مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
مقتل شابين فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي خلال عملية اقتحام لمخيم جنين
الجيش الإسرائيلي أجرى مناورات عسكرية مشتركة مع الجيش الأميركي تحاكي هجوماً على المنشآت النووية الإيرانية
نتنياهو: إسرائيل لن تخضع لقوانين التلمود
ليبرمان يوعز بسحب التمويل الحكومي من مسرح عربي في يافا بسبب اعتزامه عرض فيلم أردني يتعلق بالنكبة
تقرير: بن غفير يهاجم الجيش الإسرائيلي على خلفية قراره سجن جندي بسبب قيامه بتهديد ناشط يهودي يساري في الخليل
مقالات وتحليلات
حان الوقت للتوصل إلى اتفاقات سلام مع الدول العربية تتسلل إلى شعوبها
نحن على طريق حرب الكلّ ضد الكل: إنها حرب نتنياهو
فتحُ أذربيجان سفارة لها في إسرائيل: الخطوة الصحيحة لتعزيز العلاقات
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"هآرتس"، 1/12/2022
مقتل شابين فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي خلال عملية اقتحام لمخيم جنين

قالت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" إن قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي قامت أمس (الأربعاء) باقتحام مخيم جنين ودارت مواجهات عنيفة، أسفرت عن مقتل شابين فلسطينيين وإصابة شاب ثالث بجروح.

وأفادت مصادر في جنين أن الشابين القتيلين هما نعيم الزبيدي (27 عاماً) ومحمد السعدي (26 عاماً).

من جهتها، أعلنت "كتيبة جنين" أنها استهدفت قوة للجيش الإسرائيلي على أبواب المخيم بعدد من العبوات المتفجرة، بالإضافة إلى استهداف قوة أُخرى في منطقة قريبة من المخيم بوابل من الرصاص. ونعت الكتيبة الشابين القتيلين، مشيرةً إلى أن السعدي كان قائداً لها.

موقع قناة التلفزة الإسرائيلية "كان 11"، 1/12/2022
الجيش الإسرائيلي أجرى مناورات عسكرية مشتركة مع الجيش الأميركي تحاكي هجوماً على المنشآت النووية الإيرانية

أجرى الجيش الإسرائيلي مساء أمس (الأربعاء) مناورات عسكرية مشتركة مع الجيش الأميركي تحاكي هجوماً على المنشآت النووية الإيرانية.

وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى لقناة التلفزة الإسرائيلية "كان 11" [تابعة لهيئة البث الرسمية الجديدة] إن هذه المناورات بدأت أول أمس (الثلاثاء)، وتهدف إلى التدرب على ما من شأنه منع إيران من أن تصبح دولة ذات قدرة نووية.

ووفقاً للمصادر نفسها، أُجريَت المناورات بمشاركة شعبة الاستخبارات العسكرية ["أمان"]، وذلك بهدف اختبار قدرات جمع المعلومات وتحليلها وبلورة الأهداف ووضع المعلومات الاستخباراتية في متناول القوات العملانية.

وأكدت المصادر العسكرية أيضاً أن هذه المناورات تُعَد جزءاً أساسياً من التعاون الاستراتيجي الآخذ بالتعزّز بين الجيشين الأميركي والإسرائيلي في مواجهة التحديات المشتركة في منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها إيران.

يُذكر أن رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي أنهى الأسبوع الماضي زيارة إلى الولايات المتحدة الأميركية، وقال في ختامها إن الفترة المقبلة ستشهد توسيعاً ملحوظاً للنشاطات المشتركة بين الجيش الإسرائيلي وقوات القيادة المركزية الأميركية الوسطى [سنتكوم] التابعة للجيش الأميركي.

كوخافي الذي ينهي مهمات منصبه في نهاية العام الجاري، شدد على أن ذلك يهدف إلى تحسين التعامل مع التحديات الإقليمية، وقال إنه بموازاة ذلك، سيواصل الجيش الإسرائيلي التصدي بحزم لتموضُع إيران العسكري في المنطقة.

