يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
20/4/2011
فلسطين
أعلن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس أنه يعارض انتفاضة فلسطينية مسلحة جديدة ضد إسرائيل، حتى لو فشلت جميع جهود السلام. وقال عباس في حديث إلى الصحافيين في تونس، أن لا يزال يلتزم بالمساعي التي تدعمها الولايات المتحدة بالتوصل إلى اتفاق سلام عبر التفاوض مع إسرائيل مع حلول شهر أيلول/ سبتمبر القادم. لكنه أضاف، أنه مع تعثر المفاوضات لعدة أشهر، فهو يصر على خطته التوجه إلى الأمم المتحدة للمطالبة بدولة فلسطينية مستقلة في شهر أيلول في غياب اتفاق سلام مع إسرائيل. وأشارت مصادر إسرائيلية إلى أن التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة يعتبر رمزياً، ومن غير الواضح ماذا سيفعل الفلسطينيون بعد ذلك. لكن عباس قال، أنه مهما حدث، فهو لن يقبل بانتفاضة مسلحة ثالثة، مشيراً إلى النتائج الكارثية على الفلسطينيين لهذه الانتفاضة ضد إسرائيل خلال العقد الأخير. ومع وصول عباس إلى فرنسا اليوم، قالت وزارة الخارجية الفرنسية أن باريس تعتقد أن الفلسطينيين أصبحوا أكثر جاهزية لإقامة دولة وإدارتها بطريقة جيدة ومسالمة. وأوضح كريستيان فايج، نائب الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية، أن زيارة الرئيس الفلسطيني ستشكل فرصة لمناقشة الترتيبات المحتملة لاستئناف عملية السلام في الشرق الأوسط، إضافة إلى مناقشة مؤتمر المانحين القادم للدولة الفلسطينية، والذي تنظمه فرنسا في شهر حزيران/ يونيو القادم. وأضاف، أن فرنسا، بمشاركة المجتمع الدولي تريد مواصلة سياستها بالدعم الفاعل لإقامة مؤسسات الدولة الفلسطينية.
أعلن وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل احتجاز الطفل رأفت راضي عريقات البالغ من العمر 14 عاماً من أبو ديس، بعد اعتقاله في الرابع والعشرين من شهر آذار الماضي، وذلك على الرغم من قرار محكمة عوفر العسكرية الذي صدر في السابع والعشرين من الشهر ذاته بالإفراج عن الطفل عريقات فوراً. وأضاف قراقع أن المحكمة وجهت عدة أسئلة للنيابة العسكرية وللشرطة حول قيامها باتهام قاصر واعتقاله في منتصف الليل على أعمال يعتقد أنه قام بها قبل أكثر من نصف عام من اعتقاله. وكان قرار المحكمة قد ذكر أن الأمر الخطر هو عدم سماح الشرطة الإسرائيلية لوالد الطفل بالوصول إلى مقر الشرطة والتواجد مع أبنائه خلال التحقيق معه أو على الأقل السماح لمحامي الطفل بالتواجد خلال التحقيق. وكانت المحكمة قد اعترفت بأن الطفل لا يشكل خطورة قصوى ولا قنبلة موقوتة لكي يتم التصرف من قبل الشرطة مع الطفل بهذا الشكل، وهو أمر يضر بأصول التحقيق، مع الإشارة إلى أن التحقيق مع طفل قاصر في منتصف الليل ليس قضية ملحة، خاصة مع عدم حضور أهله، وعدم حضور المحامي ما يشكل خرقاً واضحاً لقوانين الحكم في إسرائيل حسب إدعائها. كما أن التحقيق تم مع الطفل باللغة العبرية التي لا يعرفها، إضافة إلى أن معايير التحقيق في هذا الملف سقطت إلى أدنى مستوى وأصبحت قضية ليس لها وزن، وهو ما يستدعي الإفراج عن الطفل فوراً. وأوضح قراقع إلى أنه في اليوم التالي من موعد إطلاق الطفل، تقدمت النيابة العسكرية بطلب استئناف بحقه لوقف إطلاق سراحه، ولهذا ما زال الطفل محتجزاً في سجن عوفر العسكري إلى الآن. ولفت قراقع، أن حرب اصطياد الأطفال في منطقة القدس ومحيطها مستمر، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت منذ بداية العام 250 طفلاً تقل أعمارهم عن 18 عاماً. من ناحية ثانية استنكر بيان لحركة فتح، في منطقة سلوان الدعاية غير الأخلاقية لرئيس جمعية العاد الاستيطانية، التي روج من خلالها لسيارة سوبارو، من خلال استخدام أجساد الأطفال الفلسطينيين، كنوع من الدعاية القذرة التي تصل إلى درجة التحريض على القتل. وقال أمين سر المنطقة، المبعد عن القدس وضواحيها، عدنان غيث، أن الدعاية تعني مزيداً من سفك الدماء وإعطاء ضوء أخضر للمستوطنين لقتل المزيد من الأطفال في الشوارع من دون رادع أخلاقي أو قانوني، مشيراً إلى أنه سيتم ملاحقة كل من يثبت تورطه في هذا الدعاية ومن يروّج لها قانونياً.
