُضعف هذا العداء.
- واضح أن وضع العرب مواطني إسرائيل تحسّن بصورة دراماتيكية في العقد الأخير، لكن المشكلة تظل ناجمة عن غياب التمثيل المستمر لهذا التحسن في وسائل الإعلام. إن وسائل إعلام مركزية - ولا سيما "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" - لا تنشر تقارير عن التغييرات الإيجابية، وعندما يتحدث عضو الكنيست أيمن عودة [رئيس القائمة المشتركة] في العالم لا يذكر إلا النواقص. كما أن الخطاب المناهض للعرب الذي ميز حملة انتخابات [رئيس الحكومة السابق] بنيامين نتنياهو أدى إلى تأجيج تبنّي وجهة النظر بشأن القمع الممارَس في القطاع العربي.
- تجدر الإشارة إلى أن نتنياهو، وبخلاف رسائله، اتّبع عملياً سياسة صارمة من التمييز التصحيحي. ويمكن التقدير أن هذه السياسة نجمت لعدة أسباب: الأول، أن هناك صهيونيين تنقيحيين تقليديين، بينهم نفتالي بينت [رئيس الحكومة الحالية]، تطرقوا بجدية إلى الموقف الذي يعتقد أن على الصهيونية توفير فرصة مساوية للمواطنين العرب. الثاني، أنه كي تحقق إسرائيل غايتها كدولة هاي تك رائدة، عليها البحث عن المؤهلات في أوساط السكان العرب أيضاً. والثالث، أنه لدى مراعاة أن المواطنين العرب يمثلون نحو ربع سكان الدولة، فإن تكلفة الفقر لهذا القطاع من شأنها أن تُلقي عبئاً غير معقول على منظومة الرفاه الإسرائيلية عموماً.
- إن تحسُّن وضع السكان العرب واضح في كل مجالات الحياة: في فرص التشغيل، والبنى التحتية، وفي ارتفاع مستوى التعليم، ولا سيما في مجاليْ الهاي تك والطب. وهذا الميل الإيجابي بدا كما لو أنه "إشكالي" بالنسبة إلى القائمة العربية الموحدة (راعم). فمن جهة ساعد أعضاؤها على تحقيق العديد من هذه الإصلاحات في الكنيست، ومن جهة أُخرى لا يزال الحزب يضم عناصر آمنت بالتضامن مع الفلسطينيين. وأدى الأمر إلى خلافات داخلية، انسحبت راعم في إثرها من القائمة المشتركة. وأوضحت راعم أنها تركز على تحسين وضع عرب إسرائيل، بل إنها ستنضم إلى حكومة برئاسة الليكود كي تحقق هدفها. وعلى الرغم من التشهيرات الواضحة، فإن راعم حصلت على 75% من عدد الأصوات التي تلقتها القائمة المشتركة ودخلت إلى الكنيست وأصبحت جزءاً من الائتلاف. وعلى حد قول المدير العام للصندوق الجديد لإسرائيل دانييل سوكاتش "لأول مرة سيجلس حزب فلسطيني - إسرائيلي مستقل في الحكومة. ولن يكون المندوبون الفلسطينيون شركاء رمزيين فقط وإنما وسطاء ذوي قوة".
- حظيت راعم فوراً بالتزامات لتنفيذ سياستها، ولا يعدّ هذا تنازلاً لحزب عربي بل جزء من سياسة استراتيجية ترمي إلى "تقليص الصراع"، والتي أعلنها لأول مرة في برنامج حزب "أمل جديد" [برئاسة جدعون ساعر]، والذي ورد فيه أنه "يمكن تنفيذ خطوات سياسية لـ’تقليص’ الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، وذلك من دون المساومة على الأمن. وهذه هي الخطوات التي تخدم المصلحة الإسرائيلية، سواء في المستوى الأمني أم في المستوى الجماهيري: تحسين شروط معابر الحدود للعمال بوسائل تكنولوجية جديدة، وتحسين منظومة التشغيل الفلسطينية في إسرائيل، وترتيب اقتصاد الكهرباء والطاقة، وتنجيع الاستيراد والتصدير الفلسطيني وغير ذلك".
- ولم تجد الحكومة الجديدة أي صعوبة في تبنّي هذه المبادئ، إذ إن رئيس الحكومة بينت وقف منذ زمن بعيد في جبهة الصراع من أجل تحسين وضع التعليم والتشغيل في القطاع العربي. وثمة بعض القوميين الفلسطينيين الذين يؤمنون الآن بأن الحكومة الجديدة مصممة وملتزمة بتنفيذ سياسة ترمي إلى تحسين حياة الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية. غير أن محاولة حلّ النزاع في حي الشيخ جرّاح في القدس الشرقية تُعتبر مثالاً حياً لوجود حالات تبيّن إصرار الفلسطينيين على الرفض. فقد وافقت عائلات فلسطينية على التسوية، لكنها سرعان ما تراجعت في إثر ضغط شديد من حركة "حماس" ومنظمات متطرفة أُخرى، وفي هذه الحالة على الأقل فشل مفهوم "تقليص الصراع".