"معاريف"، 1/12/2022
نتنياهو: إسرائيل لن تخضع لقوانين التلمود

أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية المكلف بنيامين نتنياهو في سياق مقابلة أجرتها معه الصحافية الأميركية باري فايس ونُشرت أمس (الأربعاء) على موقع "كومون سنس"، أن إسرائيل لن تخضع لقوانين التلمود.

وأشار الموقع إلى أن أقوال نتنياهو هذه جاءت رداً على سؤال عن مخاوف الولايات المتحدة من انضمام عضو الكنيست اليميني إيتمار بن غفير وعناصر متطرفة أُخرى إلى حكومته المقبلة.

وقال نتنياهو: "لقد سمعت كثيراً في السابق هذه التوقعات القاتمة، ولم يتحقق أيٌّ منها. لقد حافظت دائماً على الطابع الديمقراطي لإسرائيل وتقاليدها. في دولة إسرائيل سيسود القانون، وأنا أحكم وفقاً للمبادئ التي أؤمن بها."

وضمّن نتنياهو كلامه انتقادات للحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة، إذ أشار إلى أنه في الإمكان القول إن شخصيات راديكالية تسيطر على الحزب. كما تطرّق إلى استضافة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب منكر الهولوكوست نيك فوينتس، فقال إن ترامب كان مخطئاً.

ودافع نتنياهو عن التغييرات المتوقع إجراؤها من طرف كتلته اليمينية في جهاز القضاء، فأشار إلى أنه يتوجب الحفاظ على التوازن بين السلطات الثلاث، وزعم أن هذا التوازن تضرر بأكثر من مفهوم بسبب تنامي قوة الجهاز القضائي بشكل غير مراقب. وأكد أن التغيير المرتقب هو في الواقع تصحيح، وبمثابة دفاع عن الديمقراطية، وليس تدميراً لها.

وأضاف نتنياهو أن حقوق المثليين لن يتم المساس بها في ظل حكومته المقبلة. 

"هآرتس"، 1/12/2022
ليبرمان يوعز بسحب التمويل الحكومي من مسرح عربي في يافا بسبب اعتزامه عرض فيلم أردني يتعلق بالنكبة

أوعز وزير المال الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أمس (الأربعاء) بسحب التمويل الحكومي من "مسرح السرايا" العربي في يافا، بحجة أن المسرح يعتزم عرض الفيلم الأردني "فرحة" للمخرجة دارين سالم، والذي يتناول مجزرة ارتكبها جنود إسرائيليون بحق عائلة فلسطينية في إبان النكبة سنة 1948.

وقبل ليبرمان، طالب وزير الثقافة والرياضة الإسرائيلي حيلي تروبِر بسحب التمويل الحكومي من المسرح العربي. وتبين أن تروبر طرح مطلبه هذا في إثر شكوى قدمتها منظمة إسرائيلية يمينية متطرفة.

وقال تروبر في بيان صادر عنه، إنه علِم بأن "مسرح السرايا" يعتزم عرض فيلم "فرحة" الذي يحتوي، بموجب تقارير، على فريات كاذبة تجاه جنود إسرائيليين، ويصف مجزرة بحق عائلة ويقارنها بسلوك النازيين في أثناء المحرقة. وطالب المسرح بالتراجع عن عرض الفيلم.

من ناحيته، اعتبر ليبرمان أن عرض "مسرح السرايا" للفيلم هو قرار لا يقبله العقل، ويستوجب اتخاذ كافة الخطوات الممكنة، وضمنها سحب ميزانيات، وذلك بهدف منع عرض الفيلم المذكور، أو أفلام شبيهة في المستقبل. وأكد أن إسرائيل ليست مكاناً لتشويه سمعة الجنود الإسرائيليين وقوات الأمن.