ذكرت مصادر فلسطينية أن المستوطنين قاموا من خلال الهواتف النقالة، بإرسال رسائل نصية تقول أنهم سوف يقيمون بؤرة استيطانية جديدة اليوم في نابلس. وأوضح المواطنون الفلسطينيون، أن عدداً من الباصات التي كانت تحمل المستوطنين وصلت إلى المنطقة الشرقية من قرية بورين جنوب مدينة نابلس، والتي كانت قد شهدت يوم أمس مواجهات أسفرت عن إصابة خمسة مواطنين من بينهم ضابط في الشرطة الفلسطينية أصيب برصاصتين من أسلحة المستوطنين. وأوضح رئيس مجلس قروي بورين أن المواطنين بدأوا عبر مكبرات الصوت المنتشرة في مساجد القرية بتحذير المواطنين، خاصة وأن أكثر من 200 مستوطن وصلوا إلى منطقة غرس فارس في الجهة الشرقية من القرية. وأكد أن المواطنين في بورين سيصمدون أمام كل أعمال العربدة التي يمارسها المستوطنون تجاه القرية ومواطنيها، داعياً كل المسؤولين الفلسطينيين إلى تحمل مسؤولياتهم وتقديم كل الدعم والمساندة للمواطنين في بورين. من ناحيته قال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية، غسان دغلس، أن المستوطنين يستخدمون شكبة اتصالات خاصة بهم لإرسال الرسائل النصية لكافة المستوطنين في الضفة الغربية وأنصارهم من داخل الخط الأخضر، لتنظيم الفعاليات وتزويدهم بالأخبار أولاً بأول، ومن بينها إقامة البؤر الاستيطانية الجديدة والاعتداءات على ممتلكات المواطنين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية.
كشفت مصادر إسرائيلية أن سلطات الاحتلال تنهي الاستعدادات الأخيرة لافتتاح شبكة الأنفاق الأرضية في محيط المسجد الأقصى، وهي تمتد من أسفل منطقة أسوار الحرم القدسي وتصل إلى داخل البلدة القديمة. وأوضحت المصادر أن الشبكة تتضمن عدداً من الأنفاق تم حفرها على مراحل مختلفة خلال السنوات الأربعين الماضية، حيث تم ربطها بعضها ببعض من خلال مخطط شبكة أنفاق يكون مدخلها الرئيسي في حي سلوان المجاور للحرم القدسي، ومنه تصل إلى حائط البراق غرب المسجد الأقصى، وتمتد حتى وسط حارة المسلمين في البلدة القديمة، حيث أقيم عدد من البؤر الاستيطانية وكنيس يهودي. وحسب المصادر الإسرائيلية، فإن هذه الشبكة ستشكل شبكة الأنفاق ومزاراً وموقعاً يجذب السياح، الذين يقدر عددهم بمئات الآلاف سنوياً الذين سيتمكنون من دخول حي سلوان والسير لدقائق طويلة تحت الأرض وصولاً إلى البلدة القديمة في القدس المحتلة. وأشارت المصادر إلى أن مشروع الأنفاق يهدف إلى تعزيز بؤر الاستيطان في حارة المسلمين من خلال ربطها بالبؤرة الاستيطانية الموجودة في حي سلوان، كما لم تستبعد هذه المصادر أن يستخدم المستوطنون الأنفاق لإخلاء البلدة القديمة في إطار الحل الدائم. كما أكدت المصادر أن الحفريات شوهت وخربت آثاراً تحت الأرض من أجل تبرير الرواية اليهودية، إضافة إلى أنها دمرت طبقات أثرية إسلامية ومسيحية من أجل الوصول إلى ما تسميه بالأيام اليهودية. ومن ناحيته اتهم عالم يهودي سلطة الآثار وجماعة إلعاد الاستيطانية، بتخريب تاريخ القدس واليهودية التي تواجدت في المدينة لفترات قصيرة جداً، بينما تتجاهل الحفريات الحضارات الأخرى في القدس.