- إجمالاً، يمكن القول إنه على الرغم من استمرار عدم المساواة فإن علينا إبراز التحسن الذي طرأ على وضع المواطنين العرب في إسرائيل، باعتباره جزءاً جوهرياً من ردات فعلنا.
- إن أحد الدروس المركزية لعملية "حارس الأسوار" هو تحرُّك عناصر "محور المقاومة" لأول مرة معاً وبصورة فاعلة لمساعدة أحد أعضاء المنظومة في معركته ضد إسرائيل. علاوة على ذلك، تشكل هذه المعركة إشارة مهمة إلى احتمال تكرار سيناريو من هذا النوع في أية معركة مستقبلية.
- عموماً، الأحداث المختلفة في العراق واليمن وغزة فتحت الباب أمام إيران لتعميق تأثيرها في هذه المناطق، في الأساس من خلال مساعدة الميليشيات الشيعية في العراق، و"حماس"، والجهاد الإسلامي، والحوثيين، على بناء قدرات عسكرية غير مسبوقة. ويأمل الإيرانيون بردع إسرائيل بواسطة هذه القدرات، وعند الحاجة مهاجمتها واستخدام هذه التنظيمات لترسيخ وتعميق نفوذها في الشرق الأوسط.
- شهدت الأعوام الأخيرة تطوُّر علاقات متبادلة بين هذه التنظيمات التي تشكل "محور المقاومة". تجلى هذا في المساعدة التي قدمها حزب الله إلى الحوثيين في معركتهم في اليمن ضد السعودية، وفي عمليات الميليشيات الشيعية ضد القوات الأميركية في العراق، واستعداد الميليشيات الشيعية لدعم حزب الله في معركة مستقبلية ضد إسرائيل؛ والعلاقة الوثيقة بين "حماس" وحزب الله، على خلفية وجود كبار مسؤولي الحركة في لبنان وغيره.
- في سياق مباشر، يمكن التشديد على العلاقة الخاصة لحزب الله بهذه التنظيمات. صحيح أن إيران تمنح هذه التنظيمات غطاءها اللوجستي والعملاني، لكن عملياً، يشكل حزب الله، بسبب القرب الثقافي ومعرفته العميقة بإسرائيل، مركز الثقل الحقيقي لنشاط هذه التنظيمات، وهو الذي يدربها، ويوحد سائر أعضاء المحور حوله.
- من بين السمات البارزة للنشاطات المشتركة والمنسَّقة في "محور المقاومة" يمكن أن نشير إلى الحوادث التالية:
- بالاستناد إلى ما نشره الصحافي المقرّب من حزب الله إبراهيم الأمين، أقيمت غرفة عمليات مشتركة ضمت ضباطاً من حزب الله، ومن الحرس الثوري، ومن "حماس"، عملوا على تنسيق القتال في قطاع غزة. وبحسب ما نُشر، زار قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني الغرفة المشتركة في بيروت خلال التصعيد وأشرف على عمل الغرفة التي قدمت معلومات إلى "حماس" والجهاد الإسلامي تتعلق بتحركات الجيش الإسرائيلي.
- إطلاق مسيّرة إيرانية محملة بالذخيرة من العراق أو سورية اعترضها الجيش الإسرائيلي.
- وقوع 3 عمليات إطلاق صواريخ من لبنان في اتجاه إسرائيل. ومن المعقول الاعتقاد أن وراءها شبكة "حماس" في لبنان، وأن هذا جرى بتأييد حزب الله، ولو الصامت.
- إطلاق عدد من الصواريخ من سورية، والتي أعلنت مجموعة مجهولة تحمل اسم "تحرير فلسطين" المسؤولية عنها.
- تهديد الحوثيين بالانضمام إلى المعركة، والذي تضمّن، بالاستناد إلى تقارير في وسائل الإعلام العربية، طلب الحوثيين من نشطاء "حماس" الحصول على إحداثيات تتعلق بأهداف في إسرائيل.
- بالاستناد إلى تقارير إعلامية، كان هناك هدف إضافي له علاقة برغبة إيران وحزب الله في التعلم من إطلاق "حماس" الصواريخ والعثور على نقاط ضعف في "القبة الحديدية" لاستغلالها في سيناريو تصعيد مستقبلي في مواجهة إسرائيل.
- إن المنطق العملاني لهذه التنظيمات واضح، فهي تدرك أن عليها أن تتحدى إسرائيل أمنياً في عدد من الجبهات، وبالتالي جعل من الصعب على إسرائيل التركيز في المعركة على تنظيم واحد فقط. بالإضافة إلى ذلك، هناك محاولة "لاستغلال الفرصة" على أساس أن إسرائيل ستحاول عدم الرد للحؤول دون فتح جبهات أُخرى، حتى لو كانت هذه الجبهات بعيدة جغرافياً عن إسرائيل.