ومن المقرر أن يُعرض فيلم "فرحة" في منصة "نتفليكس" اليوم (الخميس). وتجري أحداث الفيلم في سنة 1948، حين تتعرض قرية فلسطينية لاجتياح إسرائيلي، فيلجأ الأب إلى إخفاء ابنته البالغة من العمر 14 عاماً، التي ترى من مخبئها السري ما يقلب حياتها رأساً على عقب ويغيّر قراراتها المستقبلية.

"يديعوت أحرونوت"، 1/12/2022
تقرير: بن غفير يهاجم الجيش الإسرائيلي على خلفية قراره سجن جندي بسبب قيامه بتهديد ناشط يهودي يساري في الخليل

رئيس حزب "عوتسما يهوديت" ["قوة يهودية"] عضو الكنيست إيتمار بن غفير هاجم الجيش الإسرائيلي، على خلفية قراره وضع جندي في السجن العسكري لمدة 10 أيام بسبب قيامه بتهديد ناشط يهودي يساري في مدينة الخليل، وطالب بزيارته في السجن.

كما انتقد أعضاء كنيست من حزب الليكود قرار سجن الجندي.

وكان هذا الجندي تصدّى الأسبوع الماضي لناشط يهودي يساري في الخليل، وتباهى بأنه سيُعيَّن مأمور جديد في المدينة عندما يصبح بن غفير وزيراً للأمن القومي في الحكومة الإسرائيلية المقبلة.

وظهر الجندي في مقطع فيديو وهو يقول: "سيقوم بن غفير بتنظيم الأمور في هذا المكان. لقد انتهى الأمر، وانتهى وقت المتعة."

وفي رسالة بعث بها بن غفير إلى وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس، كتب أنه لم يظهر شيء غير مقبول في سلوك الجندي. وطلب زيارته في السجن العسكري.

بموازاة ذلك، قال بن غفير في تغريدة نشرها على موقع "تويتر"، إن غانتس هو مَن يتحمل المسؤولية المباشرة عن هذا القرار.

كما التقى بن غفير عائلة الجندي وأكد تضامنه معها.

وأشار بن غفير أيضاً إلى أنه يرفض الانتقادات التي وُجّهت إلى قائد الكتيبة التي ينتمي الجندي إليها، والتابعة للواء "غفعاتي"، والذي اتخذ قرار سجن الجندي.

وكان هذا القائد تعرّض لانتقادات وتهديدات، بما في ذلك على هاتفه المحمول منذ أن فرض العقوبة على الجندي. وأعرب كلٌّ من رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي، وقائد المنطقة العسكرية الوسطى اللواء يهودا فوكس، عن دعمهما لقائد الكتيبة وقراره.

وانضم أعضاء كنيست من الليكود إلى بن غفير في انتقاد قرار سجن الجندي.

وكتبت عضو الكنيست ميري ريغف [الليكود] في تغريدة على "تويتر": "حتى لو ارتكب الجندي خطأ، فإن السجن ليس عقاباً متناسباً. هذه إهانة. تفوح من ذلك رائحة أمر سياسي من أعلى."

وأشاد عضو الكنيست شلومو كرعي [الليكود] بالجندي، واصفاً إياه بأنه بطل، وزعم أنه وقع ضحية لحملة يسارية.

وبعث الجندي المسجون برسالة إلى قيادة الجيش يعتذر فيها، ويطلب إلغاء عقوبته، أو تخفيفها.

يُذكر أن جندياً آخر من الكتيبة نفسها شوهد الأسبوع الماضي وهو يطرح ناشطاً يهودياً يسارياً أرضاً ويوجه له لكمات قوية في وجهه. ولم يُعاقَب هذا الجندي، لكن قُرّر وقفه عن الخدمة العسكرية موقتاً.