في تصريح صحافي له، قال نمر حماد المستشار السياسي للرئيس محمود عباس، أن السلطة الفلسطينية ليست معنية حالياً بإعلان قيام الدولة الفلسطينية من جانب واحد. وأوضح أن إسرائيل ترفض وتعرقل كل الجهود الدولية التي تهدف إلى إنجاح عملية السلام مع الفلسطينيين، مشيراً إلى أن الأغلبية الساحقة من دول العالم تدعم قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على الأراضي المحتلة عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. لكن حماد أشار إلى أن الموقف الأميركي غير واضح حتى هذه اللحظة، بالنسبة لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة. يشار إلى أن الاتحاد الأوروبي كان قد أكد أنه يعارض بشكل مطلق الإعلان عن دولة فلسطينية من جانب واحد، وأن موقف الاتحاد هو استئناف المفاوضات بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني للتوصل إلى حل على أساس حدود العام 1967. كما أعلن البيت الأبيض رفض الولايات المتحدة بشكل قاطع، الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967 من خلال خطوات أحادية الجانب، رداً على ما نشر حول توجه اللجنة الرباعية الدولية للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
خلال محاضرة نظمتها مكتبة الإسكندرية مساء أمس تحت عنوان مواجهة غياب حقوق اللاجئين، كشفت مفوض عام وكالة الأونروا، كارين أبو زيد، أن الحكومة الإسرائيلية سمحت لأكثر من 300 ألف بالاستيطان بشكل غير شرعي في الضفة الغربية، منذ قرار تقسيم الضفة إلى ثلاث قطاعات في العام 1994، كما سمحت لأكثر من 200 إسرائيلي ببناء 12 مستوطنة غير شرعية في القدس الشرقية. وأضافت أن الحكومة الإسرائيلية أعطت خلال السنوات الست الماضية، نحو سبعة آلاف إذناً لبناء المستوطنات الإسرائيلية، فيما منحت نحو 105 فلسطينيين إذناً للبناء، بينما تم رفض 94% من الطلبات. وأكدت أبو زيد أن المحاكم الإسرائيلية أصدرت 15 ألف حكم هدم لمنازل اللاجئين الفلسطينيين في القدس الشرقية، موضحة أن تم قبول 11% فقط من طلبات الأونروا لبناء المنازل وإصلاحها في غزة. واستعرضت أبو زيد مجموعة من الحقوق التي يحرم منها اللاجئون الفلسطينيون، مشيرة إلى أن السلطات الإسرائيلية اعتقلت في الفترة الأخيرة، حوالى 7 آلاف فلسطيني، منهم 180 طفلاً و27 امرأة، منهم 700 شخص من غزة. وأشارت إلى أن اللاجئين محرومون من حق التنقل، لعدم وجود ضمانات بعودتهم، كما أنهم لا يحصلون على الحق بالعلاج والوصول إلى دور العبادة، ولا يتمتعون بحق الجنسية أو حق التظاهر السلمي. وأضافت أن إسرائيل تطبق أجندة منظمة لإجبار اللاجئين على الخروج من القدس الشرقية، مشيرة إلى عمليات القمع التي يتعرض لها اللاجئون ما يؤدي بهم إلى الاستسلام للضغط والقبول بأقل الحقوق، مشيرة أيضاً إلى زيادة في عدد طلبات تأشيرات السفر إلى الخارج. وأوضحت أبو زيد، أنه حسب الإحصاءات الأخيرة، فإن 19% فقط من الأجانب لديهم انطباعات إيجابية عن إسرائيل، مشيرة إلى أن إسرائيل تحد من التواجد الدولي في الضفة الغربية وقطاع غزة، لإدراكها أن من يدخل المنطقتين يلمس مدى المعاناة التي يتعرض له الفلسطينيون هناك.