- في ضوء تسلُّح هذه التنظيمات بأفضل ما تنتجه الصناعة العسكرية الإيرانية، وفي ضوء التجربة التي راكمتها في الأعوام الأخيرة، يمكن الافتراض أنه لو قررت هذه التنظيمات الانضمام إلى المعركة المقبلة فإنها ستستخدم المسيّرات المزودة بالذخيرة، وإطلاق الصواريخ، بما فيها الدقيقة، ومحاولة القيام بهجمات في منطقة الحدود (مثلاً في منطقة هضبة الجولان السورية). ومن المعقول الافتراض أن يحاول الشركاء في "المحور" توجيه ضربة ناجعة إلى منظومة الدفاع الجوي والفرض على سلاح الجو الحد من قدراته، وبالتالي المس بنجاعة عملياته...
- في ضوء هذا، تشكل عملية "حارس الأسوار" إشارة تحذير إلى إسرائيل أن عليها تحسين جهوزيتها العملانية والتنفيذية في مواجهة عدو مشترك. عدم رد إسرائيل على إطلاق الصواريخ من لبنان وسورية والمسيّرة الإيرانية خلال القتال شدد على تعرُّف هذه التنظيمات على "نقطة الضعف" في العمليات العسكرية الإسرائيلية.
التداعيات على السياسة الإسرائيلية
- على الصعيد الأميركي - الخلاصة المركزية من هذه المعطيات هي أنه من المنتظر أن تعمّق المواجهة الإقليمية المستقبلية الارتباط الإسرائيلي بمساعدة أميركية. الجبهات البعيدة والتحدي الذي تواجهه منظومة الدفاع الجوي والوجود الأميركي في كل أنحاء الشرق الأوسط، كل هذا يزيد في حاجة إسرائيل إلى توثيق تحالفها الاستراتيجي مع الولايات المتحدة والاستعانة بها لتحسين قدرتها الدفاعية، وحتى الهجومية، في المواجهة المقبلة.
- الفصل بين الجبهات والتركيز على الجبهة اللبنانية - من بين الوسائل الأساسية لتقليص قدرات "محور المقاومة" على إيذاء دولة إسرائيل، هو من خلال "تفكيكها"، أي يتعين على إسرائيل انتهاج عقيدة قتالية مترابطة تحدّ من قدرة محور المقاومة على العمل ضدها في زمن المواجهة. على سبيل المثال، تحركات عملانية من نوع ضرب عنيف لمركز الثقل في المحور (حزب الله) تُلحق ضرراً جسيماً في قدرات التنسيق واستعداد أعضاء المحور في مواجهة إسرائيل؛ أو تحركات سياسية، مثل دفع الحكومة العراقية إلى وقف نشاط الميليشيات الشيعية.
- إيران - تهديد عسكري موثوق به لإيران سيشكل إحدى الأدوات المهمة التي ستسمح "بإغلاق" المعركة. تدل تجربة الماضي على أن إيران ترتدع فقط عندما تفهم أن تحركاتها ستعرّضها لخطر وجودي، وهي تعتقد أن الولايات المتحدة وحدها قادرة على تحقيقه. لذا، ومن دون علاقة بالمفاوضات النووية، يتعين على إسرائيل والولايات المتحدة التفكير في كيفية تحقيق الفكرة القادرة على دفع إيران إلى إعطاء تعليماتها للتنظيمات التي تدور في فلكها بالعمل على إنهاء المعركة.
- تقديرات عملانية - بالإضافة إلى ذلك، يتعين على إسرائيل الاستعداد عملانياً لخوض مواجهة على الجبهتين العراقية واليمنية، في ضوء سيناريو تصعيدي مستقبلي، وقد يضطر الجيش الإسرائيلي إلى العمل في هذه المناطق. لذا، يجب على الجيش تطوير قدرات استخباراتية تسمح له بردع انضمام الحوثيين والميليشيات الشيعية إلى المعركة.
في الخلاصة
- تتوجه استراتيجية "محور المقاومة" نحو قطع الجهد الدفاعي للجيش الإسرائيلي، والمس بالردع، وتقويض الإحساس بالأمان في إسرائيل. الدرس الأساسي من عملية "حارس الأسوار" أن سيناريو متعدد الجبهات هو تهديد حقيقي يجب الاستعداد لمواجهته من خلال انتهاج عقيدة عمل ملائمة للتعامل مع هذا السيناريو المعقد، مع التشديد على الجهد الدفاعي، وعلى الجبهة الداخلية.
- الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة تشكل أساساً في نظرية الأمن القومي في إسرائيل، وعدم وجودها سيجعل من الصعب على إسرائيل تحقيق أهدافها من الناحية العسكرية والسياسية. يجب على إسرائيل المحافظة على التعاون الاستراتيجي والعملاني وتعزيز أرصدتها، والأخذ في الاعتبار "الخطوط الحمراء " للإدارة الأميركية فيما يتعلق بالقضايا الجوهرية الإقليمية.