كما أن جنوداً آخرين من لواء "غفعاتي" تورطوا في العديد من الحوادث السلوكية مؤخراً في الخليل، والتي أدت إلى تعليق خدمتهم العسكرية على نحو موقت.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"معاريف"، 1/12/2022
حان الوقت للتوصل إلى اتفاقات سلام مع الدول العربية تتسلل إلى شعوبها
يتسحاق لفانون - سفير سابق في مصر

 

  • 45 عاماً مرّت على زيارة الرئيس المصري أنور السادات إلى إسرائيل، والتي أدهشت الكثيرين. فبعد استلام أنور السادات دفة الحكم في أعقاب وفاة الأيقونة جمال عبد الناصر، ساد تخوف من أنه لن يصمد في الحكم أكثر من أشهر معدودة، بسبب صورته الرمادية وضعفه. لكنه فاجأ إسرائيل وصدمها مرتين. في المرة الأولى، في حرب يوم الغفران [حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973]، حين نجح، بعكس التوقعات، في دفع إسرائيل خارج ضفة قناة السويس، وصار "بطل العبور". أمّا الخضة الثانية، فكانت زيارته إلى القدس، بعكس رأي كل الدول العربية.
  • حتى الآن، لم تتعافَ إسرائيل من الخضّتين. وعلى الرغم من انتصار الجيش الإسرائيلي في حرب يوم الغفران، فإن السادات كان هو المنتصر على المستوى السياسي. فقد حرك عملية معقدة، وحقق ما كان يطلبه، والذي انتهى باتفاق سلام. فأضيفَ إليه لقب جديد هو"بطل السلام". في نظر السادات، اتفاق السلام مع إسرائيل لم يكن اتفاقاً منفرداً، بل كان جزءاً من رزمة أُطلق عليها اتفاقيات كامب ديفيد التي كانت تعتمد على قدمين: القدم الأولى هي التسوية مع إسرائيل، والثانية حلّ القضية الفلسطينية.
  • حتى بعد مرور 45 عاماً على زيارة السادات لنا، تعتبر مصر نفسها ملزمة فقط بكامب دايفيد. وهذا يفسّر الكثير من الأمور. كما أنه يفسّر لماذا لم ينتقل الاتفاق من الأعلى إلى الأسفل. ولماذا اشترطت مصر التطبيع بإحراز تقدُّم في المسألة الفلسطينية. وهذا يوضح لماذا تؤيد القاهرة بصورة كاملة الموقف الفلسطيني حيال التسوية الدائمة. وكلام السادات في الكنيست خلال زيارته الشجاعة لنا، لا يزال يلتزم الحكم المصري به حتى اليوم. ومعنى ذلك، إذا جرى حل القضية الفلسطينية كما تم الاتفاق عليه في كامب دايفيد، وفقاً لمصر، فمن المعقول أن نشهد سلاماً بين الشعبين، وليس بين زعماء البلدين.
  • مصر تحتفل اليوم بانتصار 6 أكتوبر، أي حرب الغفران التي لا نزال نناقش ونحلل هذه الحرب الفظيعة. أمّا فيما يتعلق بزيارة السادات، فنحن نهلل فرحاً باتفاق السلام، بينما تشعر مصر بأن إسرائيل لم تلتزم باتفاق كامب دايفيد.
  • وكما هو معروف، لإسرائيل اليوم اتفاقات مشابهة مع المغرب والسودان والأردن والإمارات والبحرين. والسؤال الذي يطرح نفسه: بعد أقل من 50 عاماً على زيارة السادات، هل نستمر في الوضع الحالي، فنقيم علاقات مع الزعماء فقط، أم نغيّر المعادلة، بحيث يتسلل السلام إلى الشعوب؟

 

"هآرتس"، 1/12/2022
نحن على طريق حرب الكلّ ضد الكل: إنها حرب نتنياهو
أوري مسغاف - صحافي

 

  • في ذروة اعتداءات المستوطنين في الخليل خلال سبت "حياة سارة"، وصل إيتمار بن غفير إلى الحرم الإبراهيمي وحاول الدخول مع مسدسه. جنود "حرس الحدود" الذين كانوا هناك منعوه، استناداً إلى الأوامر المتبعة منذ نفّذ بطله باروخ غولدشتاين مجزرة بحق عشرات الفلسطينيين بسلاحه هناك. جرى نقاش قصير، صرخ خلاله بن غفير في وجوههم، قائلاً إنه وزير الأمن الداخلي المستقبلي. فلم يتنازلوا. هذا الأسبوع، وافق نتنياهو على وضع 14 كتيبة من "حرس الحدود" في الضفة تحت إمرته المباشرة، في إطار تحويله إلى "وزير الأمن القومي".
  • حالياً، وجد الوزير المستقبلي، برفقة عضوتي كنيست من "الليكود"، الوقت للقاء أهالي اثنين من جنود وحدة "غفعاتي" قاما بالاعتداء على نشطاء من اليسار في الخليل وتهديدهم، والقيام بتمرُّد علني على الهرمية القيادية في الجيش. قائد الكتيبة الذي حكم على أحد الجنود بأقل عقوبة ممكنة أصبح موضوعاً للتحريض والتنمر. يتم الهجوم عليه، هو وعائلته، وإزعاجهم، ووسام البطولة الذي حصل عليه، بعد أن حاول منع خطف الجندي هدار غولدين، ولحق بالخاطفين داخل أنفاق "حماس"، يتم التعامل معه حالياً على أنه جائزة على الفشل العملياتي. وبين ليلة وضحاها، تحول الضابط إلى خائن، وفار وجبان وخاسر.
  • مَن يكفر اليوم، علناً، بسلطة الجيش والدولة هو ذات المثلث المعروف في فضيحة إليئور آزريا وبرئيل حداريا-سياسيون وإعلاميون ومغردون. أغلبيتهم لم تخدم في الوحدات القتالية في الضفة، أو في الجيش عموماً، لكن، وبدعم من رئيس الحكومة المستقبلي وتشجيعه، هم يقررون نمط الحديث. رئيس هيئة الأركان العليا كوخافي أصدر أوراق توجيه؛ وزير الدفاع المنتهية ولايته والجنرالات السابقون يحذرون. بات الوقت متأخراً. نحن في لحظة ما قبل الانفجار الشامل في جميع الاتجاهات. التاريخ يثبت أن هذه "المسارات" المشهورة، التي لاحظها يائير غولان، ليس لها وتيرة واحدة؛ الغليان والتصعيد يحدثان بسرعة.
  • الفلسطينيون يموتون كل يوم برصاص قوات الأمن. الإسرائيليون يصابون ويُقتلون جرّاء عمليات إطلاق نار، ودهس، وطعن، ورمي حجارة. وهذه الأمور تجرّ المزيد من التظاهرات والاحتجاجات، والمزيد من الاقتحامات والاعتقالات، والمزيد من حرب الشوارع و"الإرهاب". إنها دائرة دم لا نهائية، تنبع من السيطرة على مجتمع وشعب تحت احتلال وضبط. الإسرائيليون، في أغلبيتهم، يتذكرون هذا فقط عندما يرتفع منسوب العنف والإصابات، أو عندما يكتشفون، خلال المونديال بصورة مفاجئة في قطر، أن العالم العربي لا يحبّنا.
  • هذه المواجهة لن تقف هذه المرة وراء الخط الأخضر، ولن تحدَّد بالصراع الإسرائيلي-الفلسطيني. أحداث عملية "حارس الأسوار" في نهاية ولاية نتنياهو السابقة، وهي الأحداث التي أعادته إلى الحكم أيضاً، كانت فقط البداية. هذه المرة، المواجهات بين العرب واليهود ستكون بين النهر والبحر، مستوطنون وكهانيون في مواجهة وحدات سلاح البر المؤلف أصلاً منهم، وبين اليمين واليسار. فحتى قبل وضع الشرطة و"حرس الحدود" تحت إمرة بن غفير وبقية أجهزة الأمن تحت إمرة زميله سموتريتش، هناك اليوم ميليشيات مسلحة تعمل تحت اسم "استعادة هيبة الدولة"؛ مواطنان اثنان من البدو تم الاعتداء عليهما على يد مجهولين بملابس غير معروفة.
  • السلطة الفلسطينية تفقد سيطرتها، الجيش يتعرض للهجوم ويتم إضعافه من جميع الجهات عبر استعمال الأهل. هناك عمليات مستقلة من كل اتجاه، للاعتداء على الجسد والأملاك، وعمليات انتقامية. كردّة فعل على فصل الأجهزة الطبية في المستشفى عن تيران فرو واختطاف جثته، قام جنود دروز بإلقاء عبوة على بيت عائلة فلسطينية في بيت لحم. نحن على بُعد خطوة من حمام دم إثني-قومي-ديني على نمط البلقان. حرب الكل ضد الكل تتواطأ فيها القنوات التلفزيونية التي تبحث عن زيادة المشاهدات، وتغذيها وسائل التواصل الاجتماعي الهدامة التي، هي الأُخرى، تعيش على الأخبار الكاذبة، وتخدم السياسيين المهملين في المدى القصير.
  • نتنياهو لم يخترع الاحتلال، ولا الصراع. لكن طنجرة الضغط التي تشتعل منذ أعوام بيده، من المعارضة والائتلاف، ومن أجل خدمة مصالحه القضائية والعائلية، توشك على الانفجار. الانفجار سيحمل اسمه. وستكون هذه حرب نتنياهو.
الموقع الإلكتروني للمعهد، 30/11/2022
فتحُ أذربيجان سفارة لها في إسرائيل: الخطوة الصحيحة لتعزيز العلاقات
غاليا ليندنشترواس - باحثة في معهد دراسات الأمن القومي

 

  • في 26 تشرين الثاني/نوفمبر، أقرّ رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف القرار الذي اتخذه البرلمان في 18 تشرين الثاني/نوفمبر بشأن فتح سفارة في إسرائيل. وهذا القرار يصحح الحالة السابقة، وهي أنه على الرغم من العلاقات الوثيقة بين إسرائيل وأذربيجان ووجود سفارة إسرائيلية هناك منذ سنة 1993، فإن باكو لم تفتتح سفارة لها في إسرائيل. وتجدر الإشارة إلى أنه بالإضافة إلى قرار فتح سفارة في إسرائيل، قررت باكو، في المقابل، فتح ممثلية لها في رام الله.

يمكننا تعداد 3 أسباب لقرار باكو:

  • الأول، هو انتصار أذربيجان في الحرب الثانية في ناغورنو-كاراباخ ضد أرمينيا في سنة 2020. خلال هذه الحرب، وبحسب الاتفاقات التي أدت إلى إنهائها، حررت أذربيجان 7 محافظات محاذية لإقليم ناغورنو-كاراباخ كانت واقعة تحت سيطرة أرمينيا منذ حرب ناغورنو-كاراباخ الأولى، وسيطرت على أجزاء من الإقليم. وإذا كانت أذربيجان في الماضي تتخوف من أن يثير فتح سفارة لها في إسرائيل انتقادات وسط العرب والمسلمين ويؤدي إلى التصويت ضدها في المحافل الدولية، فإنها حققت في حرب ناغورنو-كاراباخ الثانية انتصاراً ساحقاً، وأصبحت أقل حاجة إلى التأييد في الساحة الدولية. ونشير في هذا السياق إلى أن أرمينيا نفسها فتحت سفارة في إسرائيل سنة 2020.
  • هناك دافع آخر مهم هو توقيع اتفاقات أبراهام وتطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل في آب/أغسطس الماضي. هذه التطورات أدت إلى قيام علاقات دبلوماسية كاملة بين دول إسلامية وإسرائيل، ويوجد اليوم عشرات الدول الإسلامية التي تقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل، جزء منها ليس في العلن. وفيما يتعلق بدول الخليج، تربط أذربيجان علاقات وثيقة مع الإمارات.
  • في الخلفية، ولدى البحث عن سبب آخر لقرار فتح سفارة في إسرائيل، نجد تصاعُد التوترات بين أذربيجان وإيران. خلال العقود الثلاثة الأخيرة، وبسبب وجود عدد كبير من السكان الأذريين في إيران (يشكلون نحو %15-20 % من مجموع السكان، بحسب تقديرات مختلفة)، بالإضافة إلى تخوُّف إيران من تطلعات انفصالية وسط الأقلية الأذرية، فإن طهران دعمت أرمينيا في نزاعها مع أذربيجان، على الرغم من أنها أعلنت رسمياً وقوفها على الحياد. علاوة على ذلك، أيدت إيران، سراً، تنظيم "كتائب حسينيّون" المعارض للنظام في باكو، على الرغم من حرصها على إقامة علاقات وثيقة مع النظام. من ناحية أُخرى، تنظر طهران بسلبية إلى تعاوُن باكو مع القدس وواشنطن، وقد عبّرت عن ذلك علناً وبصورة واضحة.
  • في نظر إيران، العلاقات الوثيقة بين إسرائيل وأذربيجان تقدم إلى إسرائيل فرصة لتعميق وجودها وتأثيرها في مجاليْ الأمن والاستخبارات، واستخدام الأراضي الأذربيجانية في عمليات إسرائيلية ضد أهداف في إيران. وفي الواقع، نتائج حرب ناغورنو-كاراباخ الثانية زادت في حدة التوترات بين إيران وأذربيجان، لأنها أدت إلى إطالة الحدود المشتركة بينهما. أيضاً لدى باكو مخاوف إزاء السياسة الإيرانية، وخصوصاً بعد فتح قنصلية إيرانية في تشرين الأول/أكتوبر في مدينة كابان الواقعة في أقصى جنوب أرمينيا. يُعتبر مكان القنصلية إشكالياً، لأنها موجودة في منطقة تتطلع أذربيجان إلى التوصل إلى اتفاق مع أرمينيا يقضي بعبور ممر مواصلات هو "ممر زانغازور" الذي يربط المناطق الغربية في أذربيجان بناختشيفان [جمهورية تتمتع بحكم ذاتي] ولا تشكل جزءاً من أذربيجان. بالإضافة إلى ذلك، التدريب العسكري الذي أجرته إيران مؤخراً على حدودها مع أذربيجان، اعتُبر رسالة تحذير إلى باكو. يُضاف إلى ذلك التدريب الذي أجرته إيران على الحدود بين البلدين في السنة الماضية، وكان الأول من نوعه منذ استقلال أذربيجان. في تشرين الثاني/نوفمبر، أُلقيَ القبض على شبكة تجسُّس إيرانية في أذربيجان. يأتي هذا إلى جانب حوادث إيرانية تآمرية، مثل محاولة الهجوم على جهات إسرائيلية أو يهودية في الدولة. لكن على الرغم من كل هذه النشاطات التآمرية، فإن طهران لم تنجح في الحؤول دون التعاون الأمني بين إسرائيل وأذربيجان وفتح سفارة في إسرائيل.
  • طوال أعوام، كان من بين المكونات البارزة في منظومة العلاقات بين إسرائيل وأذربيجان تصدير النفط من أذربيجان (الذي يشكل نحو 40% من استيراد إسرائيل للنفط)، وتصدير الصناعات الأمنية من إسرائيل إلى أذربيجان، بالإضافة إلى التعاون الاستخباراتي بين الدولتين. مؤخراً، وفي أعقاب الحرب في أوكرانيا، زاد تصدير الحبوب من أذربيجان إلى إسرائيل، ومشاركة شركات إسرائيلية في منشأة تحلية مياه بحر قزوين. علاوة على ذلك، وقبل انتشار جائحة كورونا، كان نحو 50 ألف سائح إسرائيلي يزورون أذربيجان سنوياً، وتأمل باكو بتطوير التعاون السياحي. ويُشار إلى أن خطوةً سبقت فتح سفارة في إسرائيل، عندما فتحت باكو مكتباً تجارياً في سنة 2021 هناك، رغبةً منها في توسيع التعاون والنشاط الاقتصادي بين الدولتين. في سنة 2020، بلغ حجم التجارة المدنية بين البلدين (من دون النفط) 200 مليون دولار تقريباً. وتتباهى باكو بوجود أكبر جالية يهودية في دولة مسلمة على أراضيها (تتأرجح التقديرات بين 13 ألفاً و15 ألفاً) على الرغم من أنها تبقى صغيرة نسبياً، مقارنةً بالجاليات اليهودية في دول خارج العالم الإسلامي. وتتباهى باكو بالتسامح الديني الذي يسودها منذ أعوام. وتُعتبر الجالية الأذرية التي تعيش في إسرائيل، والتي يتراوح عددها بين 50 ألفاً و70 ألفاً، جسراً مهماً بين البلدين.
