مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
الجيش الإسرائيلي بدأ بشنّ عملية عسكرية واسعة النطاق في مدينة جنين ومخيمها
طائرات إسرائيلية مقاتلة تقصف بطارية مضادة للطائرات في سورية بعد انفجار صاروخ أُطلق من الأراضي السورية فوق جنوب إسرائيل
تشويش واضطرابات متوقعة في مطار بن غوريون الدولي اليوم على خلفية احتجاجات ردّاً على مضيّ الحكومة الإسرائيلية قدماً في تمرير قوانين خطة الإصلاح القضائي
تقرير: انخفاض الاستثمارات في الشركات الناشئة والشركات التكنولوجية الإسرائيلية في الربع الثاني من السنة الحالية بنسبة 65%
مقالات وتحليلات
العملية في جنين: الخطة والأهداف
الخيام في مزارع شبعا فرصة استراتيجية
امنحوا القيادة للجيش
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
موقع Ynet، 3/7/2023
الجيش الإسرائيلي بدأ بشنّ عملية عسكرية واسعة النطاق في مدينة جنين ومخيمها

قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن قوات كبيرة من الجيش بدأت بعد منتصف الليلة الماضية بشنّ عملية عسكرية واسعة النطاق في مدينة جنين ومخيم جنين للاجئين الفلسطينيين، وذلك لوقف العمليات "الإرهابية" التي تنطلق ضد مستوطنين وأهداف إسرائيلية من جنين، ولاعتقال مطلوبين بشبهة التورط في عمليات "إرهابية"، ويختبئون في المدينة ومخيمها.

وبحسب البيان، تشارك في العملية عدة وحدات من الجيش الإسرائيلي، يساندها سلاح الجو، وبدأت العملية عند الساعة الواحدة والنصف من بعد منتصف الليلة الماضية، بينما أكدت مصادر فلسطينية أن 4 أشخاص قُتلوا بنيران إسرائيلية في مخيم جنين لغاية الآن، وأصيب العشرات، كما تم اعتقال عدد من المطلوبين.

وأشارت مصادر في جنين إلى أن أكثر من 100 آلية عسكرية إسرائيلية، ما بين ناقلات جند وجيبات عسكرية وجرافات، اقتحمت المدينة من مختلف محاورها، وطوّقت كل الشوارع المحيطة بالمخيم، واعتلت القناصة سطوح العمارات العالية المشرفة على المخيم، بينما قصف الطيران الاسرائيلي أكثر من 10 أهداف في مناطق مختلفة من مخيم جنين.

وقال رئيس حركة "حماس" إسماعيل هنية إن الدم الذي يُراق على أرض جنين سيحدّد طبيعة المرحلة المقبلة في كافة الاتجاهات والمسارات.

وأصدر هنية بياناً دعا فيه الفلسطينيين في كل أرجاء الضفة الغربية إلى الوقوف إلى جانب جنين والدفاع عن أهلها لإحباط المخطط الإسرائيلي.

وكانت مصادر فلسطينية ذكرت أن فصائل فلسطينية أسقطت فجر أمس (الأحد) طائرة إسرائيلية مسيّرة في جنين، وذلك بعد استهدافها بإطلاق نار كثيف.

وأشارت هذه المصادر نفسها إلى أن مسلحين فلسطينيين أطلقوا النار بكثافة في اتجاه طائرة مسيّرة كانت تقوم بعمليات تصوير ورصد لنشاط وتحركات فصائل فلسطينية وأهداف أُخرى في مدينة جنين ومخيمها.

وأكد الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي سقوط طائرة إسرائيلية مسيّرة في جنين، وقال في بيان مقتضب إن الحادث ما زال في قيد التحقيق.

"معاريف"، 3/7/2023
طائرات إسرائيلية مقاتلة تقصف بطارية مضادة للطائرات في سورية بعد انفجار صاروخ أُطلق من الأراضي السورية فوق جنوب إسرائيل

قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن طائرات إسرائيلية مقاتلة شنّت فجر أمس (الأحد) هجوماً على بطارية نظام دفاع جوي سورية، رداً على إطلاق صاروخ مضاد للطائرات من الأراضي السورية في وقت سابق من الليلة قبل الماضية وانفجاره في المجال الجوي الإسرائيلي.

