يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
28/7/2009
فلسطين
أقدم عشرات المستوطنين المسلحين على إغلاق الطريق المؤدية إلى رام الله بالقرب من قرية بيت عور الفوقا غرب المدينة ما أدى إلى احتجاز مئات المواطنين الذين لم يتمكنوا من مغادرة المنطقة. وأفادت مصادر فلسطينية أن الطريق المغلق يصل أكثر من ست قرى، وأدى إغلاقه لعدة ساعات إلى عدم وصول مئات المواطنين إلى أماكن عملهم. وأضافت المصادر أن المستوطنين نفذوا عملهم بمساندة جيش الاحتلال الإسرائيلي. يذكر أن الضفة الغربية تشهد تزايداً ملحوظاً في عدد المستوطنين، إذ أشار تقرير إسرائيلي بأن عدد المستوطنين في الضفة باستثناء القدس تجاوز 300 ألف مستوطن، بزيادة بلغت نسبة 2,29% عن السنة الماضية.
في خطوة تهدف إلى لفت الأنظار حول قضية الأطفال الأسرى في السجون الإسرائيلية، نظم نادي الأسير تظاهرة في مدينة رام الله شارك فيها أكثر من 600 طفل من المخيمات الصيفية من محافظتي رام الله والبيرة. وكان اللافت إطلاق 500 بالون ملون بألوان العلم الفلسطيني في سماء رام الله تحمل أسماء الأسرى من الأطفال في سجون الاحتلال. وضمت التظاهرة أمهات وأهالي الأسرى الذين كانوا يحملون صور أبنائهم حيث أطلقوا شعارات تطالب بالإفراج عن الأطفال والاهتمام بقضيتهم. وأوضح رئيس نادي الأسير الفلسطيني، قدورة فارس، أن سلطات الاحتلال تعتقل في سجون مجدو والدامون وعوفر وتلموند مئات الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 18 عاماً في ظروف قاسية، حيث تعرض معظمهم للتعذيب النفسي والجسدي. وأضاف فارس أن عملية السلام لن تتم إذا بقي هؤلاء الأطفال قابعين في السجون.
بعد أن أصدرت محكمة الصلح الإسرائيلية قراراً بالأمس قضى بإخلاء المستوطنين لأحد المنازل التي استولوا عليها في القدس، أصدرت المحكمة اليوم قراراً مفاجئاً ومناقضاً للسابق سمح للمستوطنين باستكمال عملية البناء في المنزل الواقع في منطقة الشيخ جراح وسط مدينة القدس. ولم تكتف المحكمة بذلك، بل غرّمت عدداً من الشخصيات الفلسطينية التي تصدت للمستوطنين في محاولة لمنعهم من الاستيلاء على المنزل، وذلك بمبلغ يقدر بعشرة آلاف شيكل بدل تعطيل العمل حسب ما جاء في القرار. وفور صدور القرار بدأ المستوطنون أعمال البناء بحماية رجال الشرطة الإسرائيلية. من جهته قال مسؤول وحدة شؤون القدس، المحامي أحمد الرويضي إن الجهات الرسمية لن تقف مكتوفة الأيدي، مضيفاً أنه سيتم التوجه إلى القضاء الإسرائيلي لإيقاف أعمال المستوطنين.
حركة حماس تبلغ المسؤولين المصريين عدم السماح لأعضاء حركة فتح بمغادرة قطاع غزة للمشاركة في المؤتمر السادس للحركة. التصريح جاء على لسان القيادي في الحركة صلاح البردويل الذي أكد أنه تم إبلاغ القاهرة بالقرار كتابياً. وأضاف أن السماح للأعضاء بالمغادرة مشروط بإطلاق السلطة الوطنية لمعتقلي الحركة في الضفة. وقال البردويل إن أحداً من أعضاء المؤتمر السادس للحركة لن يخرج من غزة إلا إذا تم الإفراج عن معتقلي حماس، مطالباً تزويد القطاع بجوازات سفر. وحمّل البردويل حركة فتح مسؤولية اغتيال أحد عناصرها الذي يعاني من حالة موت سريري في الضفة الغربية. وأوضح أنه لا يمكن فصل ما يجري في الضفة عما يجري في غزة، مشيراً إلى النقص الشديد في جوازات السفر في غزة ما يقيد حرية السكان في القطاع ويحول دون سفرهم إلى الخارج خاصة المرضى منهم.