  • للعلاقات مع أذربيجان أهمية أيضاً في إطار العلاقة الإسرائيلية-التركية. فطوال أعوام، شجعت الولايات المتحدة الدول الثلاث على التعاون فيما بينها، ولا سيما في تصدير النفط من أذربيجان إلى إسرائيل، عبر تركيا. وحقيقة أن أنقرة والقدس تُعتبران حليفتين مركزيتين لباكو، ونجاح أذربيجان في حرب ناغورنو-كاراباخ الثانية بفضل مساعدتهما، كان من بين العوامل التي ساهمت في عودة الحرارة إلى العلاقات بين تركيا وإسرائيل. لقد حاول إلهام علييف التوسط بين القدس وأنقرة لتطبيع العلاقات بينهما، بعد الأزمة التي نشبت في سنة 2018. وتجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من التوترات في العقد الأخير بين القدس وأنقرة، فإن باكو لم تعمد إلى تبريد علاقاتها مع إسرائيل، لا بل على العكس، تعمقت العلاقات بينهما. لكن مع ذلك، يوجد في مثلث العلاقات الأذرية-التركية-الإسرائيلية احتمال للمنافسة: فالصناعة الأمنية الإسرائيلية تتنافس مع الصناعات التركية، وهذه المنافسة ستشتد كلما تقدمت تركيا في تطوير صناعاتها الأمنية.
  • ويمكن التشديد على أن تأييد العلاقات بين إسرائيل وأذربيجان يحظى بدعم كل الأحزاب الإسرائيلية. بنيامين نتنياهو المكلف تأليف الحكومة، زار أذربيجان مرتين عندما كان رئيساً للحكومة، في سنة 1997، وفي سنة 2016؛ وخلال الزيارة الثانية، قال الرئيس علييف إن بلده اشترى منظومات عسكرية من إسرائيل بمقدار خمسة مليارات دولار. وفي تلك الزيارة، قال نتنياهو إنه يرى تغييرات في أجزاء كبيرة من العالم الإسلامي، وخصوصاً في الدول العربية: "إذا أردتم أن تروا كيف سيكون المستقبل، يجب أن تأتوا إلى أذربيجان، كي تروا التعاون المشترك بينها وبين إسرائيل." هذا الكلام يدل على أن قرار فتح سفارة أذرية في إسرائيل هو أيضاً كجزء من تداعيات اتفاقات أبراهام.
  • تُعتبر أذربيجان شريكة مهمة لإسرائيل في العقود الأخيرة، سواء من ناحية كونها مورّدةً للطاقة موثوقاً بها، أو من الناحية الأمنية. وفتح سفارة لها هو خطوة مباركة تعكس إمكانية تطوير العلاقات إلى مجالات أُخرى. مع ذلك، فكون أذربيجان دولة ذات أغلبية مسلمة، هناك حساسية حيال الموضوع الفلسطيني، لذا لم يكن مستغرباً أن تترافق الخطوة حيال القدس مع خطوة حيال رام الله. من هنا، وعلى الرغم من أن العلاقات بين القدس وباكو قوية بحد ذاتها، وعلى الرغم من الطابع العلماني للدولة في أذربيجان، فإنه يجب ألّا ننظر إلى علاقاتها مع إسرائيل بصورة منفصلة عن العالم الإسلامي.