وأضاف البيان أن وسائل إعلام سورية ذكرت أن إطلاق الصاروخ أتى رداً على قيام سلاح الجو الإسرائيلي بشنّ غارات جوية بالقرب من مدينة حمص. وأفادت وكالة الأنباء العربية السورية الرسمية "سانا" بأن الطائرات الإسرائيلية استهدفت عدداً من المواقع، وهو ما تسبب بخسائر مادية، وأن الدفاعات الجوية السورية ردت على هذا العدوان الإسرائيلي.

وأشار بيان الناطق العسكري الإسرائيلي إلى أن الطائرات الإسرائيلية المقاتلة هاجمت البطارية المضادة للطائرات التي أُطلق الصاروخ منها، وضربت أيضاً أهدافاً إضافية في المنطقة.

وقال البيان إن الصاروخ المضاد للطائرات، الذي أطلق من الأراضي السورية، انفجر في الأجواء الإسرائيلية، ولم يقر بالضربات الإسرائيلية التي وقعت في وقت سابق بالقرب من حمص. وسقطت شظايا الصاروخ السوري في مدينة رهط العربية البدوية [جنوب إسرائيل]، الأمر الذي تسبب بإلحاق أضرار طفيفة في مبنى، من دون وقوع إصابات بشرية. وقام خبراء الهندسة في الشرطة والجيش الإسرائيليين بإزالة الشظايا الكبيرة للصاروخ.

وبلّغ سكان من وسط إسرائيل وجنوبها عن سماعهم دويّ انفجار، وأظهرت لقطات ما بدا أنها أجزاء من صاروخ أرض - جو من نظام S-200 روسي الصنع، بعد سقوطها في رهط.

وتقع هذه المدينة، التي يقطنها عرب من بدو منطقة النقب، في الجنوب على بُعد 230 كيلومتراً من منطقة حدود إسرائيل مع سورية، وعلى بُعد 415 كيلومتراً من حمص.

وأكدت وسائل إعلام أجنبية أن الغارات التي يقوم الجيش الإسرائيلي بشنها في سورية، مؤخراً، تستهدف أساساً شحنات أسلحة يُعتقد أنها متجهة إلى حزب الله في لبنان، كما أنها تستهدف أنظمة الدفاع الجوي السورية. ووقعت آخر غارة منسوبة إلى إسرائيل في سورية يوم 14 حزيران/يونيو الماضي، وأسفرت عن إصابة جندي سوري بجروح خطِرة، بعد أن قامت طائرات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي بقصف موقع بالقرب من العاصمة دمشق.

"يديعوت أحرونوت"، 3/7/2023
تشويش واضطرابات متوقعة في مطار بن غوريون الدولي اليوم على خلفية احتجاجات ردّاً على مضيّ الحكومة الإسرائيلية قدماً في تمرير قوانين خطة الإصلاح القضائي

توقّع القائد العام للشرطة الإسرائيلية الجنرال يعقوب شبتاي أن يشهد مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب اليوم (الاثنين) تشويشاً واضطرابات في حركة الطائرات، وذلك على خلفية احتجاجات مرتقبة، ردّاً على مضيّ الحكومة الإسرائيلية قدماً في تمرير قوانين نصّت عليها خطة الإصلاح القضائي، ومن شأنها تقليص صلاحيات السلطة القضائية لمصلحة السلطتين التشريعية والتنفيذية.

وقال شبتاي في جلسة لتقييم الأوضاع، عُقدت مساء أمس (الأحد)، إن الشرطة ستعمل على الحدّ من الاضطرابات المتوقعة. وأضاف: "لدينا 500 رحلة جوية، على متنها 75000 مسافر يرغبون في الدخول إلى البلد، أو في مغادرته، ولذلك، نحن ملزمون ببذل كل ما في وسعنا، بغية السماح للناس بالوصول إلى وجهاتهم."