حذر مستشار الحركة الإسلامية لشؤون القدس من الخطر الذي يهدد بانهيار المسجد الأقصى. وقال الشيخ علي أبو شيخة إن أجزاء واسعة من المسجد مهددة بالسقوط والانهيار جرّاء الحفريات الإسرائيلية المتواصلة أسفل المسجد وفي محيطه. وتحدث عن سقوط إحدى الشجرات المعمرة في منطقة باب القطانين والتي أفاد مسؤولو الأوقاف الإسلامية الذين عاينوا المكان أن الشجرة كانت خضراء وأن سقوطها جاء نتيجة لقطع جذورها من الأسفل، إضافة إلى وجودها معلقة فوق حفرة يصل عمقها إلى متر ونصف. وهذا يعني أن سقوط الشجرة جاء نتيجة للحفريات أسفل المسجد. ولفت إلى انهيار في ساحات المسجد الأقصى في المنطقة عينها قبل نحو عام ما أدى حينها إلى إحداث حفرة كبيرة بطول مترين وعرض متر ونصف وعمق متر واحد.
إسرائيل
أعرب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عن تفاؤله بتحقيق تقدم بشأن الخلافات بين إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية حول مسألة الاستيطان. كلام نتنياهو جاء عقب لقائه اليوم بالمبعوث الأميركي للشرق الأوسط، جورج ميتشل في القدس. وأضاف نتنياهو أن الطرفين يقتربان من إنجاز تفاهم يسمح بمواصلة وإكمال عملية السلام بين إسرائيل وجيرانها الفلسطينيين ومع باقي دول المنطقة. لكن نتنياهو أضاف أنه يجب السماح بعمليات بناء محدودة في المستوطنات وفق متطلبات النمو الطبيعي بالنسبة للسكان في هذه الأماكن. من جهته شدّد جورج ميتشل على علاقات الصداقة والتحالف بين البلدين، لكنه لم يذكر شيئاً عن قرب التوصل إلى اتفاق، واكتفى بالتحدث عن إحراز تقدم جيد فقط.
على الرغم من التطمينات التي أطلقها رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي، غابي أشكنازي حول الوضع في الجنوب اللبناني، والتي تهدف إلى تخفيف حدة التوتر في المنطقة، أفادت مصادر إعلامية أن دبابات تابعة للجيش الإسرائيلي اتخذت مواقع جديدة لها قرب منطقة مزارع شبعا، ما حدا بالجيش اللبناني إلى رفع درجة الاستعداد على طول الحدود الشمالية مع إسرائيل. وأفادت مصادر لبنانية بأن أربع دبابات تقدمت باتجاه مواقع جديدة على الحدود مع لبنان، كما سجلت المصادر تحليقاً للطائرات الإسرائيلية في المجال الجوي اللبناني. وفي ضوء هذه التطورات، ذكرت التقارير أن قوات اليونيفيل رفعت من درجة الاستنفار على طول الحدود مع مراقبة شديدة للتحركات على الجانبين. وكان أشكنازي قلل من إمكانية حدوث حرب في المنطقة الشمالية مع لبنان على الرغم من التوتر الذي أحدثته مسألة انفجار مخزن الأسلحة في إحدى قرى الجنوب.
في كلمة ألقاها خلال حفل تخرّج للأكاديمية الأمنية، أعرب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عن ثقته بأن الشعب الفلسطيني سيتخلص من حكم حماس في يوم ما إذا أراد ذلك. وتوقع نتنياهو كذلك نهاية قريبة للإسلام المتطرف، الذي سيهزم على يد ثورة المعلوماتية العالمية وحرية انتشار الأفكار وبمساعدة التكنولوجيا. وأوضح نتنياهو أن هذا التغيير لن يحصل الآن، إلا أنه سيحصل. أما الأمر الذي قد يؤخر أو يعوق نهاية الإسلام المتطرف فيكمن في إمكانية حصول المتطرفين على السلاح النووي. وجدد نتنياهو كلامه عن أهمية تعزيز الاقتصاد الفلسطيني مؤكداَ دور الاقتصاد في تحديد مستقبل الفلسطينيين. وتساءل نتنياهو إذا كان باستطاعة الإسرائيليين مساعدة الفلسطينيين على تحويل مناطق السلطة الفلسطينية إلى دبي جديدة، أم أن الأمر سيفشل فتتراجع المنطقة لتصبح كقطاع غزة. وأعاد نتنياهو تأكيده على وجوب إبقاء الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح.