مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
ذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن إسرائيل والولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة والبحرين بدأت أمس (الخميس) بإجراء تدريبات على عمليات أمنية بحرية مشتركة في البحر الأحمر تستمر 5 أيام.
وقال قائد الأسطول الخامس الأميركي والقوات البحرية المشتركة الأدميرال براد كوبر إن هذه المناورات تهدف إلى تعزيز القدرات الأمنية البحرية الجماعية، وأشار إلى أن التعاون البحري يساعد على حماية حرية الملاحة والتدفق الحرّ للتجارة، وهما أمران ضروريان للحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين.
وهذه التدريبات البحرية هي الأولى التي يتم إعلانها بين الولايات المتحدة وإسرائيل والدولتين الخليجيتين، اللتين قامتا بتطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل العام الماضي في إطار "اتفاقيات أبراهام".
ووصف ضابط رفيع المستوى في قيادة سلاح البحر الإسرائيلي هذه التدريبات العسكرية بأنها هجومية، وقال إن الهدف الرئيسي منها هو منع التموضع الإيراني في البحر والتصدي للطائرات المسيّرة. وأضاف أن إيران بدأت في الآونة الأخيرة مساراً مقلقاً آخر يهدف إلى التموضع في الجبهة البحرية بالإضافة إلى تموضعها العسكري المثير للقلق في الأراضي السورية، وشدد على وجوب تعزيز الجهوزية لكبحه.
وفيما يتعلق بالقوة الإيرانية البحرية، أكد الضابط الإسرائيلي نفسه أن إيران مستقلة إلى حد كبير في البحر، وشدد على أنه من المهم إبعاد تموضعها البحري عن إسرائيل.
أعلنت الصناعات الجوية الإسرائيلية أمس (الخميس) إطلاق منظومة حديثة من نوعها لاعتراض صواريخ مضادة للطائرات بواسطة أشعة إلكترونية. كما تتمتع هذه المنظومة، التي أُطلق عليها اسم "سكوربيوس"، بقدرات شنّ هجوم على طائرات، بما في ذلك طائرات مسيّرة من دون طيار من مسافات بعيدة تصل إلى مئات الكيلومترات.
وقال بيان صادر عن الصناعات الجوية إنه تم اختبار هذه المنظومة الجديدة لأول مرة ضمن التمرين الجوي الدولي الكبير "بلو فلاغ" ["العلم الأزرق"] الذي جرى في إسرائيل مؤخراً.
وأشارت مصادر مسؤولة في الصناعات الجوية إلى أن ثلاثة جيوش أجنبية قامت بشراء هذه المنظومة من أجل استخدامها.
قالت وزارة الخارجية الفلسطينية إنها رصدت برنامج "بيغاسوس" للتجسس، الذي طورته شركة NSO الإسرائيلية، على هواتف ثلاثة مسؤولين بارزين في الوزارة، ووجهت أصابع الاتهام إلى إسرائيل باستخدام البرنامج للتنصت.
وقال مساعد وزير الخارجية الفلسطيني للشؤون السياسية أحمد الديك في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس (الخميس): "إننا على يقين بنسبة 100% من أنه تم اختراق هذه الهواتف الثلاثة". وأشار إلى أن هذا الأمر اكتُشِف في البداية بعد قيام مؤسسة فلسطينية محترفة بفحص الهواتف.
وكانت عدة تقارير أجنبية أفادت في مطلع الأسبوع الحالي بأنه تم زرع برنامج "بيغاسوس" للتجسّس في هواتف خليوية تابعة لستة ناشطين فلسطينيين في مجال حقوق الإنسان كانت 4 هواتف منها تحمل شرائح اتصال إسرائيلية، ويعمل معظم هؤلاء الناشطين في مؤسسات صنّفها وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس مؤخراً بأنها "إرهابية" وتعمل في خدمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
تجدر الإشارة إلى أن شركة NSO تعرضت في السابق لانتقادات لاذعة في إثر العثور على برنامج المراقبة الخاص بها على أجهزة العديد من الشخصيات البارزة في جميع أنحاء العالم. كما أن وزارة التجارة الأميركية قامت الأسبوع الماضي بإدراج NSO مع شركة إسرائيلية أُخرى تعمل في المجال نفسه باسم كانديرو ضمن القائمة السوداء للشركات التي تعمل ضد مصالح الأمن القومي الأميركي.