وقال قادة حركة الاحتجاجات إن مئات المحتجين على خطة الحكومة لإصلاح الجهاز القضائي سيقومون اليوم بعرقلة حركة الدخول إلى مطار بن غوريون، وشلّ حركة السير من المطار وإليه، في إطار الاحتجاجات. ورفض هؤلاء القادة شروط الشرطة التي عرضت تنظيم الاحتجاجات قبالة صالة الانتظار الهامشية في "تيرمينال 1" في مطار بن غوريون، على أن تقتصر المشاركة على 5000 شخص. في حين يصرّ قادة الاحتجاجات على التظاهر أمام صالة الانتظار الرئيسية في "تيرمينال 3"، ورفضوا تحديد عدد المشاركين. وأضافوا أنهم اختاروا يوم التظاهرات في مطار بن غوريون بعناية، إذ إنه من أكثر الأيام ازدحاماً من ناحية حركة الطائرات في هذه الفترة، ومن المتوقع أن تغادر المطار أكثر من 500 رحلة جوية دولية.

واعتبر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير أن شلّ عمل المطار سيكون انتهاكاً خطِراً للأمن الإسرائيلي، وأشار إلى أنه يتوقع من الشرطة فرض القانون والعمل، كي لا يكون هناك استسلام من طرف أجهزة إنفاذ القانون لمصلحة المشاغبين ومَن يريدون الإضرار بالديمقراطية.

وجاءت تصريحات بن غفير هذه في إثر الجلسة الخاصة لتقييم الوضع بمشاركة القائد العام للشرطة.

وكان قادة حركة الاحتجاجات ضد خطة إصلاح الجهاز القضائي أعلنوا الأسبوع الماضي نيتهم تنظيم تظاهرة حاشدة في مطار بن غوريون الدولي اليوم، بالإضافة إلى التظاهرات الأسبوعية التي تنظَّم مساء كل سبت، وذلك بسبب استعداد الائتلاف الحكومي لطرح تشريعات هذه الخطة على الكنيست، بعد فشل المفاوضات مع المعارضة، في محاولة للتوصل إلى حلول وسط. وجاء في بيان صادر عنهم: "يوم الاثنين المقبل سيكون يوم تصويت في الكنيست على قوانين ديكتاتورية، وسيتم تنظيم تظاهرة قانونية وديمقراطية في مطار بن غوريون. وستكون تظاهرة سلمية ستوضح لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ولمجموعة المتطرفين الذين سيطروا على البلد، أن حركتنا النضالية لن تسمح لهم بتدمير دولة إسرائيل. وستكون التظاهرة الكبيرة في المطار عملاً رئيسياً ضمن سلسلة أعمال احتجاجية ستتم خلال الأسبوع، وستعلَن تفاصيلها قبل الانطلاق مباشرة."

"هآرتس"، 3/7/2023
تقرير: انخفاض الاستثمارات في الشركات الناشئة والشركات التكنولوجية الإسرائيلية في الربع الثاني من السنة الحالية بنسبة 65%

ذكر تقرير أعدّه مركز الأبحاث  IVC-LeumiTechالمتخصص في الخدمات المصرفية لشركات التكنولوجيا، والتابع لـ"بنك ليئومي" الإسرائيلي، أن الأموال التي استُثمرت في الشركات الناشئة والشركات التكنولوجية الإسرائيلية انخفضت في الربع الثاني من سنة 2023 الحالية بنسبة 65%، مقارنةً بالفترة نفسها من السنة الماضية.

ووفقاً للتقرير، جمعت شركات التكنولوجيا الإسرائيلية ما مجموعه 1.78 مليار دولار من المستثمرين، من نيسان/أبريل إلى حزيران/يونيو من هذا العام، بارتفاع طفيف عن 1.7 مليار دولار تم جمعها في الأشهر الثلاثة الأولى من سنة 2023، ولكن بانخفاض 65% عن الـ5 مليارات دولار التي تم جمعها خلال الربع الثاني من العام الماضي. وجمعت شركات التكنولوجيا الإسرائيلية ما يقارب الـ 15 مليار دولار من الاستثمارات العام الماضي، وخلال ازدهار التمويل في سنة 2021، جمعت ما مجموعه 25.6 مليار دولار من الاستثمارات الخاصة، وهو ما أدى إلى تقييمات عالية للشركات. لكن تباطأت الاستثمارات في الشركات الخاصة في النصف الثاني من سنة 2022 وسط ارتفاع أسعار الفائدة، وتراجُع سوق الأسهم العالمية، وتسريح عمال قطاع التكنولوجيا. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك حالة من عدم اليقين السياسي في إسرائيل بسبب خطة الإصلاح القضائي المثيرة للجدل، التي أعلنتها الحكومة الإسرائيلية في وقت سابق من هذا العام، الأمر الذي دفع المستثمرين الأجانب إلى تبنّي موقف الانتظار والترقب قبل إبرام أي صفقات اقتصادية.

وعلى الرغم من استمرار تراجُع الاستثمارات في الربع الثاني من سنة 2023، أظهرت البيانات الواردة في تقرير IVC-LeumiTech أن الانخفاض في جمع الأموال مقابل الربع الأول قد توقف موقتاً، على الأقل في الوقت الحالي.

وانخفض عدد الصفقات في الربع الثاني من العام الحالي بنسبة 48%، إذ تم تسجيل 100 صفقة خلال الفترة، مقارنةً بـ 192 صفقة في العام الماضي. وكان عدد الصفقات خلال هذا الربع الثاني هو الأدنى منذ سنة 2017. وأظهر التقرير أن الصفقات الضخمة التي يزيد كلٌّ منها عن 100 مليون دولار، أصبحت نادرة في الأرباع القليلة الماضية، إذ تم مثلاً تسجيل صفقة واحدة فقط فوق الـ200 مليون دولار في الربع الثاني من سنة 2023.

تجدر الإشارة إلى أن التداول في بورصة تل أبيب تأثّر أيضاً في النصف الأول من سنة 2023 بصورة رئيسية بسبب عدم اليقين بشأن الإصلاح القضائي، حسبما قالت إدارة بورصة تل أبيب في تقرير صدر في وقت سابق من هذا الأسبوع.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"يديعوت أحرونوت"، 3/7/2023
العملية في جنين: الخطة والأهداف
رون بن يشاي - محلل عسكري
  • العملية التي بدأ بها الجيش الإسرائيلي هذه الليلة في مخيم اللاجئين في جنين، جرى التخطيط والإعداد لها استخباراتياً خلال عام، بهدف توجيه ضربة إلى كبار المسؤولين في "كتيبة جنين"، وإلى مركز عملياتهم، تشبه الضربة التي وُجِّهت في نابلس ضد "عصابة" عرين الأسود. العملية المحدودة من المفترض أن تستمر وفق الحاجة، وبحسب الإنجازات التي ستتحقق. الفارق بينها وبين العملية في نابلس هو أنه كان هناك مركز واحد مهم في القصبة في نابلس. في جنين، هناك عدة مراكز – "حماس" والجهاد الإسلامي و"فتح" – بالإضافة إلى مراكز هامشية.
  • الصعوبة الأساسية في هذه الأثناء هي في أن "المخربين" يختبئون ولا يخرجون لمواجهة قواتنا. لذا، لا توجد مقاومة حتى الآن. في بداية العملية، كشف الجيش عن جزء كبير من العبوات التي جرى إعدادها مسبقاً، بينما كان "المخربون" لا يزالون مختبئين لأنهم يدركون أن الجيش سيشتبك معهم فور خروجهم من مخابئهم. الجزء الأصعب من العملية متوقَّع بعد ساعات، عندما يحاول "المخربون" الهرب من المخيم، أو الدخول في مواجهة مع القوات الإسرائيلية.

طريقة عمل الجيش

  • عملياً، يتحرك الجيش الإسرائيلي وفق أسلوب "الاستفزاز والرد" من أجل جرّ أكبر عدد من المسلحين إلى الدخول في مواجهة معه، أو الاستسلام. والخطة تفضي إلى عدم السماح بطرق للهرب ومنع تمركُز المسلحين في مكان آخر في الضفة الغربية.
  • كان الهدف جمع أفضل المعلومات الاستخباراتية واستغلال فرصة عملانية تجمع العناصر التالية: استعداد "المخربين"، ووجود وسائل قتالية وعبوات في القيادة المركزية جرى كشفها منذ وقت، لكن من المرجح أن الجيش كان يريد التأكد من وجود مسؤولين كبار من كتيبة جنين؛ ظروف طقس ملائمة تسمح باستخدام دقيق للوسائل الجوية من دون المسّ بغير المتورطين، استخدام حجم كبير من القوات الخاصة في الضفة الغربية - لواء من الكوماندوس، كتائب استطلاعية من لواء المظليين، غولاني وناحل، التي يمكنها القيام بهذا النوع من العمليات، وليس في جنين فقط.
  • مخطط العملية أُقرّ قبل أسبوعين، وعندما نضجت الظروف، توجهت المؤسسة الأمنية إلى رئيس الحكومة وطلبت منه الموافقة، وعرضت عليه خطة العملية - وفي النقاش الذي جرى مؤخراً، أُعطيت الموافقة النهائية. ورأى الشاباك والاستخبارات العسكرية أن الفرصة أصبحت سانحة، وأكدا عدم ارتكاب مذبحة بحق سكان المخيم، وحصلا على الموافقة وبدآ بالعملية.

استعداد "المخربين"

  • اتُّخذ القرار النهائي بالقيام بالعملية بعد تفجير عبوة ناسفة بمركبة "النمر" قبل أسبوعين، وإطلاق الصواريخ من جنين. وبعد أن اتضح أن إيران تمضي قدماً في مساعيها لتحويل جنين إلى غزة. واتُّخذ قرار موعد العملية على الرغم من معرفة رئيس الحكومة ومحيطه بأن الجمهور سيدّعي أن هذا الموعد قُرِّر لتحويل الاهتمام عن يوم التعطيل المقرر اليوم في الاحتجاج ضد الانقلاب القضائي. وعلى الرغم من ذلك، فإنه تم اتخاذ قرار المضي بتنفيذ العملية بسبب الظروف التي فصّلناها سابقاً.
  • استعد "المخربون" منذ وقت طويل لعملية للجيش في المخيم. وأعدّوا العوائق الحديدية وعوائق أُخرى على الطرقات، ودفنوا عبوات ناسفة كبيرة على الطرقات التي قدّروا أن القوات ستمرّ بمركباتها المدرعة عليها.
  • مكوّن آخر في خطة مقاومة المسلحين هو منظومة الإنذار والرصد ورسائل المواطنين على وسائل التواصل الاجتماعي لدى ملاحظتهم تحركاً لقوات الجيش الإسرائيلي بالقرب من معبر الجلمة، ومن المخيم.

التسريبات والخداع

  • هناك نقطة مهمة هي أن خبر العملية تسرّب، وفكروا في إلغائها. فقد علِم بها صحافيون فلسطينيون قبل عدة أيام. لكن نُضج الظروف هو الذي دفع نحو قرار القيام بها على الرغم من ذلك. خلال الليل، لاحظ "المخربون" حركة كبيرة للقوات على المعبر، بالإضافة إلى تسرُّب خبر العملية، وهو ما أدى إلى أنهم لم يُفاجأوا أبداً. لكنهم أخطأوا عندما اعتقدوا أن العملية ستبدأ بعد وصول الآليات المدرعة - لأن الضربة الأولى المفاجئة وُجّهت من الجو.
  • حالياً، تتحرك قوات كبيرة من الجيش بحجم لواء، قرابة ألف جندي، ولم تُستخدم الدبابات في العملية، والنيران الكثيفة توجَّه من الجو، توخياً للدقة والقدرة على مراقبة الحركة في داخل المخيم ومنع هرب المسلحين من المكان الذي يختبئون فيه. وتُستخدم المسيّرات بصورة أساسية لجمع المعلومات الاستخباراتية لمنع تحرُّك "المخربين "في داخل المخيم.
  • وتتجنب القوات البرية التحرك في داخل أزقة المخيم بأعداد كبيرة. وهي تتمركز على مداخله، وتتحرك بسرعة كبيرة نحو مراكز معروفة للمسلحين. ولقد انتهت هذه المرحلة الآن، وانتقلت القوات إلى جمع المعلومات الاستخباراتية واستخدامها لمواصلة مهاجمة "المخربين" في مراكزهم. وعندما تُستنفد هذه المرحلة، ستخرج القوات - لكن الجيش يقول إنها لن تكون العملية الوحيدة في جنين، وعند الحاجة، سيدخل الجيش مجدداً، المرة تلو الأُخرى، مستخدماً أساليب عمل أُخرى تتناسب مع المعلومات الاستخباراتية.

 

بيان إلى الصحف صادر عن "معهد دراسات الأمن القومي" 2/7/2023
الخيام في مزارع شبعا فرصة استراتيجية

يتعين على إسرائيل العمل بكل الطرق الممكنة لإزالة خيمتيْ حزب الله في مزارع شبعا. ويجب استنفاد التحرك السياسي، لكن وضع حدود زمنية له. وفي حال فشله، يجب العمل على إزالة الخيمتين، حتى لو كان الثمن المخاطرة بالتدهور إلى مواجهة محدودة في الميدان.

وقائع

  • في أواسط حزيران/يونيو، كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية، بعد تسريبات نقاشات لجنة الأمن والخارجية، وجود خيمتين يتواجد فيهما عناصر من حزب الله، بالقرب من مزارع شبعا. والخيمتان منصوبتان في الجانب الإسرائيلي من الخط الأزرق (الذي رسّمته الأمم المتحدة كخط للحدود بين إسرائيل ولبنان في سنة 2000، وتبنّته إسرائيل)، أي في الجانب التابع لسيادة الدولة الإسرائيلية، والذي هو موضع خلاف مع حزب الله الذي لا يعترف بالخط الأزرق، ويدّعي أن هذه المنطقة هي جزء من لبنان (على الرغم من أنها كانت تابعة لسورية عندما احتُلت في سنة 1967). إقامة الخيمتين لم تكن خافية عن أنظار الجيش الإسرائيلي، لكن إسرائيل قررت في مرحلة أولى عدم العمل على إزالة الخيمتين بالقوة، واستخدام القنوات الدبلوماسية. وضمن هذا الإطار، جرى التوجه إلى الأمم المتحدة والولايات المتحدة لنقل رسائل إلى الجانب اللبناني كي يعمل بنفسه على إزالة الخيمتين.

دلالات

  • إقامة الخيمتين وإصرار حزب الله على عدم إزالتهما يكشف ثقة حزب الله بنفسه في مواجهة إسرائيل في المرحلة الأخيرة، وجرأة متزايدة، واستعداداً للمخاطرة. والدليل على ذلك الأحداث غير المسبوقة التي وقعت في الأشهر الأخيرة: تحذير حزب الله في مسألة حقل كاريش؛ والهجوم في تقاطع مجدو بواسطة "مخرب" فلسطيني تسلل من الحدود في الشمال (13 آذار/ مارس)؛ وإطلاق الصواريخ من لبنان (6 نيسان/أبريل)، الذي على الرغم من أن جهات فلسطينية هي التي كانت وراءه، فمن المعقول أن تكون الاستعدادات والبنية التحتية بعِلم حزب الله. في المقابل، برز تصاعُد في حجم وجود عناصر حزب الله على طول الحدود، وفي مدى استعدادهم لخلق احتكاكات بالجيش الإسرائيلي على طول الحدود.

دوافع حزب الله

  • يبدو أن ما يدفع حزب الله هو الفهم الخاطىء بأن الصعوبات الداخلية في إسرائيل منذ تأليف الحكومة الحالية تبشّر بالضعف، وأن إسرائيل غير معنية في الوقت الراهن بالدخول في معركة معه. حزب الله أيضاً غير معنيّ بمعركة عسكرية واسعة النطاق، لكنه يفسّر التطورات الأخيرة بأنها فرصة بالنسبة إليه، سواء لتحسين "ميزان الردع" في مواجهة إسرائيل، أو لتوسيع تواجده في الجنوب اللبناني وإحكام قبضته على الحدود. يعتمد حزب الله على مصلحة إسرائيل في احتواء الحوادث ومنع حدوث تدهور واسع النطاق، لذا، هو لا يتخوف من الاحتكاك. حتى لو كانت إقامة الخيمتين نتيجة عدم معرفة ناشطي الحزب بحدود الخط الأزرق (الحدود)، فإن استمرار وجودهم هناك وإقامة خيمة ثانية يساعد حزب الله على تحسين موقعه كـ"درع لبنان" أمام الجمهور اللبناني، وكي يُظهر أهميته بالنسبة إلى إيران والدور المركزي الذي يلعبه في إطار "محور الممانعة" ضد إسرائيل.