إسرائيل
ذكرت مصادر إسرائيلية، أن العشرات من الشخصيات العامة الإسرائيلية ستنظم احتجاجاً يوم غد الخميس، أمام قاعة الاستقلال في تل أبيب، وهو المكان الذي أعلن منه دافيد بن – غوريون قيام دولة إسرائيل في شهر أيار/ مايو 1948. وأعلن المشاركون، الذين يضمون من بينهم 17 من حاملي جائزة نوبل، أنهم سيعبرون عن دعمهم لإعلان دولة فلسطينية على حدود العام 1967. وينوي المحتجون أيضاً التوقيع على أعلان مكتوب ودعوة الشخصيات العامة إلى الانضمام لهم في توقيع هذه الوثيقة. وتعلن الوثيقة أن الشعب اليهودي نشأ في أرض إسرائيل، حيث قامت عناصر الدولة، كما أن الشعب الفلسطيني نشأ في فلسطين، حيث تنمو عناصر الدولة. ودعا الموقعون، كل الذين يطلبون السلام والحرية للشعوب، إلى دعم هذا الإعلان عن الدولة الفلسطينية، والتصرف بطريقة تشجع المواطنين في الدولتين على الحفاظ على علاقات سلام على أساس حدود العام 1967. وأضافت الوثيقة، أن نهاية الاحتلال هي الوصول إلى تحرير الشعبين. وأكد القائمون على الحركة، أنها لن تكون مجرد حركة احتجاج، بل ستكون جزءاً من عملية أكبر تؤدي إلى بديل شرعي للسياسات الإسرائيلية الحالية. وأشار الموقعون على الوثيقة، إلى أن إسرائيل، بدلاً من أن تكون الدولة الأولى التي تمد يدها لمساعدة الفلسطينيين للحصول على استقلالهم، تحاول العمل ضد ذلك، وهي بذلك تعزل نفسها وتتحول إلى نوع مشابه لما حصل في جنوب إفريقيا.
أعلنت الولايات المتحدة الأميركية رفضها للخطط الفلسطينية بالنسبة للجهود التي تبذل لمطالبة مجلس الأمن الدولي الاعتراف بدولة فلسطينية في شهر أيلول/ سبتمبر القادم. وقال الناطق باسم الإدارة الأميركية، مارك تونر، أن إدارته لا تعتقد بأنها فكرة جيدة، أو مساعدة، مضيفاً أن الإدارة الأميركية ستواصل الضغط على الطرفين لاستئناف المفاوضات غير المباشرة. وكان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، قد أشار إلى إصراره المضي بالمساعي للطلب إلى الأمم المتحدة الاعتراف بدولة فلسطينية. وخلال زيارته إلى تونس، قال عباس أن السلطة الفلسطينية تذكر كلام الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي أوضح رؤيته حول إقامة دولة فلسطينية في شهر أيلول القادم وفقاً للمهلة النهائية التي حددتها اللجنة الرباعية الدولية. وأضاف أن أكثر من 130 دولة اعترفت بالدولة الفلسطينية على حدود العام 1967، مشيراً إلى أن هذا العدد قد يصل إلى 140 أو 150 دولة، مرجحاً أن تعلن دولاً مثل بريطانيا وفرنسا قبولها بإقامة دولة فلسطينية. ومن المتوقع أن يلتقي عباس خلال زيارته المقررة اليوم إلى فرنسا، بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، حيث سيحاول إقناعه بدعم التوجه الفلسطيني إلى مجلس الأمن الدولي في شهر أيلول للاعتراف بدولة فلسطينية على حدود العام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.