قال الوزير السابق في حكومة بنيامين نتنياهو أيوب قرّا في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس (الخميس) إنه عقد عدة لقاءات سرية مع قيادات سياسية ليبية بارزة في جزيرة رودس اليونانية في أثناء توليه منصب وزير في الحكومة الإسرائيلية، مشيراً إلى أنها تمحورت حول موضوع تطبيع العلاقات بين ليبيا وإسرائيل في المستقبل.
وادعى قرّا أيضاً أن الرئيس الليبي السابق معمر القذافي كان لديه رغبة في توقيع اتفاقية تطبيع مع إسرائيل.
وجاءت أقوال قرّا هذه في إثر وصول معلومات من مصادر موثوق بها إلى صحيفة "يسرائيل هيوم" تفيد بأن دولة عربية خامسة في منطقة الشرق الأوسط من المتوقع أن تنضم إلى "اتفاقيات أبراهام" وتقوم بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهذه الدولة هي ليبيا، وأن التطبيع معها سيتم في حال فوز اللواء المتقاعد خليفة حفتر في الانتخابات الرئاسية الليبية التي ستجري يوم 24 كانون الأول/ديسمبر المقبل.
كما كُشف النقاب الأسبوع الماضي عن هبوط طائرة في مطار بن غوريون الدولي كان على متنها صدام حفتر نجل اللواء المتقاعد حفتر الذي ينافس على الانتخابات الرئاسية الليبية.
وكان مقربون من اللواء حفتر أكدوا في الماضي أن هذا الأخير سيعمل على تطبيع علاقات ليبيا مع إسرائيل في حال فوزه في انتخابات الرئاسة في هذا البلد. كما أشارت عدة مصادر ليبية إلى أن حفتر تحدث في أكثر من مناسبة عن رغبته في تطبيع العلاقات بين ليبيا وإسرائيل، وكرّر أكثر من مرة أنه سيعمل على تحقيق ذلك في حال فوزه في انتخابات الرئاسة الليبية. ووفقاً لهذه المصادر، أكد حفتر للمقربين منه أن التطبيع مع إسرائيل من شأنه أن يساهم في إعادة إعمار ليبيا في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية، لكن المصادر نفسها أوضحت في الوقت عينه أن التطبيع سيكون على مراحل. كما أوضحت أن أي حديث أو تواصل مع إسرائيل في المرحلة الحالية من شأنه أن يمسّ بفرص حفتر في الفوز في انتخابات الرئاسة، وذلك بسبب العداوة التقليدية السائدة في صفوف الشعب الليبي حيال إسرائيل، وبسبب النظر إليها عموماً باعتبارها عدواً. وهذا ما أكده كذلك مسؤول في الحملة الانتخابية لحفتر، والذي قال للصحيفة: "من المبكر الآن الحديث عن اتفاق تطبيع مع إسرائيل وكيف سيبدو؛ فقبل كل شيء يجب انتخاب حفتر للرئاسة ونحن على يقين من أن ذلك سيحدث. في الوقت الحالي لا مصلحة لنا في إثارة مسألة العلاقات المستقبلية مع إسرائيل، كون الجمهور في ليبيا لديه عداء تقليدي تجاهها، وأية أحاديث في هذا الشأن يمكن أن تُلحق ضرراً باحتمالات فوز حفتر في الانتخابات".
ويحظى حفتر بتأييد الولايات المتحدة ومصر والسعودية وجهات غربية أُخرى.
من ناحية أُخرى علمت "يسرائيل هيوم" أيضاً بأن المرشحيْن الأوفر حظاً للفوز في انتخابات الرئاسة الليبية، وهما اللواء حفتر وسيف الإسلام القذافي، نجل الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، يستعينان بخدمات المستشار الإعلامي نفسه، وهو مستشار إسرائيلي لديه خبرة غنية في إدارة حملات انتخابية في دول أفريقيا وشرق أوروبا والبلقان.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول من الإمارات العربية المتحدة مقرّب من كلا المرشحين المذكورين للرئاسة الليبية قوله: "في كل ما يتعلق بالرغبة وحاجة ليبيا إلى تطبيع علاقاتها مع إسرائيل والانضمام إلى ’اتفاقيات أبراهام’، هناك إجماع بين المرشحيْن على هذا. وقد صرّحا في الماضي بأن التطبيع مع إسرائيل وارد بقوة ضمن حساباتهما، كما أكدا مرات كثيرة خلال محادثات مغلقة مع مقربين منهما أنهما سيعملان بجد أكبر لتحقيق هذا الغرض".
وأضاف المسؤول الإماراتي: "مع ذلك، في حال تم انتخاب أحد المرشحيْن للرئاسة وانضمام ليبيا إلى ’اتفاقيات أبراهام’، فسنكون أمام تطبيع علاقات مختلف عن ذلك الذي حدث مع الإمارات والبحرين والمغرب. إن خرجت العملية إلى حيّز التنفيذ فإنها ستجري بوتيرة بطيئة للغاية بصورة تشبه اتفاق التطبيع الآخذ بالتشكل بين إسرائيل والسودان".
- هذا الأسبوع جرى تذكير الجمهور الإسرائيلي بخطورة المسيّرات الإيرانية التي تعمل "حماس" على تحسينها، وأجرت تجربة تحليق لها بالقرب من سواحل غزة، رصدها سلاح الجو الإسرائيلي واعترضها بواسطة منظومة "القبة الحديدية".
- في الجيش الإسرائيلي يشعرون بقلق شديد؛ فالجهات الاستخباراتية لاحظت توجهاً إيرانياً لتهريب مئات المسيّرات الهجومية التي تطورها إيران كي يستخدمها وكلاؤها في سورية والعراق واليمن ولبنان وقطاع غزة.
- شحنات إيرانية من المسيّرات والصواريخ المتطورة تأخذ طريقها من إيران إلى سورية، جزء منها يُنقل إلى الميليشيات الموالية لإيران في سورية، والباقي يُرسل إلى حزب الله في لبنان.
- أحد السيناريوهات التي تُقلق الجيش الإسرائيلي هو أن تتعرض إسرائيل لهجوم بأسراب من المسيّرات الإيرانية من كل الاتجاهات، بالإضافة إلى إطلاق عشرات الآلاف من الصواريخ من لبنان وقطاع غزة. وتُعتبر المسيّرات الإيرانية دقيقة جداً وأكثر خطراً من الصواريخ، من حيث قدرتها على إلحاق الضرر.
- تقول جهات أمنية رفيعة المستوى إن إسرائيل لن تسمح بانتقال وسائل قتال من إيران إلى سورية تُعتبر في اللغة الأمنية "كسراً للتوازن".
- على خلفية هذه التطورات، قال وزير الدفاع بني غانتس في افتتاح مصنع "رفائيل" في شلومي: "نعمل على نطاق واسع في مواجهة محاولات تعاظُم القوة العسكرية وخرق التوازن في المنطقة، لن نسمح لحزب الله ووكلاء إيران بالتزود بالمسيّرات التي تمس بالتفوق الإسرائيلي في المنطقة".
- إذا كانت هذه هي حقيقة الوضع، يجب ألا نستغرب تصاعُد حدة الهجمات في الأسابيع الأخيرة على أهداف إيرانية في سورية بواسطة طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، ومن خلال صواريخ دقيقة وبعيدة المدى. استخدام هذه الصواريخ يسمح باستخدام نيران دقيقة بصورة مفاجئة، من دون أن تكشف الرادارات تحليق طائرات في الجو.
- وبالاستناد إلى وسائل إعلامية أجنبية، الأهداف التي قُصفت هي: مصنع لإنتاج الصواريخ في منطقة طرطوس؛ مخازن سلاح متطور تابع لحزب الله؛ منظومات دفاع جوي تابعة للميليشيات الموالية لإيران في سورية؛ قوافل كانت تنقل مسيّرات وصواريخ من سورية إلى لبنان.
- تلتزم إسرائيل الصمت في وسائل الإعلام وتزيد في وتيرة الهجمات في سورية، وبالاستناد إلى مصادر أجنبية، نفّذت 7 هجمات على الأقل في الشهر الماضي ضد أهداف إيرانية في سورية. وفي رأي مصادر مطّلعة، إن زيادة الوتيرة هي نتيجة "ضوء أخضر" أعطاه الرئيس بوتين لرئيس الحكومة نفتالي بينت خلال لقائهما الأخير في سوتشي، ورغبة إسرائيلية في مهاجمة أكبر عدد من الأهداف قبل حلول فصل الشتاء.
- بالاستناد إلى مصادر أمنية في إسرائيل، يحاول الإيرانيون حالياً استخدام أسلوب جديد، فهم يرسلون منظومات دفاع جوي إلى الميليشيات الموالية لهم في سورية كي تتمكن من الدفاع عن نفسها ضد الهجمات الجوية الإسرائيلية، كما يسعون لتهريب شحنات الصواريخ عبر طرق قريبة من منشآت الجيش الروسي، حيث توجد بطاريات دفاع جوي تجعل من الصعب على إسرائيل مهاجمتها، في هذه الأثناء تحرص إسرائيل على الابتعاد عن قواعد الجيش الروسي في أثناء هجومها على أهداف إيرانية في سورية.
- بحسب مصادر سياسية في القدس، إسرائيل لا تحاول زعزعة استمرار حكم الرئيس بشار الأسد في سورية، وتدرك أن المحافظة على بشار الأسد هي مصلحة عليا بالنسبة إلى الروس، فهو الذي يمنحهم الشرعية للبقاء في سورية مع قواعد عسكرية ومع مرفأ بحري.
- الرئيسان بشار الأسد وبوتين يقدمان الوجود العسكري الروسي في سورية أمام المجتمع الدولي بأنه وجود لـ"مستشارين عسكريين" هم بمثابة "ضيوف" على النظام السوري، ولا تريد إسرائيل الاختلاف مع روسيا في هذا الشأن، وهي تحرص على عدم مهاجمة أهداف عسكرية يمكن أن تعرّض نظام الأسد للخطر، شرط ألّا يعرقل هذا الأخير هجوم سلاح الجو على أهداف عسكرية إيرانية في سورية. هذا هو الخطر الحقيقي بالنسبة إلى إسرائيل، وهي تركز عليه.
- أقل ما يقال إن روسيا ليست متحمسة للوجود العسكري الإيراني في سورية، وإيران غارقة بصورة عميقة في سورية على المستويين الاقتصادي والعسكري، ومن خلال نشر ميليشيات موالية لها في مناطق استراتيجية، مثل منطقة درعا جنوب الأردن.
- ربما هذا هو أحد الأسباب التي دفعت الرئيس بوتين إلى إعطاء إسرائيل "ضوءاً أخضر" لمواصلة هجماتها الجوية في سورية. وكان الرئيس بوتين سبق أن تعهد للرئيس السابق بنيامين نتنياهو العمل على إبعاد القوات الموالية لإيران، والموجودة بالقرب من الحدود السورية - الإسرائيلية، إلى مسافة 80 كيلومتراً، لكن هذا لم يحدث. لذلك، إسرائيل مضطرة إلى التحرك من أجل تحقيق ذلك، وحتى الآن نجحت في إحباط محاولات إيران وحزب الله إقامة شبكة تخريبية في جنوب هضبة الجولان.
- هذا الأسبوع يمر نصف عام تماماً على عملية "حارس الأسوار"، وهي فترة زمنية كافية للنظر إلى الوراء وبلورة خلاصات موقتة للقتال الذي استمر 12 يوماً: ماذا حققت إسرائيل في مواجهة "حماس"؟ وما هي التحديات التي تواجه الطرفين اليوم؟
- من الناحية العملانية، من الواضح أنه كان يمكن تحقيق أكثر من ذلك. عملية المترو "برق أزرق" فشلت. ونعتقد أنه قُتل خلالها 4 عناصر من "حماس" فقط. في الإجمال، قُتل خلال العملية 100 مسلح من "حماس" والجهاد الإسلامي. لم يكن تقدير الاستخبارات بشأن نيات "حماس" صحيحاً، فقد بدأت "حماس" جولة القتال بإطلاق صواريخ في اتجاه منطقة القدس، كما وقعت في هذه الأثناء أعمال شغب في المدن المختلطة.
- لكن إذا نظرنا إلى نصف العام الذي مرّ منذ العملية، فتُظهر الأرقام أن عملية "حارس الأسوار" حققت أكبر فترة هدوء مقارنة بالعمليات العسكرية السابقة للجيش الإسرائيلي في غزة. خلال هذه الفترة الزمنية أُطلقت 5 صواريخ فقط من غزة على إسرائيل. وهذا هو العدد الأقل مقارنة بالعمليات الأُخرى. في فترة نصف العام الذي تلا عملية الرصاص المسبوك (2008-2009) أُطلق نحو 200 صاروخ على إسرائيل. وبعد عملية عمود سحاب (2012) أُطلق نحو 70 صاروخاً، وبعد الجرف الصامد (2014) نحو 20 صاروخاً.
- من المهم الإشارة إلى أنه بعد عملية الجرف الصامد جرت المحافظة على هدوء نسبي طويل حتى سنة 2018. التراجع في إطلاق الصواريخ منذ عملية "حارس الأسوار" يترافق مع سياسة رد جديدة للجيش الإسرائيلي بهجمات تأتي عقب إطلاق قذائف وبالونات مشتعلة. يجب أن نتذكر أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية - بما فيها غوش دان - تعرضت لهجوم حاد خلال عملية "حارس الأسوار".
- في آب/أغسطس وقعت حادثة عنيفة وخطرة على الحدود مع القطاع قُتل فيها أحد عناصر حرس الحدود، برئيل شمولي، عندما أطلق فلسطيني النار عليه من مسافة قريبة. كان من الممكن منع الحادث مع انتشار تكتيكي صحيح على السياج. لكن الحادث لم يؤد إلى اشتعال المنطقة بسبب الرغبة في مواصلة خطة التسوية.
- بينما يسود الهدوء في غزة، كان الوضع في الضفة الغربية عاصفا نسبياً: فرار الأسرى من سجن جلبوع وإلقاء القبض عليهم، وعلى خلايا تابعة لـ"حماس" والجهاد الإسلامي، وفي المحصلة قُتل نحو 30 مسلحاً من دون ردات فعل عسكرية من غزة. بالإضافة إلى ذلك، المال القطري لم يدخل إلى القطاع في الحقائب، وحتى الآن لم يُتفق على آلية لتحويل الرواتب إلى الموظفين، وعلى الرغم من ذلك لم تُطلَق صواريخ.
- في الجيش يشيرون إلى 3 أسباب للهدوء: ارتداع "حماس"؛ التسهيلات الإنسانية؛ التفاؤل بتحسُّن الوضع في المستقبل؛ رغبة التنظيمات المسلحة في إعادة بناء قوتها قبل المواجهة المقبلة. والسؤال هل الوضع الاقتصادي في غزة سيتحسن، لأن المشكلات في القطاع عميقة كما هو معروف؟
- يحيى السنوار مهتم بالتسوية، في رأي قيادة الجيش الإسرائيلي. لكن بعكس ما نُشر، لا يوجد تقدُّم في مسألة المفقودين والأسرى. وحكومة إسرائيل ليست مستعدة لقبول صفقة تطلق سراح أسرى فلسطينيين أيديهم ملطخة بالدماء.
- ثمة مصلحة للطرفين في استمرار الهدوء الحالي. فكما هو معروف، تعمل "حماس" على إعادة بناء قوتها من جديد وتحاول إنتاج صواريخ، وفي الأساس تحاول إيجاد خطط هجومية جديدة، لأن خططها فشلت كلها في عملية "حارس الأسوار": الأنفاق؛ الطائرات من دون طيار؛ وعبر البحر؛ أيضاً صاروخ مضاد للطائرات. بالنسبة إلى الجيش الإسرائيلي، التحدي الآن هو تجديد بنك الأهداف، لأنه لا يمكن خوض عملية من دون أهداف نوعية.
- كالعادة، تبقى منطقة القطاع حساسة وقابلة للانفجار. بعد مرور نصف عام على عملية "حارس الأسوار" يمكن القول إن الهدوء لا يزال سائداً. لكن الطرفين يدركان أن بدء الحرب هو مسألة وقت.