الخلاصة

  • نحن نشهد تآكلاً للردع الإسرائيلي في مواجهة حزب الله، الذي أصبح أكثر جرأةً من الماضي، وبوضوح. استمرار عملية بناء قوة حزب الله، والتفسير بأن قواتنا لا تريد الاحتكاك بالحزب أدّيا إلى وضع خطِر من الناحية الاستراتيجية. حالة الثقة بالنفس المبالَغ فيها يمكن أن تؤدي إلى تصعيد. سواء أكان حزب الله يتصرف انطلاقاً من الضائقة، في ضوء الوضع الصعب في لبنان، أو رغبة منه في تبرير وجوده، أو لأنه يتصرف بدافع من الغطرسة والثقة المفرطة بالنفس، فإن التوجه خطِر، ويجب وقفه.

توصيات

  • بالنسبة إلى إسرائيل، وفي ضوء الظروف الناشئة، من المهم جداً ألا نكون أداة في يد حزب الله. يتعين على إسرائيل العمل بكل الوسائل الممكنة لإزالة خيمتيْ حزب الله في مزارع شبعا، وذلك لسببن أساسيين: على مستوى الميدان؛ وفي ضوء ضرورة كبح مساعي حزب الله الرامية إلى توسيع تواجده بالقرب من الحدود. فالحزب يحاول خلق واقع جديد بالتدريج، من خلال التسلل إلى داخل حدود الأراضي الخاضعة للسيادة الإسرائيلية – وهو وضع لا يمكن لإسرائيل قبوله. على المستوى الاستراتيجي؛ المطلوب من إسرائيل إظهار القوة والعزيمة من أجل تحسين "توازن الردع"، الذي تآكل مؤخراً، في مواجهة حزب الله.
  • حسناً فعلت إسرائيل عندما توجهت أولاً نحو القنوات الدبلوماسية في الكشف عن تحركات حزب الله التي تشكل انتهاكاً واضحاً لقرار مجلس الأمن 1701. ويجب استنفاد العملية السياسية، لكن تحديد وقت لها. كما يجب الحصول على اعتراف وتأييد دوليين لموقفها، ولمطالبها بتفكيك الخيمتين المقامتين على أراضيها؛ وترسيخ شرعية احتمال شنّ عملية إسرائيلية لإزالتهما.
  • على افتراض أنه بعد الكشف عن الحادثة تبين أن فرص نجاح التحرك الدبلوماسي ضئيلة للغاية، حينها، يجب القيام بعملية عسكرية لإزالة الخيمتين، حتى لو كان الثمن التدهور إلى مواجهة محدودة على الأرض. أسلوب الإخلاء وطريقة تنفيذ العملية يجب أن يجمعا بين الخداع من جهة، ومن جهة أُخرى، بين العزيمة وبين إظهار القوة بصورة تتعدى توقعات حزب الله.

 

"إسرائيل اليوم"، 2/7/2023
امنحوا القيادة للجيش
موشيه هاغار- لو - حاخام ورئيس المدرسة التحضيرية للخدمة العسكرية في مستوطنة "يتير"
  • كميات كبيرة من السلاح والذخيرة موجودة لدى جهات غير مسؤولة: نتيجة عمليات التهريب من الأردن وسرقة سلاح الجيش - وبالأساس بعد اتفاقيات "أوسلو"، حين أغرقنا الضفة بالسلاح - وبعد أن أصبح الشارع العربي في النقب، والجليل، وفي الضفة، عنيفاً وخطراً.
  • خروج الجيش بشكل أحادي الجانب وإخلاء شمال الضفة، تركا فراغاً ملأته التنظيمات "الإرهابية" المتطرفة، والسلطة الفلسطينية لا تريد، أو لا تستطيع السيطرة على الميدان.
  • عندما كنت قائد كتيبة قبل عملية "السور الواقي" وبعدها، وخلال موجة العمليات التي اجتاحت إسرائيل في الفترة 2000-2002، توصلنا إلى استنتاج مفاده أن حجم "الإرهاب" يستوجب عملية عسكرية واسعة.
  • "الشاباك" يقوم بعمله المهم بين الحروب، ولكن هناك لحظة يجب فيها على القيادات أن تقرر تغيير الاتجاه، وترك الجيش يقود الحرب ضد "الإرهاب"، طبعاً بمشاركة "الشاباك". "الشاباك" يعمل استناداً إلى معلومات استخباراتية دقيقة بشأن "مخرب" أو خلية، أو حتى تنظيم. إلاّ إن التهديد الذي يقف أمامه الجيش في جنين وفي مناطق أُخرى يتطلب استخبارات عسكرية وقوة عسكرية كبيرة، ولوقت أطول. كمية العبوات والسلاح الموجود في الميدان يستوجبان عملية أكثر عنفاً وأوسع، أكثر من عملية موضعية محدودة.
  • في كل عملية اعتقال "مطلوبين" في هذه المناطق، يتم فتح النار ورمي الحجارة وإطلاق الزجاجات الحارقة، ومؤخراً، جرى تفعيل عبوات ناسفة بقوة كبيرة. الحديث هنا لا يدور عن إخلال بالنظام، إنما عن محاولة لمنع اعتقال "مطلوبين". لذلك، وكما جرى خلال عملية "السور الواقي"، علينا "تطهير" الميدان من كل التهديدات، وجمع الأسلحة. أما في المناطق التي يوجد فيها مجتمع محلي يدعم "الإرهاب" فعلياً - علينا القيام بعمليات ردع أكثر من مجرد إلحاق الضرر بمكان العمل، أو أي عملية عقابية صغيرة. علينا أن نقوم بخلق معادلة مفادها أن المحيط الداعم لـ"الإرهاب" لا يحق له البقاء.
  • وفي المقابل، علينا العمل كما عملنا ما بعد "السور الواقي"، أي الحفاظ على نمط حياة للفلسطينيين غير المنخرطين، أو غير المشجعين لـ"الإرهاب". وفعلاً، فإن أغلبية سكان الضفة تنتمي إلى هذه الفئة.
  • عشية حرب الأيام الستة، قُتل ثلاثة جنود من وحدة المظليين بسبب لغم زُرع على "طريق الدوريات" في صحراء "يهودا". الجيش شنّ عملية سرية حينها، وخلالها، قصف عشرات المنازل في القرى. هذه العملية أدت إلى ردع كبير، وردعت الفلسطينيين في المنطقة عن التعاون مع "الإرهاب".
  • النظام القضائي في إسرائيل أيضاً لا يساعد الجيش في نشاطاته - بدءاً من إحباط محاولة رئيس الحكومة رابين إبعاد 415 "مخرباً" إلى لبنان، مروراً بمنع استعمال "دروع بشرية"، وصولاً إلى سلسلة من القرارات التي أصدرتها المحكمة وتُضعف قدرة الجيش على حسم المعركة ضد "الإرهاب" وردعه.
  • هجمات الشباب اليهودي التي تتضمن رمي الحجارة على الفلسطينيين، وحرق البساتين وإلحاق الضرر بالمارّين بالطرقات، مضرة وغير أخلاقية: ضارة - لأنها توسّع دائرة الكراهية لدى الأشخاص غير المنخرطين في "الإرهاب"، وتدفع الجيش إلى تخصيص قوات للحفاظ على النظام، بهدف التعبير عن سيادتنا على المنطقة؛ وليست أخلاقية - لأن التوراة تنص على أن كل إنسان يدفع ثمن ذنوبه. أحياناً، يصاب الأبرياء في الحرب من دون قصد، لكن هذه المهمة ملقاة على الجيش - "جيش الشعب" - العمل بصورة واسعة وشاملة، وليست على الأفراد منا.
  • في سفر "التكوين"، قال يعقوب لشمعون ولافي في نابلس: " تسببتما بإلحاق العار بي"، وذلك على الرغم من أن سفر التكوين يتفاخر بما قاما به من هجوم على السكان المحليين، وأحياناً هناك حاجة إلى عقاب جماعي للوصول إلى الردع، كالعقاب الذي قام به شمعون ولافي في نابلس، وهناك أيضاً مكان للحساب السياسي، المهم أن تنفيذ العمليات يجب أن يقوم به الجيش - جيش الشعب. في اللحظات الأولى بعد عملية قاتلة، يغلي الدم، ووظيفة القيادات هي تهدئة الغضب والرغبة في الانتقام، وتوجيه الشباب ... الصواب هو أن تقوم القيادات وصنّاع القرار بتقوية الجيش، والسماح له بالعمل بروح المكتوب هنا.